روايات

رواية غزال الفصل التاسع عشر 19 بقلم آيلا

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية غزال الفصل التاسع عشر 19 بقلم آيلا

 

 

البارت التاسع عشر

 

 

الفصل التاسع و العشرون من رواية…
#ناي_نوح
بقلمي🦋
_كنان~
تحدث صوت أنثوي جميل و رقيق بالقرب منه ليبتسم كنان بجانبية.
_كناان~
تكرر النداء مرة أخرى قبل أن تبدأ هيئة بشرية بالظهور فجأة من منتصف المحيط بالقرب من الشاطئ.
راقبها كنان بينما تستمر في الظهور رويدا رويدا…تسير ببطئ ناحية الشاطئ، يشع الماء حولها بلون أزرق فاتح يُظهر معالمها بالرغم من الظلام الدامس حولهم في تلك الساعة المتأخرة من الليل.
جسد ممشوق القوام، تغلفه طبقة خفيفة من قماش حريري أزرق يبدو و كأنه صُنع من الماء لشدة رقته، شعر أسود مموج و طويل يغطي عمودها الفقري بالكامل بينما كانت عيناها تشع بنفس اللون الأزرق، كانت “فاتنة”…هذا ما فكر به كنان الذي ابتلع ماء فمه عاجزاً عن تحويل عينيه عنها.
وقفت الفتاة عند بداية الشاطئ، تحديداً مكان التقاء حبات الرمال الصغيرة و المتلألأة بالأمواج، فتحت ذراعيها في دعوة صريحة

 

 

منها حتى يقترب لها.
نهض كنان ليبدأ بالسير في اتجاهها ببطئ و ما إن أصبح قريباً منها حتى ابتسمت بظفر، رفعت إحدى كفيها في الهواء و لكن قبل أن تتمكن من فعل أي شئ كانت هناك شباك صيد تحيط بها من كل اتجاه.
فزعت الفتاة و حاولت التراجع لكن ريان الذي ظهر من العدم فجأة لم يسمح لها، بدأ في شد الشبكة باتجاهه بينما تقاوم الفتاة باستماتة.
ظهرت ناي من خلفه و أمسكت جزئاً من الشباك لتساعده على جرها بعيداً عن المياه، لقد كانت تلك خطتهم منذ البداية…كان كنان مجرد طُعم لتشتيت انتباهها عن ريان الذي كان يزحف ممسكاً بالشباك على استعداد للهجوم عليها.
_كنان، بتعمل ايه؟ تعالى ساعدنا…
صرخت ناي على الذي كان واقفاً يراقبهما من الخلف.
اقترب منهما كنان لكنه و بدلاً من مساعدتهما دفع ناي بعيداً.
تأوهت ناي بألم عندما سقطت مما دفع ريان للنظر خلفه بقلق و هذا عندما فاجئته قبضة كنان، اختل توازنه ليسقط للخلف هو الآخر و كانت تلك اللحظة التي تحررت فيها الفتاة من الشباك.
توجه كنان بعدها ناحية الفتاة تحت استغراب كل من ريان و ناي التي ما إن لمحت قدماه الحافية و عيناه التي تغير لونها إلى ذات الأزرق المشع حتى صرخت باستدراك:
_بتتحكم فيه! ريان…الحقه بسرعة.
وسع ريان عينيه بصدمة قبل أن ينهض سريعاً للحاق بكنان لكن الأوان كان قد فات بالفعل عندما أمسك كنان بكف الفتاة الممتدة نحوه ليختفي الإثنان داخل المياه خلال أقل من ثانية.
طالع كل من ريان و ناي بعضهما البعض بذهول عاجزين عن التفوه بأي شئ لهول الموقف، هل…هل كانت هذه نهاية كنان؟!
____________________
_ألما بتقول إنها شافت واحد قريب من سوق السمك.
تحدثت رزان بابتسامة في حين طالعها كل من إياد و ليث بحيرة.
_ألما دي…النحلة؟!
استفسر ليث بحاجب مرفوع.
_أيوا، دي ألما صاحبتي.
أجابت رزان بينما ترفع النحلة أمام وجوههم.
تحمحم إياد متحدثاً:

 

 

_رزان..معتقدش إن احنا لازم نمشي ورا كلام نحلة..
هبط طائر صغير بالقرب منهم و الذي لم يكن في الواقع سوى أغيد و الذي عاد لهيئته البشرية قبل أن يتحدث بثقة:
_ثقوا فيها، الحيوانات و الطيور بيشوفوا حاجات احنا منقدرش نشوفها.
_على يدي، عمالين نلف من الصبح ورا كلامك لغاية ما رجلينا ورمت و ملقناش حاجة.
تحدث إياد بسخرية ليكتف أغيد ذراعيه متحدثاً بغضب:
_هاي! مش ذنبي إنهم في الآخر بيطلعوا زُهريين عاديين!
اقتربت منه رزان لتمسك بيده متحدثة:
_تعالى يا أغيد، سيبك منهم و خلينا نشوف الشخص اللي ألما بتقول عليه.
أمسكها إياد من ذراعها و سحبها إليه لتستقر على بعد إنشات قليلة منه، كانت وجوههما قريبة للغاية عندما تحدث بصوت منخفض و حازم:
_ممنوع تتحركي بعيد عني، أخوكِ سايبك في عهدتي، انتِ مسئوليتي أنا…فاهمة ولا لا؟
_ب..بيوجع، سيب دراعي…
تحدثت بملامح متألمة ليعي على نفسه و يتركها أخيراً.
كان على وشك الحديث مجدداً لولا أغيد الذي صرخ فجأة:
_رزان…خدي بالك!
التفتت إليه رزان بحيرة قبل أن يخترق سهم صغير ذراعهها اليسرى فجأة لينتشر المخدر في جسدها، شعرت بدوارٍ مفاجئ و كادت تسقط على الأرض لولا إياد الذي لحق بها سريعاً.
_يا بااي عليك..مش دي، قلتلك نشلي على أبو عيون خضرا!
طالع الثلاثة الشخص الذي تحدث فجأة بينما هناك قناص يقف إلى جواره.
_ص..صهيب!
نطق إياد بدهشة في حين ابتسم صهيب بجانبية متحدثاً:
_لسه فاكرني يعني، أحسنلك تسلم نفسك انت و هم.
نظر إياد إلى ليث الذي أومأ بفهم، فرقع إصبعيه في محاولة لصنع بوابة لنقلهم إلى أي مكان آخر لكنه تفاجئ عندما لم يحدث شئ، فرقع إصبعيه مرة ثانية و ثالثة و لكن لا شئ…لم تظهر البوابة.
طالعه إياد باستغراب، ما الذي يستغرقه كل هذا الوقت لنقلهم؟!
حاول أغيد أيضاً التحول إلى أي حيوان من شأنه مساعدتهم لكنه لم يستطع و هذا عندما أدرك ما يحدث أخيراً.
_معاه حجر المانا!
صرخ فجأة باستدراك.
ابتسم صهيب بجانبية ليميل على القناص متحدثاً بهمس:
_غيرت رأيي، اضربلي على أبو عيون زرقا دا، شكله هيتعبنا…
كان أغيد على وشك تحذيرهم لكنه صمت ما إن أحس بشئ حاد يخترق صدره، تأوه بألم و لم تمضِ لحظة حتى سقط على الأرض مغشياً عليه.
طالع كل من إياد و ليث بعضهما البعض بقلق، لا يدريان ما الذي يجري و لا فكرة لديهما عن كيفية الخروج من ذلك المأزق.
كتف صهيب ذراعيه متحدثاً:
_اسمعني يا إياد، انت محامي و عارف إن موقفكم هيسوء أكتر لو قاومتوا، تعالوا معانا و أنا هقول إنكم سلمتم نفسكم بنفسكم.
_صهيب انت فاهم غلط، البنت بريئة صدقني.

 

 

_و لما هي بريئة هربت بيها ليه؟!
أجاب إياد بانفعال:
_عشان محدش مصدق، لو فضلت هناك كانوا هيعدموها ظلم!
_للأسف دي مش مشكلتي، انتوا الإتنين مطلوبين أما القمور اللي جنبك ليا معاه كلام بعدين.
ابتلع ليث بقلق عندما تذكره…..لقد كان الضابط الذي أمسك بهم من قبل، تذكر عندما نقل الجميع عبر بوابات زمنية لكنه اضطر إلى الذهاب بنفسه لأخذ سهى حيث كانت فاقدة للوعي و هذا عندما رآه صهيب.
___________________
بعد عشر دقائق:
كانوا يستقلون سيارتين باتجاه قسم الشرطة.
إياد يجلس بجانب رزان و يضمها إليه و بجانبه أغيد بينما كان صهيب يجلس إلى جوار ليث في سيارة أخرى.
_قولي هم فين..
تحدث صهيب فجأة بنبرة هادئة و مخيفة ليجيب ليث بارتباك:
_ه..هم مين؟!
_انت عارف كويس أنا أقصد مين.
_لا مش عارف حضرتك تقصد مين.
تنهد صهيب مرجعاً رأسه للخلف، يبدو أن ليث لا ينوي التعاون معه.
اعتدل في جلسته و التف بجسده كاملاً ليصبح مقابل ليث تماماً قبل أن يتحدث:
_اسمعني كويس يا ظريف، انت ممسوك مع مجرمة هربانة و دا كافي عشان تاخد حكم مشدد معاها بصفتك شريك ليها في الجريمة إلا لو…
_إلا لو؟!
_إلا لو قولتي مكان صحابك القمامير فين، ممكن ساعتها أفكر أسيبك تمشي من هنا و مش هجيب سيرة إني شفتك معاهم.
عقد ليث حاجبيه معاً بغضب.
_انت عايز منا ايه ها؟!
_مش عايز حاجةش شخصية منكم، بس انتوا معاكم حد يخصني و لو حصلتلها أي حاجة…صدقني هدفعكم كلكم التمن غالي.
________________________
_مفيش ولا واحد منهم موهوب و لا حتى زُهري عادي.
تحدث زين بينما يجلس على المقعد بإرهاق، لقد قضوا النهار بأكمله ينتقلون بين الكليات المختلفة مستغلين أوقات الفراغ لدى الطلاب لعقد محاضراتٍ وهمية.
كانوا الآن في كلية التجارة و التي اشتهرت بكثرة عدد طلابها مقارنة بباقي الكليات و اضطرارهم لأخذ محاضرات في أوقات متأخرة بسبب عددهم الكبير الذي يتم تقسيمه على مجموعات.
تحدثت سهى بينما تسبقهم باتجاه المدرج:
_الدكتور طلع، دي فرصتنا….بسرعة.
نهض زين ليسير خلفها متحدثاً بضيق:
_دي آخر محاضرة النهاردا، انتوا نسيتوا كلام أغيد؟! قربت أموت منكم.
تحدث سهيل الذي كان يسير إلى جواره:
_دراما كوين، بطل مبالغة.
_أنا ببالغ؟! تعالى مكاني و وريني هتعمل ايه…آه صح، نسيت إنك شخص عادي، متتكلمش تاني بقى!
قلب سهيل عينيه بملل و لم يجبه.
دخل الثلاثة إلى القاعة و بدأوا في وضع أغراضهم المزيفة من دفاتر و أقلام حتى يوهموا الطلاب أنهم أساتذة بالفعل.
نهض سهيل و كان على وشك إلقاء خطابه المعتاد و الذي حفظه من كثرة تكراره اليوم لكنه صمت ما إن فُتح باب القاعة ليدخل شخص كبير في السن من الباب فجأة.
رفع الرجل حاجبه باستنكار متحدثاً:
_مش دا مدرج سنة تانية؟!
أومأ الطلاب بإيجاب فعاد للحديث مجدداً:
_عندهم محاضرة محاسبة دلوقتي أنا اللي هديهالم، حضراتكم مين؟!
ابتلع زين بقلق في حين تحدثت سهى:
_اه، احنا معيدين مادة الإقتصاد، كان عندنا سكشن في سنة تالتة احنا متأسفين!
_انتوا التلاتة داخلين تدوا سكشن؟
أجاب سهيل بابتسامة مصطنعة:
_اه، ما احنا كنا هنقسمهم على تلات مجموعات، عن إذن حضرتك.
نهض ليسير مبتعداً و من ثم تبعته سهى و في النهاية كان يسير زين الذي تسبب العرق على وجهه في سقوط الشارب المزيف.
طالعه الأستاذ و الطلاب بصدمة فابتسم بارتباك و كان على وشك متابعة سيره عندما تحدث الأستاذ فجأة:
_استنى…شكلك مألوف، أنا شفتك قبل كدا فين؟!
عادت سهى لتتحدث سريعاً:
_طبيعي مألوف…دا أستاذ زيدان عنده قناة مشهورة على اليوتيوب.
تحدث أحد الطلاب الذي كان يجلس في المقدمة و الذي تمكن من رؤية هيئة زين جيداً:
_مش دا المجرم اللي كانوا بيعلنوا عنه إنه هربان في التيلفزيون؟!
_لا مش هو، هو شبهه بس!
تحدث سهيل بينما يجره من يده حتى يتمكنوا من الخروج سريعاً قبل أن ينتبه لهم المزيد لكنهم و ما إن وصلوا إلى باب المدرج حتى أُغلق في وجههم من قبل أحد الطلاب الذي صرخ بصوت مرتفع:
_أيوا هو، حد يتصل بالشرطة بسرعة!
______________________

 

في مكان آخر:
فتح كنان عينيه فجأة و بدأ في سعال الماء من جوفه حتى استعاد أنفاسه.
بدأ في مطالعة المكان حوله باستغراب، كان يستلقي على أرض صخرية صلبة في مساحة مضائة بأحجار زرقاء و زمردية لامعة و هذا كان مصدر الضوء الوحيد في ذلك الكهف المظلم.
عقد حاجبيه معاً بحيرة بينما يحاول تذكر كيف وصل إلى هنا، آخر ما كان يتذكره هو رؤيته لفتاة جميلة تخرج من المياه و اقتراب ريان و ناي للإمساك بها لكنه لا يتذكر ما الذي حدث بعد ذلك.
نهض ليسير باتجاه مدخل الكهف و ما إن حطت قدمه في الخارج حتى سحبها مجدداً بصدمة و هي مبتلة عن آخرها، هل هو…هل هو بكهف أسفل المياه؟!
_أهلاً، صحيت أخيراً؟!
جاء الصوت من خلفه فجأة و عندما التفت وجدها نفس الفتاة التي ظهرت لهم سابقاً.
_انتِ…انتِ مين؟!
_____________________
يتبع….

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x