رواية بنت خالتي قمر الفصل الثالث 3 بقلم مروة حمدي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية بنت خالتي قمر الفصل الثالث 3 بقلم مروة حمدي
البارت الثالث
تنهد بضيق ناظرا للمياة المتلاطمه وخمس سنوات مرت يتجنب أحدهما الأخر، لايذهب مع ذويه للزيارة كرد على تجاهلها له وعندما يرفع رأيه الاستسلام أمام عنادها ويذهب لهم طوال فترة مكوثه لا يلمح لها ظلا فقط صوتها من الحين والاخر حتى اعتاد على غيابها، وعلى الرغم من ذلك كان متابعا لاخبارها بقصد او بالصدفة فوالدته وشقيقته يتولون مهمه الإذاعة الإخبارية على اكمل وجه.
ابتسم وهو يستمع لهم يتحدثون عنها وعن اخبارها حتى غلبه الحنين لأجمل الأيام ورغب بشده برؤيه كيف أصبحت بعد كل تلك الاعوام، ابتسامه ارتسمت على وجه عندما تذكر حين ولج لحسابها الشخصى ؛ فوجئ بأنها قد ألغت الحظر ولكن ما اسعده حقا هو عدم رؤيته لأى صورة لها، قام بفحص وتدقيق الحساب لم يجد تعليق من شاب لا يعلمه وحتى التعليقات المتبادلة مع أقرابهم بحدود.
ليهمس بصوت مسموع” جدعه”
تنهد بصوت عالى، لا مفر من اللقاء، لا يعلم سبب تلك الضوضاء داخله، منذ فترة ودع صديقته المقربه واكتفى بها كابنه خاله لا ترغب بوجوده فلما ذاك الشعور؟! لما يتهرب منها؟
اغمض عينيه يحدث نفسه:
_ خايف، هقولها ايه؟ حقك عليا؟ كان عقاب قاسى! وحتى لو كانت غلطانه عدى وقت كتييير اوى هى اتغيرت انا اتغيرت ياترى مقابلتها هتكون ازاى؟ هتفتكرنى؟ طب لو اعتذرت ، هتقبل اعتذارى؟ التعامل ما بينا هيكون ازاى؟ طب انا محير نفسى الحيرة دى كلها ليه؟ انا جريت وجيت على هنا ليه؟
ااااه يالحيرة، الله يسامحك يا كريمة.
اسئلة كثيرة تدور بعقله، جعلته يغمض عينيه يحاول البحث عن اجابه ، لم يلحدظ تلك التى أتت من خلفه وتقدمت عنه بخطوات تسير على مهل على الرمال ، تتذكر مهاتفته ابنه خالتها لها تخبرها بقدومهم لا والقنبلة التى القتها عليها نيابة عن والدتها تبشرها بجلوسها معها بنفس الغرفة حتى يرحلوا!
اى ستمكث معه تحت سقف واحد، ستقف امامه وجها لوجه ولكن كيف؟
عيناها شارده بتلك المياة واوجاعها تمر أمام عينيها عليها كشريط سينمائى ، هذا المكان وقد شهد لعبهما ضحكاتهما مشاكستها له حمايته لها خجلها منه نصائحه لها ، صداقتهما وقد سلكت ضرب الهوى بقلبها وغرقت به ولم تعى ذلك الا هنا.
ذات النار التى شعرت بها ذاك اليوم لا تزال تفتك بقلبها الان، بعد كل تلك الاعوام . مشهد جلوسه بجانب تلك الريم ، حديثهما انسجامهم ، كل ذلك افقدها صوابها.
نعم اخطأت ذاك اليوم ولا تنكر ولكن هى فقط كانت تشعر بالخوف، ارتعبت من فكرة ابتعاده عنها ، فجلوسه مع تلك الفتاة انساه اياها وهى إلى جواره فما بالها لو توطدت علاقتهما اكثر؟
كانت تريد ابعادها عنهما ، عنه هو بالأخص وخانها الأسلوب والتعبير.
عاقبت نفسها لوضعهما بمثل هذا الموقف، فلقد جاء هذا الحادث كإنذار لها؛ لتعيد تصحيح بعض سلوكياتها لأجل نفسها اولا ولأجل والدتها التى تفنى عمرها لأجلها واجل اخاها، لا تستحق منها ان يعيب أحدهم على تربيتها لها.
ولكن عقابه كان قاسى بحق، عام كام رفض محاولاتها للصلح، وعندما اراد تهنئتها بنجاحها شعرت بها كإهانه لكرامتها، هى لن تنتظره حتى يتكرم ويحادثها فاتبعت معه نفس الاسلوب الذى اتبعه معها ولكن عندما استكفت بعقابها له وانتظرت قدومه.
لم ياتى وتجاهلها كليا، لتردها له هى الأخرى عندما أتى بالزيارة التالية.
تباعدا واتسعت الفجوة بينهما وعلى الرغم من ذلك و أنها هى من سلكت درب العشق بمفردها؛ كانت تأمل ان ياتى اليوم وينظر لها بحب يطلب منها ان تشاركه حياته .
حقا فالقلب احمق حين يعشق، دمعه حارة هبطت على وجنتها؛ ترى حالها وهى تستمع لاخباره وبحثه عن عروس وبكل مرة ينجرح بها قلبها تقسم ان تخرجه منه ولكن بلا جدوى.
لم توافق على ايا مما قدموا لخطبتها، وكيف تفعل وقلبها معلق بشخص اخر، هى ليست من هذا النوع؛ تحب شخص وترتبط باخر، سوف تعيد تنظيم حياتها المبعثرة اولا وتخلى قلبها حتى يستقبل من يستحقه بحفاوة .
نظرت بعينيها للأمام هى ليست ضعيفه، لن تخاف من مواجهته، ولما عساها تفعل ؟ هو فقط ابن خالتها وقدم للزيارة لبضعه ايام وسيرحل، هكذا فقط.
أعادت تلك الجملة لنفسها اكثر من مرة تهيئ حالها قبل العودة إلى المنزل.
ليصدح صوت هاتفها بيدها معلنا عن قدوم اتصال هاتفي مخرجا إياها من حالتها تلك.
أخرجه من شروده صدوح نغمه هاتفه بالارجاء، ليخرجه متأفف يتوقع معرفته للمتصل سلفا، متمتما وهو يخرجه.
_ايه يا كريمة بس ما تهدى عليا، هو فى حد بيهرب من قدره برضه.
عقد حاجبيه وهو يرى شاشه هاتفه سوداء ولاوجود لاتصال قادم والنغمه لا تزال تصدح، رفع رأسه للأمام حيث مصدر الصوت ليجد فتاة تقف على بعد منه توليه ظهرها، ليبتسم ابتسامه خفيفة يوليه ظهرها معلقا.
_مابدهاش بقا بلاها لازم ارجع.
توقفت قدماه وثبتت بالأرض اسفله، علت الدقات بقلبه بلع ريقه بصعوبه، علت وتيرة انفاسه ولقد اخترق ذاك الصوت قلبه قبل آذناه.
_الو..
اغمض عينيه يحاول تجميع شتات نفسه متسائلا
” معقول؟ هى؟! ”
نهر نفسه مؤنبا
” لا ده بس علشان بفكر كتير فى الموضوع”
حاول التحرك ولكن خانه جسده وقف متسمرا بمكانه يرهف السمع مجيبا لطلب قلبه.
_يا بنتى، اتغدوا انتوا، يا ليلى ما انا قولتلك عندى اجتماع مع أولياء الأمور.
أنها هى، تلك النبرة يميزها جيدا، اغمض عينيه وضحكه صغيرة خرجت عنوة متمتما اسمها.
“قمر”
ببطء التف بجزعه للوراء وعيناه تعرف غايتها، بجسد متحفز قلب مضطرب واعين ثابته يطالعها من الخلف وسؤاله وحيد يدور بداخله عابثا به واجابته على بعد خطوات منه
“ترى كيف خطت تلك السنون عليك يا قمر”.
بينما هى لا تعى بتلك الأعين المراقبة العطشة لرؤيتها فقط شاردة متخبطه بما هى مقدمه عليه.
_لا، خلاص، يا بنتى خلاص جايه اهو.
آسر لنفسه: لا طولنا ولسانا قصر وصوتنا هدئ، برافو بج…
قاطعه صوتها وهى تغلق معها واضعه الهاتف بحقيبتها متمته بصوت مسموع.
_امشى علشان اخلص من ام الزن ده، عارفاها علقة.
وضع يده على فاهه متمتما بين ضحكاته الصغيرة المتتالية بقله حيلة:
_طب كنت اصبري اخلص باقى الجملة.
اغمضت عينيها تستنشق اكبر قدر من هواء البحر، تذكر نفسها بما نوت عليه تردده داخلها.
_ابن خالتى وجاى زيارة يومين وماشي.
فتحت عيناها ترددها مرة آخرة وقد راق لها الأمر لتلفت بالاتجاه الاخر راحله وهى تردد تلك الجملة مرة تلو الأخرى لم تنتبه لذلك الواقف بمكانه وقد مرت من جواره تحرك اصبعها بتأكيد تردد.
_ ابن خالتى وجاى زيارة يومين وماشى.
واين هو منها الان.
فمجرد التفافها اتسعت عيناه لتلك الشابه بلونها القمحى، رموش جفنيها الكثيفة وقد خطت ككحل عربى حالك السواد يبرز وسع عينيها.
انفها الدقيق، تلك الشامه على وجنتها اليمنى .
أنها هى قمر تلك الطفلة السمراء ذات الشعر الغجرى بملامحها التى عاهدها عليها ولكنها الان اكثر نضجا وجاذبية.
تخطو باتجاهه ومع كل خطوة تفلت دقه منه وعيناه لا تحيد عنها هبط بنظره إلى زيها ، لتنبسط ملامحه براحه.
متمتما بدون وعى:
“فما اجملك يا فتاة بلباسٍ واسع فضفاض يخفى ما تطمع به النفوس تتهادى به كأميرة بحجابٍ يخفى تاجٍ، تتوقه لمرآّه العيون”
عقد حاجبيه مندهشا:
_انا، شعر ، قمر، من امتى؟
فاق على حاله ليجدها قد رحلت ليسرع خلفها.
_عدت من جنبى ولا لمحتنى حتى؟ مش هتبطل العادة الزفت دى تمشى تكلم نفسها وما تركزش.
وقف ثوانى وقد دب القلق بأوصاله: او ممكن تكون معرفتنيش!
عند هذا الخاطر تعالت الدقات من الجديد ولكن برعب استحكم بأوصاله، ليسير ببطء بضع خطوات ثم وقف على مقربه يستمع لها وهى تحادث إحداهن.
بينما وأثناء سيرها وهى تردد: ابن خالتى وجاى زيارة يومين وماشى.
اوقفتها صوت سيدة متقدمه بالعمر تفترش الممشى وامامها علب من المحارم الورقية وبعض التسالى.
_قمر، قمر يا بنتى.
_قمر بانتباه تعود خطوة للوراء: تيته زكية معلش مخدتش بالى.
_ال واخد عقلك، بنادى عليكى.
قمر بتنهيده وصوت منخفض لم يصل لا لتلك السيدة ولا له ولكن طريقتها بالنطق أثارت فضوله: وقلبى يا تيته.
فاقت سريعا على حالها، بحثت داخل حقيبتها تخرج كيس ما.
_يالا تيته ده ليكى.
السيدة تفتح الكيس: اللاه دى ساندوتشات كتير، طب وانتى؟ لا كلى معايا شكلك ما اكلتيش.
_لا كده هتاخر وعندنا ضيوف فى البيت هتغدا معاهم، مرة تانية بقا، عايزة حاجه منى قبل ما امشى.
_روحى يابنتى يديكى ويراضيكى يا قادر يا كريم.
قمر راحلة بابتسامه : احلى دعوة دى ولا ايه…
بابتسامه اخذ يربط على قلبه القارع بداخله كطبول حرب، تقدم من السيدة.
_علبه مناديل يا حجه
_يسمع من بوقك ربنا، ٢ جنيه يا بنى.
مدت يدها له بها ليتلقاها وهو يضع بداخل يدها ورقة نقديه.
نظرت لها ثم له تبحث حولها بينما هو يوشك على الرحيل
_يا بنى استنى اتصرف واجبلك الباقى.
آسر بابتسامة يغلق يدها على الورقه : هبقى اخد بيه مناديل.
قالها منطلقا باثر تلك التى أوشك طيفها على الاختفاء من أمامه.
_مركبة عجل فى رجلك.
تلصص من بعيد وهو يراها تستقل إحدى سيارة المواصلات العامه توقف بتردد يصعد ام لا؟
_يعنى ياربى اول ما تشوفى تشوفني فى ميكروباص ده ايه البخت ده!
دقق النظر وجدها تنظر من النافذة إلى جوارها والمقعد الأخير خلفها فارغ ، ابتسم بانتصار يتقدم باتجاهها بحرص على أن لا يصدر عنه اى صوت، أوشك على الصعود ليسبقه ثلاث من الفتية ، لوى فمه بحنق ليحدثه السائق .
_ادخل معاهم رابع يا استاذ خلينا نمشى.
صعد بالخلف بعدما افسحوا له، عيناها تتابعها لا تحيدو عينهيا معلقة بالنافذة .
ليسال حاله: يا ترى ايه ال شاغلك اوى كدة يا قمر؟
انعقد حاجبيه وهو يراها تتململ بجلستها تنظر إلى أسفل ثم إلى السيدة إلى جوارها، امتد بجزعه العلوى قليلا يرهف السمع إلى ما تقول.
قمر للسيدة: رجلك دى يا خالتى.
السيدة: لا رجليا اهو بعيد.
قمر: اممممم
نظرت لتلك القدم الممتدة من الخلف تستريح بحريه على قدمها، لترفع قدمها قليلا وبكل قوتها وهى تجز على أسنانها تهبط على تلك الساق بالأسفل.
هو لم يفهم لما تعابير وجهها قاسية هكذا وماذا فعلت بالظبط ولكن ذاك الجالس على بدايه مقعده من الجهة الأخرى، اعتدل بشكل مفاجئ يغلق فاهه بصعوبه وقد أحمر وجهه، يمسك بساقه من الأسفل .
اتسعت عيناه وقد فهم ما حدث، برزت عروقه بغضب يهم بالهجوم على ذاك المت***، ولكن جمد بمكانه عندما التفت هى بغضب للوراء تنتقل بعينيها بين الاثنين خلفها وبصوت حاد واطئ بدأ كفحيح.
_فى رجل اتمدت وجات لحد عندى، لوصاحبها ما اتلمتش هشوف شغلى مع صاحبها.
الشاب يبلع ريقه برعب: انا اسف مخدتش بالى.
قمر بتهديد: خد بالك لتتكسر.
حادت بنظرها عنهم للأمام ولكن ثانيه، تلك العينان، هى ادرى الناس بهما، جف حلقها وهى تناظره لثوانى لتعود بجلستها إلى الأمام سريعا، تعاود النظر من النافذة باعين متسعه تهز قدمها بتوتر.
_هو مش ورايا دلوقت ولا عارفنى ، هو مش قاعد ورايا ولا عارفنى.
بينما هو عض على شفتيه ببسمه صغيرة يستند بذقنه على قبضة يده، لقد رأته الان! وتعرفت عليه ايضا،قرأ هذا بوضوح بعينيها عندما تلاقت بخاصته، زفرة راحه خرجت منه حارة، ليتحرك بنظرة إلى النافذة جواره، يحتاج إلى أن يبعد نظره عنها قليلا حتى تهدأ دقاته فلقد باتت تؤلمه.
تلك الهمهات جواره، جعلت يعيد النظر لذلك الشاب وقد تذكر الان ما فعله، تنفس بغضب ناظرا حوله اى فعل منه سيتسبب بفضيحه، سيكون بانتظاره كظله وباللحظه المناسبة سيعيد تربيته ولكن ما وصل إلى مسامعه من ذاك الشاب جعله يكتم ضحكاته بصعوبه وقد عدل عن الفكرة فلقد كفت واوفت تلك القطة.
الشاب وهو يميل على صديقه: اعمل ايه دلوقت، هجيب فردة الجزمه إلى اتحشرت تحتها دى ازاى وانا بسحب رجلى؟
صديقه: ياما تمد ايدك وتجيبها، يا تستنى لما هى تنزل وتجيبها، يا تروح كده؟
الشاب برعب يهمس: لا ايدى لا ما تجيبها انتى.
صديقه باستنكار: حد قالك انى مستغنى عن ايدى، لما تنزل ابقى اجبهالك غير كده اسكت لتقول بيتودوا عليا ومش هنخلص.
الشاب وهو يمسد قدمه بالم: توووبه.
هز راسه بياس فتلك قمر لن تتغير ولا يجدر بها أن تتغير.
_اااه يا قمر.
خرجت صادقة محملة بالعديد من المشاعر التى بدأت تتضح له الان فقط.
وهو يميل برأسه إلى الخلف وقد عاودت عيناه للنظر لها من جديد وقد تناغمت الدقات بمعزوفة جديدة طريت لها أذناه.
توقفت السيارة على اول الحى، لتهبط سريعا وهو خلفها، تهرول بخطواتها وهو خلفها لا يحيد عنها، نظر حوله حتى دلفوا إلى اول الحارة القاطنه بها خالته وقد خف المكان من المارة الا قليلا لينادى بصوت واطئ باسمها.
قمر، قمر
قمر لنفسها: هو مش ماشى ورايا دلوقت، هو مش ماشى ورايا دلوقت.
آسرمن الخلف: قمر ، قمر استنى.
قمر: هو ورايا دلوقت ، هو ورايا دلوقت.
آسر: يابت ماتقفى ايه قطر؟.
قمر دون ان تلتفت: احترم نفسك احنا فى الشارع، اقف ازاى يعنى؟
آسر يتخاطها بسرعه ليقف أمامها، ارتدت هى خطوة للخلف وهىى تراه أمامها.
_ابن خالتك.
قمر بهجوم تخفى خلفه توترها
_يبقى تخاف عليا وعلى سمعتى، انا مش همشي اقول لكل واحد معلش أصله ابن خالتى.
_الشارع فاضى والبيت اهو.
ابتعدت عنه للداخل مسرعه.
_يابت استنى.
وقفت تتمسك بحافة الدرج تغمض عينيها تعد من واحد إلى خمسه متذكرة جملة القوة خاصتها.
” هو ابن خالتى وجاي زيارة يومين وماشى”
فتحت عيناها ودون ان تلتف له.
_افندم.
_ناظرا لها وهى توليه ظهرها، حديث طويل لم يعده سابقا تزاحم على لسانه الان.
_قمر اناا.
_ايه ده بجد؟ آسر؟ معقول !
اغمض عينيه يدعو بأن لا بكون ما جاله بخاطره صحيح وأنها فقط تهيؤات لا أكثر من فرط توتره .
_آسر، بجد مش مصدقة كنت لسه على بالى ، شوف الصدف.
آسر بهمس وما يشبه العويل: صدف هباب.
ريم: بتقول حاجه ياآسر.
ضربت بكل قرار يخصه عرض الحائط وهى تلتف تناظره بحاجب مرفوع تناظر الاثنين هو على الدرج أسفل منها بدرجتين والاخرى إلى جواره على بعد صغير.
حرك عينيه لها بمعنى لا تقلقي وبملامح جامده التفت برأسه لتلك التى تكاد تلتصق به.
_حضرتك مين؟
ريم بدهشة وهى تنظر إلى تلك الواقفه ثم له بارتباك: ايه يا آسر ايه الهزار البايخ ده؟
_لا معلش وانا اعرف حضرتك منين علشان اهزر معاكى؟!
_آسر، اللاه بقا متزودهاش.
_لا ثوانى ايه العشم ده كله، آسر آسر، اكنش آسر ابن اختك وانا معرفش؟! انا اسمى البشمهندس آسر يا انسه.
_انت بجد مش فاكرنى، انا ريم.
_وانا معرفش حد بالاسم ده.
بهت وجهها وهى تنظر له ثم إلى تلك الواقفة وهى تبتسم لها باستفزاز وشماته تقفز من عينيها قفزا.
لتتحرك من مكانها صاعدة للأعلى معلله: اسفة، يظهر انى اتلغبطت.
قمر لها وهى تمر من جانبها: ابقى خدى بالك تانى مرة يا رييييم.
غمز لها بإحدى عينيه بخفة: روقتهالك.
نظرت له من أعلى لاسفل بلا إهتمام ثم تركت وأكملت صعودها بغرور لاق عليها كثيرا فى تلك اللحظه.
آسر لنفسه وهو يراقبها : حقك.
طرقت على الباب، لتفتح والدته : تنظر لها وله خلفها بابتسامه بعدما لاحظت نظراته.
كريمة: انتوا انقابلتوا؟!
هز رأسه آسر رأسه عدة مرات بسعادة بينما تجاهلت قمر الإجابة وتابعت
قمر: خالتو حبيبتى.
تلقتها الأخرى بين ذراعيها: قلب خالتك انتى.
قمر: وحشتينى اوى يا خالتى.
آسره وهى تتجه معها للداخل: وانتى اكتر يا حبييتى.
ليلى متجهه لها تحتصنها وعيناها على اخاها بأثرها: ايوه يا عم من لقى احبابه…
نظر لها آسر بشك، لتكمل هى.
ليلى: وحشتينى.
قمر: انتى لا.
ليلى وهى تسحبها نحو المائدة: اصيله، تعالى يالا حبيبتى نتغدى علشان انا واقعه والجوع غلط على صحه بابا.
قالتها وهى تشير لوالدها الجالس علي راسها منفصلا عن اى شئ اخر يضع المعلقه بفمه متلذذا.
_تسلم ايدك يا فادية، احسن واحدة تعمل صيادية.
كريمة: ووووونيس.
_بعد كريمه طبعا.
حاولت الهرب والتحجج حتى تحتمى بين جدران غرفتها تستعيد توازنها ولكن لم تترك ايا من الأم وابنتها الفرصة للفرار تحت صمت فادية التى تقف على بعد عند بدايه الممر المؤدى إلى المطبخ ، فقط ابتسمت بسماجه عندما تقابلت نظراتها مع ابنتها وكذلك صمت آسر حتى لا تتعنت.
قمر: انا مش قولتلك يا ليلى انى اكلت فى الحضانه، وما تستنونيش.
الاب ونيس يسحب المقعد إلى جواره : يعنى ولا حتى علشان خاطر عمك ونيس ال عايز يجاور القمر .
بابتسامه جلست: يا خبر وانا أطول.
مال آسر عاى والدته المبتسمه وهى تخطو باتجاهم: مالك فرحانه اوى كده ليه دى بيثبتها قدامك.
كريمه: على قلبى عسل.
جلست كريمه إلى جوارها وهمت ليلى بالجلوس بمقابلتها ليزيحها آسر بخفه.
_ليلى بتذمر: ايه معاملة شوال البطاطس دى.
_آسر::انا ال بقعد جنب بابا.
واخيرا انتهى الغداء الكارثى بالنسبة لها، لتسرع لغرفتها راكضة تقف خلف الباب تضع يدها على قلبها وهى تلتقط أنفاسها المحبوسة بداخلها طوال جلستها أمامه.
نظراته المقتطفة لها، لمعة عينيه كلما تقابلت الأعين ما حدث على الدرج، لم يكن هذا ضمن اى من تخيلاتها عند لقاءها به.
لتسال نفسها : هو ماله عامل كده ليه؟
لا تعلم بانه بذات الوقت، يتمدد بجسده على الفراش يسأل نفسه نفس السؤال .
انا ايه ال بيجرالى ده؟
مضى اليوم، بين تجنب قمر له والإجابة المختصرة على أسئلته وتحكمها المذهل باعصابها حتى لا تنفعل عليه لكثرة استفزازه لها على الرغم من سعادتها من تصرفاته تلك ولكن حتى إن احكمت إخفائها فلن تستطيع محو تلك اللمعه التى عادت لعينيها من جديد عن أعين والدتها.
وثلاث أزواج أخرى تراقب ما يحدث بأعين كالمجهر.
ليلى بهمس لوالدتها الجالسة بالمنتصف بينها وبين اباها: ابنك واقع اوى يا كوكو.
الاب ونيس : ولما هو متنيل على عينه كان مجرجنا وراه ليه من بيت لبيت.
كريمه:من ايه لايه يا نور عينى؟ ده انت من تانى تالت عروسة وخلعت، على العموم انا مش هرجع غير وانا ملبساهم الدبل.
الاب: تفتكرى هيعصلج.
الام: يعصلج ايه؟ ده انا معملتش حاجه واهو على ايدك اهبل قاعد قدام البت، يخوفى لترفضه هى.
ليلى: لا ما تقلقيش دى ما هتصدق، بس هتربيه الأول
كريمه: يستاهل.
الاب: ده ابنك برضه.
كريمه: وجايبلى الكلام، ده من تحت رأسه طلعت علينا اشاعه اننا بندخل البيوت علشان الساقع والجاتو ، تخيل اخر عروستين ضايفونا قهوة.
ليلى وهى تزيح دمعه وهمية: ما تفكرنيش يا ماما، عايزة انسى.
فادية: ها يا قمر امتى هتستلمى الفستان؟
قمر: بكرة بإذن الله.
فادية: خدى معاكى ليلى تحجز واحد هى كمان.
ليلى: انا جايبة معايا واحد يا خالتو، بس عايزة جذمه تكون شيك.
قمر : نروح نجيب الفستان الاول وبعدين نشترى سوا الشوز انا كمان عايزة واحد.
كريمه: مين هيروح معاكم.
قمر: ما فيش، انا وهى ولو حضرتك حابه تيجى ياريت نتمشى سوا.
كريمه: لا اجى فين؟ انا هساعد فادية فى التحضير هنا، انا ال اقصده انكم بنات زى الورد.
شددت على أخر كلمه تنظر إلى ابنها ثم تابعت…
_ما ينفعش تروحوا وتدخلوا محلات زى كده لوحدكم، افترضى حد ضايقكم؟!
_لا ما تخافيش يا خالتوده محل معروف وليه سمعته.
كريمه: لا لازم حد يروح معاكم.
فادية تجاريها: بس كريم من بكرة مع خطيبته بيجهزوا شوية حاجات ناقصاهم.
آسر ووالده ينظران لكريمة يتوقع القادم، ليبتسم باتساع كمجذوب وقد صدق توقعه: اللاه ، ما آسر موجود، يروح معاهم.
قمر بسرعه: لا يا طنط مش هينفع.
كريمه: لا يا حبيبتى ال مش هينفع انكم تكونوا لوحدكم الدنيا مبقتش امان زى الاول ولا ايه يا فادية يختتى.
فادية بصدق: حقه يا كريمه، انا كل ما بتطلع على شغلها بفضل قاعدة وانا حاطة ايدى على قلبى لحد ما ترجع.
كريمه بتنهيدة: ربنا يحفظهم.
فادية: امين يختتى.
مال الاب ونيس على ابنته: ايدك على العشرة جنية، مش قولتك مش هتبات غير وهى لضماهم فى حكاية سوا.
ليلى وهى تخرجها من أسفل حافظة هاتفها المحمول بتحسر تضعها بيده: ماكنتش فاكراها هتبدأها بدرى اوى كده!
الاب: يابت دى عشرة عمر، بس يظهر ان الموضوع جه على هوا اخوكى.
نظرت له بحيرة ولابتسامته التى تثير حنق قمر.
ليلى: هو تقريبا خرج غسل دماغه ورجع.
الاب وهو ينظر لكريمة بحب لا ينضب: لا الغشاوة انزاحت من على قلبه فكرنى بنفسى وانا صغير معرفتش انى بحب امك غير لما واحد تانى كان هياخدها منى.
أتى كريم بتلك اللحظه ينضم لجمعهم، ليقضوا باقى جلستهم بالضحكات والأحاديث التى لا تنتهى، حتى طالبت أجسادهم بالراحه
مستلقين على الفراش بتعب بعد يوم شاق.
ماعدا زوجين من الأعين لم يزر النوم أعينيهم ، احداها خائفة حائرة سعيدة قلقة مجروحه، والأخرى شاردة بذكريات مضت يعيدها مرة تلو الأخرى ، يتمعن بكل تفصيله بها باعين لامعه وما عاشه اليوم، وما مر به سابقا ليصل لنتيجة واحده.
_انا طلعت غبى.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية بنت خالتي قمر)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)