روايات

رواية جحيم الغيرة الفصل الخامس عشر 15 بقلم أماني سيد

رواية جحيم الغيرة الفصل الخامس عشر 15 بقلم أماني سيد

البارت الخامس عشر

طرقت وفاء الباب بخفة…
صوت الطرق كان هادي، لكن مليان اهتمام.
ماكانش في رد،
ففتحت الباب ببطء،
ولقت ابتهال نايمة على ظهرها ، عيونها مفتوحة لكنها ساكتة كأنها بتتفرج على السقف بدون تركيز.
دخلت وفاء بهدوء، وقربت منها،
قعدت على الكرسي جنب السرير، وقالت بنبرة ناعمة:

ـ ازيك يا ابتهال…

ابتهال ما ردتش،
لكن رمشت بعينيها كأنها بتقول فى عالم آخر منفصل عنهم
وفاء بصت لها بشفقة ناعمة، مش شفقة ضعف…
شفت في ملامحها طفلة كبيرة، مشتاقة لحضن،
لكن تعبها مخليها مش قادرة تمد إيدها لحد.
قالت وفاء بلطف: ـ عارفة إنك تعبتي…
بس أنا هنا عشان أسمعك، من غير ما أحكم، ومن غير ما أضغط.
انا مش خطيبه عمران انا دكتوره وفاء دكتوره نفسيه …
عمك طلب منى اساعدك تتخطى الماضى اللى انا عارفه أنه صعب عليكى تتخطيه
عشان كده انا موجوده اسمعك واساعدك

لم تجيب عليها ابتهال ظلت صامته ولكن سقطت الدموع من طرفى عينيها
اقتربت منها وفاء ومسحت دموعها برفق وضغطت على يدها بحنيه
ـ بتهال أنا عارفة انك سمعانى كويس بس انتى مش عايزه تتكلمى
انا عايزه اقولك إن الكل هنا بيحبك …
مامتك بتحبك ومنهاره عشانك أوى…
عمران بيحبك أوى وهيموت من الخوف عليكى هو كمان
وعمك حزين جدا نفسه تبقى زى زمان ايام مكنتى قاعده معاهم
وفردوس اختك بتحبك أوى على فكره وكانت بتعيط عشانك
كلهم بيحبوكى يا ابتهال بس بطريقه غلط
نظرت لها ابتهال بطرف عينيها ثم عادت كما كانت
كأنها تقول لها
دول كلمتين انتى حفظاهم جايه تسمعيهم
لو ده الحب يبقى الكر*ه عامل ازاى

اكملت وفاء حديثها بتأنى
عارفه يا ابتهال مشكلتك ايه
انك قويه وزكيه زيادة عن اللزوم…. وناجحه وجميله فيكى كل الصفات الحلوه
والإنسان الناجح اللى بيعتمد على نفسه بتلاقى الكل دايما بيسند عليه ولو وقع الكل هيقع معاه
اقولك على حاجه
انا مامتى كانت قويه جدا زيك كده والكل معتمد عليها فى كل حاجة محدش بيعمل حاجه من غيرها
لما تعبت مكناش مصدقين كنت تايهين مش عارفين نعمل ايه
اللى بنعتمد عليها وقعت
بقينا زى المجانين بنلف حوالين نفسنا وهى فى وضع مش هقدر تساعد نفسها ولا تساعدنا مكنيش مصدقين انها تعبانه أصلا
لا بقينا نعرف ناكل ولا نلرس ولا نخرج ولا نعمل حاجه
حتى خدمتها مش عارفين وجبنا ممرضه عشان تخدمها وتراعيها
إحنا كنا بنحاول بس كنا ضعاف أوى حتى بابا
اللى كنت فاكراه قوى كان يقعد جمبها يعيط مش عارف يعمل ايه لانها ببساطه عودتنا تعمل كل حاجه
ويوم ما توفت بابا مات بعدها من الحزن واخواتى تعبوا وانا اكتئبت
ومن بعدها قررنا نعتمد على نفسنا
ومش بس كده نربى اولادنا انهم يعتمدوا على نفسهم والحمد لله اخويا دكتور قلب واختى مدرسه وانا دكتوره امراض نفسيه وعصبيه

ونظرت في عيون ابتهال نظرة مليانة حنان حقيقي،
وقالت بنبرة أهدى وأحن:

ـ انتي مش غلطانة يا ابتهال،
انتي بس اتحطيتِ في دور أكبر من عمرك،
والدنيا ما ادّتكِش فرصة تكوني ضعيفة لحظة…
ابتهال بصت لها،
عيونها كانت مليانة دموع،
لكن دمعة واحدة هي اللي نزلت…
زي نقطة الحبر اللي بتلطّخ ورقة كانت بيضا.
ولكنها مازالت صامته لم تتحدثت ، مما جعل وفاء تكمل حديثها
ـ ابتهال انا بشتغل فى مركز علاجى حلو جدا ايه رأيك تيجى أسبوع تغيرى جو وتبعدى عن هنا ؟؟

لم تجيب عليها ابتهال فاعتبرت عدم رفضها فى حد ذاته موافقه وقررت أن تبلغ والدتها وعمها حتى يسمحوا لها بالذهاب معها لذلك المركز
خرجت وفاء من غرفه ابتهال
وجدتهم جميعا فى الصالة
وعمران واقف ساكت، بيبص لوفاء كأنه مستني حكم نهائي.

قالت وفاء بهدوء: ـ
ابتهال وضعها بيسوء وانا محتاجه انقلها مركز علاجى
وقفت ابتسام بتوتر
ـ لأ يا دكتوره انا مش موافقه مش للدرجادى انا هتكلم معاها وافهمها كل حاجه
ـ مدام ابتسام خلينا متفقين على حاجه حضرتك لو قاعدتى من هنا لعشر سنين قدام تقنعيها انك اتعيرتى وبتحبيها استحاله تصدقك
تحدث جبران بخوف حقيقى عليها
ـ طيب اخدها عندى فى البيت ترتاح وتهدى
آمن عمران على حديث والده
ـ للأسف ابتهال حالياً وضعها صعب جداً جداً وممكن حقيقى تعمل حاجه في نفسها لو مابدأناش معها فى العلاج فوراً
عمران انا عارفه انك مكنتش تقصد بس رجوعك خلاها تفتح كل القديم وترجع تفتمر كل حاجه حصلتلهت زمان
مقدرتش تستحمل وبدأ التعب ده يظهر على جسمها
وزاد البله طين زى ما بتقولوا مواجهتها انهارده مع مدام ابتسام
تنهدت ثم استكملت حديثها
ابتهال زكيه وكل كلمه بتتقاب وكل موقف بيترجم فى دماغها بطريقه انتوا مش متخيلينها
عشان كده ممكن لو حاولتوا تساعدوها من غير ما تقصدوا هتكملوا عليها وتوصلوها لمرحله اتمنى فعلاً انها ماتوصلهاش لانها ممكن تن*تحر
كانت تسمع فردوس حديث وفاء بملامح مبهمه جعل وفاء تركز فى تفاصيلها
لا يبدوا عليها أى مشاعر او تعابير للوجه
هل هى حزينه على اختها ؟؟
ام شامته بها ؟؟
هل تتمنى مساعدتها وشفائها أم ما فعلته معها ابتهال جعلها لا تشعر بشفقه تجاهها

ظلت وفاء تحدق في فردوس لثواني طويلة…
عيونها بتدقق في ملامح متماسكة بشكل مريب،
مفيش دمعة، مفيش رجفة، حتى رمشة عينها محسوبة.

ـ وفاء (بصوت داخلي):
“هي فين المشاعر؟
لو دي أختك اللي بتنهار… فين خوفك؟
ولا… الخوف مش في القايمة أصلاً؟!”

قاطع صمت الغرفة صوت عمران، وقال بانفعال مكتوم:

ـ طيب يا دكتورة…
لو هي وافقت تروح، انتي هتبقي معاها؟
أنا عايز أطمن… مش عايز أحس إني سلمتها لحد وأمشي.
وفاء أومأت بثقة: ـ هكون معاها من أول لحظة،
ومش هسيبها إلا لما تبقى قادرة تمشي على رجليها من تاني، بنفسها.

ابتسام قالت بخفوت، صوتها مكسور لكن مليان خوف دفين:

ـ انتي بتقولي إنها ممكن تنتحر؟
يعني… للدرجة دي؟!
ـ مدام ابتسام…
ابتهال وصلت للحافة،
وكل اللى ناقصها “دفعه صغيرة” من الوجع… وبتطيح.
لو بتحبيها بجد… وافقي تديها فرصة تعيش.

سكتت الغرفة من جديد…
صوت أنفاس متلاحقة، وتوتر بيتكهرب في الجو.

وفاء رجعت تبص لفردوس، اللي كانت واقفة جنب الحيطة،
عاملة نفسها مش سامعة،
لكن كانت بتقلب في تليفونها بهدوء مصطنع.

قربت منها وفاء، وقالت:

ـ انتي بتحبي أختك… صح؟

رفعت فردوس نظرها، نظرة خالية من الانفعال،
وردّت بنبرة محايدة:

ـ أكيد… أختي يعني.

وفاء ابتسمت، ابتسامة باردة:
ـ. مستنياكى تورينا. مدى حبك لاختك
نظرت فردوس لها نظرة غريبة…
نصها تحدي… نصها لامبالاة…
ثم قالت:

ـ لو في مصلحتها تروح… خليها تروح.

كأنها خلعت الموضوع من على كتفها،
وأعطت الضوء الأخضر… مش بدافع الحب،
لكن كأنها بتقول:
“خلّصونا من الفيلم ده.”

وفاء تبادلت نظرة سريعة مع جبران،
ثم قالت بصوت منخفض:

 

ـ لازم تتحضر… هكلمهم يجهزوا مكان
وبالفعل دخلت زفاء مره اخرى لتساعدها فى تبديل ملابسها وقامت بوضع اغراضها الاساسيه داخل حقيبه ملابس
انتهت وفاء من تجهيزها وأخذتها بعد ذلك
لذلك المركز حتى تبدأ علاجها
وقام عمران بإيصالها هو وجبران ليطمأنوا عليها وقرر جبران بعد صراع مع ابنه بتولى هو جميع النفقات فهو يرى نفسه المسئول عنها
فى منزل ابتسام كانت فردوس تجلس في غرفتها ممسكه بهاتفها امامها رقم ياسين
قامت فردوس بالاتصال على ياسين اكثر من مره واجاب عليها ياسين ببرود
ـ خير يا فردوس نازله زن زن عايزه ايه
ـ تصدق انا غلطانه كنت عايزه اقولك اخر اخبار حبيبه القلب
ـ ابتهال مالها ابتهال
ابتسمت بسخريه وتحدثت بشماته مع ياسين
ـ هو انت معرفتش أنها طلعت مجنونه واتحجزت فى مستشفى امراض عقليه
ثم صحكت بصوت عال
اللى بعتنى عشانها طلعت مجنونه
ثم أغلقت الهاتف
حاول ياسين الإتصال بها مرارا وتكرارا لكنها اغلقت الهاتف
شردت فردوس امامها بتحد وقررت أن ترد لها الصاع صاعين
ملحوظه عايزه اوضحها
اوقات بيكون فى أخطاء في الكلمات
الأخطاء دى بتتسمى اخطاء كى بورد
ممكن اى حد يجرب يكتب بوست من ٥٠ كلمه ويرجع يقراه يشوف هيكون غلط كام غلطه أنا براجع البارت مره واثنين لكن للأسف فى اخطاء مش بتظهر امامى
يتبع

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى