روايات

رواية أويس وبسمة الفصل الأول 1 بقلم حبيبة المصري

رواية أويس وبسمة الفصل الأول 1 بقلم حبيبة المصري

 

البارت الأول

 

“يعني رفضتيني أنا عشان بشرب سجاير و اتجوزتي المد’من عادي، عجبٌ لك يا زمن”
قالها أبن عمي بسخرية في تجمع عائلي فلقيت كُل الأنظار أتوجهت ناحيتي بصدمة، محدش يعرف أن جوزي كان مُد’من غيري أنا و أخويا و أهلي … مبينتش أن أنا مصدومة من معرفته بالسر ده لما قولت بثقة :
– أظن أنك زي ما عرفت أنه كان مُد’من عرفت برضو أن صحابه كانوا بيتاجروا بيها، و عشان يوقعوه معاهم في التجارة و التعاطي حطوله المخد’رات في العصير و القهوة عشان يد’من و يضطر يمشي معاهم في الطريق ده، صح ولا غلط يا أبن عمي ؟
سكِت و أتوتر من معرفتي بإد’مان زوجي و تقبُلي ليه وكمان دفاعي عنه، وفي نفس الوقت رد أخويا عليه ببرود :
– تاخد الكبيرة، أنا اللي كنت مسؤول عن علاجُه وكمان أنا صاحبُه من ايام الثانوي و الجامعة كمان بس فرقتنا التخصصات، يعني عارف أويس كويس أوي و عارف أخلاقه و عارف أن عمره ما حط سيجارة في بُقه، وكمان شايل أختي من على الأرض شيل وبيعاملها كأنها ملكة، يعني مآمن على أختي في بيتُه، عايز تسأل أسئلة تانية يا أبن عمي ؟
سكِت و معرفش يتكلم من إحراجه و نظرات الكل اتوجهت ناحيته هو بدأوا يعاتبوه بعبارات اللوم زي
“ليه كدا يبني ده حتى اللي ستره ربه ميفضحهوش عبده”
“عيب عليك يا سليم مينفعش اللي أنتَ قولته ده”
أنما أنا بصيت لموسى أخويا و شكرته فا لقيته مال عليا و باس جبيني وقال :
– بتشكريني على أيه بس يا بسبوستي، ده أويس أكتر من أخ ليا يبقى واجب عليا أرد في غيبته
حبيبي، والله بحبه الواد موسى ده …
كنت واقف ورا الباب قبل ما أدخل وسمعت كلام سليم … حسيت بخنجر بيطعـ’ـن قلبي لما أفتكرت الأيام دي …
أيام عيشتها أكفر عن ذنب مليش دخل بيه ولا كنت السبب فيه … بسبب الأيام دي مراتي أتعايرت بجوزها المد’من
بس حسيت بسعادة لما لقيتها بترد وبتاخد حقي و اللي فرحني أكتر رد موسى صاحبي و بير أسراري … حقيقي ربنا رزقني بعيلة جميلة أوي مستعد أفدي أفرادها بعمري … بسمة مراتي و موسى أخويا وصاحبي .
رنيت الجرز و ثواني ولقيت موسى بيفتح واول ما شافني قال بضحك :
– أهلاً أهلاً بالغالي اللي جايبين في سيرته
– ويا ترى بقا بالخير ولا بالشر؟
غمز وقال بنبرة شريرة :
– عيب يابا لو شر وراك أسود يردوا ولو خير وراك برضو أسود يخلوا الخير عشرة مش أتنين بس
ابتسمت و قولتله :
– تسلملي يا صاحبي، ناديلي أختك بقى عشان أرْوّح
لقيت عرق الغيرة بهت عليه وقال بغيظ :
– أنا عارف أنها مراتك بس نقي ألغاظك يا عمنا، راعي شعوري شوية
– يابني خليني لامم لساني عنك بدل ما أجيبلك جلطة
وقبل ما يتكلم لقينا بسمة بتعدي من تحت دراعه و بتمسك في دراعي وبتقول :
– وحشتيني يا ويسو، سايبني لوحدي كل ده
لقيت موسى رفع حواجبه وقال بسخرية :
– ويسو؟، أويس بقى ويسو؟!!، طب يلا يا ويسو روّح لتستهوى
قالها و قفل الباب في وشنا فلقيت بسمة بتقول بثقة :
– ولا يهمنا يا ويسو، أحنا نروح بيتنا حبيبنا أحسن من الواد موسى
ضحكت و مسكت أيدها و نزلنا … طول الطريق كنت ساكت على عكس عادتي … بفكر في كلام ابن عمها … مش عارف ليه حسيت فجأة أنها وافقت عليا شفقة وحالياً هي عايزة تسيبني عشان متتعايرش بيا ؟!، آه من الشيطان و أوهامه
وصلنا البيت وطلعنا وأنا برضو ساكت لحد ما دخلنا الشقة لقيتها سحبتني من أيدي و قعدتي على الكنبه و قعدت جنبي وسألتني بتعجب :
– مالك يا أويس، أنت مش كويس صح؟
– أنتِ عايزة تسيبني يا بسمة ؟
– نــعـــم!
– عايزة تسيبني يا بسمة؟
قولتها بتأكيد لكلامي فلقيتها سكتت و فضلت بصالي شوية …
هو غبي ولا بيستغبى؟، هو بجد بيسألني السؤال ده؟، أسيب روحي أزاي، أسيب أكتر أنسان حسيت معاه بالراحة و السلام و أهمهم الأمان؟
– أسيبك ازاي و ليه أصلاً؟
– عشان محدش يعايرك أن جوزك كان مُد’من ومحبوس في مصحة، عشان متتعايريش بيا ..
هو أكيد مجنون اتعاير بيه ليه، هو ذنبه أيه أصلاً؟ … ده جوزي و حبيبي واللي مستحيل أقبل عليه كلمة واحدة، الوحيد اللي قلبي أتفتحله و سمحله يسكن جواه، ازاي أسيبه بعد ما لقيته ؟
– أويس أنت بتهزر صح؟
أسيبك، أنا أسيبك؟، أسيب الأنسان اللي آمنت على نفسي معاه، اللي سلمته قلبي و حبيته، الإنسان اللي طبطب عليا و أحتواني و بيحبني ؟
حضّني جامد من غير ما يتكلم فأحترمت صمته …
شوية وقال :
– مكانش ذنبي ولا كنت أعرف والله
فهمت هو بيتكلم عن أيه … حبيبي والله حاسة بيه وعارفة هو ببفكر في أيه فقولتله بهدوء :
– ثق في حبي ليك وأعرف أني قاعدة على قلبك و مش هسيبك و هفضل مربعة في قلبك معها قولت و عملت
– والله لو عليا مش عايزك تسيبيني، عايزك جنبي طول عمري يا بسبوستي
ضحك، يعني أخيراً رجع أويس حبيبي اللي الضحكة مش بتفارق وشه …
غيرت هدومي بسرعة و كذلك هو و خذته مش أيده و دخلنا المطبخ وقولتله بحماس :
– بينا نعمل كيكة سوا
– ليه يا ماما أنتِ مستغنية عن المطبخ ولا ايه، اعملي لوحدك أنا مبعرفش
وعشان أنا زوجة متفهمة، تفهمته و خليته بهدوء لبس مريلة المطبخ و وقف جنبي يكسر البيض و يضربه بالمضرب وهو مش مبتسم برضا تام، ما أنا بسبوسة، يعني مش أي حد برضو.
– بسمة احط الدقيق الأول ولا اللبن ؟
– الدقيق
خلصت الكيكة بسلام من غير حوادث و خرجنا بيها مع كوبين أيس كوفي و قعدنا و وكالعادة جيبنا فيلم كرتون … بيني و بينكم هنالك طفولة متأخرة هُنا
بس عادي هو حد لاقي …
عدت الأيام في سلام و عرفت أني حامل … الدنيا مكانتش سايعة فرحة أويس بالخبر ده ولا حتى فرحتي … كنا بنعد الأيام عشان يشرف الصغنن اللي هي شاركنا حياتنا .
جه “مالك” طفلنا الأول و نور الدنيا واللي بولادته بدأنا حياة جديدة كان لوكة طرف تالت فيها …
كان أكتر الوقت مع أويس اللي كان بيقرأ جنبه قرآن لحد ما ينام و يلاعبه و يشيله لدرجة أن مالك أتعلق بيه أوي و بقى أول ما يشوفه يضحك و يشاورله عشان يشيله و بحضنه …
كان ليَّ و لأبننا أب حنين و سند و ضهر و عون و خير معين على طاعة ربنا و كان دايماً ياخد مالك معاه المسجد عشان قلبه يتعلق بيه من وهو طفل …
بفضل الله أنا أختارت صح، أختارت أب قبل ما أختار زوج …

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى