رواية جحيم الغيرة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أماني سيد
رواية جحيم الغيرة الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أماني سيد
البارت الرابع والعشرون
استطاعت وفاء إقناع فردوس بالذهاب معها لذلك المركز حتى تهدأ اعصابها
ووافقت فردوس على مضض
فى اليوم التالى أتت وفاء مبكراً لتأخذ فردوس
ووضعت ابتسام ملابس فردوس واغراضها الضرورية فى حقيبه
كانت فردوس طوال الليل جالسه صامته واضعه ابنائها بجانبها وهى تنظر إليهم
كأنها بتحاول تشبع منهم قبل ما تمشى.
كانت بتبص لكل واحد فيهم بنظرة طويلة، وكأنها بتخزن ملامحهم جواها.
الصغير نام على رجلها، والتانى بجانبها على السرير
قبل ما تمشى، حضنتهم جامد،
بكت ابتسام وسكتت لا تعلم ماذا تقول … لأول مرة تشوف بنتها ضعيفة كده حزينه على وضع بناتها الاتنين واللى وصلوا ليه
وفاء بصّت لها وقالت بلطف:
ـ يلا يا فردوس… إحنا هنبقى جنبك.
خرجت معاها، بخطوات تقيلة، وعيونها بتلمع… لكن ما اتكلمتش.
قبل ماتخرج فردوس من الشقه لقت عمها قدامها
ـ عامله ايه انهارده يا فردوس ؟
… انا روحت غيرت هدومى وجيت بسرعه قبل ماتمشى .. الحمد لله انى لحقت
تحدثت وفاء بمزاح
ـ احنا كنا هنتحرك دلوقتي هاخدها فى عربيتى ونروح سوا
ـ طيب خلاص وانا همشى وراكم بالعربيه بتاعتى …
ثم نظر لفردوس
ـ أهم حاجة راحه فردوس هانم
وبالفعل تحركت فردوس مع وفاء وهى صامته لم تعلق على شئ
وصلوا المركز وانهى عمها جميع الإجراءات وجلس معها فتره وظل يتحدث معها وهى صامته
ـ فردوس عايزك تخفى بسرعه وتطلعى من هنا ..
انا بحبك وولادك محتاجينك وكلنا جمبك
انتى هنا مش لواحدك أو أننا مش عايزينك بس انتى هنا مع ناس هتقدر تساعدك أكتر مننا
لم يسمع اجابه من فردوس فقبلها من رأسها وخرج
لم تكن فردوس تتحدث مع أى شخص فقط كانت تجلس شارده صامته
حاولت الممرضات التحدث معها لكن دون جدوى
تركتها وفاء بمفؤدها اليوم الأول لتهدأ وتتقبل حديثها بعد ذلك
مر يومين على وجود فردوس فى ذلك المركز
فى منزل جبران حاول كثيرا التحدث مع عمران أن يذهب ليزور فردوس
ـ يا عمران فردوس زى اختك روح زورها يمكن ده يحسن من حالتها الصحية
ـ بابا انا بطمن عليها منك إنما انا آسف مش هزورها
ـ ليه
ـ أولا زيارتى ليها معناها أنى ممكن اديها أمل لعلاقتنا من تانى وانا شايف إن كده افضل
وبصراحه يا بابا انا نفسى مش قادر انسى اللى هى واهلها عملوه زمان فى ابتهال وفيه
ـ بس برضو بسبب اللى عملوه بقيت دكتور كبير سافرت بره وبقى عندك مركز طبى كبير….
الجواز نصيب ومعادك مكنش جيه
ـ يا بابا أنا
لم يعطه فرصه جبران أن يكمل حديثه
ـ يا عمران بلاش تتسرع وترفض فكر كويس وياريت ماتقولش حاجه لابتهال
ـ ليه انا كنت هقابلها انهارده واقولها
ـ لأ دكتوره وفاء هى اللى هتكلمها … هى منبه علينا كلنا محدش يجيب سيره لابتهال
ـ حاضر يا بابا أوعدك افكر مره تانيه
كانت ابتهال قاعدة في كافيه هادي، قريب من
لابسة فستان بسيط بلون رمادي وطرحه بيضا …
وشها هادي، لكن عنيها فيها لهفة متخبّية.
