رواية أسيرة الوحش الفصل الأول 1 بقلم ساجدة محمد
رواية أسيرة الوحش الفصل الأول 1 بقلم ساجدة محمد
البارت الأول
#اسيره الوحش
في بيت صغير، ريحته كتمة وقلبه أضيق، كانت “سجده” كل يوم بتصحى على نفس السيناريو:
صوت كعب شادية، مرات أبوها، وهي ماشية زي ما تكون بتدب فوق قلبها.
شادية (بصوت مزعج):
“قومي يا اللي ما وراكيش غير الكسل!
البيت وسخ، وهالة خارجة، عايزة البيت يبرق قبل ما تطلع!”
سجده فتحت عينيها، وهي بتقاوم رغبتها في البكا. مفيش يوم بيعدي من غير إهانة، من غير أوامر، من غير ما تحس إنها غريبة في بيت المفروض يكون أمانها.
قامت وهي ساكتة… عشان متديش لحد فرصة يذلها أكتر.
دخلت المطبخ، غسلت المواعين، نظّفت الأرض، طلعت تغسل السجاد، كأنها شغالة مش بنت الراجل اللي ساكن في البيت.
—
هالة بنت شادية، كانت نُسخة من أمها… دلع، غرور، وقلب مفيهوش رحمة.
هالة (وهي بتقلب في تليفونها):
“يا سجده،اكويلي فستاني بسرعة، واعمليلي ساندوتش جبنة… ومتحطّيش زتون، فاهمة؟
وإوعى تنسي تبخري الأوضة قبل ما أخرج!”
سجده (في نفسها):
“لو في قانون يحاكم القرف… كنتو كلكم ورا الشمس.”
لكنها بتكتم غيظها، زي كل مرة، وبتكمل شغلها وهي مرفوعة الراس…
مش لأن الحياة سايبالها كرامة، لكن لأنها مش ناوية تتهزّم بسهولة.
—
بعد ما خلصت كل حاجة، دخلت أوضتها الصغيرة، بتفكر:
“هو أنا ليه بعيش كده؟ أنا مش عبدة… أنا بنت!”
طلّت في المراية، لبست فستان بسيط بيبي بلو وطرحة بيضا، نظرت لنفسها وقالت:
“الشكلي مش قليل… بس الدنيا خلتني أعيش قليلة.”
—
نزلت تسأل على أبوها…
حامد الغرباوي، موظف أرشيف بسيط في شركة كبيرة، لكنه مش بسيط في طبعه…
راجل بخيل، سكّير، وطماع… بيشوف بنته سلعة مش بنت.
كانت دايمًا تشوفه وهو بيرجع آخر الليل، مهدود ومخمور، بس لما يقرب فلوس، تلمع عينه كأنه لسه شباب.
لقته قاعد بيشرب شاي، والدخان داير في المكان، عينه نايمة، بس ودنه مصحيه لو اتقالت كلمة “فلوس”.
سجده (بتقوله بهدوء):
“بابا… أنا عايزة أشتغل.”
حامد (بيضحك سخرية):
“أهو انتي فاكرة إنك هتروحي جامعة وتروحي وتيجي برحتك؟! شغل إيه؟”
سجده(بإصرار):
“أي شغل… مش عايزة أفضل كده… ولا أفضل طول عمري خدامة عند مراتك وبنتها.”
حامد (وهو بيركز معاها لأول مرة):
“بصي بقى… عندي لك حل.”
سجده(بحذر):
“إيه هو؟”
حامد:
“المدير بتاعي… اسمه فهد الراوي
. راجل أعمال كبير، وفي الشركة محتاج سكرتيرة.
هتشغلي هناك… مرتب حلو، ومكتب، ومحدش هيهينك.”
سجده(استغربت):
“هو وافق يعني؟ إنت قولتله عليا؟”
حامد (بنظرة مش مريحة):
“بلاش أسئلة مالهاش لازمة… المهم، الشغل هناك، وخلاص.
وما تنسيش تشكري أبوكي، اللي بيدورلك على مستقبل، مش زي غيره!”
ياتري ايه مصير سجده هناك…؟
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أسيرة الوحش)