رواية جحيم الغيرة الفصل السابع عشر 17 بقلم أماني سيد
رواية جحيم الغيرة الفصل السابع عشر 17 بقلم أماني سيد
البارت السابع عشر
مر اسبوع على وجود ابتهال فى المستشفى
كانت تجلس في حديقه ذلك المركز
تنظر حولها بهدوء تنظر فقط فى الفراغ حديث وفاء اليومى معها جعلها ترى جانب آخر من حياتها
جعلها ترى الجانب الإيجابي تنظر لنصف الكوب الممتلئ
بل وجعلها أيضا تشعر بالشفقه على أختها ولكنها لم ولن تستطيع أن تسامح والدتها أو والدها فهما من جعلوها فاقده للثقه فى ذاتها دائما تشعر انها أقل من غيرها رغم ان العكس صحيح
لم تضغط عليها وفاء فى ذلك الأمر فكل شئ يأتى تدريجيا
فالنتيجة التى وصلت لها مع ابتهال فى ذلك الوقت القصير بالنسبة لها نتيجة مبهره
ولا تنكر وفاء في كل مرة تنظر فيها لابتهال
أن بداخل هذه الفتاة المكسورة امرأة شجاعة… بتحاول تنهض رغم كل شئ يجذبها للخلف .
كانت تراقبها من بعيد وهي جالسة في الحديقة شعرها منسدل على كتفها
وعينيها ثابتة في نقطة لا يراها أحد غيرها.
اقتربت وفاء بهدوء وجلست على الكرسي المقابل دون أن تتكلم.
قالت ابتهال بعد لحظة صمت
عارفة… يمكن لو كنت خلقت في بيت تاني
كان زماني دلوقتي حد تاني خالص.
ردت وفاء بلطف
ويمكن رغم كل اللي حصل
أنتي دلوقتي أقوى من ناس كتير اتربوا في بيوت شبه الجنة.
ابتسمت ابتهال ابتسامة
صغيرة… لكنها حقيقية.
تحدث وفاء ابتهال عن ما تنوى أن تفعله بعد أن تخرج
انا ناويه ابعد عنهم مش عايزه اعرف عنهم حاجه ولا عايزاهم يعرفوا عنى حاجة لا عايزه اعرف عنهم حاجه
وياسين
هبعد عنه مش هكمل فى الغلط مش هبوظ الباقى من حياتى عشان خاطرهم
كفايه الماضى المشوه اللى اتسببوا فيه مش هيبقى الماضى والحاضر ….
ماتقلقيش يا دكتوره صدقينى انا ناويه اصلح اللى بوظته ومش هبوظ حياتى أكتر من كده
برافو عليكي يا ابتهال بكره باذن الله هتخرجى وهترجعى لشغلك تانى
باذن الله انا متحمسه أوى لشغلى وأنى اشوف صحابى وارجع الجيم تانى
ابتسمت وفاء بحب واكملت حديثها
صحيح انا جتيه اقولك إن عمران بره وعايز يقابلك وشكله كده مش هيمشى غير لنا يقابلك
حاولت ابتهال أن تخبئ ابتسامتها ولكنها ظهرت رغما عنها مع لمعه عيونها بالدموع
امسكت وفاء كف يدها
لو لسه بتحبيه اديله فرصه … هو بيحبك بجد وكل يوم يجيى هنا مش قادره انسى شكله اول يوم لما جالك وكنا مانعين الزياره
كان عامل زى الطور الهايج لدرجة إن مدير المركز لاول مره يسمح لحد إنه يقابل مريض داخل تانى يوم
ضحكت ابتهال بخفة ومسحت دموعها بطرف كمها وقالت
أنا… أنا مش عارفة لسه أحبه ولا لأ
بس اللي متأكدة منه إني بقيت بحب نفسي أكتر
وده لوحده كفاية دلوقتي.
هزت وفاء رأسها برضى وقالت
وإنتي كده بتبدأي من أول الطريق
مش بحد لكن بنفسك.
وقفت وفاء وهمت بالخروج لكنها توقفت عند الباب وقالت
ها قررتى تشوفيه ادخله
ولو لا برضو قرارك هيكون محترم.
ابتسمت ابتهال بخفه
دخليه
كنت عارفه
وبالفعل ذهبت وفاء وسمحت لعمران بالزياره واخبرته بخروج ابتهال غدا
دخل عمران مسرعا لابتهال فهو يريد أن يراها
وجدها جالسه شارده امامها
جلس عمران على المقعد الذى بجوارها
ازيك يا ابتهال وحشتينى اوى
الحمد لله انا كويسه وهخرج بكره
وحشتينى اوى اوى اوى وانا موحشتكيش
بصراحه لأ
ايه الكبسه دى … بس انا عارفه انك كدابه وانى وحشتك
مش هتبطل غرور وبعدين يا عمران انت ابن عمى بس ياريت نتعامل من المنطلق ده
بلاش بقى كلامك ده
انا وافقت انى اقابلك عشان عمى بس غير كده لأ
سكت عمران لحظة وبص لها بعيونه اللي دايما كانت بتفضحه أكتر من كلامه.
ابن عمك
ماشي بس ابن عمك اللي كل يوم كان بيجيلك هنا ومش بيقدر ينام غير لما يعرف إنك بخير.
ما ردتش بس عضت شفايفها وهي بتحاول تمسك نفسها.
وابن عمك ده…
اتعلم من غلطاته
وعارف إن اللي بينكم مايتبنيش على لحظة ضعف
لكن على احترام وصدق وده اللي أنا جايلك بيهم دلوقتي.
نظرت له اخيرا بنظرة فيها شجن وتحدي
أنا مش البنت اللي كنت تعرفها يا عمران.
قرب شوية وقال بصوت واطي
وأنا كمان مش نفس الشخص…
بس لو هنبقى إحنا من جديد
لازم نبدأ من جديد
مش كابن عم وابنة عم
ولا كحبيبين مكسورين
لكن كاتنين… اختاروا يكملوا الرحلة سوا بإيدهم مش بظروفهم.
ابتهال انا غلط زمان بس كان غصب عنى
مش هبررلك أى حاجة عملتها
بس ملخص الماضى
انى لو كنت سبت مكانى يوم ورجعت كنت هلاقى ميت واحد واخدينه
وقتها كان هيبقى عليا ديون كانت ممكن تسجنى انا كنت واخد قروض واقساط بأسمى وباسم بابا
غير صاحبى اللى مشاركنى
كنا ماسكين فى شغلنا بإدينا وسننا وكنا بنشتغل بدل الشغلانه اتنين وتلاته عشان نخلص من الاقساط اللى علينا
لما كنت ببنى نفسى كنت شايفك معايا مستنيانى
كنت بقول ده مستقبلنا ولما احكيلك اكيد هتعذرينى
يمكن غلط …. لا اكيد غلط أنى سبتك لواحدك
بس ماكنش ينفع ارجع وقتها كنت هخسرك وانا مقضى عمرى فى السجن
بس المره دى صدقينى انا مستعد احارب عشانك واستناكى تاخدى كل الوقت اللى انتى عايزاه بس
وانتى جمبى تحت عينى
خلاص فاضل اسبوع والمركز الطبى هيتفح
وعايزك تكونى جمبى وتشوفى نجاحى ونجاحك
تشوفى الحلم اللى كنت بوصله وانتى كنتى معايا وشاغله تفكيرى
لو عايزه تبعدى مش هتعرفى وأنا مش هسمحلك أصلا إنك تبعدى
هتحبسنى ولا هتخطفنى
انا حابس حبك جوايا من سنين
ولو على الخطف انا مجنون وهعملها
صمتت ابتهال مبتسمه على طريقه حديثه الجديدة عليها
سيبها بظروفها يا عمران انا عندى اخطاء محتاجه تصحيح عشان اقدر افكر فى ارتباط تانى
هستناكى حتى لو هقعد عمرى كله من غير جواز
بس الله يرضى عليكى فكرى بسرعه لحسن خلاص بقيت عانس
امال خطيبتك فين
مش خاطب انا قولت كده لماما عشان ارتاح من ضغطها عليه فى موضوع الجواز كل شويه تجبلى عروسه لحد مازهقت فقولتلها انى خاطب
ولما تعرف الحقيقة
هتكونى انتى عروستى ووقتها مش هتقول حاجه.
واثق اوى انى هرجعلك
عارفه ليه انا واثق لانى هسعدك وهكون عايش بس عشان اسعدك وانتى مش هتلاقى سعادتك مع حد غيرى
خلينا نشوف الأيام فيها ايه
أتت الممرضه واخبرته بانتهاء وقت الزيارة
اجابها على مضدد
حاضر
ثم نظر لابتهال
أنا همشى دلوقتي وهجيلك بكره بدرى عشان اوصلك
اماءت له ابتهال بالموافقه دون رد وجلست تخطط على ما سوف تفعله فى أيامها القادمه
مر باقى اليوم مسرعا وقد حددت ابتهال اهدافها جيدا وأول شئ ستفعله أن تتخلص من ياسين
فى اليوم الثانى أتى عمران مبكرا ومعه عمه وظل منتظرين ابتهال إلى أن انتهت
واثناء انتظارهم انهوا اجراءات الخروج
خرجت ابتهال معهم وذهبت للمنزل
طوال الطريق كانوا يمزحون مع ابتهال وكانت بتهال تتجاوب معهم
وصلت ابتهال للمنزل وصعدوا للشقه
وفتحت لهم ابتسام بلهفه على رؤيه ابنتها
فطوال فتره اقامتها كانت ممنوعه من زيارتها
دخلت ابتهال المنزل وخلفها عمها وعمران
قامت ابتسام بضمها ولكن ابتهال بادلتها ببرود
دخلوا الصالون ووجدوا فردوس جالسه تشاهد التلفاز
كل شئ فمى المنزل كانت تراه ابتهال بنظره مختلفه
حتى اختها بدأت تراها بطريقه اكثر وضوح
واصبحت تشفق عليها وعلى ابنائها اكثر
فهى ترى أن دلال والدها ووالدتها المبالغ فيه جعلوها مسخ … فى هيئه امرأة
ظلوا جالسين سويا بضعه من الوقت وحاولت ابتسام سؤال ابتهال عن احوالها وكانت ابتهال تجيبها بطريقه سطحيه كأنها تتحدث من شخص غريب
بعد مرور وقت طويل قرر عمران وجبران الانصراف وبعدها دخلت ابتهال لغرفتها
دخلت خلفها ابتسام ومعها صنيه بها بعض اصناف الطعام والحلويات الشرقية.
نظرت لها ابتهال باستفهام عن سبب جلبها لكل ذلك الطعام
حسيت انك هفتانه وخسيتى فعملتلك الاكل اللى بتحبيه
دوقى وقوليلى ايك
وانتى تعرفى الاكل اللى بحبه
عموما شكرا .. سبيه وانا هاكله
طيب قوليلى بتحبى تاكلى ايه وبكره اعملهولك
ماتتعبيش نفسك انا بحب اعمل اكلى بطريقه معينه
ظلت ابتسام تحاول فتح احاديث معها وكانت تجد اجابه مختصره من جانب ابتهال
ظلت هكذا لفتره وبعدها خرجت وتركت صنيه الطعام
وقفت ابتهال واقتربت من خزانتها وبدأت فى جمع ملابسها داخل حقائب السفر وتركت بعض ملابس الخروج التى ستحتاجها
فى اليوم التالى ذهبت لعملها
وسعد اصدقائها كثيرا بوجودها فهم حقا اشتاقوا لها
وبدأت ابتهال فى العمل ووجدت الكثير من الأعمال المتأخره
وقامت بفك بعض من الشهادات التى كانت تحتفظ بها
بعد انتهاء اليوم ذهبت لاحدى محلات المجوهرات وباعت عدد كبير من مصوغاتها
وبعدها ذهبت لاحدى معارض السيارت وقامت باستبدال سيارتها بسياره ارخص واخذت فارق المال
واصبح معها مبلغ مالى كبير
قامت بشراء شنط سفر حتى تضع فيها باقى ملابسها
حتى تنتهى من ضب اغراضها بهم
وقررت أن تؤجل باقى المشتريات للغد
وصلت ابتهال المنزل ووجدت والدتها فى انتظارها وطلبت منها أن تجلس معهم
جلست معهم وقت قليل ولكن كان مشحون بالتوتر
اتاخرتى أنهارده ليه يا ابتهال وايه الشنط دى
كان عندى شغل بخلصه
طيب والشنط
محتاجاهم هحط فيهم حاجات تخصنى
طيب اسخنلك الأكل
لأ انا اتغديت بره عن اذنكم محتاجه ارتاح
وبالفعل دخلت غرفتها وبدأت تضب باقى الاغراض
وقامت بإرسال رساله ليايسين
ياترى رد فعل ياسين ايه
وابتهال هتعمل ايه بالفلوس دى
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية جحيم الغيره)