روايات

رواية الغائب الحاضر الفصل الخامس 5 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية الغائب الحاضر الفصل الخامس 5 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الخامس

 

 

قريت السطور بسرعة، وعيني اتسمرت عند الجملة:
“سبب الوفاة: توقّف في عضلة القلب… بعد جرعة دوائية زائدة غير مبرّرة.”
جرعة؟!
يعني أبويا ما ماتش طبيعي؟
كملت الورق… لقيت إمضاء غريب تحت التقرير.
الاسم كان واضح:
“الدكتور/ عرفه عبد الغفار”
اتجمّدت.
عرفه؟!
جوز أمي… اللي دخل حياتنا بعد موت أبويا.
هو اللي مضى على التقرير!!
الورق وقع من إيدي، وقلبي بيرزع في ضلوعي.

 

كل حاجة حواليا ابتدت تهتز… والباب اللي ورايا اتقفل بقوة.
فجأة، لمحت ظل بيتحرّك في آخر الغرفة.
رفعت عيني… لقيت شخص واقف، جسمه باين بس وشه مش واضح.
كان مربوط من إيده على كرسي… نفس الكرسي اللي مرسوم في كراسة عمر.
الصوت جه من الظل نفسه:
ـ “هشام… اللي خان أبوك… خانني أنا كمان.”
قربت خطوة صغيرة… والظل بدأ يهتز، كإنه بيقاوم وعايز يفك نفسه.
وفجأة… ظهر وشه.
كان… عمر.
صرخت:
ـ “إنت؟! إزاي؟! إنت ميت!”
هو ابتسم ابتسامة وقال:
ـ “ميت… بس مربوط هنا. زي ما كان أبوك مربوط.”
النور انطفى فجأة، والمكان غرق في ظلمة.
آخر حاجة سمعتها قبل ما كل حاجة تختفي… همسة واطية من عمر بيقول:
ـ “الموت مش النهاية يا هشام… البداية عند المقبرة.”
حسيت بجسمي بيتكتّف من غير ما حد يلمسني.
المكتب وقع على الأرض والملف اتبعتر، والورق بيطير في الهوا.
صوت عمر رجع، بس المرة دي كان حواليا من كل اتجاه:
ـ “هشام… الحقيقة مرعبة… واللي قضى عليا مش هيسيبك.”
فجأة سمعت صوت خطوات تقيلة جاية من الممر برّه الغرفة.
كل خطوة كأنها بتخبط في قلبي.
رفعت عيني على… الباب.
ظهر راجل طويل، لابس بالطو أبيض.
وشه مش باين.

 

 

جسمي اتجمّد، ورجلي مش قادرة تتحرك.
الراجل ده دخل الغرفة.
وقرب مني بخطوات بطيئة، وصوته كان عميق وقال:
ـ “إنت بتفتش في اللي ما ينفعش يتفتح… أبوك دفع التمن… وإنت الدور عليك.”
الهوى بقى أبرد، والباب اتقفل.
وكل ما يقرب، الورق اللي على الأرض يشتعل لوحده ويتحول رماد.
قرب مني… وشفت إيده، عظامها بارزة.
مد إيده ناحيتي…
في اللحظة دي الباب اتفتح، وصوت “عمر” جه زي صرخة بتخترق المكان وقال:
ـ “إجرييييي يا هشام!”
أنا كأني اتحررت.
زقيت الكيان بكل قوتي، واندفعت نحية الباب.
الكيان وقع على الأرض، بس صرخ صرخة هزت جدران المستشفى كلها.
خرجت أجري في الممر… كل باب بعديه كان بيتقفل لوحده.
وفجأة… سمعت صوت عمر بيردد نفس الكلمة:
ـ “المقبرة يا هشام… المقبرة… المقبرة…”
وفجأة، لقيت نفسي واقف قدام باب حديد كبير، مصدّي… مكتوب عليه بحروف محفورة:
“غرفة الحفظ ـ الأبدية.”
الهوى حواليا كان قوي، كأن المكان عاوزني ألمس الباب.
مديت إيدي المرتعشة على القفل المصدي… لمسته، وساعتها سمعت صرخة عالية جاية من جوه، كأن أرواح محبوسة بتستنجد بيا.
الباب الحديد انفتح ببطء… والظلمة اللي جوا كانت أعمق من أي حاجة شُفتها قبل كده.
دخلت… ومع أول خطوة، الباب اتقفل ورايا بقوة.
اتسمرت مكاني.
فجأة نورت لمبة ضعيفة جدًا… لاقيت نفسي في غرفة كبيرة، وفي نصها صف طويل من توابيت حديد، كل واحد عليه رقم محفور.
قربت من أول تابوت… لمست الغطا من برّا لاقيته بارد، ولقيت اسمي محفور:
“هشام سامي عبد الحميد.”
حسيت إن روحي اتسحبت مني.
إزاي اسمي هنا؟!
وأنا لسه عايش!
فتحت التابوت وأنا قلبي بيدق بسرعة…
ولقيت جواه صور قديمة لأبويا مربوط بسلاسل… نفس المشهد اللي كان في كراسة عمر.
بس الغريب… إن الصور دي مطبوعة بتاريخ بعد سنة من “وفاته”.
فجأة: صوت عمر جه من آخر الغرفة وقال:

 

ـ “شايف يا هشام؟! أبوك اتسجن هنا… وأنا كمان كنت هنا!”
قبل ما ألحق أرد… التوابيت حواليا بدأت تهتز، وأصوات خبط جواها، كأن أجساد بتحاول تخرج.
واحد منهم اتفتح فجأة…

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *