روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سارة الخولي

 

البارت الخامس والعشرون

 

الحلقه 25

مرت لحظات لم تستوعب ما تراه امامها حقا…….. سيف؟؟……….صديق الطفولة…….وحب العمر………و…..محطم الافئده!!!!!!!
…….هل هو حقا امامها ؟؟……..ام انه مجرد سراب…..ان مدت يدها اليه هل ستلامسه؟؟…….ام ستحتضن الفراغ…….ظلت محدقه له في دهشة وقد ترورقت عيناها بالدموع……..واخيرا تنهمر منها عبرة ساخنة لتشعر بتلك اللمسة الدافئة تمسحها مقترنة بصوته الحنون يهمس: انا ماستهلش دموعك دي
وهنا افاقت هي من ذهولها لتزيح يده في عنف هاتفه: ابعد ايدك عنى؟؟
شحب وجهه اكثر…..مد يده ليضعها فوق كتفها وهويتمتم بتوتر: مالك يا سلمى؟
للمرة الثانيةتزيح يده في عنف وهى تصرخ بحده: قلتلك ابعد عنى….
ادارت ظهرها اليه لتتابع بصوت مختنق : انت عايز مني ايه؟؟
ابتلع سيف ريقه في صعوبه قبل ان يتمتم بخفوت : عايز ايه؟؟…….انا سيف يا سلمى؟؟……..سيف اللي عشتى طفولتك معاه….سيف اللي حبك اكت ……
التفتت اليه بسرعة هاتفه من بين عيون دامعة: سيف اللى كسرلي قلبي في اكتر وقت كنت محتاجاه فيه…….سيف اللى كنت فاكرة ان حبه ليا هيحميني….طلع حبه مزيف وك…….
سيف مقاطعا اياها وهاتفا: لا يا سلمى………انا حبي ليكي عمره ما كان مزيف…….انتى حبك كل يوم كان بيكبر في قلبي اكتر من اليوم اللي قبله….كنت بتمنى اللحظة اللي تقوليلي فيها انك بتحبينى زي مانا بحبك……….بس للاسف اللحظة دي ماجتش………انا اتعذبت كتير اوي يا سلمى……………
سلمى مقاطعه وبصوت مرتعش: انا اللى ماشفتش يوم واحد حلو في حياتى……ان كنت انت اتعذبت فأنا اتدمرت…….كل حاجة حلوة في حياتي راحت مني…….رفعت عيناها الدامعتان اليه لتتابع: كنت فاكرة انك هتكون املي الاخير اللي هتعوضني عن كل الحنان اللي اتحرمت منه……بس للأسف خنت حبي زيك زي الباقيين……..كسرت قلبي وجرحتني…….احتدت نبرة صوتها قليلا لتهتف: يبقى عايزنى اعملك ايه دلوقتي…….اقولك خلاص سماح النوبة دي ونرجع اخوات زي الاول
سيف بصوت مختنق جاهد للخروج: لا يا سلمى……..احنا مش اخوات ولا في يوم اعتبرتك اختي……..انتي طول عمرك كنتي بالنسبالي كل حاجة……حلمت بيكي علطول عروسة لابسه فستان ابيض وماسكة في ايدي ………انتي البنت الوحيده اللي حركت مشاعري وخليتني ماتمناش غيرها شريكة لحياتي
سلمى بابتسامة ساخرة مريرة: واضح فعلا اني غالية عندك اوي……بدليل انك رفضت مساعدتي في الطلاق من ادهم……ورفضت تحقيق حلمك…..تابعت بصوت مختنق: ده لو فعلا كان حلمك بجد
سيف هاتفا: ايوة كان حلمي……بس انا كنت خايف عليكي يا سلمى……خايف ع……
سلمى متابعة : خايف على نفسك يا سيف؟
ادارت له ظهرها لتتابع: كنت خايف من مواجهة رجل اعمال كبير زي ادهم…..خفت يدمرلك مستقبلك المشرق اللي كنت لسه بتحفر اسمك فيه
سيف بنبرة الغير مصدق: انا يا سلمى؟؟……….انا اخاف على نفسي من حمايتك؟؟
لم تجبه سلمى ……..فأمسك بكتفيها ليديرها اليه …….ويحاول النظر في عيناها المنخفضتين:انامش هرد عليكي……..تعرفي ليه؟……….تابع وهو يمسك بذقنها ليرفع وجهها الى الاعلى: علشان انتى الوحيده اللي هتقدري تردي على كلامك
اشاحت بوجهها بعيدا لتفلت يده من فوق ذقنها وتتمتم : مش هنكر انك ياما دافعت عني وحامتني من اي شخص حاول انه يسئ ليا…. مش هنكر انك ياما عرضت نفسك للخطر علشان توفرلي الامان ……نظرت في عيناه مباشرة لتتابع : بس مش هنكر انك برضه خذلتني في اكتر وقت كنت محتاجاك فيه جنبي
شعرت بنبضات قلبها تتزايد عند رؤيتها لتلك العينان الدامعتان التي طالما اشتاقت اليهما……….فأدارت عيناها بعيدا لتتابع: انا كنت محتاجة لضهر اتسند عليه لغاية لما اخد حقي…..فهمت انك ممكن تكون الامان والسند بالنسبالي …….زي ما كنت طول عمرك
سيف مقاطعا: يا سلمى انا كنت خايف عليكي….. كنت خايف لا اكون انا السبب في تدمير حياتك….صدقيني ماكنتش هقدر اتحمل اني اكون السبب في كده…….نظر في عيناها مباشرة ليتابع بصوت متقطع: انا اه بحبك……بس حبي ليكي مش بالانانية اللي تخليني اتدخل لتدمير حياتك علشان تكوني ليا افي الاخر…….اللي بيحب بجد عمره ما يعمل كده……..اشاح بنظره بعيدا ليتابع: انا ممكن كنت افضل متحمل عذابي وجراح قلبي……واخر حاجة كنت ممكن اتمناها اني ادوق حد من نفس الكاس اللي دوقت منه
سلمى بحده مشيرة باصبعها: ان كنت فاكر ان انفصالي عن ادهم كان بسببك تبقى غلطان…….اخفضت يدها لتتابع بجدية: انا انفصلت عنه علشان انا عندي كرامة……..ومفيش اي واحده عندها كرامة كانت هتستحمل اللي ادهم بيعمله فيها……..رفعت رأسها اليه متابعة: واديني اهو اتطلقت….ولوحدي……..مش محتاجاك …..ولا محتاجة لأي حد يكسرني تاني………انا خلاص………نسيتك……..تابعت ناظرة في عيناه المتلألأتان بالدموع: ونسيت اي حاجة كانت تربطنا ببعض…..
مرة ثانية تشعر بالتوتر ……فتشيح بوجهها وتدير ظهرها اليه متابعة : علاقتي بيك كانت علاقة مريضة بالدكتور بتاعها………ابتدت في المستشفى………….وانتهت برضه في المستشفى…….ده كان كلامك …..ادارت ظهرها اليه متابعة: مش كده بر………؟؟ وهنا اتسعت عيناها في ذهول …….اذ انها لم تجد له اثرا…….دارت بعينيها في ارجاء الشارع المزدحم……يكاد قلبها يخرج من بين ضلوعها للبحث عنه بنفسه……..اين تراه ذهب…….لقد كان هنا للتو؟؟……….هل كان هذا حلما ام؟؟
-بصراحة انتى كنتي قاسية اوي يا بنتى
اخفضت سلمى عيناها الدامعتان الذاهلتان الى بائعة الذرة لتتمتم: هو كان هنا؟؟ ……….هو راح فين؟؟
العجوز: يابنتى بيضي قلبك…….شيلي منه كل الكره ده………سامحي واغفري ده كلنا بنغلط
مسحت سلمى عيناها الدامعتان لتتمتم بصوت مختنق: طب هو راح فين؟؟
العجوز : ويهمك في ايه بقى؟؟…….مانتي قسيتي عليه بالكلام………وكان طبيعي يسيبك ويمشي
سلمى بصوت متحشرج يكاد يصرخ بالبكاء: لا يهمني…….يهمنى علشان………علشان انا بحبه…….اه بحبه……
اختنق صوتها اكثر بالبكاء……….لتخرج حروفها متقطعة مختنقه غير واضحة المعالم: انا …..انا بحبه…..انا ضيعته مني تاني……انا غبية……
وهنا نظرت حولها من جديد…..مسحت دموعها لتقول بحزم: انا …..انا لازم ادور ع……….
-طب طالما بتحبيني للدرجة دي…..بتكابري ليه بقى؟
التفتت سلمى الي مصدر الصوت لتتسع عيناها المتلألأتان بالدموع هاتفة بنبرة الغير مصق: سيف؟؟
ابتسم سيف بخفوت قبل ان يقترب منها ويمد يديه لمسح دموعها قائلا: اسمي الدكتور سيف يابنت…..
ابتسم سيف بخفوت قبل ان يقترب منها ويمد يديه لمسح دموعها قائلا: اسمي الدكتور سيف يابنت…..
لم تدري سلمى بنفسها الا وهي ترتمي بين ذراعيه هاتفه من بين دموع السعاده الغامرة: سيف………انا افتكرتك مشيت وسيبتنني تانى
سيف محتضنها بقوة مفجرا كل مشاعره وعواطفه : انا عمري ما هسيبك تاني يا سلمى……..رفع رأسها متابعا بنبرة مرتعشة ممزوجة ببعض العبرات: انتى روحي يا سلمى……لو بعدت عنك تاني اموت
سلمى بسرعة وهي تمسح عبراته: بعد الشر عنك……صمتت للحظة لتتابع بعدها بجديه: اوعي تقول كده تاني…
سيف بابتسامة خافتة: ولو قلت هتعملي ايه؟؟
سلمى وهي تنهال عليه بالضربات: هضربك هضربك هضربك
سيف بضحكة واسعة واضعا يده امامه: خلاص خلاص……..
امسك يداها لينظر بعيناها مباشرة متابعا: اوعدك اني مش هكررها تاني……..بس عندي شرط
سلمى بابتسامة جذابة: ايه؟؟
سيف مشيرا برأسه الى بائعة الذرة: عايزك تعزميني على جوز درة
سلمى بمزاح: على فكرة الدور عليك……….فاكر من 4 سنين لما …….
سيف مقاطعا: خلاص خلاص……..نعزمك بقى وامرنا لله
وبالفعل اتجه سيف الى العجوز لشراء اجواز الذرة قبل ان يتجه مع سلمى للجلوس الي احدى المقاعد…….
سلمى رافعة رأسها الى سيف: كل بقى…….انت هتفضل باصصلي كده كتير؟؟
سيف هامسا: وحشتيني اوي…..
اخفضت سلمى وجهها في خجل وحاولت تصنع الانشغال بتناول الذرة قبل ان ترفع رأسها فجأة هاتفه: بس انت كنت رحت فين بسرعة كده؟؟
سيف مشيرا الى جانب المقعد: كنت هنا؟؟
سلمى بدهشة: مستخبي ورا الكرسي؟؟………تابعت بابتسامة ممازحة: ده ايه شغل العيال ده؟؟
اطلق سيف الضحكة العالية قبل ان يقول: من بعض ما عندكم…..
سلمى ضاربة اياه على رأسه:بقى كده؟؟……. طب خد دي….
تحسس سيف راسه في الم لتتابع هي بلا مبالاة: عيال بعيال بقى……
ابتسم سيف قبل ان يعود لتناول الذرة……..فماذا عساه ان يقول……..هاهي حبيبة عمره جالسة بجواره على نفس المقعد……..كيف سيتمرد على اي شئ تفعله…….وهو الذي طالما تمني تلك اللحظة………انه حتى الان غير متصور انه يعيش واقعا…….وليس حلما كالعاده
مرت الامسية رقيقة……جميلة…..تحدثت فيها سلمى الي سيف واخرجت كل ما بقلبها من مشاعر وكل ما بعقلها من احاديث وحكايات…..اما سيف فكان يكفيه الاستماع الى صوتها الذي لطالما افتقده…..ولم ينسى ان يشاركها في احاديثها…..مثلما كان يفعل معها دائما……..
سيف وهو ينظر الى ساعته: متهيألى الوقت اتأخر…….
سلمى وهي تنظر الي الساعة بدورها: يا خبر……..دي الساعة 11 ونص
سيف وهو يقوم: طب يالا بقى علشان اروحك
سلمى وهي تقوم بدورها: يال…….وهنا نظرت الى يدها هاتفه: الحق يا سيف…..دي الدنيا بتمطر
مد سيف يده امامه ليتمتم: اه صح….غريبة…..بتمطر دلوقتي؟؟
وهنا بدأت قطرات المطر تزيد……فتابع سيف : يالا بسرعة نروح قبل ما المية تغرقنا
سلمى رافعة راسها رأسها عاليا: ياريتها تغرقنا……….ثم تابعت ببهجة ناظرة الى سيف : انا من زمان نفسي اجري تحت المطرا…..
وهنا امسكت بيده لتهتف بسعاده غامرة: انا حاسة اني النهارده الدنيا مش سايعاني من الفرحة……..
تركت يد سيف لتركض مبتعده بضعة خطوات: انا نفسي اجري ………..حاسة اني نفسي انطلق واخد الدنيا كلها في حضني
سيف وهو ينظر الى السماء ليجد الامطار قد بدأت تشتد……: يا سلمى انتى كده ممكن يجيلك برد
سلمى بضحكة واسعة عالية وهى مازالت تسير بظهرها: وماله؟؟………..المهم اني اعمل اللي انا عايزاه…….
ركضت اليه مرة اخري لتمسك بيده وتهتف: تعالى نعمل سباق سوا
سيف ناظرا الى المياه المنهمرة بتوتر: سباق ايه بس يا سلمى؟؟ خلينا نروح
سلمى بعناد: لا………ثم عقدت ذراعها لتتابع: اكيد مش عايز تسابقني علشان انت عارف اني انا اللي هكسب
سيف بتهكم: تكسبي؟؟……..ده بعدك
سلمى بتحدي: خلاص…….يبقى نعمل سباق
سيف بحزم: ماشي
وهنا بدأت سلمى في العد لتنطلق راكضة ومبتعده…..لتجد سيف وقد اوشك على الاقتراب منها هاتفا بنفس متقطع: انتي خدتيني على خوانة على فكرة……انا……..انا ما…..ولكنه لم يستطع اتمام جملته…..حيث انه الان يركض بأقصى سرعته ليسبق سلمى بالفعل…….وهنا تقع سلمى صارخة بألم: اااااااه……..رجلي
توقف سيف عن الركض فجأة…..واتجه اليها لينحني ويهتف بارتياع: مال رجل………..
وهنا قاطعته هي لتقوم بسرعة راكضة ومبتعده: ضحكت عليك………….التفتت اليه لتركض بظهرها: واحد صفر………..ثم عادت لتركض مبتعده……….اما هو فحاول جاهدا التقاط نفسه ..وضع يده على قلبه……..يشعر بألم قاسي به……..يفيق على هتافها من بعيد: يالا يا سيف…….بلاش دلع……
يغمض عيناه في الم…….ثم يعود لينظر اليها ……ليحاول جاهدا القيام ……..يسير ببطء ….لتزيد سرعته اكثر…..فاكثر……..تتحول خطواته الى ركض……ركض بأقصى سرعة……الم في قلبه يتزايد ……ولكنها في كل مرة تهتف به: بسرعة يا سيف………انا شكلي هكسبك……..يبتسم بانهاك عند رؤيته لتلك الطفلة المدللة امامه…….قبل ان يعاود الركض…….الالام في قلبه تتزايد……….اكثر ..فأكثر………..فأكثر…….لم يعد يستطيع احتمالها…..وخزة كبيرة في قلبه جعلته يسقط ارضا صارخا في الم ……..
التفتت سلمى اليه لتضحك هاتفة: كان غيرك اشطر
عادت لتركض من جديد ولكن في هذه المرة لم تشعر بركضه……توقفت فجأة لتنظر اليه…..وتراه مازال ملقى بجسده ارضا……..مطت شفتيها متمتمة: اهو دلوقتي بيقلدني
اقتربت منه وهي مازالت تردد: على فكرة انا مابيضحكش عليا بسهولة……انا………وهنا كانت قد وصلت اليه بالفعل لتجده ممدد ارضا وقد وضع يده فوق قلبه واغمض عيناه في الم……تسرب اليها بعض القلق فأنحنت عليه لتتمتم: خلاص يا سيف ……عرفت انك بتهزر……قوم بقى……
ولكنه فتح فاه في محاولة لقول شئ الا انه لم يستطع النطق…….وقد ازداد وجهه شحوبا……مع تجمع قطرات العرق تلك فوق جبينه……..ابتلعت سلمى ريقها في صعوبة قبل ان تتمتم بنبرة مرتعشة: سـ سيف……مالك يا سيف؟؟
مد يده المرتعشة اليها متمتا بصوت يكاد يكون مسموع: قوميني
شحب وجه سلمى اكثر …..فمدت يدها اليه لتتمتم: مالك يا سيف…….
لم يجبها سيف وانما استند الى يدها…….ليحاول الوقوف جاهدا…..ليستند بجسده بالكامل عليها….ليبدءا السير ببطء
سلمى ناظرة اليه وقد ترورقت عيناها بالدموع : مالك يا سيف؟؟…..طمني …فيك ايه؟؟
سيف بابتسامة باهتىة مصتنعة: انا كويس يا حبيبتي…..ماتقلقيش
لامست كلمته قلبها مباشرة فمدت يدها الى جبينه لتمسح قطرات العرق من فوقه ……متمتمة: احنا لازم نروح المستشفى
ابتلع غصة في حلقه قبل ان يتمتم بانهاك: لا……انا هوصلك واطلع على البيت …..وان شاء الله هكون كويس
مد يده المنهكة ليشير الى احدى سيارات الاجرة……لتساعده سلمى على ركوبها……قبل ان تدور للجلوس بقربه ……وعند انطلاق السيارة
سلمى متحسسة يده المرتعشة: انا ….انا اسفة
امسك سيف بيدها ليضغط عليها قليلا هامسا بابتسامة باهتة: ولا يهمك
سلمى بتوتر: يا سيف اناعايزة اتطمن عليك……لازم نروح م…..
سيف مقاطعا: انا بس محتاج راحة…….هنام وهبقى كويس
لم تدري سلمى كيف يمكنها اقناعه…..فأثرت الصمت على ان تجهده بالكلام اكثر…….وانشغلت بتوجيه السائق الى مكان بيتها وما ان وصلت …….حتى ترجلت من السيارة ……لتنظر الى سيف من النافذة قائلة: هشوفك بكرة ان شاء الله؟؟
سيف بأرهاق: هبقى اتصل عليكي
همت سلمى برفع رأسها ……الا ان سيف مد يده ليمسك بيدها هامسا بخفوت: هتوحشيني
اخفضت سلمى عيناها متمتمة: وانت كمان
تلاقت اعينهما المتلألأة للحظات قبل ان تقف هي في توتر……وتدير ظهرها لتدخل عبر باب عمارتها…….قبل ان تلتفت اليه من جديد ملوحة…..فيجيبها ملوحا…..فتدير ظهرها من جديد….وتصعد….يتابعها سيف الى ان تختفي عن الانظار…..فيتمتم: اطلع يا اسطى
**********************************************
في الصباح فتح فاروق عيناه…….على صوت المنبه…..حاول مد يده بتلقائيىة شديده لايقافه…….الا ان يده ظلت ساكنة مكانها…….ترورقت عيناه بالدموع….لقد نسي تماما انه اصبح عاجزا لا يقدر على شئ…….
-يوووووووووووووووووووه اقفل الزفت ده عايزة انام
نظر فاروق الى ناهد بجواره ليتمتم بصوت ضعيف: مش عارف اقفله
فتحت ناهد عيناها لتقول: اه صح…….انا نسيت ان ايدك الشمال مابقيتش شغالة……
ابتلع فاروق كلمتها في صعوبة قبل ان يتمتم: تعالى وصليني للحمام …..
ناهد بملل وهي تقوم: وعايز تروح ليه دلوقتي؟……
لم يجبها فاروق …….في حين قامت لتقف بجوار فراشه وتساعده على القيام ووضعه على الكرسي المتحرك……….وبعدما ادخلته الى دورة المياه….ذهبت لتحضير الافطار……
وعلى مائده الطعام
ناهد وهي تلوك الطعام في فمها: هتعمل ايه بقى في شغلك؟؟
فاروق : عايزك تروحي النهارده تقدميلي استقالتي
ناهد: نعم؟؟………استقالة ايه دي؟؟
فاروق: امال عايزانى اروح الشغل ازاي وانا في الحالة دي؟
ناهد: مانت ممكن تقدم على اجازة
فاروق: وانا اعرف منين انا هخف امتى…….ويمكن ماخفش خالص
ناهد ماطة شفتيها: طب انا عايزة اعرف…..احنا هنصرف ازاي لو مفيش مرتب
فاروق: نصرف من الفلوس اللي انا محوشها …..لغاية لما ربنا يدبرها…..
ناهد : وامتى ربنا هيدبرها
فاروق بحده: الله اعلم بقى….
رمقته ناهد بنظرة حادة قبل ان تقول: بدل ماتتشطر عليا ……اتشطر على بنتك……وخ…..
فاروق مقاطعا وبغضب جارف: اقفلي على السيرة دي والا قسما عظما…..كلمتى الجاية هتبقى يمين الطلاق
اتسعت عينا ناهد عن اخرهما وهمت بقول شئ الا ان قاطعها رنين الهاتف …..فقامت لتجيب و: الو……ولكن مالبث ان اتسعت عيناها عن اخرهما وهي تهتف: سلمى؟؟
فاروق هاتفا: سلمى؟؟…….هاتيها …….هاتيها بسرعة
ناولته ناهد الهاتف ليضعه هو فوق اذنيه هاتفا من بين عينان دامعتان: سلمى حبيبتى
سلمى بسعاده: بابا……وحشتني……صمتت للحظة لتتابع: حضرتك بتعيط ولا ايه؟؟
فاروق ماسحا عيناه بسرعه وهاتفا: لا لا يا حبيبتى……مش بعيط…..انا بس…..انا بس مبسوط اني سمعت صوتك
سلمى : ومن النهارده ورايح هتسمعه علطول يا بابا..
فاروق: المهم يا حبيبتى….انتى اخبارك ايه؟؟
سلمى : الحمد لله يا بابا انا في احسن حال…..
فاروق: يا حبيبتي طمنيني عليكي ……انتى ليه بتتكلمي بالقطارة كده
سلمى: طيب معلش يا بابا ……انا هقفل دلوقتي واتصل على حضرتك بعدين……اصلي نازلة الشغل دلوقتي وقلت اطمنك عليا قبل مانزل
فاروق بتوتر: سلمى…
سلمى: ايوة يا بابا
فاروق بتردد : اخبار شغلك ايه؟
سلمى بسعاده: الحمد لله يا بابا…دكتور عادل ثبتلى عامود في المجلة……بقيت بكتب فيه كل عدد شهري
فاروق بسعاده: بجد يا حبيبتى؟؟
سلمى: ايوة يا بابا……انا عايزاك تدعيلي كتير ……..علشان اترقى واكبر اكتر في المجلة
فاروق : ربنا يوفقك يا حبيبتى……يالا هسيبك دلوقتي علشان متتأخريش على شغلك
سلمى: ماشي يا بابا……سلملي على كريم….مع السلامة
فاروق: الله يسلمك يا حبيبتى
اغلق فاروق الخط ……ليفاجأ بهتاف ناهد الحاد: انت ماقولتلهاش على اللي حصلك ليه؟؟
فاروق بتوتر: ماقدرتش…..كنت عايز اقول بس خفت ااثر على شغلها……وانا لما صدقت انها تنجح و….
ناهد مقاطعة في حده: تنجح ايه وزفت ايه؟؟…….دي مش بنتك دي؟؟…….يعني المفروض تكون جنبنا في الوقت ده؟……تشتغل وتصرف علي البيت؟؟
فاروق بحده: ماحنا معانا فلوس……
ناهد: فلوس ايه دي؟…….الكام ملطوش الللي محوشهم
فاروق متابعا: اه …..والدهب اللي جبتهولك
تغيرت ملامح ناهد ليتتابع فاروق بسرعة: لو حصل وبعناه اوعدك اني هجيبلك غيره تاني
ناهد وهي تقوم: لما نبقى نخلص الفلوس اللي معاك …….نبقى نتكلم في الموضوع ده
التقطت ناهد بعض الصحون…..لتتجه بهم الى المطبخ……ثم تعود لتنظر الى فاروق: وسلمى بنتك لازم تعرف باللي حصل…..اديني بقولك اهو
لم يجب فاروق بينما دخلت ناهد الى المطبخ وفي عقلها تدور مئات الافكار
****************************
في احدى المكاتب بالمستشفى دخل سيف بوجهه الشاحب ليرتمى فوق اول مقعد يراه ……..
حسن وهو يراقبه: العملية خلصت بسرعة كده؟؟
سيف عائدا برأسه الي الوراء: لا انا استأذنت…حسيت اني مش قادر اكمل
حسن وهو يتجه للجلوس بقربه: يابني انا كام مرة هقولك اكشف على نفسك
سيف وهو يقوم: وانا كام مرة اقولك انى كويس
حسن وهو يتابعه بعينه: انت رايح فين دلوقتي طيب
سيف وهو يلتقط هاتفه وينظر به: هروح….
وهنا وجد 27 اتصال من سلمى…..لم يسمع حسن ايا منهم لوضعه على الصامت……..هم بالاتصال عليها…الا ان قاطعه ظهور احدى الممرضات على عتبه الباب هاتفه: دكتور سيف….فيه واحده عايزاك بره
سيف مضيقا عيناه: واحده مين؟؟
مطت الممرضة شفتيها ……ليتمتم سيف:طيب ….. انا جاي اهو
وضع سيف الهاتف بجيبه ……..ليخرج من الحجرة ويجد فتاة طويلة ممشوقه القوام ذات شعر اشقر وعينان خضراوتان وبشرة بيضاء……
سيف مقتربا منها: السلام عليكم
تنبهت الفتاة اليه لتهتف: دكتور سيف؟
اومأ سيف برأسه متمتا : اه انا دكتور سيف
مدت الفتاة يدها الرقيقة البيضاء اليه هاتفه: انا اسمى سارا…وانا هنا الشان (علشان )شي موهم جدا
تعجب سيف من عربيتها المتكسرة فتمتم: خير؟؟
سارا ناظرة حولها: ممكن نتـ كليم فين؟؟
سيف بتعجب: ايه؟؟
سارا: ياني(يعني) نتكلم فين؟؟
سيف : اها……ممكن نقعد في الكافتيريا اللى جنب المستشفى
سارا: ok…..thats good>>>>I’ll wait you there
سيف: لا ….انا جاي مع حضرتك…..انا خلصت شغلي
سارا:يالا بينا….. ok….its fine……
سيف:يالا…….
وذهب سيف برفقة الفتاة الى الكافتيريا بجانب المستشفى…..ترى من ايه بلده جاءت الفتاة؟……..وماذا تريد من سيف؟؟

يتبع….

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x