رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة الخولي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الرابع عشر 14 بقلم سارة الخولي
البارت الرابع عشر
الحلقة 14
كانت سلمى لا تزال جالسة لنقل محاضرتها الفائتة ……..وفجأة
-صباح الخير
رفعت سلمى عيناها …….لتتسعا في ذهول وهى تهتف: انت؟؟
ادهم بسرعة: قبل اي حاجة وقبل ماتفهميني غلط……..انا عايز اقولك انى كدبت عليكي لما كلمتك في الحفلة وشبهتك بواحدة
لم تجب سلمى وانما اخفضت عيناها للنظر امامها ……..في حين تابع هو: انسه سلمى …..لو سمحتى تديني فرصة
لم تتعجب سلمى من معرفته لاسمها ………فهو ان علم بكليتها بالتأكيد سيعلم بإسمها..ولكن ما لا تعرفه انه على علم باسمها منذ وقت الحفل……
سلمى رافعة عيناها بهدوء: حضرتك عايز ايه منى بالظبط؟؟
ادهم بشئ من السهوجة: انا……..انا من ساعة ما شوفتك اعجبت بيكي جدا……,علطول صورتك في خيالى و……
قاطعته سلمى وهى تقول بلهجة حازمة: ارجوك يا استاذ…….مفيش داعي للكلام ده ……………انا ليا اهل تتكلم معاهم
ادهم: طيب اوصلهم ازاي وانتى مش عايزة تساعديني…..وبعدين انا لازم اعرف رأيك الاول
سلمى بجدية: طيب بما ان حضرتك عايز كلام عملي……..فكل اللي اقدر اقولهولك دلوقتي انى عمري ما هوافق ارتبط بأي شخص اثناء الدراسة.
ادهم بسرعة: موافق…..
نظرت له سلمى نظرة تعجب قبل ان تقول بنفس الجديه: طيب..خلاص…..اللي عندى قلته
ادهم: يا انسه سلمى …….انا ممكن اكلم والدك دلوقتي……..يعني علشان تكون متطمنة اني مش بهزر……..وكمان علشان ادخل البيت من بابه زي مانتى عايزه……وكمان علشان يبقى فيه فرصة نتعرف على بعض اكتر و.
قاطعته سلمى: كل ده مش هيتم الا لما اخد رأي بابا في الموضوع الاول
ادهم بسعاده: يعني افهم من كده انك ماعندكيش مانع من الارتباط بيا؟؟
مطت سلمى شفتيها قبل ان تقول: انا لسه معرفش حضرتك كويس……
ادهم بسرعة : طيب مانا عايزك تعرفيني اكتر ..بس انتى اللى مش مديانا فرصة نقعد ونتكلم……
لم تدري سلمى بماذا يمكنها ان تجيب ….اما هو فتابع وهو يخرج شيئا من جيبه: ده الكارت بتاعي..يعني على الاقل تعرفي انا مين وبشتغل ايه وارقامي….
بدا الاستياء على وجه سلمى …فأدرك على الفور ما اغضبها………فتابع بسرعة: انا اسف…….بس انا معرفش رقمك ……ممكن اعرفه بعد اذنك؟؟
سلمى : بعد اذنك ……ممكن تديني مهلة كام يوم افكر في الموضوع وارد عليك؟؟
ادهم بسرعة: امتى؟؟
سلمى رافعة عيناها اليه: في دي مقدرش افيدك…….بس لو خدت قراري …….تأكد انك هتعرف علطول
ادهم بابتسامة جذابة: بس اتمنى ان الفترة دي ماتطولش….
رمقته سلمى بنظرة لا مبالاة قبل ان يتابع هو بسرعة: براحتك يا انسة سلمى……..خدي الوقت اللي تحبيه
سلمى ببرود: مع السلامة
ادهم بحرج : سلام
******************************
فلنعود بضعة لحظات الى الوراء……..دخلت رانيا وملك الى القاعة مجددا ليجدا مشهد تحدث احدهم الى سلمى
ملك ببهوت: بت يا رانيا؟؟….شايفة اللى انا شايفاه؟؟
رانيا وهى تنظر الى ادهم: اه ياختى شايفة…….حتة واد عايز ال…….
رمقتها ملك بنظرة نارية قبل ان تتابع هي بسرعة: عايز الحرق…….ايه القرف ده؟؟
ملك وهى تنظر اليهم من جديد: بس غريبة اوي……انا اول مرة اشوف سلمى واقفة مع حد
رانيا: تؤ…….دي مش واقفة……دي قاعده
لكزتها ملك في ذراعها لتصرخ هي : ااااااه….ماتحاسبي يا مفترية انتى
ملك: اهو جاي ناحيتنا…….ماتبصيش ماتبصيش
رانيا بسهوجة: مابصش ازاي بس؟؟
ملك وهى تجذبها من ذراعها للابتعاد عن مدخل القاعة: تعالى يا بت هتفضحينا
تحركت رانيا مع ملك مبتعدات ……لانتظار لحظة خروج ادهم من القاعة…..فيركضوا بسرعة الى سلمى ليجدوها ممكسة بالكارت وعلى وجهها علامات الشرود
رانيا بصوت عالي: ممكن اعرف ايه اللي كان بيحصل من ورا ضهرنا؟؟
سلمى وهى تنظر اليها وعلى شفتياها ابتسامة هادئة: حصلت حاجة غريبة……
رانيا:لاااااااااا الضحكة دي انا اعرفها…….شكلها حاجة سعيده مش غريبة
اخفضت سلمى رأسها وهى تقول: انا برضه لسه مش مستوعبة….ومش قادرة احدد احساسي بالظبط
ملك وهى تجلس بجانبها: لااااااااا ..لو الموضوع دخل فيه الاحساس بقى……….يبقى لازم نعرف الحكاية من طقطق لسلامو عليكم……..
سلمى وهى تعتدل ناحيتها : ماشي يا ستي….انا برضه رأيكو يهمني
رانيا وهى تجلس فوق البينش: قولي قولي يا حبيبتي واشجيا
وبدأت سلمى في سرد تفاصيل ما حدث معها ابتداءا بالحفل وانتهاءا بالمشهد الذي رأته رانيا وملك….وما ان انتهت
رانيا ببهوت: يعني القمر اللي كان واقف معاكي ده عايز يتقدملك؟؟
سلمى : اه
رانيا : وانتى بتفكري لسه؟؟
سلمى : مش مستقبلي يا رانيا؟؟…….ده جواز مش سلق بيض
رانيا: ياختى لو مش لازمك هاتيهولي……..ده مش بعيد انا بنفسي اللى اروح اقوله تتجوزني يا اسمك ايه انت؟؟
سلمى بابتسامة خافتة: ادهم
ملك : يا اختيييييي … ..وكمان اسمه ادهم ………بت يارانيا…….البت دي هتشلني
سلمى بابتسامة : جرى ايه يا بنات؟؟……….هو الاسم هو المهم ولا الجوهر؟
رانيا: هو اسم وبس؟؟…..ده اسم وشكل …..وكمان ابن ناس وشكله غني…….مافيهوش غلطة .ااااااااااااه بس لو اطوله انا
ضحكت سلمى على اسلوب رانيا في التحدث قبل ان تقول: طب قولولي بس…….اعمل ايه؟؟
رانيا وملك: وافقي طبعا
سلمى بابتسامة شارده: اوافق؟؟.ثم افاقت من شرودها وهى تقول: طب وبابا….انا لازم اعرفه كل حاجة قبل ما اتفق معاه على اي حاجة
رانيا: بصي…….هو اصلا شكله واقع لشوشته…..وطالما وصلك مرة هيوصلك تاني وتالت…….انتى فكرى زي ماقولتيله…….و لو حصل وشوفتيه عرفيه انك موافقة من حيث المبدأ……..واديله رقم التليفون يتصل بوالدك
سلمى بسرعة: لا انا لازم اعرف بابا قبل ما يكلمه…….
ملك: خلاص اتصلي بباكي عرفيه
سلمى: لا الحاجات دي ماتنفعش في التليفون
ملك: خلاص……..قوليله انك هتفاتحى باباكي بعد ما الترم التاني يخلص ولو باباكي وافق من حيث المبدأ خليه يكلمه ويتفق معاه على ميعاد يجي فيه…….حتى يكون في الاجازة علشان ماتنشغليش بحاجة
سلمى مفكرة: هي فكرة حلوة……..بس
ملك بسرعة: بس يه؟؟
سلمى بتردد: هو هيستني كل ده؟
تبادلت ملك مع رانيا نظرة ساخرة قبل ان تقول رانيا: ااااااااااه…شكلنا ابتدبنا واللهفة اشتغلت بقى
سلمى وهى تشيح بوجهها في خجل: خلاص بقى ماتكسوفونيش
رانيا مبتسمة: حلو اوي يا ملك اللى احنا شايفينه ده………..
ملك : على رأيك…اهو الواحد يلاقي حاجة يتريأ عليها كل شوية
وانفجرت الاثنتان ضاحكتان…….اما سلمى فنظرت في كشكول المحاضرات قبل ان تمسك بالقلم وتكتب……
رانيا: اه يا واد اعمل انك مش هامك……شوفى شوفى يا ملك…..البت مش عارفة تكتب وايدها بتترعش
سلمى وهى ترمي بالقلم وتهتف بحده: ماتبس بقى…كفاية تريقة
نظرت الاثنتان اليها نظرة خاليه من اي معنى قبل ان ينفجر ثلاثتهم ضاحكين
***********************
في المطعم كان سيف منشغلا في عمله كالمعتاد…..عندما دخل عليه مصطفى وهو يقول: السلام عليكم
سيف وهو منهمك في حشو بعض الشطائر: اهلا يا مصطفى…..اتأخرت ليه النهاردة؟؟
مصطفى وهو يرتدي زيه: عادى…….انت عارف الزحمة بقى خصوصا نص الاسبوع
سيف: انا كنت فاكرك مش هتيجي……بس كويس انك جيت علشان عايز افاتحك في موضوع
مصطفى: خير يا سيف؟؟
سيف بتردد: انا….انا قررت احول ورقي لجامعة القاهرة
مصطفى ببهوت: ايه؟؟……طب ليه؟؟….وشغلك ….و
سيف مقاطعا وبلهجة حزينة: انا حاسس ان حياتي بتضيع من ايدي يا مصطفى……نفسي اعيشها سعيد …….وده عمره ما هيحصل الا لو بقيت جنب سلمى.
مصطفى : يابني ما خلاص امتحانات اخر السنة قربت…..دي كلها اسبوعين..وخلاص هانت يعني …….بكرة الاجازة تيجي وتتكلم معاها
سيف : سلمى مشوارها في الكلية طويل……لسه 3 سنين دراسة…….ان كان من اول سنة حصللي كده……امال بعدين……لا يا مصطفى……انا مش هقدر اتحمل اكتر من كده..انا خلاص حياتي مابقاش ليها طعم من غيرها……انا لازم انقل …..انا لو فضلت هنا من غيرها كل ده ممكن يجرالى حاجة
كان اسلوب سيف في التحدث ينم عن مشاعر جياشة واحاسيس عالية……..مما جعل مصطفى يشفق عليه كثيرا وهو يقول: خلاص يا سيف…انت اهم حاجة راحتك……وطالما راحتك مش هتلاقيها الا مع سلمى……..يبقى خلاص……سافرلها
سيف بتأثر: ماتخفش يا مصطفىى……انا مش هنساك ابدا…..انت الصديق الحقيقي اللى ياما اعتمدت عليه في كل حاجة……..حتى لو نقلت……ده مايمنعش اني هاجى ازورك علطول
مصطفى محاولا التبسم في وجهه: وانت يعلم ربنا اقرب صديق لقلبي…….فراقك هيقطع فيا اوي……بس برضه انا مايرضينيش اشوفك بتتعذب ….
سيف بشرود: خلاص………يبقى هسافر..واللى فيه الخير يقدمه ربنا……..
***********************************
في منزل خالد..كانت رشا جالسة لمتابعة احد البرامج التليفزيونية………قبل ان يخرج ايمن من غرفته ..ليجلس بجانبها على نفس المقعد….
اخفضت رشا صوت التلفاز لتلتفت الى ايمن ………وهي تقول: خير
شعر ايمن بالتوتر فأجاب بتردد: خير يا ماما…قاعد معاكي…..فيها حاجة دي؟
رشا ببرود: وده من امتى ان شاء الله؟؟…….انت مابتقعدش معايا الا لما بتبقى عايز حاجة
تنحنح ايمن قبل ان يقول: طول عمرك فاهماني يا ماما
رشا: من غير مقدمات……خش في الموضوع علطول
اعتدل ايمن في جلسته قبل ان يقول: ماما……انا…………انا ……………..
رشا بشئ من الحده : انت ايه؟؟………ماتخلص
ايمن بسرعة وبتوتر: انا………انا قايم اذاكر…..
وبدون كلمة اضافيه قام ايمن …….في حين هتفت رشا: عايز تكلمنى عن سالى؟؟
وقف ايمن ليلتفت الى رشا وهو يقول: ايه ده؟؟…….انتى عرفتي منين؟؟
رشا: تعالى تعالى اقعد……
اتجه ايمن للجلوس في حين تابعت رشا: انت فاكر اني مش عارفة حاجة؟
بلع ايمن ريقه بصعوبة قبل ان يتمتم: حاجة ايه؟؟
رشا بابتسامة هادئة: انا عارفة من زمان ان فيه حاجة بينك وبين البت دي
ايمن بتوتر: اه…….بصراحة….بصراحة يا ماما ..انا بحبها
ضحكت رشا قائلة: بتحبها مرة واحدة؟؟
ايمن بتوتر: اه……..ودي فيها ايه؟؟…….انا خلاص مابقيتش صغير
رشا: مممممممم….طب وايه المطلوب دلوقتي؟
ايمن بإسلوب طفولي: هى قطعت علاقتها بيا……..وكل ده علشان عايزاني افاتحك في موضوعنا
رشا متصنعة عدم الفهم: موضوع ايه؟؟
ايمن: الله بقى يا ماما…هيكون موضوع ايه؟؟
رشا: انت عايز تخطبها يا ايمن؟
ايمن بلهفة: نفسي……نفسي يا ماما
رشا: يابني تخطبها ازاي؟؟…….ده انت لسه في سنة اولى
ايمن: ياماما انا بقول اخطبها…..مش اتجوزها..وبعدين عادي فيه شباب في سنى بيتجوزوا..طالما انا متفق معاها على الجواز…..فليه مانتجوزش دلوقتي؟؟
رشا مفكرة: ممممممم…..كلام مقنع…..بس خليني اخد رأي ابوك بعد ما يرجع من السفر
ايمن بسعاده: يعني حضرتك موافقة؟؟
رشا: اه….بس بشرط……..لازم تعجبني……..
ايمن وهو يهب واقفا ليطبع قبلة فوق وجنة والدته: دي هتعجبك اوي اوي……..انا هدخل اكلمها وافرحها بقى
وبسرعة ركض ايمن الى غرفته في حين تمتمت رشا: والله وكبرت يا ايمن……بقيت بتحب وعايز تخطب كمان………
ثم نظرت الى التلفاز لتعلى الصوت وتتابع ما كانت تشاهده
********************
امام احد كبائن الاتصالات وقف سيف يطلب احد الارقام……..
سيف وبعد ان فتح الخط: ايوة……..الاستعلامات؟؟……….لو سمحت عايز اعرف نمرة منزل استاذ احمد عبد المتعال المهدي…. في القاهرة………..اه……..ثانية واحدة(اخرج سيف ورقة صغيرة ليكتب فوقها الرقم قبل ان يختم المكالمة)
ومن جديد يقوم بطلب الرقم المطلوب……..قبل ان يأتيه صوت غليظ قليلا: السلام عليكم
سيف بسرعة: الو……لو سمحت ده منزل استاذ احمد المهدى؟؟
الصوت: ايوة هو
سيف: طيب ممكن بعد اذنك اكلم حسن؟؟
الصوت: مين عاوزه؟؟
سيف: انا صديقه من ايام المدرسة
الصوت : ثانية واحده
مرت حوالى الدقيقتين قبل ان يظهر صوت احدهم وهو يقول: الو……..انا حسن……مين معايا؟؟
سيف هاتفا بسعاده: اهلا يا حسن……..معاك سيف حسين …….من الاسكندرية
حسن بخفوت : سيف………..ثم مالبث ان تابع هاتفا: سيف !!!!………..سيف حسين عبد المنعم؟؟
سيف بسرعة: ايوة سيف يا عم
حسن هاتفا: انا مش مصدق وداني…….ايه يا عم فينك وفين اراضيك؟؟………
سيف : معلش يا حسن والله حصلت امور كتير لخبطتلي حياتي……..لما اشوفك هبقى اقولك عليها
حسن: لا ماتقولش…….انتوا هترجعوا تعيشوا في القاهرة تاني؟؟
شعر سيف بوخزة في قلبه باستخدام حسن لاسلوب الجمع…فهو على حد علمه ان سيف انتقل من القاهرة الى الاسكندرية مع والديه فتمتم بتوتر: ا اه……..اه ناوي احول لطب القاهرة
حسن هاتفا: ايه؟؟؟……….قول تاني اللي قولته كده؟؟…….انت دخلت طب برضه يا واد؟؟
سيف: ايوة …..ليه؟؟
حسن: انا كمان في طب يا اخويا…….انت ناسي ان ده كان حلمى من زمان؟؟
سيف بسعاده غامرة: يا محاسن الصدف………يعنى بقى لينا نصيب نتجمع من تاني وفي كلية واحدة…….وبعد 8 سنين
حسن: شفت بقى؟؟…..ده انا امى دعيالى والله…..وهتنقل امتى؟؟……..اكيد في السنة الجديده……دى الامتحانات على الابواب خلاص
سيف: اه يا حسن مانا علشان كده اتصلت عليك تساعدني في موضوع التحويل ده
حسن: اوؤمر يا حبيبي
سيف: بما انك في طب……هبعتلك اوراقي بالفاكس…….تروح تقدمهالى في الكلية
حسن: بس متهيألى لازم تكون موجود
سيف: بص انا هبعتلك الورق….وانت تروح تسأل لو نفع كان بها مانفعش…..يبقى بلغني وانا اقدم بعد الامتحانات……علشان مش هقدر اجى دلوقتي
حسن: اه طبعا ….طيب ماشي تؤمرني يا سيفو…..ياااااااااه.تصدق بإيه من ساعة ما افتراقنا وانا مالقيتش حد عدل اتصاحب عليه…..وكل شوية اقول الله يرحم ايامك يا سيف
سيف : لا خلاص…….اديني راجعلك تاني يا باشا…..اديني بقى اي رقم فاكس عندكو …….
حسن: ماشي ثانية واحده……( وقام حسن بإملاؤه رقم فاكس…….)
سيف: ماشي يا باشا…….روح بقى استناني هناك وانا هطلع دلوقتي على اقرب سنترال ابعتهوملك….
حسن: ماشي يا سيفو……….يالا سلام علشان الحق انزل…..
سيف: بسرعة يا حسن………مع السلامة
حسن: بس يا سيف انا معرفش رقمك ايه
سيف: بص انا ماليش رقم…….بس لو احتجتني اطلبني على(واعطاه رقم فاروق)
حسن: ماشي…سلام بقى
سيف: مع السلامة…………….
***********************************
مرت ايام الامتحانات سريعا………………وجاءت اللحظة المنتظرة……كانت سلمى تشعر بسعاده تغمرها وهى ترتب حقيبتها…استعدادا لمغادرة المدينة الجامعية……عندما دخلت عليها دعاء
دعاء: خلاص يا سلمى……….جهزتي؟؟
سلمى وهى مازالت ترتب حقيبتها : اه اهو خلاص……….على وشك
دعاء: طيب تعالى اسلم عليكي بقى قبل ما انزل
سلمى: ليه يابنتى؟؟………ماحنا نازلين سوا
دعاء: لا ماما طالبة منى حاجات من محل عطارة هنا في القاهرة…….هروح اجيبلها طلباتها واطلع على الموقف علطول
سلمى وهى تغلق حقيبتها: اه……..طيب……..ثم التفتت اليها فاتحة ذراعيها….لتأتى دعاء وتحتضنها قائلة: هتوحشيني يا سوسو…..عقبال ما اشوفك السنة الجاية ان شاء الله
سلمى: ان شاء الله
دعاء وهى ترفع رأسها: اه صح…….ماشفتيش ادهم تاني؟؟
مطت سلمى شفتيها قبل ان تقول: لا من ساعة ما جالى الجامعة تاني وبلغته برأيي ماجاش تاني
دعاء: يالا……ربنا يقدم اللى فيه الخير
سلمى: يارب
ثم نظرت الى ساعتها لتتابع: يالا يا دعاء بقى…القطر لساله ساعة الا ربع……….يادوب الحق اوصل في الزحمة دي
دعاء: ماشي ياجميل…….يالا ……لا اله الا الله
سلمى : محمد رسول الله
حملت سلمى حقيتها…….ونزلت الى الاسفل……..وعند البوابة ……رأتها….سيارة ادهم …….نفس الشكل واللون…..يحتمل ان تكون لشخص اخر…..ولكنها تأكدت عندما وجدت ادهم يترجل منها……..ويتجه ناحيتها بخطوات مسرعة.وما ان وصل حتى نزع نظارته الشمسية الانيقة لتظهر عيناه الجذابتان وهو يتمتم بخفوت: خلاص يا سلمى…..مسافرة؟؟
شعرت سلمى بالتوتر من سماعها لأسمها منه بدون اي شئ يسببقه فتمتمت مشيحة برأسها: ايوة………ان شاء الله
تنحنح ادهم قبل ان يقول: طب وموضوعنا…….انا استنيت كتير اوي
سلمى رافعة عيناها اليه: انا قلتلك قبل كده رأيي……هفاتح والدى في الموضوع…….ولو وافق من حيث المبدأ هيتصل عليك يحدد ميعاد
ادهم بسهوجة: ياريت ماتتأخريش عليا يا سلمى…..احسن انا خلاص زهقت من الانتظار
سلمى ناظرة الى ساعتها: ان شاء الله…معلش انا مضطرة امشي علشان الحق القطر
ادهم وهو يخرج شيئا من جيبه: طيب دي هدية بسيطة منى….اتمنى انها تعجبك
سلمى ناظرة الى علبه القطيفة بلا مبالاة: ايه دي؟؟
ادهم بابتسامة هادئة: اتمنى تشوفيها بنفسك
سلمى بجدية : انا اسفة يا استاذ ادهم ……..مش هقدر اقبل اي هدايا دلوقتي….انت مش محتاج تسيب معايا حاجة رهن
ادهم بسرعة: لا والله انا ماقصدش حاجة………ثم تابع خافضا يده: عموما لو هديتي دي هتبقى السبب في سوء تفاهم……يبقى بلاش منها خالص
سلمى بسرعة: عن اذنك ……علشان ماتأخرش
وبدون كلمة اضافيه ادارت له سلمى ظهرها لتوقف سيارة اجرة وتستقلها لتنطلق بها مبتعده……..في حين تمتم هو : بت زي القمر…بس جد اوي……….ثم تابع مبتسما: بس وماله…….انا هخليها زي مانا عايز
واتجه الى سيارته لتنطلق به بدورها…….
في الصباح……….وعلى مائده الطعام…….جلست رشا مع خالد لتناول الفطور
رشا وهى تلوك الطعام في فمها: ماقولتليش بقى……..ايه رأيك في ذوق ابنك؟؟
مط خالد شفتيه قبل ان يقول: مش بطالة
رشا : مممممممم…..وبعدين؟؟……الكلمة دي سمعتها منك امبارح قبل ما تقولى نكمل كلامنا الصبح علشان عايز انام
خالد : بصي…….هى البنت جميلة ومن اسره كويسة…..ومستوى تعليمها زي ابنك….بس مش عارف……..حاسس برضه انى مش مرتاح
رشا: ليه بس؟؟……….بصراحة انا شايفاها عروسة كويسة وبنت ناس
خالد: مش عارف…..يمكن علشان الولد لسه صغير……. ؟؟
رشا: يا سيدى وايه المشكلة .الاولاد زمان كانوا بيتجوزوا 18 و19 سنة……وبعدين احنا ممكن نسكته بالخطوبة بس
خالد: وانتى فكرك لو خطب هيسكت؟؟……….ده هيقرفنا اكتر………عايز اتجوز …..عايز اتجوز………انتى مش عارفه اابنك ولا ايه؟؟
رشا: بص يا خالد……..ابنك حتى لو كبر برضه انت ملزم تجهزه…….محدش لاقي شغل في البلد دي………,علشان يجهز نفسه مش قبل ما يوصل ل 30 سنة على الاقل………..فناخدها من قصيرها ونجوزه البت دلوقتي طالما بيحبها وهي بتحبه
خالد: طب وتفتكري اللي زيه هيعرف يشيل مسئولية بيت؟؟
رشا: وهو ايمن ماله؟؟…….ماهو راجل اهو وزي الفل……..وبعدين هيبقى منظرنا وحش اوي لما نعمل جلسة تعارف في النادي وفي الاخر نديهم طناش…….ده مش بعيد الحركة دي تخليهم يغيروا رأيهم ومايجوزوش بنتهم ليه لا دلوقتي ولا بعدين
خالد مفكرا: لا في دي عندك حق
رشا: شفت؟؟………..اسمع……..انت توافق انهم يعملوا خطوبة وتلبيس دبل…..وبعد ما نجهزله الشقة ونفرشهاله ……نجوزه وخلاص……..
خالد: وهى فين الشقة اللى هنفرشها دي……مش لازم الاول ندور عليها وبعدين نشتريها و……
رشا مقاطعة: نعم يا اخويا؟؟…….ايه هو اللي فين الشقة؟؟………امال الشقة اللى سيف مبرطع فيها دي تبقى ايه؟؟……..مش شقتنا؟
خالد : نعم؟؟…….انتى عايزاني اطلع سيف بره الشقة؟؟
رشا بشئ من الحده: لا والله؟؟….هو انت كمان عايز تسيبهاله؟
خالد: لا مش هسيبهالو بس على الاقل يكبر و……
رشا مقاطعة في حده ساخرة: يا نغة؟؟……….وهو ان شاء الله لسه عيل ولا ايه؟؟……….ماهو كبر وبقى شحط اهو وقادر يشتغل ويصرف على نفسه
خالد بتردد: لا …….لا يارشا ….هيبقى حرام علينا
رشا وقد القت برغيف الخبز في حده: لا يا خالد…….ماهو اسمع بقى……..انا زمان استحملت نشوفية دماغك وقلت يابت اصبري اهو الواد مسيره يكبر ويغور في داهية…….بس لا ….انا بقالى زمن كاتمة في قلبي وساكتة…..بس انك تسيبله الشقة وبعد كده تفكر تودى ابنك فين….اهو ده اللى مايتسكتش عليه
خالد محتدا: يا ستى هو انا قلتلك انى هسيبهاله…….بس انا بقول على الاقل لما يخلص دراسة
رشا: اه لما يخلص دراسة….وبعدين …….لا لا …نستنى لما يتعين ……..لا لا ……نستنى لما يتجوز…..وفي الاخر يلهف الشقة ويتجوز فيها……فوق يا خالد……..الواد قاعد في الشقة وعامل نفسه عبيط ومش واخد باله انها شقتنا…….هى حاجة من الاتنين……يا اما تطلعه من الشقه ويشوفله اي حته يغور فيها…….يا اما وديني لا اسيبلك البيت وامشي
وبدون كلمة اضافيه هبت رشا من فوق مقعدها لتدخل الى غرفتها بخطوات واسعة وتصفق الباب وراءها في عنف………..تاركة وراءها صوتها الذي مازال يتردد في اذان خالد وعقله
******************************
في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرا……كان سيف جالسا بالمحطة …..كانت السعاده تغمره……لم لا وهو على وشك ان يلتقى بمحوبته…….لقد علم من فاروق انها ستصل في قطار الثانية ظهرا………وها هو الان يجلس فوق احد المقاعد…ينظر الى الساعة تارة والى الامام مرة اخرى………….وبعد انتظار دام لحوالى الساعة الا ربع..هاهو الان القطار يلوح في الافاق….معلنا صوت الزامور في الاجواء…..هب سيف من فوق مقعده وهو يشعر ان قلبه على وشك ان يخرج من بين ضلوعه…….وقد تملكت الرعشة من كل ذرة بجسده…ينظر الى يداه فيراهما مرتعشان………اخذ يتابع القطار بعينان مشتاقتان متلهفتان………وهاهو الان قد وقف……….وضع سيف يده فوق قلبه …….يشعر بألم به………هل هذا من فرط سعادته……..ربما .اغمض عيناه في الم…..وما ان فتحها حتى وجدها امامه………هى كما هى………لم تتغير.بل ازدات جمالا فوق جمالها………..وربما اشتياقه اليها قد زادها جمالا في عيناه……..جميلة ..ساحرة…تخطف الانظار…….مرتدية جيب واسعة بيضاء……..وقد تناثرت عليها زهور رقيقة لامعة سماوية اللون……..مع بلوزة بيضاء رقيقة ووشاح سماوي اللون قد عقد حول رقبتها…….تداعب بعض الرياح شعرها الحريري……لتطير خصلاته فوق عيناها فتبعدها بيدها الرقيقة لكى لا تحجب الرؤية عنها …….فقد كانت منهمكة في تنزيل حقيبتها الثقيلة من القطار……….للحظة تجمد سيف امام ها المشهد………على الرغم انه لم يستغرق الا لحظة واحده.الا انه يستطيع ان يكتب عنه الفا من القصائد الشعرية…..يشعل بثقل في قدماه….حاول تحريكهما …….حاول……… .وحاول ………واخيرا نجح في السير .كان يسحب قدماه وكأن كرة معدنية ثقيلة قد ربطت بهما لتمنعه من التحرك……..في خطوات بطيئة …….يسير……..لتزيد السرعة….اكثر…..واكثر….فتتحول خطواته البطيئة الى ركض بأقصى سرعة…..ولكن هذا غير متاح في محطة قطار…….فقد كان يركض الا انه كان يتعثر في الزحام فيقف ليمر من جوار هذا الشخص.ومن امام هذا ومن خلف ذاك……..يراها وراء الزحام ناظره الى يمينها……..منتظرة لحظة ظهور باب الخروج……
-سلمى……..سلمى( قالها بهتاف عالى …) لتنظر سلمى حولها قبل ان تستقر عيناها عليه فتلوح بيدها في سعاده …….ويلوح لها بدوره.قبل ان يتخلل الزحام مجددا………..واخيرا……..هاهو قد وصل…..امامها مباشرة……ينظر الى عيناها..الى وجهها……يشتاق اليها كثيرا………..يريد ان يضمها اليه بقوة.ولكن هيهات ان يستطيع………يريد ان يحملها ليركض بها مبتعدا عن هذا الزحام وهذه الضوضاء…….ولكن هيهات ان يفعل……..يا الله…….ما اجمل تلك اللحظات..عندما يكون القلب في شوق ولهفة لرؤيه الحبيب…….وفجأة تحين هذه اللحظة فتنعم عيناه بالنظر الى وجهها بعد طول حرمان…….وينعم قلبه بالراحة بعد طول عذاب ………وينعم عقله بالهدوء بعد طول تفكير
-ازيك يا سيف؟؟……..( قالتها في سعاده غامرة )
ولكنه لم يستطع ان ينبس ببنت شفه…بل ظل يتأملها للحظات…………يملأ عيناه بالنظر اليها ..وكأنه يخشى ان يفقدها مجددا……..
-سيف( قالتها ملوحة له امام عيناه)
واخيرا………وبعد طول محاولات ………نجحت اخيرا بعض الحروف في المرور عبر شفتيه……….فتمتم بخفوت من بين عيون متلألأه من فرط السعادة: وحشتيني
ابتسمت سلمى وهى تهتف: وانت وحشتنى اوي يا سيف……..انت وبابا وكريم…….كلكوا وحشتوني
مجددا ظل سيف ناظرا اليها لا تسعه عيناه في الابتعاد عن وجهها……..
سلمى بسعاده: انا مش مصدقة انك واقف ادامي يا سيف
سيف محركا رأسه وقد امتلأت عيناه بالعبرات: ولا انا مصدق
سلمى مدققة النظر في عيناه: سيف….انت بتعيط؟؟
سيف ناظرا حوله هاتفا بتوتر: لا ……..ده الجو بس علشان هوا بتراب
سلمى: اه…….فعلا الجو مش حلو النهارده
سيف ماسحا عيناه ………مشيحا بوجهه: يالا بينا
سلمى بسعاده: يالا
مد سيف يده لحمل حقيبتها…….والسير بجانبها ليستقلا سيارة اجرة …….وهم لا يزالان يتبادلان اطراف الحديث حول الاحوال العامة والجامعة والامتحانات و………. والخ الخ
***************************
امام باب الشقة وقف سيف …….ليدق الجرس………ثم يلتفت الى سلمى ……..ليجد علامات السعاده والبهجة فوق محياها قبل ان تهتف: البيت وحشني اوي……..ثم تابعت وهى تنظر الى سيف…….: كلكوا وحشتونى…….
اشاح سيف بنظره عنها ليدير لها ظهره من جديد……..يشعر انه في حيرة من امره…….كان يشعر انه سينجح في التعبير عن مشاعره فور رؤيته لها……ولكن مالم يعرفه ان الاعتراف بالحب هو من اصعب الامور التى يمكن لأي شخص القيام بها……..بلع ريقه في صعوبه قبل ان يدق الجرس من جديد…………فيفتح له فاروق وهو يهتف: مابتفتحوش الباب لي…………(وهنا تعلقت عيناه على سلمى وسيف ليهتف بسعاده: سلمى…..
فتسرع سلمى للارتماء بين ذراعي والدها وهى تهتف: بابا……..وحشتنى اوي
فاروق وهو يربت فوق رأسها: وانتى وحشتيني اكتر يا حبيبتي
ثم التفت الى سيف ليهتف: علطول حاطط سلمى في عنيك يا سيف……ماكنتش فاكر انك بتسأل امبارح عن ميعاد وصولها علشان تروح تجيبها لهنا……..
سلمى وهى تنظر الى سيف بابتسامة واسعة: سيف طول عمره طيب وشهم يا بابا
ابتسم سيف بهدوء قبل ان يتمتم: ده الواجب يا عمى
فاروق هاتفا: تعالوا يا ولاد….ادخلو……..
دخل فاروق ……في حين انشغلت سلمى في نزع حذاءها
-سلمى
رفعت سلمى رأسها الى سيف وهى تقول: خش يا سيف……انت لسه واقف ليه؟؟
سيف بتوتر: لا اعفونى من الدخول…….انا بس كنت عايزك في موضوع كده…..اتمنى ابقى اعرف اكلمك على انفراد
سلمى بشئ من القلق: خير يا سيف؟؟
هم سيف بالاجابة الا ان قاطعه صوت فاروق وهو يهتف: خشوا يا ولاد……انتوا مستنين ايه؟؟
التفتت سلمى الى والدها وهى تهتف: سيف مش عايز يدخل يا بابا
فاروق بسرعة وهو يتجه ناحيتهم: لا يا سيف………احنا عاملين حسابك في الاكل النهارده .بمناسبة وصول سلمى…….يالا……ادخل ماتتكسفش
سلمى : ادخل يا سيف يالا
وبعد الحاح ….نزع سيف حذاؤه ودخل في صمت متوتر………
فاروق بصوت عالى : ناهد…….تعالى سلمي على سلمى……
وهنا ظهرت ناهد على عتبة باب المطبخ وهى تهتف من بابتسامة زائفة: اه ……..اهلا يا سلمى….ازيك يا سيف
سلمى وسيف: الحمد لله
ناهد : معلش يا ولاد …….ايدي مش نضيفة علشان اسلم
فاروق محاولا كبت غيظه: ولا يهمك………يالا ادخلى حضريلنا الاكل
دخلت ناهد الى المطبخ مجددا………..لتقول سلمى: امال فين كريم؟؟
فاروق: كريم نايم ……….
سلمى متمتمة : يا حبيبي…..خلاص لما يصحى اسلم عليه…….
فاروق مشيرا لهم بالجلوس: طب يالا تعالوا اقعدوا انتوا هتفضلوا واقفين كده
جلس ثلاثتهم …………..ليتبادلوا الاحاديث الطويلة…….وبالطبع كان اكثرها بين فاروق وسلمى……..اما سيف…….فكان سارحا شاردا…….يفكر في كيفية التحدث الى سلمى……وتخمين ماذا سيكون رده فعلها
-يالا …..الاكل جاهز( قالاتها ناهد بعد انتهاءها من رص الاطباق فوق السفرة)
اتجه الثلاثة الى السفرة لبدء تناول الطعام
************************************
بعد الغداء……جلس فاروق فوق مقعده……..لتجلس سلمى بجواره……..مع سيف والذي اصر فاروق على ضرورة مكوثه لاحتساء الشاي…….
فاروق بسعاده: ياااااه يا سلمى…..وحشتنى قعدتك اوي ياحبيبتي
ابتسمت سلمى قبل ان تقول:وانت كمان يا بابا……….ثم صمتت للحظة تابعت بعدها في تردد: بابا..انا هنتهز فرصة وجود سيف معانا…….علشان عايزة اخد رأيكم انتوا الاتنين في موضوع مهم
بدا الاهتماام على وجه سيف اما فاروق فمال بجلسته الى الامام وهو يتمتم: خير ؟؟
بلعت سلمى ريقها……..تشعر بالتوتر الشديد ……….لا تعلم ما سر تسرعها في البدء بمناقشة موضوع شديد الحساسية كهذا……ولكنها تشعر انها بحاجة الى رأي سيف ووالدها معا…..ولن تسنح الفرصة بوقت مناسب كهذا…فسيف هو بمثابة اخ كبير وصديق عزيز بالنسبة لها…..ولابد لها من اخذ مشورته……وهو لا يأتى للجلوس معهم كثيرا ……..سلمى من بين توترها وبنبرة مرتعشة: انا……….انا جايلي عريس
مرت لحظات عليه لم يدري ماذا قالت سلمى بالضبط …….هل سمعت اذناه صدقا؟؟………….ام انه صوت عقله والذي كان متخوفا من حدوث شئ كهذا فأعتبر انها قالته؟؟…….ولكن
-ايه؟؟…………عريس؟؟………امتى ؟..وفين؟( قالها فاروق وعلامات الذهول على وجهه)
سلمى محاولة السيطرة على توترها: في الفرح اللى قلت لحضرتك عليه في التليفون……..كلمنى و…………..( وقصت سلمى كل ما حدث على مسامع والدها….)
فاروق مفكرا وهو ينقل بصره الى سيف: بس انا شايف ان لسه بدري اوي على الكلام ده و………………( وهنا وجد سيف واضعا يده فوق قلبه ومغمضا عيناه في الم مكبوت…)….فتمتم بقلق: مالك يا سيف؟؟
فتح سيف عيناه الدامعتان قبل ان يتمتم بصوت يكاد يكون مسموع: انا ………انا كويس……..بعد اذنكم
وهنا حاول سيف الوقوف جاهدا مستندا على ذراع المقعد……لتهب سلمى من فوق مقعدها وتتجه ناحيته وهى تهتف بقلق: مالك يا سيف؟؟
رفع سيف عيناه المترقرقتان بالدموع الى سلمى ليتمتم بخفوت: تعبان……….تعبان شوية
سلمى بنبرة حانية : الف سلامة عليك يا سيف
شعر سيف بوخزة في قلبه بعدما سمع صوتها الحنون…….فأخفض عيناه ……ليحاول الوقوف مجددا وهو يتمتم مشيحا بوجهه عنها: عن اذنكم
فاروق وهو يقوم هاتفا بقلق: تحب نوديك لدكتور يا سيف؟؟
سيف بصوت مبحوح: لا……انا هبقى كويس…..عن اذنكم……اتجه سيف بخطوات بطيئة الى باب الشقة……ولكن فجأة تعالى صوت جرس الهاتف…..ليجيب فاروق بسرعة و: الو……..ايوة…..طيب ثانية واحدة……ثم نظر الى سيف هاتفا : سيف…..
وقف سيف مكانه وقد تحجرت الدموع بداخل عيناه ……..في حين تابع فاروق: تليفون عشانك……
مسح سيف عيناه بسرعة ليلتفت مجددا …..ومحاولا الا تلتقى عيناه بسلمى اتجه الى الهاتف ليمسكه ويضعه فوق اذنه……..ليبقى صامتا ……غير قادر على النطق بشكل طبيعي
حسن: سيف….
سيف بصوت خافت مبحوح: ايوة
حسن بقلق:ايه يابني ؟؟…….مال صوتك؟
سيف محاولا السيطرة على عبراته: مفيش
حسن : طيب……عموما .انا بتصل علشان اقولك انى قدمتلك الورق….بس فيه اجراءات عالقة لازم تعملها بنفسك……وفيه مبلغ لازم يتدفع
سيف بنبرة مرتعشة: هكلمك بعدين
وبدون كلمة اضافية اغلق سيف الخط……..ليتجه الى باب الشقة مجددا…بدون تبادل اي كلمة اضافيه مع فاروق او سلمى واللذان كانا يرمقانه بنظرات حائرة………. قلقة
الحلقه 14 الجزء التانى
*************************
دخل الى منزله …حزينا……..يائسا…….مكسورا……ينظر الى شقته بعيون دامعة……يشعر ان ساقاه غيرتا قادرتان على حمله…..هذا الى جانب الم كبير في قلبه……لايدري هل هو الما عضويا……….ام معنويا…….كل ما يشعر به الان……انه بمثابة جثة متحركة…….لقد فقد روحه…..فقد حبيبته….لطالما ظن انها تبادله ايه مشاعر….حتى لو كانت قليلة لا تذكر……لا يهم…….فهو راض بها……على الرغم من انها دائما ما كانت تردد انه مثل صديق او اخ كبير بالنسبة لها……. الا انه كان يظن انها تخفي مشاعرها الحقيقية عنه …..لقد اعتقد ان خجلها هو ما كان يمنعها…لم يعتقد للحظة ان ما يمنعها شيئا اكبر منه ومنها ….شئ لن يستطيع هو التحكم به…….لن يستطيع هو ان يغيره……..انها المشاعر……الان فقد قد عرف ان مشاعره كانت تسلك الطريق الخاطئ…..لماذا سمح لنفسه بالانجراف الى هذه الدرجة…….لماذا جلب الشقاء الى قلبه ..لماذا كسره؟؟…….هل لأنه يحبها؟؟………..نعم…..انه حقا يحبها……في الحقيقة هو يعشقها……ولكن كان عليه التحكم بصورة اكبر به ……..لماذا يجلب كل هذه الالام اليه؟؟………..لماذا؟؟………لماذا؟؟………. ..تجمعت الدموع المريرة في عيناه……..قبل ان يجلس ارضا ………ليستند برأسه على باب الشقة ……..يرفع يده ليلمس قلبه …..يشعر بدقاته……..يشعر بالامه………..يتحسسه برفق…..تتقطر الدموع من بين مقلتيه………تتقطر ببطء……ثم يزداد معدل تقطرها………ثم تنهمر……اكثر…..واكثر..واكثر…..وهنا اختنق صوته بالبكاء……..فهو لم يعد قادرا على كبت صوت بكاءه…تحشرج صوته واجهش بالبكاء..ثنى ساقيه لتصبح ركبتاه ملامسة لصدره………رفع يداه الى وجهه ليمررها خلال خصلات شعره قبل ان يسقط برأسه فوق ركبتيه وهو يتمتم : ليه عملتي فيا كده يا سلمى؟؟………ليه كسرتيني ؟؟..ليه( وهنا اختنق صوته بالبكاء مجددا ……..ليدخل في نوبة اخرى من البكاء المرير)
لا يدري كم من الوقت مر عليه وهو على هذا الحال…….قبل ان يسمع دقات فوق باب شقته……….استند بيداه الى الحائط خلفه…….محاولا جاهدا ان يقف على ساقيه……..مسح دموعه المنهمرة بيداه المرتعشتان قبل ان يفتح الباب ليجدها واقفة امامه وعلامات التوتر والقلق فوق محياها…….وازداد قلقها عندما رأته في حالته تلك……اما هو فنظر في عيناها مباشرة محاولا كبت دموعه قبل ان يتمتم: خير؟؟
سلمى بقلق: سيف…..انت فيك حاجة غريبة
سيف مشيحا بوجهه متمتا بصوت مازال مختنقا من كثرة البكاء: لا……..ابدا…انا بس تعبان شوية
سلمى محاولة النظر الى وجهه: : طب بصلي
رفع سيف عيناه اليها………..ولكنه لم يستطع مواجهة نظرات عيناها القلقة فأخفضهما من جديد وهو يتمتم: عايزة ايه يا سلمى؟؟
سلمى : انا كنت عايزة اقولك……..كل سنة وانت طيب
نعم…………….كيف له ان ينسى………؟؟……..كيف له ان ينسى يوم ميلاده؟؟……….ولكنه بالتأكيد شيئا متوقعاا……ففي بداية اليوم كان يغفل عنه نتيجة لسعادته الكبيرة……اما الان فهو غافل تماما عنه …لانه لم يعد عيد ميلاده……..لقد اصبح يوم الامه واحزانه…….او انه سيصبح بعد هذا ذكرى وفاة قلبه وروحه……..
رد باقتضاب ودون النظر اليها: وانتى طيبة
سلمى مخرجة شيئا من حقيبة بلاستيكية كانت ممسكة بها: طب شوف انا جبتلك ايه؟؟
دقق سيف في الشئ بني اللون الذي اخرجته من الحقيبة…في حين تابعت هي بلهجة حاولت ان تبدو مرحة: دي كوفية ………..طول مانا في السكن كنت بشتغل فيها علشان اديهالك في اليوم ده………..شوف…..من نفس خيط الطاقية ……علشان تلبسهم مع بعض
نظر سيف الى الكوفية بعينان دامعتان…اما هي فتابعت وهى تمد يدها بها : ها…….شوفها وقوللي رأيك
اما سيف فقد ظل ناظرا الى الكوفيه في صمت…..فأقتربت منه سلمى لتضع الكوفيه حول رقبته وتعقدها…….وهى مازالت تمتدح فيها وفي مظهره بها .اما هو فكان شاردا في عالم اخر…..يشعر ان قشعريرة تسري في جسده……..تختلط انفاسه بأنفاسها……….يستنشق عطرها……فيغمض عيناه في الم قبل ان يصرخ بها وهو ينزع الكوفيه عنه : بس…كفاية…….الجو حر ومش طايقها………
اتسعت عينا سلمى في ذعر……لتعود الى الوراء بضعة خطوات…..وتنهمر من بين عيناها بعض العبرات الرقيقة ……قبل ان يجهش صوتها بالبكاء .فتشيح بوجهها عنه…وتركض مسرعة فوق الدرج ………تاركه اياه واقفا محدقا في ذهول………ينظر الى الكوفيه الملقاة ارضا…..غير مصدقا انه صاح بها….غير مصدقا انه كان السبب في انهمار دموعها الغالية……….هل اصبح اخيرا بهذه القسوة؟؟…….ماذا فعلت له تلك الصغيرة الجميلة؟؟…….هل اغضبته؟؟……هل جرحته؟؟………..هل احزنته؟؟……..نعم……ولكن ما ذنبها هى ان كانت لا تحبه؟؟…………لماذا يصرخ بوجهها هكذا؟ ………..هذا ما كان ينقصه لتزيد الامه……انحنى ببطء ليلتقط الكوفيه الصوفيه .قبل ان يرفعها الى فمه ليقبلها…..ويستنشق عبيرها ……بها نفس راحتها التى طالما عشقها………..دفن رأسه بها لتستقبل هي دموعه المنهمرة في صممت ………وهو يردد بصوت مبحوح: سامحيني يا سلمى……سامحيني يا حبيبتي
- بقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية هل من امان في بحور الاحزان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)