روايات

رواية الغائب الحاضر الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية الغائب الحاضر الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثاني

 

 

من الليلة دي، نومي مبقاش نوم طبيعي.
كنت قاعد على السرير، الموبايل في إيدي، مستني “عُمر” يرن عليا.
بس الليلة عدّت من غير ما يرن.
صحيت، الصبح ودماغى بتفكر برضه.
حاولت أقنع نفسي إن اللي حصل مجرد صُدفة.
بس السؤال اللي كان بيلف في دماغي:
إزاي عمر جاب رقمي؟
بعدها قررت أخرج أتمشى في المنطقة… يمكن أشوف حد من أصحابي القدامى.
لفّيت في الشوارع اللي اتربيت فيها… كل حاجة كانت متغيرة، كأن الزمن اتشقلب.
ولقيت نفسي واقف قدام بيت “عُمر”.
وقفت وافتكرت الذكريات… بس كان فيه حاجة غريبة، البيت شكله كأنه مهجور.
فضلت واقف لحد ما ست كبيرة عدّت من جنبي، سألتها:
ـ “بعد إذنك يا حاجة… بيت عُمر ابن الأستاذ سامي لسه قاعد هنا؟”
بصّتلي باستغراب وقالت:
ـ “انت شكلك مش من هنا؟”
قولتلها:
ـ “كنت مسافر ولسه راجع من كام يوم.”
الست الكبيرة تنهدت وقالت:
ـ “عُمر مات من سنين.”
الكلمة دي وقعت على وداني زي الرعد.
ـ “مات؟! إزاي يعني؟!”
هزت راسها وقالت:
ـ “موتة كان فجاة… لحد دلوقتي محدش عرف ايه اللى حصل.”
أنا اتجمدت في مكاني.
إزاي وأنا لسه سامع صوته من يومين؟!
مش معقول.
رجعت الشقة بالليل وأنا تايه.
أول ما قفلت الباب… لاقيت “عُمر” بيتصل عليا.
إيدي كانت بتترعش وأنا برد:
ـ “ألو؟”
الصوت جه أوضح من أي مرة قبل كده:
ـ “دلوقتي عرفت أنا فين… صح؟”
ضحك ضحكة غريبة وقال:
ـ “أنا عُمر… زي ما قلتلك. أنا محتاج حقّي يا هشام.”
قلتله:
ـ “حقك؟! تقصد إيه؟”
الصوت هدي، لكنه بقى أخطر:
ـ “اللي قتلني لسه عايش… وأنا مش هرتاح غير لما تعرفه وتجيب حقي.”
وبعدين سكت.
وسمعت نفس الهمهمات اللي سمعتها قبل كده… أصوات ناس حوالينه.
وبعدين الخط قطع.
ساعتها فهمت إن الليلة دي مجرد البداية… وإن اللي جاي أبعد وأخطر من مكالمات.
فضلت ماسك الموبايل بإيدي بعد ما الخط اتقطع، وداني لسه فيها الهمهمة.
حسيت إني مش لوحدي في الشقة… كأن في حد معايا.
قمت بسرعة ونورت النور.
الأوضة كانت فاضية.
لكن ريحة غريبة نفاذة مليّت المكان.
سمعت همهمة جايه من الصالة.
خرجت… ملقتش حد.
رجعت أقعد، وحطيت إيدي على الكرسي قدام البلكونة.
دماغي كانت شغّالة:
إزاي واحد ميت بيكلمني؟
ولو فعلاً مات موتة مش طبيعية… ليه أنا بالذات اللي لازم أجيب حقه؟
قبل ما أستوعب، الموبايل رن تاني.
رديت وأنا إيديا بتترعش:
ـ “ألو؟”
الصوت جه واطي جدًا… كأنه بيهمس:
ـ “إوعى تقول اسمي قدام حد… متخليش حد يعرف إننا اتكلمنا.”
قلتله:
ـ “إنت عايز إيه مني؟! أنا مش فاهم!”
ـ “أنا هفهمك… بس وحدة وحدة. فاكرالمكان اللي كنا بنلعب فيه وإحنا صغيرين… المكان اللي وكنا بنستخبى فيه؟”
قلت بسرعة:
ـ “تقصد الجراج؟ الجراج القديم اللي ورا مدرسة عمر بن الخطاب؟”
الصوت اتغير فجأة… بقى تقيل ومرعب جدا:
ـ “روح هناك… وهتلاقي أول خطوة.”
وقبل ما أسأله أي حاجة… سمعت خبط شديد، وصوت صرخات، وصوت عُمر بيقول:
ـ “أنا تعبان يا هشام… تعبان… نفسي أرتاح.”
وبعدين الخط قطع.
رميت الموبايل من إيدي، وقلبي بيدق بسرعة.
وقلت لنفسي:
“إيه اللي مستنيني في الجراج؟”
فجأة حسيت باب البلكونة ورايا اتقفل لوحده.
لفّيت بسرعة… مفيش هواء ولا حد.
لكن لقيت ورقة صغيرة محطوطة على الكرسي اللي كنت قاعد عليه.
أنا متأكد إنها ماكنتش موجودة!
فتحتها… كان مكتوب فيها:
“متتأخرش… وإلا دورك هييجي.”
قعدت أبص في الورقة بإيدين بتترعش.
الخط كان مهزوز… لكن أنا متأكد إنه خط “عُمر” وهو صغير.
رميت الورقة على الترابيزة وانا مش مصدق.
وفجأة حسيت هواء ساقع طالع من تحت باب الأوضة.
فتحت باب الاوضة بسرعة… ملقتش حاجة.
رجعت مكاني… والصدمة إن الورقة اختفت.
قفلت باب الأوضة ورجعت على السرير.
لكن لقيت نفس الورقة تاني!
اتصدمت.
فتحتها… المرة دي كان مكتوب:
“منتظرك فى الجراج… اليلة.”
ساعتها اتأكدت إن في حد معايا في الأوضة.
فضلت متجمد في مكاني من شدة الخوف.
حطيت الورقة في جيبي.
قعدت افكرهوعاوزنى ليه.

 

رغم خوفي… كان في حاجة بتشدني.
الساعة 2 بلليل.
خرجت من البيت، الشوارع فاضية، الجو بارد.
وأنا ماشي ناحية الجراج، حسيت بخطوات ورايا.
كل ما أقف… الخطوات تقف.
كل ما أسرع… الخطوات تسرع.
لفّيت فجأة… مفيش غير عمود نور ضيه بيرتعش والشارع فاضي.
وصلت الجراج.
المكان كان مقفول… بس بابه مكسور من تحت.
اتسحبت ودخلت.
الظلمة كانت تخوف.
ريحة تراب مالية المكان.
كل خطوة بتعمل صدى صوت يخوف أكتر.
وفجأة… سمعت همهمة.
صوت حد بيتكلم أو بيقرأ حاجة مش مفهومة.
قلبي بدأ يدق بسرعة.
قربت أكتر… ولقيت ركن من الجراج منوّر بضوء أحمر ضعيف.
مش عارف جاي منين.
ولما وصلت… لقيت كراسة قديمة، صفحتها مفتوحة.
مديت إيدي وانا بترعش.
ولما مسكتها… سمعت صوت “عُمر” ورا وداني:وقال؟
انتظروا الجزء الثالث النهارده ان شاء الله

 

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *