رواية سليم السيوفي وريتال – صغيرتي البريئة الفصل الثامن عشر 18 بقلم منال أحمد
رواية سليم السيوفي وريتال – صغيرتي البريئة الفصل الثامن عشر 18 بقلم منال أحمد
البارت الثامن عشر
معاملة جافة ..
قرر ما سيفعله معها ولن يتراجع مهما اشتاق ومهما شعر بالشفقة عليها يجب ان تُعاقب الان وهذه ستكون اول خطوة ..
# ريتال اصحي ..
استغربت كثيرا لما يوقظها باكرا هكذا ولكن لم تصدق انه قد يحدثها الان لذا استفاقت سريعا والتفتت له .
# نعم .
# قومي حضريلي فطار ..
# نعم ؟!!!!!
# ايه مسمعتيش ولا ايه .. قومي حضريلي فطار زي اي ست مبتعمل مع جوزها .
فهمت انه الان ينفذ حديث امس وانه يعاقبها ويحاول التعامل معها بالواجبات والحقوق وعي بالطبع لن تسمح بهذا ولن تستطع تحمله .
# يا سليم وحياتي عندك بلاش كدا انا عارفة اني غلطت بس اسمعني .
# اسمعيني انتي اللي انا قولته هو اللي هيحصل خلصنا يا ريتال خلصنا .
تركها وذهب لتشعر برغبتها بالبكاء ولكنها قاومت هذه الرغبة فليس وقتها الان ابدا لتفكر كيف يمكنها ارجاع سليم عن قراره الغريب هذا .
…………………………..
……………………………………………………….
……………………………………………………………………………………………………………………………………………….
مر اليوم غريب علي ريتال بعد ان فعلت ما امرها به سليم وحضرتك لها الافكار وحضرت طعام العشاء بنفسها لا تعلم كيف سياكل هذه الاشياء الغريبة التي حضرتها هي فهي شخصيا لم تاكل منها رغم شعورها الشـ.ـديد بالجوع .
هي دائما ما كانت فاشلة فشل ذريع في الطهي والاعمال المنزلية حتي انها لم تعتاد علي دخول المطبخ بحياتها لوالدتها دائما نا كانت تتكفل باعمال المنزل باكملها وعنـ.ـد.ما انتقلت للعيش مع جدها لم تفكر بيوم ان تحضر وجبه لنفسها فهناك خدم يفعلون كل هذا وبعد زواجها من سليم لم تكن في حاجة لهذا ايضا فمنزله مثل منزل جدها مليئ بالخدم والطهاه ….
ظلت تفكر الي ان غرقت في نوم عميق اثر هذا الاجهاد الذي تشعر به بعد يوم شاق لاول مرة يمر عليها بين الطهي ورغبتها الشـ.ـديدة بالبكاء والنوم …
عاد للمنزل ليجدها نائمة وبكل جبروت قرر ايقاظها رغم شعوره بالشفقة عليها من ملامحها التي يظهر عليها الاجهاد ..
# ريتال .. اصحي يا هانم هاتيلي الاكل وبعد كدا اجي الاقيكي مستنياني .
بصعوبة بالغة قاومت مشاعرها بالغثيان والرغبة بالبكاء واستيقظت لتحضر له الطعام دون التفوه بحرف …
انتظرته لينهي طعامه لتنعم بنوم هادئ ولكن يبدو انه لن يتركها ليقترب منها بهدوء يتلمس جسدها برغبة شعرت من خلالها انه قد يكون انهي عقابها وسيعودو كما كانو شعرت برغبته لتقترب منه وتحاول تقبيله ولكنه فاجأها عنـ.ـد.ما ابعد وجهه عنها واعتلاها مباشرة لتنظر له باستغراب شـ.ـديد لتجده يتحدث ببرود شـ.ـديد .
# اظن دا كمان من حقي وقت محتاجه .
شعرت بالم شـ.ـديد ولكن لم تتحدث بل تركته لينهي ما بدأه لتكون اول مرة تحدث علاقة بينهم دون رغبتها ولكن ايضا دون مقاومة لم تستطع مقاومته ولم تجد داعي لهذه المقاومة لم تكن تتخيل ان يفعل بها سليم هذا .. ان يقيم معها علاقة خالية من جميع مشاعرهم التي اغرقتهم في السابق …..
كان يحاول كبح رغبته بها بصعوبة لتكون علاقتهم كما اراد هو لتنتهي بهم الحال بجمود شـ.ـديد وهو يلهث ولا يشعر سوي بمشاعر الكره لذاته والنـ.ـد.م علي فعلته حاول الحديث ولكن لم يجد ما يقوله لينهض بعنف شـ.ـديد لم تشعر هي به اثناء استغراقها في التفكير ذهب للمرحاض وخرج بعد الكثير من الوقت ليجدها نائمة تحتضن جسدها كـ الجنين ليحزن علي ما وصلو اليه ..
…………………………..
……………………………………………………….
………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
عند ليلي كانت غارقة في التفكير في هذه الملاك الصغيرة ” خديجة ”
لاول مرة بحياتها تشعر بالفرح ليوم كامل وايضا شعرت معها بالالفة وكانهم بينهم سنوات معرفة وهذا الوسيم والدها ما اجمله يالروعة ابتسامته تتمني ان تراهم مجددا ودائما لن تضع الخطط هذه المرة بل ستتركها لله فأول لقاء بين ثلاثتهم كان صدفة وقدر وكذلك سيكون الاتي من تخطيط القدر لتنتظر وتري هل سيحدثوها ام لا فهم قد اخذو رقم هاتفها وعلموا ايضا عنوانها عنـ.ـد.ما قاموا بايصالها للبيت بعد ان تأخرت في العودة ولم يشهروا بالوقت حتي الساعة العاشرة مساءاً ليقوم هو بايصالها لمنزلها دائما ما كانت تري نظرات الاعجاب في اعين الرجال ولكن لاول مرة تعجبها نظرة احدهم لاول مرة تتمني اكثر من نظرة تتمني حياة كاملة معهم تتمني ان يكون هو عوض ربها لها بعد انفصالها عن زوجها الاول وابن عمها .. وان تكون ” خديجة ” عوضه لها عن عدم مقدرتها علي الانجاب ……
…………………………..
……………………………………………………….
………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
في اليوم التالي انتظرها لتستيقظ دون ان يصدر اي صوت بالغرفة ولكنه حقاً بدا يشعر بالقلق فهي بليلة امس وبعد ماحدث بينهم استيقظت عدة مرات وذهبت بهم للمرحاض كان هو مستيقظ ولكن لم ينهض وراءها مثل كل مرة حسبها تفعل هذا لجزبه الان ولكنه تاكد عنـ.ـد.ما سمعها تبكي والتفت لها كانت مستغرقة في النوم وتبكي وشحوب وجهها لا يطمئن ابدا ومن وقتها وهي لم تستيقظ حتي الان ….
ظل بجانبها الي ان تعدت الساعة الرابعة عصراً ليقرر ان يوقظها ..
# ريتال اصحي .
لياتيه الرد بعد المحاولة الثانية .
# مش قادرة اقوم يا سليم .
تمزق قلبه من نبرة الحزن التي سمعها بصوتها ثم بكائها تلقائيا بمجرد رؤيته ..
# قومي يا ريتال علشان اوديكي المستشفي ..
نظرت له بهدوء وشط بكائها ثم اومأت له لتنهض بالم شـ.ـديد امامه وذهبت للمرحاض ثم عادت وارتدت ملابسها ليذهبوا للمشفي ..
بعد عدة ساعات كانو في طريق العودة للمنزل وسط جو صامت للغاية فهي اقسمت انها لن تحدثه مجددا ولن تفعل سوي ما طلبه هو بعد ان اطمئنت علي صحة طفلها واخبرتها الطبيبة انها بالمرة القادمة ستعلم نوع الجنين ..
…………………………..
……………………………………………………….
………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
في الاسكندرية وتحديدا في منزل مريم ليس هناك اي جديد هي مستسلمة للوضع الجديد الذي اجبرت عليه وتشاهد التجهيزات المبهرة للغاية لحفل زفافها وتتجنب اللقاء مع والدها نهائي ….
ولم يحاول حازم التحدث معها ولا مرة للان ولا تعلم ما ينوي فعله معها بعد ان اظهرت له كرهها بشكل شـ.ـديد ..
…………………………..
……………………………………………………….
………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
بعد عودتهم لم تتحدث بل اتجهت نحو المطبخ لتحضير الطعام له كما امرها رغم تعبها الشـ.ـديد وشعورها بالارهاق والالم ورغبتها بالنوم الان …
يعلم انها لن تمرر ما فعله وانه تمادي بفعلته هذه وكان يجب معاقبتها بـ اي وسيله اخري ….
اتت بالطعام لتضعه امامه دون التفوه بحرف واحد وذهبت الغرفة وتركته لا يعلم ما خطوته القادمة …
…………………………..
……………………………………………………….
………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
مر عدة ايام .. يوم زفاف حازم ومريم وبالطبع ريتال اول من تواجد بالاسكندرية لتكون بالقرب من صديقتها بهذا اليوم رغم رفض سليم ولكنه لم يستطع ان يظهر هذا الرفض بعد ان علم بزواج مريم من حازم والسبب بحديث ريتال معه وبعد ايام لم تحدثه بها ابدا بل فعلت ما امرها به كامل دون نقصان شئ رغم وهنها هذه الفترة كل يوم كانت تستيقظ قبله لتعد له الافطار وتظل طوال اليوم في المطبخ ولم تكن تتناول معه الطعام ابدا ..
ثم مساءً تتجهز له ليفعل مايريد رغم علمها جيدا انه لن يكرر ما حدث مرة اخري ابدا وانه حقا نادم علي ماحدث بينهم ولكنها لن تمررها له ابدا ..
في غرفة تجهيز العروس وبعد ان رفضت مريم الذهاب لصالون التجميل اصر والدها ان يأتي لها بافضل فستان زفاف واشخاص للاعتناء بها اليوم …
بالنهاية اليوم هو زفاف اميرته الصغيرة ووحيدته
في الخارج وقف سليم في مقابلة حازم لا يعلم لما لديه رغبة عارمة الان بضـ.ـر.به حتي الموت فقط لانه كان يحدثها حتي وان كان من اجل الزواج من صديقتها ..
اما حازم فكان يفكر كيف يبدا بالاعتذار منه عن كل ماحدث في السابق منه تجاه ريتال ..
ليبدأ بالحديث بهدوء :
# ازيك يا سليم ؟!
رد بامتعاض واضح ..
# الحمدلله . مبروك ..
# الله يبـ.ـارك فيك كان نفسي اقولك عقبالك بس ريتال ممكن تقطعك وتعبيك في اكياس سودا ..
للاسف ابتسم يعلم تمام العلم انه محق وان هذا ما سيحدث ان فكر فقط بفعلها ولكن حقا فكرة ..
# سليم انا اسف عارف انها مش كفاية ومش هتصلح حاجة واني غلطاتي كتير بس والله انا اتغيرت وفعلا بحب مريم بحبها من اول مرة شوفتها فيها قبل متيجي عندكم حتي قبل ماعرف انها صاحبة ريتال … ريتال مهما حصل هتفضل بنت عمتي صح انا غلطت في حقها بس وعد اني مش هكون غير سند ليها وفي ضهرها وانا طبعا عارف انها مش محتاجة حد طول مانت موجود بس انا اخد بالي ان في مشكلة بينكم متخسرهاش يا سليم ريتال فعلا بتحبك ..
اين ذهب غضبه منه الان هذه العائلة خطرة عليه كثيرا فهم حقا لديهم اسلوب في الاعتذار والحديث مبهر حتي اسوءهم ابهره بكلمـ.ـا.ته ليبتسم له ..
# متقلقش يا حازم ريتال مش بس في عنية دي في قلبي ومبروك مرة تانية …
علي الجانب الاخر والد مريم يفكر ويتأكله القلق ويتمني مرور الليلة علي خير …
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية سليم السيوفي وريتال – صغيرتي البريئة)