روايات

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل العاشر 10 بقلم داليا محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل العاشر 10 بقلم داليا محمد

 

 

البارت العاشر

 

الفصل العاشر :
بدأ أول ترم في الكلية، وكنت حاسة إنها مرحلة جديدة تمامًا. كل يوم بروح الكلية، بحس إني مش فاهمة أي حاجة خالص، وكل حاجة حواليّا بتبقى سريعة ومعقدة. كنت باخد وقت كبير جدًا في المذاكرة، أحاول أتابع المحاضرات وأفهمها على قد ما أقدر.
كنت بلاقي فرصة أقابل مريم بس مش زي قبل كده، العلاقات اتغيرت شوية وكل واحدة فينا مشغولة بحياتها الجديدة وكليتها.
أما عن محمد ابن عمتي كنت دايمًا حاسة إنه بيراقبني في الكلية مركز على كل تصرف بعمله وكل حركة مني. بس أنا كنت بتجاهله تمامًا، مش عايزة أدي أي حد فرصة إنه يخليني أحس بأي ضغط أو ارتباك وكنت مصرّة إني أركز على نفسي وعلى دراستي بس.
عدى وقت طويل جدًا من غير ما أشوف حمزة خالص ولا حتى صدفة في الشارع زي قبل كده. الفترة دي حسيت بغياب كبير وكان قلبي محتاج يسمع أي خبر عنه حتى لما سألت مريم إذا كانت نسمه كلمتها أو قالتلها أي حاجة عن حمزة قالتلي لأ كنت بصراحة قلقانة شوية بس في نفس الوقت كنت بحاول أطمن نفسي وأقول: “أكيد هو كويس، وربنا مش هيجيب أي حاجة وحشة.” وده خلاني أحس بشوية راحة رغم الاشتياق الكبير اللي كان جوايا.

 

في مرة كنت راجعة من الكلية كانت الامتحانات خلاص على الابواب، لقيت حمزة قاعد مع بابا. اتصدمت شوية، قلبي بدأ يدق بسرعة مش قادرة أفهم إيه اللي بيحصل. دخلت سلمت على بابا وبعدين سلمت على حمزة، ودخلت جوا وقلبي كله توتر و عقلي مش مستوعب اللي شوفته .
أول حد جه في بالي أكلم مريم أشوفها لو عارفة حاجة. رنيت لها وقالتلي إن نسمه مقالتلهاش أي حاجة. قولتلها ماشي وفكرت ممكن يكون الموضوع مجرد صدفة أو حاجة تانية عادية علشان اهدي نفسي و افوق للمزاكرة .
عدّى كام يوم على الموقف ده وأنا مش عارفة أطلع صورته من دماغي. كان كل ما ييجي في بالي، قلبي يدق بسرعة زي أول مرة شفته.
وفي يوم وأنا خارجة من الكلية متأخرة شوية بعد محاضرة طويلة لقيته واقف قدام بوابة الكلية كأنه مستنيني.
اتصدمت: “حمزة؟! إنت بتعمل إيه هنا؟”
ابتسم ابتسامة صغيرة وقال: “كنت مستني واحد صحبي بس شكله مشي باين.”
بصيتله بشك: “واحد صحبك؟”
ضحك وقال: “طيب ماشي، مش بالزبط قوي يعني المهم انا مروح و مش معايا العربية ممكن نروح سوا .”
وافقت و مشيت جنبه وأنا مش عارفة أقول إيه. الجو كان فيه رهبة غريبة، مفيش هزار زي زمان، كأن كل كلمة محسوبة.
قطع الصمت وقال: “مش بتسألي نفسك أنا كنت قاعد مع باباكي ليه اليوم ده؟”
وقفت مكانى: “فعلاً… هو ليه؟”
قالي بهدوء: “كنت بسأل عنه… وكنت بسأل عليكي كمان.”
حسيت وشي بيولع من الإحراج، حاولت أغير الموضوع: “طب وإنت عامل إيه دلوقتي؟ مش بشوفك خالص.”
ابتسم وقال: “مشغول شوية… بس صدقيني، مهما انشغلت، عمري ما انشغلت عنك.”
الكلمة دي خلت قلبي يتلخبط، ومش عارفة أرد، فبصيت قدامي وسكت.
كمل وقال: “ليل… أنا مش هلف وأدور قريب جدًا هاجي البيت رسمي أنا مش بلعب.”
وقتها حسيت إن الأرض بتتهز تحت رجلي، أول مرة يقولها كده صريحة من غير لف ولا دوران.
بصيتله من غير ما أعرف أرد، بس عيني فضحتني، وأنا حاسة قلبي بيخبط جامد، ومش قادرة أمنع الابتسامة اللي طلعت غصب عني .
ركبنا وفجأة لقيت قدامي عمتي ومعاها محمد.
قلبي وقع في رجلي.
محمد أول ما شافنا عينه اتسعت، وبص لحمزة بنظرة كلها غضب.
حمزة كمان رد بنفس النظرة، بس من غير ما ينطق بكلمة. الجو كله بقى مشحون، وأنا مش عارفة أعمل إيه. طول الطريق كان فيه صمت خانق، ومحمد مركز معانا بشكل واضح حمزة قاعد هادي قوي وكأنه مش فارق معاه بس عيونه كانت بتتكلم.
لما قربنا من محطتي قمت بسرعة وهو قام معايا بس قبل ما ننزل قال لي بهدوء: “امشي في اتجاه، وأنا هاخد الاتجاه التاني… مش عايز أعملك مشكلة.”
نزلنا وأنا قلت في عقلي: الحمد لله إنها خلصت من غير خناقة.
بس قبل ما يلف ويمشي شفته بيبص لمحمد بنظرة فيها تحدي صامت.
وأنا ماشية حاسة إن محمد عينه ورايا لحد ما اختفيت من قدامه، نظرة كلها شك ورغبة في المواجهة.
يومها روحت مكنتش عارفه انام من كتر الخوف و القلق مش عارفه اى ممكن يحصل او محمد هيعمل اى بعد وقت طويل نمت بالعافيه .
عدّى يومين تلاتة على الموقف اللي في المواصلات، وأنا كل ما أفتكره قلبي يتقبض. كنت متوقعة محمد مش هيسكت، وفعلاً توقّعي كان في محله.
كنت قاعدة في ساحة الكلية بعد المحاضرة، بذاكر شوية ومستنية واحدة صحبتي فجأة لقيت حد واقف قدامي رفعت عيني… لقيت محمد.
بصلي بنفس النظرة اللي شفتها في العربية مزيج بين غضب واستجواب.
قال بنبرة هادية بس فيها حدة:
“إنتي كنتي راجعة مع حمزة من يومين كدا؟”
اتصنعت البرود:
“آه… هو صدفة لقاني ومشينا سوا بحكم اننا رايحين نفس المكان هو كان مروح و انا كمان.”
قرب مني شوية وقال:
“صدفة؟ متأكدة إنها صدفة؟”
رديت وأنا حاسة إن دمي بيغلي:
“محمد، إنت مالك؟ أنا مش صغيرة علشان حد يراقبني. وبعدين حمزة ده محترم، ومفيش بينا حاجة تخليك تتدخل.”
ضاقت عيناه وقال بصوت منخفض:
“بلاش تضحكي على نفسك. أنا شايف نظراته ليكي… وشايف ردك كمان.”
سكت لحظة كأنه بيختار كلماته بعناية وبعدين أضاف:
“اسمعيني يا ليل… أنا مش هسمح لحد يقرب منك لا حمزة ولا غيره.”
بصيت له بغضب:
“إنت فاكر نفسك إيه بالظبط؟! إحنا مش أطفال وأنا مش محتاجة وصاية منك. وبعدين… لو فعلاً شايف نفسك بتخاف عليا، كنت فين من سنين لما بقيت بتتجنبني من غير سبب و انا مكنش عندي اخوات و لا اى حد بلجاله غيرك؟!”
بان الارتباك على وشه للحظة، بس بسرعة رجع ملامحه الجامدة وقال:
” الموضوع اختلف.”
وقتها صاحبتي كانت جاية ناحيتي فمحمد سكت فورًا وبصلي نظرة أخيرة كلها تهديد وقال:
“هنتكلم تاني… الموضوع ماخلصش.”
ومشي سايبني متوترة وقلبى مقبوض من كتر الغضب والقلق.

 

رجعت البيت وأنا مش شايفة قدامي من القلق. أول ما قفلت باب أوضتي ورايا، دموعي نزلت من غير ما أحس. قلبي كان بيدق قوي من الخوف و القلق، وراسي مليانة أسئلة وخوف مش قادره أوقفه.
“هو ممكن يعمل إيه؟! ممكن يتخانق مع حمزة؟ ممكن يقول حاجة لبابا؟!”
كنت كل ما أفتكر نظرته الأخيرة أحس جسمي كله بيتنفض.
ماعرفتش أقعد ساكتة، مسكت الموبايل ورنيت على مريم وأنا صوتي بيرتعش:
“مريم تعاليلي دلوقتي .”
مريم أول ما سمعت صوتي فهمت إن في حاجة كبيرة حصلت، وقالتلي: “خمس دقايق وهكون عندك.”
فضلت أتمشى في الأوضة زي المجنونة لحد ما وصلت. أول ما فتحتلها الباب، دموعي نزلت أكتر من غير ما أقدر أوقفها.
قعدنا على السرير، وحكيتلها كل اللي حصل مع محمد في الكلية كلمة بكلمة، كنت بعيط وأنا بقولها:
“أنا مش عارفة هو ممكن يعمل إيه… مش عايزة مشاكل مع بابا ولا عايزة حد يجرح حمزة. أنا مش ناقصة ”
مريم مسكت إيدي وقالتلي بحزم:
“بصي يا ليل، الموضوع كده واضح إن محمد مش هيسكت. لازم نخلص بسرعة قبل ما يعمل حاجة من دماغه. أنا هكلم نسمه تخلي حمزة يتقدم دلوقتي ونقفله الموضوع.”
هزيت راسي بسرعة ومسحت دموعي:
“لا يا مريم! بالله عليكي متعمليش كده… أنا مش مستعدة دلوقتي لأي خطوة كبيرة. مش عايزة حمزة يجي تحت ضغط وكأننا بنجري.”
مريم رفعت حاجبها وقالت:
“بس ليل… الوضع كده ممكن يتقلب في أي وقت.”
تنهدت وأنا حاسة صدري بيتخنق:
“عارفة… بس مش دي الطريقة اللي أنا عايزاها. مش عايزة حد يجبرني أو يجبره. لو حمزة هييجي لازم ييجي لأنه عايز مش لأنه خايف على صورتي قدام حد.”
حضنتني وقالت:
“طيب خلاص، بس أوعديني إنك لو حسيتِ الموضوع كبر أو محمد زودها، تقوليلي فورًا.”
هزيت راسي وأنا بحاول أهدّي دموعي:
“أوعدك.”
بس جوايا كنت عارفة إن اللي جاي أصعب، وإن محمد مش هيسيبه يعدي بالساهل…
يتبع…..

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى