روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل السادس 6 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل السادس 6 بقلم سارة الخولي

 

البارت السادس

 

 

الحلقة 6

دخلت نهلة الفصل ……..بدون القاء التحية كعادتها……..كانت بالكاد ترى امامها……….كل شئ كان باهتا شاحبا في نظرها……
نهلة باقتضاب وهي تجلس: طلعوا كراسات التعبير
واحدة من الفتيات: بس يا ابلة النهارده قراءة…..درس (….)
نهلة بشئ من الحدة: لما اقول كراسات تعبير يبقى كراسات تعبير
نفس الفتاة: بس الكراسات عند حضرتك ….مش معانا
نهلة وقد زفرت وهي تقول: اه صحيح………روحي هاتيها من اوضة العربي
الفتاة بسرعة وهي تركض الى الخارج: حاضر……
وخلال الخمس دقائق كانت الفتاة عائده ممسكة بالكراسات …..
نهلة وهي متكأة فوق المنضده بذراعيها: وزعيهم
بدأت الفتاة في التوزيع…….وما ان انتهت..: خلاص يا ابلة
نهلة : خلاص اقعدي
جلست الفتاة…..وهي تتمتم لاحدى زميلاتها: هي مالها ابلة نهلة النهارده؟؟……….دي علطول كانت بتضحك معانا وتهزر
زميلتها: اه ……حتى النهارده مش المفروض تعبير
همت زميلتها بالرد ……..الا ان نهلة وقفت فجأة وهي تهتف: انتي يا بت يا غبية…..انا 100 مرة قلت مفيش كلام في الفصل
الفتاة بسرعة: انا اسفة يا ابلة……انا……
نهلة بغضب هادر: امشي اطلعي بره
خرجت الفتاة ودموعها على وشك الهطول…….
اما نهلة فتابعت وهي تجلس: يالا اتنيلوا اكتبوا ……
احدى الفتيات بتردد:نكتب عن ايه يا ابلة؟؟
نهلة وهي تشير بيدها: اكتبوا عن رمضان
احدى الفتيات : بس يا ابلة رمضان لسه عليه كتير واحنا بنكتب المناسبات في مناسبتها
نهلة بحدة: انتي هتفهميني شغلي……….اكتبي وانتي ساكتة
كثرت الهمهمات في الفصل حول تغير اسلوب نهلة …..فهي كانت مثال للمعلمة الحنونة العطوفة…….لم تصيح في التلاميذ يوما……وكانت تتقبل الاخطاء بكلمة طيبة ونصيحة ……..ومهما بلغ تعبها لم يسبق ان صاحت في تلميذاتها بهذا الشكل
نهلة وهي تدق المنضدة بيدها وتهتف بغضب: الصوت…….
واحدة من الفتيات وهي ترفع يدها: لو سمحتي يا ابلة عايزة اروح الحمام
نهلة: مفيش حمامات
الفتاة: بس يا ابلة انا………………
قاطعتها نهلة وهي تصيح : يوووووووووووووووه…….شكلكوا هتقطعوا نفسي وانا مش قادرة……..انا سيبالكوا الفصل خالص
وبدون كلمة اخرى جمعت نهلة اغراضها وخرجت بسرعة من الفصل ……وسط ذهول الطالبات

********************
دخلت نهلة حجرة المعلمات …………وهي تقول بصوت يكاد يكون مسموع: السلام عليكم
حسناء ورغدة: وعليكم السلام
حسناء: ايه يا نهلة؟؟……….انتي مش عندك حصة دلوقتي؟؟
نهلة باقتضاب : سبت الحصة
حسناء: ايه…؟؟……….انتي عمرك ما فوتتي حصص وانتي في المدرسة
نهلة بشئ من الحدة: مش قادرة اشرح……فيها حاجة دي؟؟……….
تبادلت حسناء نظرة متوترة مع رغده قبل ان تقول: بس العيال كده لوحدهم………ماتروحي يا رغدة تقعدي معاهم
رغدة وهي منهمكة في تصحيح الكراسات: هما فصل كام؟؟
نهلة: خامسة تالت
رغدة : ممممممممممممم متهيألي هاديين…….ماشي هروح علشان خاطرك بس يانهلة ……انتي ياما سديتي حصص مكاني
جمعت رغدة الكراسات وحملتهم ………وخرجت من الغرفة………وبمجرد خروجها
حسناء وهي تذهب للجلوس على المقعد المجاور لنهلة: مالك يا نهلة؟؟……..شكلك مش طبيعي النهارده……….وان جيتي للحق انتي شكلك متغير بقالك كام يوم
نظرت لها نهلة بحزن ……..وبعينين دامعتين قبل ان تقول بصوت مبحوح: غصب عني يا حسناء…..
حسناء: طب قوليلي مالك بس؟؟……….برضه حسين؟؟
وهنا انفجرت نهلة في البكاء وهي تتمتم: ماكنتش متخيلة انه يقدر يستغنى عني كل ده………صعبان عليا كل الحب اللي كان بينا
حسناء بتردد: طيب مايمكن يكون حصلله حاجة
نظرت نهلة الى حسناء نظرة شاردة قبل ان تتمتم: تفتكري؟؟
حسناء: انا بقول يمكن……طالما انتي مستبعده انه يقدر يسيبك كل ده………يمكن بعد الشر يكون حصله حاجة
نهلة وهي تمسح دموعها وتقوم: انا لازم امشي
حسناء وهي تنظر لها: رايحة فين؟؟
نهلة وهي تحمل حقيبتها وتجمع اغراضها: هروحله
حسناء : هتروحيله فين
نهلة وهي تنظر الي ساعتها: زمانه في الشغل دلوقتي…….هروحله على هناك…………(ثم صمتت للحظة تابعت بعدها وهي تنظر الي حسناء: بس انا حاسة ان كرامتي صعبانة عليا………)
حسناء: انا مش فاهمة هو انتي رايحة تصالحيه ولا تطمنى عليه؟؟
حسناء: لا انا نفسي اتطمن عليه من غير ما اشوفه ……….انا عمري ما افكر ارجعله الا لو هو بنفسه جه يصالحني……..بس برضه عايزة اتطمن عليه…….فهمتي حاجة؟؟
حسناء وهي تجذبها للجلوس: طيب اقعدي بس وانا هقولك تعملي ايه؟؟
نهلة وهي تجلس: قولي
حسناء: انتي تعرفي رقم شغله؟؟
نهلة: اه طبعا……….(ثم اتسعت عيناها فجأة وهي تقول : اااه………فكرة حلوة………مش عارفة ازاي تاهت عني)
حسناء: ماشاء الله عليكي بتفهميها وهي طايرة…..
نهلة بسرعة وهي تقوم: انا نازلة السكرتارية اتصل عليه
******************
وفي مكتب السكرتارية
نهلة وهي تدخل: السلام عليكم ……ازيك يااستاذة محاسن
محاسن: ازيك يا ابلة نهلة
نهلة : الحمد لله…..ممكن استخدم التليفون بعد اذنك
محاسن: اه طبعا اتفضلي
نهلة وهي تمسك بالتليفون : شكرا
دقت نهلة الارقام في سرعة …….و: الو………لو سمحت ممكن تحولني لمكتب استاذ حسين عبد المنعم؟؟
الموظف: حاضر……..ثانية واحدة….اه ….استاذ حسين معاكى يافندم
وهنا جاء صوت حسين وهو يقول: الو………..الو………الو……انا حسين عبد المنعم من شركة (…..)………مين بيتكلم؟؟
وبالطبع كانت نهلة في حالة يرثى لها……فبمجرد سماعها لصوته ………تجمعت الدموع بداخل مقلتيها……..ولم تدري بماذا تجيب
ومازال صوت حسين : الو……….مين بيتكلم؟؟
وهنا …..وضعت نهلة السماعة بيد مرتعشة……..لتغلقها
محاسن وهي تنظر الى نهلة بقلق: خير يا ابلة نهلة؟؟…….شكلك مش طبيعي
نهلة وهي تحاول رسم ابتسامة زائفة فوق شفتيها: لا ابدا …….شوية اجهاد بس……..بعد اذنك
خرجت نهلة وهي تشعر بكثير من المشاعر المتضاربة…….لا تدري هل هي سعيده لانها اطمأنت على زوجها ام حزينة لأنه لم يحاول ارجاعها الى المنزل على الرغم انه سليم معافى
حسناء وهي تنظر الى نهلة التي دخلت ولم تنبس ببنت شفة: خير يا نهلة……..مالك ؟؟….
نهلة وهي تجلس وتتمتم: رد عليا
حسناء: يا شيخة وقعتي قلبي………طب ما كويس .رد عليكي يبقى هو بخير الحمد لله…………….
نظرت لها نهلة نظرة جعلتها تتابع: اه……انتي زعلانة علشان بالرغم انه كويس ماتكلمش………طيب اقولك…..ماترجعيله وخلاص
نهلة: ازاي يا حسناء؟؟…طب وكرامتي؟؟
حسناء: ياستي ما ياما الرجالة بتضرب مراتتها انا مش عارفة انتي مكبرة الموضوع كده ليه
نهلة وهي تقوم: سامحيني يا حسناء….ياريت تسدي مكاني في حصص النهاردة لو انتي فاضية…..انا اعصابي مش متحملة ضغط شغل فوق الضغط اللي عندي
حسناء: انا برضه كنت هقولك لازم تروحي ترتاحي شوية
نهلة: انا عايزة اقدم على اجازة اسبوع كده
حسناء: ايه؟؟…….اجازة اسبوع؟؟………ليه كل ده يابنتي
نهلة: انا عايزة ارتاح شوية……..بس لو حسين رجعني في الوقت ده ان شاء الله هقطع الاجازة………سلام بقى علشان الحق الادارة قبل ما تمشي
وبدون كلمة اضافية خرجت نهلة تاركة حسناء وراءها تتمتم: ربنا يصبرك يا نهلة ويهديلك جوزك…….

***********************
وقفت سيارة فاروق امام باب العمارة …….
فاروق وهو يلتفت الى سلمى: يالا يا س.(وهنا وجد سلمى ذاهبة في نوم عميق……….)
شعر فاروق بالشفقة على حالها……..دعك عيناه قليلا ………فهو بالكاد يرى……..فتح باب السيارة وترجل منها ……..ليفتح الباب من الجهة الاخرى وبرفق يحمل سلمى …ويصعد بها الى الاعلى……فتح الباب..ليدخل بسرعة……..ويضعها فوق فراشها……ظل يتأملها في حنان………كان التعب يكسو ملامحها………عيناها منتفختان من اثر البكاء……..وهاهي بعض العبرات
المستقرة فوق وجنتها ……….لم تجف بعد…….مد فاروق يده ليمسحها ………ومن جديد ظل يتأملها ……لا يعلم هل يداوي جرحه ام جرحها………فالعبء ثقيل فوق كاهله……وعليه ان يرى سلمى يوميا وهي تتعذب …..ولكنه يقف مكتوف الايدي فماذا عساه يفعل؟؟………فما يحزن سلمى اكبر منها ومنه ومن كل شخص مهما بلغت قوته وجبروته……..انه الموت…….حقيقة
مؤلمة ولكنها حتمية…………تجمعت الدموع في عينا فاروق قبل ان يطلق تنهيدة ويتمتم: ربنا يرحمك يا وفاء……….كنتي احن ام واعظم زوجة……..ربنا يرحمك
وفجأة وبينما هو على هذا الحال اذا برنين متواصل فوق هاتف المنزل
مسح فاروق عيناه…….واسرع الى الهاتف ليرفعه و: السلام عليكم
الموظفة: معاك ادارة مستشفى(..)…….ممكن اكلم استاذ فاروق الطوخي
فاروق: ايوة انا فاروق
الموظفة: استاذ فاروق حضرتك مشيت قبل ما تدفع حساب المستشفى…….وفيه حاجات عالقة كتير لازم تخلص
فاروق: انا اسف انا كان لازم اروح بنتي الاول
الموظفة: طيب ياريت يا استاذ فاروق تيجي تخلص الحساب وتستلم الاوراق
فاروق: اوراق ايه؟؟
الموظفة: تراخيص الدفن الخاصة بزوجتك……والتوقيع على اوراق استلام الجثة من المشرحة
تقطرت الدموع من عينا فاروق………ولم يدري بماذا يجيب
الموظفة: استاذ فاروق حضرك سامعني؟؟
فاروق بصوت مرتعش مبحوح: ايوة معاكي…طيب بالنسبة ل……..للغسل والتكفين
الموظفة : فيه هنا قسم خاص بكده المفروض تطلع من المشرحة عليه بس ارجوك تعالى علشان احنا محتاجينك في كل خطوة
فاروق بنفس النبرة المرتعشة: ح حاضر……..انا جاي حالا
اغلق فاروق الهاتف…..ثم بسرعة اتجه الى الباب ليفتحه ويغلقه وراءه في هدوء

**************************
عاد (سيف )الى المنزل……..ركن دراجته وصعد الى الاعلى…….وما ان مر الى جانب شقة سلمى……….طرق الباب……مرة واثنان وثلاثة …….وما من مجيب………هم بالصعود الا ان
استوقفه صوت فتح الباب وظهور سلمى بوجهها المنهك على عتبته
سيف بابتسامة واسعة: انتي كنتي نايمة يا خم النوم؟؟
نظرت له سلمى نظرة خاليه من اي معنى ……..قبل ان تجلس ارضا فوق عتبة الشقة
سيف وهو يتجه ناحيتها بسرعة ويجلس على ركبتيه بقربها: مالك يا سلمى؟؟……….ده مكان تقعدي فيه؟؟……..ادخلي اقعدي جوة
مجددا نظرت له سلمى قبل ان تتمتم : راسي وجعاني يا سيف
سيف: طب ومال راسك ومال القاعده؟؟……..هو انتي بتقفي على راسك ولا ايه؟؟
لم تجبه سلمى بل ولم تنظر له من الاساس
سيف وهو يتحسس وجهها ويرفعه برفق: مالك يا سلمى…….؟؟………انتي عرقانة اوي وشكلك تعبان………قومي ارتاحي جوة
سلمى وهي تهز كتفها و تخفض رأسها من جديد: لا انا مش عايزة انام…….انا خايفة
سيف وهو يدقق النظر فيها جيدا : خايفة من ايه؟؟………..سلمى…….بصيلي
سلمى وهي ترفع وجهها وتنظر اليه بعينان تترقرق الدموع بداخلهم: شفت ماما جوة البيت بس هي مش جوة البيت
سيف وهو ينظر لها بتمعن: ايه جوة البيت ومش جوة البيت………فهميني يا سلمى
ثم تحسس وجهها مجددا : انتى سخنة اوي يا سلمى…….ادخلي ارتاحي جوة( قالها وهو يقوم ويجذب يدها)
سحبت سلمى يدها من بين يد سيف وهي تقول: انا خايفة……مش عايزة ادخل
سيف وهو ينحني ليحملها: خلاص……….هشيلك بالعافية وادخلك
ولكن ما ان حملها سيف ورفعها عن الارض حتى صرخت بهيستيرية: لا ……..لا مش عايزة ادخل جوة…….انا خايفة…..ماما …….ماما…….
سيف وهو يضعها بسرعة: مالك يا سلمى فيه ايه؟؟
سلمى وقد بدأت في الصراخ الباكي: انا خايفة يا سيف…….ماما جوة ……بس بابا قال انها راحت عند ربنا…….ازاي وهي اللي صحتني وقالتلي روحي افتحي الباب؟؟
سيف وهو ينظر لها بتمعن وقد تملكت الرعشة من كل جزء في بدنه: انتي بتقولي ايه؟؟
سلمى وهي تضرب بيديها ارضا في انهاك: ايوة ماما عند ربنا يا سيف………..ماما راحت هناك وسابتني بس هي هنا…….انا خايفة ………خايفة ( وهنا لم يدري سيف بنفسه الا وهو يقربها منه ويضمها الى صدره ….بينما وضعت هي رأسها وهي مازالت تردد : انا خايفة يا سيف……..خايفة)
سيف وهو يتحسس شعرها في حنان: ششششششش……ماتخفيش……انا معاكي……وهفضل معاكي مش هسيبك
اما سلمى فأحكمت ذراعها حوله وذهبت في نوبة من البكاء المرير

*************************
كانت نهلة جالسة في منزلها,………..تتذكر ما حدث اليوم…………اذا حسين بخير……فلماذا لم يرجعها حتى الان…….كانت تشعر بالضعف والانكسار …..تشعر انها مثل الزهرة التي ذبلت بعد ان حرمت من الماء…..نعم……..فحسين بالنسبة لها حياتها……..اذا حرمت منه فهي حرمت من حياتها………لا تدري لماذا تحبه كل هذا الحب……..كل ما تعرفه الان انها تشتاق الى حضنه ولكنها لا تجده………تشتاق الى كلماته وهمساته …….الى فرحه وغضبه……الى هدوءه وصخبه……..تمتمت من وسط عيون دامعة: للدرجة دي هونت عليك يا حسين؟؟………بعد العشرة دي كلها ترميني علشان شوية فلوس……من جديد امسكت بصورته التي تحتفظ بها في حقيبتها وتمتمت: عمري ماكنت اتخيل انك ممكن تقسى عليا في يوم بالشكل ده.
وبينما هي على هذا الحال..اذا بطرقات فوق باب غرفتها……فبسرعة خبأت الصورة تحت الوساده ومسحت دموعها وهي تقول: ادخل يا سيف
دخل سيف وكان يبدو عليه التعب ……فهو لم يلقي عليها التحيىة بمرح كما هي عادته
نهلة وهي تنظر له: مالك يا سيف؟؟
سيف وهو يقترب منها: سلمى
نهلة بذعر: مالها سلمى؟؟
سيف بصوت متقطع: مامتها ماتت
وفاء واضعة يدها فوق فمها : يالله……….انا لله وانا اليه راجعون…….ثم تابعت : وهي عاملة ايه دلوقتي..؟؟
سيف: هي معايا بره ……..مارضيتش اسيبها لوحدها
وفاء وهي تزيحه لتقوم وتتجه بسرعة الي الباب: طيب وسايبها ليه ما تدخلها…….
وما ان خرجت للصالة حتى هتفت وهي تتجه الى سلمى وتضمها اليها: سلمى حبيبتي
اما سلمى فتشبثت في عنق نهلة وهي تقول: ابلة نهلة…….
تقطرت الدوع من بين عينا نهلةوهي تقول: ماتزعليش يا حبيبتي……ماما راحت الجنة……في مكان احلى من هنا بكتير اوي
سلمى وهي ترفع رأسها وتتمتم وهي تمسح دموعها: بجد؟؟………… طيب انا عايزة اروح اقعد معاها
نهلة وهي تتحسس شعرها: كلنا هنروحلها يا حبيبتي………بس ان شاء الله مش دلوقتي
سلمى ببراءة: امال امتى؟
نهلة وهي تمسح عيناها: لما ربنا يريد………ولغاية لما ربنا يريد اعتبريني زي ماما بالظبط….ولا انتي مش بتحبيني؟؟
سلمي بسرعة: لا بحبك يا ابلة
نهلة : قوليلي يا ماما نهلة……احنا اتفقنا على ايه؟
سلمى مبتسمة من بين دموعها: حاضر يا ماما نهلة
من جديد ضمتها نهلة الى صدرها وهي تتمتم : يا حبيبتي………
وهنا سمعت طرقات فوق باب الشقة
اسرع سيف ليفتح………….ويجد فاروق امامه يهتف بذعر: سلمى عند( وهنا تنبه الى سلمى ونهلة…….)فتابع: السلام عليكم
نهلة وهي تقف: وعليكم السلام
فاروق بحرج : انا اسف سلمى قلقتكو
نهلة وهي تتحسس شعر سلمى: لا سلمى عمرها ماتقلق حد…….سيف جابها تقعد معانا عقبال ما حضرتك تيجي
فاروق ناظرا الى سلمى: والله انا مش عارف من غيركوا كنت عملت ايه انا كنت خايف عليها وانا سايبها لوحدها بس كنت لازم اروح المستشفى علشان….. ( ولكنه لم يستطع ان يكمل كلامه)
قاطعته نهلة : انا عارفة كل حاجة يا استاذ فاروق……..وارجوك لو احتجت اي حاجة بلغني……وانا اتفقت مع سلمى انها تعتبرني زي مامتها الله يرحمها
فاروق بنبرة مرتعشة: هو حضرتك عرفتي منين؟؟
نهلة : انا عرفت من اول يوم جيت فيه هنا ان المدام مش مسافرة
فاروق بحرج: انا اسف لو كنت كذبت عليكي……..بس انتي سهلتي عليا كتير لما عرفتي الظروف كلها…….ودلوقتي انا اللي بطلب منك انك تتاخدي بالك من سلمى طول مانا مش هنا
همت نهلة بالاجابة الا ان سيف قاطعها قائلا: سلمى زي اختي يا عمو……وانا هاخد بالي منها كويس
فاروق بامتنان: انا مش عارفة اشكركو ازاي
نهلة: لا شكر على واجب ……الجيران لبعضها
فاروق: طيب استأذن انا ……….يالا يا سلمى
خرجت سلمى في حين تابع فاروق وهو ينظر اليهم: السلام عليكم
سيف ونهلة : وعليكم السلام
اغلق سيف الباب ثم التفت الى نهلة قائلا: ماما……..هو احنا لما نمشي من هنا مين هياخد باله من سلمى؟
نهلة باقتضاب: انا برضه………هبقى اجيلها باستمرار ان شاء الله.( ثم تابعت ولكن في نفسها : ياعالم اليوم ده هيجي امتى…..يارب صبرني)

كان فاروق جالسا في مكتبه يتابع عمله………عندما جلس امامه صديقه ( عماد)
عماد : صباح الخير يا فاروق
فاروق ودون ان ينظر اليه: صباح النور
عماد: ايه يا عم؟؟….مالك كده اخدلك جنب؟؟…………مابقيتش بتقعد معانا ليه زي الاول
نظر له فاروق نظرة شاردة……..ثم عاد لمتابعة عمله
عماد : وحد الله بقى يا فاروق…….انت مش اول واحد يموتله حد……..كلنا هنموت يا سيدي……..
فاروق: يعني عايزني اعمل ايه؟؟……..
عماد: نفسي ترجع كده فاروق بتاع الاول اللي ماكنش بيبطل ضحك
فاروق بشئ من الحزن: انا عمري ما هرجع زي الاول……اجمل شئ في حياتي راح…….افرح ازاي بعدها ولا حتى يجيلي نفس اضحك
عماد: ياسيدي ربنا يخليلك بنتك……..مالية عليك دنيتك
فاروق: اهو انا مش صعبان عليا حد قد سلمى…….وفاء ماتت وارتاحت بس سابتلي حمل تقيل اوي………..سلمى لسه صغيرة ومحتاجة اهتمام…وانا للاسف مش قادر اديها حقها في الرعاية …..وده غصب عني…..انا راجل وورايا مسئوليات ومستحيل اقدر اقعد معاها 24 ساعة في اليوم زي ما كانت امها بتعمل
عماد: طيب والست جارتكم دي اللي بتاخد بالها منها؟؟
فاروق وبعد ان اطلق تنهيده: اهي نهلة دي حكايتها حكاية…….انا قلت اني هبقى اسيب معاها سلمى تاخد بالها منها في غيابي……وكنت حاطط امل ان حالة البنت تتحسن…….بس اهو …..عدا اسبوع بعد موت وفاء وبرضه سلمى على نفس الحال………حزينة باستمرار ومابتاكلش كويس
عماد: بس انت بتقول انها بتحب نهلة ومتعلقة بيها؟؟
فاروق: المشكلة كلها في نهلة …حاسس ان وراها سر مخبياه…….كل ما اشوفها الاقيها شايلة الهم وتعبانة وكل يوم حالتها بتسوء عن اليوم اللي قبله…….وده طبعا بيأثر على سلمى وبيخليها لسه حزينة………حتى في اخر 3 ايام ماعدتش بشوفها خالص…….ولا بقت بتعزم انها تاخد سلمى…..وبصراحة بقيت بتحرج اني اوديها هناك…..بس ابنها سيف يعني هو اللي مهون على سلمى شوية……..يعني باستمرار بيسأل عنها………..بس سلمى في الوقت ده مش محتاجة صديق……..محتاجة ام تراعيها وتاخد بالها من طلباتها……
……….
عماد: طب ماتتجوز يا فاروق
فاروق وقد القاه بنظرة نارية جعلته يتابع بسرعة: صدقني والله هترتاح وتريح بنتك …….بنتك في سن صغير محتاجة لأم تقعد معاها……انت بنفسك قلت كده
فاروق وهو يشيح بوجهه عن عماد: اناعمري مااقدر اتجوز بعد وفاء
عماد: بلاش انانية يا فاروق……وماتبصش للموضوع من ناحيتك…….انت وراك مسئولية كبيرة ومحتاج لواحدة تشيلها عنك شوية
فاروق : وهلاقي فين واحدة اقدر استأمنها على بيتي وبنتي ؟؟……….الدنيا خلاص……مابقاش فيها حد بيخاف على التاني……..كله عايش لنفسه وبس
عماد: بطل سلبية……..هو انت دورت ومالقيتش؟؟
فاروق وبعد ان اطلق تنهيده: من غير ما ادور……….انا متأكد اني عمري ما هلاقي واحدة في حنية وطيبة وفاء
عماد: بص يا فاروق……..انا مانكرش ان الام ماتتعوضش……..بس برضه فيه مراتات ابهات بتحب عيال زوجها زي عيالها بالظبط
فاروق: والله مانا عارف يا عماد…….حاسس اني مش قادر اتجوز واحده بعد وفاء……….بس برضه منظر سلمى بيقطعلي قلبي لما بنزل وبروح اي حتة واسيبها في البيت لوحدها…….وارجع الاقيها نايمة على كنبة الصالة ادام التليفزيون من غير حتى ما تتعشى
عماد : صدقني يا فاروق………انت لازم تتجوز وتطلع بره دماغك الكلام الخايب ده
فاروق: هو انا لقيت وقلت لا؟؟…………مانا برضه مش همشي في الشارع ادور على واحدة اتجوزها……..لازم اكون عارفها كويس
عماد : ان شاء الله تلاقيها………( ثم تابع وهو يتلفت حوله: معلش بقى انا هقوم احسن حد من المشرفين يجي يلاقيني قاعد كده يديني خصم وانا مش ناقص)
فاروق بهدوء: طيب.قوم يالا
قام عماد واتجه الى مكتبه ……….تاركا فاروق يفكر في الحوار الذي دار بينه وبين صديقه ………….يشعر انه محق…..فهو لن يستطيع تحمل عبأ تربية سلمى وحده………لابد من وجود ام بقربها……….ولكن من يا تري؟؟………..من؟؟
_ صباح الخير
قطعت جملة ناهد شروده فأجاب باقتضاب وهو يتظاهر بالانشغال: صباح النور
ناهد وهي تجلس: طب بصلي على الاقل
رفع فاروق عيناه اليها وهو يقول: ايوة يا مدام ناهد فيه حاجة؟؟
ناهد بشئ من الحزن: حرام عليك يا فاروق اللي بتعمله فيا ده
فاروق متصنعا اللامبالاة: بعمل ايه؟؟
ناهد وهي تنظر في عينيه مباشرة: انت عايز تقنعني انك مش عارف انا بتكلم عن ايه
فاروق وهو ينظر حوله: ارجوكي يا ناهد ده مش مكان نناقش فيه مسائل شخصية…….ياريت تأجلي الكلام اللي عايزة تقوليه لغاية لما نخرج
ناهد بسعاده: الله !!!……..وحشني اسمي كده منك من غير القاب
فاروق وقد تنبه بالفعل انه لم يعطيها اي لقب فتمتم: انا اسف ………دي كانت غلطة
ناهد بابتسامة واسعة: بس اوعى تقول ان كانت غلطة برضه لما قلتلي نأجل كلامنا لما نخرج
فاروق بشرود : تقصدي ايه؟؟
ناهد: اقصد اني عايزة اتكلم معاك……عايزة اقعد معاك في مكان هادي ……نسمع فيه بعض
فاروق وهو يتلفت حوله: ماشي …….بس من فضلك قومي من هنا الزملا بيبصوا علينا
ناهد بسرعة وهي تقوم: هستناك ادام الشركة ……….لو خرجت قبلي استناني………ارجوك يا فاروق………انا فعلا محتاجة اتكلم معاك
فاروق وهو يومئ برأسه ان نعم : حاضر……بس اتفضلي دلوقتي
قامت ناهد تاركة فاروق وراءها يفكر في نفسه: ياربي ايه المصيبة اللي انا حطيت فيها نفسي دي؟؟……..يارب اخلص ازاي من الموضوع ده من غير ما احرجها
وبينما كان يفكر في طريقة للخروج من الشركة بدون ان يلتقي بناهد…………..
-ناهد!!!!!!!!!!!
افاق فاروق من شروده ليهتف: ايه يا عماد خضتني……….براحة شوية يا اخي
عماد وهو يجلس: انت مش كنت عايز عروسة؟؟ ناهد
فاروق بشئ من الحده: انت اتجننت ؟؟…….ناهد ايه وبتاع ايه
عماد : اسمعني بس يا فاروق……….ناهد مناسبالك جدا……….من حيث السن طبعا …والمستوى الاجتماعي ..والظروف……انت عمرك ما هتتجوز واحدة لسه بنت …….لان مفيش واحده هترضى تتجوز واحد متجوز ومخلف……….ويستحسن برضه ماتتجوزش واحده عندها عيال لان غصب عنها هتفرق بين عيالها وسلمى في المعاملة وده ممكن يأثر على سلمى……….يبقى انسب واحده مين؟؟……………واحده مطلقة ومعندهاش عيال……..يعني زي ناهد………ايه وجه الاعتراض بقى
فاروق وهو يتحاشى النظر الى صديقه: وجه الاعتراض اني مش موافق
عماد: يا سلام؟؟……….بس كده؟؟……
فاروق بشئ من الملل: ارجوك يا عماد سيبني دلوقتي انا مش عارف افكر
عماد بسعاده: عظبم…….طالما مش عارف تفكر يبقى كلامي اثر فيك
فاروق وبعد ان اطلق تنهيده: عماد
عماد وهو يقف ويلوح بيده: حاضر حاضر……….اديني قومت اهو ………بس فكر في اللي قولتهولك كويس………ثم مال عليهه وهو يتابع هامسا: وبيني وبينك………انا حاسس كده بإعجاب من ناحيتها……..كل شوية تيجي ترغي معاك شوية وتمشي…ايه الحكاية بقى …ها؟؟
فاروق بشئ من الحدة: قلنا خلاص يا عماد………يالا على مكتبك.
عماد بسرعة : حاضر
ذهب عماد بينما تمتم فاروق: مانت ليك حق تقول كده…..مانت ماتعرفش ناهد دي عملت فيا ايه زمان………….يالا ربنا يسامحها
******************************************
دخل سيف الى منزله بعد يوم دراسي طويل………..طرق فوق باب غرفة والدته………ولكن ما من مجيب
فتح سيف الباب برفق وهو يقول : ماما……
ليجدها نائمة وقد غطت جسدها بالكامل فلا يظهر منها شئ
سيف وهو يتجه ناحيتها ويربت فوق كتفها: ماما………قومي يالا انا جت الاكل
اتاه صوت والدته مبحوحا: كل انت يا سيف……
سيف وهو يجلس بقربها: يا ماما انا مش هيجيلي نفس اكل لوحدي…….وبعدين انتي بقالك يومين مش راضية تاكلي
نهلة وهي مازالت تحت الغطاء: قلتلك ماليش نفس يا سيف…….
سيف وهو يحركها من جديد: يا ماما بقى……انتي كده هتتعبي
نهلة وقد ازاحت الغطاء من فوقها وهي تصرخ بحده: قلتلك ماليش نفس………..اطلع بره
شعر سيف بالذهول من لهجة والدته فتمتم وهو يقف بسرعة: حاضر
وبدون كلمة اخرى خرج سيف……..في حين دفنت نهلة وجهها في وسادتها وذهبت في نوبة من البكاء المرير……….
******************
بعد انتهاء الدوام…………..خرج فاروق مسرعا من مبنى الشركة………كان يريد المغادرة سريعا قبل ان تراه نااهد……..ولكنه وما ان اقترب من سيارته حتى وجد ناهد واقفة وقد استندت بجسدها عليها…….
ناهد وهي تقف معتدلة: فاروق………اتأخرت كده ليه؟؟
فاروق: ولا اتأخرت ولا حاجة …..انا طلعت بدري
ناهد وهي تنظرا لى ساعتها: بدري؟؟…….( ثم تابعت وهي تنظر اليه بابتسامة : تصدق صح……….انا اللي طلعت بدري)………مش يالا بقى؟؟
فاروق بشرود: يالا ايه؟؟
ناهد: يالا على اي مكان هادي نقعد فيه زي ما اتفقنا
فاروق وبعد ان اطلق تنهيده……: ماشي…….يالا
استقل فاروق سيارته مع ناهد……….لتنطلق بهم

*************************

وقف فاروق امام كافيتريا مطلة على البحر مباشرة

فاروق : يالا يا ناهد…. .انزلي
ناهد وهي تنظر من خلال النافذة: الله …حلو المكان ده…….انا بموت في البحر
فاروق بشئ من الملل: طب انزلي
ترجلت ناهد من السيارة ……مع فاروق ……واتجها معا الى اقرب منضده من البحر……..
فاروق وبعد ان جلس: ها يا ناهد……..كنتي عايزة تقولي ايه؟؟
ناهد: طب مش هتطلبلي حاجة الاول؟؟
فاروق:تشربي ايه؟؟
ناهد: برتقان
فاروق وبعد ان طلب العصير : ها يا ناهد………قوليلي بسرعة عقبال ما العصير يجي
ناهد بأسف: انت للدرجة دي مستعجل ومش عايز تقعد معايا؟؟
فاروق: لا الموضوع مش كده…….بس انا بنتي زمانها لوحدها في البيت ومش عايز اتأخر عليها
ناهد متصنعة الحزن: اه صحيح اخبار سلمى ايه ؟؟
فاروق بتنهيده: الحمد لله ….كويسة
ناهد: يعني فاقت من الصدمة شوية
مط فاروق شفتيه وهو يقول: يعني……..شوية…(ثم تابع وهو ينظر الى ناهد : ها يا ناهد ……..يا ريت ندخل في المفيد.كنتي عايزاني في ايه
ناهد بسرعة وبتلقائية: نفسي نرجع زي الاول
ابتلع فاروق ريقه بصعوبة قبل ان يتمتم: مش فاهم
ناهد بشئ من الحدة: لا انت فاهم وعارف كل حاجة……….
فاروق وهو ينظر حوله: لو سمحتي وطي صوتك يا ناهد
ناهد بخفوت: انا اسفة………غصب عني( ثم بدأت دموعها في التساقط)
فاروق: ناهد …….لازمته ايه العياط دلوقتي؟؟
ناهد وهي تنظر الى فاروق بعيناها الدامعتان: اعمل ايه يا فاروق…..انا من ساعة ما سبتك وحياتي اتدمرت…….مادوقتش طعم السعاده ابدا
فاروق وهو يشيح بنظره عنها: والله انتي اللي اخترتي
ناهد وهي تمد يدها لتمسك بيده: انت عارف انه كان غصب عني يا فاروق…….ماكنش بإيدي……بابا هو اللي قضى على قصة حبنا لما اصر انه يجوزني واحد مش بحبه لمجرد انه كان جاهز
فاروق وهو يسحب يده: طب وانتي وافقتي ليه؟؟
ناهد: وافقت علشان ماكنتش اقدر اعصي كلام بابا………وكنت عارفة انك لسه في بداية حياتك ومش هتعرف تتقدم
فاروق: لما جيتيلي علشان تبلغيني بخطوبتك كنت حاسس انك فرحانة وطايرة بالعريس
ناهد: كان تمثيل يا فاروق……..كنت بمثل على العالم كله علشان ارضي بابا ..وماكنش ينفع اقولك بحبك وانا مخطوبة لواحد تاني
فاروق وبعد ان اطلق تنهيده : طيب انتي عايزة ايه دلوقتي مني؟؟
ناهد بتوتر: نفسي نتجوز يا فاروق ونصلح اللي اتكسر بينا
فاروق بذهول: ايه؟؟……جاية بعد 13 سنة تقوليلي كده…..؟؟
ناهد:ماكنش فيه وقت مناسب للكلام ده قبل دلوقتي انت عارف اني اتطلقت بعد جوازي ب5 سنين…بسبب اني مابخلفش والاستاذ كان عايز عيال…….ولما اتطلقت لقيتك اتجوزت …….نقلت ومعرفتش فين بيتك الجديد………حتى لو كنت عرفت ماكنش هيرضيني اني اخرب بيتك
فاروق: وايه اللي خلاكي تقدمي في نفس الشركة اللي انا بشتغل فيها؟
ناهد: مش هتصدقني لو قلتلك انها كانت صدفة
فاروق بنبرة عدم التصديق: يا سلام؟؟
ناهد وهي تخفض رأسها: كنت عارفة انك مش هصدقني.(ثم رفعت رأسها وهي تتابع: بس والله هو ده اللي حصل)
فاروق وهو يعود بجسده الى الخلف : طيب لو انتي ماكنتيش عايزة تخربي بيتي…… ليه كنتي بتحاولي تكلميني وانتي عارفة اني كنت متجوز؟
وفاء: والله ماكان في نيتي حاجة…….انا بس كان صعبان عليا معرفة سنين تتحول لمقاطعة تامة……انا كنت خسرتك كحبيب بس كنت عايزة اكسبك تاني كصديق…….بس انت عمرك ما اديتني وش وده الليي خلا حالتي النفسية تبقى زي الزفت………حاسة اني عايشة من غير روح…….ماليش حد في الدنيا……..حاسة بملل ووحدة هتقتلني…….ودلوقتي انا عارفة ظروفك……..وعارفة انك محتاج لزوجة تاخد بالها منك ومن بنتك
فاروق: انا عايز ام قبل زوجة
ناهد وقد شعرت ببادرة امل: ومش هتلاقي احن مني على بنتك…….اوعدك اني هاخد بالي منها………ماهي بنت حبيبي
شعر فاروق بالتوتر من كلمة ناهد الاخيرة….فلم يدري بماذا يمكنه الاجابة
ناهد: ارجوك يا فاروق اديني فرصة تانية وانا اوعدك اني مش هخذلك تاني
فاروق بخفوت: خللي بالك ده وعد يا ناهد
ناهد وهي تمسك بيده مجددا : ايوة وعد اتحاسب عليه…….صدقني يا فاروق انا عمري ما حبيت حد غيرك في حياتي……من ساعة ما بعدت عنك وانا حاسة ان خلاص حياتي انتهت……….بس لما شوفتك تاني حسيت ان روحي ردت فيا من جديد…….ارجوك ماتحرمنيش من الشعور الجميل اللي انا حاسة بيه دلوقتي
نظر فاروق الى يدا ناهد الممسكة بيداه………وهم بقول شئ الا ان قاطعه صوت النادل وهو يضع امامه العصير قائلا: العصير يا فندم
فاروق وهو يسحب يده بسرعة ويتناول كوب العصير ليناوله لناهد: طيب اشربي العصير
تناولت ناهد الكوب…………….ورشفت منه رشفة قبل ان تقول: انا هديك فرصة تفكر في كلامي يا فاروق…….وعمري ما هضغط عليك تاني ……انا خلاص طلعت كل الكلام اللي جوايا وارتحت ……..والقرار في الاخر قرارك
فاروق بشرود وهو ينظر الى اللاشئ: ان شاء الله الخير يقدمه ربنا

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x