روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة الخولي

 

البارت الثاني والعشرون

 

 

الحلقة 22

فتحت سلمى عيناها بتثاقل شديد……..للحظة لم تعلم اين هى بالتحديد….
-حمدلله على سلامتك
مدت عيناها الزائغتان الى حيث تجلس دعاء لتبتلع ريقها في صعوبة قبل ان تتمتم: الله يسلمك
حسن وقد وقف وراء دعاء: خضيتينا عليكي يا سلمى
ابتسمت ابتسامة منهكة قبل ان تتمتم: شكرا يا دكتور حسن…
نظرت وراءه لتجد سيف وقد وقف مستندا الى الباب وقد عقد ذراعيه امام صدره……وقد بدا عليه الشحوب….تلاقت اعينهما للحظات …..قبل ان تلاحظ دعاء تلك النظرات …..
فهتفت وهى تقوم: كويس انى اتطمنت عليكي قبل ما امشي…اصلي ورايا مشوار مهم……
اومات سلمى برأسها قبل ان تلتفت دعاء الى حسن لتقول: مش جاي معايا؟؟
حسن : ها؟؟………ليه؟؟
دعاء بغيظ: علشان ماينفعش اروح من غيرك
حسن وقد فهم ما ترمى اليه فهتف : اه……طيب ماشي…..
التفت الى سلمى مبتسما ليقول: معلش يا سلمى …….صاحبتك مجرجرانى معاها طول الوقت……..هنبقى نجيلك تانى
وبدون كلمة اضافية خرجت دعاء مع حسن…..
حسن بحنق: يالا ياختى…..ده انتى فوتتى علينا فيلم عربي من العيار التقيل
دعاء : ماهو الفيلم ماكنش عمره هيتعرض ابدا واحنا جوة
حسن: عندك حق…….يالا طيب علشان نشوف المشوار بتاعك ده
دعاء ضاربه اياه في كتفه: مشوار ايه ؟..انت صدقت؟؟……..تعالى نقعد في الكافتيريا شوية
حسن: يالا يا ستى……
*******************************
بداخل الغرفة كان الصمت يسود…….ظل كذلك للحظات…….قبل ان يقطعه سيف وهو يقول بلهجة جاده: انتى عندك انيميا حادة……واضح انك مابتتغذيش كويس…..انا طلبت من الممرضه تجيبلك اكل …..وعايزك تخلصيه كله……علشان حالتك تتحسن و………
-شكرا
قاطعته كلمة سلمى التى خرجت منها في صعوبة
ابتلع سيف ريقه في صعوبة قبل ان يقول: على ايه؟؟
سلمى متمتمة بخفوت: علشان منعت ادهم من انه ياخدنى
مط سيف شفتيه قبل ان يقول: طبيعى……ماهو انتى حالتك ماتسمحش بإنك تخرجى دلوقتي
كسا الحزن وجه سلمى وهى تهمس: بس كده؟؟
سيف محاولا اخفاء توتره: بس ايه؟؟
سلمى : يعنى منعته من انه يخرجنى للسبب ده بس؟
سيف مؤكدا: طبعا……….وغير كده كمان كان تصرفه لا يليق بمستشفى محترمة
اخفضت سلمى عيناها محاولة اخفاء عبرة كانت على وشك الهطول…….راقبها سيف بوجه متجهم يخفى الكثير من المشاعر الفياضة…….يشعر ببكاءها …..يرغب في تعويضها عن الامها وادخال السرور على قلبها…….ولكن……ما باليد حيلة……
-مساء الخير…
التفت سيف الى تلك الممرضه التى دخلت بصينية قد رص فوقها طبق ارز مع القليل من الخضار المسلوق وقطعة لحم مسلوقة موضوعة في صحن قد ملأ بالحساء …….ليقول مشيرا الى المنضده بجوار سلمى: حطيها هناك
وضعت الممرضة الصينية فوق الطاولة قبل ان تخرج وتغلق الباب وراءها في هدوء…….
اتجه سيف ناحية سلمى ليتمتم: يالا قومى علشان تاكلى
ادارت سلمى رأسها الى الجهة الاخرى قبل ان تقول: ماليش نفس
سيف متصنعا الجدية: مفيش حاجة اسمها مالكيش نفس……انتى لازم تاكلى علشان صحتك تتحسن……..
وهنا وضع سيف يده وراء ظهرها ليساعدها على الجلوس…….لتستجيب هى له على الفور…..عدل الوسائد وراءها وهو يقول: انتى كده مر………(وهنا تلاقت اعينهما المتلألأة للحظات………يخفق قلبه في شده…….كم يتمنى ان يمسح دموعها بيده …..ثم يضمها الى صدره فتتلاشى احزانها ……..وتستبدل بشعور بالراحة والأمان………)
اشاح بوجهه في توتر ليتناول الصينية ويضعها امامها ……..تنظر للطعام للحظات…… قبل ان يقول هو: معلش بقى…هو اكل المستشفيات كده………نظر اليها مجددا ليجدها مازالت محدقة بالطعام في شرود…..فتابع: انتى هتفضلي باصة للاكل كده كتير…..يالا كلى..
امسكت سلمى بالملعقة لتضعها في طبق الحساء……لتخرجه بيد مرتعشة فينسكب قبل ان يصل الى فمها…….
نظر لها سيف بتعجب ليجد دموعها قد انهمرت بكثرة فوق وجنتاها….فتمتم: مالك بس ؟؟
مسحت سلمى دموعها بسرعة قبل ان تزيح الصينية جانبا لتقول : والله ماليش نفس…..
سيف وقد امسك بذقنها برفق ليرفع وجهها فيقابل وجهه: هو اللى مالوش نفس بيعيط برضه؟؟
سلمى من وسط دموعها: سيف….انا اسفة …انا اسفة على الكلام اللى قلته امبارح……انا عارفة انى ماكنش يصح اقول كده……. .بس غصب عنى …..انا….
سيف مقاطعا: خلاص……..ماحصلش حاجة…….
سلمى رافعة عيناها لتستقرا على عيناه: بس انا جوايا كلام كتير اوي نفسي اقوله وتسمعنى…..انا…….
قاطعها سيف مرة اخرى وهو يقول: انا عارف انتى عايزة تقولي ايه……..بس خلاص مهما قلتى مفيش حاجة هتتغير
ضيقت سلمى عيناها لتتمتم: يعني ايه؟؟
رفع سيف عيناه اليها ثم مالبث ان اخفضهما….لا يستطيع مواجهتها…….فهب واقفا مديرا لها ظهره وهو يتابع: عارف انك هتقولى انك اخيرا فهمتى انتى عايزة ايه ……بس للاسف انتى فهمتى متأخر اوي….في وقت مش هينفع فيه نصلح حاجة
التفت اليها مرة اخرى ليجدها محدقة اليه في ذهول باكى……فتابع بتوتر: انا مش عايزك تفهميني غلط يا سلمى….بس انا مش بإيدي اي حاجة دلوقتي…..انتى واحده متجوزة….وانا عن نفسي بقدس الحياة الزوجية جدا وبعتبرها اسمى علاقة في الدنيا…………..
سلمى بصوت مختنق: بس علاقتى بأدهم مش بالسمو اللى بتتكلم عنه……دي علاقه اختلطت فيها الخيانة بالغدر بقلة الاحترام وانعدام الثقة……..ازاي تسمى دي علاقة سامية؟؟
سيف مشيحا بوجهه في توتر: مهما حصل…….هو مازال جوزك وهتقدري ترجعيه ليكي تانى
قاطعته سلمى بصوت باكى: يا سيف انا مش بحب ادهم…….ادهم خان ثقتى فيه…..خلاص عمري ما هقدر احترمه تانى………..نفسي تقف جنبي لغاية لما اتطلق منه…..انا مابقاش ليا سند ……حتى بابا……..بابا..(وهنا اختنق صوتها بالبكاء فغطت وجهها بكفيها لتنتحب بصوت عالى)
شعر سيف بالشفقة على حالها فاقترب منها ليمسك يديها ويبعدهما عن وجهها قبل ان يتمتم: ماتنسيش ان ده كان اختيارك من البداية……..انا لو اتدخلت في طلاقك دلوقتي يبقى هحمل نفسي الذنب طول حياتي
سلمى بدهشة: ذنب ايه؟؟
ابتلع سيف ريقه ف صعوبة قبل ان يقول: ذنب انى خليتك تفكري فيا وانتى مع راجل تانى
سلمى مقاطعه: ياسيف انت مالكش ذنب ……ده انا ال……
قاطعها سيف ليتمتم ناظرا في عينيها مباشرة: مفيش حاجة اصعب على الراجل…..من انه يكتشف ان حبيبته مش بتحبه وبتحب غيره…….شعور صعب اوي على اي حد ….مابالك لو كان زوج….
صمت للحظة تابع بعدها من بين عينان متلألأتان وبصوت مختنق: انتى كسرتى قلبي في يوم من الايام…..ومش هسمحلك تكسري قلوب تانية……ومش هتحمل انى اكون السبب في ده……لأنى ببساطة جربته وعرفت هو مؤلم قد ايه
سلمى وقد انهمرت دموعها اكثر: يعني افهم من كلامك ايه؟؟……….
سيف بحزم وهو يرفع رأسه: تفهمى اني من النهارده مش بمثل ليكي غير دكتور عالجك وانتى في المستشفى………..وتابع وهو ينظر بعيناها:وعلاقتنا هتنتهى بمجرد خروجك من هنا
سلمى :حتى صداقتنا مابقاش ليها اعتبار عندك؟؟…….عشرة سنين قضيناها سوا واحنا في عمارة واحدة……كل ده نسيته؟؟
سيف مشيحا بوجهه في محاولة لاخفاء مشاعره الحقيقية:الكلام ده كان زمان وانتهى خلاص…….كنا لسه صغيرين وماكنش حد فينا وراه مسئوليات……لكن دلوقتي الحال اتبدل….انتى اتجوزتى……وانا ورايا دراستى وطموحى اللي عايز احققه
سلمى بضعف: يعنى علشان توصل لطموحك …..لازم تدوس على قلبي ؟……ماحنا ممكن نكون مع بعض ونحقق طموحاتنا سوا….
سيف باقتضاب: مش هينفع…
سلمى : ليه؟؟
وهنا هتف سيف محتدا: يوووووه انتى مابتفهميش؟؟…….قولتلك خلاص ..الموضوع انتهى…..انا مش هقدر اتدخل في طلاقك……ساعتها هتهم نفسي انى دمرتلك حياتك علشان خاطر سعادتى
سلمى محتده بدورها: طب وسعادتي انا؟؟………وحبك ليا؟؟
ابتلع سيف ريقه في صعوبة قبل ان يتمتم بنبرة متقطعة: خلاص…..انا قلبي مات ……. لا بقى بيحب ولا بيكره
سلمى بذهول: يعنى ايه؟؟……مابقيتش تحبنى؟؟
سيف بحدة متوترة: لا مابقيتش بحبك……لو الجواب ده هيريحك ….فلا يا سلمى……حبك مات بالنسبالى….وعمره ما هيرجع للحياة تانى
سقطت هذه الجملة كالصاعقة على رأس سلمى ……..تلاقت اعينهما الدامعة للحظات….قبل ان يشيح سيف بوجهه ويتجه الى الباب….ليفتحه ويغلقه وراءه في عنف……..تاركا سلمى وقد انهمرت دموعها فوق وجنتيها……..غير مصدقة ما سمعته للتو……..
******************************
اتجه الى المكتب بخطوات واسعة……..هو الان في امس الحاجة الى الجلوس بمفرده لافراغ شحنة المشاعر المضطربة بقلبه…….وما ان وصل اليه حتى دخل ليغلق الباب ………ويرتمى فوق احد المقاعد………ليستعيد في عقله هذا الحديث الي اتتهى للتو…..هل يعقل هذا؟؟……هل تحدث اليها حقا بهذه القسوة؟؟…..كيف فعلها……؟؟……كيف تحمل ان يرى عبراتها المنهمرة ولا يمد يده ليلتقطها …ويخفيها بداخل قلبه……قلبه الذي تحمل معاناة قد فاقت الحد…….نعم….يشعر انه يتلوى الان……يصرخ الما ……..لم يعد يتحمل بعد حبيبته عنه…..كلما اقتربت المسافة يكون هو الاحمق دائما ليزيدها اتساعا من جديد……….في الحقيقة لقد استحق اعظم جائزة للتمثيل…..كيف اصبح قاسي القلب الى هذا الحد…….انهمرت دموعه رغما عنه…….ينتزع نظارة النظر عن عينيه ليمسحها بيديه المرتعشتين……يمرر اصابعه خلال شعره فحمى اللون…..عله يستطيع ايقاف تلك الافكار المريرة بداخل رأسه…..ايه افكار مريرة؟؟…..لقد صنعتها بنفسك….لماذا تهرب منها اذا؟…نعم…..انا لن اتحمل ان اكون السبب في طلاقها…….انا اعلم ان ادهم لم يكن مخطئا بالشكل الكامل……وما ادراك انت يا احمق؟……طالما هي لا تحبه ……لماذا تقف في طريق سعادتها وتأبي طلاقها……اليست هذه هى سلمى؟؟…….نفس الفتاة التى عشت طفولتك معها فكانت كمثابة ملاك صغير تربى على عرش قلبك منذ طفولته….اليست هذه نفس الفتاة التى تقت لحبها……تمنيت لو تعترف بك يوما حبيبا وليس اخا او صديقا…..هل كففت عن حبها حقا؟…..لا …….في الحقيقة يزيد حبها في قلبي كل يوم……كل ساعة وكل لحظة…..مابالك اذا لا تنطق بحبها؟………؟؟لم لا تعترف انها الوحيده دون الاخريات من احتلت قلبك وعقلك……كنت تتوق الى حبها عندما كنت هامشيا بالنسبة لها….والان وقد عادت اليك ………ترفضها ……تخذلها بمنتهى القسوة……وتذيقها العذاب الذي اذاقتك منه يوما……هل يعقل ان تكون بتصرفك هذا منتقما ليس الا؟؟………هل تنتقم لما فعلته بك يوما؟؟……..اياك والتفكير بهذا…وقتها ستكون من احقر الرجال على وجه الارض……..لا…..بالطبع لا……انا لا انتقم…..انا فقط…..انا فقط افكر……قرار الرجوع اليها ومحاربة ادهم لن يكون ابدا قرارا هينا……من يأبه بتلك الامور الان ايها الغبي؟…..قم اليها الان…اعتذر منها عن الحماقات التى تفوهت بها….واكشف حقيقة مشاعرك….لماذا تتحملان العناء من اجل اسعاد شخص واحد….فليذهب ادهم الى الجحيم……ولتدافع انت عن حبك حتى اخر قطرة من دمك………….لا…..لا..هذا لن يكون عدلا ابدا…..اصمت يا هذا!!!!!!! ……لن تتفوه بالهراء بعد الان……يكفيني عذاب قد ذقته معك منذ ان خلقنى الله لابقى بين ضلوعك…..ارحم ضعفي…..فكر بي ولو لمرة واحدة….فكر في حجم الالام التى اتكبدها كل يوم بسبب عندك وغباءك…….لقد اخطأت في فهمها لمشاعرها…والان وقد افاقت …….لماذا تعاقبها على هذا النحو…لماذا تعاقبني انا؟؟……..عاقب نفسك ان اردت ……ولكن لماذا انا؟؟….ماذا فعلت انا بك لتبكيني على حالى كل يوم…… لتحرقني كل دقيقة بنيران الحب المشتعل والغير مصرح به في نفس الوقت……ان بقيت على تلك الحال سأموت..نعم سأموت وستموت انت بدورك……وقتها لن يفيدك الحب بشئ…..فأنت في النهاية شخص ميت…….
وهنا هب سيف من فوق مقعده…..وفتح الباب …….ليخرج من الغرفة في خطوات مسرعة…………ويتجه الى غرفة سلمى ليفتحها و……….تتسع عيناه عند رؤيته لهذا الفراش الخالى…..الا من صينية الطعام التى لم ينقص منها شئ……..وقبل مرور لحظة اخرى عليه….ركض بسرعة قصوى عبر ممر المستشفى لينزل بسرعة الى الدور الارضي…..ينظر الى الاطباء والممرضات المنتشرين في كل مكان…..يلهث بقوة…….ينبض قلبه بالقلق والخوف..والجزع…..دار بعيناه بحثا عنها ولكن دون فائده…….هم بالخروج الى الشارع عندما استوقفه هذا الصوت الذكوري…..
-دكتور سيف…
التفت سيف الى محمد ( عامل الحسابات)…ليجده وقد مد يده اليه بمبلغ من المال وهو يقول: دي الفلوس اللى حضرتك كنت دفعتها للمريضة اللى كانت هنا
شحب وجه سيف وابتلع ريقه قبل ان يتمتم: ومرجعهالى ليه؟؟
محمد: اصلها كانت عايزة تحاسب ولما بلغتها ان حضرتك دفعت اصرت انى ارجعلك الفلوس وقلعتلي الحلق بتاعها ومشيت بسرعة…..حتى من غير……
وهنا تركه سيف ليركض الى الخارج بسرعة….يخفق قلبه بشده…….يدور بعيناه الدامعتان المتلهفتان……في ارجاء الشارع…..عله يجدها……ولكن ما من اثر لها…..
**************************************
في منزل ادهم كان هناك رنينا متواصلا على جرس الباب……اتجه ليفتح و……..: انت ايه اللي جابك؟؟
سعد بتعجب: ماشاء الله على ذوقك يا ادهم
ادهم وهو يدخل: انا مش قلتلك انا مش جاي الشركة تانى…جاي ليه بقى؟؟
سعد وهو يدخل بدوره: جاي انورك……..الدنيا مقلوبة بسبب عملتك المهببة
ادهم بعصبية: ماتحترم نفسك…..انت نسيت نفسك ولا ايه؟؟
سعد بسرعة: لا مانسيتش……مانسيتش اننا كنا اصحاب من الابتدائية قبل ما اكون مدير اعمالك…….
ادهم وهو يجلس ومحاولا كبت غضبه: طب اخلص…… اقعد و وقول عايزنى في ايه……وعملة ايه اللي بتقول عليها
سعد وهو يجلس: النهارده وانا في مكتبك استقبلت 3 اتصالات …….واحد من فؤاد الدميري…..والتانى من نظيم بسيونى…والتالت من هانى ……والتلاتة بيسألوا عن حاجة واحده
ادهم بملل: هى ايه ؟…اخلص
سعد مميلا بجسده الى الامام: عن الاعلان اللى اتنشر في الجرايد النهارده
ادهم مضيقا عيناه: اعلان ايه؟؟
سعد معيدا ظهره الى الوراء مجددا: الاعلان اللى نشرته في الجرنان….اللى حطيت فيه مكافأة للى هيلاقي مراتك
اتسعت عينا ادهم ليتمتم بتوتر: انت……..انت عرفت ازاي؟؟
سعد: مش انا اللي عرفت…ده هما اللي بلغونى……قال متصلين بيك علشان يتطمنوا
ادهم بنبرة متقطعة: طب ..طب عرفوا ازاي….انا عملت البحث بالاسم مش بالصورة…وبعدين ……محدش يعرف الاسم بالكامل
مط سعد شفتيه قبل ان يقول: سهلة اوي يعرفوا الاسم ……مفيش حاجة بتستخبى…………
ادهم وقد شحب وجهه: يا خبر……دلوقتي يقولوا ايه؟
سعد : معرفش بقى..انا جايلك علشان تتصرف….نشر اعلان معناه ان مراتك هربت……هربت ليه بقى؟؟…..الكل هيحط سبب من عنده…ومش بعيد الموضوع يوصل للصحافة……وانت عارف بقى الصحافة……مابتتوصاش في انها تضخم اي خبر تلاقيه في وشها
ادهم بعصبية متوترة: ما تتكتم انت راخر…..مش كفاية اللى انا فيه؟؟……وبعدين كله بسببك ….انت اللى شورت عليا الشورة المنيلة دي
سعد بحدة: وانا مالى….انت سألتنى لو معرفتش مكان واحد اوصله ازاي؟؟….انا ايش عرفني انك بتتكلم عن مراتك….وبعدين انت المفروض اعقل منى في الامور دي….وتعرف العالم اللى انت عايش وسطيه ممكن يقول عنك ايه……
ادهم وقد هب من فوق مقعده…..ليهتف بتوتر: طب…طب والعمل؟؟..ااعمل ايه في المصيبة السودا دي؟؟……..انا وديت نفسي في داهية…ازاي مافكرش في العواقب الي ممكن تحصل من ورا الاعلان ده؟؟……..ازاي تاهت عنى….؟؟ده انا بكده هبقى التسلية اللى هيتسلوا بيها في كل تجمع……ومش هترحم من نظرات الشماتة اللى هشوفها في عينيهم…..
سعد: متهيألى الحاجات دي بتتنسي..ممكن الموضوع يعمل شوشرة في الاول وبعدين بيروح لحاله
ادهم بابتسامة مريرة: متهيألك ده كله بيتنسي بإستثناء الموضوع ده……ده مش بعيد يألفوا قصص…يقولوا انها هربت مع واحد …ولا اتخطفت وحد عمل فيها حاجة….
سعد: انا مش هسألك عن سر هروبها…..بس انا عايز اعرف…انت لاقيتها ولا لا؟؟
ادهم : اه لقيتها…….ودي كمان مشكلة اكبر
سعد: ليه؟؟..مش فاهم
هم ادهم بقص ما جرى معه مع سلمى وسيف قبل ان يتراجع ليقول: كل اللي اقدر اقوله……انها مش عايزة ترجع معايا….ثم تابع بجدية: بس الموضوع ده مايطلعش بره
سعد: عيب يا ادهم…انا عمري طلعت سرك بره؟……صمت للحظة تابع بعدها: انا عندى حل
ادهم بسرعة: الحقنى بيه…..
سعد: طالما هي مش عايزة ترجع معاك…….طلقها……..
ادهم بعصبية: انت اتجننت؟؟……….انا لايمكن اطلقها..
سعد: بصراحة هو ده الحل اللي كان عندى…غير كده مش هقدر افيدك……..انت لو طلقتها هتخمد النار اللى ممكن تقوم عليك…..
ادهم وبعد تفكير للحظات: لا….لا مش هقدر…..
سعد: يا ادهم …..حكم عقلك…..طالما هي مش عايزة ترجعلك…يبقى ليه تعند؟؟
ادهم بتوتر: علشان……علشان انا بحبها
سعد: خلاص……حبها براحتك….بس ماترجعش تقول اتفضحت والكل عمال يتكلم عليا من ورا ضهري…..لما تكون طليقتك هى اللى هربت احسن من لما تكون مراتك وعلى ذمتك
هم ادهم بقول شئ الا ان اتاه اتصال على هاتفه…….فالتقطه ليجيب وياتيه صوت ذكوري: الو……..
ادهم بتردد: ايوة يا مهاب…..ازيك اخبارك ايه؟؟
مهاب بسرعة: انت اللي اخبارك ايه…..سمعت انك عامل بحث عن مراتك…..هي هربت ولا ايه؟؟
ابتلع ادهم ريقه في صعوبه قبل ان يهتف بتوتر: لا…انا…….ان….
مهاب بنبرة مشوبة ببعض الشماتة: ياسيدي قول ماتتكسفش….ده احنا اخوات…وممكن لو حبيت ادورلك عليها كمان…..واشوف مين السر ورا هربها…..واوديهولك ورا الشمس…..
شعر ادهم بغصة في حلقه فتمتم بتوتر واضح: لا…ماهو……ماهو انا طلقتها
مهاب بتعجب حقيقي: طلقتها؟؟……ليه ؟؟
ادهم بسرعة: يعني…ماكنش فيه توافق بينا….زادت المشاكل في الفترة الاخيرة.وحسيت انى خلاص فاض بيا
مهاب بنبرة شك: طب وعملت الاعلان ليه على كده؟
ابتلع ريقه في صعوبة قبل ان يتمتم بنفس التوتر: اه ماهو.علشان….علشان هي حبت تنتقم منى علشان طلقتها….فـ فسرقت اوراق مهمة من مكتبي…وهربت بيها…علشان تضغط عليا انى ارجعها
مهاب في ازدراء: بنت شوارع صحيح..المهم ..طمنى جبت الورق ولا لا؟
ادهم بسرعة:اه… اه جبته طبعا..انت عارفنى
مهاب : ماشي..خير انى اتطمنت عليك……
ادهم بسرعة: فيك الخير
-سلام
-سلام
اغلق ادهم الخط ليطلق تنهيده…ينظر الى سعد ليجده مسندا رأسه الى يده وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة
ادهم بعصبية: بتبصلي كده ليه؟؟….كان عندك حل تانى يطلعنى من الورطة دي…
مط سعد شفتيه ولم يجب اما ادهم فتابع بغيظ: حسيت في كلامه بالشماته..قال وعلطول بيشكك في شرفها
وهنا ادرك انه لم يتفوه بشئ جيد فأثر الصمت
اما سعد فأمال بجسده الى الامام ليتمتم: طب انت هتعمل ايه بقى؟؟
ادهم وهو يجلس: مش عارف
سعد : مش عارف ازاي.انت لازم تطلقها
رفع ادهم راسه بسرعة ليتابع سعد: ماتقوليش انك بعد ما بلغت مهاب بطلاقك ليها …..هترجع في كلامك…..ده انت ساعتها هتبقى مسخرتهم بقى……وانت عارف الاعمال بتقوم في المقام الاول على السمعة………وسمعة الواحد من سمعة مراته…..وشرف الست هو في الحقيقة شرف المسئول عنها….اللى هو في حالتك دي ……انت
ابتلع ادهم ريقه ليشرد للحظة
اما سعد فقام ليقول: طيب.واضح انك عايز تقعد لوحدك علشان تعرف تفكر في كلامى…هسيبك انا وابقى اتطمن عليك بعدين
لم يجبه ادهم…..فاتجه سعد الى باب الشقة وفتحه….ولكنه التفت الى ادهم مرة اخرى ليقول:انا عايز اقولك حاجة…اللى بيحب بجد عمره ما هيسمح لنفسه يشوه سمعة حبيبه حتى لو من وراه….المكالمة دي بينتلي انك ماكنتش بتحب مراتك………. والا ماكنتش قلت عليها بالبلدي ومن غير تزويق في الكلام(حرامية)……انت بتحب نفسك اكتر يا ادهم…بتحب شغلك….وطموحك …..تمسكك بمراتك من غير سبب وجيه..مش هيجيبلك الا التعب ووجع الدماغ…….ريح نفسك من عدم حبك ليها وعدم حبها ليك والسمعة الطين اللى هتطلع عليك وطلقها…..لانها باختصار لو فضلت معاك……مش هتزودك الا بالهم……فكر في كلام صاحبك اللى اكيد عايز مصلحتك…….وابقى بلغنى رسيت على ايه…سلام
خرج سعد تاركا ادهم غارقا في افكاره……
******************************
امام النيل وعلى مقعدها المفضل كانت سلمى جالسة…..يداعب النسيم خصلاتها….ولكنه لم ينجح ابدا في تجفيف دموعها المنهمرة……..تفكر في حالها……….ترغب في الموت الان..على الاقل سيشعر الجميع بحبهم لها عند موتها…….لن تشعر به ولكن يكفيها ان تعلم منذ الان كم العذاب الذي سيعانيه سيف عندما يعلم بموتها………مجددا تشغلين عقلك به؟؟……لقد باعك من ظننتى انه سيكون رفيق دربك بعد اليوم….باعك من كنتى تنتظرين مساعدته لكِ في مواجهة ادهم……باعك غير متأسفا ولا نادما…هجرك وتركك بعدما القى بقنبلة موقوته على قلبك……اخبريني الان…هل لازلتى تحبينه؟؟……لن اكذب واقول لا…….لن تصدقني انت ايها العقل ان قلت……..ولكن ليس معنى هذا انى سأتنازل عن كرامتى من اجل حبه الزائف…..هل كان زائفا حقا…..بعدما شعرت اخيرا بقلبه النابض من اجلي…….اكتشف انه كان وهما ليس الا…ولكن كيف؟؟….كيف لحب قد استمر لسنين ان ينتهي في لحظة……لماذا تحملين نفسك التفكير الان فى مثل هذه الامور……..فلتهدأي الان………كيف لي ان اهدأ بعد ماحدث معى اليوم…..لقد فقدت اخر امل لدي……لم يعد بجعبتى المزيد من الامال….في الحقيقة انا اشعر بالغرق……..اشعر انى غريقه في بحر واسع من الاحزان………ابحث عن حضن امن……ولا اجده….هل اخبرك عن وفاة امى الذي عانيت بعده الامرين من سوء معاملة زوجة ابي وكرهها الذي لم يظهر ولكنه بالطبع كان محسوسا……ام اخبرك عن زوج قد اعمته الغيرة فجعلنى احيا معه سنتين لم اسلم فيهما من شكه بي……ولسانه اللاذع الذي كان يرميني بالتهم التى تسئ الى شرفى…….اكثر مما كان ينطق بإسمى…….وفي النهاية تكون الخيانة هي نصيبي…….ام اخبرك عن ابي الذي تأثر كثيرا بكلام زوجته فأبي مساعدتى……لأخبرك عن امنية….صديقة الطفولة التى اعماها حبها لزوجى فداست رقبتى قبل ان تدوس قلبي……..لا ….ليس هذا هو المهم……..بل دعنى اخبرك عن اكثر جزء حزين بحياتى…..في الواقع هو ابشع جزء…..هذا الذي حدث منذ لحظات……….سيف……حبيب…….لا..لا يستحق هذا اللقب…..ان كان يحبني بالفعل…..كان ليضمد جراحى….يمسح عبراتى……لا يتحجج بأعذار واهية ليبعدنى عنه مجددا…عندما رأيته ظننت اننى واخيرا وجدت الامان في حياتى البائسة…..ولكنه صفعنى وبقوة على وجههى ……ليجعلنى ادرك ان مصيرها سوف يكون الحزن دائما حتى لو لاحت لي بودار امل في الافاق……..مزق قلبي الى اشلاء ليردنى جريحة …….منكسرة …….حزينة……احمق….يظن انى سأعود الى ادهم ان تركته……….وربما يعلم ان هذا مستحيل ولكنه تحجج بتلك الحجة السخيفة ليتملص من حبي…………لماذا على تحمل كل هذا العذاب وحدي…….هل يعقل ان يكون هذا مصيري بسبب خطأ بسيط اقترفته؟؟……هناك الكثيرون غيري يقعون في الكثير من الاخطاء……ولكنى لا اراهم معذبين كما هو حالى الان……بماذا سأخبرك ايها القلب الحزين …….انت تعلم كل مابي…..وكيف لا وانت قلبي الذي تعذب معى كثيرا طوال تلك الحياة المريرة التى عشتها…..
-الدرة المشوي…..
هاهى ……صديقتى التى لم ابادلها كلمه واحده قط………اتراها>>>>>>.اترى كم هي بسيطة حياتها؟؟……ليتنى مثلها …احسدها حقا على هدوء البال التى تتمتع به…….ليت كل همى قرش اجنيه بعرقي لاعيش به حياة كريمة……ليتنى مثلها…….مهلا يا سلمى……لم لا تكونين مثلها؟؟..لم لا تعملين فقط لاجل طموحك واحلامك…لم تعبأين بأناس قد جرحوك وقسوا عليكِ كثيرا؟؟…….لم تخنقين نفسك ببوتقه احزانك؟؟…..انتِ لاتزالين شابه….لديكِ المؤهلات والمال……يمكنك تحقيق النجاح واحدا تلو الاخر….فليذهب الجميع الى الجحيم….نعم……اضربي بأفعالهم عرض الحائط وعيشي لنفسك….عندها….ربما…..ربما تجدين السعاده الحقيقة…..ما ادراك انتِ؟؟
مسحت دموعها المنهمرة…..وازاحت شعرها الى الوراء ……قبل ان تقوم وتحمل حقيبتها…………لتستقل احدى سيارات الاجرة….وتذهب الى احدى مكاتب العقارات……..للبحث عن سكن مناسب لها…………
******************************
في احدى الشركات الخاصة ……جلس مدير الشركة(حمدي احمد)…….مع مساعده (رمزي)
حمدى بشئ من الحده: هو كل ده بيجيبه؟
رمزي: هدى نفسك يا حمدى بيه………..اهو زمانه جاي في الطريق
حمدي بحنق: انا من زمان كان نفسي اضرب الضربة دي…بس كنت مستنى لما تيجي اللحظة المناسبة…..واديها جت…..شحنة لحمة معتبرة…..نازلين توقيع عقود من ساعة ما جابوها
رمزي: كل ده علشان تنتقم من مرتضى المصري في ابنه؟؟
حمدى: هو اللى عمله فيا كان هين؟…..اللهى يجحمه……..ده خسرلي شركتى 2 مليون جنيه بسبب الصفقة اللى لطشها منى…بس وديني لااردهاله في ابنه
-بس ادهم ذنبه ايه؟؟
حمدى: ادهم طول عمره كان بيساند ابوه…….كان دراعه اليمين……..بس والله لا اشله…….
هم رمزي بقول شئ الا ان قاطعه صوت طرق احدهم على الباب…..يعقبه دخول السكرتيرة ……ووراءها…..عادل (موظف بالشركة)…….مع شحاته…..
حمدى بابتسامة: اهلا اهلا…..انت بقى شحاته؟
عادل : ادخل يا شحاته سلم على حمدي بيه
دخل شحاته بتردد وهو ينظر حوله قبل ان تستقر عيناه على حمدى وهو يقول: اهلا يا حمدى بيه…..
حمدى مشيرا اليه بالجلوس: اتفضل……
جلس شحاتة وعلى ملامحه علامات التوتر…
حمدى وهو يتأرجح بالكرسي: اعتقد انك سبق واترفدت من شركة المتحده بسبب سرقة كنت قمت بيها
شحاته مبتلعا ريقه في صعوبه: ها؟؟…ا ااه…..لا
حمدى بابتسامة واسعة: انت مالك خايف كده ليه…….اطلبله يا عادل عصير ليمون
خرج عادل لطلب العصير في حين تابع حمدى: احنا عايزينك معانا…
شحاته بتوتر:مـ مش فاهم
حمدى مركزا نظره عليه: انت مش عايز تنتقم من اللى طردك وتفش غلك فيه؟
شحاته بحقد واضح: ياما نفسي اشوف فيه يوم
حمدى مشيرا اليه : واحنا هنساعدك……لان باختصار مصلحتك من مصلحتنا…..بس انت اللى هتبقى الايد اللى هننفذ بيها كل حاجة
شحاته بقلق: مش فاهم…يعني انا مطلوب منى ايه؟؟
هم حمدي بقول شئ الا ان قاطعه دخول عادل حاملا صينية صغيره وضع فوقها كوب عصير…ليضعها امام شحاته
حمدي: اشرب العصير الاول…..وبعدين نبقى نتكلم
مد شحاته يده المرتعشة لالتقاط الكوب…ليرتشف اول رشفه…..وعقله يحمل مئات التساؤلات

يتبع…

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x