روايات

رواية الغائب الحاضر الفصل الرابع 4 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية الغائب الحاضر الفصل الرابع 4 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الرابع

 

فتحت الظرف وأنا إيدي بتترعش…
لقيت ورقة صغيرة مكتوب فيها:
“اللي إنت بتدور عليه… مش بعيد.
السرّ بين إيدين اللي كنت فاكره (أب).”
الدم اتجمد في عروقي.
الكلام واضح… بيشاور على “عرفه”.
ساعتها الموبايل رن.
“عُمر.”

 

رديت وأنا قلبي بيخبط:
ـ “ألو؟”
الصوت المرة دي ماكانش صوت “عُمر”.
كان صوت تقيل، متقطع… شبه صوت “عرفه”.
ـ قال”هشام… متدخلش في اللي مش ليك.”
وقبل ما أرد… الخط قطع.
قعدت أبص في الموبايل، وجسمي كله بيرتعش.
هل ده فعلًا صوت “عرفه”؟ ولا مجرد وهم؟
بصيت حواليا…
ولقيت نفس الورقة، بس المرة دي مكتوب فيها:
“أبوك… ما ماتش موته طبيعية زي ما قالوا.”
فضلت أبص فيه الكلام اللى مكتوب، وعقلي بيحاول يهرب من المعنى.
أنا طول عمري عايش على فكرة إن أبويا مات بسكتة قلبية… إزاي دلوقتي يطلع كل ده مش حقيقي؟
بقلب الورقة لاقيت مكتوب فيها كلمة واحدة:
“المشرحة.”
يعني إيه المشرحة؟!
هو يقصد إن موت أبويا وراه سر في التقرير؟
فجأة الكلام اتمسح من الورقة واتكتب مكانه:
“في حاجة مدفونة في الملفات القديمة.”
في اللحظة دي الموبايل رن تاني.
نفس رقم “عُمر”.
رديت بسرعة:
ـ “عُمر؟”
الصوت جه مبحوح، متقطع…
ـ “هشام… لو عايز تعرف الحقيقة… روح المستشفى القديمة. الدور التحتاني… غرفة ٣.”
حاولت أعرف:
ـ “إيه علاقة المستشفى بموت أبويا؟!”
لكن الخط اتقطع، وسابني بغليان.
قضيت باقي الليل مش قادر أنام.
كل ما أقفل عيني، أشوف صورة أبويا مربوط على كرسي زي الرسمة اللي شفتها في الكراسة.
وصوت “عرفه” بيرن في وداني:
“محدش يعرف سرّي غير المقبرة.”
أول ما طلع نور الصبح، قررت أروح المستشفى القديمة اللي في شارع جسر السويس… المستشفى اللي كانوا بيودّوا فيها الحالات الميئوس منها زمان.
المبنى لسه واقف، بس شكله مهجور ومقفول من سنين.
تخطيت السور، ودخلت من شباك مكسور.
جوا… المكان كان كئيب، الحيطان متشققة، والريحة خانقة.
نزلت على السلم اللي تحت…
ولقيت غرفة رقم (٣).

 

الباب مقفول بس القفل متآكل.
زقيته برجلي… فتح.
دخلت جوا، كان في مكتب قديم، والتراب مغطي كل حاجة.
لكن اللي لفت نظري… درج مفتوح نص فتحة، وجواه ملف أصفر مكتوب عليه:
“سامي عبد الحميد”… اسم أبويا.
قربت، ومديت إيدي أخده…
وفجأة حسيت ببرودة شديدة… وصوت “عُمر” جه من ورا وداني، وقال:
ـ “خلي بالك يا هشام… اللي هتعرفه هنا… هيدمرك.”
إيدي كانت بترتعش وأنا بسحب الملف من الدرج.
نفضت التراب اللي عليه.
لاقيت مكتوب فوق:
“تقرير وفاة: سامي عبد الحميد ـ ١٩٩٦”
قريت السطور بسرعة، وعيني اتسمرت عند الجملة:
“سبب الوفاة….”

 

لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية الغائب الحاضر)

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *