روايات

رواية وليتني لم ألتفت الفصل الثاني 2 بقلم الاء محمد حجازي

رواية وليتني لم ألتفت الفصل الثاني 2 بقلم الاء محمد حجازي

 

 

البارت الثاني

 

 

بس أنا مش هسيب حب عمري يروح من قدام عيني وأنا واقفة أتفرّج.
مش هقعد كده وأسكت… مش هسيبه يضيع مني.
بصّت لي الست بنظرة أم…
نظرة فيها حنان يكفي يشيل جبل…
وهزّت راسها بأسف وقالت:
بصي يا حبيبتي… ده مش نصيبِك.
والنصيب لو ما كانش ليكي، والله لو الدنيا كلها قامت… مش هتيجي جنبك.
والقلب ساعات بيعشق الغلط، وربنا بيصرفه عنّك… حماية مش حرمان.
واللي مش نصيبك… مهما جريتي وراه هيفضل بعيد.
اللي مش مكتوبلك… مش هيمسك إيدك، ولا هيشيل عنك وجع، ولا هيكمّل معاك.
ده نصيب غيرك… وربنا حافظلك على نصيبك انتِ.
إستبرق هزّت راسها بوجع، قلبها بيخبط فيها زي طبلة محزّقة:
طب ليه؟!

 

 

ليه يا طنط؟
ليه قلبي حب اللي مش ليّ؟
ليه؟!
الست حضنتها تاني وقالت:
عشان القلب مالوش سلطان يا بنتي… بس العقل له.
وأكتر غلطه غلطتيها… إنك سلّمت قلبك لحد قبل ما يبقى ليكي.
ما تستسلميش للوجع… بس كمان ما تتمسكيش بحاجة مش ليكي.
أنتِ تستاهلي اللي يحبّك انتي… مش اللي قلبه عند غيرك.
استبرق عضّت شفايفها من الألم… دمعة سخنة نزلت على خدّها وهي بتقول:
بس… أنا مش قادرة.
مش قادرة أشوفه بيتسرق مني وأنا متكتفة كدا …
مش قادرة أسيبه يحب حد تاني قدام عيني.
أنا… أنا مش جاهزة أخسره.
قربت راسها مني، وقالتلي وهي ماسكة إيدي:
يا إستبرق… انتي فاهمة غلط.
الخسارة الحقيقية مش إنه يحب حد غيرِك…
الخسارة إنك تضيّعي نفسك في طريق مش بتاعك.
دموعي نزلت تاني… غصب عني.
أنا كنت زي اللي بيتخبط من جوا.
قالتلي بحنان:
اسمعيني…
اللي قلبك بيعمله ده مش حب…
ده تعلّق.
وده أخطر مليون مرة.
الست حطّت إيديها على كتفها وقرّبت راسها:
وبعدين هتقدري… لما تطلبي من ربنا.
قومي اتوضّي وادعي… وقولي له:
(يا رب، إن كان خير لقلبي… اكتبهولي، وإن كان شر… شيّله مني وشيّلني منه).
وربنا مش بيكسر قلب حد لجأ له.
إستبرق مسحت دموعها وهي بتتنفّس بصعوبة…
الست ابتسمت بطيبة وقالت:
افتكري… اللي بيتاخد من قدام عينِك وهو مش ليكي… ربنا بيبعده عنك رحمة.
مش قسوة.
ده مش نصيبك يا بنتي…
ما تغيّريش كتب ربنا علشان قلبك موجوع.
إستبرق نزلت راسها…
اتنفست…
وحسّت أول مرة من أول امبارح إن في كلمة دخلت قلبها صح.
نزلت تاني…
قلبها كان بيطبطب على روحي.
– بس اسمعي نصيحة ست كبيرة…
ادعي ربنا يصرفه من طريقك لو كان شرّ ليكي.
ويسيب في قلبك نور، مش جرح.
وما تتعلقيش بحد مش ليِك… علشان قلبك بينكسر وانتي ماذنبكيش.
قربت الست من ودني وقالت:
بس…
لو عايزة تفضلي واقفة قدّام حب مش ليكي…
وتتعبي… وتوجعي… وتنسي نفسك…
اعملي كده.
بس خلي بالك…
في الآخر، إما هتتكسري…
يا إما هتعرفي إن ربنا كان شايل لك حد أحسن مليون مرّة
هزّيت راسي وأنا بمسح دموعي…
وشكرتها، وسلمت عليها، وكملت طريقي نحية الكافيه عند البحر، قلبي لسه مضروب، لسه موجوع، لسه مش مستوعب.
أول ما وصلت…
كانت رحمة قاعدة مستنّية…
والوش اللي عمري ما كنت بتوقع أشوفه سبب وجع ليا…
هو سبب الوجع.
قعدت قدامها، بصّت لي بضحكة واسعة وقالت:
– يا بنت الجزمة… اختفيتي من امبارح!
فينك؟
ضحكت ضحكة بهته جدًا… وقلت:
– كنت ناوية أكلمِك أول ما أصحى…
عايزاكي في موضوع مهم.
رحمة قربت بفضول:
– قولي يا قلبي.
مسكت الكوباية قدّامي وأنا بحاول أثبت إيديا:
هو انتي تعرفي زين اللي معانا في الكلية؟
رحمة بحماس:
أيوة،
أنا… بصراحة معجبة بيه جدًا!
شاب أمور، مؤدب، محترم، ومعاه فلوس…
وبصراحة بيني وبينك… شكله يجنن.
كأن حد ضربني على صدري.
نفَسي اتقطع.
وداني صفّرت.
بس حاولت أكتم كل حاجة وقلت:
– مش كل حاجة الفلوس يا رحمة.
ضحكت وقالت:
– يا بنتي ما أنا عارفة… بس بردو ما يضرش.
المهم مالو،
إستبرق بوجع:
بصي هو…هو
قربت منّي وهي مستغربة:
– قولي يا بنتي خوفتيني.
خدت نفَس طويل… وقلبي وجعني وأنا بقول الجملة اللي دبحِتني:
– رحمة…
زين…
كلّمِني امبارح…

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية أنت عوضي الفصل الخامس 5 بقلم ندوشة

 

وطلب… رقم باباكي.
علشان…
يجي يتقدّم لك.
رحمة ببرود وبجاحة:
طب ليه ما اديتهوش رقمي؟
وقتها أنا اتجمدت.
اتجمدت بمعنى الكلمة.
بصيتلها بصدمة وقولت ببطء:
لو…
لو كان عايز رقمك…
كان جالك.
أو كان أخده…
مني أنا امبارح بس هو عاوز يدخل البيت من بابه.
رحمة بفرحة:
مش مشكلة اهم حاجه انو عاوز يخطبني‌.
خلصت إستبرق وقامت تستأذن…
وتهزر معاها شويّة عشان تغطي دموعها اللي كانت هتقع.
لكن قلبها؟
كان بيقع على الأرض مع كل خطوة.
لكن اول لما وصلت البيت، لقت شنط… وسمعت أصوات.
عرفت أن أهلها رجعوا من السفر.
جريت عليهم:
– ماما! بابا! وحشتوني!
حضنتهم واحد واحد ودموعها كانت بتحاول ما تنزلش.
لكن أبوها…عينه عليها،
وبان على وشّه إنه واخد باله من كل حاجه.
بعد ما سلّمت عليهم وقعدت معاهم،
_ إستبرق… إتعالي هنا.
ده صوت بابا اللي حافظني أكتر مني.
دخلت أوضته، وقفل الباب ورايا وقال وهو واقف قصادي:
– في إيه؟
هزّيت راسي:
– مفيش يا بابا.
ضاق عينه عليا وقال:
– إستبرق … متحوريش عليا.
أنا حافظك أكتر ما انتي حافظه نفسك
ده أنا بعرف إنك زعلانة من قبل ما تزعلي.
قولي.
فضلت ساكتة…
عينيا دمعت قبل ما صوتي يطلع.
قال بلطف، بصوت يدوّب الحجر:
– ينور عيني… إحكي.
هنا…
خلصت مقاومتي.
وقعدت أحكي…
كل حاجة.
من أول لما ندى عليا
لحد آخر كلمة قالهالي.
لحد ما قلبي اتقفل وأنا بحكي عنه بيطلب رقم أبو رحمة.
وأنا بحكي، بابا ساكت…
لكن عينه كلها وجع علي وجعي.
ولمّا خلصت… قالت بصوت مكسور وأنا ببص في الأرض:
– ياريتني ما التفتّ له…
ياريتني ما طلعت من البيت يومها…
ياريت…
أبوها مدّ إيده ومسح دموعها وقال بهدوء:
– مفيش كلمة اسمها ياريت يا إستبرق.
ولا كلمة اسمها كان لازم ولا ماكانش المفروض.
في كلمة واحدة بس:
قَدَر.
اللي ربنا يكتبه… بيحصل لحكمة.
وإنتي قلّبتي الموضوع حُزن… بس يمكن ربنا بيبعد عنك وجع أكبر.
يمكن بيحبّك وبيحميكي.
يمكن بيجهّز لك راجل تاني… أحسن… وأنضج… وأحنّ…
واحد قلبه يبقى ملكك لوحدك.
فبلاش تقولي ياريت.
قولي:
“اللهم عوّضني خيرًا فيما فقدت… واملأ قلبي صبرًا ورضًا”.
ولو كان زين مش نصيبك… هيفضل مش نصيبك مهما عملتي.
ولو كان ليكي… هيرجعلك لحد باب البيت.
فإوعِ تعيّشي في الحسرة.
اللي راح… راح.
واللي ليكي… محفوظ.
أنا كنت بسمعه…
بس الوجع كان أقوى من وداني.
ولاقيت نفسي أقول:
– تعرف يا بابا…
أنا امبارح…
كنت عايزة… أنتحر.
بس خوفت.
بابا اتجمّد.
وشه اتغيّر.
ووقف قدّامي كإنه شايف المصيبة بعينه.
قال بصوت عالي لأول مره:
عايزة تموتي إيه يا بنتي؟
تموتي كافرة؟!
قرب مني وقال وأنا ببكي:
– اللي يقتل نفسه…
ده بيزوّد وجعه بنفسه.
وبيضيع عمره اللي ربنا ادّاهوله هدية.
إستبرق…
الانتحار مش هروب…
ده كفر بنعمة ربنا…
وتكذيب لرحمته…
وتحدّي لقضاءه.
مسك راسي من الجانبين وقال:
– إنتي أغلى من إنك تضيّعي نفسك.
وأغلى من إنك تتعلقي بحد مش نصيبك.
والنصيب…
ما حدش بياخده.
ولا حد بيهرب منه.
ولا حد بيزوّده ولا ينقصه.
وإنتي…
ربنا كاتبلك اللي أحسن من إنك تبكي عليه.
حضنته…
ولقيت الدنيا كلها بتقع على كتفه.
وبابا مسكني وكأنه خايف أضيع منه.
———————————-
عدّى كم يوم…
كم يوم بس؟
لا… الحقيقة إنهم كانوا سنين، حتى لو كانوا تلات أيام على بعض.
أيام كنت بصحى وأنام نفس النوم…
نوم تقيل… بس مش نوم جسم، ده نوم روح.
كنت بصحى من غير ما أصحى…
أقوم من غير ما أقوم…
أعيش اليوم وأنا مطفية…
مفيش في قلبي ولا شرارة واحدة من اللي كانت منورة الدنيا كل ما اسمه زين يعدي في بالي.
وطول الوقت؟
أنا مش بفكر فيه…
لا.
أنا بهرب من التفكير فيه.
والهروب أتعب من التفكير نفسه.
واللي مستغرباه…
إن رحمة ما بتتصلش.
ولا بتسأل.
ولا حتى رنة.
وبصراحة…
أنا كنت مبسوطة إنها مش بتكلمني…
ومكسوفة إني مبسوطة…
لأني كنت خايفة أول ما أسمع صوتها…
يرجع وجع زين يضرب قلبي زي أول يوم.
بس في نفس الوقت…
حاسّة إن في حاجة غلط.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية مهرة العز الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم مريم

 

رحمة عمري ما حصل تبعد كده.
لحد ما في يوم…
الموبايل رن فجأة…
سحبت التليفون وأنا قلبي بيدق…
لقيت اسمها منوّر.
ردّيت وقلبي متلخبط:
– ألو؟
صوتها كان متحمّس زيادة:
– تعاليلي البيت حالًا… عندي لك مفاجأة!
مفاجأة؟
أنا أصلاً مش قادرة أستوعب حاجة…
بس قولت ماشي، يمكن ربنا ميسرلي حاجة تفرّحني.
لبست ونزلت…
وأنا في الطريق…
كل خطوة حاسّة إنها تقيلة…
وحاسّة إن في حاجة غريبة مستنّياني.
وصلت…
رحمة فتحت الباب بضحكة كبيرة قوي…
ضحكة مريبة.
ضحكة مش ريّحتني.
ودخلت.
لقيت الشقة منوّرة…
ريحة معطر…
وكركبة ناس…
وضحك.
وأكتر حاجة شدت عيني…
إن في ناس غريبة قاعدين… ووشوش كتير… ولبس خروج شيك.
وقفت… باستغراب، وقلبي بيدق بطريقة مش مريحة.
رحمة قربت مني:
– إستبرق…
فاكرة لما قولتلك عندي مفاجأة؟
قبل ما أرد…
واحدة ست طلعت من جوه الصالون…
ست شكلها شيك… ملامح قوية… وابتسامة هادية.
أول ما شافتني…
ضحكت وقالت:
– إزيك يا إستبرق يا حبيبتي؟ عاملة إيه؟
رحمة اتخضّت وسألتها:
– حضرتك تعرفيها يا طنط؟
هنا…
دمي نشف.
نفَسي اتسحب.
وشي اتسحب من عليه الروح.
والست قالت بكل بساطة:
– أيوه يا حبيبتي… معرفة قديمة…
معرفة قديمة؟
دي…
دي الست اللي خبطت فيها في الشارع!
الست اللي حضنتها وأنا منهارة!
الست اللي مسحت دموعي!
الست اللي قالتلي ما تبصيش لحد وتتعلّقي بيه.
ورحمة…
وقفت تبتسم…
مش فاهمة المصيبة اللي بتقع فوق دماغي.
وفجأة…
زين ظهر من جوه الصالون.…
لابس شيك…
ومبسوط…
ومشغول…
ومستعدّ.
وكان باين…
وإن دا اليوم اللي هيطلبوا فيه إيد رحمة رسمي.
واليوم اللي أنا اتدعيتله…
عشان أحضر فرحة صاحبيتي…
على جثة قلبي.
كانوا منوّرين…
وكنت أنا قاعدة معاهم… بس مش معاهم.
في وادي تاني.
بعيدة.
تايهة.
مش فاهمة الدنيا بتقلب كده ليه.
مش فاهمة إزاي الست الوحيدة اللي حضنتني…
تطلع أم الشخص الوحيد اللي حبيته.
وأم العريس بتاع صاحبيتي.
بس المفاجأة الحقيقية؟
هي مش إن الست تعرفني.
ولا إن القدر رجعني ليها.
ولا حتى إن الست اللي حضنتني طلعت واقفة قدامي في بيت صاحبتي.
المصيبة بقى…
إن الست دي…
طلعت أم زين.
القدر كان بيهزق، ولا بيعلّمني؟
مش عارفة…
السهرة كلها عدّت وأنا موجودة…
بس مش “موجودة”.
كنت قاعدة معاهم…
بس روحي في وادي تاني…
صدمة…
حيرة…
قهر…
أسئلة كتير…
وأهم سؤال:
إزاي الست الوحيدة اللي حضنتني وأنا منهارة…
طلعت أم الشخص الوحيد اللي حبيته…
ورايحة تخطب صاحبة قلبي؟
ومشيت.
رجلي كانت بتودّيني بالعافية…
ولما وصلت البيت…
بابا كان مستنيني.
رجعت البيت ودماغي بتلف…
لسه ملامح المفاجأة مرسومة على وشي…
ولسه قلبي بيخبط كأنه بيحاول يهرب من صدري.
دخلت البيت…
لقيت بابا واقف في الصالة، ماسك كباية شاي وباصصلي بتركيز يخوّف.
أول ما شافني قال:
– مالِك يا إستبرق؟
ايه اللي حصل؟
وقفّت مكاني…
مستغربة إنه كالمعتاد… لاحظ كل حاجة من نظرة واحدة.
قعدت جنبه، ومن غير ما يحاول يكلمني كلمة.
الدموع نزلت.
– بابا… الست اللي خبطت فيها من أيام…
اللي حضنتني…
اللي حكيتلها كل حاجة…
طلعت أم زين.
بابا رفع حاجبه بنظرة فيها نص صدمة ونص سخرية أبوّية:
– جميل!
وإيه بقى اللي استفدناه لما نرمي أسرارنا في حضن أول حد يقولّنا يا بنتي؟
مسحت دموعي وأنا بقول بصوت مكسور:
– والله يا بابا مكنتش أعرف…
هي اللي احتوتني… ومن ساعتها… مخي مش مصدق.
طلعت أم زين!
أم الشخص اللي حبيته…
واللي هيخطب صحبتي.
بابا بصلي بتركيز أكبر:
– طيب… الشبكة إمتى؟
بلعت ريقي…
ووشي نزل لوحده:
– يوم الخميس.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية نمر والهنوف - لا غلاك اكبر ذنوبي ولا قلبي نبي الفصل الخامس 5 بقلم اديم الراشد

 

– يعني إنتِ أكيد مش هتروحي… صح؟
رفعت راسي بسرعة:
– لا… هاروح.
بابا فتح بُقّه شبر، وبصلي كده النظرة اللي بتقول: إنتي فعلاً بنتي؟ ولا حد بدّلك؟
– هتروّحي؟
إنتي؟
إستبرق؟
هتقدري تحضّري شبكة صاحبة طفولتك…
على حبيب عمرك؟

 

 

لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية وليتني لم ألتفت)

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *