روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سارة الخولي

 

البارت الثالث والعشرون

 

 

الحلقه 23

دخلت سلمى الى مبنى المجلة……واتجهت في سرعة الى مكتبها………..لتجد دينا والتى كانت واقفة لتتحدث الى احد الزملاء…..
سلمى بسرعة : السلام عليكم
التفتت دينا الى مصدر الصوت لتهتف بابتسامة واسعة: سلمى!!!!! ازيك يا جميل
سلمى وهى تجلس: الحمد لله ..تمام
اتجهت دينا ناحية مكتبها لترفع وجهها اليها قليلا وتتمتم: مالك يا سلمى؟؟
سلمى وهى تخفض عيناها في توتر: مالى؟؟….مانا كويسة اهو
دينا نبرة شك: امال عينيكي حمرا كده ليه…..ووشك مشفوط خالص…..وبعدين تعالى هنا قوليلي…….ايه سر غياب اليومين دول……ده حتى موبايلك مقفول ومعرفتش اتصل عليك علشان ابلغك باخر الاخبار
سلمى ناظرة اليها: اديني جيت اهو يا دينا……ايه هي الاخبار بقى؟
دينا مادة يدها اليها: طب ايدك على 20 جنية
سلمى بابتسامة باهتة: هديكي بعد ما اشوف الخبر يستاهل ولا لا
دينا: لااااااا ان كان على يستاهل فهو يستاهل اكتر بكتيييييييييييير
سلمى بملل: ماتقولى بقى وتخلصيني
دينا ببطء: دكتور عادل…قرر …قرر
سلمى بلهفة: هااااااااا
دينا: قرر تثبيت عمود ليكي في المجلة…تنشري فيه قصصك الخاصة بالتنمية البشرية
سلمى هاتفة بسعاده حقيقية: بجد والله
دينا ببهجة: طبعا يابنتى …..ده الراجل اتهبل لما قرا ملف قصصك القصيرة اللى سلمتهوله قبل غيابك……..وقال لازم ينزل كل شهر قصة جديده…
سلمى بذهول : انا مش مصدقة……ثم هبت واقفة لتتابع: انا لازم اروح اشكره
دينا: اه طبعا..ده الواجب
وبالفعل اتجهت سلمى في خطوات مسرعة الى مكتب رئيس مجلس ادارة المجلة …عادل منصور
*******************************
من بين ظلام وسكون الليل…..انطلقا رجلان مرتديان السواد من فوق رأسهم حتى اخمص قدميهم……..قاصدين مبنى الثلاجات…..وقد حمل كلا منهم حقيبة سوداء كبيرة…..استندا الى احدى جدران المبنى الجانبية………لينظر احدهم الى هذا الحارس الذي كان جالسا امام تلك البوابة السوداء الحديدية في واجهة المبنى……قبل ان يلتفت الى الاخر ليقول: انصب السلم بسرعة
قام محروس بنصب السلم وهو يقول: طب هو مفيش اي جهاز انذار هنا؟؟
شحاته: فيه عند ابواب التلاجات بس…..مفيش في السطح
محروس: طيب يالا
رمى شحاته الحقائب في الجهة الاخرى قبل ان يصعد على السلم ويخرج احدى القصافات المعدنيه ليزيل جزء من السلك الشائك ليمكنه من العبور…….فيقفز للجهة الاخرى ويتبعه محروس…وما ان دخلا
محروس ناظرا حوله: ودلوقتي هنطلع السطح؟
شحاته : ايوة……يالا بسرعة
ركض الاثنان بحذر شديد بين تلك الحشائش……ليقفا عند احدى حواف المبنى قبل ان ينصب محروس السلم مجددا……فيصعد شحاته في حرص قبل ان يمد حبل الى محروس لربط الحقائب الكبيرة به ليسحبهما ببطء حذر……..ويعقبه صعود محروس وجذبه للسلم مرة اخرى
وعلى السطح
سار شحاته ووراءه محروس ……ليقفا عند احدى الانابيب الضخمة….فيخرج شنيور صامت ……وهو يقول: جهزلى الاسمنت والطوب…..
بدأ محروس في تنفيذ ما يمليه عليه شحاته.اما شحاته فقد قام بتشغيل الشنيور ليصنع فتحة في هذا الانبوب الضخم الذي يمد الثلاجات بغاز الفريون…..قبل ان يرص بعض الاخشاب الطويلة ويليها وضع 4 طوبات ……قبل ان يردم عليها بالاسمنت……..بعدما انتهى …..مسح عرقه في اجهاد ليهتف محروس: خلاص كده خلصنا؟؟
شحاته مطلقا تنهيده: لا طبعا….المبنى ده متوصلله 4 انابيت زي دي.يعني لسه تلاتة……
محروس بضيق: يعنى هنكرر الموضوع ده 3 مرات تانى
شحاته وهو يقوم: ايوة…يالا بسرعة ورايا مفيش وقت……….وبدأ العمل من جديد ……لتمر ساعتين قبل ان ينتهى شحاته واخيرا من سد فتحات الانابيب التى تمد الثلاجات بغاز الفريون ليتسرب الغاز من مصدره فينتشر في الهواء الطلق ……فتعمل المحركات الخاصة بالثلاجات على تسخين المساحة بداخلها…..لتسرع بذلك من افساد اللحوم بداخلها
محروس وبعدما القى بتنهيده: اخيرا خلصنا؟؟
شحاته بغيظ: يعنى هو انت عملت حاجة؟؟……مانا اللى متدبس في الشغل كله…..يالا بينا بسرعة…..
وبالفعل خرج شحاته مع محروس بنفس الطريقه التى دخلوا بها…….وما ان وصلا الى السور…….نزعا ملابسهم السوداء عنهم….لتظهر ملابسهم العادية ….لكى لايشتبه احدا بأمرهم…ثم عبرا السور بسرعة ….واخيرا …تمت المهمىة….وفي طريق عودتهم
محروس: المهم انت متأكد ان التلاجات مش هتتفتح قبل اسبوع؟؟
شحاته: اه طبعا هما بيفتحوها يوم واحد بس بعد ما يوقعوا كل العقود ويتأكدوا ان الكمية خلصت ومعتش فيه فائض………..وساعتها بيتفقوا مع العملاء…….كله يقف بعربيته…….وينقلوا اللحمة مرة واحدة…….علشان فيه خطر لفتح التلاجات كذا مرة……وخصوصا ان النقل بياخد وقت والتلاجات نو فروست..يعني مفيش تلج حواليها يحمي اللحمة فترة طويلة
محروس:عفارم عليك يا شحاته
شحاته بحنق: يستاهلو كل اللى يجراالهم………..ثم تابع بجدية وهو ينظر الى محروس.: بس انا عايزك توصيهم عليا…….وعلى رفعت كمان
محروس:رفعت ؟؟……… اه رفعت اللى سربلك معلومات الكميات اللى لسه ماتباعتش
شحاته: ايوة
محروس: لا اتطمن……حمدي بيه ايده سخية اوي في الموضوع ده……
مط شحاته شفتيه قبل ان يقول: لما نشوف
وهنا اشار محروس لاحدى سيارات الاجرة لتنطلق بهم مبتعده عن مكان الثلاجات
********************************
في منزل ادهم ….كان هناك دقات على جرس الباب……
نظر ادهم من العين السحرية……ليجد الظلام الحالك …..ففتح الباب ليهتف: امنية
امنية : ايه اتخضيت؟؟…
ادهم وهو يدخل: اظن ان من الذوق انك كنتى تديني خبر قبل ما تيجي
امنية وهى تدخل بدورها وتغلق الباب في هدوء: ايه ده؟؟…..بجد؟؟…..تصور كسلت اتصل عليك تانى …..بعد ال50 مرة اللى اتصلت بيك فيهم وماردتش عليا
ادهم بحده: من غير تريقة……..خلصي وقولى عايزة ايه؟؟
تنهدت امنية قبل ان تقول: مش عايز تقابلني ليه يا ادهم؟
ادهم بملل: مشغول….
امنية وهى ترتمى على احد المقاعد: مشغول ولا خلاص…….مابقيتش لازماك
مط ادهم شفتيه قبل ان يجلس بدوره قائلا بملل: انا مش عايز نقاش دلوقتي …….بالى مش رايق…….روحى دلوقتي ونبقى نتكلم بعدين
امنية بجدية : انا مش همشي الا لما تقوللى…….ايه سر هروبك منى الايام دي؟؟
هم ادهم بالاجابة الا انها قاطعته لتقول: وماتقولش مشغول
ادهم ملتفتا اليها: …….انتى عايزة منى ايه؟؟
امنية بتوتر: عايزاك تجاوبنى على سؤالى
ادهم محركا رأسه: لا……..انا عايز اعرف ايه اللى مطلوب منى؟……….اهتم بيكي واستقبل مكالماتك واخليكي تجيلي كل يوم علشان نقضى ليلة حلوة…….هو ده اللى انتى عايزاه؟؟
امنية بتردد: اه
ادهم: طيب……طالما ده كل المطلوب منى……يبقى انا ليا حرية الاختيار لو قلتلك انى ماعنتش عايزك
ادهم: طيب……طالما ده كل المطلوب منى……يبقى انا ليا حرية الاختيار لو قلتلك انى ماعنتش عايزك
امنية وقد فهمت مايرمي اليه فتمتمت: طب والحب اللي بينا؟؟…….ده انا سلمتك نفسي يا ادهم
مط ادهم شفتيه قبل ان يقول: محدش ضربك على ايدك……ثم عاد بجسده الى الامام ليتابع: وماتنسيش انك انتى اللى كلمتيني …….ودخلتيلي من مدخل انى الحب الاول بالنسبالك و….
امنية مقاطعة: ايوة انت الحب الاول……انا ماكدبتش
ادهم : ومين قالك انك كدبتي…….كل الحكاية انى مابحبكيش….اه فرحت بيكي شوية زي الطفل الصغير اللي بيفرح بلعبة جديده بس خلاص…شوية والطفل ده بيزهق من لعبته وبيحب يجدد……
امنية وقد اتسعت عيناها عن اخرهما وتمتمت بصوت مختنق: يعنى انا ماكنتش اكتر من تسلية بالنسبالك؟؟…..لعبت بيا وبمشاعري …..بعد ما اديتك قلبي و….
قاطعها ادهم ليهتف بملل: والنبي سيبك من الاسطوانة المشروخة دي….انتى كنتى مستنية ايه يعني بعد مانعمل اللى كنا بنعمله ده؟؟……انى اتجوزك مثلا؟
امنية قد بدأت عيناها تلمعان بالدموع: وليه لا؟؟
وهنا هتف ادهم بحده: انتى اتجننتى يابت انتى؟؟…..انا اتجوز واحده زيك ؟؟…..
امنيه وقد شعرت بالذهول من تلك النبرة المهينة فتمتمت بتوتر: طب ..طب وفيها ايه؟؟……..انت عارف اني بحبك و…
وهنا قاطها ادهم ليهتف في ازداء: الظاهر انك نسيتى نفسك……..انتي واحده باعت نفسها وشرفها علشان هواها……خانت صديقة طفولتها….خانت اهلها اللى اتربت معاهم……….يبقى عايزانى أأمنلك ازاي ؟؟…………انتى اللى زيك ماينفعش يبقاله بيت واسرة وزوج……انتى اخرك تنامى على سرير مش بتاعك……تقضي عليه ساعة ……ساعتين……وكله بتمنه…..
وهنا لم تدري امنيه بنفسها الا وهى تهب واقفة لتمد يدها لتصفعه وهى تهتف بغضب هادر: اخرس!!!!!!!!!!!
وضع ادهم يده فوق خده …..قبل ان يقف بدوره….فتتسع عينا امنيه في خوف متوتر عند رؤية عروق وجهه البارزة ….وعيناه الحمراوتان….وغضبه الجارف والذي يظهر في كل خليه من خلايا وجهه ……..ليصرخ هو بغضب هادر : انتى ايه اللى عملتيه ده؟؟
تراجعت امنيه في ذعر وهى تقول: انا…….انا………ابتلعت ريقها في صعوبة لتتراجع الى الوراء مرة اخرى ……..قبل ان ينقض ادهم عليها بصفعة مدوية علي وجهها بظهر كفه…..لتجعل وجهها وقد تحول الى كرة دموية…….قبل ان تسقط ارضا في عنف …….ينقض عليها مجددا كوحش غاضب قد خرج للتو من مقبرته………..يكاد خوفها ان يودى بحياتها………..تلوح بيدها في ذعر …….قبل ان يقبض على شعرها المموج…….و يلفه حول قبضته ويجذبها الى الباب بقوة في حين اخذت هي تصرخ بألم وهى تردد من بين نحيب صارخ: سيبني يا ادهم……انا اسفة…..خلاص انا اسفة….ماتعملش فيا كده حرام عليك……….ارحمنى يا ادهم…….ارحمنى…!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهنا افلت ادهم شعرها ليضربها بقدمه هاتفا بغضب هادر: قومى فزي
حاولت امنيه الوقوف جاهده…..واخيرا نجحت…ودون ان تنظر الى ادهم…..ركضت بسرعة ناحيه المقعد لتلتقط حقيبتها…….وتسرع الى الباب ليوقفها ادهم قابضا وبقوة على ذقنها …….تلاقت اعينهما للحظات مع اختلاف التعابير بداخلها….فعينا ادهم ينطقان بالشرر اما عيناها تنطقان بالخوف والذعر…………والرعب
ادهم قابضا على ذقنها ومتمتما بغضب مكبوت ضاغطا على حروف كلماته: كل الل حصل بينا في يوم الايام تمسحيه من عقلك…..شد على يده القابضه على ذقنها ليظهر عليها علامات التألم ……قبل ان يتابع وبنفس اللهجة:واوعى …اوعي خيالك المريض يصورلك في يوم انك هتقدري تفضحيني ……قسما عظما لو فتحتى بقك بكلمة واحده ضدي لاكون موديكي ورا الشمس يا امنية…….وانتى لسه ماتعرفيش مين هو ادهم المصري……فاهمة؟؟
لم تجبه امنية بل ظلت ناظره اليه في ارتياع واضح اما هو فضغط اكثر على فكها ليصرخ بها: فاهمة؟؟
حركت امنية رأسها في ذعر ان نعم
وهنا افلتها ادهم ليصرخ بها: غوري من وشي…..
وبالطبع لم تكن امنية تنتظر كلمته تلك ..فمبجرد نطقه بكلمته الاخيرة كانت تركض الى باب الشقة لتفتحه وتخرج في سرعة..تاركة اياه وقد فتح على مصراعيه
**********************************
في كافتيريا المستشفى كان حسن يجلس لتناول بعض الشطائر……عندما جاءت دعاء لتجلس على نفس الطاولة وهى تقول: هو انت هنا؟…….ياشيخ ده انا قلبت المستشفى عليك
حسن وبعد ان ابتلع طعامه: لا انا هنا
دعاء ناظرة اليه: مانا عارفة…شايفاك على فكرة
اومأ حسن برأسه وهو يقول: كويس…..ثم عاد ليقطم قطعه من شطريته
دعاء بحنق: ده ايه الغلاسة اللى انت فيها النهارده دي؟؟
لم يجبها حسن …..مما اشعرها بالغضب فأختطفت الشطيرة من بين يده لتهتف: ركز معايا بقى
حسن عائدا بظهره الى الوراء: نعم يا دعاء؟
دعاء: مالك يا حسن؟؟
حسن بقلق: انتى اتصلى على سلمى تانى؟
بدا الحزن على وجه دعاء لتقول: اه…..
حسن ناظرا اليها: وبرضه مقفول؟؟
اومأت دعاء برأسها انا لا قبل ان تقول: اموت واعرف راحت فين…..ده انا حتى سألت بواب عمارتها قال انه مابقاش بيشوفها خالص
عادت لتنظر اليه وتتابع: تفتكر يكون حصللها حاجة؟؟
حسن بشرود: مش عارف……ثم قال بتردد: طب ماتيجي نروح لجوزها……يمكن يعرف حاجة
دعاء بسرعة: ياخبر.لا لا…..كله الا كده……..ده راجل صعب…وبعدين انا متأكده انه مايعرفش مكانها…..اصل هيعرف ازاي يعني؟
حسن بشرود: انا مش مزعلنى غير سيف……..علطول حاسس انه تايه في عالم تانى….حاسس انه جسم بس من غير روح……كل ما اسأله عن اللى مزعله يقول مفيش……ده غير تعبه من اقل حاجة…..وعينه اللى بقت حمرا علطول…..ووشه المصفر ………مط شفتيه ليقول: مش عارف ليه حاسس انه بقى اقرب للموت اكتر
دعاء بسرعة: يا شيخ بعد الشر……هو بس تلاقيه زعلان على فراق سلمى
حسن: ده حتى موضوع سلمى لغاية دوقتي معرفش حقيقته….وللاسف مش راضي يقول حاجة….ولا سلمى هنا علشان نسألها….انا بجد زعلان عليه اوي….مش هو ده سيف بتاع زمان اللى ماكنش بيبطل هزار وضحك…….انا حاسس ان….
وهنا قاطعته دعاء لتهتف: خلاص اقفل على الموضوع ده علشان جاي اهو
حسن بلهفة وهو ينظر وراءه: فين؟؟
وهنا يجد سيف وقد اتجه الى احدى الطاولات وقد امسك بيده كوب قهوة
حسن بصوت عالى: سيف؟؟
ولكن لم يجب سيف .حيث كان يبدو عليه الشرود…..
حسن وهو يقوم: انا راجعلك كمان شوية…
دعاء: طيب انا هقوم اروح بقى..وابقى طمنى عليه في التليفون
حسن ملتفتا اليها: وبين كل حين والتانى اتصلي بسلمى….يمكن تفتح موبايلها
دعاء وهو تقوم: حاضر…يالا مع السلامة
حسن وهو يقوم بدوره : سلام
خرجت دعاء من الكافتيرا بينما اتجه حسن ناحية سيف ليجلس على نفس الطاولة قبل ان يقول: ايه يا سيف؟؟……مختفي فين من الصبح؟؟
سيف ودون ان ينظر اليه : انا لسه جاي حالا
حسن واضعا يده فوق كتفه قبل ان يقول: مالك ياسيف…شكلك مش طبيعي
سيف بشئ من الحده: ايه يا حسن؟؟….هو انت كل ماتشوفني تقوللى الكلمة دي؟؟
حسن : ايوة يا سيف……وهفضل اقولهالك طول مانا شايفك في الحالة دي
سيف بخفوت: حالة ايه؟؟
حسن: انت مابتبصش لنفسك في المراية؟؟…….
سيف بمرارة: مراية؟؟………انا كرهت ابص على نفسي ………عايز انسى شكلى اصلا
حسن: اتطمن…مانت لو بصيت على نفسك دلوقتي هتلاقي واحد تانى مش انت…..واحد بقى شبه الاموات…….وشك الاصفر وعينك الحمرا……والسواد اللى تحت عينيك…..
سيف نازعا نظارته ليضعها امامه و يدعك عيناه في ارهاق: انا كويس ……بس يمكن علشان السهر وكده
حسن: انت عارف ان نبطشيتك مش باليل….يعنى بيبقى عندك وقت تنام فيه بس انت اللى بالك مشغول بحاجة نفسي اعرفها…….ده غير القهوة اللى عمال تبلبع فيها طول النهار…..
سيف بحده: يا سيدي انا حر……..
حسن بحده مماثلة: لا مش حر…….لو شفتك بتضيع نفسك قدامى ……….يبقى من واجبي انى انصحك……
اخفض سيف عيناه ولم يستطع بماذا يمكنه ان يجيب….اما حسن فتتابع بتردد: هو…..هو الموضوع يخص سلمى؟؟
وهنا رفع سيف عيناه المتلألأتان بالدموع الى حسن……. قبل ان يشيح بوجهه ..ويتمتم بخفوت.: انا ورايا عملية لازم احضرها
وبدون كلمة اضافيه هب واقفا ……ليلتقط نظارة النظر ويضعها على عيناه قبل ان يدير ظهره الى حسن ويسير في خطوات واسعة مبتعدا ……..تاركا اياه يتمتم: ربنا يفك كربك يا سيف……
*****************************
في شركة المتحدة ……..كان ادهم يجلس فوق مكتبه……..عندما سمع صوت هرج ومرج خارج المكتب…..وبدون ان يفكر للحظة اخرى في المتسبب فيه…..وجد الباب يفتح ليظهر خالد على عتبته ووراءه ميار تهتف: مايصحش كده يا استاذ
ادهم وقد هب من فوق مقعده وهتف: سيبيه يا ميار…..روحى انتى
ميار: تحت امرك يافندم….
