رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الاول 1 بقلم سارة الخولي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الاول 1 بقلم سارة الخولي
البارت الاول
الحلقة 1
في حديقة خضراء واسعة …….مليئة بالاشجار المثمرة…… والورود الزاهية ……..كانت الابتسامة تعلو كل الوجوه ……..والفرح يرتسم بلا حدود……..الجميع يضحكون ويلعبون ويمرحون…….معظمهم اطفال في عمر الزهور …….. ولكنهم ليسوا بمفردهم …….فكل طفل قد جاء برفقة والدته………فاليوم ليس كغيره من الايام……..انه يوم عيد الام…….وقد اعتادت ادارة مدرسة الهدى الابتدائية علي تنظيم رحلة تضم جميع اطفال المدرسة برفقة اهاليهم ….يخرجون فيها الي المتنزهات والحدائق………فتكون فرصة لرسم البسمة علي كل وجه……..وتقريب الاطفال من امهاتهم في هذا اليوم………ومن بين وجوه سعيده وعيون ضاحكة…….كانت هناك عينان قد تحجرت بهما الدموع……….كانت تلك العينان تخصان الطفلة ( سلمى)…….هذه الطفلة ذات الوجه الملائكي البرئ………والبشرة البيضاء الصافية …….والشعر الاسود الحريري الطويل…والعينان السوداوتان…………كانت سلمى في الصف الرابع الابتدائي …………كانت مثال للادب والاخلاق العالية………كانت تجمع من كل الصفات ما يجعلها في نظر الجميع فتاة مثالية ………كانت مشهورة بمدرستها ……..محبوبة من معلماتها وزميلاتها ……….ومتفوقة بدراستها……….ذكائها يسبق عمرها بكثير………. تحب مساعده الغير ………وتعشق الرسم والكتابة……..كانت تكتب القصص الطفولية……….ربما بالنسبة للكبار فهي قصص عديمة النفع……ولكننا سنذهل ايضا عندما نقرأها ونعلم ان صاحبتها تبلغ من الاعوام عشر……….خلاصة القول…….لم تكن سلمى فتاة عادية ………..بل فتاة يشهد لها الجميع بالمثالية ……..ويؤكد كل من يعرفها انها قد تلقت اعظم تربية من اعظم والدة…….
كانت سلمى تجلس علي حافة سور بداخل الحقيقة…………تنظر يمينها تارة ويسارها تارة…..ووراءها تارة اخري……..وبعد كل هذا تنظر الي ساعتها ……..ثم تعيد الكرة من جديد…….تبحث في كل ركن من اركان الحديقة عن هذا الوجه الجميل المبتسم ……….وجه والدتها الحنون………لقد وعدتها ان تأتي اليها لتشاركها فرحتها مع زميلاتها……..ولكن ها قد مضت الساعة منذ بدء قدومها وما من اثر لها………كانت سلمي ترغب في البكاء ولكنها لطالما كرهت ان تبكي امام اي شخص كان………..فهي لا تحب ان تظهر بمظهر طفولي …….كانت تكتم دموعها ……..وتحاول منعها من ان تسقط فوق وجنتيها الحمراوتين…….وبينما هي علي هذا الحال……..اذا بامرأة تجلس بجانبها وتملس فوق شعرها الجميل وهي تقول: ماتقلقيش يا سلمى…….ان شاء الله ماما هتيجي…….
رفعت سلمي وجهها الجميل الي معلمتها التي طالما احبتها واحترمتها( نهلة)………ثم تمتمت من بين عيون متلالأة: يارب يا ابلة……..
شعرت نهلة بالشفقة علي سلمي فوضعت يدها فوق كتفها وضمتها اليها قليلا وهي تقول: ماتزعليش يا حبيبتي……..قومي العبي مع صاحباتك عقبال ما ماما تيجي
سلمي وهي تحرك كتفيها: لا …….انا مش هقوم العب الا لما ماما تيجي…..
نهلة بشفقة: طب افرضي لو ماجتش….
نظرت لها سلمى نظرة معاتبة قبل ان تخفض رأسها من جديد وهي تتمتم: لا هتيجي…….يارب تيجي…..
نهلة مبتسمة: خلاص…….اعتبريني ماما ………ممكن بقي تلعبي معايا؟
سلمى متصنعة الابتسامة وهي تفهم محاولة مدرستها في اسعادها …..: لما ماما تيجي كلنا هنلعب سوا
نهلة بابتسامة هادئة وهي تربت فوق كتفها: براحتك يا سوسو…….وانا هقعد جنبك استناها معاكي………
وظلت نهلة جالسة بجانب سلمي تحاول ان تتجاذب معها اطراف الحديث لكي لا تشعرها بالحزن………….ولكن اين يا تري والدة سلمى……..ولماذا لم تأتي حتي الان…………..؟؟؟؟
في منزلها كانت وفاء تستعد للذهاب الي الحديقة……….هي تعلم انها قد تأخرت كثيرا علي ابنتها الغالية………ولكن ها هي الان تستعد للنزول…….ارتدت ملابسها وحملت حقيبتها وذهبت الي الباب لتفتحه وفجاة……لم تري شيئا امامها…….كان كل ما امامها باهتا مهزوزا…….عيناها تزوغان ……ونفسها يتقطع………هاهي الحالة التي كثيرا ما تأتيها وتتجاهلها…….لطالما الح عليها زوجها ان يعرضها علي طبيب…….ولكنها لطالما رفضت متحججة بأنها مجرد( دوخة بسيطة وهتروح لحالها)………امسكت وفاء جبينها ……حاولت ان تدعكه قليلا …….ومن جديد تحاول ان تغلق وتفتح عيناها……..وايضا لا تستطيع الرؤية………بل تنخفض الرؤية تدريجيا ويزداد هذا الازيز- الذي تكرهه كثيرا – في اذنها……..ويتقطع نفسها……..وهاهو الهبوط تشعر به يقتحم عقلها…….وفجأة تسقط وفاء فاقدة لوعيها امام باب شقتها المفتوح…………..
************************************
في عمله كان(فاروق) يجلس فوق مكتبه…….عندما اتاه اتصال علي هاتف المكتب……….فالتقطه في سرعة وهو يجيب: الو
صوت انثوي ولكنه غليظ قليلا: الو……ايوة يا استاذ فاروق…….انا ام طارق
فاروق مضيقا عيناه : ام طارق؟؟……….اااااااه ……..خير يا ام طارق…
ام طارق بصوت قلق متقطع: الست وفاء اغمي عليها وانا طلبت الاسعاف دلوقتي……
فاروق وقد هب فجأة من فوق مقعده واجاب بصوت ملهوف مرتاع: ايه؟؟……….وفاء؟؟…….مالها؟؟
ام طارق: انا ……..انا كنت طالعة أأكل الطيور….ولما عديت علي شقتكوا لقيت الباب مفتوح والست وفاء كانت مرمية ادامه…….حاولت افوقها معرفتش……فطلب……………اه …….اهم وصلوا…….تعالي بسرعة علي المستشفي علطول
فاروق بسرعة: انا جاي حالا……..
وبدون كلمة اضافية اغلق فاروق الخط ……….وركض باتجاه باب الشركة……….ليستقل سيارته المتواضعة………وينطلق بها الي المستشفي الموجوده بشارعهم…….
****************************************
مازالت علي نفس الحال………جالسة فوق السور تنتظر قدوم والدتها ……..وقد انشغلت كل صديقاتها عنها باللعب واللهو…….كانت شاردة ……..صامتة…….تفكر……….ما سبب تأخر والدتها؟؟……….لقد وعدتها ان تأتي لتشاركها فرحتها بهذا اليوم مع صديقاتها ………ولم تعتاد والدتها ان تنكث وعدها معها من قبل………..وفجأة قطع شرودها صوت معلمتها (نهلة )وهي تهتف بالجميع………: يالا يا حلوين الكل يجمع هنا…….وكل واحدة تورينا جابت لمامتها ايه.؟؟
تجمع الاطفال ووالداتهم وباقي المدرسات وبدأوا في عرض الهدايا التي قاموا باحضارها علي معلماتهم….اما سلمي فكانت تراقب الموقف من بعيد بعيون دامعة…….عندما اتاها صوت نهلة وهي تهتف بها: يالا تعالي يا سلمي ورينا هديتك اللي هتديها لماما النهارده…..
نظرت سلمي الي الهدية المغلفة بيدها …..قبل ان تقوم وتتجه اليهم بخطوات بطيئة …..وما ان وصلت الي معلمتها حتي مدت يدها بالهدية …..وهي تقول: الهدية اهي…….بس ماما بس هي اللي هتفتحها..
ابتسمت نهلة في حنان قبل ان تقول: طبعا يا حبيبتي……بس قوليلنا هي جواها ايه؟؟
سلمى : فيها فازة صغيرة كانت ماما عندها واحده زيها واتكسرت……
ربتت نهلة فوق رأس سلمى قبل ان تقول: اكيد ماما هتفرح لما تشوفها……(ثم مالت عليها لتطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها )ثم رفعت وجهها وهي تهتف بالجميع: بشكر كل الاطفال الحلوين …….وبشكر كل الامهات …..انكوا نورتونا النهارده وزادت فرحتنا بيكوا في اليوم ده ……والبنوتات الحلوين …….هشوفكوا بكرة ان شاء الله
رفعت سلمي رأسها وهي تهتف: ايه ده؟؟……..هو حضرتك هتمشي؟؟
نهلة في اشفاق : معلش يا حبيبتي……انا اتأخرت……بس انتي لو عايزة تكملي اليوم مع صاحباتك وتستني ماما خليكي……..ثم صمتت للحظة تابعت بعدها: بس انتي تعرفي تروحي لوحدك؟؟
سلمي : ايوة اعرف
نهلة: خلاص يا حبيبتي……استني ماما …….بس ماتتأخريش……لو الساعة وصلت 6 وماما ماجتش روحي…..مفهوم؟؟
سلمى بابتسامة هادئة: حاضر يا ابلة
طبعت نهلة قبلة فوق وجنتي سلمي ………وودعتها …..ثم انصرفت……….اما سلمي فجلست بعدها تراقب الاطفال……..منهم من انهمك في اللعب……..بينما انشغلت الوالدات في التحدث الي بعضهن البعض……..ومنهم من اخذ يلح علي والدته للبقاء فترة اطول ……..اما صديقات سلمى فقد التفوا حولها محاولين اجبارها علي اللعب معهم ……..ولكن جواب سلمى بالرفض لم يتغير
في طرقة المستشفى كان فاروق واقفا امام احدى الغرف……….ينتظر خروج الطبيب من غرفة العناية المركزة……….ينظر الي الغرفة تارة والي ساعته تارة ثم يبدأ في السير امام الغرفة……لا يدري ما سر هذا التأخر……..كان القلق يقتله……..هو لم يلتقي زوجته منذ قدومها الي المستشفى…ولم يسمع اي شئ عنها……..ولم يرى حتى وجه الطبيب……..وبينما هو في ذروة قلقه….
ام طارق محاوله تهدئته: اطمن يا استاذ فاروق…….ان شاء الله الدكتور هيخرج دلوقتي ويطمنا
فاروق بشئ من الحدة: هو ايه اللي مأخرهم كل ده؟؟……….انا مش عارف اتلم علي بعضي
ام طارق: استهدى بالله يا استاذ فاروق…….ان شاء الله خير
فاروق محاولا السيطرة علي اعصابه: ونعم بالله…………….ثم تابع وهو ينظر الي ام طارق: معلش يا ام طارق تعبناكي معانا……..واخرناكي كمان……..اتفضلي روحي ………وانا هبقي اطمنك علي وفاء
ام طارق: يا نهار……….انت عايزني امشي قبل ما اتطمن علي الست وفاء………..لا مالكش حق يا استاذ فاروق……….يعلم ربنا انا بحب الست وفاء قد ايه وخايفة عليها قد ايه……….ولا يمكن هتنقل من هنا الا لما اتطمن عليها
فاروق: فيكي الخير يا ام طارق……..بس انا ماكنتش عايز اتعبك اكتر من كده
همت ام طارق بالاجابة ……..عندما قطع حديثها صوت باب الغرفة يفتح وخروج احد الاطباء منها
فاروق بسرعة وهو يتجه ناحيته: خير يا دكتور………..طمني
الطبيب بشئ من الجدية: انت تقرب للمريضة؟
فاروق بسرعة : اّاّه……انا جوزها…….خير
نظر الطبيب الي ام طارق …….فاجاب فاروق علي الفور: ودي جارتنا
الطبيب وهو يضع يده فوق كتف فاروق: طيب ممكن نتكلم في مكتبي علي انفراد؟.؟؟
فاروق متبادلا نظرة قلقة مع ام طارق: اه طبعا……….اوي اوي ..اتفضل
ذهب الطبيب مع فاروق الي المكتب ….تاركين وراءهم ام طارق تتمتم: يارب استرها
*******************************
امام منزلها كانت نهلة تدق الجرس………….الي ان فتح لها زوجها( حسين)
نهلة بحيوية وهي تطبع قبلة سريعة فوق وجنته وتدخل: ازيك يا سونسون………اتأخرت عليك؟؟
حسين وهو يغلق الباب ويتابعها بنظره: لا ابدا……..ده انا توقعت انك هتتأخري عن كده
نهلة وهي تجلس علي اقرب مقعد: هي اه الرحلة كانت حلوة………بس لا يمكن تلهيني عن جوزي حبيبي ……..
حسين وهو يجلس بقربها ويطبع قبلة فوق جبهتها: يا حبيبتي………ربنا ما يحرمني منك ابدا
نهلة بابتسامة حنونة: ولا منك يا حبيبي…….ثم تابعت: يالا بقي علشان اقوم اغير واحضرلك الغدا…….
قامت نهلة في حين تابعها حسين بنظره وهو يقول: يعني انتي سايبة الرحلة علشان خاطر الغدا.؟؟…..يا حبيبتي ما الاكل جاهز في التلاجة يادوب علي التسخين
نهلة بصوت عالي وهي داخل الغرفة: ولو برضه………مايهونش عليا تاكل لوحدك……ثم اخرجت رأسها لتطل علي حسين وتغمز بعينها: فيه ايه؟؟……انت ماكنتش عايزني اجي ؟؟
حسين بسرعة: لا طبعا ياروحي…….بس اصل……
نهلة وقد انتهت من تبديل ملابسها وخرجت اليه: اصل ايه؟؟
حسين: اصلي ورايا مشوار مهم تبع الشغل
نهلة بشئ من الملل: تاني يا حسين؟؟………انا مش فاهمة ايه سر خروجك الكتير الايام دي
حسين: ياحبيبتي قلتلك شغل…….وبعدين انتي تنكري ان مستوانا المادي بقي احسن من الاول؟؟……….وبقت الفلوس معانا مريحة اكتر……..وكل ده بسبب ايه ؟؟………بسبب المشاريع اللي داخلها مع اصحابي
نهلة: هي بصراحة حالتنا المادية بقت احسن…….بس برضه الفلوس مش كل حاجة…..احنا عايزينك تقعد معانا اكتر من كده
حسين: يا حبيبتي انا بعمل كل ده علشان خاطرك انتي وسيف……..سيف في سن حرج…….وكل ما هيكبر اكتر كل ما هيحتاج حاجات اكتر………اسد انا على طلباته منين بمرتب 200 جنيه؟؟
نهلة: بصراحة عندك حق…….بس هو سيف فين صح؟؟
حسين وهو يشير بيده: في الدرس
نهلة وهي تنظر الي ساعة الحائط: لغاية دلوقتي؟؟……….ده درسه بيخلص 4 ونص……..والساعة دلوقتي 5 ونص
حسين وكأنه قد تذكر شئ: ااااااااه…..ده قال صح انه هيعدي عليكي في الحديقة …….علشان يغير جو
نهلة بقلق: يغير جو ايه بس؟؟…………….
حسين : ماتقلقيش عليه……….هو برضه من حقه يغير جو زي اللي من سنه ……..انتي مش سايباله اي متنفس
نهلة: انا عارفة يا حسين……….بس كل ده علشان مصلحته………..ماتتصورش انا خايفة عليه قد ايه……….يارب استرها……….
حسين : يا ستي سيبيه علي راحته…….خوفنا عليه مش هيعمل حاجة غير انه هيخنقه……لأنه مايعرفش حاجة
نهلة : وبرضه مش هقدر اقوله…….ده يادوب 14 سنة………نفسي حياته ما تتأثرش باي حاجة
حسين:خلاص بقي……….قوللي لنفسك الكلام ده……..وكفاية قلق………..دي حاجة بقالها 10 سنين والحمد لله هو كويس دلوقتي وكل الدكاترة طمنونا
نهلة : نفسي افرح بيه ……واعيش لغاية لما اشوفه عريس في الكوشة جنب عروسته
حسين: ان شاء الله …….هتفرحي بيه وبعياله كمان…………يالا بقي ……..قوي حضريلنا الاكل علشان انا هموت من الجوع
نهلة بابتسامة حنونة: من عنيا يا حبيبي
وبدون كلمة اضافية قامت نهلة ………….وبدأت في تحضير الطعام…………….!!!!!!
*********************
في المستشفى وتحديدا في مكتب الطبيب…………..كان جو صامت ……..كئيب ……..حزين يخيم علي الاجواء……هناك من تحجرت الدموع في عينيه………لا يستطيع ان يصدق ما قيل له منذ لحظات………تحمل كثيرا لكي لا يظهر بمظهر ضعيف…….ولكن هاهو قد خارت قواه……..وبدأت عبراته في الهطول
الطبيب بشئ من الشفقة: استهدى بالله يا استاذ فاروق………دي كلها اقدار ……ولازم نرضى بيها……….وماتنساش ان الؤمن مبتلى…..وطول ما احنا عايشين ربنا بيختبرنا…….ويشوف مين اللي هيستحمل وهيقول الحمد لله ….ومين اللي هييأس من رحمتة ………ماتبقاش من النوع التاني وتضيع الثواب اللي ممكن تاخده بالصبر والاحتساب
فاروق من بين دومع ساخنة: ونعم بالله……..بس ……..بس الاختبار المرة دي صعب اوي……
الطبيب: انا عارف…….بس زي ما قلتلك ……احنا هنبتدي علاج بالكيماوي بكرة ان شاء الله…..
فاروق: يعني فيه امل يا دكتور؟؟………..ممكن تخف وتعيش
الطبيب بشئ من الشفقة: ماقدرش اوعدك يا استاذ فاروق………سرطان المخ مش مرض سهل……..وكتير فيه اجسام مش بتقبل العلاج بالكيماوي……وزيد علي كده ان المرض في مرحلة متأخرة جدا
فاروق من بين دموعة : انا قلتلها……….قلتلها اوديكي للدكتور…….كل ما يجيلها الدوخة اقولها ………….بس اعمل ايه في عندها……..كانت بتكره المستشفيات والدكاترة…….واديها دخلت اهي و…….وياعالم هتطلع منها علي البيت ولا…………..(وهنا تزاحمت الدموع داخل عيناه ………….واختنق صوته بالبكاء……..
الطبيب وهو يناوله منديلا: استهدى بالله يا استاذ فاروق………..اتفضل
مد فاروق يده لتناول المنديل في حين تابع الطبيب: اي الم في الراس وخاصة لو دوخة ………وكمان اي الم في القلب لازم مايتسكتش عليه ابدا,,,,,,,,,,,لان المخ والقلب عضوين حيوين جدا في الجسم…..وجميع الوظائف داخل اجسامنا بترتبط بالعضوين دول……….سواء من بعيد او من قريب………علشان كده اكبر غلطة هي تجاهل اي الم فيهم
هز فاروق رأسه ولم يدري بماذا يجيب……….هم الطبيب بالمتابعة الى ان قطعه صوت باب مكتبه يفتح ……….وظهور احدى الممرضات علي عتبته وهي تهتف: المريضة فاقت يا دكتور…….وجالها حالة هياج ………ومفيش علي لسانها غير كلمة خرجوني من هنا
قام الطبيب بسرعة ……….واتجه الي باب الغرفة ……….وتبعه فاروق وهو يهتف: ممكن اشوفها يا دكتور
الطبيب ودون ان ينظر اليه : تعالي…………
ودخل كلاهما غرفة العناية المركزة……………حيث ترقد وفاء بداخلها
- بقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية هل من امان في بحور الاحزان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)