روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة الخولي

 

البارت الخامس عشر

 

الحلقة 15

كانت سلمى في غرفتها….تبكى …..كماهو حالها منذ ان اتت الى الاسكندرية……تشعر بالاختناق…….يعتصر قلبها حرقة والما………لا تعلم لماذا؟؟…………هل لأنه صرخ بوجهها بدون سبب……وماذا في الامر؟؟………….سيصالحها………حتما سيصالحها……ولكنه هاهو ذا………..مرت ثلاثة ايام ولم يقرع فوق باب منزلهم حتى……….تشعر انها تريد الصعود الى منزله وترضيته……..ولكن لماذا؟؟……………..هل اخطأت هي في شئ ؟………من اخطأ هو من عليه المصالحة……..ولكن…….لماذا لم يأتى حتى الان……..ولماذا الامر يحزنها الى هذا الحد…………..كيف لا يحزنها…..ولطالما كان سيف قريبا من قلبها ……..كانت تشاركه في كل شئ …….لم يتركها يوما دامعة العينين بدون مصالحتها……..ولكن لماذا يفعل العكس الان………..فكرت سلمى كثيرا في السبب الكامن وراء غضب سيف وصراخه في وجهها………..فلم تجد……..وبينما هى على هذا الحال…..اذا بطرقات فوق باب غرفتها………
سلمى وهى تمسح عيناها بسرعة: اتفضل
دخل فاروق …………لينظر الى سلمى بقلق….ثم يجلس فوق طرف فراشها وهو يقول: ايه يا سلمى؟؟………….برضه مش عايزة تقوليلي مالك؟؟
سلمى محاولة رسم ابتسامة زائفة فوق محياها: ابدا يا بابا.انا كويسة اهو
فاروق : عليا برضه؟؟……معقولة حبسة نفسك 3 ايام في الاوضة من غير سبب؟؟
سلمى محاولة كتم دموعها: ارجوك يا بابا ماتضغطش عليا……..
فاروق مربتا فوق كتفها: خلاص يا سلمى……….اللى يريحك يا حبيبتي…بس على الاقل قومى كلى معانا
سلمى باقتضاب: ماليش نفس
فاروق وهو يهب واقفا: انتى شكلك مش عايزة تتكلمى دلوقتي……….بس لو حبيتي تفضفضي وتقوليلي اللى مضايقك……..هتلاقينى علطول موجود جنبك……
وبدون كلمة اضافية خرج فاروق لتتابعه سلمى الى ان اغلق الباب وراءه في هدوء……لتعود من جديد الى نوبة البكاء الصامت…….
***********************************
في منزله……..كان جالسا على نفس الحال……يائسا …….حزينا………مكسورا………..يشعر ان قلبه يتمزق من فرط ما يشعر به من الم………كيف لا وهو يرى نفسه عاجز عن فعل اي شئ يريده……..يشتاق اليها ولا يستطيع رؤيتها………..يشعر بالذنب لصراخه في وجهها …..ولكنه غير قادر على الوقوف امامها للاعتذار منهما ……..يريد التحدث اليها كثيرا ولكنه غير قادر على مواجهتها……ماذا عساه يقول لها؟؟………….احبك ولا تبادليني الحب ؟؟…………..ام يحكى لها عن كم العذاب الذي تلقاه في غيابها…بدءا بسفرها وبكم العذاب الذي شعر به بعدها ……ومروا بذهابه الى القاهرة وفشله في رؤيتها……..وانتهاءا بتحويل اوراقه الى جامعة القاهرة وتقديم استقالته ……..الان ليس له ضمانا في الحياة الا مبلغ زهيد بدفتر التوفير …………….عليه ان يعود الى العمل مجددا……..ولكن هل سينجح في العودة…….بالتأكيد وجدوا من يحل مكانه………وبينما هو على هذا الحال اذا بدقات فوق باب الشقه…..قام سيف بسرعة ……ليفتح الباب ويرى خالد امامه……..
فيهتف بصوت متعب بعض الشئ: خالى؟؟………..اهلا يا خالو نورت……..اتفضل
خالد بتوتر : ازيك يا سيف…….
سيف : الحمد لله ………..اتفضل
دخل خالد في خطوات بطيئة لينظر الى شقته…..ويجدها على حالة يرثى لها………فهى غير مرتبة على الاطلاق…..هذا الى جانب عدم نظافتها……..
