روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سارة الخولي

 

البارت الرابع والعشرون

 

 

الحلقه 24

في كافتيريا المستشفى كان حسن يجلس ………..منتظرا………….وفجأة
دعاء وهى تجلس وتهتف بقلق: حصل حاجة ولا ايه؟؟
حسن بخضة: بسم الله الرحمن الرحيم…..انتى طلعتى منين ؟؟
دعاء بملل: يا سيدي مش وقته…….انت من ساعة ما قلتلى انك عندك اخبار عن سلمى مادريتش بنفسي الا وانا هنا في المستشفى…قول حصل ايه بقى؟
حسن : تدفعى كام؟؟
دعاء بعصبية: يعنى مارضيتش تقولى في التليفون وكمان دلوقتي مش عايز تنطق؟؟…..انا كده ممكن اموتك
حسن بضحك: حيلك حيلك………هقولك يا ستى…..بصي هو الخبر مش عن سلمى بالتحديد ….بس هو يخصها
دعاء مقاطعة: خلص بقى وقول
حسن مدققا في وجه دعاء متمتما ببطء: ادهم………..طلق سلمى
دعاء هاتفة : ايه؟؟
حسن: ايه مالك اتخضيتي كده ليه؟؟…….ده انتى المفروض تفرحى
دعاء بتشتت : اه بس…..الخبر جه فجأة و…….وهنا صمتت للحظة لتنظر بعدها الى حسن وتقول بشك: بس انت عرفت منين؟؟
حسن عائدا بجسده الى الوراء: من والدى…ماهو يعرف ادهم…سألته عنه قال انه سمع من اصدقاءه انه طلق مراته
دعاء ببهوت: انا مش مصدقة
حسن مميلا بجسده الى الامام: احنا هنفضل مستغربين كده كتير؟؟……..السؤال دلوقتي …..ياترى سلمى فين؟؟……..يعني بعد ما اتطلقت راحت فين؟؟
دعاء بشرود: اه صحيح…….ثم هتفت فجأة: اكيد في بيت والدها…..اه اكيد هناك…..صمتت للحظة لتتابع بخفوت: بس انا مش معايا نمرة بيتها
حسن بسرعة: ياستى انتى جيتي في جمل…..طالما عارفين اسمها بالكامل يبقى هنعرف الرقم
دعاء: ازاي؟؟؟
حسن: بالدليل يا فالحة
دعاء : تصدق فكرة؟؟……طب يالا بسرعة نتصل
حسن مادا يده بالهاتف: لا ……خدي الموبايل اهو …..وهسيبلك انا المهمة دي
دعاء وهى تتناوله منه: ماشي
وبالفعل دقت دعاء رقم الدليل……
***************************
دخل فاروق منزله منهكا …..متعبا….بعد يوم عمل طويل……ليجد ناهد وقد وقفت امام الباب عاقده ذراعيها امام صدرها هاتفة: شرفت يا سي فاروق
فاروق بتعجب وهو يغلق الباب : ايه المقابلة دي؟؟……
ناهد وشبح ابتسامة على شفتيها: اصل فيه اخبار حلوة اوي مستنياك…….صمتت للحظة لتتابع وبنبرة شماتة واضحة: بخصوص سلمى
اتسعت عينا فاروق عن اخرهما ليهتف بلهفة: ايه؟؟…….سلمى؟؟
ناهد وهى تتجه الى احد المقاعد لتجلس عليه: ايوة……..واحدة من صاحباتها النهارده اتصلت تطمن عليها……فاكراها عندنا
فاروق بعصبية متوترة: ماتخلصي وتقولى قالتلك ايه؟؟
ناهد ناظرة اليه وضاغطة على كل حروف كلماتها: بنتك اتطلقت يا استاذ
وقعت هذه الجملة على رأس فاروق كالصاعقة فتمتم ببهوت : ايه؟؟
ارتمى بجسده فوق المقعد ليتمتم بصوت مختنق متقطع: اتـ اتطلقت؟….طب ………ليه؟…..وامتى؟؟…..هي فين طيب؟؟
مطت ناهد شفتيها قبل ان تقول: مش ده السؤال دلوقتي………تابعت ناظرة في عينيه مباشرة: السؤال الحقيقي ……هي مع مين دلوقتي؟؟
فاروق بتوتر: تقصدي ايه؟؟
قامت ناهد لتدير ظهرها الى فاروق وتتابع : بنتك اتطلقت…….ومش بس كده…دي كمان اجهضت……لا هيا موجوده عند جوزها…ولا عند حد من صاحباتها……..تبقى عند مين؟؟……..وايه اللى اتسبب في اجهاضها….او بمعنى اصح……مين؟………صمتت للحظة لتلتفت اليه متابعة…..انا اقولك……بنتك سابت جوزها وهربت…..ليه؟…..ادارت ظهرها له من جديد متابعة: علشان تمشي على حل شع……وهنا لم تدري بنفسها الا ويد قوية تقبض على ذراعها لتجبرها على الالتفات…….ويليها صفعة مدوية فوق وجهها…..مقترنة بصوت غاضب يهتف: اخرسي !!!!!!!!!!!!!!!
وضعت ناهد يدها على وجهها في ذهول لتدمع عيناها وتتمتم: …….بتضربني يا فاروق؟؟
فاروق وقد احكم قبضتيه فوق ذراعيها ليضغطها بقوة صارخا بغضب هادر: بنتى اشرف من كل البنات………بنت فاروق الطوخى عمرها ما تعمل حاجة غلط………رفع اصبعه المرتعش امام عينيها ليتابع بنفس النبرة الصارخة: بنتى اشرف منك انتى شخصيا………..
لم تجب ناهد وانما ظلت محدقة في عينيه المليئة بالغضب في رعب……وفجأة خف ضغط قبضتيه فوق ذراعيها ………رفع يده المرتعشة الى جبهته……مد يده الى رباطة عنقه محاولا نزعها …….وهو يتمتم بنفس متقطع: بنتى….اشرف …..انا…….مش قادر..مـ مـ..ش……..
وهنا زاغت عيناه…….ترنح في قوة…حاول الاستناد الى احد المقاعد……قبل ان يفلت يده من فوقه ويسقط ارضا فاقدا الوعى……..
*********************
دخل حسن الى احدى مكاتب المستشفى……….ليجد سيف وقد جلس على المقعد امام المكتب وامال برأسه ليضعه عليه……
حسن وهو يحرك سيف برفق: سيف………سيف.ايه يابنى لحقت تنام؟؟
سيف وهو يرفع رأسه ببطء: معلش يا حسن……انا بس تعبان شوية
حسن بشفقة: يابنى ارحم نفسك……استأذن وروح ارتاح في بيتك
سيف وهو يحاول القيام: لا انا كويس…..
ولكنه جلس مجددا لعدم تمكنه من الوقوف…..
حسن وهو يجلس امامه: مش عيب تكون دكتور ومش عايز تكشف على نفسك….تشوف فيك ايه؟؟
سيف بصوت حاول ان يبدو حادا …..ولكنه خرج ضعيفا: ياسيدي قلتلك انا كويس….طلع بس الاكل اللى جبته علشان انا جعان اوي
فتح حسن الكيس البلاستيكي ليخرج منه شطائر ………ويبدأ كلاهما في تناولها…….وبصمت

*********************
امام غرفة العناية المركزة…….كانت ناهد واقفة مع كريم …..وقد استندت الى الحائط…..في انتظار لحظة خروج الطبيب المعالج….
وفجأة يفتح الباب لتركض ناهد ناحية الطبيب هاتفة: خير يا دكتور
الطبيب بجدية: خير ان شاء الله……كويس اننا لحقنا الحالة في اولها..والا كان ممكن يروح مننا
ناهد بسرعة: يعنى ايه اللى حصلله؟؟
الطبيب: جوزك حصلله ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم…….ادى لحدوث جلطة دماغية
ناهد بجزع: ايه؟…..جلطة؟؟!!!!!!
الطبيب: ماتقلقيش……زي ماقل لحضرتك احنا لحقناه من الموت……بس للاسف الجلطة اتسببتله في شلل نصفي…..ذراعه مع ساقه في الجانب الايسر
ناهد بارتياع: يعنى ايه؟؟……مش هيعرف يستخدمهم تانى
الطبيب: لا طبعا ان شاء الله هيقدر…….بس الموضوع محتاج جهد شوية من حضرتك…..يعنى تمرين على الحركة ….مش اقل من 3 مرات في اليوم……فيه دكتور علاج طبيعي هيقعد مع حضرتك وهيشرحلك على موديل……ازاي تقومى بالتمرينات دي….
ناهد بخوف: طيب الكلام…..انا س……
قاطعها الطبيب قائلا: ماتقلقيش يا مدام….الضمور حصل في الفص الايمن من المخ ومنطقة الكلام والنطق موجوده في الفص الايسر……يعنى كلامه مش هيتأثر نهائيا……بس اهم حاجة زي ماقلت لحضرتك…….الحالة حساسة ومحتاجة صبر ومجهود……..ممكن يروح معاكى البيت وتعمليله التمرينات 3 مرات في اليوم………..ولو حبيتى تسيبيه هنا في المستشفى ودكاترة متخصصين هما اللى يقوموا بالموضوع ده لغاية لما يخف فبراحتك خالص
ناهد: لو سبته هنا في المستشفى الموضوع هيتكلف؟
الطبيب ببديهية: اكيد طبعا…..الاقامة في المسشفى مع العلاج هيتكلف حوالى 30000
ناهد: ايه؟؟…..لا خلاص…..ناخده البيت
الطبيب: طيب تمام……حضرتك ياريت تشرفيني في مكتبي عقبال ما نكلم دكتور زايد ………..اخصائي العلاج الطبيعي
ناهد: ماشي ……..يالا يا كريم
وبدون كلمة اضافيه سارت ناهد مع كريم بصحبة الطبيب الى مكتبه
*******************************
كانت سلمى جالسة في مكانها المعتاد…………..تنظر الى هذا المنظر الخلاب امامها….لقد اصبح هذا المكان مأواها عندما تخالجها المشاعر المضطربة…….فيساعدها هذا المشهد على افراغ كل ما بجعبتها من الام واحزان………لقد ظنت انها ستستطيع العيش بمفردها…..ولكن لم يكن هذا ابدا بالامر السهل……تعترف انها استعادت بعض الثقة بنفسها…..ولكنها ايضا لم تعد لسابق عهدها……..تحن لتلك الايام التى كانت تمضيها برفقته……كانت تبتسم ليس لمجرد المجاملة وانما لرغبتها في الابتسام…..كانت تضحك من قلبها……ضحكات عالية على كلماته وتعلقاته المرحة…تشتاق حقا الى صوتها الضاحك ………فالحزن الان يكسو حياتها…….ظنت انها ستسعد بمجرد حصولها على ورقة الطلاق………ولكنها في الحقيقة بكت……بكت كثيرا حتى جفت عبراتها…….ليس لأنها نادمة على قرارها……ولكنها بكت على حالها…….على شبابها الذي يضيع من بين يديها …..وتجد الاحزان تحاصره من جميع الجهات……هل قررت السعاده حقا الابتعاد عن حياتها بلا عودة…..؟؟………لماذا تبتعد؟؟……….ماذا فعلت هي بحياتها لتستحق هذا المصير القاسي………تنهدت قبل ان تتمتم: استغفر الله العظيم يارب……..
التفتت الى بائعة الذرة بجوارها…….لطالما كان مرأها يبعث الامل في نفسها…….تأتى الى هذا المكان لتراقبها علها تتعرف اكثر على
التفتت الى بائعة الذرة بجوارها…….لطالما كان مرأها يبعث الامل في نفسها…….تأتى الى هذا المكان لتراقبها علها تتعرف اكثر على حياتها……لاتعلم ماسر انجذابها اليها…….ولكن كل ما تستطيع قوله انها تمدها بطاقة كبيرة من الصبر والتحمل ….بدون ان تشعر ………تفكر……هل هي وحيده في هذا الحياة؟؟……..ام ان هناك من هم مسؤولون منها؟……..فمن المستحيل ان تكون مسئولة من شخص ويتركها لتبيع الذرة على الارصفة…….بالتأكيد ليس لديها اي شخص……هل تراها سعيده حقا؟؟………..ام انها تشعر بالوحده؟…لا ……لا ….فالابتسامة على شفتيها لا توحى بهذا مطلقا……..وما ادراك انتِ؟؟…….هل يعلم كل من حولك كم المشاكل الموجوده بحياتك؟؟……..فأنتى في نظر الجميع فتاة طموحة لها عمل مميز وموفقة به…..في النهاية لن يشعر بأحزانك سوى نفسك……….ولكنك ايضا لستِ وحيده في هذا العالم……ربما يكون حالك افضل من حال تلك المرأة التى تغارين منها………ولكنك لا تقدرين النعمة ايتها البائسة…….نظرت الى النيل مرة اخرى لتطلق تنهيده ……..تشرد للحظات…..قبل ان تفتح حقيبتها وتخرج هاتفها المحمول لتفتحه……..لطالما استخدمته في المكالمات الضرورية ثم عادت لغلقه…….ولكنها اليوم سوف تستخدمه للاتصال بشخص لم تفكر في الاتصال به منذ ان قررت غلق هاتفها…….بالتأكيد هو قلق عليها…….لن تكون ابنة جاحدة الى هذه الدرجة………دقت الارقام في سرعة لتضع هاتفها فوق اذنها……..تنتظر وتنتظر……..ليقطع الخط…..تعاود الاتصال……مرة واثنان وثلاثة…….تنظر الى ساعتها……..حسنا…….ربما هم ليسوا بالمنزل…….اغلقت الخط……وضعت يدها فوق زر الاغلاق….ولكنها تراجعت…….الى متى سيظل هاتفها مغلقا…….فلتتركه على حاله…ويكفيها هروبا من واقع لابد من تقبله………..مرت لحظات وهى على نفس الحال….قبل ان يدق هاتفها بنغمة لم تسعها منذ فترة……نظرت بسرعة الى الشاشة لتجد رقما …..واسما بجانبه…….افتقدته كثيرا…………
*******************************
فتحت دعاء باب احدى مكاتب المستشفى ……لتجد حسن جالسا على المقعد يتابع بعض التقارير………فهتفت بسعاده غامرة: ردت عليا يا حسن…..ردت عليا
لم يجب حسن ……بل نظر اليها بتوتر……لتتابع هي : انا ماصدقتش نفسي انها ردت عليا اخيرا……..مارضيتش تقوللى هي فين…….بس انا عرفت……
اتجهت الى حسن بسرعة لتمسك يده وتجذبه: تعالى بسرعة معايا علشان توصلنى قبل ما تمشي
حسن بتوتر: لا……لا انا مش فاضي
دعاء هاتفة: لا ……. انت لازم توصلنى…..ماتخفش دي قريبة……تعرف (…..)……..هى جنب بياعة الدرة اللى علطول بتقعد هناك…….اه والله انا سمعتها بنفسي…….انا عارفة صوتها كويس…………صمتت للحظة لتتابع بعدها: انت مالك متسمر كده؟؟
نظر حسن وراءها ….ليهتف: انت رايح فين يا سيف؟؟
التفتت دعاء لتتمتم: سيف مين؟؟
وهنا وجدت سيف وهو يخرج من الغرفة راكضا…….التفتت الى حسن لتتابع ببهوت: هو طلع منين فجأة كده؟
حسن وهو يركض ناحية الباب: اسكتى انتى دلوقتي
دعاء وهى تمسك يده بسرعة: طب انت رايح فين؟
حسن جاذبا يده : رايح الحقه قبل يمشي
دعاء وهى ممسكة به بقوة: استنى بس…….ماتخليه يروحلها…..ما ده اللى احنا عايزينه
حسن بتوتر مشيرا بيده: بس ده مش قادر يفتح عينه…..انا خايف يحصله حاجة
دعاء بتوتر: هو لسه تعبان برضه؟؟………..ثم عادت لتتابع بغيظ: انت ليه ماقولتليش انه هنا؟؟
حسن بعصبية: هو انتى اديتيني فرصة…….داخلة لوك لوك لوك علطول
دعاء: مانا ماشفتوش….هو كان فين؟
حسن مشيرا الى اريكة طويلة: كان ممدد هنا……كان تعبان اوي وقلتله يقوم يريح نفسه شوية
دعاء مربتة فوق ذراعه: ماتقلقش ……ان شاء الله هيبقى كويس لما يشوفها……..
