روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة الخولي

 

البارت الحادي والعشرون

 

 

الحلقة 21

في دورة المياه الخاصة بأطباء المستشفى……كان سيف جالسا يفكر فيما رأه للتو…هل يعقل هذا؟؟؟؟…… بعد طول فراق يراها …..واين؟؟…..في محل عمله؟؟……وفي ايه حالة هى؟؟……..اجهاض؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!……كان يشعر بقشعريره في جسده ….وقد اخذت دموعه تنهمر بلا شعور…فمرأها قد فتح جروح قلبه الملتأمة من جديد….او هكذا كان يظن…لطالما حاول اقناع نفسه بأنه نسيها ..ولكنه بالحقيقة تناساها…….هو يعلم ان الحب الحقيقي لا يموت بالفراق بل انه يصبح اكثر اشتعالا……..بمجرد رؤيته لها والدماء تكـسو ساقيها لم يستطع كبح عبرات ملحة كانت تناضل للهطول……..كان بحاجة الى ان يتركها ويذهب الى حيث لا يراه احد…..نعم تركها وغادر على الرغم من اشتياقه الشديد لها……لم يحتمل رؤيتها على هذه الحال……كم تمنى ان يتحمل هو كافة الامها……وتبقى هي سليمة معافاة….ايعقل هذا يا سيف؟؟…….يالقلبك الكبير!!!!!!!!….بعدما طعنتك بقلبك عندما وتزوجت من اخر؟؟…..لم تأبه حتى لمغادرتك …….وعلى الرغم من كل هذا هل مازلت تحبها؟؟……لا انت لا تحبها….انت تعشقها و عشقها يسري في دمك ……..ولكنك لست على صواب ان ظللت تفكر على هذا
النحو…..فهي الان ملكا لاخر…..لا تنتسب اليك بأي شكل من الاشكال…….الن تراها؟؟…بلى….لابد ان تراها..ولكن كطبيب معالج…وليس كحبيب قد جرفته مشاعره لتعمى عيناه عن الواقع ….واقع اليم ولكنه مازال واقعا لابد ان تتقبله …..سلمى تنتمى لشخص اخر لن يرضيه ابدا ان تبادل زوجته ايه مشاعر……هذا هو الواقع ……
قام من جلسته ومسح عبراته المنهمرة….عدل من هندامه..حاول ان يضع صخرة على قلبه لترتسم فوق محياه علامات الجمود……ولكن مهلا….لماذا تريد ان تلتقيها الان؟؟……كطبيب….ولكنك لست من اشرف على عمليتها….فبأي صفة ستدخل…..حسنا…ان كان هذا الجواب سيريحك……فأنا اذهب اليها بصفتي……..صديق عزيز….ليس الا
ياللسخرية…..الان ستصدق على كلامها الذي لطالما كرهته……نعم….وليس هناك مفر……
خرج سيف بخطوات واسعة من دورة المياه…….ليسأل احدى الممرضات عن الحجرة التى ترقد بها المريضه صاحبة عملية الاجهاض………….واخيرا وصل اليها…….وقف امام الباب لعدة دقائق……..يشعر ان قلبه مازال يخفق حتى انه كاد يمزق ضلوعه ليخرج محتجا على وقوفه متسمرا بهذا الشكل….وضع يده المرتعشة فوق المقبض ليديره و….للحظة ظل واقفا امام هذا المشهد المؤلم …….تقطرت فوق وجنته عبرة ساخنة وهو يدقق في هذا الوجه البرئ مغمض العينين…مد يده سريعا ليمسحها..ويقترب….يقترب حتى يجلس على طرف فراشها …….يتأملها للحظات .. قبل ان تنهمر منه عبرة اخرى……اهدأي ايتها الدموع الساخنة الى متى ستظلين ضعيفة الى هذا الحد؟؟……يرتعش جسده بالكامل…يتمنى لو تفتح عيناها ينظر خلالهما لينسى واقعه الاليم…..لطالما كانت عيناها ملاذه وملجأه….هدوءه واستكانته…..يشعر انها بحار صافية عذبة يغرق فيها عند النظر اليها…….هذا الوجه الابيض ذو الوجنتان الحمراوتان.اين ذهبت حمرتهم؟؟……لماذا هو شاحب الى هذا الحد……تلك الخصلات السوداء المسترسلة فوق الوساده البيضاء…..يتمنى لو يغوص خلالهما……اشتاق لها بشده…على الرغم انه تمنى كثيرا ان يضمها الى صدره الا انه لم يفعل يوما……كان قلبه يتوق لمعانقة قلبها…….وبمجرد اتيان تلك الفكرة برأسه كانت تتملكه رعشة بارده…تسري من قلبه لتصل الى اوصاله وكل ذرة بجسده…..ما بال قلبه لا يهدأ……يشعر بضلوعه تكاد ان تتمزق من قوة ضرباته…….مسح دموعه مرة اخرى……اقترب منها ..اكثر فأكثر….رفع يده المرتعشة……ليتحسس تلك الخصلات التى افتقد للمستها……يتحسسها برقه قبل ان يلامس وجهها الشاحب باصابعه البارده ……جبينها ……وجنتها……ذقنها…..و………..
وهنا رفع يده بسرعه ليهب واقفا لتظهر علامات التوتر فوق محياه…..ماذا فعلت للتو ايها الاحمق…هل هذا ما عاهدتني به؟؟……هل هذه هي علاقه الطبيب بمريضته في نظرك؟؟……احمق …….ومتهور……..انسيت؟؟…….انسيت انها متزوجة؟؟…..ماذا لو رأك زوجها وانت تتحسس وجهها على هذا النحو.؟؟……….ضع نفسك مكانه واشعر بما سيشعر به…….هل كنت تتحمل ان ترى سلمى وه………..ماهذا الهراء؟؟……..هل فقدت عقلك يا هذا؟………سلمى لم تعد ملكك…..هل فهمت؟؟……انها لا تنتمي اليك ابدا…..
اتجه الى الباب بخطوات مسرعه عندما اوقفه ذلك الصوت الضعيف المنهك …الذي كان اقرب للانين منه الى كلمات……
************************
في احد مكاتب المستشفى كان حسن جالسا…..يفكر فيما حدث مع سيف بغرفة العمليات……بالتأكيد هناك سر خفي لا يعلمه سوى سيف……..يتعجب حقا منه..على الرغم من قربهم وصداقتهم الوثيقة الا انه لم يفشى له ابدا هذا السر….يكاد عقله ان ينفجر من عظم الافكار بداخله….وبينما كان غارقا في ملكوته اذا بطرقات فوق باب المكتب ليهتف: اتفضل
دعاء وهى تدخل: السلام عليكم……..اخيرا لقيتك يا اخى…..ده انا نفسي اتقطع….كل مرة تكون مستولى على مكتب شكل
حسن بابتسامة: ده ايه الموشح اللى داخلة بيه ده؟؟……اقعدى طيب وبعدين اتكلمى
جلست دعاء فوق المقعد امامه قبل ان تقول: اطلبلي عصير برتقان
حسن: انتى فاكرة نفسك في كافتيريا…..احنا في مستشفى يا ماما…
دعاء: خلاص…..يبقى تعوضني النهاردة بخروجة حلوة كده
حسن: انتى مابتشبعيش خروج…….ماشي يا ستى….من عنيا…..المهم سيبك انتى من كل ده ………عاد بجسده الى الامام وهو يتابع: وحشتيني اوي
ابتسمت دعاء قبل ان تهتف مقلده اسلوب حسن في الكلام: انت فاكر نفسك في كافتيريا …..احنا في مستشفى يا بابا
ضحك حسن قبل ان يقول: علطول كده بتغلبيني
دعاء بفخر: طبعا….ثم تابعت بجدية: بس فين سيف؟؟.اول مرة اجى الاقيك قاعد لوحدك
حسن وبعدما اطلق تنهيده: اه من سيف ده….اهو سيف ده حكايته حكاية…..معنتش فاهمه خالص
دعاء بتعجب: ليه ايه اللى حصل؟؟
هم حسن بقول شئ الا انه سمع طرقات فوق باب الغرفة يتبعها دخول احدى الممرضات حاملة حقيبة سوداء جلدية وهى تقول: ازيك يا دكتورحسن….دي شنطة المدام اللى حصلها النزيف
حسن هاتفا وهو يمد يده اليها: اه .هاتيها….لازم نتصل بحد من اهلها
خرجت الممرضه ..اما حسن فقد فتح الحقيبة ليبحث بها …..
دعاء وهى تراقبه: ايه اللي حصل لسيف بقى؟؟
وهنا هتف حسن وهو يخرج بطاقة شخصية: اهو…..لقيتها..نظر بها ليتابع: سلمى فاروق الطوخى……..محل الميلاد الاس……..
وهنا اتسعت عينا دعاء في ذهول لتختطف البطاقة من بين اصابع حسن وهى تهتف: ايه ده؟؟……وريني؟؟
حسن بتعجب وهو يراقبها: فيه ايه؟؟
اما دعاء فتمتمت بذهول وهى ممسكة بالبطاقة: مش ممكن………
حسن بتوتر: فيه ايه يا دعاء؟؟….قلقتيني
دعاء بتوتر: هي سلمى حصلها ايه؟؟
حسن بسرعة: ابدا ده نزيف حصلها وعرفنا انه اجهاض….عملنالها عملية تفريغ رحم…..
شهقت دعاء قبل ان تتمتم: يا حبيبتي…..
حسن: انتى تعرفيها منين؟؟
دعاء وهى تقوم: مش وقته دلوقتي….تعالى وصلني ليها
حسن وهو يقوم: تعالى يا ستى
وبدون كلمة اضافيه فتحت دعاء باب الغرفة لتخرج منها ويتبعها حسن……
**********************
في غابة موحشة ……كانت تركض بأقصى قوتها……وراءها وحوش……الكثير منها يهاجمها ……..تهرب من هنا لتجد اخر هناك.تلوذ بالفرار مرة اخرى لتجد المزيد……المزيد والمزيد…..واخيرا لاحت امامها مياه صافية.اسرعت اليها بأقصى ما بها من قوة…..ولكنها وما ان وصلت اليها وجدتها سوداء…… وقد كـستها من فوقها الغيوم الكثيفة الخانقة……….نظرت الى المياه امامها من جديد…..تخاف كثيرا من النزول بها…….وها سمعت صوت محرك يتعالى في الاجواء نظرت امامها لتجدها سفينة كبيرة….حاولت ان تلوح اليها …..مرة واثنين وثلاثة …….واخيرا
بدأت السفينة في الاقتراب وهنا لمحت من وراء زجاج الكبينة .سيف وقد كان هو قائدها….اخذت تصرخ بأعلى صوتها: سيف…..سيف ..انا هنا .يا سيف
ولكن فجاة بدأت السفينة تبتعد …..تبتعد ……وهى مازالت تصرخ: سيف…..سيف انا هنا……….يا سيف تعالى.ماتسيبنيش لوحدى …….سييييييييييف…….
مازالت تتتمتم بإعياء: يا سيف….انا هنا……ماتسينيش لوحدي.ماتسيبنيش….
فتحت عيناها ببطء لتجد وجه سيف الشاحب يدقق بها في توتر……ابتسمت ببهوت قبل ان تتمتم بخفوت وهى تغلق عيناها مجددا: سيف…..انت هنا
سيف بسرعة وبنبرة مرتعشة متقطعة متلهفة ومن بين عينان دامعتان: اه يا سلمى…..ايوة يا حبيبتى انا معاكى…سلمى …..سلمى انتى سامعانى؟؟
فتحت سلمى عيناها من جديد ولكنها في هذا المرة اتسعتا في ذهول هاتفة بنبرة متقطعة: سيف؟؟!!!!!!!!…انت …….انت هنا؟
سيف بلهفة قلقة : ايوة…ايوة انا هنا
في هذه اللحظة دقق النظر بها جيدا ليبتلع ريقه بصعوبه قبل ان يتراجع الى الوراء قليلا محاولا السيطرة على عبراته ونبرته…….ماذا دهاه؟؟…..لماذا يبدو ضعيفا امامها هكذا…كلما يقرر ان يبتعد يجد نفسه يقترب بمشاعره …بحديثه…..بأفعاله….
اما سلمى فقد كان التوتر والذهول يكسيان وجهها ليزيده شحوبا …تمتمت : انت……انت …..انت فين؟…..انا فين؟؟……انا حصللي ايه؟؟
سيف بجمود مصطنع: انتى هنا في مستشفى (……) في القاهرة
سلمى ممسكة برأسها بألم : طب…انا حصللي ايه؟……ثم رفعت عيناها الدامعتان اليه وهى تتمتم: وانت هنا؟؟….في القاهرة؟
سيف متصنعا اللامبالاة في حديثه: اه…….انا هنا من ايام الجامعة……..ثم عاد ليتابع وهو ينظر اليها: وانا اسف للى حصلك
سلمى ببهوت ومن بين عينان دامعتان: كنت هنا من ايام الدراسة…..ومافكرتش تسأل عنى ولا مرة؟؟
صمت سيف واخفض عيناه قبل ان يتمتم: وكان هيفيد بإيه السؤال؟
وهنا مدت سلمى يدها المرتعشة لتلامس اصابعها يده قبل ان تتمتم بنبرة باكية: كنت واحشني وعايزة اشوفك
سحب سيف يده في سرعة ووقف مديرا لها ظهره ليملأ لها كوب ماء.هذا في الظاهر…..اما في الباطن فهو كان يبحث عن اي شئ يشغله ليمنعه من الانهيار مرة اخرى………وبعدما ملأ الكوب…..اتجه الى سلمى ليمد لها يده به وهو يتمتم ودون ان ينظر اليها: اتفضلي
رفعت سلمى عيناها المتلألأتان قبل ان تتمتم: انا ماطلبتش مية
وضعها سيف بجانبها وهو يتمتم: اكيد هتحتاجيها بعدين
وهنا مدت سلمى يدها مجددا لتسمك بيده وهى تتمتم: انا محتاجاك انت يا سيف
سيف بعصبية متوترة: لو سمحتى يا سلمى…..ماتنسيش انك واحده متجوزة……خلاص……احنا مابقيناش عيال صغيرين….لازم نتعلم من دلوقتي نتحكم في تصرفاتنا….
سلمى بإعياء: بقيت قاسي اوي يا سيف……
سيف ناظرا بعيناها المتلألأتان متمتما : من بعض ما عندكم
اتسعت عينا سلمى لتنهمر عبراتها …….مرت لحظات صامتة تلاقت بهما العينان بدون كلمات متبادلة….قبل ان……يفتح الباب فجأة لتظهر دعاء على عتبته لتهتف : سلمى حبيبتي
مدت سلمى بصرها الى حيث دعاء لتتمتم بخفوت: دعاء
دعاء وهى تتجه اليها لتجلس بقربها وتضم رأسها اليها: ايوة يا حبيبتي انا هنا……
كان سيف يراقب المشهد بعينان ذاهلتان دامعتان……..لا يعلم ماذا يربط دعاء بسلمى…….فيجعلها متلهفة عليها الى هذه الدرجة……يشعر بمرارة في حلقه……..كم تمنى ان يضم سلمى اليه على هذا النحو……….بدلا من ان يخاطبها بتلك القسوة
-اخبارها ايه دلوقتي يا سيف؟؟
افاقته جملة دعاء من شروده قبل ان يشيح بوجهه محاولا اخفاء عيناه الدامعتان عنها: اه الحمد لله كويسة….عن اذنكم
وبدون كلمة اخرى خرج سيف ليجد حسن امامه يتحدث الى احد الاطباء الذي اوقفه ليحادثه وما ان رأي سيف حتى هتف: سيف…سيف
ولكن سيف لم يدر وجهه ناحيته من الاساس بل ابتعد في خطوات واسعة…..ليبحث ومن جديد عن مكان لن يراه به احدا ليفرغ احزانه والامه
****************
دعاء وهى تضم رأس سلمى اليها: خلاص يا حبيبتى….ماتعيطيش…..ان شاء الله ربنا يعوضك
اما سلمى فمسحت دموعها ونظرت الى دعاء لتتمتم: انتى عرفتي من مين؟؟
دعاء: من بطاقتك اللى كانت في شنطتك……اول ما عرفت انك هنا جيتلك علطول ………معلش يا حبيبتى..الحياة لسه ادامك طويلة وان شاء الله ربنا هيعوضك ببيبي تانى
اتسعت عيناها في ذهول لتتمتم: بيبي؟؟
دعاء بسرعه: اه يا حبيبتى…….ان شاء الله……بس انتى ماقولتليش..ايه اللي حصل خلاكى تجهضي؟؟
سلمى بشرود وقد انهمرت دموعها اكثر: اجهض؟؟……..ثم رفعت رأسها الى دعاء لتتمتم: اجهض؟؟
دعاء وهى تدقق النظر بها: مالك يا سلمى؟؟…….شكلك مش طبيعى….انتى ماكونتيش تعرفي ولا ايه؟؟
سلمى بشرود وبلهجة متقطعة: انا …انا…كـ كنت حامل؟؟
دعاء متحسسة شعرها: حبيبتى انتى ماكنتيش تعرفي؟؟
اما سلمى فقد بدأت دموعها تنهمر اكثر فأكثر ……..حتى اختنق صوتها واجهشت بالبكاء….في حين اخذت دعاء في تهدئتها……وهى تتمتم: خلاص يا حبيبتى….ماتعمليش في نفسك كده…….
سلمى ممسكة بيدها ومتمتمة بصوت مختنق: قوميني يا دعاء
ساعدتها دعاء في الجلوس وعدلت الوسائد وراءها……قبل ان تلتفت بجانبها لتلتقط كوب المياه وتناوله اليها وهى تتمتم: اشربي يا حبيبتي
تناولت سلمى الكوب من بين يدها لتلفت نظرها تلك الدبلة العريضة بيدها…..نظرت دعاء الى عيناها المرتكزة على دبلتها قبل ان تبتسم قائلة: خطوبتي كانت من 3 ايام..حاول اتصل بيكي لقيت موبايلك مقفول
سلمى ماسحة دموعها ومتمتمة: الف مبروك
دعاء: الله يبارك فيكي يا حبيبتى…..ثم تابعت في محاولة منها لتغير موضوع الاجهاض: نفس الدكتور اللى كلمتك عنه قبل كده…بيشتغل هنا في المستشفى…….ثم تابعت وكأنها تذكرت شئ: تعرفي دكتور سيف اللى كان هنا ده
وهنا سقط الكوب من بين قبضة سلمى ليتحطم الى 100 جزء……قبل ان تنظر دعاء الى سلمى لتجد وجهها وقد ازداد شحوب وجهها .وبدأت الدموع تتجمع مجددا بداخل مقلتيها
دعاء بسرعة: ماتقلقيش يا حبيبتى…..الدادة تيجي دلوقتي تلمه……
سلمى بخفوت وبنبرة مرتعشة: اتخطبتى للدكتور سيف؟؟
دعاء بسرعه: لا لا……اانا كنت هقولك ان دكتور سيف هو اللى عرفني على خطيبي..هو اسمه حسن
ابتلعت سلمى ريقها في صعوبة..ومسحت دموعها قبل ان تمتم: لو سمحتى يا دعاء………عايزة اقعد لوحدي شوية
دعاء بسرعة وهى تقوم: حاضر…..هبقى اجى اتطمن عليكي كمان شوبة
وبدون كلمة اضافيه خرجت دعاء…….تاركة سلمى وقد غطت وجهها بيديها …..قبل ان تنتحب بصوت عالى
*********************************
في منزل ادهم كان هناك رنين متواصل لجرس الباب…اسرع ليفتح و: امنية؟؟….انتى ايه اللى جابك هنا ؟؟
امنية بعتاب: ودي طريقة تقابلني بيها برضه؟؟…….انا قلت اجيلك البيت بدل مانت عمال تهرب مني بالشغل
ادهم بملل:وعايزة ايه منى؟
امنية بحزن : بقى كده يا ادهم؟؟…….يعني مش عايز تقابلني في الشغل وقلت ليك عذرك…..لكن دلوقتي عذرك ايه؟؟
ادهم بشئ من الحده:ياستى مزاجى……انا حر…امشي بقى
امنية وقد انهمرت دموعها: بقى كده يا ادهم؟……دي اخرتها؟؟…..حبيتك وسلمتك قلبي وروحى تقوم تعمل معايا كده؟؟
ادهم بتوتر: معلش يا امنية……انا اعصابي اصلا تعبانة جدا…….
امنية وقد تبدلت ملامح وجهها لتبتسم: خلاص…..انا هفرفشك ايه رأيك
ثم اقتربت منه في بطء قبل ان تهمس بأذنه : انا عملت حاجات هتعجبك اوي
ابتلع ادهم ريقه في صعوبة قبل ان يفتح لها الباب على مصرعيه لتدخل امنية وعلى شفتيها ابتسامة نصر
*********************
في اليوم التالى……كان يجلس بمكتبه وكعادته شاردا……..بل ان شروده زاد بعدما علم بغياب سلمى ……….كان مستغرقا في تفكيره عن كيفيه ايجادها…..اين عساه يبحث.؟؟……هو حتى لا يعرف ارقام صديقاتها ………وبينما كان
غارقا في تفكيره..اذا بصديقه والموكل اليه معظم اعمال الشركة (سعد))……..يدخل بمرحه المعتاد……: سلامو عليكو…….
ادهم بشرود: وعليكم السلام…….
سعد وهو يرتمى فوق المقعد امام المكتب: اه…..خلاص هلكت ماعنتش قادر….
سعد وهو ينظر الى ادهم الشارد ليطرقع اصابعه امام عيناه: هاي…….انت……….مش هتطلبلي حاجة بقى؟
افاق ادهم من شروده ليتمتم: قلت ايه يا سعد؟؟
سعد معتدلا في جلسته: قلت لا اله الا الله…..ايه؟؟…….مالك النهارده كده سرحان ومش معايا؟
ادهم ملتفتا اليه: لا ابدا…انا كويس……صمت للحظة تابع بعدها: قوللى يا سعد…….لو انا فيه شخص تايه عنى……اجيبه ازاي؟؟
سعد ماطا شفتيه:تدور عليه؟؟
ادهم بملل: مفيش مكان ادور فيه عليه…ماعرفلوش مكان ………يبقى اعمل ايه؟؟
سعد: ايه يعنى ؟…….طفل صغير؟؟
ادهم بسرعة: صغير ايه انت راخر؟لا كبير
سعد: متخلف عقليا؟
ادهم ضاربا المكتب بيده: قوم يا سعد…..قوم ماتحرقش دمي اكتر من ماهو محروق
سعد بسرعه: حيلك عليا يا سيدى…….طيب فهمنىى بس…الشخص ده عاقل يعنى وكبير
ادهم: اه
سعد: يبقى ماسموش تاه بقى……ده طفش
ادهم ماطا شفتيه: ماعلينا……..المهم….اجيبه ازاي؟؟
سعد: اعمل اعلان في الجرنان
ادهم مفكرا: اعلان؟؟……بس الاعلان ده بحس انه للمجرمين
مط سعد شفتيه قائلا: مش شرط….للمجرمين وللطفشانين كمان
ادهم وبعد ان استغرق للحظات في التفكير: تصدق عندك حق…خلاص .اعلان اعلان…….وهنا نظر الى سعد ليتابع: قوم انت بقى شوف شغلك
سعد: طب مش هتطلبلى حاجة الاول؟؟
ادهم : يا سيدى ابقى اطلب من ميار….ماهى مرزوعة بره اهى
سعد وهو يقوم: ماشي يا ادهم…..انا هروح استولى على البوفيه كله……..اشوفك بكرة بقى
ادهم بسرعة وهو يرفع السماعه ليضعها فوق اذنه: ماشي ماشي
خرج سعد في نفس اللحظة الذي اتاه صوت شخص عبر الهاتف قائلا: الو
ادهم بسرعة: ايوة يا رجب……..انا ادهم المصري
رجب: اه ….اهلا اهلا يا استاذ ادهم….عاش من سمع صوتك…..ايه فيه تغطية جديدة في مصنعك ولا ايه؟؟
ادهم : لا ابدا……انا بس كنت عايز اعمل اعلان عن واحدة مفقودة
رجب: اه اوي اوي….عندها كام سنة
ادهم: واحد وعشرين ونص……
رجب بأسى: لا اله الا الله……دي كبيرة ……..ربنا يشفيها
ادهم بنفاذ صبر: ويشفيك انت يا اخى……البنت كويسة مافيهش حاجة
رجب: طيب عايز تعمل الاعلان ليه
ادهم بشئ من الحدة: يا سيدى مزاجى…..هتعمله ولا لا؟
رجب بسرعة: اه اه انا تحت امرك………..ايه هى مواصفاتها بس؟؟
ادهم: طلع ورقة …..واكتب يا سيدى…………..
واملى ادهم جميل مواصفات سلمى …………على امل ان ينشر لها رجب اعلانا في جريده اليوم التالى……..
يتبع.

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x