روايات

رواية منعطف خطر الفصل الأربعون 40 بقلم ملك ابراهيم

رواية منعطف خطر الفصل الأربعون 40 بقلم ملك ابراهيم

البارت الأربعون

 

#الحلقة_40
#رواية_منعطف_خطر
#بقلمي_ملك_إبراهيم
في أوضة يحيى.
دخل ياخد شاور، يمكن يهدى أو ينسى، لكن حتى بعد ما خرج، مفيش نوم.. مش قادر يرتاح.
جواه نار.. مش بيهدى، مش مستسلم.
مسك التليفون وكلم واحد من رجّالته، وبعد دقيقتين وصلته صور كتير على موبايله.
صور لخالد وياسمين في كل مكان.. في خروجاتهم، في تحركاتهم، ضحكهم، قربهم.. كل لحظة متوثقة.
قرب من الشاشة، ركّز على ملامح ياسمين وهي جنب خالد.. كانت هادية، مرتاحة، وعنيها بتضحك.
ابتسم بسخرية، عينيه فيها جنون، وهمس بإصرار تقيل:
– هتجيلي برجلك يا ياسمين.. وتترجيني علشان تكوني معايا.
………
تاني يوم الصبح.
خالد كان في القسم، قاعد على مكتبه ووشه باين عليه الإرهاق والتفكير.
دخل العسكري عليه وهو ماسك كارت صغير في إيده، وهو بيقول:
– صاحب الكارت ده عايز يقابل حضرتك يا باشا.
خالد أخد الكارت وبص عليه، عينه وسعت من المفاجأة وهو بيقرأ الاسم: “راشد الشرقاوي”.
سكت ثواني كده، وبعدين قال للعسكري بهدوء:
– دخّله.
وقام من مكانه، واقف مستني دخول عم ياسمين، وفي ملامحه ترحيب حذر.
دخل راشد، خطواته تقيلة بس واثقة، وسلّم على خالد وقال بنبرة هادية:
– أنا جيت أقابلك يا حضرة الظابط أول ما عرفت إنك اتجوزت ياسمين بنت أخويا.. لازم أشوفها وأتكلم معاها ضروري.
خالد مد إيده وسلّم عليه باحترام، وقال بنبرة فيها جدية وهدوء:
– طبعًا حضرتك من حقك تشوف ياسمين.. بس اعذرني، لازم أطمن إن المقابلة دي مش هتضرها.
راشد بصله بثقة ونبرته كانت فيها حرقة من جواه:
– دي بنت أخويا يا حضرة الظابط، ومستحيل أأذيها.. أنا جاي علشان أحمي ولاد أخويا، وكمان أحمي ابني من تهوره اللي هيضيعنا كلنا.
خالد فضل ساكت لحظة، وبعدين سأله بنبرة فيها تحفّظ:
– هو حضرتك اتكلمت مع يحيى ابنك قبل ما تيجي؟
راشد خد نفس كأنه بيكتم غضبه، وقال بقلق باين في صوته:
– اتكلمت معاه.. بس لازم أوقفه عن أي جنان بيفكر فيه. أنا مش مستعد أخسره.
خالد فضل باصص له، وعنيه بتقرا ملامحه كويس، وبعدين هز راسه بتفهم وهو سايب الراجل يكمّل اللي في قلبه.
…………
في شقة معتصم.
ياسمين كانت قاعدة على الكنبة، ساكتة وعيونها سرحانة في السقف. قلبها مشغول بأخوها أحمد، وكانت بتسأل نفسها في صمت: يا ترى عامل إيه دلوقتي؟ عايش إزاي؟ تعبان؟ جعان؟ خايف؟
كانت حاسة بعجز قاتل، ودموعها واقفة على طرف عنيها.
زينة قربت منها، ومعاها طبق كيك سخن لسه خارجة من الفرن، ريحتها مالية المكان.
قعدت جنبها، ومدت الطبق لياسمين وقالت بنعومة:
– بتفكري في إيه؟
ياسمين بصتلها وفي عنيها وجع واضح ، وقالت بصوت مكسور:
– بفكر في أحمد أخويا.. وحشني أوي يا زينة.
زينة طبطبت على إيدها بحنان، وقالت بنبرة فيها طمأنينة:
– هيرجع إن شاء الله يا ياسمين.. وبعدين جدك مش هيأذيه، ده حفيده برضه!
وكمان خالد وعدك إنه هيرجعه، صح؟
ردت ياسمين وهي بتتنهد:
– أيوه، وعدني…
بس أنا مش خايفة من جدي، أنا متطمنة إن أحمد في أمان طول ما يحيى محبوس…
اللي مخوفني بجد، لو يحيى خرج وفكر ينتقم مني من خلال أحمد.
زينة اتشدت فجأة، وبصتلها بارتباك كأنها بتخبّي سر كبير، وقالت بتردد:
– على فكرة… يحيى تقريبًا خرج امبارح.
أنا سمعت معتصم بيتكلم في التليفون وكان متضايق جدًا إنه قدر يخرج…
قال إن في حد بيساعدهم يهربوا من أي تهمة بسهولة، ومحدش عارف مين هو!
ياسمين أول ما سمعت الكلمة دي، اتجمدت في مكانها، الدم جري في عروقها بسرعة، وقلبها بدأ يدق بسرعة.
بصت لزينة بخوف وقالت بصوت مرتعش:
– خرج؟! إزاي يعني؟!
ده ممكن يأذي أحمد بجد.. ده مجنون، ومحدش هيقدر يوقفه.
وقامت من مكانها فجأة، عينيها فيها قرار، وقالت:
– أنا لازم أروح لجدي وأقوله يحمي أحمد من يحيى.
زينة قامت وراها وقالت بسرعة وبقلق:
– تروحي فين يا ياسمين؟!
إنتي هتروحي بيت جدك لوحدك؟!
ردت ياسمين بنبرة فيها عزيمة:
– جدي كان بيحب بابا.. وأنا متأكدة إنه مش هيسمح ليحيى إنه يأذي حفيده.
زينة حاولت تهديها، وقالت وهي بتحاول تمسك بإيدها:
– طب استني بس! كلمي خالد الأول، خليه ييجي معاكي.
لكن ياسمين كانت مصممة، وقالت وهي بتفتح الباب:
– مش عايزة أعطله عن شغله.. أنا هروح أكلم جدي وهرجع البيت على طول، متقلقيش.
وخرجت بسرعة من الشقة، وسابت وراها زينة واقفة مكانها، ضميرها بيأنبها إنها قالتلها إن يحيى خرج.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
ياسمين نزلت من العمارة اللي فيها شقة معتصم، وكانت ماشيه بسرعة وفي قلق ظاهر على ملامحها.
وقفت تاكسي، وركبت بسرعة وقالت للسواق عنوان بيت الشرقاوي.
العربية اتحركت بيها، وكل لحظة كانت بتعدي كانت بتزود توترها وخوفها.
بس فجأة، عربية سودة قطعت عليهم الطريق بعنف، والسواق فرمل مرة واحدة وركن على جنب.
ياسمين اتشدت لقدّام من الفرملة، وبصت للسواق وقالت بقلق:
– في إيه؟!
السواق بص من المراية الخلفية وهو واضح عليه الرعب، وقال:
– مش عارف!
رجالة نزلوا من العربية اللي قصادهم، باين عليهم إنهم مسلحين، وكل خطوة منهم كانت بترجّ الأرض.
قربوا من التاكسي، وواحد منهم هدد السواق بالسلاح وهو بيشاور له ينزل.
السواق خاف منهم، فتح الباب ونزل بسرعة.
ياسمين كانت مرعوبة، قلبها بيخبط في صدرها، ومش فاهمة إيه اللي بيحصل حواليها.
وفجأة… باب العربية من ناحيتها اتفتح، ودخل يحيى وقعد جنبها بكل برود.
ياسمين أول ما شافته، وشها شحب، وجسمها كله اتجمد مكانه.
نظراته ليها كانت زي السكينة، بتقطع فيها من غير ما يتكلم.
وقال بنبرة هادية بس باردة، فيها تهديد مستخبي:
– إيه يا بنت عمي؟ رايحة فين كده؟! ده مش طريق بيتك الجديد!
ياسمين بلعت ريقها بالعافية، وكانت بتحاول تخبي خوفها وتركب ملامح قوية على وشها، وردت بتوتر:
– انت… انت عايز إيه يا يحيى؟
ابتسم ابتسامة باردة، ورفع tablet اللي في إيده وقال:
– مش أنا اللي عايز… أحمد أخوكي هو اللي عايز يكلمك.
ضغط على الشاشة، وظهر أحمد في فيديو كول.
ابتسم يحيى وقال:
– عامل إيه يا أحمد عندك؟ وحشتنا!
أحمد رد بصوته الطفولي، اللي قلب ياسمين اتخطف لما سمعته:
– أنا كويس يا يحيى، بس ماما وياسمين وحشوني أوي… وعايز أرجع أشوفهم.
دموع ياسمين نزلت وهي لسه مش مصدقة إن ده صوت أخوها، مدت إيديها وخطفت التاب من يحيى، عينيها مش قادرة تشيلها من وش أحمد، اللي كان بيضحك ومتحمس أول ما شافها.
قال أحمد بسعادة:
– ياسمين! كنتي فين؟! وحشتيني أوي! ماما فين؟! إنتوا مجتوش ليه؟! يحيى قالي إنكم جايين ورايا في الطيارة!
دموعها كانت بتنزل وهي بتحط إيديها على الشاشة كأنها عايزة تلمسه، وصوتها كان مبحوح من الشوق والوجع:
– إنت عامل إيه يا حبيبي؟ مبسوط؟ عايش كويس؟
أحمد قال ببراءة:
– كل حاجة هنا حلوة… بس أنا مش مبسوط من غيرك إنتي وماما. الولاد هنا مش عارف أكون صاحبهم، أنا عايز أرجع عندكم. قولي لجدو ويحيى يرجعوني.
ياسمين كانت بتهز راسها وهي مش قادرة توقف دموعها:
– حاضر يا حبيبي.. هقولهم.
سألها أحمد بقلق:
– إنتي بتعيطي ليه يا ياسمين؟
قبل ما ترد، يحيى خطف التاب من إيديها وقال بصوت هادي وناعم زي السم:
– ياسمين زعلانة علشان إنت عايز ترجع بسرعة ، هي كانت عايزة تيجي عندك وتفرّجها على الأماكن الحلوة اللي روحتها.
أحمد رد بعفوية:
– خلاص، قولها متعيطش.. أنا هستناها هي وماما، وهفرّجهم على كل الإمكان الحلوة هنا.
رد يحيى وهو بيقفل الاتصال:
– اتفقنا.. هنكلمك تاني يا بطل. مع السلامة.
وقفل التاب، وبص لياسمين اللي كانت منهارة جنبُه، ووشها كله دموع.
قال بنبرة فيها لعب على وتر ضعفها:
– أحمد صعبان عليا أوي… يعني طفل في السن ده، في بلد غريبة، لوحده… من غير أمه ولا أخته؟! صعب.
ياسمين بصت له بعيون كلها غضب وانكسار، وقالت بحدة:
– إنت عايز إيه يا يحيى؟!
بص قدامه بثقة، وقال وهو ماسك أعصابُه:
– إنتي اللي عايزة مش أنا… عايزة أخوكي يرجع؟ مفيش حد في الدنيا كلها يقدر يرجعه ليكي غيري.
سكتت لحظة، وبعدين قالت بنبرة متحدية:
– إيه اللي إنت عايزه؟ عشان ترجعه؟!
بص لإيديه بهدوء، وقال بكل برود:
– تطلبي الطلاق من الباشا جوزك… وتيجي لحد عندي وتعتذري على هروبك مني.
ياسمين فتحت عينيها من الصدمة، وقالت:
– إنت بتحلم يا يحيى!
ضحك بسخرية وهو بيفتح باب العربية:
– وماله… بُكرة الحلم يبقى حقيقة… لما تتأكدي إن مفيش غيري يقدر يرجعلك أخوكي.
نزل من العربية، وشاور لرجالته إنهم يرجعوا السواق لعربيته.
ياسمين كانت لسه قاعدة، مصدومة، مش قادرة تتحرك، وكل اللي في بالها كان احمد اخوها.
السواق رجع يركب مكانه، وهو باين عليه التوتر، وبص لياسمين اللي كانت عيونها متغرقه دموع.
بصّت له وقالت بصوت مكسور:
– مش هروح العنوان اللي قولتلك عليه… وديني قسم الشرطة لو سمحت.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم.
في قسم الشرطة.
كان خالد لسه قاعد مع راشد، عم ياسمين، وبيتكلموا سوا.
راشد قال لخالد بنبرة فيها جدية:
– أنا هساعدكم ترجعوا أحمد مصر… ده ابن أخويا، ومش هسيبه يتبهدل.
قبل ما خالد يرد، الباب خبط، والعسكري دخل، بس ماكملش كلامه، لأن ياسمين دخلت وهي منهارة من العياط.
عينيها حمرا، وأنفاسها متقطعة، ونطقت اسم خالد بصوت مبحوح ومكسور:
– خـ… خالد!
خالد قام بسرعة، وقرب منها بخضة وقلق واضح على وشه:
– ياسمين! في إيه؟! إيه اللي حصل؟!
في اللحظة دي، راشد وقف مكانه مصدوم، بيبص لياسمين، وكل حاجة اتجمعت في ملامحها قدامه…
اسمها اللي خالد ناداه، ملامحها اللي فيها من أخوه…
فهم في لحظة إنها بنت يحيى… بنت أخوه اللي أول مرة يشوفها.
ياسمين وقفت مكانها وهي بتنهار، وقالت بصوت مقطع من البكاء:
– أنا شوفت أحمد… كلمته فيديو… يحيى هو اللي ورّاني… وقاللي إن مفيش حد غيره يقدر يرجعه!
خالد كان مصدوم، وصوته علي من الغضب:
– وانتي شوفتي يحيى فين؟!
ياسمين بدموع ووجع قالت:
– مش مهم شوفته فين، المهم إن أحمد أخويا محتاجني… وطلب مني أرجعه… وأنا مش قادرة أعمل حاجة!
خالد حاول يطمنها، وبص لراشد وقال:
– عمك راشد هنا يا ياسمين… جاي مخصوص عشان يساعدنا.
أحمد عنده في أمريكا… وعايش مع مراته وبنته، ومفيش خطر عليه.
ياسمين بصت لخالد بصدمة، وبعدين عينيها اتحركت ناحية راشد، اللي كان واقف ورا خالد…
هي ماخدتش بالها منه أول ما دخلت من كتر انهيارها.
فضلت تبص له، والصدمة مرسومة على وشها…
كان فيه شبه كبير من أبوها… في ملامحه… في صوته وهو بيتكلم ويقرب منها وقال بهدوء:
– متخافيش يا ياسمين… أحمد في بيت عمك، في أمان… وانا اللي هرجعه إن شاء الله.
ياسمين بدأت تمسح دموعها، بس قلبها لسه مش مطمن، خصوصًا بعد اللي حصل من يحيى.
راشد قرب أكتر وقال بحنان:
– أنا عمك راشد… أخو أبوكي الكبير.
ياسمين اتلخبطت، واتوترت أكتر، ومسكت في إيد خالد كأنها بتحتمي فيه، وقالت بصوت مليان خوف:
– هتساعدنا نرجّعه إزاي؟ يحيى قاللي إن مفيش حد يقدر يرجعه غيره!
