رواية بدر الدين وجوان – أصابك عشق الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية بدر الدين وجوان – أصابك عشق الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد
البارت الثاني
٢
اصابك عشق
أسما السيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
(دنيا وماشيه)
+
بقصر الرشيد..
+
لطالما كانت لديها سرعه بديهه وذكاء خارق
تجيد استغلاله…
+
ابتسمت بمكر بعدما لمحته آتيا باتجاههم بعينين متسعتين من الصدمه..
+
ويبدو أنه استمع لشجارهم من البدايه.. وتفاجيء بها..
+
صاح بصوته، حينما رفعت والدته يديها..لترجع عن ما كانت تنويه ..
ولكنها أجادت التفكير..وهي تجذبه من ياقة قميصه ليحل مكانها، ويتلقي الصفعه بدلا عنها…
1
تصلب جسده ، وهو ينقل نظره بين والدته المصعوقه مما حدث بلمح البصر ، وبينها
+
تقف بمنتصف القصر تنظر لهم بقوه، وجرأه ..
وقعت عينه بعينها..ولكن سرعان ما حولت نظرها عنه..
ووجهت نظرتها لنسرين التي ترجف داخلياً من فعلتها بإبنها..
+
تعلم أن بدر لن يمرر ما حدث ، بسهوله هكذا..
+
هتفت جوان بتهكم..
+
ـــ مش جوان الناظر اللي واحده زيك تمد أيدها عليها.. مين ماكانت تكون..
واهو كف ايدك منزلش علي حد غريب أهو إبنك بردو ولا إيه.. واستدارت ملقيه عليه نظره شامته، و
خرجت كما دخلت برأس مرتفع..
وتركتهم خلفها، فاغري افواههم من الصدمه..
+
تركت العنان لأنوثتها، ومشت بخيلاء أمامهم ، بفستانها الذي يظهر مفاتنها ببزخ.. وبعيونها التي تشبه العسل الصافي..
وقبل أن تغيب عن انظارهم، استدارت وغمزت له بوقاحه..مردفه بضحك..
1
_ تعيش وتاكل غيرها بقي ياكابتن، واااه قبل ماانسي..
+
أخرجت ورقه من حقيبتها الصغيره ، من فئة العشرون جنيه، وألقتها أرضاً، وهتفت بسخريه:
+
ـ دول العشرين ملطوش اللي ادتوهم لامي..
+
احنا مبنكلش حق حد..ومش مستنين ال20جنيه بتاعتك اللي هتغدينا..
+
امي الخياطه اللي هي اشرف منك ميت مره..
لا عمرها هانت حد في بيتها..ولا مدت ايدها علي حد..
واخرجت ورقه أخري من فئة ال200جنيه
والقتهم أرضاً أيضاً..
+
ـ ودول بقي قيمه الفستان اللي أنا أصلا مستنضفش البسه..
+
اظن ميستهلش اكتر من 200جنيه.. وبكدا نبقي خالصين.. يا ولات الذوات..
+
سلام يا هوانم.. اتمني ماشوفكوش في حياتي أبدا..
+
نيرمين ببكاء بعد مغادرة جوان..
+
_ فستاني يامامي.. شفتي الفلاحه عملت فيه إيه..؟
هروح الفرح ازاي؟
+
لازم ابقي اشيك واحده،خلاص مش هروح..
+
نظر بدر بحده لها، من تفاهه حديثها..وهتف بحده..
+
_ امشي اطلعي علي اوضتك، مشوفش خلقتك أبدا
وقسما عظما ماانتي حاضره أفراح..
وكلمه تاني هروحكو حالا..
+
ابتلعت نيرمين باقي حديثها، وأوقات البكاء وصعدت مسرعه لغرفتها..
+
نسرين بخوف منه.. فهي تعلم ولدها لن يفوتها لها أبدا
+
ـ انا مكنتش اعرف ان الملعونه دي هتعمل كده..
انا..
قاطعها بصوته المرتفع..
+
ـ ماااااما..
+
ابتلعت ريقها وصمتت..
+
ـ انتي ايه؟
+
مش هتبطلي بقي الخايله الكدابه دي؟
+
مين اداكي الحق اصلا تهيني خلق الله.. لا وكنتي كمان هتضربيها..
+
تعرفي أنا مش زعلان ابدا..انا استحق ان هيبتي تنهد وتقع ، وواحده زي دي تعمل فيا كده
مدام امي نسرين هانم بنت الحسب والنسب وصلت للمستوي دا.
انها تهين غيرها ، وتتباهي وتتعالي عليهم
وياريت بحاجه عدله..لا بفساتينها وهدومها..ياشيخه مش شايفه ، أنها أصلا بتلبس أحسن من بنتك..علي الاقل مستوره..مش عريانه.
1
نسرين بغل…
+
_ مين اللي احسن من بنتي، أنت المفرزض تجبلنا حقنا وتحبسها كمان عشان اتجرأت، وعملت كدا في حاجه بنتي
انا نسرين هانم ينعمل في بنتي كدا.. وحتت فلاحه زي دي تهيني كدا..
وانت ابني أنا، تقف تدافع عنها قدامي كدا…
اقترب بدر منها فابتلعت ريقها بخوف…
+
_ في ايه؟
+
اشار بيده علي خده..
+
_ عجبك اللي حصل دا؟
+
بدل ماتهينيها، هنتيني انا.. وقليتي قيمتي أنا..
قسما عظما لو الموضوع دا ماانقفل لحد كدا.
لكون متصل بفراس وانتي عارفه ، فراس مش أنا، ولا باسم..وحالكو المايل دا..معدش يتسكت عليه..
وساعتها اتحملي نتيجه عمايلك بقي
+
نسرين بخوف من فراس ابن شقيقتها
+
_ لا خلاص انتهي يابدر..
+
بس بلاش فراس.. انت عارف عصبي ازاي.؟
+
بلامبالاه لتوسلاتها، تركها وخرج يغلي من الداخل… يقسم سيربيها تلك الصغيره الماكره..
+
سيجعلها تندم باقي عمرها.. علي ما فعلته به..
+
قابله باسم ببهو القصر..
+
ـ مالك يابدر خارج متعصب ليه؟
+
ـ سيبني ياباسم الله لا يسيئك انا مش طايق نفسي
+
ـ طب مال خدك محمر كدا ليه؟
+
اغمض عينه يتوعد لها…
+
_ ماشي من انهارده هوريكي لعبتي مع مين ياجوان..
+
خرج مناديا علي مخيمر..غير مبالياً بحديث باسم..
+
_ يامخيمر انت يازفت..
ـ نعم يابدر بيه…
ـ هاتلي سراج..
ـ حاضر يابيه..
+
ــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت الناظر..
+
كانت سمر تلطم خديها، وبجوارها نيره ومحاسن الخادمه، التي تحكي لها ماحدث..
وان السيده تتوعد لابنتها..انها ستجعلها ترسب هذا العام علي ما فعلته بها..
+
سمر برعب..
+
_ ياغمي يااني..ياريتني مابعتها ، دا انا اللي اتحايلت عليها تروح..
+
هتفت محاسن بتنهيده..
+
_ طب ماتيجي تتأسفلها وتلمي الدور يا سمر
+
سمر بصدمه..
+
_ أتأسف..اتأسف لمين.؟
+
ومين قالك.اصلا اني زعلانه علي اللي عملته جوان فيها..وفي بنتها..
+
هي بنتها احسن من بنتي..ولا بتلبس زي بنتي واحسن منها..
ماانتي عارفه ان لبس بناتي كله من خالتهم وخالتهم عايشه ازاي؟
ولولا العيش والملح ، وإني أنا وحمدي كنا ولاد عم وبنحب بعض..كنت فارقته من زمان..
+
انا بس خايفه أن أبوها يعرف أنها خرجت من وراه…ويعاقبها ..والباقي طظ فيها..ولا تقدر تعمل حاجه…
+
وبقوه اكملت سمر..
+
_ قولي للست هانم بتاعتك ولاد سمر واللي خالتهم تبقي سهر الناظر واضغطي علي كلمه سهر
مبيتأسفوش لحد..ومحدش بيهددهم..
ولو عاوزه فستان شكله ونفسه..اختي تبعته الصبح متغلف جاهز..
شرفتي يامحاسن..وبعد كدا متبقيش تجبيلي زباين..انا بطلت خياطه من انهارده..
محاسن بلوية فم…. طيب عن اذنكم يام جميله..
استاذن انا..
+
نيره بصدمه..
+
_ يامرات عمي ياجامده..كبستيها..هو دا..
+
سعاد والده نيره بتهكم..
+
_ أل تتاسف ال..مش كفايه اللي عملوه هي واختها زمان..منهم لله.
+
نيره بتساؤل..
+
_ عملو ايه ياماما..؟
+
نظرت سمر لسعاد نظره مفادها، ان تصمت..
ووجهت حديثها لنيره..
+
_ معملوش متقلبيش في اللي فات..
روحي شوفي الموكوسه دي مستخبيه فين..وعرفيها اني مش زعلانه منها..وخليها ترجع قبل ما ابوها يتنيل يرجع ويقلب علينا الدنيا..
+
وقوليلها تجيب كارت شاحن معاها..عشان نكلم سهر..
خرجت نيره مسرعه..
+
_ هوا ياخالتي..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بكلية التربية..
+
_ راحه فين يا موده.. أنتِ يابت..
+
اجابتها موده وهي تهرول بإتجاه بوابة الخروج من الجامعه..
سيد مستنيني بره ..اما الحقة قبل ما يطين الدنيا كالعاده
+
شهقت انجي صديقتها،وضربت علي قلبها..
+
سيد..لاااا..مادام فيها سيد..لا اجري الله يعينك..
+
دلفت للخارج تبحث عنه بعينها..وجدتة يقف مستندا بظهره علي الميكروباص الخاص به..بيده سيجارته التي لا تفارقه دوماً، ويرتدي ذاك القميص الذي ابتاعوه معاً منذ أيام تحت ضغط منها كالعاده، فهو يكره أرتداءهم، بينما هي تعشق رؤيته بهم..
+
تباطأت بخطواتها وهي تدور بعينها يمينا ويسارا خوفا من أن تراهم تلك الحية التي إبتلاها الله بها، إبنة عمها.. سما .. التي توشي بها كالعاده لوالدتها..
+
أنتفضت علي صوته الأتي من خلفها بمرح..
+
_ مش هنا..ومش هتيجي انهارده أصلا..لقد ذهبت ألي قاع الجحيم..
+
أتسعت عينيها واردفت بصدمه..
+
_ جحيم… جحيم إيه ياسيد..، وبعدين خضتني ياسيد..حرام عليك
+
غمز لها بعينه وهتف بشوق..
+
_ سلامتك من الخضه ياقلب سيد
+
رمقته بشك، تسلل لها من نبرة صوته حتما فعل مصيبة ما كعادته…
+
_ عرفت منين انها مش جاية يا سيد؟… ها.. دي عاملة زي العفريت العلبه بينطلي من اي حتة
+
عدل من لياقة قميصه الفاخر الذي يرتديه وهتف بفخر..
_ ما انتي فاهمه بقي..
+
زوت ما بين حاجبيها، وهي تدعو الله، الا يكون تسبب بمصيبة اخري كعادته..وهتفت بريبه..
+
_ فاهمه أيه يا سيد..أنا مش فاهمه حاجة خالص..لاتكون عملت مصيبة تاني
+
سيد بلامبالاه وهي يقذف سيجارته بعيداً بطرف أصبعه فأصابت إحداهن بقدمها، فصرخت من الألم..
موده بصدمه..
+
_ ياخبر اسود ومنيل..ايه اللي عملته ده؟
+
نفض رأسه وهو يرفع يده مشيرا لتلك الفتاه..
+
_ حقك عليا يا موزمازيل..الشت مني
+
رمقته الفتاه بأمتعاض، ورحلت
+
لكذته موده بيدها..بغيظ..
+
_ امشي يا سيد..من هنا يالا..
+
سيد ببراءه مصطنعه..
+
_ الله..أنا عملت حاجة..
+
موده بغلب.
+
_ دا كلة ومعملتش حاجه..امشي ياسيد..يالا من هنا..انا أللي مبتوبش
+
أستدار وغمز لها بطرف عينه، هاتفا بتلاعب..
+
_ طب مش عاوزه تعرفي الحربؤه بنت عمك جرالها ايه؟
+
تذكرت أبنة عمها، فتوقفت وهي تسأله برعب..
+
_ ستني يا سيد..أوعي تكون اذيتها!
+
سيد بمرح..
+
_ لا اذي أيه ، انتي عرفاني قلبي رهيف
+
موده بلوية فم..
+
_ أنت هتقولي
+
_ خلص ياسيد قولي عملت فيها إيه؟
+
سيد بفخر..
+
_ عملت معاها الصح الصبح، وزنقت عليها بالميكروباص الصبح، صوتت وفضحت الدنيا، غاظتني، اسكت….؟
+
موده بلوية فم…
+
_ ودي تيجي.. تسكت ازاي، عملت ايه ياقدري؟
+
_ أبدا.. ظرفتها كتف في ظهرها بالميكروباص، وقعت في ماية الصرف أللي طافحة في الشارع..
2
أتسعت عينيها، وهي تنظر له وكأنه برأسين..
+
_ يانهار اسود..وقعتها في ماية الصرف…لتكون ماتت ياسيد
+
أشاح وجهه بإمتعاض وهو يلوح بيده بالهواء..
+
_ ياريتها كانت ماتت وخلصتنا من شرها، عيلة أتمه ومش لاقية أللي يلمها ..
+
موده بصدمه..
+
_ يلهووي عليا..ياانا ياامه..انت بتقول ايه ياسيد؟
+
سيد بتأفف..
+
_ ما بقولش يا قلب سيد..ما تنجزي بقي في يومك ده..جاية ولا مش جاية..وتفضينا من سيرة الزفته دي، وتحقيق كل يوم ده..
+
عبست بشفتيها..ومن داخلها يرتجف..مؤكد ستؤلف إبنة عمها، كالعاده قصصاً وحوارات..وستصدقها والدتها..
+
ولن يمر اليوم مرور الكرام..
+
شردت قليلا..فأقترب منها هاتفاً بإبتسامة..
+
_ متخافيش..جمدي قلبك..طول ما سيكا معاكِ
+
أبتسمت له تلك الأبتسامة الرائعه التي تسعد أوقاته وهتفت.
_ طيب انا جعانه ياسيكا..
+
سيد بمرح..وهو يشير بيده لها حتي تصعد للميكروباص..
+
_ عيون سيكا..سمعاً وبصراً يا وزة قلبي
+
قهقهت علي الفاظه الضائعه..واردفت بضحك..
+
_ يلهوي..علي لغوياتك..ضايعه..ضايعه. اسمها سمعاً وطاعة يا مولاتي
+
سيد بتأفف..
+
إمسكيلي انتِ كده عالواحده..مش كفاية كلمة مزه اللي حذفتيها من لغوياتي
+
هتفت موده بغيظ..
+
_ ســـــــــيد..ألتم..
+
استقل مقعد القياده..وهو يتمتم بغيظ..
+
_ أتلمينا اهو… اما نشوف أخرتها..
+
اقتربت من باب الميكروباص، وفتحت الباب لتصعد بجانبه..
+
وهي تمتم بقهر..
+
_أف..قولتله ميت مرة يحط حاجه اركب عليها..اف..معاناة كل مرة..
+
فلتت ضحكه عاليه منه جذبت الماره من جانبهم من علوها..وهو يراها تجاهد لتصعد بجانبه كالعاده..لولا يخاف الله أن يحرمه منها لأنتشلها بين ذراعية ووضعها بجانبه..
+
زفر بحزن وهو يصبر نفسة..
+
_ أن صبراً جميلاً
+
صعدت بصعوبه لجانبه، واستدارت تنظر له بعداء..
+
_ اقدر أعرف بتضحك اوي كده ليه..يا اسطي سيد
+
لاعب بحاجبه الايمن لها، وهتف ببراءه، وهو يجاهد ألا يضحك ثانية….
+
_ أبداً ياعيون الأسطي..أنا عملت حاجه!
+
جزت علي اسنانها..وهتفت بغيظ..
+
_ ســـــــــيد
_يا عيونه
_ أنت رخم
_ وأنتِ قصيره
شهقت بصدمه..
1
_ انا مش قصيره، الميكروباص أللي عالي عليا..وبطل ضحك بقي، اف
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
كانت الشمس علي وشك المغيب..
وهي باخر البلده.. بمنطقه محايده بين أرض الرشيد وأرض والدها التي يحاربون لشراءها لموقعها بقربهم..
+
وتحت شجره التوت المثمره في هذا الوقت من العام..
+
خلعت حذائها..لتتسلق الشجره..وتأكل من ثمارها
لقد تأكدت ان أبيها خارج البلده ولن يعود الان.
+
حاولت اكثر من مره ان تصعد فتنزلق قدميها وتقع..
+
ـ اف ماانا هاكل يعني هااكل..وهطلع يعني
هطلع..انتي طولتي ليه كدا..؟
+
خرج علي حصانه ليتفقد اراضيهم
وقلبه وعقله يغليان كلما تذكرها، ولكنه شد لجام الفرس بصدمه حينما ظهرت أمامه فجأه…
تحت شجره التوت، تحاول الصعود..
+
جحظت عيناه وهبط بهدوء..مقتربا منها يستمع لتمتمتها..
+
ـ هعد 1-2-3 واطلع..
+
قبل ان تكمل الثلاثه..كانت يدان قويتان ترفعها للاعلي بقوه..
+
حتي انها وصلت لاعلي الشجره بسهوله وتمسكت بها..
ـ هييييه، ياماما..انت مين؟
+
بدر بتهكم..
+
_ أنا اللي لسه ايد امه معلمه علي وشه بسبب جنابك
كانت اعتدلت وجلست علي الشجره..
+
ـ يالهوي انت؟
+
بدر بغيظ..
+
_ اه انا..
+
ابتلعت ريقها وابتسمت، وهي تقذف حب التوت بفمها شماته به..
+
ـ متشكره عالتوصيله..
+
بدر بغيظ..العفو..
+
بدأت الليل يغطي المكان، وهي مازالت بالأعلي ، وهو بالأسفل يجلس علي حوض المياه أسفل الشجره..
+
بجانبه فرسه..يفكر كيف ينتقم منها ومن غرورها..
+
وهي بعالم أخر، تتلذذ بطعم التوت الشهي..
+
اخرجت كيساً نضيفا من جيبها وملأته علي آخره..
ونادت عليه..
ـ كابتن..
+
ـ نظر لها ورفع حاجبه..وبتهكم أجابها..
+
_ خير..؟
ـ نزلني..وهديك شويه توت..ورفعت يدها بالكيس المعبأ به..
+
ضحك باستهزاء…
+
ـ تصدقي اغرتيني..لا مش عاوز..
+
أنا أساسا ً طلعتك عشان اسيبك كدا..
+
ـ وبعدين هي الحلوه مكنتش هتطلع لوحدها برده ولا ايه.
ـ جوان بصدمه..
+
_ إنت هتسبني متشعلقه كدا؟
+
دي مش رجوله علي فكره..
+
الشجره كبرت وهقع انكسر..ولا يحصلي عاهه مستديمه..
+
اقترب بهدوء ، و استند علي جذع الشجره..
+
وبشماته بها أكمل..
+
_ انتِ عارفه أن من ساعه ماخرجتي، وأنا بفكر انتقم منك ازاي؟
+
مهو مش حتت عيله زيك..تعمل فيا كده واسكتلها..
+
جوان باستنكار..
_تنتقم مني، ليه ان شاءالله..امك السبب..وبعدين ولا يهمني عادي..
+
اتفضل امشي..وانا هستني من واحد زيك ايه.؟
+
بدر بغيظ..
+
_ امك!، وامي بردو اللي شدتني من ايدي وضربتني..لوحدها..
+
عموما..انا بقول عقابك علي قد عقلك..
+
مهو مش معقول عيله زيك هتتعاقب بعقاب اكبر من كدا..
جوان بغيظ..
_ انا مش عيله يابغل أنت..
بدر بحده رفع نظره لها.. وأردف بغضب..
+
_ تصدقي بالله كنت هنزلك.. دلوقتي هسيبك متشعلقه كدا، وبردو عقابك لسه مخلصش
+
هتفت بشهقه..
+
_ إييييه، بتهددني؟
+
ـ سميها زي ما تسميها..هاتي كيس التوت دا..
+
ـ وهتنزلني؟
+
بدر بخبث..
+
_ اه هاتي.
+
مدت يدها له بالكيس..
_ اتفضل..
اخذه منها ووقف ياكل به بتلذذ..
_تصدقي كان نفسي فيه.
جوان بتأفف..
+
_ نزلني بقي..اديك طفحته كله..
+
بدر بغيظ ألقي بالكيس الفارغ أرضاً، ورفع نظره لها وأردف بتهكم..
+
_ لا خليكِ يمكن تتربي..
وتركها وذهب سريعاً بحصانه..
+
جوان بصدمه..
+
_ يابن ال…
+
صاح قبل أن يغيب عن عيونها..
+
ـ تك كييير..خلي بالك من نفسك بقي..
+
ـ جوان…
+
_ اه ياطفس.. إلهي تطفحه يابعيد..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
+
هتفت نيره بقهر، وهي تشق المزروعات..
+
_ الله يحرقك ياجوان..ياتري انتي فين مفيش مكان الا اما دورت عليكِ فيه..
نيره بخوف من الظلام..
+
_ طب هرجع ازاي دلوقت..؟
صرخت بقوه وقدمها تغرس بشيئا ما…
ـ اااه..
كان يتمشي علي قدميه يحدث صديقا له
علي الهاتف..الشبكه هنا سيئه ولا تأتي الا بالخارج..
فوجأ بصرخه فتاه..
ـ اااه.
لمحها ولمح وجهها وعرفها، هي من انقذت الطفل..
باسم بهدوء..
+
_ انتي ايه اللي مخرجك دلوقت وجابك هنا…؟
نيره بتعب..
_ في حاجه دخلت في رجلي..شكله مسمار..
ـ باسم بهدوء مستفز..طب تعالي اقعدي علي الحوض دا..
+
نيره ببكاء،
+
_ مش عارفه امشي..
انحني وامسك بقدمها..
_ اوعي كدا اشوفهولك…
+
نيره بخجل…
+
_ لالا..انا هشوفها..
+
بلا أهتمام بها..
+
_ دا شكله مسمار، ودخل في رجلك..اتحملي هشيلهولك….
+
رفع رأسه وفوجأ بشلال دموعها.. هتف بحده افلجتها
+
ـ بتعيطي ليه دلوقت؟
+
ـ عشان بتوجعني اوي..
+
_ متخافيش اهدي..
+
وقبل ان تتحدث كان انتزعه من قدمها..
+
فقدت توازنها واوشكت علي السقوط..
فتلقاها هو..
ـ اهدي متخافيش خلاص وكمان جابت دم.. كدا تمام..
ـ همت لتتكلم..
جاءهم صوتاً من اعلي الشجره..
_ اذا كنتو خلصتو فقره الدكتور دي..
حد ينزلني..؟
نيره..بشهقه..
_ جوووان..انتي فين؟
انا قلبت عليكي الدنيا..
ـ انا فوق يختي..عالشجره..
باسم بصدمه..من ارتفاع الشجره..
+
_ طلعتي ازاي؟
جوان بغيظ….
_ ابوطويله طلعني..نزلوني وخلاص..
يالا يانيره..
نيره بفرحه..
طب جبيلي توت..الاول..
باسم بصدمه منهم..توت ايه دلوقت؟
+
_ انتو اتجننتو الوقت اتاخر..يالا تعالي انزلك..
+
مد يده والتقطها فسقطت عالارض
+
ـ شكرا ياكابتن منجلكش في ضيقه..
باسم بهدوء ..
_ الشكر لله..
مدت يدها لها بكيس اخر..
+
_ كنت عامله حسابك..اهوو..عارفه انك بتحبيه..
نيره بفرحه..
_ هييه ايوا بقي..
باسم..طب وانا مليش شويه؟
+
جوان..
+
_ لا داانتو قصدينها بقي..
+
باسم بتساؤل..
_ احنا مين؟
جوان.. بتنهيده..
+
_ هيييه ابدا
مدت نيره له بالكيس..اتفضل..
+
ابتسم لها ووقعت عينه بعينها..ظل ناظرا لها قليلا بخبث..
الي ان افاق علي صوت جوان..
_ اتفضل ياكابتن..
+
ـ باسم..هااا ماشي..
+
اخذه منها..وجلسا ليأكل به هو ونيره علي حوض المياه..
+
الي ان تبقت واحده..التقتتها نيره..بابتسامه..
+
ـ التوته حجي انا..
باسم..بضحك..
_ حجك ياستي..
جوان..
+
_ يالا بقي يانيره..
باسم..
_ يالا هوصلكو لحد الباب..مينفعش تمشوا في الوقت دا لوحدكو..
جوان..
_ متقلقش احنا بميت راجل.
+
باسم..
_ طب امشوا وانا همشي وراكو يارجاله
نيره..
_ خلاص بقي يالا ياجوان..احسن ابوكي زمانه علي وصول..
+
جوان..
_ يالا يختي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلا..
ببيت حمدان..
_ بقولك ياصابر(اخو حمدان والد نيره)
اوعي حد يعرف بموضوع العريس دا..احنا هنفاجاهم بعد يومين بالعريس والمحامي..يكتب عليها
القرشين اللي هناخدهم مهرها..هيخلونا نقب علي وش الدنيا..
صابر..بطمع..
_ هو عريس بنتك دا ملوش واحد قريب ولا صاحب للبت نيره..ياحمدي
+
_ متقلقش ياصابر احنا نجر رجله..وبعدين نخليه يدورلنا علي عريس لنيره، ونخلص منهم ومن مصايبهم
+
البت جوان بنتي دي عاوزه راجل شوكته جامده يكسرها..عشان كدا اخترتلها مسعد..
+
لما سالت عليه عرفت أنه ممشي اخواته البنات عالعجين ميلخبطوش، هو اه كبير شويه بس متريش وهيخلينا نقب علي وش الدنيا..
لا وايه هياخدها معاه فرنسا..
+
المهم زي مااتفقنا، هو هيجي نكتب الكتاب بعد يومين..
اوعي تقول لمراتك احسن متتخيرش عن سمر..وبيفتنو لبعض علي كل كبيره وصغيره
صابر..
+
_ عيب عليك يا اخويا ، هو أنا صغير
+
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
+
دلفت مساءً للبيت بعد وقت ممتع مع سيد سرقوه كالعاده من حياتهم..
+
السعاده تملأ وجهها..وتدندن بتلك الأغنية التي يغنيها لها بعشوائيته المهلكه لقلبها..ويغفو كل ليله علي صوتها وهي تشدو بها له..
+
( حن على القلة ده الغريب حن
ما تحن على القلة ده الغريب حن
خلاخيلى دول اللى انا لابساهم هما دهب ولا انا رسماهم
يادى الدلع ياللى انت وياهم شبان بلدنا اللي انا فايتاهم..حن)
+
_ كنتِ معاه مش كده؟!
+
انتفضت علي صوت والدتها، واستدارت لها وبلعت ريقها ، حينما رأت الشر بعيونها..وعلمت أن الليله لن تمر مرور الكرام..
+
_ لا..
_ كدابه..
+
قاطعت حديثها بصفعه قويه، نزف فمها علي إثرها..
+
_ خليتي سيرتنا علي كل لسان..فضحتينا بطلوعك ونزولك..ومرواحك ومجيك معاه..
+
هتفت من بين بكائها..
+
_ حرام عليكم ليه بتعملي معايا كده..انا بحبه مش بإيدي..هو اتقدملي كتير وانتوا بترفضوا..
+
_ ولو اخر راجل في الدنيا مش هتجوزيه يا موده..وأنا قلتلك اهوه..ومن هنا ورايح لا في كليه ولا خروج..
+
_ يا ماما ارجوكي..
+
أغلقت الباب عليها، وتركتها..وهي تتوعد لسيد..
_ ماشي ياسيد..اصبر عليا..
__________
+
بشرم الشيخ..
+
بعد يومان..
بغرفة الفندق الخاص به..
+
يجلس عاري الصدر شارداً، علي حافه الفراش ينفخ دخان سيجارته وعينيه شاخصه فلا..شئ
فقط شرود.. في حياته الفاسقه..يسأل نفسه إلي متي؟
+
مدت يدها تتحسس صدره بعهر.
+
ـ ايه يابيبي.. مالك سرحان في ايه؟ انت زهقت مني؟
+
أزاح يدها بعنف..
+
_ قولتلك متلمسنيش.. انتي ايه مبتفهميش.. ؟
+
ابتلعت ريقها بخوف منه، لطالما أخبرها أن لا تلمسه..
لا تعلم مامشكلته هو عنيف بكل شئ حتي في علاقته..حتي جسده محرم ان تلمسه ، هو القائد بكل شيء..
+
ـ أنا أسفه يابيبي.. نسيت..
فراس بحده..
+
_ اخرجي برا..
+
نيرفانا بصدمه..
+
_ برا فين يافراس.. في الوقت ده..
+
فراس بحده..
+
_ قولت برا مش عاوز اشوف وشك تاني.. ايه مبتفهميش؟
+
يومينك خلصو..قرفت منك..
+
ابتلعت نيرفانا ريقها وهتفت بصدمه..
+
_ ببساطه كدا.. هو انت شاقطني أنا مراتك..
+
ـ فراس بتهكم..
+
_ عرفي ياحلوه..
مد يده و جذب الورقه من جانبه..
+
– وادي الورقه..
اشعل بها نيران سيجارته..تحت انظارها المذهوله..
+
_ برااا.. مش عاوز اشوف وشك تاني..
ـــ انتي طالق.. واظن أخدتي تمن الاسبوع دا.. آنتي عرفاني بقي بحب التجديد.. براا..
+
بخوف من حدته لملمت ثيابها، وهي تسبه وتسب صديقتها تسنيم زوجته التي دفعتها عليه.. لتلهيه عنها ، وعن افعالها..
+
ـ استني..
+
استدارت تنظر له بريبه
+
فأكمل بتهكم …
+
_ ابقي سلميلي علي تسنيم.. وقوليلها البضاعه.. ونظر لجسدها بقرف.. طلعت مدروبه.. وبردو تخاف مني لان دورها قرب..
+
فراس بحده..
+
_ غبيه.. ال يعني بتلوي دراعي..
تنهد وخرج للشرفه، ليشتم بعض من الهواء الطلق
+
جلس علي المقعد خلفه ، ورفع قدمه علي المنضده شاردا..
مرت نصف ساعه
وهو علي حاله..فقط هدوء وشرود
إلا أن فاق علي صوت يشبه صوت الكروان وهو يشدو بحزن..
+
وحوريه من الحكايات بشعر اسود قصير وجسد مهلك بقميص أسود قصير..
ويدين صغيرتين تمسك بهما حاجز الشرفه الحديدي..
+
صوتها شق شرود الليل، واخترق قلبه البائس..
+
كانت جميله مهلكه بهيئتها..
+
انقبض قلبه وارتجف فجأة وهو يستمع لصوتها بنبرته المغريه التي تدغدغ قلبه، وتغوي القديس
+
(وجعنا، دموعنا، وضحكة زي الشمس بتشق الغيوم
وحاجات كتيرة عكس بعض، تفاصيل حياتنا كل يوم
لقانا، وداعنا، وحب يلمس قلبنا وقت اللزوم
أيام تفوت وسنين تمر بين السعادة والهموم
+
ساعات حلاوة الدنيا بتطلع من قلب الجرح
واللي شاف العذاب يقدر يعني إيه الفرح)
+
ـ صوتك حلو قوي، يغوي القديس
شهقت بصدم، ه ولم تستدر له..
+
فتأوه مردفاً..
+
_ اااه ياقلبي
+
_ حوريه،دوري وشك..ياحوريه.؟
+
بخوف ارتدت للخلف، ودخلت مسرعه..
لم يلمح وجهها..
وضعت يدها علي قلبها بصدمه وقلب يرتعش..
+
مردفه برعب..
+
_ الحمدلله..ان حسام مش هنا…كان قتلني…
+
لمحت اسدالها، وابتسمت حينما تذكرت صلاه العشاء..
ارتدته واسرعت لآدائها..تستغفر ربها علي فعلتها..
+
أنهت صلاتها، وجلست علي الفراش بجانب ابنائها وبدأت بقراءه القرآن بصوت عالي نسبياً..
+
كان متسطحا علي فراشه ، وباب الشرفه مفتوح شاردا بالحوريه الحزينه، وكيف يوقع بها..ويري وجهها..
حينما تسلل إليه صوتا بالقرآن..لا يعلم لما اهتز قلبه وبقي علي حاله..يستمع لصوتها العذب..ولتقلباتها من الغناء ، للعباده..
+
صوت هذه المرأه يؤثر به..
وهو لم ولن تؤثر به امرأه أبداً، هو واثق أن كلهن حقيرات وسيثبت أنها مثلهن..
إذن ماذا يحدث..له؟
+
(أهناك شخصاً ينجذب لشخص من صوته..من حنان كلماته..من هدوءه وبراءته..تلك المرأة كوكتيل غريب..)
+
ـــــــــــــــــــــــــــ
بجناح جميله..
+
انصدمت من فتحه للبا،ب ودخوله ينظر لها بنظره وترتها..لم ترتح لها…لطالما كانت نظراته خبيثه، مقرفه..
خافت وتوترت، من أن يكون علم ماحدث..وسيعاقبها
ولكن من أين علم؟
+
جميله بخوف وتوتر.
+
_ جيت بدري يعني؟
+
حسام بنبره غير مريحه….
+
_ اااه قولت اسهر معاكي هنا، وطلبت العشا..عشان نتعشي سوا..هو حرام..
+
جميله بزعر..
+
_ أبدا.. أصل من يوم ماجينا هنا واحنا مبنشوفكش خالص علطول محبوسين..
هو في حاجه…شكلك بيقول حاجه حصلت؟
حسام بترو..
+
_ ولا حاجه، هو يعني مينفعش اتعشي معاكي..ولا انتي عامله حاجه، وخايفه منها..؟
هزت رأسها بخوف، وجلست امامه علي الاريكه
+
ـ لا والله مافي حاجه، أنا مخرجتش من ساعه ماجينا ولا عملت حاجه..
+
ثواني ودق جرس الغرفه..
+
استقام ليفتح..وبهمس للجرسون..
+
_ عملت إللي قلتلك عليه..؟
+
الجرسون..
+
_ تم ياباشا..كله تحت السيطره..
+
ابتسم ، واغلق الباب..
+
ـ، يالا ياجميله، تعالي نتعشي أنا جعان، أنتي مش جعانه؟
بخوف أن يمد يده عليها، وليس هنا من يحميها منه، اقتربت لتجلس بجانبه….
+
مد يدها وجذبها لتلتصق به..وبهمس
+
_ لابسه الاسدال ليه.مش حرانه..؟
+
يده امتدت لتتحسس منحياتها بجرأه..
شعرت بالتقذذ، من نفسه وهمسه، كم تكرهه وتكره نفسها لضعفها وخوفها منه..
+
خانتها دموعها، ونزلت من جانب عينيها، لتكوي خديها..
+
ـ أبداً كنت بصلي العشا..وبقرأ قرآن..
+
_ ماشي ياست الشيخه..تقبل الله
+
جميله برعشه وبراءه..
+
_ منا ومنكم..
+
مد يده لها بكوب العصير.. مردفاً بخبث..
+
ـ خدي عصير الفراوله ، اللي بتحبيه أهو طلبتهولك مخصوص..
+
اومأت برأسها، واخذته منه، ووضعته أمامها، وبدأت بتناول الطعام خوفا من بطشه..
ـ مبتشربيش العصير ليه..
ـ رفعت الكأس وشربت منه قليلا..
+
حسام بابتسامة خبث..
+
ـ اشربيه كله..
+
ـ لم تستطع، بدأت بالدوار…
جميله بدوار..
+
_ هو العصير دا في ايه، انت حطتلي ايه فيه؟
+
حسام بضحكه مجلجله…
+
_ منوم..عشان احرق قلبك زي ماخليتي ابويا يحرق قلبي علي ورثي وأرضي وضحكتي عليه..
+
جميله..بعيون تغلق وتفتح بصعوبه..والله ماعملت حاجه..
+
حسام بغل..
+
_ إنتِ عارفه أن أبويا وأمي، ماتو في حادثه أتوبيس
أول ماوصلو ، وهما رايحين الحرم..
واندفنو هناك…. وأنا هاخد منك الولاد واهرب
واحرق قلبك عليهم، وانتي بقي ياحلوه طالق مني بالثلاثه..
لم تستطع أن تسيطر علي نفسها ولم تستطع ان تتحدث..غير بكلمه واحده..
ـ ولادي..؟
حسام بضحك..
ـ ابقي سلميلي علي نفسك..
وعلي فلوس ولادي إللي انا الوصي عليهم..
فاكره الورقه اللي خليتك تمضي عليها امبارح
دي كان تنازل منك ليا بحضانه العيال، واني انا الوصي عليهم،وتنازل رسمي منك عن كل ما كتبه ليكي الوالد..
وبكدا ورث ابويا رجعلي تاني..ماهو انتي غبيه ومبتفكريش..بس يالا أهو اتمتعت بالمهلبيه دي شويه..
راحت بثبات عميق..وهو يبتسم بشر..
حمل اطفاله…
وترك لها ورقتان إحداهما ورقة خلاصها القانونيه منه..
التي خلصها له المحامي كما عقدها
والاخري يخبرها بها ما خطط له..لربما نسيت بعدما فاقت ما حدث..
وخرج متوجها للمطار.. حاملاً طفليه بانتصار..
+
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت الناظر..
جوان بصدمه..
+
_ انت بتقول ايه يابابا.؟
+
لا يمكن أبداً اتجوز حد مسافر بره.. ولا اوافق علي كده ابدا، علي جثتي..
حمدي بغضب..
_ انا هوريكي يابنت الك… انتِ تطولي..اللي بقول عليه يتنفذ..
+
عاوزه تفضحيني، الناس برا وهنكتب كتابك الليله عرفي زي أختك عشان ياخدك معاه برا.واخلص منك..
جوان بجنون.. أنت بتقول ايه.ازاي؟
جوان بقوه..
_ علي جثتي..اقتلني احسن..
حمدي..قدامك نص ساعه ياجوان وتخرجي علي مالمحامي يجهز الورق..لاما والمصحف اعمل فيكي زي اختك واجوزك غصب..انا قرفت منك.. ومن مشاكلك..
جوان بصدمه…
_ انت جبت الجبروت دا منين؟
+
نيره بحزن..
+
هتعملي ايه ياجوان..اظاهر اننا كلنا هندفن بالحياه..ونحصل جميله..
+
جوان بقوه وتصميم…
_ ولا حاجه..ههرب…
+
نيره بخوف..
+
_ انتِ عاوزه تفضحينا ياجوان..داابوكي يقتلك..والناس تعايرهم بيكي..
جوان بغيظ..
_ يعني افضل واندفن بالحياه العمر كله، علي جثتي،
+
يالا بسرعه، شوفي حد واقف عشان اخرج من باب المطبخ، علي بره، علي مااكلم خالتي واقولها..
+
نيره بصدمه..
+
_ يلهوووي ياجوان..دا طريق زراعي وخطر..هتخرجي ازاي..؟
+
جوان..متخفيش هنور بكشاف الموبايل..
يالا بسرعه…بس ..مقدميش حل تاني..
+
بعد نصف ساعه ..
+
كانت تهرول علي الطريق الزراعي..
وبيدها هاتفها ، تقف كل دقيقه ، لتهاتف علي خالتها
لتعلمها اين ذهبت..
+
ـــــــــــ
+
منذ ذلك اليوم وماحدث وهو لا يفكر الا بها وبفعلتها..
تلك الفرسه العنيده..سيسعده ترويضها…
+
كان يتمشي وسط المزروعات بحصانه..
+
بالقرب من بيتها عله يلمحها…
+
ولكن صوت صياح قادم من بيتهم، وخروج الرجال مهرولين جعله يقف ليري مايحدث…؟
+
لم يكن عليه أن ينتظر اكتر، فعلو صوتهم
وما يقولوه كان كفيلا بصدمته..
+
وهو يسمعهم يصيحون، بأن جوان هربت من كتب كتابها..
اي كتب كتاب هذا؟والي اين هربت..؟
كان يقف بأرض محايده، بين الطريق الرئيسي والطريق الزراعي..
+
وقع قلبه بقدميه، وهو يلمح ضوء هاتف يأتي من بعيد..
+
لم يطيل الوقفه ، ونكز حصانه وانطلق خلفها…
لا يعلم ما دفعه لذلك..ولكن يجب ان يلحق بها..
+
لمحت احدهم يهرول خلفها..
+
ـ يخرابي…يلهووي لحقوني..الحقيني ياخالتي انا
في حد ماشي ورايا…
صرخت بفزع، وهو ينقض عليها.. ممسكا بذراعها..
+
ـ انتي راحه فين ،والدنيا مقلوبه عليكي ياعروسه..؟
+
جوان بصدمه..الله يخربيتك وانت طلعتلي منين اوعي ياجدع انت خليني اتنيل امشي قبل مايمسكوني..
بدر بهدوء..
+
_ ششش، اسكتِ، إهدي وتعالي معايا..
+
دفعت يده بحده..
+
_ اوعي انت اتجننت اجي معاك فين..اوعي كدا.؟عاوز تسلمني ليهم تاني..دا انا مصدقت هربت..
+
بدر بحده…
+
_ قولت اخرسي انتي مش شايفه الطريق عامل ازاي؟وهتهربي فين؟
+
جوان بقوه, أزاحته عنها..
+
_ أوعي بقي غور من وشي..انت طلعتلي منين،من يوم ماشوفت وشك وأنا المصايب بتخر علي دماغي..
ارتد للخلف، وعاودت الركض مره أخري…
+
انطلق خلفها…وامسكها من معصمهابقوه….
+
_ إنتِ مجنونه، قولتلك اقفي مطرحك..
+
ارتعبت أن يسلمها لهم، حتما سينتقم منها هذه المره..وهذه المره انتقامه سيكلفها الباقي من عمرها..
+
لمحت حجراً بجانبها، فحملته بلا تفكير، وقذفته به
_ اوعي بقي…
بدر بصدمه ، وهو يضع يده علي مكان الضربه…..
+
_ ااه يابنت المجنونه…
+
سالت دماءه فارتجفت، وخافت واقتربت منه..
+
_ والله ماقصدي اموتك..بس انا لازم اهرب، مش هينفع..
+
ترنح يميناً ويساراً، ودماءه تسيل ، وبثقل بلسانه..
+
_ استني متمشيش..
+
لم تعير لحديثه انتباه، ولكنها رجعت، وامتطت حصانه برشاقه صدمته ، وهو مازال يجاهد الا يسقط..
+
جوان من علي حصانه..
+
ـ سامحني بقي..اتمني مانتقبلش تاني في حياتنا..
بدر بتعب، وهو يحاول التماسك، بأي شئ
+
ـ جوان..أقسم بالله لجيبك ولو في سابع أرض..والمره دي انتقامي منك هيكون شديد..
+
ـــــــــــــــــــــــــــــ
+
بشقه عاهره من معارفه بشرم..
+
بعدما خرج ولم يستطع البقاء بجناحه..هاتفته هذه..وبلا تفكير ذهب لها..
+
_ مالك يافراس مش عوايدك يعني.؟
فراس بضجر..
+
_ ابعدي عني..مش عاوز اشرب حاجه…
+
أغمض عينيه، يجاهد أن ينسي، ولكن هيهات عاد صوتها بالقرآن يرن بأذنه، خصيصاً تلك الآيه التي كررتها بإلحاح
+
حتي انه فر منها هاربا..
بسم الله الرحمن الرحيم..
+
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26) (الشورى))
+
من هذه..؟
عاد صوتها مجدداً ترن بأذنيه..
فهب واقفا..خائفا.. متردداً..لا يعلم ما به..؟
+
لملم اشياءه..وخرج مسرعا..
+
ـ فراس رايح فين يافراس، الليله لسه في اولها؟
+
ـ طب مش قلت هتبات هنا….
+
خرج مسرعا..وأخذ سيارته فاراً من المكان بقذارته..
+
كان يضرب علي المقود بيده بحده وغضب..
ماذا يفعل بنفسه؟ وماذا به؟ومن تلك المرأه..ومن أين ظهرت له ، بئساً لها..
+
مد يده ومسح علي وجهه بحده..ولم ينتبه للطريق..
ـــــــــــــــــــــــ
+
بالفندق..
فاقت بعد ساعتين ..تنظر حولها بصدمه..تبحث عن ابنائها.. أين هم..؟
+
لمحت ورقتين..بجانبها..
حملتهم بأيدي مرتجفه ، وقرأت مابهم..
انهاردت وتذكرت ماحدث…لم تعد تفهم شيئاً..كمجنونه تتصرف..
+
هبطت سريعاً للاسفل، تبحث عنهم، يمينا ويسارا وتسأل كل من يقابلها علي طفليها..تصف للماره ابناءها..
والجميع ينظر لبكائها ودموعها..بلا فهم لما يحدث معها..
حتي اداره الفندق ، أنكروا معرفتهم لشيء..
+
خرجت لمنتصف الطريق تبكي وتركض..
الكون كله تآمر عليها..
+
اااه حارقه خرجت منها شقت سكون الليل..
+
تهرول يميناً ويساراً بجنون..
+
لقد انتقم منها، ومن ضعفها أشد انتقام..
+
قتل روحها باختطاف فلذه كبدها.. من تحملت من اجلهم الويلات..
أهذا هو مصيرها.. أهذا هو نتيجه تهاونها كما اخبرتها جوان يوما ما… ؟
+
كم اااه قاتله حارقه خرجت منها…وهي تبكي بقهر..
+
وكم دمعه دمعه سالت لتكوي قلبها..
أصبحت وحيده، علي منتصف طريق
لا قادره علي اللحاق بهم ولا قادره علي العوده والنسيان..
جردها كل شئ.. حياتها التي أضاعت ثلاث سنوات منها فقط من اجل ابنائها…
من اجل ان يعيشا اسوياء لا مشتتين، ضائعين بينهم، خافت الطلاق، فطلقها هو وغدر
حتي من كانو عونا لها..رحلو ولن يعودو ابدا؟
اخذ روحها منها، وترك فقط ورقه مطويه يخبرها بكل سلام، بأنه أخذهم معه للخارج ورحل..لانه لا يفتخر بها ، ولا يريدها معه..
ستربيهم أخري، تليق به، زوجته التي تزوجها هي من اجله أن تنجب لها..اطفالها..
أخري ستربي أبنائها …يالوعتها..
علت شهقاتها ، وبيدها طوت الورقتين التي مازالت بيدها إحداهما رسالته، والاخري، خلاصها.. ولكن بعد فوات الاوان..
+
طأطات رأسها للريح فأطاحت بها، من كثره بكائها لم تري تلك السياره الآتيه كالريح..
لم تستمع لصوتها..ولم تعي أن الخسيس خلع عنها ردائها قبل أن يخرج ،واخذ ثيابها ، ولم يترك لها شيئا ليسترها نكايه بها..ليريها أصلها، وأنها بذاك القميص وبشعرها..
1
كان يقود بشرود، شئ بقلبه يخبره ان فراس أمس، ليس فراس اليوم..
+
مسح بيده وجهه بصدمه..ماذا يحدث له..؟
+
اهي هرموناته اللعينه التي تظهر كلما صادف أي امرأه جميله..؟
+
ام أن صوتها وهيئتها، حكايه وروايه أخذته برحله لا عوده منها إلا بامتلاكها..
لما قلبه يؤلمه، كلما تذكر صوتها بالقرآن..
+
أيعقل أن يخطفك أحد من صوته..
لطالما سخر من حكاوي العشق والحب..
الحب عنده..علاقه وقتيه محدده، وشهوه لحظيه وتنتهي..
بعنف أكبر مسح وجهه..ولم يري تلك التي تفترش الأرض..
الا بعد فوات الاوان..
فراس بصدمه، وهو ينظر لهيئتها ويبصرها ويتعرف عليها من ثيابها…..مؤكد هي الحوريه.. وبقوه صرخ بها..
+
_ حاسبي يامجنونه
+
رفعت نظرها ووقعت عينها الباكيه بعينه ولكن..
صرخ بها بقووه..اكبر وهو يحاول تفاديها..
_ حاسبي…حاسبي..
ولكنها فتحت يدها مستسلمه لمصيرها..
هي ميته..من الأساس من دونهم.. إذا لما لا تموت..وتنتهي للأبد..
+
وفي ثواني..لم يستطع السيطره علي المقود..
+
و انتهي الامر..كما بدأ..او كما تصورت هي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بياخدنا طريق ويجبنا طريق
نمشي عالشوك..وياخدنا الموج
لا انا عارف ضحك دا ولا دموع..
قدرنا الغايب وحبيبنا الخاين
ناس تعبنا عشانها كتير…
يفارقنا حبايب عشانهم دوقنا المر سنين
ياقدرنا ياغايب كن بالقلب رحيم
طفله انا سرقو براءتي وحلمي
ضيعوا عمري وسرقو أجمل ايام من عمري
ياقدرنا ياغايب علي فين بس تاني واخدني
ارحم ضعفي وقله حيلتي ياربي..
بياخدنا طريق ويجبنا طريق
ناس حبانا وناس كرهانا
وناس كانو اقرب ناس لينا
في وقت الشده مش ويانا..
بس دي هي العاده..ناس تفارقنا وناس وقت الشده تبان معادنها..
ماهي دنيا وماشيه..
وياما لسه ياقلبي هنتعلم منها..
ـــــــــــــــــــــــــــ
+
اصابك عشق
أسما السيد…
+
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية بدر الدين وجوان – أصابك عشق)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)