دخل عمران، ووشه فيه ابتسامة دافية…
لابس كاجوال بسيط، أول ما شافها وقف مكانه ثانية، كأنه بيشوفها لأول مرة من سنين.
بصتله ابتهال بخجل من نظراته ليها
ـ اتأخرت ليه؟
ـ علشان كنت بحضّر كلام كتير… بس كله اختفى أول ما شفتك.
ابتسمت، وقعدوا قدام بعض.
ـ إزيك يا ابتهال؟
ـ الحمد لله بخير نحمد ربنا على كل شئ
سكت لحظة، وبصّ لها نظرة فيها دفء قاطعت ابتهال الصمت وتلك النظرات الموجهه اليها
التى تشعرها بالخجل
ـ أنت بتبصلى كده ليه وبعدين ايه الموضوع المهم اللى عايزنى فيه
ـ الموضوع يا ستى إنك وحشتينى اوى اوى وعايز اشوفك واتاكد انك موجوده
ابتسم ومد إيده على الطاولة، ما لمسش إيدها، بس قرّب منها وقال:
ـ انا بقيت عامل زى المراهقين اللى النوم طار من عنيهم واللى كل أما يشوف حبيبته قلبه يدق ويزغزغه
بصّت له، عينيها بدأت تدمع،
ـ عمران انت بتكسفنى 😊
ـ بحبك
سكتت و عنيها اتعلقت بعينيه لحظة، وبعدين بصّت على إيديها وقالت بصوت واطي:
ـ وأنا عمرى ما بطلت أحبك… حتى وانا بزقك بعيد، كنت بعمل كده علشان خايفه تضيع او تبعد ….
او اعشم نفسى وأحط أمل ويروح تانى
قرب أكتر وقال بهدوء
ـ أنا ما ضعتش، أنا واقف هنا، وبحبك زى أول مرة، بس المرة دى مش هسيبك تانى إلا بمو*تى
انا طول السنين اللى فاتت بتمنى اشاره منك
رفعت عنيها ليه وابتسمت بخجل
ـ أنا متأكد إنى مش عايز أمو*ت من غير ما أبقى جمبك انا مش عايز أحكيلك عن حياتى، أنا عايز أعيشها معاكى.
فى المركز عند فردوس كانت تجلس فى غرفتها شارده فى اللاشئ
دخلت إليها وفاء وقررت التحدث معها
ـ ازيك يا فردوس عامله ايه انهارده
لم تجيبها فردوس فقط اماءت برأسها فاكملت وفاء حديثها
ـ مامتك وعمك جم سالوا عليكى بس مدير المركز قال الزياره مننوعه
وولادك انتى وحشتيهم أوى…
على فكره يستاهلوا انك تبقى احسن حد فى العالم عشانهم
ـ إزاى
ـ حبى نفسك يا فردوس وحبى اللى حواليكى عشان هما كمان بيحبوكى
دورى على اللى بتحبيه فى المركز هنا فيه كل حاجه ممكن تعوزيها
جربى كل حاجه…
جربى اكتبى ، ارسمى .. خيطى اعملى أى حاجة لحد ما تلاقى الحاجه اللى فيها نفسك
ـ هو فى طفل ممكن يتولد من غير موهبه او ميزه
ـ أه طبعا والطفل ده لما بيحب حاجه وبيركز فيها بيبدع فيها
ـ بس انا مش طفله
ـ بس لسه عايشه وطول مانتى عايشه دورى على حاجه عشان تلاقى نفسك
فردوس مشكلتك إنك كل حاجه بتجيلك جاهزه مافكرتيش تدورى على حاجه بتحبيها او تعمليها
ـ بس ابتهال بتعرف
ـ ودى المشكلة انك مش بتشوفى اللى معاكى انتى بتشوفى اللى عند ابتهال وناقص عندم فبتحاولى تكمليه منها او تعملى زيها
انتوا مختلفين وكل واحد عنده نقطه قوى ونقط ضعف
فردوس انتى حبيتى عمران عشان ده اللى ابتهال حبته
اتحوزتى ياسين عشان ده اللى انتى افتكرتى اختك يتحبه
لكن مافكرتيش تبصى فى حياتك وحواليكى بتبصى حوالين اختك
يمكن لو كنتى بصيتى فى حياتك كنتى لاقيتى حد بيحبك وانتى مش واخده بالك منه
صمتت فردوس،
كأن الكلام دخل جوه عقلها وقعد،
ما ردتش… بس ملامحها ما بقتش زى الأول.
وفاء سابت الكلام لحظة، وطلّت من الشباك،
وبعدين رجعت تبص لها بابتسامة هادية:
ـ على فكره…
أنا ماجيتش عشان أقارنك بأبتهال
أنا جيت عشان أساعدك تلاقى “فردوس”… مش أختها.
ـ هو أنا ينفع ألاقيها بعد ما كل ده ضاع؟
ـ ينفع… لو صدقتى إنها لسه جواكى
بس عايزه حد يطبطب عليها ويقولها: قومى… أنا لسه مصدقاكى.
سكتت فردوس، ونزلت دمعة على خدها من غير صوت.
قررت وفاء أن تكتفى بذلك الحوار اليوم وتعطيها فرصه لتفكر فى حديثها وارادت أن تجعلها ترى ما عانته ابتهال ولكن بشكل مختلف
جلست وفاء بالقرب من فردوس وسألتها عن اولادها
ـ بتحبى ولادك يا فردوس
ـ طبعا ” قالتها بدون تفكير ”
ـ بتحبى مين اكتر الكبير ولا الصغير
ـ الاتنين زى بعض مافيش فرق بينهم
ـ تقدرى تدى واحد لباباه يربيه وتربى انتى واحد عشان مايبقاش عبء عليكى
ـ لأ طبعا مستحيل
ـ طيب المفروض الكبير يدخل المدرسة السنه دى صح
ـ أه
ـ ينفع تاجليه سنتين عشان يبقى مع اخوه فى نفس الصف
ـ لأ طبعاً
ـ طيب لو عملتى كده تفتكرى ابنك الكبير اللى خايفه تظلميه شعوره هيكون ايه
ولو قررتى تدى طفل من ولادك لابوه يربيه تفتكرى هيبقى إحساسه ايه
صمتت فردوس وفهمت على ماذا تلمح وفاء
تركتها وفاء وخرجت دون أن تتحدث معها فهى ارادت تلك النظره التى رأتها فى عين فردوس وتلك الصدمه
ياترى فردوس هتقدر تفهم مشاعر ابتهال ؟؟
خرجت وفاء من غرفه فردوس واتصلت على ابتهال
وفى ذلك الوقت كانت ابتهال تجلس مع عمران
وجدت ابتهال هاتفها يرن برقم وفاء فأجابت عليه وصمت عمران يسمع حديث وفاء مع ابتهال فهو علم انها ستخبرها بحاله اختها
ـ ازيك يا ابتهال عامله ايه
ـ أهلا يا دكتوره ازيك
ـ الحمد لله احسن … بقالك فتره مش بتسالى قولت أسأل انا
ـ معلش مشغوله شويه
ـ ولا يهمك …. ابتهال ينفع بكره تعدى عليه فى المركز ضرورى
ـ فى حاجة ولا ايه ؟؟
ـ هتعرفى بكره بس ضرورى هستناكى الساعه ١٠ الصبح انا عارفه إن بكره انتى اجازه
ـ حاضر هعدى عليكى بكره مع السلامه
عندما انتهت من المكالمه سألها عمران بفضول
ـ هو فى حاجة ولا ايه
ـ اه دكتوره وفاء عايزانى اروحلها بكره الساعه ١٠
ـ مقالتلكيش ليه
ـ لأ لما اروح هعرف
ـ خلاص هعدى عليكى الساعه ٩.٣٠ واروح معاكى
ـ لأ طبعاً مالوش لازمه
ـ لأ ليه وهاجى معاكى ومش عايز مقاوحه عشان لو مسمعتيش الكلام هتلاقينى رايحلك على هناك وبدور عليكى
ـ خلاص وعلى ايه الطيب احسن
ـ تفتكروا وفاء بكره هتعمل مواجهه بين الاختين ؟؟
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية جحيم الغيره)