روايات

رواية نبض مشترك الفصل التاسع 9 بقلم هاجر عز الدين

رواية نبض مشترك الفصل التاسع 9 بقلم هاجر عز الدين

البارت التاسع

 

 

اقبل يا أدمن – الجزء الأخير
#نبض_مشترك
(خاتمة الرواية)
العيادة كانت لسه ريحتها تقيلة… والورق القديم بيحكي أسرار عمرها سنين، بس الوقت ماكانش في صالحهم.
إسلام وهو بيقفل الدرج اللي لقى فيه الملف: – “لازم نمشي… إحنا كده بقينا هدف واضح.”
هاجر كانت لسه ماسكة الورقة، وشها شاحب بس عنيها فيها لمعة قوة: – “أنا جاهزة.”
قبل ما يخرجوا، الباب اتفتح فجأة، وظهر شخص واقف في الضلمة… ضابط واضح من بدلته، بس كان لوحده.
الضابط رفع إيده بهدوء: – “أنا معاكم… اسمي كريم، من وحدة العمليات الخاصة. الدكتور رفعت بلغنا بكل حاجة.”
إسلام قرب منه بحذر: – “إثباتك؟”
كريم طلع بطاقة وورقة فيها نفس الكلام اللي في رسالة الدكتور عز الدين.
إسلام قال بسرعة: – “المكان اللي جاي منه التهديد معروف… جهز فريقك، إحنا نقدر نوصلكم لموقعهم.”

موقع الاشتباك
المخزن المهجور كان في منطقة صناعية بعيدة… وكان واضح من كاميرات المراقبة إن في حركة غير طبيعية.
هاجر في العربية كانت متوترة، قلبها مش ثابت، بتبص لإسلام كل شوية: – “إنت متأكد من اللي بتعمله؟”
إسلام شد سترة الرصاص عليه، وبص لها بابتسامة خفيفة: – “أنا عملت حاجات كتير من غير هدف… بس دي أول مرة أحس إني في مكاني الصح. معاكي.”
ابتدى الهجوم… أصوات الرصاص والصرخات والمطاردات كانت بتدوّي.
إسلام دخل مع الضابط كريم من جهة، وهاجر استخبت في نقطة آمنة، بتحمي الملف اللي معاها.
بس وسط الزحمة، حصل انفجار صغير، وإسلام وقع وهاجر صرخت: – “إسلاااااام!!!”
جريت ناحيته، دموعها سبقت خطواتها، بس لقت كريم بيساعده يقف: – “رصاصة في الكتف… بس هتعدي.”
هاجر حاضنته، وهي بتنهار: – “أنا ماينفعش أخسرك دلوقتي… مش بعد كل ده.”
إسلام بص لها وهو بيتنفس بصعوبة: – “فاكرة أول مرة شوفتك فيها في الجامعة؟ كنت قاعدة في الكافتيريا، وواحدة خبطتك بالغلط، وكنتِ هتعيطي… روحت أنا شتمت البنت عشان أشتت انتباهك… وقلبي دقلك من ساعتها.”
هاجر اتفاجئت: – “كنت هناك؟!”
– “من ساعتها وأنا عيني عليكي… بس القدر كان بيسحبنا من بعض كل مرة… لحد النهاردة.”

القبض والنهاية المؤقتة
تمت المداهمة، وقبضوا على كل المسؤولين عن تجربة J-Nexus. الملف اتسلم للجهات المختصة، وكل شيء كان رسمي.
هاجر وإسلام راحوا القسم للإفادة… والتعب واضح على ملامحهم.
بعد ما خلصوا، خرجوا للشارع… هاجر فتحت موبايلها لأول مرة من أيام، لقت عشرات الرسايل من مريم وأمها.
هاجر قالت بخوف: – “ماما شكلها منهارة… لازم أروّح.”
إسلام ركب معاها، وفضلوا ساكتين لحد ما وصلوا بيتها.
وقفوا تحت العمارة… بصّوا لبعض، وكل لحظة بينهم كانت مليانة مشاعر.
هاجر: – “أنا مش عارفة أقولك إيه… بس لو كنت مشيت النهاردة… كنت أنا انتهيت.”
إسلام مسك إيدها: – “وعد… دي البداية مش النهاية.”

في البيت
هاجر طلعت لقيت مامتها بتعيط… أول ما شافتها، حضنتها وهي بتبكي: – “كنت فاكرة إني خسرتك…”
هاجر حكت لها كل حاجة… وأول مرة الأم تعرف إيه كان بيحصل فعلاً، واللي أبوها خباه سنين.
مكالمة سريعة مع مريم طمنت الكل، والليلة عدت.

بعد يومين
هاجر رجعت الجامعة… لقت الكل بيتكلم عن اللي حصل. لكن إسلام ماكانش موجود. كانت مفتقداه جدًا، مع إنه مطولش في بعدها… بس الحنين كان سابق الوقت.
في نفس اللحظة… إسلام كان في بيته، قاعد في الصالة، وعليه آثار إرهاق.
باباه، اللواء، دخل عليه وبصله نظرة فخر:
– “أنا فخور بيك… ولو اللي قلبك عليه هو اللي اخترته… أنا معاك.”

المفاجأة
بالليل، مامت هاجر ندهت عليها: – “في عريس جاي يشوفك، ومريم جوا معاه.”
هاجر رفضت، لكنها دخلت مجاملة.
دخلت الأوضة، وقلبها بيجري… قاعدة وهي مكسوفة وعنيها في الأرض.
العريس اتكلم بصوتها حافظاه:
– “هاجر… مش هطلب منك تبقي مراتي النهاردة… لكن هطلب تبقي معايا طول العمر.”
رفعت عينيها… لقت إسلام قدامها، لابس بدلة، وابتسامته مالهاش وصف.
هاجر (بصوت بيرتعش): – “إنت؟!”
إسلام قرب وقال: – “لو نبضك لسه بيجاوبني… يبقى مافيش تجربة أثبتت إن في نبض مشترك غير بينا.”

بعد سنتين
الشط هادي… والموج بيرقص قدامهم.
إسلام قاعد جنب هاجر، ماسك إيدها، وبينهم طفلة صغيرة بتضحك وهي بترسم على الرمل.
هاجر: – “فاكر لما قلنا مش هنلاقي لحظة هدوء؟”
إسلام: – “الهدوء اللي معاكي… بيخليني أصدق إننا كسبنا المعركة.”
الطفلة جريت عليهم، وقالت بصوت بريء: – “ماما… بابا… بصوا قلبي بيرفرف!”
إسلام ضحك، وبص لهاجر: – “واضح إن التجربة وصلت للجيل اللي بعدنا.”
هاجر ابتسمت، وسندت راسها على كتفه… والبحر شهد على نهاية كانت تستحق الحب والمواجهة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى