روايات

رواية همس بلا صوت الفصل السادس 6 بقلم نور محمد

رواية همس بلا صوت الفصل السادس 6 بقلم نور محمد

 

البارت السادس

 

#روايه_همس_بلا_صوت
الفصل السادس
غيث كان قاعد برا بيكلم حازم فجاه سمعوا صوت تحطيم
قوي جاي من غرفه سيلا
غيث جري بسرعه علي الغرفه
فتح غيث الباب على صوت التحطيم العالي…
أنفاسه كانت سريعة وعيونه بتدور
تدور في المكان… لكنه ماكانش مستعد أبدًا للي شافه
سيلا كانت واقفة في نص الغرفة عنيها مفتوحة على آخرها جسمها متشنج ونفسها متقطع كأنها لسه خارجة من جري
سرير الأشعة مقلوب الشاشة اللي كانت بتعرض صور المخ مكسورة واحد من الأدراج الخشبية مقلوب والستارة مقطعة من النص كأن حد مزعها بإيده.
إيديها كانت فيها شقوق صغيرة من الزجاج بس ملامحها ما كانش فيها أي إحساس بالألم…
كأنها مش معاهم… كأنها محبوسة جوا عالم تاني
غيث كان واقف مصدوم ومش قادر يتحرك من الصدمه
حازم كان ورا كان واقف مصدوم هو كمان
المستشفي كلها اتلمت علي الصوت وفي منهم الي كان بيتفرج وفي منهم الي بيصور وبيتهمسو
دي مجنونه دي ولا ايه
الدكتور جه بسرعه هو والممرضه وكان معاه حقنه مهدئة
الدكتور قرب من سيلا و لسه هيلمسها
زقته جامد وقعته علي الارض وجريت بسرعه علشان تخرج من الروضه بس غيث مسكها قبل لما تعتب الباب
حاولت بكل قوتها تزقه بس هو كان مكتفها جامد الدكتور قام بسرعه من علي الارض وجاب الحقنه وقرب ناحيتها علشان يديهلها بس هي كانت عماله تفرق وتتحرك راح مسك درعها جامد علشان تثبت ويعرف يديها الحقنه
واخيرا بعد محاولات ادهلها
لحظات… وكانت سيلا نايمة في حضن غيث جسمها كله مرتخي ورأسها على كتفه
غيث وهو بيحضنها جامد: “أنا آسف… آسف على كل لحظة خوف عشتيها…مش هسيبك تاني
انا السبب في كل ده …انا السبب
حازم وهو بيبص علي تجمع الناس قال بصوت حاد: ” في حاجه ولا ايه …كل واحد يروح يشوف وراء ايه بدل القرف ده
غيث بحده: ” استنوا …حازم خد منهم التلفونات وامسح اي صور صورها
قامت واحده من وسط الزحمه وقالت بصوت مستفز وهي ماسكه تليفونها: ” وحضرتك مين علشان تاخد التلفون ومن سمحلك اصلا تاخد تلفونات الناس
كملت بسخرية…هي الي تكسر وتهبد وانتو جايين تلومونا ع التصوير
ده منظر مريضة دي …دي خطر علي الناس
حازم وهو بيقرب منها بخطوات هاديه لكن صوته كان حاد: ” انا المقدم حازم عبد العظيم …ومين سمحلي اخد تلفونك النيابة هي اللي هتجوبك لو مصممه بس لو عندك عقل هتسلمي التلفون دلوقتي بدل ما اخدك انتي والتليفون علي القسم …وهناك نحقق معاك بتهمه التعدي علي خصوصيه مريضه
البنت بصت له وهي بتبلع ريقها شافت الجديه في عينه ومكانش في اي رحمه
مدت ايدها وهي بتقول بخوف: ” ماشي يا حضرت الظابط …اتفضل …بس انا معملتش حاجه غلط
حازم بسخرية: ” معملتيش حاجه غلط؟ …اسمعيني كويس اللي صورتيه ده انتهاك واضح لخصوصيه مريضه في حاله حرجه ودي جريمه يعاقب عليها القانون لو لقيت اي صوره تانيه علي تليفونك هتبيتي في الحجز
بدا يمسح الصور من موبايلها وطلب من باقي الناس يسلموا تليفوناتهم ومسح كل حاجه
وبعد دقايق كان الكل خرج بره والمكان هدي
مافضلش غير صوت انفاس سيلا وهي نايمه بهدوء
حازم وهو بيبص ليهم بصوت هادي وحزين: ” الي حصل ليها مش سهل
احنا لازم نتكلم معاها علشان نعرف هما بيعملوا فيهم ايه هي الوحيده الي عايشه منهم
غيث بوجع وحزن: ” مش وقته يا حازم لما اطمن عليها الاول كمل بتوعد وشر وهندم كل حد شارك في الي حصلها
لمتابعه الروايه علي صفحتي اسرار الحكايات
حازم سكت لحظة وهو بيبص لسيلا بعينين فيها توتر حقيقي…
قرب من غيث وقال بصوت واطي لكن نبرته كانت تقيلة
حازم: “بص يا غيث… إحنا دخلنا في حاجة كبيرة ودي مش زي أي قضية عدت علينا قبل كده…
الناس دي مش بتلعب ومش بعيد يكونوا لسه بيراقبوها… ولو عرفوا مكانها مش هيسكتوا
يعني لازم نتحرك بسرعة قبل ما الوقت يسرقنا
غيث بص على سيلا اللي كانت نايمة علي السرير
وشه اتشد وصوته خرج بصعوبة
غيث: ” هشوف الدكتور وهاخدها اوديها عند ماما المكان هناك هيبقي امان ليها ومش هسيبها غير لما اطمن عليها
حازم: “تمام… بس لما تفوق هنبقى نسمع منها كل حاجة بالتفصيل… ووقتها نبدأ نربط الخيوط
ونشوف نبتدي منين
سكت لحظة وهو بيبص في الورق اللي معاه وبعدها قال: ” أنا هروح القسم أبدأ أراجع كل الملفات القديمة لمؤسسة الأبحاث دي… وهكلم خالد من الطب الشرعي يجهزلي نسخة من كل التقارير الجديدة.
وإنت خليك جنبها… بس بالله عليك خليك صاحي.
أي حركة غريبة بلغني فورًا
غيث بهدوء: “هفضل صاحي…. انت مش هتخاف عليها اكتر مني يعني
أنا مش هسيبها تاني أبداً
خرج حازم وسحب الباب وراه بهدوء…
وغيث بص لسيلا قرب وشه منها وهمس بصوت متكسر: ” متخافيش يا سيلو مش هخلي حد يقربلك وهحميكي حتى من نفسِك
وحتى لو مش فاكرة أنا فاكر كل لحظة بينا… وده كفاية لحد ما ترجعيلي
رفع إيده بلطف ولمس شعرها وهو بيحاول يمنع دموعه وساب نفسه للحظات من الصمت…
لأول مرة من وقت طويل حس إنه فعلاً خايف…
خايف يخسرها تاني.
نزل غيث من المستشفى وهو شايل سيلا بحرص خطواته كانت سريعة وثقيلة في نفس الوقت كأن كل خطوة فيهم محمّلة بالخوف والقلق حطّها بهدوء في المقعد الخلفي للعربية وربط الحزام بحذر ملامحه مشدودة وعيونه مش بتفارق وجهها الشاحب
ركب العربية وتحرك فورًا الطريق للبيت ماكنش طويل لكن قلبه كان بيعدّي فيه سنين عينيه كل شوية بتتحول للمرايه يشوفها يتأكد إنها لسه بتنفس… إنها لسه معاه
وصل تحت بيت أمه نزل بسرعة
وفتح الباب شالها … طلع السلم وهو شيلها ودماغه شغال بأفكار مش بيوقفها
وصل عند الشقه خبط علي الباب
زينب: ” روح يا زياد شوف مين بيخبط
زياد: ” …
زينب بنفاذ صبر: ” صبرني يارب محدش بيعمل حاجه غيري في ام البيت ده
لفت الطرحه وراحت تفتح
اول لما فتحت عينها اتسعت بصدمه رجليها اتيبست في الارض ومش مصادقة نفسها
اتكلمت بصوت متحشرج: ” دي سيلا … انت لقيتها فين…. ومالها انت شيلها كده لي
غيث بهدوء: ” مش وقته الكلام ده دلوقتي هدخل احطها علي السرير واطمن عليها وبعدها ابقي احكيلك
غيث دخل بخطوات تقيله وهو شايلها وعينه وقعت علي زياد اللي كان واقف في اخر الطرقه واقف ثابت في مكانه وشه مرسوم عليه الصدمه
وبدون مقدمات جري بفرحه وهو بيصرخ باسمها: ” سيلو
حضنها من جنبها بدموع مش مصدق انها جت
زياد بدموع: ” بابا هي ماما مالها مش بترد عليا لي
غيث بهدوء: ” ماما تعبانه شويه يا حبيبي
شويه لما تفوق وتبقي كويسه هخليك تدخلها تقعد معاها ماشي يا زيزو
زياد بدموع: ” هي مش هتسبني تاني وتسبني صح
غيث بوجع: ” لا ياحبيبي مش هتسيبك تاني يلا ادخل اوضتك العب شويه ولما تصحي هقولك علشان تيجي نلعب معاها
زياد: ” عايز افضل مع ماما مش عايز اسيبها علشان متمشيش تاني
غيث: ” قولنا ايه يا زياد ….ماما مش هتسيبك تاني انت روح اوضتك علشان هي دلوقتي تعبانه وعايزه ترتاح ولما تصحي هندهلك ماشي يا بطل
زياد بطفوله وهي بيمسح عينه بايده: ” ماشي
دخل غيث أوضتها القديمة كل ركن فيها بيشهد على حياة كانت موجودة… بس اللي نايمة قدامه دي مش نفس البنت اللي كانت بتضحك وسط الحيطان دي وبتهز وضحكتها ماليه البيت
حطها على السرير غطاها بهدوء، وقعد جنبها ماسك إيدها كأنها آخر أمل يتمسك بيه
فضل ساكت شوية بيراقب تنفسها بيدور في ملامحها على أي علامة إنها فاقت…
وفجأة عنيها فتحت ببطء زي اللي راجعة من حلم مرعب.
نظرتها كانت تايهة مرعوبة بس أول ما شافته دمعة نزلت من زاوية عينها…
دمعة واحدة بس كانت كفاية توجع قلبه
قرب منها أكتر ووشه كله حنان وهو بيهمس: ” فقتي اخير …حمدالله على سلامتك يا سيلو
سيلا حاولت ترد بس صوتها ماطلعش بس نظرتها كانت بتحكي كل حاجة
غيث شد اللحاف عليها أكتر ومسح على شعرها بهدوء وقال بصوت مكسور لكنه حاسم: ”
سيلا… احكيلي …احكيلي كل اللي حصل طول السنة اللي فاتت
كان صوته كله رجاء… كله وجع… كأنه بيستغيث بيها عشان تطلع اللي جواها
سكت لحظة وبص لها بنظرة أمان
أنا هنا… ومش هسيبك أبداً
مسك ايديها وباسها بحب احكيلي يا سيلو ومتخغيش انا جنبك
يتبع…..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى