رواية تمرد قلبي علي الفصل الثاني 2 روايات سعودية جريئة
رواية تمرد قلبي علي الفصل الثاني 2 روايات سعودية جريئة
البارت الثاني
ما زالت تستلقي على سريرها وتحرك قدميها في الهواء كما يفعل الاطفال وقت اندماجهم برسم لوحة خاصة بهم
اصبح القلم ضحية اسنانها وهي شاردة الذهن
قامت بقلب صفحة الكتاب المستقر بين يديها وهي تهمس لنفسها:العين تتكون من قرنيه وعدسه وشبكيه
بدات برسم شكل مبسط للعين يساعدها على فهم الماده التي تحاول استيعابها
بعد نصف ساعه وضعت القلم بين طيات صفحات الكتاب واغلقته
نهضت من سريرها وهي تشعر ببعض التعب والارهاق يهاجم جسدها الصغير…همست بوهن:اووووه تعبت…بس اهم شي خلصت
اتجهت نحو الباب لتفتحه وتغلقه خلفها
ما ان توجهت نحو السلالم حتى شاهدت اختها حوريه وهي تصعد السلالم بسرعة فائقه وعلامات وجهها لا تبشر باي خير
عادت خطاها لتسير خلف شقيقتها وهي تشعر بالقلق من الملامح اللي انتشرت على وجهها
بحيرة وخوف سألت: وش صاير…حوريه ردي علي وش صاير
فتحت حوريه باب غرفتها وهي تجيب:جوري
ابتلعت ريقها وتأكدت شكوكها بان هناك خطب ما:جوري وش فيها…صاير لها شي
حوريه وهي تأخذ عباءتها وحجابها :طاحت وودوها المستشفى…نظرت الى اختها وبهدوء :اذا بتروحين يا رسيل البسي عبايتك
رسيل وعلامات استفهام كثيره تدور حولها:طيب
جرت بسرعة كبيره لارتداء عباءتها وهي تشعر بالغضب الشديد بمجرد توقعها بان السبب لوجود شقيقتها جوري في المشفى هو زوجها حمد
علامات القلق والخوف منحوتة على ملامح وجهه
نظر الى ابواب الغرفه التي تحمل في داخلها زوجته وحبيبة قلبه بل تخطى معها حواجز الحب ليصل الى اعلى درجات العشق
جلس على الكرسي القريب من الباب وهو يضع راسه بين يديه …بصوت يحمل بين خفاياه الانكسار والحزن:يارب احفظها لي…والله انا كنت مضطر …سامحيني يا جوريتي
اغمض عينيه ليبحر الى عالم الماضي …ابحر عقله الباطن الى حيث كانت تقف طفله ذات شعر بني اللون وتنظر اليه ببراءة وهي تضع اصبعها في فمها وكأنها تحاول حل حيرتها اتجاهه جيرانها الجدد
منذ تلك اللحظة التي وقعت عينيه على تلك العينين العسليتان وغاص في بحرهما وهو يعشق تلك الطفله التي كبرت واصبحت مراهقة ومن ثم انثى جميلة الجميع يتمناها عروسا لابنه
استيقظ من سبات ذكرياته ليرفع راسه وينظر الى النساء القادمات باتجاهه
استطاع تمييزهن …كيف لا يعرف هؤلاء النساء وهن احباء جوريته
نهض من مكانه ما ان اقتربت وابعد عينيه اللتان لا تجرؤان على مواجهة التي تقف امامه
ما ان اقتربت حتى سألت بخوف الام الحنون:حمد وين بنتي ….وش فيها
حمد بصوت هامس خجل:دخلوها داخل ولحد الحين ما طلع احد يطمني
تحدثت بهدوء وهي تجلس على احدى الكراسي البيضاء:هدي وعيني من الله خير والبنت ان شاء الله ما فيها الا العافيه
نظرت ام حوريه الى والدة زوجها المرحوم(هياء) وبتعجب شديد:كيف ارتاح …كيف وبنتي داخل وما يدري بحالها الا الله
اشارت براسها وهي تنظر الى حمد الذي ابعد عينيه عنها ما ان التقت بعينيها:ارتاحي والله ارحم بها منك
نظرت ام حوريه الى الخلف وبتساؤل وضيق:وهذول وينهم بعد
ما ان انهت ام حوريه جملتها حتى رات حوريه ورسيل مهرولين باتجاههم
حوريه:وش فيها جوري
ام حوريه وهي تضع يدها على قلبها الخافق بخوف :ما ادري والله …الله يستر
نظرت رسيل الى حمد واشارت اليه بغضب:اكيد انت السبب…اصلا انتم الرجال ما يجي من وراكم الا المصايب ..اكيد اللي فيها بسببك
نظرت الى جدتها التي همست بصوت غاضب وهي تقوم برفع عصاتها السوداء باتجاهها:رسيل…عيب عليك تكلمين زوج اختك بها الطريقه والتعب والصحه من رب العالمين
سارت حتى جلست بجانب جدتها وهي تهمس بغضب:الا اكيد هو وراح تشوفون
سار مبتعدا عنهم وهو يشعر وكأن كلمات رسيل كانت هالمقذوفات الناريه تضرب قلبه بعنف
نظر الى الطبيب ذو المعطف الابيض الذي خرج من الغرفه التي تحتضن جوريته واسرع اليه:ها دكتور بشر
الطبيب وهو ينظر الى الموجودين وبابتسامه هادئه:الحمد لله المريضه بخير…هي بس تعرضت لاغماء بسيط …وابشركم الجنين بخير بس لازم تهتمون بالراحه النفسيه …وريحوها لان الحامل في الشهور الاولى مهم لها الراحه النفسيه والجسديه…والحين تقدرون تدخلون تتطمنون عليها
ابتعد الطبيب تاركا خلفه اناس غير مصدقين ما تفوه به
نظرت ام حوريه الى الجده هياء وبناتها وبصوت فرح:سمعتوا يقول حامل….كلووووش الف حمد وشكر لك يا رب..
بصوت ضاحك اجابت الجدة هياء:يالله لك الحمد والشكر ….اكملت وهي تنظر الى حفيدتها رسيل:شفتي انك ظلمتي الرجال وان اختك بس حامل
تجاهلت رسيل سيل رسالات جدتها التي تحذرها بطريقة لا يشعر بها احد غيرها
سارت حوريه لتفتح الباب وتدخل لشقيقتها الصغرى وهي تشعر بان هناك شي اخر وليس فقط مجرد تعب من الحمل
تبعها رسيل ومن ثم ام حوريه التي تمسك بالجدة هياء وبقى هو وحيدا
لم يجرء على الدخول …شعر بانه لا يملك الجرئة لرؤيتها فسار مبتعدا قبل ان يخرج احد من عائلتها يبحث عنه
كفكفت دموعها وهي تصعد السلالم وتسلك الممر المؤدي لغرفتها
ما ان وصلت الى غرفتها حتى وضعت يدها على مقبض الباب وهي تشعر بأن ضربات قلبها في ازدياد
توقفت في مكانها قليلا لتفكر:لو اروح انام في الغرفه الثانيه مو احسن…انا في الايام العاديه وهو مروق يسمعني كلمات تجرح اجل كيف وهو معصب…وضعت يديها على شفتيها وبحزن طفيف:ليه زعلان مني وانا ما قلت له شي يزعل…
تنفست ببطء:مدري وش فيه علي….ابتسمت بحزن ما ان تذكرت سبب كرهه لها
امسكت مقبض الباب بإحكام لتفتح باب الغرفه وتخطوا بخفه لكي لا يشعر بها
راقبت عينيها الجسم المستلقي على السرير وهي تغلق الباب بهدوء
سارت وهي حريصه على الا تصدر ادنى صوت حتى اصبحت قريبه من السرير لترفع الغطاء وتستلقي بخفه لكي لا يشعر بها وعيناها تراقبان جسده الهادئ
وضعت راسها على وسادتها وهي تنظر الى وجهه الهادئ
ابتسمت وهي تزفر الهواء الخانق لرئتيها
نظرت اليه مطولا وهي تتذكر المرة الاولى التي راته فيها وكان يوم عقد قرانهم
لقد كان زواجهم تقليديا جدا
اغرقت عينيها بالدموع وهي تتعجب من صمودها معه الى هذه اللحظه…لم تسمع منه يوما كلمة طيبه….دائم التجريح في انوثتها وبكل ما تفعله وما تقدمه
اغمضت عينيها وهي تهمس لنفسها:بكره يوم جديد والله يغير الحال يا ميس …الله يبدل من حال الى حال….بهمس صادق من القلب:يارب حببه فيني واجعل عينيه لا ترى غيري وعلق قلبه بي يارب العالمين
اغمضت عينيها على تلك الدعوه التي تتمنى من كل قلبها انها تتحقق لانها ستشعر في تلك اللحظه انها ملكت العالم باسره
ما ان اغمضت عينيها حتى فتح عينيه واستمر بالنظر الى الوجه الطفولي الذي امامه بذهن شارد استمر في تأمل ملامح وجهها حتى اعلنت عينيه استسلامها امام سلطان النوم
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية تمرد قلبي علي)