رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل العاشر 10 بقلم سارة الخولي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل العاشر 10 بقلم سارة الخولي
البارت العاشر
الحلقة 10
فتحت سلمى باب غرفتها ……..ليقع نظرها على مشهد كريم( اخيها الصغير )….يقف محاولا ربط حذاؤه
سلمى وهي تمسك به من الخلف لتدور به : كيمو حبيبي…..
ولكنها ما ان وضعته ارضا حتى هتفت: مالك يا حبيبي ؟؟…….زعلان ليه؟؟
كريم بحزن: مش عالف البت الكـسمة( اربط الجزمة)
سلمى مقلده نبرة صوته: مش عالف تلبت الكـسمة؟؟……بس كده؟؟…….تعالى يا سيدي وانا البطهالك……
وما ان ربطت له حذاؤه …..حتى فتحت ذراعاها وهي تقول: فين حضن سلمى حبيبتك بقى؟؟
تعلق كريم برقبتها وقبلها قبل ان يقول: شكلا يا سلمى
سلمى بمرح: يالهوي على حروفك البايظة؟؟………يابني انت عندك 6 سنين…….اتعلم بقى تنطق صح..بس قوللي بقىى……انت رايح على فين؟؟
هم كريم بالاجابة الا ان قطع صوته .صوت ناهد وهي تخرج من غرفتها تتثاءب وتقول: روحي يا سلمى اعمليلي كوباية شاي احسن الصداع هيفرتك دماغي
سلمى وهي تقف: انا اسفة يا طنط بس انا مستعجلة……ورايا امتحان
ناهد بغيظ: يعني واقفة من الصبح ترغي ولما اطلب منك حاجة لازم اسمع كلمة معلش مش هقدر
كانت سلمى معتادة على هذه المعاملة وهذا الكلام……لذا فهو لم يحرك بها شيئا عندما قالت: عن اذنك…انا لازم انزل حالا………
-استني يا سلمى
التفتت سلمى لتجد والدها يرتدي حذاؤه على عجل وهو يتابع: خدي كريم في ايدك وانتي نازلة
سلمى بسرعة: اخده فين يا بابا ؟؟……..انا ورايا امتحان
ناهد: اهو شوف بقى الكلام اللي يحرق الدم
فاروق: هدي اعصابك يا ناهد……….وانتي يا سلمى انا متأخر جدا على الشغل خديه وديه المدرسة
سلمى: ويروح ليه ؟؟……….ماهما خلاص خلصوا امتحانات
فاروق: يا سلمى ….المدرسة شغالة على النشاط الصيفي…….وهو بيحب يروح هناك
كريم: لا انا عايس اتفلج على التيفزيون
ناهد بحده: ماهناك فيه تليفزيون……روح اتفرج هناك …….انت بتعملي صداع بشقاوتك ومش بعرف اخد نفسي منك
اخفض كريم رأسه في حزن في حين ربتت سلمى فوق رأسه وهي تقول: خلاص هوصله في سكتي………تعالى يا كريم
امسكت بيده ……وفتحت الباب لتخرج وتغلقه وراءها في هدوء
ما ان خرجت حتى نظرت الى الاعلى قبل ان تقول: تعالى معايا يا كريم
كريم بملل: يوه بقى…….سيف تاني……..انا عايس انام
سلمى: يا حلاوتك……يعني هو انا اخداك على السرير احكيلك حدوتة……..مانت رايح المدرسة
كريم بسرعة: ايوة …..علسان انا بنام هناك
سلمى وهي تصعد: طب تعالى وانا هجيبلك مصاصة
كريم: لا انا عايس فار بزلومة
سلمى: فار بزلومة؟؟…….حاضر هجيبهولك…..بس تعالى معايا بقى
صعد كريم مع سلمى الى الاعلى……..لتدق هي الجرس بسرعة..وماهي الا دقيقة وفتح الباب ليظهر على عتبته شاب طويل القامة عريض المنكبين عسلي العينان اسود الشعر…….بملامح رجولية……..فأقل ما يقال عليه انه شاب شديد الوسامة……..يرتدي عباءة تصل الى ركبته
سلمى ببهجة: صباح الخير يا سيفو
سيف وهو يضم ياقه عباءته : يا اهلا يا اهلا………..ده ايه النور ده…..طب مش كنتي تدي كلاكس علشان البس حاجة عليها القيمة بدل من قميص خالتي نفسية ده
سلمى وهي تنظر الى العباءة: اه صحيح ايه ده؟؟……..هي فين باقيتها؟؟
سيف بأسي: دي حكاية طويلة يطول شرحها ……في ليلة غامقة اللون والريحة اتزنق العبد لله في حتة قماشة يمسح بيها الشقة…….قطعت حتة من العباية وقلت انها قديمة ومش هلبسها…….بس جه عليا الوقت اللى اتحوجتلها ولبستها
سلمى وهي تحاول كتمان ضحكاتها: طب ليه؟؟
سيف بسرعة: اصل كل هدومي في الغسيل…….والدولاب بيرفرف من الهو اللي هوا فيه
سلمى وهي تفتح حقيبتها: طب بس بقى انا مش فاضية للك بتاعك………..شوف انا عملتلك ايه( قالتها وهي تناوله طاقيه صوف)
سيف بذهول وهو يتناولها: الله حلوة…….بس مش هي دي اللي بدأتي فيها في اول الشتا وقلتيلي هعملها علشان تدفيك……والشتا خلص والصيف جه……..اعمل انا بيها ايه بقى؟؟…….اعملها مصيده للدبان؟؟
سلمى وهي تختطفها منه : طب هاتها…..والله ما تستاهلها
سيف بسرعة وهو يخطفها منها ويرتديها : لا لا ماتزعليش دي حلوة اوي والله …………ها ……شكلي ايه( قالها وهو يضع يده فوق وسطه)
لم تجب سلمى وانما ظلت تضحك ……..قبل ان تقول من وسط ضحكها: الله ……….شكلك بقى زي بابا جدو……
سيف وهو ينزعها في سرعة: بقى كده……..طب يالا امشي بقى …….
سلمى وهي مازالت تضحك: لا والله…..دي حلوة
سيف وكأنه قد تذكر شئ : قوليلي صح؟؟…………..انتي مش وراكي امتحان
سلمى وقد اتسعت عيناها في ذهول: اه صحيح يا خبر…….ده انا نسيت نفسي خالص
سيف بسرعة: استني انا هنزل اوصلك بالعجلة
سلمى بسرعة وهي تلتفت وراءها : لا انا عايز…(وهنا وجدت كريم جالسا عى الدرج مائلا برأسه على الحائط …فتمتمت :يا حبيبي)
سيف وهو يطل برأسه: ايه ده؟؟…هو كريم معاكي؟؟
سلمى وهي توقظ كريم: كريم…….قوم يا حبيبي .
كريم بصوت نائم وهو يفتح عينيه: قطة عايزة عيش فينو
سيف : يالهوي على اخوكي ……ده مفوت
سلمى بسرعة: معلش يا سيف انا لجنتي بعد نص ساعة بس…ممكن توصل كريم لمدرسته؟
سيف بسرعة وهو يحمله: مدرسة ايه؟؟…….ده الواد عايز ينام
سلمى: خلاص خليه نايم عندك …….احسن لو نزلته هيزعقوا ويقولوا بقى ماخدتوش ليه وانا اصلا متأخرة
سيف: خلاص……..انا هنيمه عندي حتى لو صحي تبقى فرصة علشان يتفرج عليا وانا بشرح
سلمى بخضة: ايه؟؟………..انت عندك جثة بتشرحها
سيف: جثة ايه بس؟؟……ده انا مش لاقي حاجة اطبق عليها الماده وعمال اشرح في المخدات…..بس من شوية لقيت صرصار ماشي على الحيطة قلت والله انت ابن حلال….ضربته بالشبشب وقاعد اشرح فيه دلوقتي
سلمى بضحك: طب بس بقى لا انت شكلك نستنى المنهج كله…….ربنا يستر………سلام
سيف بصوت عالى : هاتيلي عيش فينو وانتي جاية
سلمى: ليه؟؟
سيف: علشان نأكل القطة اللي في دماغ اخوكي
سلمى وهي تشيح بيدها : يا شيخ روح………سلام بقى وادعيلي ها
سيف: روحي يا سلمى الهي يوقفلك في كل حتة قفص كمثري
سلمى بصوت عالي من اسفل الدرج: سعتك على فكرة ولما ارجع هوريك
سيف وهو يدخل بسرعة ويغلق الباب: كويس انها قالت علشان الحق اهرب
****************
وضع سيف كريم فوق الفراش……..قبل ان يتركه ويهم بالخروج الا انه وقف فجأة امام المرأه وارتدي الطاقية ليبتسم قائلا: بابا جدو ها هاها ( ثم مالبث ان نزعها وهو يقول بجدية: ايه العبط اللي انا فيه ده؟؟………لما نطلع نشوف الصرصار قبل ما يفوق من الخبطة)
وعاد سيف لمتابعة مذاكرته………….
***************************************
بعد الامتحان
امنية بحنق: انا هموت من الغيظ………..الامتحان كان بشع
سلمى وهي تنظر الى الورقة: بالعكس ده كان حلو جدا
امنية بغيظ: يا سلام؟؟………انتي علطول شايفة الحياة بمبي كده؟؟
سلمى وهي تنظر اليها: مالك بس يا امنية..والله الامتحان كان كويس وكل الاسئلة من المنهج ومن العناوين الاساسية كمان
امنية وهي تنظر الى الورقة: طب السؤال التالت ده عملتيه ايه؟؟
سلمى وهي تنظر بدورها: وريني…..(ثم مالبث ان رفعت عيناها وهي تهتف: ايه يا امنية ده؟؟….ده السؤال ده انا لسه مجاوباكي عليه الصبح
امنية : يوووه…..نسيت…..بلا قرف…….انا خلاص تعبت…….بقولك ايه………تعالى ندخل نقعد في كافتيريا شوية……..نشرب حاجة
سلمى وهي تضع الورقة بحقيبتها: لا …….انا النهارده لازم اروح بدري……..علشان الحق انام شوية واصحى اذاكر للامتحان الجاي
امنية: ياستي ماهو لسه عليه 3 ايام
سلمى: برضه…….العلوم البيئية كبيرة مش صغيرة…….يالا نروح بقىى
امنية بملل: يالا
غادر الاثنان المدرسة………………..ليفترقا وتذهب كلا منهم الى منزلها
…………وما ان سارت سلمى بضعة خطوات حتى وجدت سيف امامها
سيف بسرعة: ها طمنيني عملتي ايه؟؟
سلمى متفاجئة: الحمد لله كان كويس اوي بس انت بتعمل ايه هنا؟؟
سيف: معلش يا سلمى انا كان لازم اعدي عليكي قبل ما اروح الشغل….
سلمى: ايه خير؟؟
سيف: لا اصل انا سبت كريم ادام التليفزيون……مارضيتش انزله علشان محدش يعرف انه كان عندي……..فروحي خديه من هناك بقى…..هو اصلا قال انا هستنى سلمى علشان مش بحب اقعد في البيت من غيرها
سلمى: يا حبيبي…..ماشي يا سيف…….شكرا كتير……روح بقى عشان ماتتأخرش على شغلك
سيف بسرعة: ماشي يا سلومتي……..قوليلي صح؟؟….مالقيتيش ولا قفص كمثرى النهاردة
سلمى وهي تضربه على كتفه: امشي يا سيف.امشي قبل ما اخنقك
قهقه سيف قبل ان يقول: ماشي يا باشا……انا همشي بس علشان انا معنديش غير رقبة واحدة لكن لو كان عندي واحدة تانية والله ماكنت اعزها عليكي وكنت سيبتك تخنقيها
سلمى بغيظ: بقى ده منظر واحد مستعجل ده؟؟
سيف وهو ينظر الي ساعته : يا نهار الوان
سلمى: ايه اتأخرت؟؟
سيف بخضة: لا العقرب الكبير بيزعق للصغير
سلمى وهي تضربه بحقيبتها: طب امشي بقى ……..امشي
سييف وهو يستقل دراجته: طبب سلام بقى علشان انا فعلا المفروض اني مستعجل يعني
استقل سيف دراجته في حين تابعته سلمى بابتسامة وهي تمتم : سلام
*****************************
دخل سيف الى احد المطاعم الفاخرة……..وتحديدا الى المطبخ……..ليجد الجميع وقد انهمكوا في تحضير الاطعمة
سيف بابتسامة مشعة: صباح الخير على الحلوين
مصطفى صديقه: قول مساء الخير…انت اتأخرت كده ليه؟؟….ده المدير كل شوية يجي يسأل عنك
سيف بمرح: ليه عايز يستلف مني فلوس؟؟…………..مش معايا فكة
مصطفي: يابني بطل هزار بقى…..انا بتكلم جد
سيف بسرعة وهو يضع يده على كتف مصطفى: بص يا عم بيتزا شاورما السجقي…….انا واحد ورايا دراسة…..ومش اي كلية….دي طب عفانا الله منها واياكم……..وانا امتحاناتي قربت…..بصحى بعد الفجر وافضل اذاكر لغاية ميعاد الشغل……وبفضل شغال لغاية باليل….يعني بدي الشغل وقت اكتر من المذاكرة وده ليه؟؟………علشان اقعد مع الزباين اأزأز لب واقشر سوداني ؟…………ده علشان اجيب فلوس يا حلو …..موني يعني…..موووووني
مصطفى بتهكم: موني…….؟؟………والله انا ماعارف انت بتعمل في نفسك كده ليه؟؟…..انت اغرب تركيبة شفتها على الاطلاق..الصبح دكتور وباليل شيف
سيف وهو يرتدي زيه : الله ينور عليك يا عم مصطفي………وعلى فكرة…بعد الحلاقة ببقى افتر شيف
لم يستطع مصطفى منع نفسه من الضحك..فهذا هو سيف………..يعمل على اسعاد كل من حوله .على الرغم من حجم الاعباء الكبيرة الملقاة على عاتقه
مر اليوم سريعا…………انهمك فيه كل من سيف ومصطفى واخرون في العمل الجاد والدؤوب
.
******************************
مساء في منزل خالد………….
رشا وهي تخرج من غرفتها: واد يا ايمن……….والله انت معندكش دم
ايمن وهو منشغل في لعبة من العاب الفيديو:ليه يا ماما؟؟
رشا وهي تغلق التلفاز وتهتف بغضب: يعني مش كفاية نيلت الدنيا في الامتحان…..كمان مفيش مذاكرة وقاعدلي جنب اللعب والقرف
ايمن بغيظ: يا ماما بقى……..مانا لسه مخلص مذاكرة
رشا: هو انت بتسمي النص ساعة دي مذاكرة………اتنيل يالا خش على اوضتك وكمل مذاكرتك
ايمن وهو يقوم ويشوح بيده: يوووه بقى دي مابقتش عيشة
خالد وهو يخرج من دورة المياه: ايه يا رشا ؟؟…صوتك واصل لاخر الشارع
رشا وهي ترتمي فوق المقعد وتمسك برأسها: الواد ده جنني خلاص…..مش متحمل المسئولية نهائي
خالد: والله دي غلطتك…انتى اللي دلعتيه
رشا: انت بتلومني انا؟؟…….ماتلوم نفسك كمان ……هو انا لوحدي اللي دلعته
خالد: بصراحة احنا الاتنين غلطانين اننا وافقنا ندخله علمي
رشا: ماهو مش فالح غير في الكلام….عايز ادخل طب زي سيف……قرفنا .قلت ندخله يمكن يفلح……بس لو فضل على الحال ده يبقى كويس لو لحق معهد سنتين
خالد وهو يقوم: بصراحة انا دماغي مش متحملة زعيق وشخط……..تصبحي على خير
وبدون كلمة اخرى دخل خالد في حين تمتمت رشا: وانت من اهله
وهنا جاء احمد يركض وهو يقول:ماما ماما شوفي كده الامتحان ده…صححهولي
رشا وهي تمسك كراسة الامتحانات وتطبع قبلة على خده : مفيش غيرك انت اللي مريحني يا احمد……حتى في الاجازة بتذاكر علشان تستعد للسنة الجديده…..
احمد: اه………انا عايز اكون دكتور زي سيف
تمتمت رشا في حنق: يادي سيف اللي قارفينا بيه…(ثم تابعت ولكن بابتسامة زائفة: طيب يا حبيبي شد حيلك علشان تبقى زيه)
احمد: طب صححيلي بقى الامتحان يا ماما
امسكت رشا بالقم وبدأت في تصحيح الامتحان لاحمد
**********************
في المساء دخل سيف شقته……..وما ان رأى ما امامه حتى اتسعت عيناه في ذهول…….كان المنزل نظيفا ومرتبا ……….يشع جمال وبهجة……هذه هي سلمى….لابد ان تنظف له منزله اذا تسنى لها ان تكون في المنزل وحدها………اقترب سيف من الطاولة ليزيح الغطاء ويجد تحته…….طعام كثير قد قامت سلمى بتحضيره كالعاده……..ابتسم في سرور وهو ينظر حوله ليتمتم : حبيبتي يا سلمى………ربنا ما يحرمني منك ابدا ويجعلك من نصيبي ..امين
وبدون كلمة اخرى جلس فوق المقعد لكي يتمتع بأطيب طعام من ايدي محبوبته الذي ينبض قلبه دائما باسمها ( سلمى)
مر اسبوعي الامتحانات سريعا…..وجاءت الاجازة لتمر هي ايضا على نفس المنوال……الى ان جاء هذا اليوم……….
بينما كان فاروق يستعد للصعود الى شقته ………..اذا بسيف يتجه بسرعة نحوه وهو يقول: استاذ فاروق
فاروق بسرعة وهو يلتفت اليه: اه اهلا ازيك يا سيف
سيف بسرعة وبنفس متتقطع: انا الحمد لله……سلمى عملت ايه؟؟
فاروق: عملت ايه في ايه؟؟
سيف ببديهية: في النتيجة…….الثانوية العامة نتيجتها ظهرت……
هم فاروق بقول شئ الا انه فوجئ بسلمى وهى تنزل في سرعة
فاروق: ايه يا نهلة؟؟…….خير؟؟
سلمى بلهفة: النتيجة ظهرت يا بابا …….لازم اروح المدرسة اشوفها
سيف بسرعة : لا خليكي هنا انا هروح اشوفهالك………انتي رقم جلوسك كام
سلمى بسرعة: 4625
سيف وبعد ان ردد الرقم في سره: خلاص انا هروح اشوفها
وبدون كلمة اخرى استقل سيف دراجته وانطلق بها الى مدرسة سلمى
فاروق بابتسامة واسعة: ربنا يحميك يا سيف……..طول عمره راجل
سلمى بقلق: انا خايفة اوي يا بابا
فاروق وهو يطبع قبلة فوق جبهتها: ماتخفيش يا حبيبتي…انتي شاطرة وان شاء الله هتجيبي احلى مجموع
سلمى : يارب
وضع فاروق يده فوق كتفها وهو يقول: يالا نطلع فوق بقى…..
وبدون كلمة اخرى صعدت سلمى برفقة والدها……..وما ان دخلا الى المنزل …….حتى وجدا ناهد وقد امسكت بالهاتف وهي تقول: اهي جت اهي
ثم تابعت وهي تنظر الى سلمى: صاحبتك على التليفون…..ادخلي كلميها من جوة
سلمى بسرعة وهي تركض الى الداخل: حاضر….ثم تابعت بصوت عالي: حطي السماعة يا طنط
اغلقت ناهد الخط في حين وضعت سلمى السماعة فوق اذنها وهي تقول: الو
امنية بسرعة: ها عملتي ايه؟؟
سلمى: لسه النتيجة سيف بيجبهالي……….انتي عملتي ايه؟؟
امنية بسعاده : الحمد لله 73%…….
سلمى وبعد ان بلعت ريقها: اه ….كويس
امنية: شكل نتيجتى كده مش عاجباكي
سلمى : لا ابدا ده حلو جدا
امنية : بصي انا اصلا النتيجة ماتفرقش معايا……اصلي كده كده عايزة اي كلية 4 سنين واخلص….اداب بقى تجارة مش فارقة…..ولو مجموعي ماجبش ادخل انتساب ……..يعني السكك ادامي مفتوحة على الاخر
سلمى: ربنا يوفقنا كلنا
امنية : المهم……….انا عازماكي النهارده على عيد ميلادي
سلمى : ايه ده؟؟…….هو النهارده؟؟
امنية: لا ده بعد 3 ايام بس احنا مسافرين مصيف فبابا هيعملهولي النهارده
سلمى: واشمعني يعني ؟؟……….انتى اول مرة تعملي اعياد ميلاد
امنية: يا ستي مزاجي…….بابا قاللي بمناسبة نجاحك كمان
سلمى: طيب هشوف…..هستأذن بابا وابلغك
امنية: علشان خاطري يا سلمى اوعي ماتجيش….ده انا صاحبتك
سلمى : لا ان شاء الله هاجي
امنية: طب سلام بقى علشان الحق اروح احضر الحاجات بتاعة الحفلة
سلمى: سلام
************************************
خرجت سلمى لتجد فاروق جالسا مع ناهد ……….وقد انهمكا في تبادل الاحاديث في حين كان كريم جالسا ارضا لمتابعة احد الافلام الكرتونية
سلمى وهي تتجه للجلوس بقربهم: باباا…امنية عازماني النهارده على عيد ميلادها.بعد اذنك ممكن اروح؟؟
فاروق: هتعمله فين؟؟
سلمى بسرعة: عندها في البيت
ناهد بشئ من الحده: يارواقتك يا شيخة……..لسه معرفتش نتيجتها..وبتفكر في اعياد ميلاد
رمقها فاروق بنظرة نارية ……..اما سلمى فتجاهلت كلام ناهد تماما وهي تقول: ها يا بابا…..ايه رأيك .؟؟….اروح ولا لا
فاروق مفكرا: مممم…..روحي بس بشرط
سلمى بلهفة : ايه؟؟
فاروق: هتاخدي كريم معاكي………ومش هتتأخري عن الساعة 9………..حلو كده؟؟
سلمى وهي تقوم بسرعة لتطبع قبلة فوق وجنته: ربنا يخليك ليا يا احلى بابا في الدنيا
ثم تابعت وهي تركض الى حجرتها: هروح ابلغ امنية بقى
ناهد بحنق: انت مدلع بنتك اوي
فاروق بنبرة حزن: سلمى اتحرمت من امها وهي صغيرة……اتجرحت كتير وتعبت كتير …..هيبقى حرام عليا لو خنقتها كمان بمنعها من الخروج
ناهد: بس على الاقل اعرف الاول نتيجتها.مايمكن تجيب نتيجة وحشة وتبقى ماتستهلش انها تخرج
فاروق بثقة: لا ان شاء الله بنتي هتجيب احلى مجموع…….بنتي شاطرة وانا واثق من كده
ناهد بحنق خافت: والله مانا عارفة اخرتها معاكوا ايه……….(ثم عادت لتتابع بصوت عالى: واد يا كريم…..اقفل بقى التلفزيون ده وجعتلي دماغي)
كريم برجاء: يا ماما هسوف اخر حتة بس
ناهد بحدة: انا قلتلك اقفل يبقى تقفل
فاروق بغيظ: فيه ايه يا ناهد؟؟……..ماتسيبي الواد يتفرج
ناهد بصوت عالى: ماهو انت عندك حق تقول كده…مانت مش مرزوع معاه طول النهار تستحمل عياطه ودوشته
فاروق: والله انا شايف ان كريم هادي جدا…
ناهد بتهكم: هادي؟؟………ده متهيألك……………ثم تابعت وهي تنظر الى كريم مرة اخرى: انت سمعت انا قلت ايه؟؟
فاروق بسرعة: خليك يا حبيبي قاعد…..بس وطي التليفزيون شوية
ناهد بحنق: انت كمان بتعصي الواد عليا…….؟؟..طيب انا سيبالكو القاعده باللي فيها وداخلة جوة
بدون كلمة اضافية …….قامت ناهد في حين ظل فاروق مع كريم ليقول: تعالى يا حبيبي اقعد جنبي…..
اسرع كريم بالجلوس بجانب والده في حين وضع هو يده فوق كتفه وهو يقول: ها بقى؟؟…….بتتفرج على ايه؟؟
كريم : بتفلج على عقلة الاسبع والاكـسام السبعة
فاروق: ماشاء الله………هو عقلة الاصبع بقى مع الاقزام السبعة في كرتون واحد….؟؟…طب والله كويس
وظل الاثنان امام التلفاز لمتابعة كرتون ( اليس في بلاد العجايب)………..يعني لا اقزام ولا يحزنون:icon_mrgreen:
وفجأة دق جرس الباب….
فاروق: روح يا كريم شوف مين
اسرع كريم ليفتح الباب و: سييييييف……وحستني
سيف وهو يحمله: وانت وحستنى اكتر من البيض بالبسطرمة
ضحك كريم في حين تابع سيف وهو ينزله: السلام عليكم…….
فاروق وهو يقوم بسرعة: وعليكم السلام……….ها يا سيف ؟؟……..سلمى عملت ايه؟؟
هم سيف بالرد الا ان قاطعه خروج سلمى وعلامات القلق على وجهها وهي تهتف: ها يا سيف؟؟………ايه الاخبار؟؟
سيف بتردد: النتيجة …………النتيجة
سلمى وفاروق بنفاذ صبر: هاااااااا
سيف : 95%
هتفت سلمى : ايه؟؟……….95%؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟…..متأكد……؟؟؟؟؟
سيف: اه والله ……….حتى لو مش مصدقاني ……..عادي يعني ولا تقدري تعملي حاجة
ضحكت سلمى وهي تقول: انا مش مصدقة
فاروق بسعاده تغمره: ياما انت كريم يا رب……..تعالى ياحبيبة بابا في حضني يالا
اسرعت سلمى …….لترتمي بجسدها بين ذراعي والدها………في حين نظر سيف لهذا المشهد بشرود…..كم كان يتمنى ان تكون سلمى في احضانه هو ……اااااه……..كم يرغب في ان يختطفها الان الى جزيرة نائية ليس بها اي فرد سواهما….بها البحر الازرق واالاشجار الخضراء…….والسماء الصافيه……..والشمس التي بدأت تتوارى وراء الغيوم في خجل ……..لترسل بعض الاشعة الصفراء الرقيقة فتتخلل الاشجار وتضفي عليها جمالا فوق جمالها……….يتمدد على الرمال ……ليضم سلمى على صدره…….ويتخلل بيده عبر خصلات شعرها الحريري…….يتحدث اليها بهمسات رقيقة ……كل ما يستطيع قوله متاح ………..فيعبر لها عن كل ما يختلج قلبه من مشاعر ……….يتحدث ويتحدث ويتحدث…….الى ان تنام فوق صدره وتغلق عيناها الجميلتان……..فينظر الى وجهها المضئ الجميل………..فيطبع قبلة على جبينها ……….ثم على ……..
-ايه رأيك يا سيف؟؟
قطعت جملة سلمى شروده فقال بتوتر: ها؟؟……….قلتي حاجة؟؟
سلمى: لا ده انت شكلك مش مركز خالص معانا
سيف: معلش والله مخدش بالي.خير؟؟
سلمى: بابا عايزك تيجي معايا عيد الميلاد
سيف بتعجب: عيد ميلاد ايه؟؟
فاروق: لا ده انت كنت فاصل من الاول خالص
سلمى: عيد ميلاد امنية صاحبتي
فاروق: معلش يا سيف…….انا خايف على سلمى من الرجوع لوحدها باليل
سلمى: الساعة 9 مش باليل يا بابا
فاروق: برضه…….انا بصراحة بتطمن عليكي مع سيف ……..يعني لو اي حد ضايقك ولا حاجة كريم مش هيعرف يتصرف
سلمى : يا بابا ده عيد ميلاد مين هيضايقني؟؟
سيف: ايه يا سلمى؟؟..انتي مش عايزاني اجي معاكي ولا ايه؟؟
سلمى بسرعة: لا يا سيف ابدا…….انا بس بطمن بابا يعني ان ان شاء الله مفيش حاجة هتحصل……(ثم تابعت وهي تنظر الى فاروق: وعموما …..خلاص انا هروح مع سيف وكريم)
سيف بجدية: بس انا مش عايز اروح معاكي
سلمى ببهوت : ايه؟؟
سيف: اه علشان انتي اللي هتروحي معايا……
فاروق بضحك: اهو ده اللي بيعجبني فيك يا سف.بحسك علطول شخصية قيادية كده
سيف بخجل: ربنا يكرمك يا عمي
سلمى: ايه ده ايه ده ؟؟……….جديده كلمة عمي دي
فاروق : خلاص يا سيف..انا بعتبرك زي ابني واخو سلمى الكبير.فمش هوصيك عليها بقى
سيف: في عنيا يا عمي
سلمى: عمي تاني؟؟
سيف : اسكتى بقى؟؟……اشمعنى الكلمة دي اللي ماسكة فيها؟؟
سلمى متصنعة الغضب: بقى كده؟؟…….ماشي
سيف : خلاص بقى …….هعدي عليكي الساعة 7……….كويس كده
سلمى: ايوة كويس
سيف: طيب……….مع السلامة بقى علشان الحق اطلع اريح
سلمى وفاروق: مع السلامة
خرج سيف في حين اغلقت سلمى الباب…….
فاروق: ها يا سلمى؟؟……نفسك تدخلي ايه؟؟
سلمى بسعاده: ودي عايزة كلام؟؟………..اعلام طبعا
فاروق بسعاده: ربنا يحميكي يا حبيبتي
******************************
في المساء استعدت سلمى للذهاب الى الحفلة…..فارتدت سروال ابيض اللون……مع بلوزة حمراء واسعة الاكمام وقد وضعت عليهاحزاما عريضا من الابيض المفضض……ورفعت شعرها الى الوراء لتنسدل منه بعض الخصلات الرقيقة فوق وجهها ليضيفه جمال………………كانت رقيقة ….بسيطة ……بريئة ………جميلة
دق جرس الباب لتسرع لفتحه وهي تقول: ايه يا سيف اتأخرت كده ليه؟؟
سيف وهو ينظر الى نفسه: معلش بقى عقبال ما لقيت شراب يمشي لونه مع الحزام…..
سلمى : نعم؟؟……….شراب وحزام؟؟……..هو مين اللي هياخد باله من الشراب والحزام……ده انت حتى لابس تيشيرت والحزام مش باين
(كان سيف يرتدي تي شيرت رمادى اللون…….مع سروال جينز ازرق وقد اعاد شعره الحريري الى الوراء)
سيف: شوفتي اهو انت كده اللي هتعطلينا….فين كريم؟؟
سلمى وهي تنظر الى كريم الممدد فوق الاريكة: يا حبيبي …..ده نام
سيف: اخوكي ده انتوا بتأكلوه فسيخ كل يوم؟؟……………..هو علطول نايم كده
سلمى متصنعة الغضب: ماتتريقش على اخويا
سيف: خلاص خلاص…..روحي صحيه
سلمى وهي توقظ كريم: كريم……..قوم يا حبيبي ……..يالا
كريم بصوت نائم: قطة نطت على الاكل ووقعته
سيف: يادي القطط الىى معششة في دماغ اخوكي……ابقوا هاتوله قطة يربيها احسن يتجنن ولا ينحرف
سلمى: يووووه….الواد مش راضي يصحى………احنا كده هنتأخر
سيف وهو يدخل: استني ..انا هشيله
حمل سيف كريم ………وهو يقول: يالا بينا
خرج سيف وتبعته سلمى لتغلق الباب وراءها في هدوء
سيف بانبهار: ايه ده؟؟………ايه الشياكة والجمال ده؟؟
سلمى وهي تعدل من هندامها: يا سلام……انت لسه فاكر؟؟
سيف: لا انا واخد بالي من زمان على فكرة……بس كنت مستنى نبقى في مكان شاعري علشان اقولك
سلمى وهي تنظر حولها: هنا؟؟……..هو السلم بقى مكان شاعري؟؟
سيف: ياستي هاتي كوبايى مية نفضيها هنا….على شوية رمل من الشارع….ونتخيله بحر
سلمى بضحك: طب يالا يالا احسن هنتأخر
سيف وهو ينزل: بس فكرة حلوة والله……..
نزل الاثنان …….ليوقف سيف سيارة اجرة ويستقلها مع سلمى وكريم……..لتنطلق بهم الى الحفلة……..ترى ما الذي سيحدث بها؟؟
- بقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية هل من امان في بحور الاحزان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)