خرجت ميار لتغلق الباب وراءها فيجلس ادهم وهو يقول : خير يا استاذ خالد……….حضرتك مش هناك ليه؟؟……ده التسليم النهارده
خالد بحنق: تسليم ايه؟؟……….اللحوم المعفنة؟؟
اتسعت عينا ادهم في ذهول ليهتف : ايه؟
خالد بنفس النبرة الحاده: بقول ان اللحوم اللى المفروض استلمها النهارده ……….طلعت معفنة…..وريحتها طالعة…..والدنيا هناك مقلوبة
شحب وجه ادهم قبل ان يتمتم وهو يمسك بهاتفه: طب …..طب ثوانى بس ….ا(وهنا وجد 45 اتصال من سعد……هم بضغط زر الاتصال الا ان اتاه اتصال اخر فيجيب بسرعة و: الو
سعد بحده:ايه يا ادهم؟؟,,,,,, سنة عقبال ما ترد؟؟
ادهم بعصية متوترة: كنت عامله صامت ومخدش بالى……هو….
قاطعه سعد بنبرة حادة متوترة: احنا رحنا في داهية يا ادهم…….لما فتحنا التلاجات لقينا اللحوم كلها عفنت……والغريب ان المواتير كانت شغالة……
ابتلع ادهم ريقه ليهتف ببهوت:طب ………. طب..ازاي …..ازي ده حصل انا
سعد مقاطعا : مش وقت كلام دلوقتي…تعالى بسرعة علشان الدنيا مقلوبه هنا…..وكله بيطلب الشروط الجزائية
هب ادهم واقفا ليهتف: طيب طيب انا جاي حالا
قطع ادهم الاتصال واتجه الى باب المكتب ليوقفه خالد وهو يهتف بعصبية واضحة: انت رايح فين؟؟….انا مش ماشي من هنا غير لما اخد فلوسي وفوقيهم المبلغ الجزائي
ادهم بعصبية مزيحا اياه في توتر: ابعد دلوقتي خليني اروح اشوف الموضوع بنفسي
خالد هاتفا: انا مش ماشي قبل ما اخد فلوسي……
ادهم محاولا كبت غضبه: يا استاذ خالد فيه 25 متعاقد غيرك وكلهم اخدين كميات ودافعين كاش….مش هقدر اديك فلوسك الا لما احسب الخسائر اللى عندى وامكانيات الشركة المالية
خالد بعصبية : انا مايهمنيش انت تخسر قد ايه……انا هروح في داهية لو مخدش فلوسي……. انا……
ادهم مقاطعا اياه وهاتفا بحده: انا خلصت كل الكلام اللى عندى……وسع بقى
ازاحه ادهم في عنف ليخرج من المكتب ويتبعه خالد وهو مازال يصرخ: والله لا ارفع عليكوا قضية …..يا نصابين …يا حرامية….
وبالطبع لم يجبه ادهم حيث انه خرج وبسرعة من شركته……ليستقل سيارته وينطلق بها ………ليخرج خالد وينظر الى سيارته المنطلقه……فيستقل سيارته بدوره وينطلق بها وراءه…..عله يتوصل الى حل مرضي مع الاخرين………..تابع قيادته وعقله يحمل مئات الافكار….لقد قام بتجديد مصنعه وابتاع احدث الالات……..وقام بدفع 180000 ثمنا للحوم……وفي النهاية تتعفن اللحوم …….وليت هذا فحسب.فأمواله على وشك ان تضيع منه و………..ماذا سيفعل اذا لم يتمكن من الحصول عليها……..سيخسر في اعماله و…وايضا…….وايضا……………وهنا انحرفت السيارة عن مسارها لتطلق صريرا عاليا …..يحاول السيطرة عليها ولكن…………..دون فائده ..حيث انها في خلال لحظات انقلبت عده مرات قبل ان تستقر على سقفها…….لينطلق زامورها عاليا…….

يتبع….

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x