روايات
رواية ستبقى حبيبي الفصل الرابع عشر 14 بقلم راجية الجنة
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية ستبقى حبيبي الفصل الرابع عشر 14 بقلم راجية الجنة
البارت الرابع عشر
الفصــــل الــــرآبـــــع عشـــر
ستبقــــي حبيبـــــي
دخلت سيسيل الي المستشفي ولكنها فوجئت بصدمة كبري امامها .. وجدت لوح من الورق مكتوب عليه ” ترحب اسرة المستشفي بانضمام دكتور ادم
اسماعيل ي طبيب جراحة القلب الي هيئه اطباء المستشفي “
قرأت سيسيل هذه الكلمات ووقفت امامها كالتمثال لا تتحرك وكانت دموعها تنهمر منها بغزارة كشلال من الامطار ركضت الي غرفه الاستراحة وبدأت
تبكي بشده علي ما يصيبها فكيف تتحمل كل هذه الصدمات في ان واحد .. كيف تتحمل ان تراه يوميا معها بل ويمكن ان تعمل معه لعده ساعات طوال .. كيف
ستتحمل ان تراه معها يحدثها وتحدثه تضحك معه ويضحك معها .. كيف كل هذا .. هل ستتحمل ام انها ستنهار سريعا .. يالله اعني علي ما انا فيه .. اللهم اني
رضيت بحكمك ولكني لا استطيع المقاومة .. لقد تعبت بل انهرت اعني يا الله
ذهبت سيسيل الي غرفه الملابس لتبدل ثيابها الي ثياب المستشفي وذهبت الي دكتورة سحر
سيسيل بصوت مخنوق تقتله الدموع : انا اسفه ع التأخير
سحر بنبره حاده وحازمة : دي اول واخر مرة تأخير يا سيسيل مفهوم ولا مش مفهوم
سيسيل تكاد ان تهبط من عيناها دموعها : حاضر
سحر : اتفضلي ع شغلك
كانت تسير سيسيل ولكنها لم تري الطريق من كثرة الدموع التي تملأ عيناها ولكنها اصطدمت بشخص
سيسيل دون النظر له : اسفه
رامي : طيب ع الاقل بصي شوفي انتي خبطي في مين
سيسيل وهي تنظر له : اسفه يا دكتور رامي
رامي بقلق : في ايه يا سيسيل ايه الدموع دي كلها
سيسيل : بعد اذنك اشوف شغلي
رامي وهو يستوقفها : استني يا سيسيل تعالي اوضتي لو سمحتي
ذهبت له سيسيل الي غرفه مكتبه
رامي : ممكن تقعدي
جلست سيسيل امامة ع المكتب وبدأ في استكمال حديثه : ايه يا سيسيل الدموع دي كلها انتي فيكي ايه مش طبيعيه بقالك فترة
بدأت تبكي بشدة لم تستطع ان تتحمل كل هذا الالم .. كانت خناجر تطعن في قلبها الرقيق .. كيف لهذا القلب ان يتحمل تلك الصدمات المتتاليه .. بدأت تبكي
وتبكي .. تركها رامي تفرغ ما بداخلها حتي هدأت وجففت دموعها
رامي وهو يقترب منها : انا مش هقولك دلوقتي مالك بس لما تحبي تتكلمي هتلاقيني اول واحد هسمعك
سيسيل بدموع : انا تعباااااااااااااانه ومش قااااااااااااادرة حاسه اني همووووووووووت
رامي بلهفه : بعد الشر عنك اوعي تقولي كده ع نفسك تاني .. رامي وهو يقترب منها .. اهدي يا سيسيل كل حاجة هتتحل بس بالراحة
سيسيل بتنهيدة قويه : ااااااااااااااااااااااااه
رامي بخوف: ايه يا سيسيل قوليلي مالك فيكي ايه .. ايه اللي اقدر اعملهولك اساعدك بيه
سيسيل بدموع : محدش يقدر يساعدني في اللي انا فيه .. محدش يقدر
رامي : انا هقدر بس مشوفكيش كده تاني
سيسيل : انا هبقي كويسه .. هبقي كويسه .. بعد اذنك
رامي : خلي بالك من نفسك وهتلاقيني دايما جمبك
وقفت سيسيل مكانها لانها شعرت بدوار عنيف حتي سقطت مغشيا عليها
ركض رامي تجاهها وحملها وذهب بها الي احدي الغرف المجهزة رآته سحر وركضت نحوة لتري ما بها سيسيل
سحر بانفعال : في ايه مالها يا رامي
رامي : ضغطها واطي متقلقيش
سحر : هو ايه اللي حصل
رامي : مش عارف انا فجأة لاقيتها واقعه مغم عليها هي تقريبا في حاجة تعباها
سحر : انا حاسه انها تعبانه اوي الفترة دي
رامي : ربنا معاها
بدأت سيسيل في الافاقه وبدأت تفتح عيناها ببطئ شديد
رامي بلهفه : انتي كويسه
كادت سيسيل ان تقوم من علي السريرولكن اوقفها رامي بحديثه
رامي : راحة فين انتي لازم ترتاحي شويه
سيسيل وهي تأخذ نفسا عميقا : انا كويسه الحمد لله
سحر : انتي لازم تروحي انتي مش هتعرفي تكملي كده
سيسيل : متشكرة يا دكتورة انا هقدر اكمل اليوم
رامي بحده وعصبيه ادهشت سحر : يعني ايه هتقدري تكملي انتي مش خايفه ع نفسك اتفضلي غيري هدومك علشان تروحي
سيسيل بحدة :والله انا اللي اقدر احكم هقدر ولا مش هقدر بعد اذنكم ومتشكرة ع الاهتمام
خرجت سيسيل لتتابع الحالات الخاصه بها بالرغم تعبها وارهاقها الواضح للجميع وبعد خروجها
سحر : زودتها شويه
رامي وهو ينظر لها : بعد اذنك يا دكتورة اشوف شغلي
اما ع الجانب الاخر بعد ان خرجت سيسيل لتمارس عملها اليومي بين المرضي قابلت ريم
ريم بفرح : سولا شوفتي الخبر اللي تحت
سيسيل وهي تستشيط قهرا منها : اه شوفته
ريم : انا فرحانه اوي ان ادم هيكون معانا هنا وهنشتغل معاه .. ايه يا سولا انتي مش فرحانه ولا ايه
سيسيل بعصبيه : يعني المفروض اعمل ايه مثلا اسيب شغلي واروح اباركله ولا تحبي اعمل فرح في المستشفي اصلك واحدة فاضيه انا ماشيه
ظلت ريم واقفه مكانها منصدمة من اسلوب سيسيل معها وبدأت دموعها تهبط منها ولكن دون صوت
بعدما ذهبت سيسيل من امام ريم دخلت الي المرحاض وبدأت في البكاء الشديد : ” ليه مكتوب عليا الحزن والجرح ليه .. ليه هي فرحانه وانا بموت من
عذابي وهي السبب وبتضغط ع الجرح اوي ليه .. ايه اللي انا عملته علشان اتعذب اوي كده يارب صبرني ع اللي انا فيه انا تعبت اوي .. اعمل ايه من قهري
وتعبي مش عارفه اعمل ايه .. لازم ترمي ورا ضهرك وتحققي حلمك .. محدش هينفعك هما هيكبروا ويبقي ليهم كيان وليهم الفرح وانتي هيبقي مكتوبلك
العذاب .. لازم تتغلبي ع عذابك علشان تقدري تعيشي .. اه يارب صبرني وقدرني علي اني اتحمل اللي جوايا “
جففت سيسيل دموعها واخذت نفسا عميقا لتخرج به كل الالام والهموم التي يتحملها قلبها الصغير الرقيق وبدأت في الرجوع الي عملها مرة اخري وذهبت
الي سحر
سحر متفحصه اياها : اخر مرة هسألك هتقدري تمارسي اليوم
سيسيل وهي تأخذ نفسا : هقدر يا دكتورة
سحر : طب يلا في حاله في الاسعاف
ركضت سحر وخلفها سيسيل الي الاسعاف ليروا الحاله التي جاءت الي المستشفي
وجدت سيسيل امامها فتاه في اوائل العقد الثاني من عمرها تتالم وبشده بدأت سحر بفحصها بمساعده سيسيل وقاموا بعمل اللازم لها
الام بخوف : مالها بنتي يا دكتورة هي كويسه
سيسيل : متقلقيش يا ماما هي كويسه بس للاسف حاله انتحار احنا عملنالها غسيل معده بس لازم المستشفي تبلغ الشرطة
الام ببكاء : شرطة .. اه يا بنتي .. منه لله اللي كان السبب
سيسيل : طب اهدي يا ماما ممكن بس تحكيلي الحكايه يمكن اعرف اتصرف
الام ومازالت منهارة من البكاء : منه لله .. منه لله
سيسيل : حضرتك اهدي بس كده وان شاء الله كل حاجة تتحل
الام بعد ان هدأت : بنتي كانت بتحب واحد وفضلت تحبه سنين لحد ما جه خطبها بس للاسف منه لله ابوها مسكه وهزقوا وقاله انا معنديش بنات للجواز كل
ده علشان الولد لسه في بدايه حياته ..الولد بعد ما مشي من عندنا بنتي سمعت خبر انه مات في حادثه انهارت وانهاردة دخلت عليها لاقيتها مرميه وجمبها
علبه الدوا كلها فاضيه .. ارجوكي يا دكتورة استري ع بنتي احنا مش وش بهدله
سيسيل : اهدي يا ماما وانا هتصرف ان شاء الله
ذهبت سيسيل الي سحر لتوقف اجراءات الشرطة
سيسيل : دكتورة سحر
سحر: ايوة يا سيسيل بلغتي الشرطة
سيسيل : بصراحة يا دكتورة لاء وكنت عايزة اقول لحضرتك ان البنت دي صغيرة وشكل مامتها طيبه ومش وش بهدله
سحر : بس انتي عارفه ان دي جنايه ومينفعش نتغاضي عنها
سيسيل : يا دكتورة احنا مهمتنا انقاذ الناس مش التشهير بسمعتهم ودي بنت لسه في بدايه حياتها تعبت واتعرضت لصدمة كبيره في حياتها ملاقتش قدامها
غير الحل ده وهو الموت .. هبطت منها دمعه حارة واكملت حديثها بتأثر واضح .. صدقيني يا دكتورة الانتحار لو مكنش حرام انا كنت اول واحدة قررت
انتحر
سحر بانفعال : ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده
سيسيل : صدقيني يا دكتورة .. احيانا الموت بيكون راحة من العذاب والالم اللي بنشوفه في حياتنا
سحر بحده: انا هتغاضي عن موضوع البنت ومش هبلغ الشرطة وعلي مسئوليتي الشخصيه بس لينا كلام تاني في الكلام اللي انتي قولتيه ده .. اتفضلي شوفي
شغلك يا دكتورة
سيسيل بحزن: ان شاء الله .. بعد اذنك يا دكتورة
سحر بحزم : اتفضلي
ذهبت سيسيل لتري عملها حتي انقضاء الوقت المحدد للدوام وابدلت ملابسها وذهبت الي الخارج وذهبت علي كورنيش البحر وكانت شاردة في حالها ولكن
افاقها من شرودها هطول امطار ديسمبر الغزيرة مما جعلها تستقل سيارة اجري لتذهب بها الي بيتها .. دخلت سيسيل الي المنزل وجدت حنان وايات جالسين
ع الاريكة القت عليهم السلام وجلست بجوار ايات
سيسيل : وسعي حبه مش عارفه اقعد
حنان : مش تاكلي الاول يا سولا قومي يا حبيبتي غيري هدومك عقبال ما احضرلك الغدا
سيسيل : لا يا خالتو ربنا يخليكي كلت في المستشفي
حنان : انتي كل يوم تقوليلي واكله ده منظر واحدة بتاكل وبعدين هو اكل المستشفيات ده اكل
سيسيل : معلش يا خالتو انا بس هقعد ارتاح شويه وادخل انام
حنان : انا مبقتش فاهماكي يا سيسيل ايه اخرة اللي انتي بتعمليه ده
سيسيل بحزن : وانا هعمل ايه بس يا خالتو بس بجوع في وسط النهار فبضطر اكل
حنان : طيب قومي غيري وتعالي اقعدي معانا
سيسيل : معلش يا خالتو انا هدخل ارتاح شويه
حنان : ماشي يا حبيبتي
دخلت سيسيل الي غرفتها وابدلت ملابسها وتبعتها ايات وجدتها جالسه علي السرير في وضع القرفصاء وكانت دموعها تهبط منها رغما عنها
ايات وهي تحتضنها : مالك يا سولا في ايه
سيسيل ببكاء : انا تعبت يا ايات ومبقتش قادرة استحمل .. ادم هيشتغل في المستشفي اللي انا فيها
ايات بخضه : انتي بتقولي ايه
سيسيل : هو ده اللي حصل انا مبقتش قادرة من الصدمات اللي كلها ورا بعض والله تعبت
ايات وهي تضمها لها وبقوة وتربت علي كتفها :اهدي يا سولا العياط مش هيحل لازم تتعاملي عادي معاه زيه زي اي دكتور تاني مش هتفرق
سيسيل : ياريت كان ينفع يا ايات بس ازاي اشوفه قدامي وهو معاها وابقي عادي ياريته كان بايدي بس غصب عني والله مش مستحمله
ايات : اهدي طيب مفيش حاجة تستاهل لازم ترضي بالنصيب يا سولا ومحدش عارف الخير فين
سيسيل : ونعمة بالله بس انا مش عارفه ليه كل ده بيحصلي
ايات : محدش عارف الغيب .. ربنا مش بيعمل شر .. اهدي بقي هقوم اعمل كوبايتين شاي في التلج اللي احنا فيه ده
سيسيل وهي تجفف دموعها : ماشي
ذهبت ايات لعمل كوبان من الشاي وعادت الي الغرفه وجدت سيسيل تجفف ملابسها
ايات : مش هينفع كده هاتي انشرهم ع الصبح يكونوا نشفوا ان شاء الله معتقدتش انها تمطر تاني
سيسيل : ماشي
دخلت ايات الي الشرفه لتنشر ملابس سيسيل وفوجئت برودينا تقف في الشرفه
ايات : بت يا رودي وحشتيني
رودينا : ماهو انتي ندله انتي والبت التانيه دي لا بتسألو ولا بتعبروا ولا كأن البلكونه في وش البلكونة
ايات : والله انا برجع متأخر والتلج ده عايز نوم وانتي بترجعي متأخر وسيسيل شرحة
رودينا : البت سولا دي وحشتني جدا هموت واشوفها هي عندك
ايات : اه عندي
رودينا : طب نادلها عايزة اشوفها
دخلت ايات وقامت بنداء سيسيل ودخلت لهم الشرفه
رودينا : يخربيتك انتي بقيتي عامله زي الموميا كده ليه وعينك مالها وارمة كده هو شغل الطب بيعمل كده
سيسيل : طب قولي ازيك الاول مش يخربيتك
رودينا : انتي مش بتبصي في مرايه ولا ايه فين سيسيل المشرقه ده احنا كنا بنحسدك ع اشراقتك ايه اللي انتي فيه ده
سيسيل : يلا الزمن بقي هناخد زمنا وزمن غيرنا
رودينا : عندك حق يا تيته ضحك الجميع ولكن سيسيل اكتفت بابتسامة رقيقه
سمع صوتها من الداخل خرج ليراها فهو ايضا لم يرها من زمن
ادم : يااااااااااااااه وشك ولا القمر يا سولا بقالنا كتير مشوفناكيش
سيسيل بقهر : الدنيا تلاهي
ادم : اه بس محدش بيتلهي عن حبايبه ولا ايه
سيسيل بوجع من هذه الكلمة : بعد اذنكم علشان ارتاح شويه
ادم وهو ينظر لسيسيل : سيسيل
سيسيل : نعم
ادم : انا اتعينت عندكم في المستشفي معرفتيش
سيسيل بوجع يعصر قلبها : عرفت .. مبروك
ادم : الله يبارك فيكي هشوفك كل يوم هناك
سيسيل : بعد اذنك .. تصبح ع خير
ادم بحزن : وانتي من اهله
دخلت سيسيل ولكنها تركت باب شرفتها مفتوح وبعد قليل سمعت الحان الجيتار تعزف من قبل ادم وكان يدندن بصوت مسموع مع الحانه كلمات اغنيه انا
مصمم
انا زعلتك فى حاجه طب ايه يا حبيبى هيا ؟؟
بتدارى عينك ليه لما بتييجى فى عنيا ؟؟
وحكايتك بس ايه فيك حاجه مش عاديه
قولى يا حبيبى حاجه متصعبهاش عليا
انا مصمم مش ماشى قبل ما تتكلم
ما اقدرش اسيبك تتالم ساكت يا حبيبى ليه
انا ضايقتك طب قلت حاجه متتقالش
مش ماشى ولا اسيبك تمشى قبل ما افهم فيه ايه
قولى حبيبى بصراحه ومشاعرك ليا سيبها
الدمعه اللى فى عيونك عرفنى ايه سببها
عنيك فى عنيا لكن حاسس بمسافه بيننا
فى حاجات غالية علينا بتضيع يا حبيبى منا
عايز تعاتبنى عاتب طب ليه عمال تفكر
ماهو ده الوقت المناسب قبل الاحزان ما تكبر يا حبيبى سايبنى ليه
عايش فى الحيرة ديه
وان كانت غلطه منى يبقى حقك عليا
كانت تسمع عزفه ع الجيتار وتبكي بقهر فكيف لها ان تقول انك كسرتني ذبحتني قتلتني يا حبيبي .. قتلت قلبي الذي احبك بجنون .. وعقلي الذي تعلق بك ولا
استطيع ان احيا بدونك .. فكيف لي ان اراك مع من احتلت مكاني فكيف لي ان اري نظرات الحب والشوق في عينيك لها واسمع كلمات الحب المعسول التي
ستقولها كل يوم لغيري .. فكيف لي ان اتحمل هذا العذاب وحدي .. يالله فليس لي سواك .. رحماك يا ربي
ظلت تستمع لكلماته والحانه حتي انتهي هو من من عزفه وسمعت صوت غلق الشرفه ولكنها بدأت تبكي وتبكي حتي غلبها النوم
ستبقــــي حبيبـــــي
دخلت سيسيل الي المستشفي ولكنها فوجئت بصدمة كبري امامها .. وجدت لوح من الورق مكتوب عليه ” ترحب اسرة المستشفي بانضمام دكتور ادم
اسماعيل ي طبيب جراحة القلب الي هيئه اطباء المستشفي “
قرأت سيسيل هذه الكلمات ووقفت امامها كالتمثال لا تتحرك وكانت دموعها تنهمر منها بغزارة كشلال من الامطار ركضت الي غرفه الاستراحة وبدأت
تبكي بشده علي ما يصيبها فكيف تتحمل كل هذه الصدمات في ان واحد .. كيف تتحمل ان تراه يوميا معها بل ويمكن ان تعمل معه لعده ساعات طوال .. كيف
ستتحمل ان تراه معها يحدثها وتحدثه تضحك معه ويضحك معها .. كيف كل هذا .. هل ستتحمل ام انها ستنهار سريعا .. يالله اعني علي ما انا فيه .. اللهم اني
رضيت بحكمك ولكني لا استطيع المقاومة .. لقد تعبت بل انهرت اعني يا الله
ذهبت سيسيل الي غرفه الملابس لتبدل ثيابها الي ثياب المستشفي وذهبت الي دكتورة سحر
سيسيل بصوت مخنوق تقتله الدموع : انا اسفه ع التأخير
سحر بنبره حاده وحازمة : دي اول واخر مرة تأخير يا سيسيل مفهوم ولا مش مفهوم
سيسيل تكاد ان تهبط من عيناها دموعها : حاضر
سحر : اتفضلي ع شغلك
كانت تسير سيسيل ولكنها لم تري الطريق من كثرة الدموع التي تملأ عيناها ولكنها اصطدمت بشخص
سيسيل دون النظر له : اسفه
رامي : طيب ع الاقل بصي شوفي انتي خبطي في مين
سيسيل وهي تنظر له : اسفه يا دكتور رامي
رامي بقلق : في ايه يا سيسيل ايه الدموع دي كلها
سيسيل : بعد اذنك اشوف شغلي
رامي وهو يستوقفها : استني يا سيسيل تعالي اوضتي لو سمحتي
ذهبت له سيسيل الي غرفه مكتبه
رامي : ممكن تقعدي
جلست سيسيل امامة ع المكتب وبدأ في استكمال حديثه : ايه يا سيسيل الدموع دي كلها انتي فيكي ايه مش طبيعيه بقالك فترة
بدأت تبكي بشدة لم تستطع ان تتحمل كل هذا الالم .. كانت خناجر تطعن في قلبها الرقيق .. كيف لهذا القلب ان يتحمل تلك الصدمات المتتاليه .. بدأت تبكي
وتبكي .. تركها رامي تفرغ ما بداخلها حتي هدأت وجففت دموعها
رامي وهو يقترب منها : انا مش هقولك دلوقتي مالك بس لما تحبي تتكلمي هتلاقيني اول واحد هسمعك
سيسيل بدموع : انا تعباااااااااااااانه ومش قااااااااااااادرة حاسه اني همووووووووووت
رامي بلهفه : بعد الشر عنك اوعي تقولي كده ع نفسك تاني .. رامي وهو يقترب منها .. اهدي يا سيسيل كل حاجة هتتحل بس بالراحة
سيسيل بتنهيدة قويه : ااااااااااااااااااااااااه
رامي بخوف: ايه يا سيسيل قوليلي مالك فيكي ايه .. ايه اللي اقدر اعملهولك اساعدك بيه
سيسيل بدموع : محدش يقدر يساعدني في اللي انا فيه .. محدش يقدر
رامي : انا هقدر بس مشوفكيش كده تاني
سيسيل : انا هبقي كويسه .. هبقي كويسه .. بعد اذنك
رامي : خلي بالك من نفسك وهتلاقيني دايما جمبك
وقفت سيسيل مكانها لانها شعرت بدوار عنيف حتي سقطت مغشيا عليها
ركض رامي تجاهها وحملها وذهب بها الي احدي الغرف المجهزة رآته سحر وركضت نحوة لتري ما بها سيسيل
سحر بانفعال : في ايه مالها يا رامي
رامي : ضغطها واطي متقلقيش
سحر : هو ايه اللي حصل
رامي : مش عارف انا فجأة لاقيتها واقعه مغم عليها هي تقريبا في حاجة تعباها
سحر : انا حاسه انها تعبانه اوي الفترة دي
رامي : ربنا معاها
بدأت سيسيل في الافاقه وبدأت تفتح عيناها ببطئ شديد
رامي بلهفه : انتي كويسه
كادت سيسيل ان تقوم من علي السريرولكن اوقفها رامي بحديثه
رامي : راحة فين انتي لازم ترتاحي شويه
سيسيل وهي تأخذ نفسا عميقا : انا كويسه الحمد لله
سحر : انتي لازم تروحي انتي مش هتعرفي تكملي كده
سيسيل : متشكرة يا دكتورة انا هقدر اكمل اليوم
رامي بحده وعصبيه ادهشت سحر : يعني ايه هتقدري تكملي انتي مش خايفه ع نفسك اتفضلي غيري هدومك علشان تروحي
سيسيل بحدة :والله انا اللي اقدر احكم هقدر ولا مش هقدر بعد اذنكم ومتشكرة ع الاهتمام
خرجت سيسيل لتتابع الحالات الخاصه بها بالرغم تعبها وارهاقها الواضح للجميع وبعد خروجها
سحر : زودتها شويه
رامي وهو ينظر لها : بعد اذنك يا دكتورة اشوف شغلي
اما ع الجانب الاخر بعد ان خرجت سيسيل لتمارس عملها اليومي بين المرضي قابلت ريم
ريم بفرح : سولا شوفتي الخبر اللي تحت
سيسيل وهي تستشيط قهرا منها : اه شوفته
ريم : انا فرحانه اوي ان ادم هيكون معانا هنا وهنشتغل معاه .. ايه يا سولا انتي مش فرحانه ولا ايه
سيسيل بعصبيه : يعني المفروض اعمل ايه مثلا اسيب شغلي واروح اباركله ولا تحبي اعمل فرح في المستشفي اصلك واحدة فاضيه انا ماشيه
ظلت ريم واقفه مكانها منصدمة من اسلوب سيسيل معها وبدأت دموعها تهبط منها ولكن دون صوت
بعدما ذهبت سيسيل من امام ريم دخلت الي المرحاض وبدأت في البكاء الشديد : ” ليه مكتوب عليا الحزن والجرح ليه .. ليه هي فرحانه وانا بموت من
عذابي وهي السبب وبتضغط ع الجرح اوي ليه .. ايه اللي انا عملته علشان اتعذب اوي كده يارب صبرني ع اللي انا فيه انا تعبت اوي .. اعمل ايه من قهري
وتعبي مش عارفه اعمل ايه .. لازم ترمي ورا ضهرك وتحققي حلمك .. محدش هينفعك هما هيكبروا ويبقي ليهم كيان وليهم الفرح وانتي هيبقي مكتوبلك
العذاب .. لازم تتغلبي ع عذابك علشان تقدري تعيشي .. اه يارب صبرني وقدرني علي اني اتحمل اللي جوايا “
جففت سيسيل دموعها واخذت نفسا عميقا لتخرج به كل الالام والهموم التي يتحملها قلبها الصغير الرقيق وبدأت في الرجوع الي عملها مرة اخري وذهبت
الي سحر
سحر متفحصه اياها : اخر مرة هسألك هتقدري تمارسي اليوم
سيسيل وهي تأخذ نفسا : هقدر يا دكتورة
سحر : طب يلا في حاله في الاسعاف
ركضت سحر وخلفها سيسيل الي الاسعاف ليروا الحاله التي جاءت الي المستشفي
وجدت سيسيل امامها فتاه في اوائل العقد الثاني من عمرها تتالم وبشده بدأت سحر بفحصها بمساعده سيسيل وقاموا بعمل اللازم لها
الام بخوف : مالها بنتي يا دكتورة هي كويسه
سيسيل : متقلقيش يا ماما هي كويسه بس للاسف حاله انتحار احنا عملنالها غسيل معده بس لازم المستشفي تبلغ الشرطة
الام ببكاء : شرطة .. اه يا بنتي .. منه لله اللي كان السبب
سيسيل : طب اهدي يا ماما ممكن بس تحكيلي الحكايه يمكن اعرف اتصرف
الام ومازالت منهارة من البكاء : منه لله .. منه لله
سيسيل : حضرتك اهدي بس كده وان شاء الله كل حاجة تتحل
الام بعد ان هدأت : بنتي كانت بتحب واحد وفضلت تحبه سنين لحد ما جه خطبها بس للاسف منه لله ابوها مسكه وهزقوا وقاله انا معنديش بنات للجواز كل
ده علشان الولد لسه في بدايه حياته ..الولد بعد ما مشي من عندنا بنتي سمعت خبر انه مات في حادثه انهارت وانهاردة دخلت عليها لاقيتها مرميه وجمبها
علبه الدوا كلها فاضيه .. ارجوكي يا دكتورة استري ع بنتي احنا مش وش بهدله
سيسيل : اهدي يا ماما وانا هتصرف ان شاء الله
ذهبت سيسيل الي سحر لتوقف اجراءات الشرطة
سيسيل : دكتورة سحر
سحر: ايوة يا سيسيل بلغتي الشرطة
سيسيل : بصراحة يا دكتورة لاء وكنت عايزة اقول لحضرتك ان البنت دي صغيرة وشكل مامتها طيبه ومش وش بهدله
سحر : بس انتي عارفه ان دي جنايه ومينفعش نتغاضي عنها
سيسيل : يا دكتورة احنا مهمتنا انقاذ الناس مش التشهير بسمعتهم ودي بنت لسه في بدايه حياتها تعبت واتعرضت لصدمة كبيره في حياتها ملاقتش قدامها
غير الحل ده وهو الموت .. هبطت منها دمعه حارة واكملت حديثها بتأثر واضح .. صدقيني يا دكتورة الانتحار لو مكنش حرام انا كنت اول واحدة قررت
انتحر
سحر بانفعال : ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده
سيسيل : صدقيني يا دكتورة .. احيانا الموت بيكون راحة من العذاب والالم اللي بنشوفه في حياتنا
سحر بحده: انا هتغاضي عن موضوع البنت ومش هبلغ الشرطة وعلي مسئوليتي الشخصيه بس لينا كلام تاني في الكلام اللي انتي قولتيه ده .. اتفضلي شوفي
شغلك يا دكتورة
سيسيل بحزن: ان شاء الله .. بعد اذنك يا دكتورة
سحر بحزم : اتفضلي
ذهبت سيسيل لتري عملها حتي انقضاء الوقت المحدد للدوام وابدلت ملابسها وذهبت الي الخارج وذهبت علي كورنيش البحر وكانت شاردة في حالها ولكن
افاقها من شرودها هطول امطار ديسمبر الغزيرة مما جعلها تستقل سيارة اجري لتذهب بها الي بيتها .. دخلت سيسيل الي المنزل وجدت حنان وايات جالسين
ع الاريكة القت عليهم السلام وجلست بجوار ايات
سيسيل : وسعي حبه مش عارفه اقعد
حنان : مش تاكلي الاول يا سولا قومي يا حبيبتي غيري هدومك عقبال ما احضرلك الغدا
سيسيل : لا يا خالتو ربنا يخليكي كلت في المستشفي
حنان : انتي كل يوم تقوليلي واكله ده منظر واحدة بتاكل وبعدين هو اكل المستشفيات ده اكل
سيسيل : معلش يا خالتو انا بس هقعد ارتاح شويه وادخل انام
حنان : انا مبقتش فاهماكي يا سيسيل ايه اخرة اللي انتي بتعمليه ده
سيسيل بحزن : وانا هعمل ايه بس يا خالتو بس بجوع في وسط النهار فبضطر اكل
حنان : طيب قومي غيري وتعالي اقعدي معانا
سيسيل : معلش يا خالتو انا هدخل ارتاح شويه
حنان : ماشي يا حبيبتي
دخلت سيسيل الي غرفتها وابدلت ملابسها وتبعتها ايات وجدتها جالسه علي السرير في وضع القرفصاء وكانت دموعها تهبط منها رغما عنها
ايات وهي تحتضنها : مالك يا سولا في ايه
سيسيل ببكاء : انا تعبت يا ايات ومبقتش قادرة استحمل .. ادم هيشتغل في المستشفي اللي انا فيها
ايات بخضه : انتي بتقولي ايه
سيسيل : هو ده اللي حصل انا مبقتش قادرة من الصدمات اللي كلها ورا بعض والله تعبت
ايات وهي تضمها لها وبقوة وتربت علي كتفها :اهدي يا سولا العياط مش هيحل لازم تتعاملي عادي معاه زيه زي اي دكتور تاني مش هتفرق
سيسيل : ياريت كان ينفع يا ايات بس ازاي اشوفه قدامي وهو معاها وابقي عادي ياريته كان بايدي بس غصب عني والله مش مستحمله
ايات : اهدي طيب مفيش حاجة تستاهل لازم ترضي بالنصيب يا سولا ومحدش عارف الخير فين
سيسيل : ونعمة بالله بس انا مش عارفه ليه كل ده بيحصلي
ايات : محدش عارف الغيب .. ربنا مش بيعمل شر .. اهدي بقي هقوم اعمل كوبايتين شاي في التلج اللي احنا فيه ده
سيسيل وهي تجفف دموعها : ماشي
ذهبت ايات لعمل كوبان من الشاي وعادت الي الغرفه وجدت سيسيل تجفف ملابسها
ايات : مش هينفع كده هاتي انشرهم ع الصبح يكونوا نشفوا ان شاء الله معتقدتش انها تمطر تاني
سيسيل : ماشي
دخلت ايات الي الشرفه لتنشر ملابس سيسيل وفوجئت برودينا تقف في الشرفه
ايات : بت يا رودي وحشتيني
رودينا : ماهو انتي ندله انتي والبت التانيه دي لا بتسألو ولا بتعبروا ولا كأن البلكونه في وش البلكونة
ايات : والله انا برجع متأخر والتلج ده عايز نوم وانتي بترجعي متأخر وسيسيل شرحة
رودينا : البت سولا دي وحشتني جدا هموت واشوفها هي عندك
ايات : اه عندي
رودينا : طب نادلها عايزة اشوفها
دخلت ايات وقامت بنداء سيسيل ودخلت لهم الشرفه
رودينا : يخربيتك انتي بقيتي عامله زي الموميا كده ليه وعينك مالها وارمة كده هو شغل الطب بيعمل كده
سيسيل : طب قولي ازيك الاول مش يخربيتك
رودينا : انتي مش بتبصي في مرايه ولا ايه فين سيسيل المشرقه ده احنا كنا بنحسدك ع اشراقتك ايه اللي انتي فيه ده
سيسيل : يلا الزمن بقي هناخد زمنا وزمن غيرنا
رودينا : عندك حق يا تيته ضحك الجميع ولكن سيسيل اكتفت بابتسامة رقيقه
سمع صوتها من الداخل خرج ليراها فهو ايضا لم يرها من زمن
ادم : يااااااااااااااه وشك ولا القمر يا سولا بقالنا كتير مشوفناكيش
سيسيل بقهر : الدنيا تلاهي
ادم : اه بس محدش بيتلهي عن حبايبه ولا ايه
سيسيل بوجع من هذه الكلمة : بعد اذنكم علشان ارتاح شويه
ادم وهو ينظر لسيسيل : سيسيل
سيسيل : نعم
ادم : انا اتعينت عندكم في المستشفي معرفتيش
سيسيل بوجع يعصر قلبها : عرفت .. مبروك
ادم : الله يبارك فيكي هشوفك كل يوم هناك
سيسيل : بعد اذنك .. تصبح ع خير
ادم بحزن : وانتي من اهله
دخلت سيسيل ولكنها تركت باب شرفتها مفتوح وبعد قليل سمعت الحان الجيتار تعزف من قبل ادم وكان يدندن بصوت مسموع مع الحانه كلمات اغنيه انا
مصمم
انا زعلتك فى حاجه طب ايه يا حبيبى هيا ؟؟
بتدارى عينك ليه لما بتييجى فى عنيا ؟؟
وحكايتك بس ايه فيك حاجه مش عاديه
قولى يا حبيبى حاجه متصعبهاش عليا
انا مصمم مش ماشى قبل ما تتكلم
ما اقدرش اسيبك تتالم ساكت يا حبيبى ليه
انا ضايقتك طب قلت حاجه متتقالش
مش ماشى ولا اسيبك تمشى قبل ما افهم فيه ايه
قولى حبيبى بصراحه ومشاعرك ليا سيبها
الدمعه اللى فى عيونك عرفنى ايه سببها
عنيك فى عنيا لكن حاسس بمسافه بيننا
فى حاجات غالية علينا بتضيع يا حبيبى منا
عايز تعاتبنى عاتب طب ليه عمال تفكر
ماهو ده الوقت المناسب قبل الاحزان ما تكبر يا حبيبى سايبنى ليه
عايش فى الحيرة ديه
وان كانت غلطه منى يبقى حقك عليا
كانت تسمع عزفه ع الجيتار وتبكي بقهر فكيف لها ان تقول انك كسرتني ذبحتني قتلتني يا حبيبي .. قتلت قلبي الذي احبك بجنون .. وعقلي الذي تعلق بك ولا
استطيع ان احيا بدونك .. فكيف لي ان اراك مع من احتلت مكاني فكيف لي ان اري نظرات الحب والشوق في عينيك لها واسمع كلمات الحب المعسول التي
ستقولها كل يوم لغيري .. فكيف لي ان اتحمل هذا العذاب وحدي .. يالله فليس لي سواك .. رحماك يا ربي
ظلت تستمع لكلماته والحانه حتي انتهي هو من من عزفه وسمعت صوت غلق الشرفه ولكنها بدأت تبكي وتبكي حتي غلبها النوم
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)