سيف وهو يتجه الى احد المقاعد المهترئة كي يزيل من فوقه ملابسه المتكومة : اعذرني يا خالى …….البيت مش مترتب …….بقالى كتير مشغول ومش بلحق اعمل فيه حاجة
جلس خالد وعلى ملامحه علامات الازدراء من المكان حوله وهو يقول: اقعد يا سيف……..عايز اتكلم معاك في موضوع مهم
جلس سيف وعلى ملامحه علامات الاهتمام وهو يقول:خير يا خالى؟؟………انا تحت امرك
بلع خالد ريقه بصعوبة……..قبل ان ينظر اليه وهو يقول: هو انت كويس؟؟
سيف بتردد: اه ….الحمد لله ……..ليه بتسأل؟
خالد وهو يشير الى وجهه: يعني عينك حمرا………ودقنك طويلة ……..وشكلك تعبان
سيف ناظرا ارضا: لا خير يا خالى…….انا تمام الحمد لله بس هما شوية ارهاق من الامتحانات بس
اومأ خالد برأسه لينظر حوله مجددا قبل ان يتمتم: هو انت في سنة كام دلوقتي؟؟
سيف: انا داخل على السنة السادسة ان شاء الله
خالد: ماشاء الله……….ياريت كانت امك هنا وتشوف اليوم ده
اخفض سيف عيناه ارضا وهو يتمتم: ربنا يرحمها
كان خالد يحاول تحويل الكلام من نقطة الى نقطة ليصل في النهاية الى نقطة الشقة……فهو يشعر بالخجل من مفاتحته مباشرة في هذا الموضوع………..في نفس الوقت كان سيف يشعر برغبه خاله في التحدث اليه بشأن ما…….فتمتم: خالى؟؟…..هو حضرتك عايز تبلغني بحاجة معينة؟؟
خالد في توتر: انت تعرف اننا خطبنا لأيمن؟؟
سيف متصنعا ابتسامة: والله؟؟……..طب كويس اوي………..بس متهيألي مش لسه بدري على الموضوع ده؟؟
خالد متحاشيا النظر الى سيف: اه والله ………ده عايز يتجوز كمان
سيف متصنعا الدهشة: والله…….طب خير اوي……..وطبعا حضرتك عايز الشقه علشان يتجوز فيها
شعر خالد بالذهول من رد سيف السريع والمباشر فتمتم ببعض التوتر: بصراحة…………هو ده بالظبط الموضوع اللى كنت عايز افاتحك فيه
سيف متصنعا اللامبالاة: والله انا اصلا حولت اوراقي للقاهرة……وكده كده كنت هاجى اسلم حضرتك مفتاح الشقة
خالد بابتهال: بجد؟؟……….طب والله كويس……….انت وفرت عليا كلام كتير و…..(قاطعه سيف قائلا: انا طول عمرى فاهمك يا خالى……)
خالد بسعاده: طب جميل……….هتنقل امتى ان شاء الله؟
سيف: ممكن من بكرة لو حبيت
خالد بسرعة: يبقى خلاص……على بركة الله…….بكرة
سيف وهو يقوم: انا ممكن اسيب البيت النهاردة كمان
نظر له خالد محاولا تبين ما يقصده……….ولكن سرعان ما تركه سيف ليدخل الى احدى الغرف ويخرج ومعه مفتاح قديم يناوله الى خالد متابعا: ده مفتاح البيت…….انا هلم حاجتى دلوقتي وامشي
مد خالد يده لالتقاط المفتاح وهو يتمتم: اللى يريحك
ثم هب من فوق مقعده ليمد يده مصافحا سيف وهويقول: طيب استأذن انا بقى علشان ورايا ميعاد مهم
سيف متصنعا ابتسامة زائفة : مع السلامة
خرج خالد ليغلق سيف الباب وراءه ويتمتم بمرارة: من ساعة موت امى ماشفتوش الا 4 مرات……….ودلوقتي جاي يطردني بالذوق………وكمان مش هاين عليه يسألنى هتروح فين بعد كده……….ولا يسلم عليا حتى………يالا…..هى دي الدنيا………….
دخل سيف الى حجرته للبدء في تجهيز حقيبته ……..لم يكن عليه نقل الكثير من الاشياء……فملابسه وكتبه واوراقه تكفيهم حقيبة واحده……..وباستثناء ماتم ذكره….. ليس لديه اي شئ اخر في هذا المنزل
بعد حوالى النصف ساعه كان سيف واقفا امام باب شقته……..مستعدا للمغادرة…….نظر الى الشقة بعيون دامعة قبل ان يتمتم: اه انتى كنتى مأوى ليا انا وامى لما اتقفلت ادامنا الابواب……..بس مش هنسي انى ياما دموعى نزلت فيكي….ياما قضيت ايام حزينة وتعبت فيكي……..علشان كده …….انا خارج منك……السبب مش في خالى……..بس انا خلاص مابقيتش طايق القاعده فيكى……بقيتى بتخنقيني….انا بمجرد خروجى منك ……هنسى الماضي بتاعى……..هعيش حياتى زي ماناا عايز……..مش عايز اتكسر او اتجرح تاني……هكون قوى ومش ضعيف…….مع السلامة يا شقة الاحزان…….
فتح سيف باب الشقة ليخرج……….واخيرا وبعد اسبوع مر عليه كان حبيسا خلاله في هذه الشقة الخانقة…هاهو الان يخرج الى الشارع ……يشعر انه كان سجينا نال حريته الان فقط
نظر الى المنزل الكبير…………….وبالتحديد الى تلك النافذة التىى انسدلت ستائرها البيضاء في رقة ونعومة………………لم يستطع ان يكتم دموعا انهمرت رغما عنه……….كيف لا وهو يشعر انه يترك روحه وراءه……يترك حب حياته….يترك اجمل فتاة رأتها عيناه………يتركها بدون ان ينطق حتى بكلمة الوداع…….يتركها بعد ان اغضبها وهو غير قادر على الاعتذار………..تمتم من بين دموعه: سامحيني يا سلمى……..بس انا مش هقدر اوريكي وشي تانى بعد اللى حصل………….مع السلامة يا حلم حياتى……..
حمل سيف حقيبته وادار ظهره الى منزل الالام والذكريات الحزينة………..ليسير في خطوات واسعة مبتعدا……قبل ان يستقل احدى سيارات الاجرة لينطلق بها الى محطة القطار…….
امام محطة القطار وقف سيف امام احدى كبائن الاتصالات…….ليدق رقم حسن المدون فوق الورقة……….وماهى الا لحظات وظهر صوت حسن قائلا: السلام عليكم
سيف بسرعة: وعليكم السلام……ايوة يا حسن…انا سيف
حسن بسعاده: ابو السيوف…..ايه يابنى؟؟………من ساعة اخر مكالمة قلتلي هكلمك ولا كلمتنى ولا عبرتني….بقى ينفع كده؟؟
سيف بخفوت: معلش يا حسن………اصلي كنت مقرر انى مانقلش القاهرة
حسن بهوت: يا خبر…..لا يا عم بقى انا اتعشمت انى اشوفك تاني
سيف: لا ماتخفش….مانا خلاص جايلك…….انا في المحطة دلوقتي هركب قطر 3…….
حسن بسعاده: ايوة كده يا عم وقعت قلبي في رجلى……بس القطر كده لسه عليه كتير
سيف: لا مانا نزلت بدري علشان الحق احجز اي ميعاد……المهم………انا عايزك تستناني في المحطة يا حسن……..انا محتاجك في حاجات كتير
حسن: ماشي يا باشا……بس ابقى افتكر بس الجمايل دي
سيف : يالا يا حسن…..نتقابل على خير ان شاء الله…….لا اله الا الله
حسن: محمد رسول الله………
اغلق سيف الخط واتجه الى احد المساجد لتأديه صلاة الظهر…….والدعاء الى الله بأن يزيح عنه همومه ويوفقه لتحقيق مبتغاه……وبعد الصلاة……….جلس قليلا يفكر في حاله……..ياللسخرية…….كان يرغب في نقل اوراقه الى القاهرة للاقتراب من سلمىى……والان يرغب في نقل اوراقه للابتعاد عنها……….بعدما تلقى صدمته منها كان قد قرر ان يمكث في الاسكندرية….لم يذهب الى القاهرة ويتحمل عبأ ايجار …….وهو يجلس في منزل خاله بدون تحمل ايه تكلفة؟……ولكن بعد زياره خاله ……..تغيرت الترتيبات مجددا……ففضل ان يتمم اجراءات نقله الى القاهرة……..فمادامت اوراقه هناك………..فما الداعى للتراجع عن رأيه؟؟……….فهو في كلتا الحالتين سيبحث عن شقة وعن عمل ايضا………هذا الى جانب انه يريد الابتعاد عن سلمى بشكل دائم….ليس هي فحسب……..بل انه يريد الابتعاد عن عائلتها ايضا…..وفي النهاية ……..سيبذل اقصى ما في وسعه كي لا يراها……سيقوم بتأجير سكنا بعيدا عن المدينة الجامعية بقدر الامكان…….نعم………..هذا هو الحل………افاق سيف من تفكيره العميق على صوت احدهم يقول: تحب تيجي معانا يا استاذ ؟……عاملين حلقة قرأن هناك……….نظر سيف الى الحلقة قبل ان يبتسم قائلا: اه طبعا………..وقام سيف للجلوس في الحلقة لتلاوة القرأن حتى يحين موعد القطار………فيهدأ ويطمئن قلبه ………………
*************************************
نزل سيف من القطار…….وعيناه على الرصيف…….ينتظر رؤيته….هذا الوجه الذي لم ينساه مطلقا……….انه وجه صديق طفولته العزيز …..وبينما هو على هذا الحال اذا بصوت يأتى من خلفه هاتفا: سيف…….
التفت سيف ليجد هذا الشاب يتابع ببهجة: ايه يا عم؟؟……ماشي ولا واخد بالك…انت نسيتنى ولا ايه؟؟
ابتسم سيف هاتفا : حسن؟؟…..انت حسن؟؟……..ايه ياعم فين شعرك؟
حسن وهو يتحسس رأسه من الامام: ياعم سيبك من شعري ….تعالى في حضنى تعالى
فتح سيف ذراعيه لمعانقة حسن وهو يهتف: انا مش مصدق انك انت حسن
حسن ببهجة: ياعم بطل بقى…..اكمنك يعني شعرك سايح ونايح هاتقطمنى..وحشتنى والله يا سيف
سيف : وانت اكتر والله……….ثم رفع رأسه متابعا: بس بجد انت اتغيرت خالص..وانا بقى فاكر انى بدور على حسن بتاع زمان
ضحك حسن قبل ان يضع يده فوق كتفه قائلا: سيبنا من موضوع الشعر بقى احسن الشوية اللى حيلتى يقعوا هما كمان من الزعل……..ويالا بينا بقى ….
سيف وهو يحمل حقيبته: يالا
خرج الاثنان ليستقلا سيارة حسن……..وبداخلها
حسن: سيف……والله مانا مصدق انك قاعد جنبي
سيف مطلا من خلال النافذة: لا صدق…….هي الدنيا كده ……يوم تلاقي اللى بتحبهم….وخلال يوم تاني وليلة تفارقهم………ومش بعيد تقابلهم تانى كمان مرة….وهكذا …..
حسن بابتسامة: يا سيدي يا سيدى …….ثم مالبث ان تابع وكأنه قد تذكر شئ:اه صحيح…… هو انت جيت لوحدك ولا ايه؟
سيف باقتضاب: ايوة…..
حسن: ليه؟؟…………..انا افتكرت انك هتيجي مع اهلك
سيف ملتفتا اليه: هو احنا رايحين فين دلوقتي؟؟
حسن متابعا الطريق: على البيت طبعا………ماما عازماك النهارده على الغدا
سيف: والله ماكنش له لزوم التعب ده
حسن: ايه ياعم اللى بتقوله ده……..ده واجب علينا……….بس هي ماما كانت عاملة حسابكم كلكم……ماكنتش تعرف انك جاي لوحدك..بس انت برضه ماقولتليش انت جاي لوحدك ليه.؟؟
سيف: دي حكايةيطول شرحها……..لما نوصل ابقى احكيلك
حسن: اللى يريحك
بدون الدخول في تفاصيل………ذهب سيف الى منزل حسن لتناول الغداء………ثم بدأ سيف يقص على مسامع حسن كل ما حدث معه.بدءا بلحظة سفره…وانتهاءا بطلب خاله لاخلاء الشقة…….ولكنه لم يأتى بذكر سلمى على الاطلاق…….كان حسن متأثرا بما حدث لصديقه….ولكنه حاول ان يبذل اقصى ما في وسعه لمداواة جراحه……….واخيرا عرض عليه البيات حتى يأتى الصباح ويبدءا في البحث عن شقة مشتركة مع طلبة …….بعد تعبير سيف عن رغبته في المكوث بعيدا عن المدينة الجامعية……خوفا من ان يرى سلمى حيث ان مدينة الصبيان قريبة من مدينة الفتبات…ولكنه تحجج بأن المدينة الجامعية ليست نظيفه وتملأها حشرات البق وامثالها….وبالفعل في صباح اليوم التالى بدء البحث عن الشقة المناسبة…….واخيرا وجدها………شقة مكونة من حجرتين وصالة وحمام ومطبخ………يمكث بها ثلاثة شباب كانوا يبحثون عن الرابع لمشاركتهم في الايجار……رحبوا به كثيرا بينهم…ولكنه كان واضعا بعض القواعد في ذهنه…..ان تتحدد علاقته بهم كسكان في نفس الشقة….دون مشاركتهم ايه خصوصية……فقد قرر ان من اليوم سيعيش لنفسه ويكفيه ان يكن له صديقا مثل حسن…….ولكنه الان يجلس في الشقه بمفرده…….بعد ان قام زملاء السكن بالرجوع الى بلدهم لقضاء العطلة وهذا بعد ان قاموا بحجز السكن من الان…خوفا من مواجهة مخاطر عدم وجود سكن قريب من الجامعة عند بدء الدراسة …….
********************************
في منزل فاروق كانت سلمى جالسة في حجرتها كالعاده…………تحاول انتزاع نفسها من بين احزانها…….لا تعلم ماسر جفاؤه المفاجئ…….لم تتخيل ان يتركها غاضبة منه ولا يعيرها اي اهتمام…….ماذا فعلت له……….ماذا؟؟………..قطع تفكيرها صوت دقات فوق باب غرفتها يعقبها دخول فاروق….وعلى وجهه علامات التوتر.ليقول: عرفتي اللي حصل يا سلمى؟؟
سلمى بقلق: خير يا بابا؟؟………ايه اللي حصل
فاروق ببهوت: مش سيف ساب البيت ومشي؟؟
اتسعت عينا سلمى في ذهول وهى تتمتم: ايه؟؟……….مشي ؟؟
فاروق: انا طلعت اسأل عليه علشان بقالى يجي اسبوعين ماشفتوش……لقيت ناس بيلموا العفش وبينزلوه تحت…..وكان معاهم واحد قاللى انه مشي……ومايعرفش راح فين
سلمى من بين عينان مترقرقتان بالدموع وهى تحرك رأسها: لا………لا ….مش معقول…….
فاروق متجها نحوها: سلمى…….انتى بتعيطي
ادارت سلمى ظهرها الى والدها لتمسح دموعها وهى تقول: لا يا بابا….انا كويسة
فاروق وهو يمسكها ليديرها اليه مجددا: هو انا مش عارفك ولا ايه؟؟……….انتى متغيرة بقالك كتير…….حاسس انك فيكي حاجة وكاتم وساكت…وان جيتي للحق..انا حاسس ان زعلك ليه علاقه ببعد سيف عننا
سلمى من بين دموع منهمرة محركة رأسها نفيا: لا ……انا ماعملتش حاجة علشان يزعل منى……ماعملتلوش حاجة علشان يسيبنى ويمشي من غير ما يصالحني
فاروق بتعجب: يصالحك؟؟………ليه؟؟……..هو زعلك؟
وهنا اجهش صوت سلمى بالبكاء لترتمى فوق فراشها وتدفن رأسها به……
فاروق بقلق وهو يميل لوضع يده على كتف سلمى: سلمى……مالك يابنتى فييكى ايه؟؟
سلمى وهى مازالت دافنة رأسها فوق فراشها: ارجوك يا بابا سيبني لوحدي دلوقتي
رمقها فاروق للحظات..يشعر ان التحدث معها الان سيكون بلا فائده…………..اذا فليخرج الان ويؤجل الحديث لوقت لاحق…تمتم بخفوت: اللي يريحك………….
وخرج فاروق تاركا سلمى غارقة بين دموعها واحزانها………

في الشقة الفارغة……كان ايمن بصحبة سالى ووالديها ……لرؤيتها وابداء رأيهم بها
ايمن وبعد ان انتهى: ها….ايه رأيكم يا جماعة؟؟
مط والد سالى ( خليل) شفتيه قبل ان ينظر الى والدتها وهو يقول: ايه رأيك يا سناء؟؟
سناء ناظره الى سالى: مش مهم رأيي انا………المهم رأي اللى هتسكن فيها…..ها يا سالى
سالى باقتضاب: مش عاجباني
ايمن بخوف: ليه يا سالى …….؟؟……ده احنا لسه هنجددها ونعملها سيراميك و…….
قاطعته سالى: انا معنديش تعليق على الشقة نفسها….هى حلوة وواسعة………بس المكاان……..المنطقة شعبية اوي
خليل: بصراحة يا ايمن……فعلا انا كنت عايز اقولك كده من البداية
ايمن : يا جماعة انا كمان مش عاجبني مكان الشقة….بس اعمل ايه؟؟…….هى دي اللى عندنا……
سناء هامسة في اذن خليل: بصراحة الشقة واسعة يا خليل……هو حد لاقي عريس بشقة الايام دي؟؟……….وافق وخلاص
ايمن وهو يراقبهم بقلق: فيه حاجة تانية يا جماعة؟
تنحنح خليل قبل ان ينظر الى سالى وهو يقول: بصراحة يا سالى…….انا شايف ان موضوع المنطقة ده هين شوية…….وبعد كده ممكن ايمن ينقل في شقة تانية لما يشتغل ويكسب
ايمن بسرعة : اه طبعا…….ان شاء الله لما اتخرج واشتغل هجيبلك شقة احلى وساعتها بقى هتبقى باسمى
خليل هاتفا: نعم؟؟……….امال الشقة دي باسم مين؟؟
ايمن بتوتر: بابا…..هو ..هو حضرتك ماكنتش تعرف؟؟
سالى بحده: نعم يا ايمن؟………انت بتستهبل؟؟……تقولى عندي شقة وتطلع في الاخر بتاعة ابوك؟؟
ايمن بتوتر اكبر: ايه يا جماعة؟؟….ودي فيها ايه يعني……بتاعة بابا يعني بتاعتي .مفيش فرق
خليل: لا طبعا فيه فرق….بتاعة باباك يعني ممكن يطلعكم منها في اي وقت……وانا ماقدرش اخاطر بمستقبل بنتى ……
ايمن بسرعة: طب وايه بس اللي هيخلي بابا يخرجنا من الشقة؟
سناء هاتفة بدورها: محدش عارف االظروف….والايام دي محدش بيأمن لحد يابني…يا اما الشقة تكون باسمك…..يا اما كل واحد يروح لحاله بقى
سالى بسرعة: صح كده……..انا عمري ما هقبل اقعد في شقة مش بتاعتنا….ثم تابعت وهى تنظر الى ايمن: وبعدين ده ابسط حق من حقوقك على ابوك…
ابتلع ايمن ريقه بصعوبة قبل ان يتمتم: انا معنديش مانع بس
خلييل مقاطعا: مابسش……يا شرط سالى يتنفذ يا اما نفضيها سيرة وادينا لسه على البر اهو
ايمن بسرعة: لا لا يا عمى……ماتقولوش كده….ثم تابع بتردد: حاضر………اللى تشوفوه……هبقى احاول افاتح بابا في الموضوع….وربنا يستر
*********************************
كانت تجلس في غرفتها كالمعتاد………لا تحدث احدا ولا تشارك احدا الامها………..تشعر ان قلبها يبكى…..يبكى بحرقة شديده…….لم تكن تتخيل ابدا ان فراق سيف سيغير حياتها على هذا النحو…….فعلى الرغم انها ابتعدت عنه لسنة دراسية كاملة الا انه كان يكفيها انه موجود بحياتها وعلى علم بأنها ستراه ما ان تعود الى الديار……….ولكنه الان ….رحل……بدون
علمها………بدون ان يعلمها بوجهته………ترغب في البحث عنه ……ولكن ..اين عساها تبحث ………فهى لا تعرف له مكانا باستثناء هذا المنزل…………..هل هانت عليه صداقتهم لتسعة سنوات كاملة او تزيد…………هل هانت عليه من كان لا يستطيع ان يرى دموعها ………..تريد ان تراه……فقط تطمئن عليه وتعلم سبب غضبه المفاجئ ….ثم تدعه يرحل في
سلام…..هى لن تقف امام رغباته……ولكن على الاقل……..مرة واحدة فقط………مرة واحده تكفي لتسكين الامها…….قامت من فوق فراشها…….اتجهت الى باب غرفتها لتفتحه وترى الصالة في حالة هدوء…….فالجميع نائمون في وقت العصر……..فتحت باب الشقة…….لتغلقه وراءها وتنظر الى الاعلى….لا تعلم ما سر رغبتها بالصعود……ولكنها تشعر انها تريد ان تتلمس اثاره…….وليس هناك ما هو من اثره باستثناء شقته……صعدت الى الاعلى …….بخطوات بطيئة………..لترى باب شقته …….مفتوحا……..انخلع قلبها من مكانه….خفق بشده……مسحت دموعها بسرعة ……واتجهت الى الباب المفتوح بقلب مشتاق وعينان متلهفتان………..لتجد جمع من العمال قد انشغل كلا منهم في عمل شئ…….فهناك من كان يقوم بطلاء احدى الجدران……ومنهم من كان يقوم بأخذ بعض القياسات الارضية……..ومنهم من انهمك في خلط بعض المواد والالوان سويا…….وهنا لاحظت شخصا واقفا مديرا ظهره الى الباب………. كان منهمكا في توجيه العمال والاشراف على عملهم…….اقتربت منه ببطء و: السلام عليكم
التفت ايمن ليرى تلك الفتاة الرقيقة صاحبة الوجه الملائكى…….مسدلة شعرها الاسود الحريري .وقد ارتدت بيجامة حمراء اللون مع شكل كارتوني في منتصفها…..وهذا ما جعله يعلم وبأقل مجهود انها قاطنة في نفس البناية……
ايمن بتعجب: وعليكم السلام……..ايوة؟؟
ابتلعت سلمى ريقها في صعوبة قبل ان تتمتم: هو ……هو حضرتك تعرف الساكن اللى كان موجود هنا؟؟
ايمن : ساكن مين ده؟؟……….سيف؟؟
اتسعت عيناها عن اخرهما وظهرت اللهفة على وجهها وهى تهتف: اه…….ايوة سيف…حضرتك تعرفه؟؟
ايمن : اه…..سيف يبقى ابن عمتى
سلمى بسعاده متلهفة: بجد؟؟……..طب هو راح فين؟؟
مط ايمن شفتاه وهو يتمتم: معرفش
وهنا تلاشت الابتسامة فوق شفتي سلمى لتتمتم: متعرفش؟؟…..
ايمن مؤكدا: ايوة……..محدش يعرف هو راح فين…….
تجمعت الدموع بداخل عيناها لتتمتم في خفوت: شكرا……..
خرجت بخطوات بطيئة من الشقة………لتبدأ الدموع المتحجرة بعينيها في الانهمار……….لا تدري اين عساها تفعل….لقد ذهب سيف…….ذهب بلا عودة…….وحاله قبل مغادرته لا يعطيها اى بادرة امل في احتمال عودته……….نزلت فوق الدرج بخطوات متثاقلة ودموع منهمرة………….تشعر بالاختناق……..تحجب دموعها الرؤية امامها فتمسحها بيدها الرقيقة…….تمد يدها لفتح باب الشقة………..لتجد والدها جالسا فوق مقعد الانتريه ….وما ان يراها حتى يهب من فوق مقعده هاتفاا: سلمى…….انتى كنتى فين؟
سلمى بتلعثم مديرة ظهرها لغلق الباب ولمسح دموعها بسرعة : انا…..انا …..كـ..كنت في السطح
فاروق: طلعتى فوق تعملى ايه؟؟
سلمى ملتفته اليه ومحاولة رسم ابتسامة زائفة فوق شفتيها: ابدا…..كنت عايزة اشم شوية هوا….
فاروق بشبح ابتسامة: طب تعالى اقعدى علشان ليكي عندى خبر حلو
انخلع قلبها مرة اخرى من مكانه………لا تعلم لماذا بالتحديد…..ولكن ربما لأنها توقعت ان يكون هذا الخبر خاصا بسيف……
فاروق: يابنتى تعالى اقعدى …..انتى هتفضلي متسمرة مكانك كده؟؟
اتجهت سلمى في خطوات بطيئة لتجلس.في حين جلس والدها بدوره وهو يقول باتسامة هادئة: مش ادهم اتصل على هنا؟؟
اتسعت عيناها في ذهول وهى تتمتم: هنا؟؟……..جاب نمرتي ازاي؟؟
فاروق معيدا ظهره الى الوراء: هى فيه حاجة بتستخبى في البلد دي؟؟……المهم….مش ده السؤال اللى كنت اتوقعه
ابتلعت سلمى ريقها في صعوبة…في حين تابع فاروق: مش هتسأليني قاللي ايه؟؟
سلمى ببهوت: ايه؟؟
فاروق واضعا ساقا فوق الاخرى وعلى شفتيه نفس الابتسامة: قاللى انه هيجي التلات الجاي………
تشعر بسقوط قلبها في قدميها……..للحظة اختلطت الايام في ذهنها……….الثلاثاء القادم..ماا تعني هذه الكلمة……الثلاثاء بعد الاثنين والاثنين……اه..نعم…اليوم هو السبت.اذا بعد اربعة ايام فقط……شعرت بالخوف لهذه الفكرة…..لا تعلم ما سر تلك الرهبة….ربما لأنها مازالت صغيرة…..وربما لأنها تثق في قبول والدها به اذا رأه….وماذا في الامر؟؟…….فهي ايضا ترضى به…….اذا ربما هى فكرة الارتباط بشخص ما على وجه العموم…….ايضا لا…..مخاوف كثيرة ..وقلق يتضاعف
-سلمى……..رحتي فين؟؟
افاقتها جملة فاروق من شرودها……لتنظر له وهى تتمتم بسرعه: ها…..لا ابدا
فاروق بابتسامة مداعبة: اه…….ابتدينا السرحان بقى
لم تعلق سلمى على جملته …اما فاروق فتابع : مالك ياابنتى؟؟……..شكلك متاخد كده…….انتى مش فرحانة ولا ايه؟؟
سلمى متصنعة ابتسامة زائفة: لا …….ابدا يا بابا
فاروق: انا مقدر قلقك….ولازم تعرفي ان ده شئ طبيعي جدا…بل بالعكس ده علامة مبشرة…….واضح جدا من صوت ادهم انه انسان ذوق جدا ومهذب…..وكمان واضح انه من طبقة
اجتماعية مرتفعة……..ده غير انه شكله متحمس جدا……لدرجة انه استغرب مرور شهر من غير ماحد يكلمه….وده اللى خلاه يحاول يعرف الرقم……..وده طبعا اداني انطباع انه كان جاد
جدا في كلامه…..وانه مش بتاع لا لف ولا دوران……..شكله دوغري وصريح
سلمى بخفوت: هو حضرتك لحقت تعرف كل ده؟؟
فاروق بثقة: والله ده اللى انا حسيته من الموقف ده……..علشان كده اديته الميعاد ده………
سلمى: بس ييا بابا كنت المفروض تاخد رأيي
فاروق: واخد رأيك ليه تاني؟؟……مش انتى اللي فاتحتيني في الموضوع ده؟؟
تنهدت سلمى …ولم تستطع بماذا يمكنها ان تجيب…….فالحق كل الحق مع والدها
فاروق: عموما ياستي …احنا هنشوفه ونقعد معاه………وتأكدى انى مش هعمل اي حاجة ضد مصلحتك
سلمى: اللي تشوفه يا بابا
وهنا هبت سلمى من فوق مقعدها وهى تقول: عن اذنك يا بابا……..هدخل الاوضة ارتاح شوية
فاروق: اتفضلي يا حبيبتي……
*****************************
جاء اليوم الموعود……..وهاهى الان بغرفتها……..تستعد للخروج اليه……..تشعر بالقلق الشديد الممزوج بالخوف……والادهى من ذلك هذا الالم الذي يعتصر معدتها……….. تأخذ نفسا عميقا لتكون اكثر استرخاءا ..وهنا يفتح الباب فجأة لترى كريم امامها وهو يهتف بصوت عالى: يالا يا سلمى …….العريس بره اهو
سلمى وهى تسحبه اليه وتكتم فمه بيدها: شششششش……اسكت….ثم رفعت يدها لتقول: مين قاعد بره
كريم بسرعة: بابا و وعمو العريس ده…..شكله حلو اوى
سلمى بشبح ابتسامة: بجد؟؟….طب ما تتجوزه انت……
كريم بسرعة: لا .انا لسه صغير….
سلمى محاولة اختلاس النظر الى الخارج: يعنى لو كبير كان هينفع؟؟
كريم ساحبا يدها: يالا بقى يالا
وهنا ظهرت هى رغما عنها على مدخل الحجرة ….لتتعلق العيون بها…….والاهم تلك العينان اللامعتان او اللتان لمعتا فور رؤيتها……كانت جميلة….في فستانها الموف الواسع من الاسفل….ويصل طوله الى بعد الركبة بقليل..وطول اكمامه الى بعد الكوع بقليل……وتلك الحبات المتلألأة زهرية اللون المتلألأة التى تحيط رقبتها..مع هذا الحذاء المفتوح زهري اللون الذي يليق كثيرا مع حليها ..وقد رفعت شعرها الى الاعلى……الا من بعض الخصلات التى نزلت لتتطاير في حرية لتضفى جمالا اخاذا على هذا الوجه المضئ……………..تعلقت عيناه اللامعتان بها قبل ان يهب واقفا…….لتسير هى بخطوات بطيئة مترددة……..فتجده مادا يده للمصافحة…فتمد يدها بتوتر ليمسك هو بها ويضغط عليها قليلا…فتتحسس اصابعه بشرتها البيضاء الناعمة.سحبت يدها في توتر……قبل ان تتجه الى احدى المقاعد المقابلة له في صمت
فاروق والذي كان يتابع هذا المشهد بسعاده مكتومة: ها يا ادهم…….كمل كلامك من فضلك
ادهم وهو يرمق سلمى بطرف عيناه: بس يا اونكل………فبعد موت بابا طبعا كل الشركات والمصانع بقت مسئوليتي انا لوحدى…..تقريبا مش بفضى خالص
فاروق وهو ينظر الى سلمى: بس طبعا ماينفعش ماتفضاش لعروستك……شعرت سلمى بتلك القشعريرة البارده في جسدها فور سماعها لتلك الكلمة……. .اما ادهم فأجاب بسرعة: لا طبعا يا عمى…دي سلمى ليها الاولوية فوق اي حاجة تانية
ابتسم فاروق لينظر الى سلمى ليجدها خافضة رأسها فيتمتم: ايه رأيك في الكلام ده يا سلمى؟؟
سلمى بتردد: اللى تشوفه يا بابا
ابتسم ادهم قبل ان يقول: اعتقد ان سلمى هتوافق على الاقتراح اللى انا قلته لحضرتك كمان
فاروق بسرعة: ايه رأيك يا سلمى……عريسك اقترح اننا نقرا فاتحه دلوقتي ونعمل الخطوبة بعد اسبوع
رفعت سلمى عيناها بسرعة وهى تهتف: ايه؟؟……اسبوع؟؟…….لا انا كده مش هلحق ا.(قاطعها ادهم: ماتحمليش هم اي حاجة………انا قلت لبابا انى هتكفل بكل المصاريف من الالف للياء……..الفستان والشبكة وكل حاجة انتى محتاجاها هتوصلك لغاية البيت هنا ……وحجز القاعة ومشتملاتها هيتم بمكالمة واحده في التليفون…..اما الكوافير هحجزلك في ارقى محل في الاسكندرية هنا …….ولو حبيتي يجيلك لغاية هنا مفيش اي مشاكل…..
سلمى : انا ماعنديش تعليق الا على الفستان والشبكة…..انا كده مش هختارهم؟؟
ادهم: بصي هو انا مش هقدر خلال الايام دي انزل الاسكندرية تانى……..فممكن لو حبيتي تختاريهم بنفسك ………..يا اما اديكي مبلغ تشتري بيه……..يا اما ابعتلكم مندوب من الشركة عندى هيقوم بكل حاجة …….
نظرت سلمى الى والدها بتوتر ليقول هو: متهيألى فكرة المندوب ده احسن ……..ولا انتى شايفة ايه؟
سلمى بتردد: اللى تشوفه يا بابا
ادهم: سامحيني يا سلمى انا فعلا ورايا حاجات كتير جدا لازم تخلص في الايام دي…..يا اما بقى لو حبيتي ننزل حالا نجيب كل اللى انتى عايزاه…معنديش اي مانع
سلمى بسرعة: لا.ماينفعش دلوقتي…..ثم صمتت للحظة تابعت بعدها : متهيألى فكرة المندوب هتبقى مريحة اكتر
ادهم بسرعة: خلاص.يبقى نقرا الفاتحة
فاروق: خلاص……على بركة الله ……..نقرا
وانهمك الاثنان في قراءة الفاتحة…….اما سلمى فكانت تشعر برهبة في قلبها..لا تعلم ما سرها……ولكن ربما …..لان الامور سارت بشكل اسرع من المتوقع……وربما……….لان هذا لم يكن ابدا القرار الصحيح…………ولكن الفكرة الاخيرة لم تكن لتخط على عقلها ابدا..فهى الان مغيبة……..مغيبة تماما

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x