حسن بقلق: ده لو شافها…..انا خايف والله لا يقع في السكة
دعاء وبعد ان اطلقت تنهيده: ربنا يستر
*****************************
بعدما اغلقت هاتفها…………شردت للحظة وهى تنظر الى النيل امامها………
-اول مرة اسمع صوتك
نظرت سلمى جانبها لتجد بائعة الذرة تبتسم لها ….فابتسمت لها بدورها…..
لتتابع بائعة الذره بصوتها المبحوح من كثرة اطلاقها للنداءات: انا عارفاكى كويس……وواخده بالى منك من اول يوم جيتي قعدتى فيه جنبي….كل ما اجى اكلمك الاقي دمعتك على خدك……اقول بلاش دلوقتي
ابتسمت سلمى …..قبل ان تهب واقفة….وتتجه اليها لتجذب حجرا وتجلس فوقه لتقول: انا كنت باجي هنا مخصوص علشان اشوفك…..كنت لما بشوفك بحس بالأمل في الحياة……شيفاكى بتشغلى شغلانة متعبة…وبالرغم من كده علطول مبتسمة…….قلت انك اكيد ماعندكيش مشاكل…..عايشة لنفسك بس…كنت بحاول اقلدك….وكان نفسي اسألك ايه سر الابتسامة اللى علطول منورة وشك
ابتسمت العجوز بهدوء لتتمتم: سر بسيط اوي…….الرضا بقضاء الله وقدره……مهما حصللي انا مابقولش غير الحمد لله……
سلمى: لو مافيهاش تطفل ممكن تحكيلي عن حياتك؟؟
ابتسمت العجوز قبل ان تمسك ماسك معدنى لتخرج الذرة من الفرن…….وهي تقول: انا من صغري اتربيت في الفقر…..كنت عايشة في بيت عمى بعد ما ابويا وامى ماتوا……لغاية لما ربنا كرمنى …..واتجوزت ….كان راجل ولا كل الرجالة…طيب اوي وشالنى طول عمره في عنيه…..كان عامل من عمال البنا…..يعنى على قد حاله……بس ماكنش افقر منى….جبت منه ولد واحد…..كنا عايشين مع امه في بيت واحد……..خدمتها برموش عنيا….كانت ست طيبة……في يوم جوزي وقع من فوق السقالة ………راح فيها علطول…..بعد ما مات …..امه ماتت من حزنها عليه……هى اصلها كانت عيانة……بعدها اخو جوزي جه وعرض عليا الجواز….انا رفضت علشان هو كان متجوز..وكمان كان راجل مش كويس…….راح طردني من البيت انا وابنى…….وطبعا مابقاش ليا سند…..ابويا وامى ماتوا…..وعمى لما رحتله قالى انا شلتك بالعافية مش هقدر اشيلك انتى وابنك كمان………لغاية لما ربنا كرمنى واشتغلت في بيت ناس طيبين اوي………تعبت اوي في خدمتهم بس قلت كله يهون علشان خاطر اربي ابنى واعلمه…..وكبر ابنى ودخل الثانوية……وجاب مجموع حلو ….ودخل كلية الهندسة……وبعد ما اتخرج قاللى خلاص يا امى بلاش تشتغلى الشغلانة دي………انا كبرت واقدر اشتغل واصرف عليكي…بيني وبينك انا كنت تعبت من الخدمة…كبرت وصحتى مابقتش مساعدانى……..فلما صدقت …..وقعدت في بيت اجرهولي بعد ما جاله شغل في شركة كبيرة اوي……وفي مرة قاللي انه عايز يتجوز بنت صاحب الشركة علشان بيحبها وهي كمان بتحبه……ولما رحت معاه علشان يتقدملها صاحب الشركة قاله علشان تتجوز بنتى لازم تقطع مع امك ……..اكمنى يعني مش قد المقام….وابنى علشان بيحبها…..سمع كلامه…..رمى امه وجري ورا بنت الاكابر……عقد الشقة خلص ومالقيتش معايا فلوس اجدد…….ساعتها سكنت في دار ايتام ….بقيت اشتغل فيه مربية لعيال مش عيالى…بس بحبهم زي عيالي او احفادي…..قضيت فيه سنتين قبل ما يستغنوا عن خدمتى…قالوا انى بقيت كبيرة وماعنتش قادرة على العيال……سبتهم ومشيت ودمعتى على خدى……كانوا ماسكين فيا ومش عايزين يسيبونى…….صعبت على واحدة من المربيات هناك…وقالتلى ان في العمارة اللى هي ساكنة فيها ……في اوضه على السطح……بسعر رخيص اوي…….قالتلى هدفعلك ايجار الشهر عقبال ما تلاقي شغل…….دفعتلى شهر واحد بس اللي هو المقدم…….وبعدها اشتغلت الشغلانة دي….والحمد لله بقيت بكسب وربك كريم…..رجعتلها فلوسها…..وبقيت بصرف على نفسي ….اكل وشرب ومسكن..والحمد لله على نعمة الستر…..انا مش عايزة اكتر منه
كانت سلمى تستمع الى قصة العجوز……….بعينان دامعتان…..وما ان انهت كلامها حتى انهمرت عبراتها بالفعل لتتمتم: طب وابنك……خلاص كده مش راجع تانى؟
العجوز: الله اعلم يابنتى…..انا عملت اللى عليا وربيته وكبرته ووصلته لبر الامان…….وده هو دور الام….مايهمنيش اللي يعمله بعد كده…..
سلمى: يعنى استسلمتى للي عمله…..؟؟………ماقولتيلوش اي حاجة؟؟
العجوز: اقول ايه غير حسبي الله ونعم الوكيل……..؟……بصي يا بنتى…..طالما انا عملت اللي عليا هخاف من ايه؟؟………..معايا رب العباد ساترنى والحمد لله ماتحوجتش لحد ولا مديت ايدي اشحت……….وفي الاخر لما اقف ادامه الاحسن انى اكون مظلومة عن انى ابقى ظالمة……ولا ايه؟؟
سلمى بشرود: كتير اوي الواحد بيكون واثق في انسان وعارف انه عمره ما هيضيعه…….وبعدين لما يجي الوقت اللى يحتاج فيه ايده تتمدله يبيعه في لحظة…..وينسى اي علاقة كانت في يوم من الايام بتربطهم سوا………
-وساعات من كتر ما الانسان بيحب بيرفض حب اللي بيحبه
اتسعت عينا سلمى …….خفق قلبها في شده…….هل سمعت حقا صوته للتو؟؟……ام انها موهومة؟؟……ادارت رأسها ببطء لتجد ……هذا الوجه الشاحب مع تلك العينان الدامعتان……تجمعت العبرات بداخل عيناها قبل ان تهتف بصوت يكاد يكون يكون مسموع: سيف؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

يتبع….

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x