رواية همس بلا صوت الفصل الأول 1 بقلم نور محمد
رواية همس بلا صوت الفصل الأول 1 بقلم نور محمد
البارت الأول
الفصل الاول
فتحت عنها بثقل وارهاق شديد، لقيت نفسها في غرفة شديدة البياض. حاولت تتذكر هي مين أو فين، بس بدون جدوى. حاولت تقوم، بس لقيت إيدها مربوطه بحزام جلدي سميك مثبت في طرف السرير، مشدود بقوة كأنهم خايفين منها تهرب أو تأذي حد. شدّت نفسها مرة واتنين، بس كل مرة كان الحزام يعض على جلدها أكتر، ويسيب وراه أثر أحمر غامق بيزيد كل ما تحاول.
قلبها بدأ يدق بسرعة، وبدأ الخوف يتسلل لعينيها، وهي تبص حواليها تدور على أي حد… أي صوت… أي دليل يفسّر هي ليه هنا، ومين اللي ربطها ولي ربطنها كده
اسئله كتير بدول في رسها ومش لاقيه لها اجابه
قطع شرودها فتح الباب بقوه ودخول شخص لابس بلطو ابيض ونظاره طبيه كبيره
احمد بابتسامة بارده: ” اخيرا فوقتي … انهارده قعدتي وقت أطول علشان تفوقي
سيلا بتعب: ” انت مين …وانا فين
احمد ببرود: ” نفس اسئله كل يوم وبرضوا هقولك نفس الرد … انا الدكتور الي بيتابع حالتك وانتي فين اكمل وهو بيبص في جميع أنحاء الغرفه فأظن المكان موضح انتي فين
سيلا بارهاق: ” بعمل ايه هنا
احمد: ” ده شئ ميخصكيش
سيلا بعصبيه خفيفه بسبب تعبها: ” يعني ايه ميخصنيش
احمد بهدوء مخيف: ” يعني ميخصكيش …. والحقي ارتاحي لان هنكثف التجارب انهارده
سيلا بخوف: ” تجارب ايه
احمد مشي ومردش عليها بس قبل ما يخرج
سيلا: ” هو انا اسمي ايه
احمد وقف لحظه ولف رأسه ناحيتها وقال ببرود: ” سيلا
قبل ما تلحق تسأله اي حاجه تانيه لقيته خرج
سيلا: ” انسان بارد … كملت بخوف هما هيعملوا فيا ايه
————–
كان بيسير بكل برود بين طرق المستشفى أو بلأصح الي كانت مستشفى سابقا فهي أصبحت مستشفى مدمره ومهجورة
فأصبحت الجدران متشققه وأسلاك طالعه من السقف
و رئحه العفن والكيماويات القديمه ماليه المكان
وكل زارويه فيها تاريخ من الالم … من الصراخ …من التجارب اللي مكنتش كلها انسانيه
صدي خطواته بيتردد في الممرات الفاضيه
دخل غرفه جنبيه صغيره شبه مظلمه ضوء ضعيف نازل من السطح معلق بيتهز ببطء فوق مكتب مليان اوراق واجهزه تحليل بدائية
كانوا قاعدين اتنين حوالين الطاوله
دخل احمد بصمت وبدأ يقلع الجوانتي الطبي وهو بيبصلهم ببروده المعتاد
زين: ” فاقت ولا لسه
احمد: ” فاقت
امجد: ” شكلها استجابت للجرعه التانيه ضربات قلبها كانت اعلي من المعدل الطبيعي
احمد وهو بيقلب في الملفات الالكترونيه قداموا: ” بس النشاط العصبي بدأ يتغير … في استجابه غير معتادة في الفص الجبهي للمخ .. ده مش موجود في الحالات اللي قبلها
اكمل وهو يجلس: ” يعني ممكن تكون اول حاله تنجح
زين: ” أو اول حاله تخرج عن السيطرة
امجد بتوتر: “احنا بنلعب في تركيبه الوعي نفسه …لو فقدنا السيطره هنتحاسب كلنا
احمد وهو بيبتسم ببرود: ” احنا بنصنع مستقبل جديد …. والتمن لازم يندفع
————
كان قاعد في مكتبه بهدوء بيتابع الملفات قداموا
حتي قطع شروده صوت فتح الباب
حازم: ” غيوث حبيب قلبي عاش من شافك
غيث بقرف: ” غيوث؟… كام مره اقولك تخبط علي الباب قبل ما تدخل وكام مره برضوا قولتلك متقوليش كده يا تقول غيث يا سيد المقدم غير كده متقلش
حازم بدلع: ” خلاص يا قلبي مش هدلعك تاني علشان انتي بتضيقي يا بطه
غيث بغضب وصوت عالي: ” حااازم
حازم بضحك: ” خلاص خلاص اسف
غيث: ” جاي لي يا زفت
حازم بعتاب: ” جاي اطمن علي صحبي الي مش بيسئل
غيث بتعب: ” معليش يا حازم الفتره دي مشغول اوي
حازم بحزن علي صديقه: ” لسه مفيش اي اخبار عليها
غيث بحزن: ” لا .. كأنها اتبخرت دولت عليها في كل مكان ومفيش اي اثر ليها
حازم بشفقه علي حالته: ” أن شاء الله هتلقيها يا صحبي
غيث بحزن: ” أن شاء الله
لمتابعه الروايه في جروب اسرار الحكايات
حازم: ” اه صح كنت هنسى فاكر قاضيه البنت اللي اتبلغ عن اختفائها من سنه ؟ اسمها ملك حسين
غيث بانتباه: ” اه فاكر مش القاضيه دي اتقفلت
حازم: ” ايوه لما لقوا جثتها متشوها
بس مطلعتش هي
غيث: ” ازي يعني مش هي
حازم: ” لان البنت لقنها من حاولي شهر في صحرا
غيث: ” لقتوها عايشه
حازم: ” لا كانت ميته وحولنها لي الطب الشرعي
غيث: ” وطلع ايه
حازم: ” التقرير بتاع الطب الشرعي كان غريب جدًا… بيقول إن رغم إن القلب كان واقف من أكتر من ساعة، الجهاز العصبي عندها كان لسه بيفرز إشارات كهربية… مش طبيعية، ومش المفروض تحصل في إنسان ميت.”
سكت لحظة وكمل بصوت أهدى:
“قالوا إنهم لقوا في نخاعها الشوكي أثر لمركب كيماوي حافظ على الأعصاب لفترة، واللي أغرب… إن النشاط اللي رصدوه كان قريب من الهلوسة أو حالة غضب عنيف… حاجة مش مفهومة خالص.”
غيث وهو بيشد نفسه لقدام: ” يعني بتقولي إنهم لقوا حاجة حية… في عقل ميت؟!”
حازم بهدوء مريب: ” مش حية… بس مش ميتة كفاية
————
في نفس الغرفه البيضا…
سيلا كانت مغمضة عينيها، بتحاول تتنفس بانتظام، تحاول تهدي دقات قلبها اللي شبه بتخبط في ضلوعها من كتر الخوف….. كان السكون هو الي مالي المكان ماكنش مسموع غير صوت انفاسها
وفجأة…
الباب اتفتح بقوة.
صوت خطوات تقيلة دخلت، ومعاها خشخشة معدات معدن.
عينيها اتفتحت على وسعهم، وبصت ناحية الباب وهي بتحاول تتحرك… بس الحزام كان لسه رابطها، مش مخليها تقدر تعمل أي حاجة.
أول واحد دخل كان أحمد.
خلفه زين وامجد، وكل واحد فيهم لابس لبس معقم، ووشوشهم مغطاه بكمامات وعيونهم بس اللي باينه… وباردة.
أحمد مسك التابلت بتاعه وبص عليه بسرعة، من غير حتى ما يبصلها.
أحمد ببرود:
“استعدوا… الوقت مناسب للتجربة النهائية.”
سيلا بصوت مهزوز:
“تجربة إيه؟! إنتو عايزين تعملوا إيه؟!”
ماحدش رد.
أمجد قرّب منها وبدأ يجهز الحقنة، إبرة طويلة فيها سائل أزرق شفاف بيبرق تحت نور الغرفة.
سيلا بصوت عالي وهي بتتهز:
“بـقـولـكـوا إيه دا؟! أنـا مـعـمـلـتـش حـاجـه! سـيـبـونـي!!”
زين وهو بيجهز جهاز مثبت على راسها:
“نبضها عالي… بس مفيش تشنجات. يعني الجاهزية كاملة.”
أمجد وهو بيضغط على الإبرة بهدوء:
“الجرعة دي مختلفة عن اللي قبلها… لو استجابت، هنعرف نتحكم في المرحلة التالية من الوعي.”
سيلا بصوت مرعوب، ودموعها نازله:
“وعي إيه! أنا بني آدمة مش فأر تجارب!!”
أحمد أخيرًا بصّ لها بنظرة طويلة، وقال بهدوء:
“يمكن… بس الوعي البشري هو أكبر تجربة في تاريخنا.”
ضغط زر في الجهاز، وبدأت إشارات كهربائية خفيفة تمر من خلال الأسلاك المثبتة على راسها.
جسمها اتشنج لحظة، وكل عضلة فيها شدّت كأنها بتقاوم الموت نفسه.
صرخة خرجت منها، قوية، عالية… بس محدش فيهم حتى رمش.
أمجد وهم بيتابعوا الشاشات:
“النشاط العصبي بيتضاعف… في حاجة بتتفتح جوه دماغها…”
سيلا بدأت تتنفس بسرعة، عنيها بتتحرك بسرعة رهيبة تحت جفنها المقفول، وجسمها كله بيرتعش.
أمجد بص بحذر على الشاشة:
“النشاط بيتضاعف… الفص الجبهي بيتوهج كأنه… بيشتغل لأول مرة.”
أحمد بهدوء وهو بيكتب ملاحظات:
“العقل بيقاوم… بس مش بيهرب. في حاجة جواها بتشد،
سيلا فجأة شهقت شهقة عالية، وجسمها اتنفض بقوة…
كل الأجهزة بدأت تطلق أصوات تحذير، النبض بيجري، الكهرباء بتزيد… لكن أحمد ملامحه ما تغيرتش.
أحمد:
“سيبوها… متقربوش منها. لازم نعرف هتوصل لفين لوحدها.”
أمجد بتوتر:
“بس ده خطر! ممكن يحصل انهيار عصبي أو تلف دائم!”
أحمد وهو بيقرب منها وبيبص لعينيها اللي مفتوحة نص فتحة وبتتهز:
“أو ممكن نوصل لحاجة أعظم من أي تجربة قبل كده.”
فجأة… سكون.
كل الأجهزة توقفت.
يتبع….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية همس بلا صوت)