راشد بص ليها بنظرة فيها حزم وثقة وقال:
– أحمد عندي أنا، ومحدش هيمنعني إني أرجعه.
بس لازم تساعدوني أبعد يحيى من هنا، وأخده معايا يسافر بعيد عن جده، قبل ما يضيع مني آكتر من كده.
خالد بص لياسمين، وكانت ملامحه كلها جدية، وقال بنبرة هادية بس تقيلة:
– ياسمين… يحيى طلب منك إيه عشان يرجع أحمد؟
ياسمين سكتت لحظة، وبصت له بتوتر، وعينيها بدأت تدمع تاني، وقالت بصوت مكسور:
– طلب.. إني اطلب الطلاق منك.
خالد بص لياسمين وعيونه ولعت نار من الغضب، كأن الشرار بيطير منها.
راشد اتكلم بصدمة:
– ويحيى هيستفاد إيه لما تطلبي الطلاق من جوزك؟! هو اتجنن ولا إيه؟!
رد خالد بعصبية:
– واضح إنه مش ناوي يعقل،
بس لازم يفهم إن مراتي خط أحمر.
راشد قال بنبرة فيها رجاء:
– أنا مش عايز أخسر ابني يا خالد… بترجاكم ساعدوني، وأنا أوعدكم هساعدكم وأرجعلكم أحمد.
خالد كان لسه واقف، غضبه ظاهر في كل ملامحه، وياسمين كانت واقفة جنبه، قلبها بيخبط من التوتر…
بصت له بقلق، وشايفة عنيه مش مطمنه خالص.
رد خالد بجمود وبنبرة تقيلة:
– اللي يهمني دلوقتي إن مراتي تحس بالأمان وتكون مطمّنة… وده مش هيحصل غير لما أخوها يرجعلها.
لو حضرتك رجعتلها أحمد… ساعتها بس نقدر نتكلم عن إن انا اساعدك.
راشد هز راسه بتأكيد وقال:
– أنا راجع أمريكا النهاردة، ووعد منّي… خلال أسبوع بالكتير، هكون هنا وأحمد معايا.
ياسمين قربت منه وهي بتبصله بلهفة ودموعها لسه على خدها:
– بجد؟ يعني أحمد هيرجع؟ بعد أسبوع بس؟!
راشد ابتسم لها بثقة وقال بنبرة حنونة:
– إن شاء الله يا بنت أخويا… اطمني، أخوكي في أمان.
ياسمين هزت راسها وهي بتحاول تبتسم رغم الدموع، كأن قلبها بدأ يهدى شوية.
راشد سلّم عليهم وخرج، وسابهم لوحدهم.
ياسمين كانت لسه واقفة مكانها، قلبها بيرفرف، بس أول ما بصت لخالد… قلقت.
كان واقف بيبصلها بحدة، عنيه كلها عصبية، ووشه بيغلي.
لف وشه ناحيتها وقال بنبرة كلها لوم وغيرة:
– انتي نزلتي من عند زينة لوحدك ليه؟ ومن غير ما تقوليلي؟
ياسمين اتلخبطت وقالت بتوتر:
– أنا مش هكدب عليك يا خالد…
نزلت من عند زينة وكنت رايحة عند جدي بعد ما عرفت من زينة إن يحيى خرج.
كنت ناوية أطلب من جدي يحمي أحمد… أنا متأكدة إنه مش هيسمح ليحيى يضر حفيده.
خالد كان واقف ساكت، بس عينه بتتكلم… شايفة فيها نار.
كملت كلامها وهي مرتبكة:
– وأنا في الطريق ل بيت جدي… لقيت يحيى قطع عليّا الطريق.
خالد ضغط على شفايفه بغيظ، وحاول يسيطر على غضبه، بس فشل.
صرخ فيها بعصبية:
– انتي ليه مبتتعلميش يا ياسمين؟!
ليه كل شوية تتصرفي من دماغك وتخدي قرارات من غير ما ترجعيلي؟
انتي عارفة إن المجنون ده كان ممكن يخطفك؟
انتي شكلك مش هترتاحي غير لما يحيى يموت على إيدي!
سكتت وهي باصة له بتوتر، مش قادرة ترد ولا حتى تدافع عن نفسها.
خالد راح قعد على مكتبه وهو بينفجر من الغيظ وقال:
– مش عارف لحد إمتى هتفضلي متهورة كده!
انتي مش مطلوب منك تعملي أي حاجة، كل اللي انتي بتعمليه ده بيعرض حياتك للخطر.
سكتت لحظة، وبعدين قالت بصوت عالي وغاضب:
– لو انت مكاني يا خالد… كنت عملت أكتر من كده!
ليه مش قادر تحس بالوجع اللي أنا فيه؟!
بصلها خالد بنظرة جامدة وقال ببرود:
– مين قالك إني مش حاسس بيكي؟
أحمد غالي عليّا أنا كمان، وقلبي بيتقطع عليه.
بس انتي فاهمة غلط… الموضوع مش بسيط زي ما انتي متخيلة.
أنا عرفت مكان أحمد في أمريكا قبل حتى ما عمك ييجي يقول، بس رجوعه محتاج إجراءات لأن جدك هو الواصي عليه … يعني مش حاجة هتخلص بكرة الصبح!
بصت له بعدم اقتناع وسكتت، كأنها مش مستوعبة الكلام.
خالد اتنهد بتعب، ومسح وشه بإيده، وهو بيحاول يهدى:
– نفسي أطمنك… بس في حاجات لازم تمشي صح، مش بسرعة.
الباب اتفتح فجأة، ودخل مهاب بطريقته المرحة المعتادة وهو بيقول:
– صباح الفل يا جماعة، إيه الأخبار؟!
بس فجأة وقف مكانه وهو شايف ياسمين قاعدة بعيد عن خالد، والجو مش طبيعي…
باين عليهم كانوا بيتخانقوا.
قرب منهم بخفة وقال:
– هوه إيه ده؟ إنتوا متخانقين ولا إيه؟!
بص لياسمين وهو بيبتسم وسلّم عليها:
– إزيك يا ياسمين؟ عاملة إيه؟
ياسمين ردت عليه بهدوء، لكن مفيش ابتسامة… الجو مكهرب.
مهاب بص لخالد وسأله باستغراب:
– هو في إيه يا خالد؟!
خالد مردش، وبص للمكتب قدامه كأنه مش سامع ولا شايف.
مهاب رجع يبص لياسمين وقال بنغشة:
– على فكرة، لو جوزك مزعلك، أنتي تقدري تعملي فيه محضر دلوقتي، وأنا أظبطلك الدنيا متقلقيش، ده أنا ممكن أصعّد الموضوع لأعلى مستوى كمان!
ضحكت ياسمين بس ضحكة كلها غيظ، وبصت لخالد وقالت:
– أنا فعلاً عايزة أعمل محضر فيه… يمكن ساعتها يحس بيا شويه!
خالد رفع عينه وبص لها بضيق وقال:
– وانا كمان نفسي تحسي بيا شوية… وتقدّري خوفي عليكي مش تستهيني بيه كده.
ردت ياسمين بسرعة وهي بتبص لمهاب اللي واقف بينهم:
– على فكرة يا مهاب أنا مكلمتكش انت!
ووفر خوفك عليا ده، لأني مش طفلة صغيرة… أنا كبيرة كفاية وعارفة بعمل إيه!
خالد رد بعصبية وهو بيبصلها:
– والله يا مهاب، انت مش فاهم أي حاجة… وهتفضل تدخل في اللي ملكش فيه لحد ما تضر نفسك!
ياسمين وقفت وهي مولعة وقالت:
– ماشي يا مهاب… لما أضر نفسي متجيش تلحقني!
خالد رماها بنظرة وقال بسخرية:
– مبقاش الحقك إزاي يعني؟!
مهاب واقف في النص بينهم، وبيبص يمين وشمال مش فاهم:
– هو في إيه بالظبط؟!
قامت ياسمين وهي متنرفزة وقالت بحدة:
– أنا راجعة البيت.
خالد وقف بسرعة وقالها بحدة:
– ترجعي فين لوحدك؟! أنتي مش هتتحركي لأي مكان لوحدك تاني.
قربت منه وهي متعصبه وقالت:
– يعني إيه؟! هو أنا طفلة خايف تتوه؟!
خالد قرب منها كمان وقال:
– لو كنتي طفلة، كنتي سمعتِ الكلام من الأول…
وماكنتيش خلتيني أوصل إني أخاف عليكي بالطريقة دي!
ياسمين ضربت الأرض برجليها من الغضب وقالت:
– طب أنا عايزة أمشي من هنا دلوقتي !
خالد بص لها بغيظ وقال:
– تمام… اتفضلي، أنا هوصلك بنفسي.
ياسمين طلعت من المكتب وهي ماشية بسرعة وعصبية، وخالد خد مفاتيح عربيته وخرج وراها وهو بيكتم غليانه بالعافية.
مهاب وقف لوحده في نص المكتب، لافف حواليه زي التايه.
بص حواليه وقال وهو بيهمس لنفسه بدهشة:
– هما اتجننوا ولا إيه؟!
قعد على كرسي خالد وفضل يبص للسقف، ولسه بيكلم نفسه:
– هو انا كنت جاي هنا ليه؟؟
بعد شوية، دخل العسكري المكتب وقال:
– في آنسة برا عايزة تقابل خالد باشا.
مهاب رفع حاجبه وهمس لنفسه وهو بيقلب في الاحتمالات:
– آنسة؟! عايزة تقابل خالد؟! هو ابن الدريني بيعرف بنات من ورا ياسمين ولا إيه؟!
يبقى كده ياسمين قفشته وهو بيخونها…🤔
بص للعسكري وقال له وهو بيحاول يخبّي حماسه:
– طب دخلها يابني… نشوف القصة دي هتوصل لفين.
العسكري خرج، وبعد لحظات دخلت كارما.
أول لما مهاب شافها… وقف مكانه وبص لها باستغراب وهو بيهمس لنفسه:
– آاااه يا ابن الدريني… انت حظك نار كده ليه في البنات؟! هو في إيه؟ ده شكلها مصيبة.
كارما استغربت لما لقت مهاب مش خالد، وقالت بنبرة فيها استفسار:
– هو خالد مش موجود؟
مهاب بص لها وهو بيحاول يحافظ على هدوئه، وقال بنبرة رخيمة كده وهو عامل نفسه جامد:
– لا، خالد مش موجود دلوقتي… بس أنا موجود مكانه… تحت أمرك طبعًا.
كارما ابتسمت بخفه وقالت:
– شكرًا… أنا كنت جاية لخالد في موضوع مهم…
هو ممكن يتأخر ولا هيرجع تاني؟
مهاب قرب منها شوية ورد عليها وهو بيحاول يبقى رسمي بس واضح عليه الفضول:
– هو خلاص مش جاي النهارده… بس أنا برضه ظابط والله، مش أي حد يعني.
كارما اتكلمت برقة أكتر وقالت بحسم:
– لا، حضرتك فاهمني غلط… أنا مش جاية علشان ظابط، أنا جايه لخالد نفسه… في موضوع شخصي.
مهاب اتفاجئ وقال بتلقائية وهو بيبص للسقف وكأنه بيحكي لنفسه:
– موضوع شخصي كمان! آاه يا ابن الدريني…
دي لو ياسمين استنت شوية كانت هتفضحك فضيحة بجلاجل هنا!.😂…بقلمي ملك إبراهيم.
… يتبع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى