رواية نوح الباشا الفصل الثالث عشر 13 بقلم ندى الشرقاوي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية نوح الباشا الفصل الثالث عشر 13 بقلم ندى الشرقاوي
البارت الثالث عشر
#الفصل_الثالث_عشر
#نوح_الباشا
-كيفك عـــزيـــزي نـــوح
نظر إليه نوح نظرة ثاقبة وهتف بسخريةٍ
-مرحب عدوي ،سليمان ،ماذا تُريد؟
كان سُليمان ينظر إليه بغل فـ نوح هو الوحيد الذي يقف امامه في عمله ،والمصمم الذي تفوق عليه على مدار السنين
-علمتُ أنك تزوجت،لذلك أرد أن اوهنئك،أنت بخيل نوح لا تُريد أن تُضيفني في منزلك المُتواضع ،وتُعرفني على العروس الشرقية
كاد نوح أن يقبض على ثوبه لكن قاطعه صوت موج وهى تقول
-مين يا نوح ؟؟
تقرب سُليمان من أذن نوح وتمتم بصوت منخفض
-الفتاة تصيح يا نوح ،هل تعلم أنك تكذب عليها ؟
خفف نوح قبضته عليه حتى لا يفسد كُل ما يسعى إليه ،ورتب على منكبيه ودلف وهو يرى موج تنتظره في منتصف الصالون
-مفيش يا حبيبي دا سليمان صحبي في سويسرا ،لما عرف جه يباركلي على الجواز
تقدم سُليمان وهو يَمُد يده لموج حتى يصافحها لكن يد نوح كانت اسرع ليهتف ببرود
-بعتذر يا صديقي لا تُصافح الرجال
كانت موج لا تفهم اللغه لذلك كانت تقف تنظر إليهم فقط ،وهزت رأسها لسُليمان علامةً على الترحيب به ،اخبرت نوح انها سوف تُجلب لهم بعض المُقبلات والمشاريب
-ماذا تُريد يا سُليمان ،هُنا ليس َ مكانٍ للحديث عن العمل ،أو الصفقات هذا منزلي من يدخله حبيبي وليك عَدوي ،وبالنسبة لأمرآتي فهي خط أحمر من يقترب منها أجعل بيني وبينه بحر من الدماء ،لذلك فكر قبل خطوتك
وضع سُليمان قدم فوق الأخرى ،وهو يبتسم بإنتصار انه وجد من يُخاف عليه “نوح الباشا”،فهو يبحث عن هذا الخيط منذ أعوام .
-يا عزيزي أنا فقط أريد أن نتعامل معًا ،نُأسس معًا شركة
وقف نوح وهو يصيح بصوت عالٍ
-شركة فاسدة ،تدعم الفساد ،تحت عنوان الشرف ومن الداخل عدم الشرف
قال سليمان وهو يعدّل ياقة بدلته ببرود
– لمَ التضخيم يا عزيزي؟ إنها شركة في ظاهرها مشرّفة، اسمها لامع، أما باطنها فهو المنجم الحقيقي،مناقصات صورية، فواتير مزوّرة، وغسيل أموال خلف ستار “مشروعات خيرية”،أنت لا عليك سوى التوقيع، والتصميم حتى نخفي كل شئ ورا تصاميمك المبهرة ،أما البقية فأمرها محسوم.
تقدّم نوح، وصوته يجلجل كالرعد
– شركة فاسدة إذن… رشاوى لمسؤولين، تلاعُب في الحسابات، غسيل أموال ،نوح الباشا لا يمس اسمه شئ قذر
ابتسم سليمان ابتسامة باردة، فيها شيء من التحدي
– أسميه ذكاءً في التجارة، إذا كُنت لا تُريد أن نخلط عمل التصاميم مع الشركع سوف نعمل في شئ أخر ، سنفتح ذراعًا خيرية توزّع أشياء للفقراء في الشتاء أمام عدسات الصحافة، بينما تمرّ الملايين في عقود التموين والصيانة،لدينا من يبرّد الدفاتر، ولدينا من يوقّع من فوق ومن أسفل أمّا أنت، يا باشا، فستكون الوجه الشريف لنا اسمك وتاريخك وصلاتك… ذلك ما يلمّعنا،في وقت قصير يلمع أسمك في مصر
قبض نوح كفيه بقوة
– واسمي؟ وبيتي؟
ثم استطرد
لقد قلت لك هنا حدوده لا تُمسّ،تُريد تدمير شباب وأجيال قادمة
أمال سليمان رأسه وغمغم بثقة
– حدودك ستتّسع إذا أحسنت اللعب،ولا تظن أني جئت أترجّى، بل جئت أعرض معادلةً ومعها ثمن الرفض لديّ ملفات على كُل شئ فاسد ، وإن فتحتها فسيُسحق كل من يظن نفسه بعيدًا عن النار،السوق على وشك أن يُقسم، ومن يقف خارجه يؤكل
اقترب نوح منه، وعيناه تقدحان شررًا:
– أتُهدّدني؟ في بيتي؟أريد أن أكل يا سليمان ،أنا “نوح الباشا” استمع جيدًا إلى حديثي ،نوح الباشا لا يُهزم
رفع سليمان كفّه بهدوء، وصوته هابط كهمس الثعابين يلدع فقط
– بل أصف لك الحقيقة،شركتنا، إن وُلدت، ستسيطر على المناقصات الإقليمية: نحن من نحدّد الأسعار، نحن من نخترع المواصفات، نبدّل الملصقات على السلع الفاسدة، ونغسل الخراب ببيانات صحفية وصور براقة،والجماهير تصفّق،وفي كُل هذا المخدِرات التي تدخل إلي البلد عن طريق السُفن التي سوف نستوردها
ازداد صوت نوح صلابة
– أتبيعون أرواح الفقراء وتسمّون ذلك استثمارًا؟
اقترب سليمان حتى كاد يلامسه، وقال بابتسامة ثابتة:
– تلك هي قواعد اللعبة،الأيدي التي لا تتّسخ، لا تُمسك الثروات،أمامك اختيار يا باشا أن تكون سيد الإمبراطورية، أو أن تبقى الشريف المعزول حتى يتداعى من حوله كل شيء هذا العقد أمامك… توقيعك وحده يحوّله إلى كيان في غضون يومين وتذكّر… لك أحباب، وحكمتك تحميهم أكثر من غضبك
رفع نوح العقد ببطء، قلّب صفحاته ثم ألقاه على الطاولة بازدراء:
– أنا اسمي يهتز له كُل من هب ودب ،لا احتاج إلى مال ملوث ،ثروتي إذا بدا اولادي واحفادي واولاد احفاد في الانفاق منها لن تنتهي ،يوم يتلوّث اسمي، هو يوم أُدفن في التراب. غادر، يا سليمان،تحذير اخر أي يد تمتدّ إلى بيتي، أقطعها قبل أن تلامسه
تراجع سليمان خطوتين، وعيناه تلمعان ببرود
– أعشق الرجال العنيدين… لأن سقوطهم أمتع فكّر جيدًا، يا باشا السوق لا ينتظر أحدًا
غادر سليمان وترك نوح يؤكل من الداخل يُفكر في المستقبل ،جائت موج سريعًا عندما استمعت لصوت الباب يغلق ،كانت تستمع إلى حديثهم وصوتهم العالٍ ،لكن ارتعبت من الأقتراب
اقترب منه وجدته يقف يضع يده على راسه يُحاول أن يُهدئ نفسه ،وضعت يدها على ظهره
-نوح
استدار نوح سريعًا وهو يراها الخوف والرعب على وجهها ،ضمها إلى صدره بقوة خوفًا أن يفقدها ،كاد أن يكسر عظامها بين يده ،كانت ترتب على ظهره وهى تشعر بحرارة جسدة ،كأن درجة الحرارة مرتفعة
كان يتمتم بكلمات خافتة
-مش هتسبيني ،أنا لما صدقت لقيتك ….مينفعش تمشي….محدش هياخدك مني …سامعه
كانت تستمع إليه ويدها تسير على ظهره تحاول تهدئته
-كان عاوز ايه الراجل دا ؟ دا أكيد مش صحبك
ابعدها عنه قليلًا وهتف بصوت عالٍ
-ملكيش دعوه عاوز اي …ملكيش دعوه بيه …انسيه يا مووج
ابتعد عنها وغادر المكان باكمله وهى تقف في دهشه مما حدث
………………….
انتهى اليوم ونوح مازال في الخارج ،حاولت موج الوصول إليه لكن ترك هاتفه في المنزل ،حاولت الاتصال بمُعتصم لكن دون فائدة هاتفه خارج الخدمة
في نهار يوم جديد
كانت سيارة نوح تسكن أمام منزل والده غفل في السيارة لأن وصل في وقت متأخر،فاق على صوت أحد يدق بيده على زجاج السيارة ،حاول نوح فتح جفونه وأثر النوم على وجهه
وجد والده من يدق ،فتح الباب وهبط وهو يعدل ثوبه
-مدخلتش جوه ليه يا نوح
حك نوح رأسه بحرج وهتف
-جيت متأخر محبتش أزعج حضرتك
هتف والده بحنو لأول مره
-اي يا نوح يابني ،البيت دا بيتك ،ادخل يانوح الست والدتك جوه ،أنا هروح أخلص مشوار أنت اكيد محتاج وفاء ادخل
غادر والده دون سماع رده ،كان نوح يتمنى أن ينعم بعناق والده ،لا يتذكر أخر مره عانقه ،شعر بنغزة في قلبه لكن حمد ربه على وجوده في حياته
دق الباب وانتظر والدته ،فتحت الباب وهى تقول
-نسيت حاجة يا عبدالعظيم
ثم استطردت
-نـــوح!!
-اسف يا أمي لو جيت فجأه وكمان بدري بس أنا بايت في العربيه من الساعه ٢ بليل
ردت بحنو وحدثته كانه طفل وليس شاب
-ليه يا حبيب أمك ،مخبطش وصحتني ليه ،تفضل نايم في العربيه كده يا نوح ،تعال يا حبيبي
دخل نوح وهو يشعر أن بداخله حمل ثقيل على قلبه وجع ينهش كُل جزء في جسده
تحدثت وفاء بحنو
-بص بقا أنا هجهز الفطار ونقعد نفطر أنا وأنت لحد ما ابوك يجي
-لا لا مليش نفس للاكل ،أنا عاوز أقعد معاكِ بس
شعرت وفاء بنبرة حديثه الحزينة ،ابتسمت قائلة
-تعال يا حبيبي
جلست وفاء وجلس نوح بجانبها وهو مازال لا يعمل ماذا يقول !؟
حاولت وفاء بدأ الحديث
-أنت زعلان مع مراتك يا حبيبي !؟
-هااا لا يأمي ،موج مبتزعلنيش
-أمال مالك يا قلب أمك ،شايل الهم ليه يا حبيبي ،فضفض لأمك
أخد نفس عميق وهتف
-تعبان يا أمي أوى ،حاسس إن الدنيا كلها جاية عليا ،خايف على مراتي أوي ،أمي لو حصل ليا حاجة موج أمانه في رقبتكم
شعرت بوجع في قلبها عندما سمعت حديثة ،تفقد ابنها بعد كُل هذا الأنتظار ،لا لا .
-أنت بتقول ايه يا حبيبي ،بعد الشر عليك ،دا أنت هتفرح بعيالك وتجوزهم وتشوف احفادك كمان
ابتسم نصف ابتسامه وقال
-مش باين يا أمي أنا مش خايف ،بس كُل خوفي إني هبعد عنكم بعد ما لقتكم وابعد عنها ،أنا حبتها يا أمي والله
عانقته والدته بقوة وعبراتها تسيل على وجهها ،كانت دعوة لنوح حتى يبكي هو الأخر ويخرج ما بداخله ،كانت ترتب على ظهره وهى تتمتم ….
-لا يا قلب …أمك….أنت نور عيني يا نوح ….مالك ياحبيبي
احكيلي يا حبيبي ….أنا أمك ستر وغطا عليك
………….
كانت موج لم يغفل لها جفن ،تحاول والوصول إلى نوح ،أول معتصم ،لا تعلم إلى أين غادر ،ماذا حدث له !؟
جائت لها فكرة ،ارتد روبها فوق منامتها وخرجت من الڤيلا ،وصلت إلى باب الڤيلا وجدت الحارس
-علاء …تعرف عنوان أهل نوح صح
اوما له براسه ،وهتف
-ايوه يا هانم اعرف العنوان
ردت سريعًا
-هغير بسرعة وتاخدني توديني هناك تمام
-تمام يا هانم بس….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية نوح الباشا)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)