رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل التاسع 9 بقلم سارة الخولي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل التاسع 9 بقلم سارة الخولي
البارت التاسع
الحلقة 9
فتح سيف عيناه ………ليجد كل ما امامه باهتا مهزوزا…….اغمض عيناه ليفتحها من جديد…….وهنا تبين وجه احدهم……حاول ان يغمض عيناه ويفتحهم من جديد ……ليتبين هذا الوجه جيدا…انه وجه تلك الفتاة الرقيقة التي تعلق قلبه بها……..
سيف بصوت منهك: سلمى
سلمى بعينان دامعتان: ايوة يا سيف…….انا جنبك هنا اهو
اغمض سيف عيناه من جديد لتنهمر منها بعض العبرات الساخنة…….فمدت سلمى يدها بسرعة لتمسحها من فوق وجنته
ماجدة وهي تقترب منه وتتمتم في خفوت: الف سلامة عليك يا سيف
سيف وقد بدا انه لم ينتبه لوجود ماجده فتمتم : هو ايه اللي حصللي؟
سلمى بسرعة: انت دخت ووقعت في الشارع…….وفيه ناس من الشارع طلعوك للبيت
هم سيف بالرد الا ان قاطعه صوت سالم وهو يدخل ويهتف بلهفة: خير؟؟………ايه اللي حصل لسيف؟؟
سيف بصوت منهك: انا كويس يا عمو
سالم: امال ايه اللي انا سمعته ده؟؟
سيف مشيحا بوجهه: لو سمحتم ممكن تسيبوني لوحدى؟؟
سالم وقد تبادل مع ماجدة نظرة قلقة قبل ان يتمتم: يالا يا ماجده……..تعالي علشان نسيبه يرتاح.
خرج سالم وماجده في حين اتجهت سلمى الى المنضده لتتناول شيئا قد تم تغطيته باحكام …….واتجهت الى سيف وهي تتمتم: انا عملتلك المكرونة دي يا سيف……بابا علمني طريقتها وبقيت بعرف اعملها…….يارب تعجبك
سيف بابتسامة منهكة حزينة: اكيد هتعجني……بس هتعجبني اكتر لو كلتي معايا
سلمى وهي تزيل الغطاء عن المكرونة بسرعة: حاضر…….انا حتى جعانة خالص ومافطرتش
تناولت سلمى المعلقة لتتناول البعض منها وتبدأ في اطعام سيف ……
سلمى: ها ……ايه رأيك؟؟
سيف من بين دموع قد بدأت في الانهمار: جميلة……..ربنا يخليكي ليا يا سلمى
سلمى وهي تبكي بدورها: خلاص ماتزعلش بقى يا سيف…….طيب انا كمان زيك وانت اللى كنت بتسكتني وتضحكني……..ليه بتعيط دلوقتي
سيف وهو يمسح دموعه: انا مش بعيط على نفسي………انا بعيط على …………على نفسي يا سلمى……برضه بعيط على نفسي…….بس غصب عني……….هتوحشني اوي
سلمى وهي تربت فوق كتفه: معلش يا سيف………ماتزعلش……انا هفضل معاك علطول ……انا هعملك كل حاجة انت عايزها
سيف وهو يتحسس شعرها: ربنا يخليكي ليا ……….انا فعلا عايزك جنبى علطول…….ماما كانت بتحبك زي بنتها بالظبط
سلمى بسرعة: خلاص يبقى احنا اخوات…….ماتزعلش بقى…….انا خلاص من النهارده اختك
سيف بانهاك متجاهلا كلمتها الاخيرة: طيب ممكن تأكليني معلقة تانية؟؟
سلمى بسرعة: حاضر…………..
وبدأت سلمى في اطعامه من جديد…..واخذت تتبادل معه اطراف الحديث……..لكي تخرجه من احزانه…….وقد حاول هو جاهدا ان يخفي احزانه بداخل قلبه ولا يظهرها للعيان ………فقد حاول جاهدا ان يبتسم في وجه سلمى ……لكي يشعرها بمدى تأثيرها عليه…….ولكن الحقيقة……..انه يعيش بقلب مكلوم ….ونفس يائسة …..وروح منكسرة …….وعقل مازال غير مصدقا ما حدث له
سلمى : بالهنا والشفا يا سيف….تحب اعملك طبق مكرونة زي ده كل يوم؟؟
سيف محاولا السيطرة على عبراته: ياريت………..بس دلوقتي انزلي بقى علشان انتي اتأخرتي
سلمى بسرعة وهي تلملم اشياءها بداخل الكيس: حاضر….(ثم تابعت وهي تنظر الى سيف: هبقى اطلع اتطمن عليك بكرة……ماشي؟؟)
اومأ سيف برأسه ………بينما تابعت سلمى: يالا …….مع السلامة
دون كلمة اخرى خرجت سلمى…….وما ان سمع سيف صوت انغلاق باب الشة……..حتى تجمعت الدموع بداخل مقلتيه …لتنهمر منه العبرات المريرة………قبل ان يتمتم: ربنا يرحمك يا امي…….كنتى اطيب واحن ام في الدنيا ………..
تمدد سيف فوق فراشه واحكم الغطاء فوقه …….قبل ان يتمتم بخفوت: يارب صبرني وهون عليا
وبهدوء يغلق عيناه ليذهب في نوم هادئ……….
*****************
في مساء احد الايام ……..دخل خالد الى منزله متعبا ليرتمي فوق اقرب مقعد يجده……..
رشا وهي تخرج من المطبخ وتجلس بجواره: ها؟؟…….عملت ايه؟؟
خالد بنبرة حزينة: أمه ميتة من اسبوعين بس تشوفيه تقولي انها لسه ميتة النهارده
رشا: انا مش بتكلم عن حاله……انا بسألك عملت ايه معاه؟؟…….اديتله الفلوس؟؟
خالد: لا ….. بيقول انه معاه ومش محتاج
رشا بتلقائية: احسن
رمقها خالد بنظرة نارية .لتتابع هي في توتر: انا قصدي يعني انه لازم يعتمد على نفسه….هو كبير مش صغير لدرجة انك تساعده بفلوس…….المفروض يشتغل ويصرف على نفسه
خالد: انتى اتهبلتي؟؟…..يشتغل ايه؟؟…..طب ودراسته؟؟…….دي امتحاناته بعد اسبوع واحد
رشا بتعجب: ايه ده؟؟……….طالما مش هيشتغل يبقى بيجيب الفلوس منين؟؟
خالد: بيقول ان نهلة سايباله دهب بيبيع منه ويصرف على نفسه
رشا: طيب ولما الدهب يخلص
خالد: معرفش بقى……..بس المفروض اساعده ومتهيألي وقتها مش هيرفض
رشا بحدة: برضه؟؟…..مش رفض الفلوس وخلاص؟؟
خالد بحدة مماثلة: يعني عايزاني اشوفه على الحال ده وماساعدوش؟؟
رشا بحنق: ومين قالك انك مش بتساعده؟؟…..مانت سايبله الشقة اهو يبرطع فيها
خالد: اعوذ بالله منك …….انتي كمان مش عايزاني اسيبله الشقة؟؟…..ده ابن اختي……فاهمة يعني ايه؟؟…….يعني من لحمي ومن دمي
رشا متصنعة البراءة: يا خالد انا ماقولتش حاجة……بس انا مش عايزاك تغصب عليه……طالما رفض ياخد الفلوس خلاص يبقى ماتعرضش عليه تاني وهو لو خلاص السكك اتقفلت في وشه اكيد هيجي بنفسه ويطلب
خالد: لا ……انا عارف سيف……..ده ممكن يشتغل ولا انه يطلب مني حاجة
رشاوهي تقوم:…….هنشوف…..وبكرة تقول رشا قالت
وبدون كلمة اضافية دخلت رشا الى المطبخ……..تاركة خالد يتمتم : الله يرحمك يا نهلة ……..كنتى بلسم تتحطي على الجرح يبرد……..(ثم اطلق تنهيده تابع بعدها: سامحيني يا حبيبتي……موتتي وفارقتينا من غير حتى ما اودعك……..سامحيني)
وهنا تجمعت بعض العبرات بداخل عيناه………ليغمضهما ويستسلم لها في هدوء………………
******************************
كانت سلمى تستعدللذهاب الى الامتحان…….عندما سمعت دقات جرس الباب فأسرعت لتفتح وتهتف: سيف؟؟……..ايه اللي مصحيك بدري كده؟؟
سيف: انتي مش وراكي امتحان النهاردة؟؟
سلمى بسرعة: اه
سيف: طيب يالا علشان اوصلك
سلمى بسعاده وهي تصفق بحماس: ايه ده؟؟…….بجد هتوصلني؟؟
سيف: طبعا..هو معقولة يعني اسيبك تروحيي الامتحان وحدك؟؟
سلمى: طيب ممكن تستناني بس عقبال ما اسرح شعري واعمل سندويتش افطر بيه ؟
سيف وهو ينظر في الداخل: ليه؟؟……هو مفيش حد يعملك حاجتك
مطت سلمى شفتيها وكـسا الحزن وجهها وهي تتمتم: لا…….بابا في الشغل وطنط ناهد نايمة
سيف بحده: نايمة؟؟؟…………مش تصحى تجهزلك حاجتك……..هي متعرفش ان النهاردة وراكي امتحان ولا ايه
سلمى:اه عارفة……..ثم تابعت :معلش يا سيف انا هدخل بس اسرح شعري احسن اتأخر
سيف وهو يدخل: طيب روحي اتسرحي عقبال ما اعملك سندويتش
سلمى وهي تركض الى حجرتها: شكرا يا سيف
اتجه سيف الى المطبخ لتحضير بعض السندويتشات لسلمى..وخلال دقائق كان الاثنان فوق الدراجة لتنطلق بهما الى المدرسة مباشرة
وامام المدرسة….
سيف: ها يا سلمى؟؟………..جاهزة للامتحان؟؟
سلمى بتوتر: اه جاهزة ….بس خايفة اوي
سيف: ماتخافيش…….بس اقري قران قبل ما تحلي
سلمى: ادعيلي يا سيف
سيف بابتسامة هادئة: ربنا يوفقك يا احلى سلمى في الدنيا
ابتسمت سلمى في خجل قبل ان تنتبه فجأة لتقول: انا هدخل بقى احسن اللجنة تبدأ
سيف: هتطلعي امتي؟؟
سلمى: الساعة 12
سيف: لو طلعتي ومالاقيتنيش اقفي استنيني ماتروحيش في حتة
سلمى بسعاده: حاضر
سيف مشيرا بيده: يالا اطلعي بقى
سلمى بسرعة : حاضر
وبدون كلمة اضافية ركضت سلمى الى داخل المدرسة لتلتفت اليه من جديد وتلوح بيدها له ليبادلها هو السلام…….فتدير ظهرها من جديد وتذهب الى لجنتها……وينطلق سيف بدراجته الى المنزل
***************************
دخلت سلمى الى فصلها وهو لجنتها ايضا……….واول ما يلفت نظرها هذا المشهد………امنية جالسة وممسكة باحدى الكتب الخارجية وتبكي بشده وقد انشغل عنها الجميع بمراجعة دروسهم……
اقتربت منها سلمى ببطء لتتمتم: مالك يا امنية؟
امنية بصوت باكي: نسيت اذاكر درس ( درس قراءه مهم)…………نسيته خالص والبنات بيقولوا ان الاستاذ هيجيبه في الامتحان
سلمى وهي تنظر الى ساعتها: ماتزعليش..لسه فاضل ربع ساعة…….انا هقولك معاني الكلمات المهمة اللي ممكن تيجي وهشرحولك علشان تفهمي الاسئلة
امنية بنبرة الغير مصدق: بجد هتعملي كده؟؟……
سلمى: ايوة……..بس بسرعة بقى احسن الوقت يجري
وخلال الربع ساعة كانت سلمى قد ادخلت الدرس بالكامل في ذهن امنيه …….وما ساعدها على ذلك اتسام امنية بسرعة البديهة والذكاء….فتأخرها الدراسي بسبب الاستهتار ليس الا……..
المدرس وهو يضع الاوراق امامه فوق المنضده: كل واحده على مكانها علشان نوزع الورق يالا
قامت سلمى في حين امسكت امنيه بيدها وهي تقول: انا متشكرة اوي يا سلمى
سلمى بابتسامة هادئة: العفو يا امنية…..ده احنا اصحاب
ذهبت سلمى الى مكانها……….في حين بدء المدرس في توزيع الاوراق……..
وبعد الامتحان
امنية بسعادة وهي تتجه للجلوس بجانب سلمى: انا مبسوطة اوي يا سلمى
سلمى: حليتي كويس؟؟
امنية: اه طبعا…..ودرس القراءءة ماغلطش فيه ولا غلطة…..ده كل الكلمات اللي كانت موجودة والاسئلة انتى قلتهالي……..لا بجد انا فرحانة بيكي جدا وبحبك جدا
سلمى بهدوء: الحمد لله ان انتي عرفتي تحلي
امنية بنبرة حزينة: انا اسفة يا سلمى…..انا عارفة اني طول عمري كنت مش بحبك……بس والله انتي احلى واحدة في الدنيا…..عارفة اني ياما ضايقتك…..حتى اخواتي انا اللي قلتلهم عليكي…..ممكن تسامحيني لو قلتلك انا اسفة؟؟
سلممى بابتسمة هادئة: طبعا مسامحاكي يا امنية…..انا ماحبش حد يزعل مني…..ولا احب ازعل من حد…….ونفسي نبقى اصحاب جدا……..ايه رأيك؟؟
لفت امنية يدها حول رقبة سلمى وهي تهتف بسعاده: انتي بجد احلى سلمى في الدنيا…..(ثم مدت يدها مصافحة لتقول: خلاص ؟؟……..اصحاب؟؟
صافحتها سلمي بدورها وهي تقول بسعاده: اصحاب
-كله على مكانه يالا علشان نوزع ورق الامتحان…….قال امتحان خط قال….بلا نيلة ده انتوا خطكوا عايز عدسة مترجمة مش مكبرة
امنية وهي تقوم: انا هروح اقعد في مكاني……بس ماتنزليش لوحدك……استنيني ….ماشي؟؟
سلمى: ماشي….هستناكي
ذهبت امنية الى مكانها في حين بدء المدرس في توزيع الورق بهدوء
**********************************
في احد المكاتب كانت ناهد تجلس وقد بلغ قلقها ذروته………نظرت في ساعتها…..وفجأة فتح الباب ليظهر احدهم على عتبته……….
ناهد وهي تقوم بسرعة: خير يا دكتور……..طمني
الطبيب وهو يجلس ويراجع بعض الاوراق: انا مستغرب ……حضرتك عملتي تحاليل ليه؟؟
ناهد بحزن: ماحضرتك عارف……..انا عندي مشكلة في الانجاب ……..وبصراحة انا نفسي اخلف.ماكنتش هقدر استني كتير لان العمر بيجري واي تأخير ممكن يهدد قدرتي على الانجاب …….
الطبيب وهو ينظر الى التحاليل: غريبة…….طب ازاي عندك مشاكل وانتي حامل بالفعل؟
اتسعت عينا ناهد في ذهول وتمتمت ببهوت: حضرتك………حضرتك قلت ايه؟؟
الطبيب بابتسامة هادئة: اللي حضرتك سمعتيه………..حضرتك حامل في حوالي اسبوعين
ناهد ببهوت: انا مش مصدقة………ده انا متجوزة من اسبوعين
الطبيب: ماشاء الله ……….امال امتى شكيتي انك مابتخلفيش…….لما انتي حملتي من اول يوم
ناهد بغصة في حلقها: لا ماهو انا كنت متجوزة واتطلقت بالسبب ده………..(ثم عادت لتهتف: بس حضرتك بجد وحقيقي اللي بتقوله؟؟…….انا فعلا حامل؟؟)
الطبيب: عيب يا مدام ناهد……..ماتنسيش ان حضرتك بتكلمي دكتور
ناهد من بين دموع السعاده: انا مش مصدقة……..والله مش مصدقة اي كلمة
الطبيب: ده كرم ربنا كبير اوي……..
ناهد بابتهال: الحمد لله ……..الحمدلله
الطبيب:حضرتك انا هكتبلك على كالسيوم تاخدى منه حبة كل يوم…….وبعد اسبوع تبدأى في الحديد ..تمام؟؟
ناهد وهي تمسح دموع الفرحة: تمام
الطبيب مناولا الروشتة لناهد: والف مبروك يا مدام
تناولت ناهد الروشتة بيد مرتعشة وقامت ……وهي تتمتم بخفوت: شكرا يا دكتور
الطبيب: العفو على ايه
خرجت ناهد وهي غير مصدقة ما سمعته منذ قليل……..هل حلمها في الانجاب اصبح حقيقة؟؟……..هل ستصبح اما ؟؟…..اذا لم يكن لديها اي مشاكل…….اذا فلماذا طلقها زوجها…..ولكن ……….فلتنسي كل الاحزان الان …..فهذا وقت الفرح….
امام مدرسة الهدى كانت سلمى تقف مع امنية……..تبادلها الحديث تارة وتنظر الى ساعتها تارة
امنية: ماتروحي وخلاص……هو انتي لازم تستنيه؟؟
سلمى : اه لازم…….هو قاللي كده ولو مشيت هيزعل مني
امنية: ما يزعل ……هو كان اخوكي يعني؟؟
شعرت سلمى بالحنق …..وهمت بالرد عليها الا انها قطعت صوتها وهي تهتف بسعادة: اهو جه
التفتت امنية الى حيث تشير سلمى قبل ان تتسع عيناها وهي تقول: ايه ده؟؟…..مش ده الواد الل……..
-السلام عليكم…….
