رواية لعبة القدر الفصل التاسع 9 بقلم يمنى محمد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية لعبة القدر الفصل التاسع 9 بقلم يمنى محمد
البارت التاسع
الدنيا كانت حرّ… الشمس بره مولعة نار، لكن في الكافيه التكييف شغال والريحة ريحة قهوة فايحة في المكان. قاعدة قدامه على مضض، قلبها بيخبط كإنه عايز يهرب من صدرها. سامي كان هادي، هدوء يخضّ… ابتسامته خفيفة وعينيه ثابتة عليها، بس مش النظرة اللي تدايق، لأ… نظرة مطمنة، كأنها بتقول: “أنا هنا، متخافيش.”
مدّ إيده للكوباية يجيب لها عصير، وبنبرة حانية قال وهو بيبص لها:
سامي بابتسامة:
– “تحبي مانجا ولا برتقان؟”
هي متلخبطة، رفعت عينيها له باستغراب بسيط وقالت لنفسها:
“يعني إيه؟ هو بيسألني؟ ده ياسر عمره ما اهتمّ، كان بيطلب وخلاص، ويقول لي اشربي، ونادرا ما كان بيخرج معاها، خايف لحد يشوفهم سوا”
ابتسمت بخفة وقالت بنبرة مترددة:
– “مانجا…”
سامي قام بنفسه، راح للكاونتر، رجع بعد دقيقة بالكوباية، وحطّها قدامها بهدوء كأنها جوهرة:
سامي:
– “اتفضلي.”
بصّت للكوباية… حاجة صغيرة جدًا، بس فجأة حسّت إن الكوباية دي أهم عندها من كل الهدايا اللي كان بيجيبها ياسر… أصل المعاملة فرق، والفرق كبير.
هي (بنبرة خافتة):
– “شكرًا.”
سامي بابتسامة بسيطة:
– “ولا يهمك.”
سكتوا شوية، وهي عاملة نفسها بترشف العصير، بس جواها دوشة. بتحاول تطفشه بكل الطرق: كلامها قليل، ردودها باردة، عينيها في الأرض… لكن هو؟ ولا فارق له. قاعد يحكي حكايات، يفتح مواضيع خفيفة، يضحك من قلبه مش تمثيل.
سامي فجأة وهو بيبص لها باهتمام:
– “إنتي بتحبي إيه في حياتك؟”
هي (رافعه عينيها له باستغراب):
– “إيه؟”
سامي:
– “يعني لو ليكي حاجة واحدة تفضليها وتعيشي بيها، تبقى إيه؟”
السؤال خبطها في قلبها. دماغها اتلخبطت، وافتكرت صور كتير… قهر، وجع، صرخات مكتومة، أيام سودا. قلبها وجعها، بس نطقت من غير ما تفكر:
هي:
– “الأمان…”
سامي بصّ لها وهو بيميل شوية:
– “الأمان؟”
هي (بصوت واطي):
– “أيوة… الأمان.”
سامي سكت لحظة، وبعدين ابتسم ابتسامة صغيرة وقال بنبرة جد:
– “يبقى أنا عندي هدف دلوقتي.”
اتجمدت… قلبها وقع في رجلها. يعني إيه؟ وش معنى كلامه جابها في الحتة الضعيفة اللي جواها؟ قعدت تبص له من غير ما تعرف ترد.
هي (بصوت متلخبط):
– “هدف؟!”
سامي بهدوء وهو بيبص في عينيها:
– “أيوة… لما واحدة زيك تقول لي إن أهم حاجة عندها الأمان، يبقى اللي قدامها لازم يفهم ويعرف يديهولها.”
هي بسرعة:
– “بس… مش كل حاجة سهلة زي ما أنت فاكر.”
سامي وهو بيرتشف العصير وبيبص لها بابتسامة مطمنة:
– “مفيش حاجة سهلة… بس مفيش حاجة مستحيلة برضه.”
هي (محاولة تغيّر الموضوع):
– “إنت دايمًا كده بتسأل أسئلة غريبة؟”
سامي ضاحك:
– “غريبة إيه؟ ده سؤال عادي.”
هي:
– “لأ… مش عادي. مفيش حد بيسأل الحاجات دي إلا لو بيدوّر على حاجة.”
سامي وهو بيميل لقدام:
– “وأنا بدوّر فعلاً.”
هي متحفزة:
– “بدوّر على إيه؟”
سامي بابتسامة فيها ثقة:
– “على الحقيقة… وعلى اللي يستاهل.”
هي بسخرية خفيفة:
– “والحقيقة دي لقيتها؟”
سامي وهو بيبص في عينيها بثبات:
– “يمكن… قدامي.”
هنا قلبها بيرتعش، بتحاول تهزر علشان تهوّن، بس مش قادرة. الكلام بيخترقها. بتاخد نفس عميق وتحاول تبعد الحوار:
هي:
– “مش شايف إنك متسرّع شوية؟”
سامي:
– “أنا مش بقول إني قررت… بس أهو بحاول أعرفك.”
هي (بصوت فيه توتر):
– “معرفتك بيا مش هتكون سهلة.”
سامي وهو بيضحك بهدوء:
– “أنا بحب الحاجات اللي مش سهلة.”
هي قلبها بيدق، بتحاول تهزر علشان تهوّن:
– “واضح إنك واثق في نفسك قوي.”
سامي:
– “مش موضوع ثقة… موضوع إحساس.”
هي:
– “إحساس؟”
سامي:
– “أيوة… ساعات الإحساس بيبقى أصدق من ألف كلمة.”
هي بصوت متوتر:
– “إحنا لسه منعرفش بعض غير من كام يوم.”
سامي:
– “وأنا قلت إننا هنكتب الكتاب دلوقتي؟ أنا بس بقول لك إني شايف حاجة… والباقي على الزمن.”
هي بعد لحظة صمت:
– “أنا مش عايزة أدوّرك ولا أدور أي حد… أنا مش ناقصة وجع دماغ.”
سامي بهدوء:
– “وأنا آخر واحد عايز يوجع دماغك.”
هي:
– “وأنت متأكد إنك مش زي غيرك؟”
سامي وهو بيضحك بس ضحكة خفيفة جد:
– “لو زي غيري كنت عملت زيهم من أول دقيقة.”
هي:
– “يعني إيه؟”
سامي:
– “يعني كنت حاولت أقرّب بأي طريقة… لكن شوفي، أنا قاعد قدامك، ولا لمستك، ولا حتى حاولت ألمّح بحاجة خارجة… لأن لو الحاجة دي هتيجي، هتيجي باحترام.”
هي سكتت لحظة، قلبها واجعها أكتر من الأول. بتحاول تخبي ارتباكها:
– “أنت واضح إنك بتعرف تتكلم.”
سامي:
– “وإنتي واضحة إنك مش مصدقة ولا كلمة.”
هي بسرعة:
– “ماينفعش أصدق بسهولة.”
سامي:
– “ماطلبتش منك تصدقي دلوقتي… الوقت هيقول كل حاجة.”
سامي وهو بيبص في ساعته:
– “إيه رأيك نمشي؟ الجو بدأ يزحّم.”
هي:
– “أه… ماشي.”
(وهو بيمشي معاها برة، يسيب مسافة صغيرة بينهم، فجأة يوقفها):
سامي:
– “بلاش الناس تبص علينا غلط… يهمني سُمعتك.”
الكلمة وقعت على ودنها زي مزيكا، سكتت ومردتش، قلبها بيرقص وخايف في نفس الوقت. ياسر عمره ما فكر كده، ده كان أول واحد يجرّها من إيدها في أي حتة، ولا همه ولا همه كمان منظرها…
منى بصوت خافت:
– “شكرًا…”
سامي بابتسامة بسيطة:
– “ماتشكرينيش… ده الطبيعي.”
(وهنا يودعها عند باب العمارة، وهي تدخل، ولسه قلبها بيخبط.)
أول ما رجعت البيت، قعدت لوحدها في البلكونة، إيدها على قلبها، ودماغها بتولع:
“إيه الفرق ده؟ ليه كنت شايفة ياسر كل حاجة؟ ليه كنت فاكرة إن ده الطبيعي؟”
التليفون رن… رسالة من رقم غريب:
“إنتي فاكرة اللي حصل؟ ولا ناسيه؟”
اتجمد الدم في عروقها… وشها بيبيض، وإيدها بتترعش. قعدت تبص في الرسالة، قلبها بيرجع لليلة السودة… اللي محدش يعرف عنها حاجة.
قفلت التليفون بسرعة، لكن عينيها دمعت… ولسه بتحاول تلم نفسها، جالها إشعار برسالة جديدة… من سامي:
“وصلتي؟ لو محتاجة أي حاجة أنا موجود.”
الرسالة دي كانت طوق نجاة، بس في نفس الوقت… جواها كان فيه صوت بيقول:
“لو عرف… هيبعد زي غيره.”
بتقوم تمسح دموعها، وبتبص للتليفون… فجأة جيلها إشعار جديد، نفس الرقم الغريب، رسالة تانية:
“لو هو عرف، هيسيبك زي ما سابك غيره… وأنا ممكن أخليه يعرف، واقوله إنها مبقتش بنت شريفة، وحامل من حد غيرك، ومن غير جواز، تخيلي هتكون صدمته فيكي إيه.”
الرسالة التانية دي خلّت الموبايل يقع من إيدها، وصوت دقاته وصل لودانها… والستارة اتفتحت فجأة من الهوى، كأنها بتقول: العاصفة لسه في أولها.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية لعبة القدر)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)