رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الرابع 4 بقلم داليا محمد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الرابع 4 بقلم داليا محمد
البارت الرابع
الفصل الرابع :
الأسبوع ده كان اطول اسبوع عدى عليا
الكل مستني النتيجة، كل واحد بيسأل التاني:
“ذاكرت إزاي؟ هتجيب كام؟”
وأنا… مش بفكر غير في حمزة.
كل شوية أبص على الموبايل.
الإشعار موجود زي ما هو:
حمزة طلب إضافتك.
أقول لنفسي:
“طب لو قبلت؟ هنكلم بعض؟ طب ولو كلمنا بعض… ده معناه إيه؟”
وبعدين أزعق جوايا:
“إنتِ جننتي؟! امسحي الفكرة دي من دماغك.”
وأسيب الموبايل بعيد كأن فيه نار.
كنت بطلع السطح طول الأسبوع بحجة إني محتاجة شوية هوا.
بس الحقيقة؟ أنا كنت بدور عليه.
ياما ما بلاقيهوش وياما أول ما يشوفني بينزل بسرعة من غير ولا كلمة.
كل مرة قلبي يسألني:
“هو بيهرب؟ زعلان مني؟ ولا أنا اللي متهيألي؟”
وأرد على نفسي بعصبية:
“وهو أنا فارق معايا ليه أصلاً؟”
لكن الحقيقة… كان فارق قوي
—
بابا كان بيكلمني طول الوقت :
“يا ليل، السنة الجاية لازم تشدي حيلك. إحنا عايزينك من الأوائل زي كل مرة.”
كنت بهز راسي وبقول:
“حاضر يا بابا.”
لكن جوايا صوت تاني بيرد:
“طب وحمزة؟ هو زعلان مني ليه؟”
وأنا بكره نفسي لأني بفكر فيه في وقت زي ده.
—
في نص الأسبوع، مريم جت قعدت معايا.
قعدنا على السرير، بنتكلم عن الامتحانات والنتيجة.
وفجأة، من غير مقدمات قالت:
“بقولك يا ليل… هو حمزة دا مش جاركم؟”
قلبي وقع. حاولت أمثل إني مش مهتمة:
“أيوة… ليه؟”
قالت وهي بتضحك بخبث:
“بصراحة… شكله يجنن. عيونه العسلي مش طبيعية. أنا معجبة بيه أوي.”
سكتّ شوية.
الكلمة دي—معجبة بيه—وجعتني من غير سبب.
رديت بسرعة وبحدة:
“مريم، بلاش كلام عن الناس كده.”
قالت باستغراب:
“إيه يا بنتي، أنا بقولك اللي في قلبي ! إنتي مالك متضايقة ليه؟”
قلت وأنا بحاول أسيطر على صوتي:
“مش بحب النوعية دي من الكلام… ولا بحب حد يتكلم عن حد بالشكل ده.”
مريم فضلت تبصلي وهي مش مقتنعة:
“هو إنتي ليه متنشنة كده؟ ده أنا حتى بقول إنه شكله حلو… مش أكتر.”
اتنرفزت أكتر:
“أنا مش بحب مواضيع الإعجاب والحب دي. مش لازم نحط الحاجات دي في دماغنا ”
ضحكت وقالت:
“آه طبعًا… مش في دماغك! بس واضح قوي إنه في دماغه، وفي دماغك برضه.”
بصتلها بحدة:
“مريم… بلاش.”
وقبل ما أرد أكتر، ضحكت وقالت وهي بتقرب مني:
“بصراحة؟ أنا كنت بقول كده بس علشان أشوف رد فعلك.”
اتلخبطت وبصيت لها بحدة:
“إيه الكلام الفاضي ده؟!”
قالت وهي بتضحك :
“واضح قوي يا ليل… إنك مش طبيعية أول ما اسمه بييجي .”
فضلت ساكتة… مش قادرة أرد.
كلامها بيزقني أعترف بحاجة أنا مش عايزة أعترف بيها.
هو أنا فعلًا… عاجبني؟
ولا دي أوهام؟
—
قبل يوم النتيجة بيوم، طلعت على السطح كعادتي.
بس قبل ما أوصل… وقفت على السلم.
سمعت صوته بوضوح… كان بيغني:
“وأراكِ في كل اتجاه… كالسماء… لا مهرب من أن تقابل نظرتي…”
اتجمدت مكاني، ودقات قلبي بقت مسموعة.
طلعت وأنا بحاول أتصرف طبيعي، وهو أول ما شافني… بص لي بس ما نزلش المرة دي.
قلت بخفة :
“إزيك يا حمزة؟ عامل إيه؟ بس إيه الدبان دا كله ملموم على صوتك اكيد !”
ضحك وقال:
“الحمد لله… وإنتِ عاملة إيه؟”
رديت: “الحمد لله.”
وقبل ما أسكت، لقيتني بقول بسرعة:
“بص أنا كنت عايزة أعتذرلك عن اللي محمد ابن عمتي عمله… هو بس بيعتبرني زي أخته وفهم غلط. أنا آسفة على طريقته.”
هز راسه وقال بهدوء:
“لا عادي، محصلش حاجة. هو في كلية إيه محمد؟”
قلت: “في طب بشري.”
قال: “ربنا معاه… ومعاكِ إن شاء الله تبقي معاه في الكلية السنة الجاية.”
ضحكت بخفة: “إن شاء الله.”
بعدين بصيتله: “شكلك لسه متضايق… معلش، هو من أول ما خطب وهو دماغه متغيرة كده.”
كنت برمي الكلام قصدي يفهم إنه خاطب علشان ما ياخدش الموضوع بطريقة غلط…
ولاحظت في عينه فرحة صغيرة وهو بيسمع الكلمة.
سألني: “نتيجتك بكرة صح؟”
استغربت: “آه… عرفت منين؟”
ضحك وقال: “أحم أحم… كده يعني… بالصدفة عرفت. متاخديش في بالك.”
قلت وأنا بمشي: “طيب… ماشي ، انا نازله علشان ماما بتنادي عليا ادعيلي.”
—
رجعت أوضتي، غيرت هدومي وقعدت على السرير.
الموبايل بيرن بإشعارات فيس بوك… طلبات صداقة متراكمة.
وعيني وقعت عليه تاني… حمزة.
قلبي بيقول: “اقبلي.”
وعقلي بيزعق: “انسي! بلاش.”
قفلت الموبايل بسرعة .
حاولت أنام كتير… بس مفيش فايدة.
صوته وهو بيغني مش سايبني.
قبل ما أطفي النور، رسالة من مريم:
“بكرة نتيجتك هتبقى فلّة… والواد اللي كان ببستناكي دا اول حد هيعرف ! ”
حسيت بدمي بيولع، وقلبت الموبايل على وشه.
غمضت عيني بالعافية، لكن قلبي بيرقص، وعيني مش عايزة تقفل.
بكرة يوم كبير… بس مش خايفة من النتيجة بس.
—
صحيت بدري جدًا، اتوضيت وصليت الفجر وقلبي مليان توتر و خوف من النتيجه دعيت كتير انها تكون كويسه بس التوتر مالي قلبي ومش قادرة أنام.
نزلت مع بابا علشان نجيب النتيجة. وإحنا لسه قدام البيت، جاله تليفون شغل مهم، وشه اتغير وهو بيبص لي بأسف:
“معلش يا ليل… مش هقدر أوديك. هتقدري تروحي لوحدك؟”
وقتها كان حمزة طالع من باب بيتهم سلّم على بابا بابتسامة محترمة، فبابا قال له:
“انت رايح فين يا حمزة؟”
قال: “عندي مشوار قريب من مدرسة ليل.”
بابا رد بسرعة:
“طب خدها معاك بدل ما تروح لوحدها. هي هتستلم النتيجة،
استغربت قوي من اللي بابا عمله خصوصا ان هو مش بيحبني اتعامل مع اى ولد معادا طبعا ابنه و حبيبه محمد ابن عمتي بس قولت ممكن علشان مزعلش او خايف عليا اروح لوحدي .
ركبت جنب حمزة وأنا حاسة بدقات قلبي مسموعة. الطريق كله ساكتين في الأول، بعدين كسر الصمت وهو بيقول:
“متتوتريش كده يا دكتورة… النتيجة مش نهاية العالم.”
قلت وأنا بحاول أبتسم:
“أصل بابا نفسه أطلع الأولى.”
رد بهدوء:
“واللي نفسه يبقى دكتور… مش فارق معاه ترتيبه قد ما فارق معاه إنه بيجتهد.”
كلامه ريّحني بطريقة مش طبيعية.
وصلنا المدرسة، شفت مريم مع أخوها. أول ما شافتني قالت وهي بتضحك:
” يا جاحدة؟ مش في دماغك أصلاً! دا موصلك لحد هنا.”
ضحكت وأنا بضربها على كتفها:
“إنتي فاهمة غلط قوي.”
ردت وهي بترفع حاجبها:
“طب أجيبه بيبي بلو ولا فيروزي؟”
قلت باستغراب:
“إيه اللي تجيبيه؟!”
قالت بخبث:
“فستان فرحك!”
قلت وأنا بمشي:
“ربنا يهديكي يا مريم.”
استلمت النتيجة—التانية على المدرسة! فرحت جدًا ورجعت لقيت حمزة واقف مستنيني. ابتسم وقال:
“عرفتِ النتيجة؟”
قلت وأنا فرحانة:
“الحمد لله… التانية.”
قال بحماس هادي:
“ممتاز… لسه قدامك سنة وتبقي الأولى.”
وإحنا ماشيين قدام باب المدرسة، بنت شيك كده وقفت تسلم على حمزة:
“إيه يا حمزة! مش بنشوفك خالص الأيام دي.”
قال بابتسامة بسيطة:
“الشغل و الكليه واخدين وقتي شوية.”
قالت بخفة دم:
“طب ما تيجي تعدّي علينا بكرة، عاملين قعدة ظريفة.”
رد وهو بيحاول ينهى الكلام بسرعة:
“هشوف لو فاضي.”
بصت لي بسرعة وقالت:
“صاحبتك؟”
رد قبل ما أتكلم:
“جارتنا… رايحين المدرسة.”
ابتسمت لي ابتسامة صغيرة وقالت له:
“ما تتأخرش يا حمزة!”
قال :
“ان شاء الله .”
سكت طول الطريق، وأنا قلبي بيولع من غير سبب واضح. بقيت برد بكلمات قليلة، حتى لما حاول يخفف الجو بكلمة ولا ابتسامة، كنت برد ببرود.
قبل ما يوصلني قدام البيت، وقف قدام محل وقال:
“استنيني دقيقة.”
قلت بضيق:
“مش فاضية.”
قال وهو نازل:
“دقيقة بس مش هتأخر.”
رجع بسرعة وفي إيده شوكولاتة من النوع اللي بحبه وقال:
“دي هدية نجاحك.”
قلت وأنا ببعد إيدي:
“شكرا مش بقبل هدايا من حد.”
حطها على رجلي و قالي خدي بس لما وصلنا نزلت من العربيه من غير ما اخد الشوكولاته .
رجعت البيت، ماما كانت مستنياني أول ما قلت لها على النتيجة حضنتني وقالت:
“يا بنتي فرحتيني!”
كلمت بابا في التليفون وقال لي:
“عقبال كل سنة يا ليل الف مبروك يا حبيبتي .”
وبالليل والدة حمزة جات تزورنا ومعاها شوكولاتة و برفيوم هدية النجاح . أول ما شفت الشوكولاتة قلبي وقع—نفس النوع اللي رفضته الصبح.
بعد ما مشيت طلعت السطح وأنا ماسكة الشوكولاتة وباكل منها. لقيت حمزة هناك. أول ما شافني قال بابتسامة خفيفة:
“ألف مبروك يا دكتورة.”
قلت ببرود وأنا باكل:
“الله يبارك فيك.”
بص للشوكولاتة وقال وهو رافع حاجبه:
“دي شبه اللي جبتها لك الصبح.”
رديت كأني مش فاهمة:
“بجد ماخدتش بالي.”
ضحك وقال:
“واضح … بس مش مهم.”
وبنبرة هادية كمل:
“السنة الجاية الأولى إن شاء الله… تستاهلي كل خير.”
قلت وأنا ببص بعيد:
“إن شاء الله.”
الهوا كان ساكت، وأنا قلبي مش ساكت خالص. قبل ما أمشي قال بنبرة فيها هزار بسيط:
“على فكرة… وشك وإنت زعلانة بيخوف.”
بصيت له و عملت نفسي مستغربة :
“زعلانه و هزعل لى هو كان في حاجه تزعل ”
ضحك:
“يمكن… بس برضه مبروك يا دكتورة.”
مشيت وأنا ماسكة نفسي عشان ما أضحكش، لكن قلبي كان بيتنطط جوة و محتطش في دماغي موضوع البنت دا اصلا كان شكله بيكلمها بالعافيه نزلت و دخلت اوضتي و طلعت البرفيوم اللي هو جابهولي احم اقصد والدته يعني و رشيت منه على السرير بتاعي و نمت .
يتبع ….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية حين تبتسم الغيوم)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)