سلمى بسرعة: ازيك يا سيف؟؟…….اتأخرت كده ليه؟؟
سيف: معلش يا سلمى اصلي وقعت بالعجلة واتعورت
سلمى بخضة: ايه؟؟………اتعورت فين.؟؟
سيف بسرعة: لا عادي جرح بسيط……..المهم انتي عملتي ايه؟
سلمى بسعاده: حليت كله صح
سيف بابتسامة واسعة: برافو عليكي……يالا اركبي
سلمى وهي تشير الى امنية: طب مش تسلم على صحبتي الاول
سيف وهو يمد يده مصافحا: اه مخدش بالي ……..ثم صمت فجأة ليتابع بعدها : انا شفتك قبل كده فين؟؟
امنية بسرعة: انا صاحبة سلمى في الفصل……..(ثم تابعت وهي تنظر الى سلمى: سلام يا سلمى احسن بابا جه ياخدني)
وبدون كلمة اخرى ركضت امنية الى احدى السيارات الواقفة لتستقلها وتنطلق بها بسرعة
سيف : البت دي انا شفتها في حتة
سلمى وهي تستقل الدراجة خلفه: دي امنية اخت الولاد اللي انت اتخانقت معاهم قبل كده
سيف وقد بدأ السير بالدراجة: اه صح……بس ايه اللي وقفك معاها؟
سلمى: انا هقولك
وبدأت سلمى في سرد تفاصيل ما حدث لسيف
…………
وبعد ان وصلا الى المنزل………
سلمى: ايه مش هتطلع؟؟
سيف: لا ….ورايا مشوار مهم
سلمى: مشوار ايه ده؟؟
سيف وبعد ان اطلق تنهيده: لازم اروح ادور على شغل
سلمى بذهول: ايه؟؟…….تشتغل ؟؟…….انت لسه صغير ……وبعدين انت امتحاناتك قربت
سيف بتردد: لا …مانا مش هكمل دراستي
سلمى غير مصدقة ما تسمعه: انت بتتكلم جد؟؟………
سيف مبرئا نفسه: اعمل ايه يا سلمى؟؟………مفيش حل تاني…..انا لازم اجيب فلوس علشان اعرف اعيش
سلمى: مش انت قلتلي انك معاك فلوس؟؟
سيف: ما الفلوس اللي معايا مسيرها هتخلص…….اعمل انا ايه بعدها؟؟
سلمى بسرعة: لا يا سيف…….طب امتحن الاول وبعدين اشتغل في الاجازة
سيف وقد بدا انه لم يفكر في هذا الامر: هي فكرة برضه……بس افرضي لو مالقيتش شغل علطول…….انا لازم ابدأ ادور من دلوقتي قبل ما فلوسي تخلص
سلمى ببراءة: طيب بص….انا هديك مصروفي كل يوم…….وكمان هبقى اطلعلك غدا علطول……بس علشان خاطري ماتشتغلش الا لما تخلص امتحانات
سيف ناظرا في عينيها مباشرة : انتى بجد احلى هدية ادهالي ربنا
سلمى بسرعة: طيب خلاص بقى اسمع كلامي…….انت ناسي ان ابلة نهلة كانت عايزاك تطلع دكتور؟؟…….لو سبت المدرسة اكيد هتزعل منك……….مش كده؟؟
شرد سيف بعيدا ..قبل ان تلمع عيناه بالدموع وهو ييتمتم بنبرة مرتعشة: وحشتني اوي
سلمى بسرعة: لا يا سيف علشان خاطري ماتعيطش( ثم مدت يدها لتمسح دمعة متساقطة فوق وجنته قبل ان تتابع: علشان خاطري يا سيف…….لو كنت بتحبني ……اشتغل في الاجازة وبلاش دلوقتي)
مسح سيف وجهه …….ومرر اصابعه بداخل شعره الاسود الحريري وهو يستند بمرفقه فوق الدراجة قبل ان يتمتم: علشان خاطرك بس هعمل اللي انتي عايزاه
سلمى بسعادة: ايوة كده……..اهو انا كده ………(ولكنها قطعت كلامها لتهتف بفزع: يا خبر؟؟………ده انت متعور صح)
نظر سيف الى الجرح في مرفقه قبل ان ينزل ذراعه بسرعة وهو يقول: لا ابدا ده جرح بسيط
سلمى وهي تمسك ذراعه وتنظر الى الجرح: وريني كده؟؟
وبدون كلمة اضافية مالت سلمى على الجرح برأسها لتطبع فوقه قبلة رقيقة جعلت جسد سيف كله ينتفض من مكانه….وقشعريرة باردة تسري في عروقه………..
سلمى وهي ترفع رأسها: لما كنت اتعور كانت ماما تبوس التعويرة علشان تخف……
سيف وقد ابتلع ريقه وتمتم بصوت يكاد يكون مسموع: شكرا
كان يشعر برغبة عارمة بأن يضمها الى صدره ليتحسس شعرها الحريري وليستنشق عطره الاخاذ…..ولكن بأيه حجة واي سبب؟؟……..هي لن تشتبه بالامر فسلمى مازالت صغيرة بريئة لا تفكر بالامر من هذا المنطلق ولكنه قد بدأ يخطو خطواته العمرية في سن المراهقة حيث العواطف الاخاذه والمشاعر الهائجة ………حاول ان يتمالك اعصابة الى اقصى درجة فسلمى بالنسبة له اخت صغيرة ليس الا …………حاول ان يقنع نفسه جاهدا بهذه الفكرة …ولكن ترى هل سيستمع اليها عقله
امسكت سلمى بيده وهي تقول: تعالى بقى اطلع معايا…..
بهدوء ترجل سيف من فوق دراجته وصعد معها وما ان وصلا الى منزلها…………
سيف: اعدي عليكي بكرة في نفس الميعاد؟
سلمىى: لا ……..انا مش عايزاك توصلني بكرة……..عايزاك تقعد تذاكر علشان الامتحانات بتاعتك قربت
سيف بخفوت: شكرا يا سلمى
سلمى ببديهية: علىى ايه؟؟
سيف: علشان بتشجعيني على المذاكرة وكده……
سلمى : احنا اخوات يا سيف…….مش انت قلتلي كده
سيف بسرعة:لا ………انا ماقولتش حاجة ………( ثم عاد ليتابع بتردد: اا ه طبعا ……..اكيد يعني….سلام بقى علشان اطلع اذاكر شوية قبل ما انام)
وبدون كلمة اضافية صعد سيف….تاركا سلمى تحاول فتح باب شقتها لتدخل
دخلت سلمى الى بيتها لتجده هادئا مرتبا نظيفا……….ولكنها لم ترى اثرا لناهد التي كانت غالبا ما تراها مستقرة امام شاشة التلفاز………..لم تبذل سلمى اي مجهود في البحث عنها…………فبهدوء شديد.دخلت الى حجرتها لتغلق الباب وراءها …….وتجد امامها فوق المنضده صورة والدتها ……..اعتادت ان تنقل لها كل الاخبار وان تحدثها كما لو كانت ستنطق بعد قليل
سلمى وهي تنظر الى الصورة: انا مبسوطة اوي يا ماما النهاردة………تعرفي ليه؟؟…………علشان انا حليت كويس اوي في الامتحان وكمان صاحبت امنية ……فاكرة امنية؟؟……البنت اللي اخواتها وحشين….انا قلتلك عليها ولا لا؟؟……..بس هي خلاص بقت صاحبتي ……..بكرة عليا امتحان حساب…….قولي لربنا ينجحني فيه واجيب الدرجة النهائية………ماشي……..بحبك يا ماما
رفعت الصورة الى شفتيها لتقبلها .وتضعها فوق المكتب من جديد………..لتذهب وتبدل ملابسها وترتمي فوق فراشها المريح لتنعم بالنوم الهادئ
*******************************
دخل سيف الى منزله ليجد وكالعاده الفوضى تعم المكان………ملابس ملقاة هنا وهناك……..واشياء مبعثرة ارضا…واطباق متسخة بها بعض فضلات الطعام………تمتم في سخط: ايه الزريبة دي؟؟……..لا انا لازم انضف البيت ده.مش معقول هفضل قاعد فيه كده
وقبل ان يقوم بأي شئ ……بدل ملابسه بملابس قديمة ……وبدأ في التنظيف والترتيب……بأقصى مجهود لديه…….والحق يقال انه لم يكن ابدا بمجهود ضعيف….فسيف كان نموذج مصغر لكلمة اتقان العمل……..
مرت حوالي الساعتان …….قبل ان يدخل سيف الى حجرة والدته ليبدأ بتنظيفها وهذا بعد ان انتهى من حجرته ………بدأ بتنظيف النوافذ والاسطح من الاتربة…….ثم جمع كل الاشياء المبعثرة لوضعها بداخل الادراج …فتح احدهم……ليجد به مجموعة من الاوراق…….لم يهتم للامر كثيرا….هم بوضع الاشياء بداخله الا ان لفت نظرة كتيب صغير تظهر حافته الخضراء……..مد يده ليمسك به….ويجد انه دفتر توفير……….فتحه ليجد انه باسمه………نعم ..لقد قامت والدته بفتح حساب توفير له وباسمه دون ابلاغه حتى بالامر…..تجمعت دموع الفرحة والحزن في ان واحد بداخل مقلتيه…………الفرحة انه اخيرا لديه ضمانا في حال ان لم يجد عملا ………والحزن عندما تذكر والدته…..كم كانت تحبه……فهي لم تفكر في فتح حساب لنفسها……بل كل ما ااهتمت به هو فتح حساب لابنها العزيز……..بدموع منهمرة قبل الدفتر وهو يردد: بحبك اوي يا ماما……….بحبك اكتر من الدنيا بحالها………..
مرت لحظات عليه لم يستطع فيهم عمل اي شئ الا الشرود والتفكير بوالدته العزيزة ………لكم يشتاق اليها حقا………..ولكن اين هي الان؟؟……فليدعو لها بالرحمة
********************
دخلت ناهد الى منزلها وهي تشعر ان قلبها يكاد ان يتوقف من فرط السعاده……….لم تشغل بالها بقدوم سلمى او سؤالها عن الامتحان……..ولكن حذائها الموجود بجوار باب الشقة كان كفيلا بأن تعرف انها عادت ………..تزينت وتجملت ………وجلست تنتظر فاروق وهي تشعر باللهفة للقاؤه واخباره بهذا الخبر السعيد………….وبالطبع لم يطول انتظارها…..فماهى الا دقائق ودخل فاروق من الباب وهو يقول: السلام عليكم
قامت ناهد بسرعة لاستقباله وهي تهتف: حمدلله على السلامة يا حبيبي……
فاروق بانهاك وهو يجلس على احد المقاعد: الله يسلمك…….حضريلي الاكل احسن انا واقع من الجوع
ناهد بسرعة : من عينيا……روح غير هدومك وثواني والاكل يجهز
دخلت ناهد بسرعة وماهي الا دقائق…وكانت السفرة تكتظ بأصناف مختلفة من الاطعمة
فاروق وهو يخرج من الغرفة وينظر الى السفرة: ايه كل ده؟؟………..حضرتيه امتى؟؟
ناهد بسعاده: لا ده انا اشتريته من بره………اقعد اقعد
فاروق وهو يتلفت حوله: هي سلمى رجعت ولا لا؟؟
تغيرت نبرة صوت ناهد وهي تتمتم: اه رجعت ونايمة جوة
فاروق: طب ماتتروحي تصحيها علشان تتغدا
ناهد بملل: ماتسيبها يا فاروق…….البت راجعة تعبانة من الامتحان …..خليها تنام
فاروق بسرعة: اااه.الامتحان …….تصدقي نسيت؟؟…….عملت ايه فيه؟؟
ناهد : معرفش……اصلي كنت برة
فاروق: برة؟؟……….برة فين؟؟
ناهد بسعاده: طب اقعد بس الاول وانا اقولك
فاروق وهو يمسك بكوب الماء: ها………..قوللي
ناهد بسعادة متوترة: بصراحة ……..انت مش هتصدق
فاروق بملل قبل ان يرتشف بعض الماء من الكوب: ماتخلصي وتقولي يا ناهد………هي كيميا؟؟
تنحنحت ناهد قبل ان تتمتم بنبرة متقطعة: ا انا …….ح حاامل
اخفض فاروق الكوب بعد ان وقف الماء في زوره …….واخذ يسعل بشده
ناهد بسرعة :حبيبي…….انت شرقت؟؟….(واخذت تدق فوق ظهره ..ليمسك هو يدها قائلا بصوت متقطع غير مصدق: ح حامل؟؟؟؟؟؟؟)
اومأت ناهد برأسها في سرور وهي تقول: شوفت؟؟………انا كمان ماكنتش مصدقة بس الدكتور ق……(قاطعها فاروق مرة اخرى وهو يمسك بيدها قائلا: قولي والله)
ناهد بسرعة: والله يا فاروق انا حامل….ومن اول يوم اتجوزنا فيه كمان
فاروق بنبرة الغير مصدق: انا…..انا مش مصدق…..طب ازاي؟؟….وامتى؟؟………و.(قاطعته ناهد وهي تقول : اانا هقولك على كل حاجة……..)
صمت فاروق لتتابع ناهد: انا لما اتجوزت قعدت 5سنين مابخلفش……ادم كان نفسيته وحشة جدا بسبب الموضوع ده…..بس كان مصر ان العيب مني…….ياما اتحايلت عليه انه يروح لدكتور………بس كانت الدنيا بتقوم……يقعد يزعق فيا ويقول انا سليم ومافييش حاجة……لغاية لما صدقت فعلا اني العيب مني
فاروق بسرعة: طب ……طب ماروحتيش تكشفي ليه؟؟
ناهد: رحت ……..فيه دكاترة قالوا اني سليمة ودكاترة قالوا ان فيه تكيسات ومحتاجة عملية
فاروق: وماعملتيش العملية ليه؟؟
ناهد: عملتها……….بس برضه ماخلفتش …………لقيته مرة رجع من الشغل اعصابة تعبانه ومش طايق نفسه………سألته مالك………ضربني وقعد يهزق ويشتم فيا ……..الموضوع اتطور لما حاولت ادافع عن نفسي…….ولقيته فجاة بيرمي عليا يمين الطلاق
فاروق: طلقك فجأة كده؟؟….
ناهد: عرفت بعد كده سبب الطلاق المفاجئ ده……سمعت من واحد من اصحابه انه راح كشف عند دكتور في مصر…….قاله انه كويس……بس ممكن يبقى احنا الاتنين ماننفعش بعض……وانه ممكن يخلف لو اتجوز واحده غيري
فاروق: امال انتي قلتيلي ليه انك مابتخلفيش
ناهد بسرعة: انا كنت خايفة اعشمك بحاجة مقدرش اعملها……ماكنتش عايزاك تبقى نفسك في بيبي واقولك اني اقدر اجيبه وانا ماقدرش
فاروق بذهول: انا مش مصدق..يعني انا……هيبقى عندى نونو تاني؟؟………..هبقى اب تاني؟؟
ناهد بابتسامة واسعة: فرحان يا فاروق
فاروق بسرعة وبسعاده غامرة: فرحان؟؟…..دي كلمة قليلة اوي على اللي انا حاسس بيه
ناهد : ها قوللي بقى……….نفسك في بنت ولا ولد
فاروق بسرعة: ولد طبعا…….انا من زمان هموت على ولد….(ثم صمت للحظة تابع بعدها بحزن: بس وفاء ماقدرتش تجيبهولي……كانت صحتها على قدها ولما حصلها نزيف في ولاده سلمى الدكاترة قالوا انها مش هتقدر تخلف تاني
ناهد وقد بدا عليها الحنق لمجئ سيرة وفاء فهتفت بلهجة حاولت ان تبدو سعيده: خلاص بقىى……..يبقى هجيبلك الولد
فاروق بسعادة: ان شاء الله…………الف حمد وشكر ليك يارب…….انا مبسوط اوي يا ناهد……..اوي
ناهد وهي تتحسس وجهه: وانا كمان مبسوطة اوي يا فاروق…….ربنا يخليك ليا
هم فاروق بالرد الا ان قاطعه صوت فتح باب الغرفة وظهور سلمى تركض باتجاهه وهي تقول بسعاده: بابا حبيبي
حملها فاروق على ساقه قبل ان يقول: حبيبة بابا
زفرت ناهد في حدة ……ولكن بدون ان تلفت نظر فاروق….
سلمى بسعاده: تعرف يا بابا؟؟…….انا حليت كل الامتحان بتاع النهارده صح
فاروق وهو يطبع قبلة على خدها: شاطرة يا حبيبتي…….انا بقى عندي ليكي مفاجأة
سلمى: ايه هي؟؟؟
فاروق وهو ينظر الى ناهد: ماما ناهد هتجيبلنا نونو حلو صغير
سلمى وهي تصفق بحماس: بجد؟؟………نونو صغير العب بيه؟؟
ضحك فاروق قبل ان يقول بسعاده مماثلة: ايوة …….نونو كلنا هنلعب بيه……..قولي مبروك لماما ناهد
سلمى بسرعة: مبروك يا طنط ناهد
ناهد بابتسامة زائفة : الله يبارك فيكي يا حبيبتي………يالا انزلى من على رجل بابا واقعدى كلي
سلمى وهي تنزل ارضا: حاضر
وبدأ الثلاثة في تناول طعام الغداء والفرحة تعمهم ……الا شخص واحد كانت فرحته غير مكتمله فهناك من ينغص عليه حياته………..
*********************************
كانت سلمى جالسة في غرفتها تراجع دروسها ………قبل ان يدق جرس الهاتف بغرفتها
سلمى بسرعة وهي تضع الهاتف فوق اذنها: الو
امنية ببهجة: صباح الخير والنور……..انتي لسه نايمة يا خم النوم؟؟
سلمى بقلق: نايمة ايه بس يا امنية؟؟……..ده انا من بعد الفجر عمالة اذاكر……..خايفة اوي من الامتحان ده……..انا اصلا بكره التاريخ
امنية: نعم؟؟………….امال دخلتي ادبي ليه ياختي؟؟
سلمى: مانتي عارفة ………انى حاطة عيني على اعلام……..يا ميسر بقى
امنية : طيب انتى فاضية تجاوبيني على كام سؤال كده؟؟
سلمى: ها…….قولي
بدأت أمنية في طرح بعض الاسئلة التي تخص االمنهج على سلمى…لتجيب هي عليها مباشرة…….
امنية: شكرا يا سلومتي ……نتقابل في المدرسة بقى
سلمى بسرعة :طب يالا سلام احسن فيه حاجات لسه مارجعتش عليها
امنية: ماشي .سلام
سلمي: مع ا لسلامة
اغلقت سلمى الخط ………لتنظر الى الساعة وتهتف: يا خبر..ده انا اتأخرت
قامت سلمى وجمعت اشياءها بداخل حقيبتها……..وهمت بفتح باب الغرفة الا انها وقفت فجأة لتنظر الى صورة والدتها وتتمتم: ادعيلي يا ماما ..لا انا بجد خايفة اوي اوي…..دي امتحانات ثانوية مش اي كلام……..كان نفسي تكوني معايا دلوقتي يا حبيبتي……….اشوفك بعد الامتحان بقى……..سلام…………
خرجت سلمى من الغرفة لتغلق الباب وراءها في هدوء
- بقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية هل من امان في بحور الاحزان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)