روايات

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثاني عشر 12 بقلم داليا محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثاني عشر 12 بقلم داليا محمد

 

 

البارت الثاني عشر

 

الفصل الثاني عشر :
كنت قاعد قدام باباها في الصالون… يمكن أول مرة في حياتي أحس إن قلبي بيدق كده بسرعة. الجو كان رسمي قوي وهادي، وأنا بحاول أبان ثابت، بس الحقيقة إني كنت متوتر جدًا.
قلت له بصوت حاولت يكون ثابت:
“عمّي… أنا جيت النهارده عشان أطلب إيد ليل رسمي. عارف إن الموضوع ممكن يكون مفاجئ، بس أنا حبيت أكون واضح من البداية.”
بص لي بهدوء وسألني:
“ليه دلوقتي بالذات يا حمزة؟”
اخدت نفس طويل وقلت وأنا بحاول أثبت عيني فيه:
“بصراحة يا عمّي… أنا معجب بليل من زمان. وسمعت إن في حد متقدم لها اليومين دول… قلت لازم أخد خطوة قبل ما يفوت الوقت.”
هو فضل ساكت لحظة، وقلبي كان هيقف. بعدين قال بنبرة هادية:
“أنا شايفك ولد محترم وإحنا عارفين أصلك وفصلك… لكن في الآخر الكلمة كلمتها. لو هي موافقة، مافيش مانع مبدئي من ناحيتي.”
وقتها حسيت روحي رجعت لجسمي. ابتسمت وقلتله بسرعة:
“شكرًا يا عمّي… أهم حاجة عندي راحتها قبل أي حاجة.”
وأول ما خرجت من بيتهم حسّيت إني مش قادر أتنفس. إيدي كانت بتترعش حرفيًا، ومخي بيجري مليون فكرة في الثانية. أنا فعلاً عملت كده من غير ما أقول لأبويا! عارف إنه كان مصر نستنى لحد ما امتحاناتنا تخلص، بس أنا… ماقدرتش.
كنت سايق العربية ورجلي مش ثابتة على البنزين، كل شوية أفتكر كلام عمي ونظراته الهادية اللي كانت بتفحصني من غير ما يتكلم كتير. مش عارف إذا كنت مرتاح ولا متوتر أكتر. فرحان إنه وافق كبداية، بس مرعوب من رد فعل أبوي لما يعرف إني سبقت كلامه وجيت لوحدي.
مسكت الموبايل كذا مرة أفكر أكلمه وأقول له اللي حصل، وبعدين أقفله تاني.
وقفت العربية على جنب الطريق دقيقة كاملة، أخد نفس طويل وأنا بحاول أهدّي ضربات قلبي اللي مش راضية تهدى. أول مرة في حياتي أحس إني مش قادر أتحكم في أعصابي بالشكل ده. حتى في أصعب امتحاناتي ماكنتش متوتر كده.
رجعت سايق وأنا مقرر حاجة واحدة: هقول لأبويا النهارده قبل ما يسمع من حد غيري. يمكن يزعل شوية، بس هيقدر… لأنه أكتر واحد عارف إن لما بحط حاجة في دماغي مبرجعش فيها. وليل… تستاهل كل مخاطرة.
ــ ـــ ـــ ـــ
وقتها أنا كنت قاعدة في أوضتي، وراميه ودني كويس… سامعة كل كلمة وطايرة من الفرح. مش مصدقة إنه أخيرًا خد الخطوة دي. بعد ما حمزة مشي، بابا ناداني:
“تعالي يا ليل، عايزك في كلمتين.”
قعدت جنبه، وكان باين عليه إنه جاي يتأكد من رأيي:
“حمزة جه النهارده واتكلم معايا رسمي… بيقول إنه عايز ياخد رأيك الأول قبل ما نعمل أي خطوة. أنا شايفه ولد كويس جدًا. إيه رأيك إنتِ؟”
ابتسمت بخجل وقلت:
“أنا موافقة عليه كمبدأ… هو شخص محترم وعمري ما شفت منه حاجة وحشة.”
بابا رفع حاجبه وسألني:
“هو كلمك قبل كده؟”
رديت بهدوء:
“مرة واحدة بس، كان بيقول بشكل غير مباشر إنه ناوي يتقدم… مش أكتر من كده.”
بابا هز راسه بتفهم وماسألش كتير لأنه واثق فيّ وعارف إن حمزة شاب محترم.
ــ ـــ ـــ ـــ
تاني يوم خلصت أصعب امتحان وأنا فرحانة جدًا، مش بس علشان حليت كويس… لكن كمان علشان حمزة أخد الخطوة اللي كنت مستنياها. طول الطريق للبيت وأنا مبتسمة.
لكن أول ما فتحت باب البيت وشفت محمد قاعد مع بابا، قلبي وقع للحظة. “هو جاي هنا ليه؟! هو أنا موعودة بوشه بعد كل امتحان كويس؟” بس بسرعة مسكت نفسي:
“مش هعيّش نفسي في قلق… اللي يحصل يحصل.”
سلمت على بابا بابتسامة، وعلى محمد بسرعة، وقمت أدخل جوة.
لكن بابا ناداني:
“تعالي يا ليل، اقعدي معانا شوية.”
قعدت وأنا مستغربة، فقال بابا بهدوء:
“محمد جاي النهارده علشان يتقدم لك بشكل مناسب… وبيقول إنه هينفذ كل طلباتك.”
بصيت لمحمد ثواني، وبعدين رجعت بصيت لبابا وقلت بثقة:
“يا بابا… أنا مش موافقة، الموضوع ده منتهي بالنسبة لي.”
محمد اتنرفز شوية وقال بنبرة مش قادر يخبيها:
“ومش موافقة ليه؟ علشان حمزة؟”
اتصدمت إنه قال كده قدام بابا، لكن بسرعة مسكت أعصابي ورديت بثبات:
“أيوه يا محمد… حمزة اتقدم لي رسمي من يومين.”
بابا قال:
“ده كان مجرد كلام مبدئي، أهله لسه ماجوش رسمي.”
قلت بسرعة:
“حمزة جه واتكلم مع حضرتك بنفسه. وأنا ما كلمتوش غير مرة واحدة قبلها بس، كان بياخد رأيي قبل ما ييجي البيت. ومحمد شافنا بالصدفة وفهم الموضوع غلط… حاولت أشرحله بس هو مش راضي يسمع.”
بابا فضل ساكت شوية، ملامحه ما بين الاستغراب والحيرة. محمد كان واضح إنه اتصدم من ثقتي، لكني فضلت محافظة على هدوئي ورفضت الموضوع بشكل قاطع.
قمت ودخلت أوضتي، وبعد ما مشي محمد، بابا كلمني وقال إنه خلص الموضوع معاه بنفسه، وقاله إني في حكم مخطوبة لحمزة ومينفعش يتكلم في الموضوع ده تاني. اتبسطت من اللي بابا عمله بس سألته: “ليه ما قلتلهوش من الأول إن الموضوع منتهي؟”
بابا ابتسم وقال: “كنت عايز الكلام يطلع منك إنتِ علشان يفهم إن الموضوع خلص خالص.”
تفهمت وجهة نظره وما خدتش الموضوع في بالي… ورجعت أذاكر للمادة اللي بعدها وأنا مرتاحة أكتر من أي وقت.
بعد كام يوم من الموقف اللي حصل في البيت، محمد ما بطّلش. بقيت كل يومين ألاقيه قدامي في الكلية، مرة واقف مستنيني بعد المحاضرة، مرة جايبلي قهوة. وأنا في كل مرة بقطع معاه الكلام على طول:
“تمام… شكراً.”
وأمشي من غير أي كلمة زيادة.
لحد اليوم اللي حمزة شافه فيه بنفسه.
كنت خارجة من المدرج، ولقيت محمد مستنيني كالعادة. قبل ما ألحق حتى أغير طريقي، ظهر حمزة فجأة. ملامحه كانت جامدة وخطواته سريعة. أول ما وصل، وقف قدام محمد مباشرة من غير حتى ما يسلم.
حمزة بصله بثبات وقال:
“محمد،عايزك في كلمتين ”
محمد رد ببرود، ونبرته فيها عصبية واضحة:
“قول اللي عندك بسرعة. أنا مشغول.”
حمزة قرب خطوة وقال بهدوء متحكم فيه:
“أنت واضح مش فاهم. ليل خلاص خطيبتي. أنا اتقدمت لها رسمي، وأبوها وافق. يعني وجودك حواليها مالوش أي معنى.”
محمد شد نفسه وقال بنبرة متحدية:
“خطيبتك؟ ما شوفتش حاجة تثبت. وبعدين، أنا بسأل عليها زي أي زميل… أنت مكبّر الموضوع من غير داعي.”
حمزة ضيّق عينه وقال بحدة:
“أنا مش محتاج أثبت لك حاجة. والموضوع كبر فعلاً… لما بقيت توقف لها كل يوم كأنك مش فاهم كلمة (لأ).”
محمد قاطع الكلام بسرعة، صوته عالي شوية:
“وأنا مش فاهم ليه أنت شايف نفسك وصي عليها! ليل عارفة ترد لو مش عايزاني أقرب.”
حمزة ابتسم بسمة صغيرة باردة جداً وقال:
“هي ردت فعلاً… بس شكلك مش فاهم علشان كده أنا بقولك بشكل مباشر: ابعد عنها المرة الجاية هتكون مش بالكلام.”
محمد قال بنبرة متحدية أكتر، صوته منخفض لكنه مليان غضب:
“إنت فاكر نفسك هتخوفني؟”
حمزة ما رمش حتى، وقال ببرود قاتل:
“أنا مش بخوّفك. أنا بنبّهك. في فرق كبير بينهم.”
وقفوا ثواني بصّين لبعض، الجو كله توتر، لحد ما محمد اضطر يلف ويمشي وهو متضايق جدًا، وملامحه باينة فيها غليان.
بعد ما محمد لف ومشي، حمزة ما اتحركش فوراً. فضل واقف يراقبني بعينه، وبعدين اتجه ناحيتي بخطوات ثابتة.
“إزيك يا ليل؟”
صوته كان هادي لكن فيه حنية واضحة. قلبي دق بسرعة أول ما قرب مني… دي أول مرة نتكلم فيها من بعد ما جه اتقدملي.
حسيت وشي بيحمر، ومش عارفة أبصله في عينه من الإحراج. هو لاحظ طبعاً… ابتسم ابتسامة واسعة وهو شايف ارتباكي.
قال وهو ما زال مبتسم:
“عايز أسألك سؤال كده على الهامش… محمد ضايقك ولا كلمك الفترة اللي فاتت؟”
هزّيت راسي بسرعة وقلت:
“حتى لو حاول… أنا مش برد على أي حاجة منه.”
بصلي بنظرة فيها تقدير وقال بهدوء:
“تمام… كده ريحتيني.”
كنت لسه مش قادرة أسيطر على احمرار وشي، وهو واضح إنه كان مبسوط جداً بالمشهد ده. فجأة ضحك بخفة وقال:
“ممكن طلب بقى؟”
بصيت له باستغراب وابتسامة صغيرة:
“اتفضل.”
ثبت عينه في عيني، وبضحكة قال:
“ممكن تقبلي طلب الإضافة بتاعي على الفيس؟”
ما قدرتش أمسك ضحكتي:
“هفكر في الموضوع ده بشكل جدي… صدقني!”
حمزة ضحك أكتر وقال:
“ماشي يا ليل… اعملي حسابك الأيام الجاية هنشوف بعض كتير.”
بعدين بص حواليه كأنه افتكر حاجة وقال:
“أنا لازم أمشي عندي شغل بس حبيت أطمن عليكي.”
“شكراً يا حمزة.”
قلت الكلمة وانا مش قادرة أخفي فرحتي، وهو رد بابتسامة دافية جداً ومشي بخطواته الواثقة.
فضلت واقفة مكاني ثواني، قلبي بينط من مكانه، والابتسامة مش قادرة تنزل من على وشي… يمكن دي أسعد لحظة في حياتي كلها.
يتبع….

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى