رواية وجه في القلب الفصل الرابع 4 بقلم جويرية أحمد
رواية وجه في القلب الفصل الرابع 4 بقلم جويرية أحمد
البارت الرابع
صفاء : أنت كويسة دلوقتى, وهتقدرى تسوقى ولا أوقف تاكسى, العمر مش بعزقة يا بنت الدكتور
هدى : الحمد لله أنا أحسن بكتير, اتفضلى علشان أوصلك المدينة الجامعية وألحق أروح, أنا تأخرت
صفاء : الدكتور يوسف ده شكله شهم وطيب أوى
هدى : أيوة أيوة فكرتيني يا ست هانم, هولسانك ده مش بيبطل كلام, لوك لوك لوك, فيه إيه؟ حكيتى قصة حياتى, وعمالة أشاور لك بعينيا, علشان تسكتى أو حتى تفرملي, وأنت ولا أنت هنا, لولا إنى تعبانة ومفيش فيا نفس كنت وريتك, هعمل فيكى إيه؟ بس ملحوقة, ملحوقة يا أنسة صفاء
صفاء : أنا كنت فكراه قريبك أو حد تعرفيه علشان صورته اللي انت راسماها .
هدى : لأ يا ستى معرفوش وأول مرة أشوفه
صفاء :و رسمتيه ليه؟
هدى “لحظة تفكير وصمت” : مش عارفة
صفاء : بصراحة هو يستاهل يترسم ده أحلى من نجوم السينما
هدى : طب اتفضلى أدينا وصلنا المدينة الجامعية
صفاء : خلى بالك من نفسك, هتصل أطمئن عليك. وهستناكى بكرة إوعى ما تجيش
وفى منزل هدى
هدى : سلام عليكم, إزيك يا ماما عاملة إيه ؟
هند : الحمد لله يا حبيبتى, إيه ده يا هدى متأخرة ليه, مالك في حاجة حصلت؟
هدى : يعنى مشكلة بسيطة وإن شاء الله تتحل, هدخل أنام شوية علشان تعبانة, عن إذنك يا ماما
بسمة : صحى النوم, ناموسيتك كحلى بقالك أربع ساعات نايمة وكأنك نايمة في بير مالوش آخر
هدى : أهلا بسمة, ياه أنا نمت كتير فعلا, معلش أصلى كنت تعبانة أوى
بسمة : أنت شكلك تعبان فعلا وعينيك منفخة, أنت كنت بتعيطي
هدى : الحمد لله أنك جيتى أنا فعلا محتاجة ليكى أوى . استنينى شوية أظبط حالى وأتوضى وأصلى ونتكلم
شاهى : إزيك يا داليا عاملة إيه؟
داليا : الحمد لله . وإتى عاملة إيه؟
شاهى : زفت وأرف, لسه ماما مزعقة معايا وبابا كمان إدانى كلمتين في عضمى
داليا : ليه كده بس؟
شاهى : كله بسبب معتز, أنا اللى عملت كده في نفسى
داليا: معتز عمل إيه تاني؟
شاهى : بيشتكى من طريقة معاملتى وردودى عليه وإنى مش بسمع كلامه وإنى بحرجه وبجرحه وبتدخل في شغله وأنه تعب من كتر الخناقات بينا, وطبعا بابا وماما في صفه شايفينه إنسان ممتاز وهايل وكل كلامه صح
داليا : وإنتى هتعملى إيه؟
شاهى : أنا وراه لحد ما أطفشه
داليا : إزاى يا شاهى, ده انتى فضلتى تجرى وراه ست شهور وكنت مستنية اليوم اللي يخطبك فيه من, تقولى دلوقتى أطفشه
شاهى : معتز ده مش الاستايل بتاعى وعمرى ما هتجوزه أبداً, ده من النوع الطيب الهادى الكلاسيكى من البيت للشغل ومن الشغل للبيت وكل كلامه عن القيم والمبادىء والمستقبل والحاجات القديمة دى
داليا : وإيه اللى اتغير ؟ من أول يوم وإنت عارفة كده . وبرده كنت بتجرى وراه
شاهى : خلاص يا بنتى مش طايقة, لما بشوفه ببقا عايزة أغمض عنيا ولما بيتكلم يبقى نفسى أسد ودانى حاسة كأنى في حصة تاريخ وواقف أدامى أستاذ من العصر الحجري, أنا عايزة واحد ستايل وشيك وغنى جداً وعنده عربية أحدث موديل وساكن في قصر فخم ويسفرنى أوروبا كل سنة أتفسح واعمل شوبنج ويكون متربى بره وأفكاره متحررة وبيقدر الشياكة والجمال بيتكلم ويهزر والبنات تتجنن لما تشوفه وتبقى هتموت نفسها عليه مش البشمهندس معتز
داليا : سبحان مغير الأحوال دانتى كنت هتتجننى عليه
شاهى : كل الحكاية إنى سمعته بيتكلم مع هدى وفهمت من كلامه إنه بيحبها وعايز يرتبط بيها, ومن ساعتها وأنا حطيته في دماغى
داليا : إزاى كده ؟ أنا مش فاهمة حاجة
شاهى : كنت عايزة أغيظها وأوصل لها رسالة, إن معتز اللى بيحبك أول ما شافنى نساكى, وأنها ولا حاجة ولا تتقارن بيا أصلا
داليا : وأنتى عملت كده إزاى؟
شاهى : إنت عارفة كنا عايزين نغير ديكورات الشقة وفضلت ملازماه ست شهور طول النهار في المكتب أغير وأعدل في التصميمات وننزل نشترى الحاجات مع بعض وبليل تليفونات
داليا : وإزاى خلتيه يتقدملك؟
شاهى : هو في حد يقاوم الشياكة والرقة والجمال دانا شاهى يا بنتى
داليا : إنت هتقوليلى,س بس هوه مش كان بيحب هدى خلتيه ينساها إزاى ؟
شاهى (بضيق ) : كان في مرة زعلان وطلبت منه إنه يحكي لى يمكن أحل له مشكلته,فصدمنى بحبه لهدى وصدها المستمر ليه, وكانت فرصتى عملت فيها البرئية اللي خايفة علي مشاعره وإنى هقوله على السر علشان هو غالى عندى أوى ومايرضنيني إنه يتعذب ويضيع عمره في وهم
داليا : قولتيله إيه؟
شاهى : قولتله إن هدى بتحب واحد زميلها في الكلية ومتفقين على الجواز لما يخلصوا الكلية, وان بينهم قصة حب قوية جداً وعمرها ما هتفكر في واحد غيره وإن ده سر ما كان ممكن أقوله أبدا لولا إنه صعبان عليا وطبعا هو اتصدم وفضلت أخفف عنه وأقوله إن في ألف واحدة تتمنى إنها ترتبط بيه وإنه لو دور حوليه هيشوف قلب بيحبه وبيخاف عليه “اللي هي أنا طبعاً” وفضلت على النغمة دى لحد ما سلم واتقدم
داليا : ياه يا شاهى أنت مش سهلة
شاهى : بس اللى يغيظ إنها ولا هنا كان نفسى أشوف في عينها الحزن والحسرة والانكسار بس استقبلت الخبر عادى جدا
داليا : أما أنت بتكرهيها أوى كده كنت عايزاها تصمم لك الفستان وتعمل ديكورات القاعدة
شاهى : لما لاقتها مازعلتش قولت اعمل فيها حركة علشان أغيظها أكتر وأضيع وقتها وأشغلها قبل الامتحانات, أنت عارفة كل حاجاتي لازم تكون من بره هدى مين دي اللى تعملي حاجة, إنت عارفة ذوقي كويس
داليا : وعملت إيه يا أم الأفكار الشريرة؟
شاهى : دانا شاهى والأجر على الله, فرستها وضعيت وقتها وتعبتها وفى الآخر قولت لها, آسفة, بابا عمل لى مفاجأة كل حاجة جاهزة ومن بره
داليا : وهى عملت فيك إيه لما قولت لها؟ بصراحة أنا لو منها كنت خنقتك
شاهى : حرقت دمى ولا اتهزت وقالت لى ألف مبروك واللى فرسنى أكتر انها نجحت بامتياز وبرده طلعت الأولى وأنا شلت خمس مواد وبعيد السنة
داليا : يا حبيبتى طلعيها من دماغك وكفاية كده
شاهى : لأ طبعا وخدت حقى في الاجازة
داليا : ازاى ؟
شاهى : هى نزلت المكتب ومعتز هو اللى بيشرح لها وبيساعدها, طبعاً ما سكت على طول في المكتب وكل شوية خناقات ومشاكل وكلام زي السم لحد لما زهقت وراحت لخالي كمال وقالت له إنها عايزة تشتغل مع مهندس تاني
داليا : وعمل إيه؟
شاهى : فعلا قالها تشتغل مع مهندس صفوت ونقلها أوضة تانية
داليا : وطبعا أنت فرحتى بكده
شاهى : يا فرحة ما تمت, خالى اتخانق معايا وقالى ان المكتب مكان شغل وخطيبى في البيت عندنا وإنى ممنوعة من دخول المكتب تانى ومعتز زعلان منى علشان بتدخل في شغله وخليت شكله وحش وإحنا في مشاكل مش بتنتهى وبابا وماما في صفه كنت فاكرة إنى هفرح في الخطوبة وأدلع وأعيش يومين لكن قلبت بغم وأنا وراه لحد لما أطفشه
بسمة : الله الله صورة مين ده ؟
هدى : نائب عندنا في الكلية
بسمة : بجد دكتور في الكلية, ده أحلى من نجوم السينما, لما تشوفيه اسأليه مش عايز درس فرنساوى, ههههههه
هدى( تراقب بسمة وهى تنظر للصورة ) : مش هشوفه تانى لأنى مش هروح الكلية تانى
بسمة : إيه إيه, مش رايحة الكلية؟ يعني إيه الكلام ده, انت بتتكلمي جد.
وأخذت هدى تسرد لها ما حدث من الصباح وحتى الآن
بسمة : وأنت حكيتى لطنط هند القصة دى؟
هدى: طبعا لأ, أقولها إيه أنت كمان ؟ كنت قاعدة في المحاضرة سرحانة وبرسم والدكتور مسح بيا الأرض, وعايزة أسيب الكلية وأنا في سنة رابعة, الرد معروف من غير كلام ثم إن ماما رأيها زى بابا بالظبط والحكاية هتتعقد أكتر بضغطهم عليا
بسمة : يعنى إنت هتسيبى الكلية وتعمليها مفاجأة ؟
هدى : عليك نور, مفاجأة, بكرة إن شاء الله أسحب ورقى من طب وأقدمه في فنون تطبيقية
بسمة : أه وترجعى الجاكت بالمرة
هدى (بارتباك ) : لألأ صفاء هي اللي هترجعه لصاحبه
بسمة : طب عينى في عينك كده؟ أنت رسمتيه ليه لما أنت مش عاوزة حتى تشوفيه؟
هدى: “صمت وتفكير” يمكن مش هتصديقنى, أنا مش عارفة بالظبط رسمته ليه سألت نفسى السؤال ده وبدور على إجابة, امتى طلعت الورق والقلم ورسمته مش عارفة
بسمة : طب حسيتى بإيه لما شوفتيه؟
هدى: حسيت إحساس غريب أول لما دخل القاعة مع انها أول مرة أشوفه بس كأنى أعرفه من زمان وشوفته كتير . شوفته في أحلامى بيتحرك ويتكلم بس من بعيد مش عارفه أفسر ملامحه كويس بنفس الهيئة بس الملامح مش واضحه . عارفة لما تتمنى أمنية وتتحقق, لما تحلمى والحلم يتجسد, لما تكون ضايعة منك حاجة غالية أوى وتلاقيها عارفة لما تبقى عندك صورة كاملة لشخص وناقصة الوجه علشان تكمل ونفسك تلاقيها, والنهادرة لقيته, فضلت أرسم بسرعة قبل ما تتبخر ملامحه وتختفى زى الحلم
بسمة : يا لهوي عليكي يا هدى, كل ده ومش عايزة تشوفيه تانى ؟
هدى:كفاية أوى إللى حصل والمشاكل إللى عندى, دانا كنت هموت من الكسوف ومش قادرة أتكلم, إفرضى أنه سألنى عن صورته رسمتها ليه؟ أقوله إيه؟
بسمة : مش عارفة أقولك إيه؟ بس قبل ما تاخدى أى قرار صلى استخارة وربنا يفرجها
هدى : حاضر يا ستنا الشيخة وأنت ما تنسيناش من بركة دعواتك.
هدى : صباح الخير يا ماما عاملة إيه؟
هند (والدة هدى) : صباح النور يا حبيبتى, أنا كويسة النهاردة الحمد لله.
هدى : الحمد لله يا ماما أحسن
هند : حاسة إن فيه حاجة وأنت مخبياها عليا, فين ابتسامتك الجميلة اللي بتنور وشك على الصبح
هدى : إنت عارفة يا ماما الكلية صعبة والمواد تقيلة
هند : إيه رأيك نسافر خميس وجمعة اسكندرية أو أى مكان تحبيه ونغير جو؟
هدى : يا ريت يا ماما لحسن أعصابى خلاص مش مستحملة
هند : علشان خاطر ماما عايزة أشوف ابتسامتك الحلوة
هدى (ابتسم ) : بس كده أنت تأمرى يا ست الكل وطبعت قبلة على خد والدتها
هند : وليا طلب تانى عندك
هدى : أأمرى يا حبى أنا تحت أمرك
هند : ممكن تغيرى الجينز والبلوزة والكحكة اللى أنت عملاها فوق راسك دي, وتلبسى حاجة شيك تليق ببنتى حبيبتى
ارتدت هدى جيب بنى غامق من قماش الصوف لتحت الركبة وجاكت كارو قصير يحمل درجات البنى ومن تحته بلوزة بنفس لون الجيب وبوت طويل ورفعت شعرها الطويل بشريط بنى وتركت بعض الخصلات طليقة لتضفى جمال لوجهها الذى أضافت ليه لمسات رقيقة من المكياج لتخفى آثار الإرهاق وحملت حقيبتها وقبلت يد والدتها وذهبت للكلية
صفاء :الحمد لله إنك جيتى كنت خايفة لتعملي اللي في دماغك.
هدى : وأدينى جيت
صفاء : بس قوليلى إيه الشياكة والأناقة دى كلها
هدى : بعض ما عندكم
صفاء : يلا علشان ندخل المحاضرة
هدى : أنا مش هحضر المحاضرة, خدى الجاكت وإديه للدكتور يوسف واشكريه بالنيابة عنى
صفاء : يعنى مش هتقابليه؟
هدى : يلا سلام خلينى أمشى وأشوف ورايا إيه ؟
صفاء : أيوه فعلاً شوفى إللى وراكى
يوسف (وكان خلف هدى مباشرتاً ): أنت اتأخرت ليه؟ أنا منتظرك من بدري
كل ما خططت له هدى هدم في لحظة, قررت أن تعطى الجاكت لصفاء لترده لدكتور يوسف كي تهرب من مواجهته وتذهب إلى شئون الطلبة وتسحب ورقها لتقدمه إلى كلية الفنون التطبيقة, وأعدت نفسها لمواجهة والدها ووالدتها ولكن كلمة واحدة من دكتور يوسف جعلتها كتمثال الشمع بلا حركة ولا كلمة ولا نفس
يوسف ( يلوح بيده أمام عيني هدى المفتوحة في ذهول لا تتحرك ولا ترمش ) : هااااااااه أنت رحتى فين, أنت علي طول سرحانة في دنيا تانية, يلا تعالى بسرعة “ويجذبها من يدها لتتحرك معه ويمشى بخطوات سريعة في طرقات الجامعة”
هدى ” تحاول إفلات يدها من يده التي يجذبها بها لتمشى بسرعة ): استنى أنت, ساحبني كده على فين؟
يوسف : على مكتب دكتور سعيد لأنه مستنيكى
هدى : دكتور سعيد مستنينى ليه؟
يوسف “توقف عن المشى” : الدكتور كان عايزك في مكتبه إمبارح وقال لى أناديكى لكن كانت حالتك حالة
هدى “بخوف”: ليه هو مش كفاية اللى قاله ليا, كان عايز يكمل عليا ولا إيه؟
هيدينى صفر في العملى والنظرى كمان؟
يوسف : بالعكس دكتور سعيد طيب جداً وبيحب شغله جداً علشان كده بينفعل لما طالب ينشغل عن المحاضرة
هدى : وانا هروح أعمل إيه دلوقت ؟
يوسف “ينظر إلى عينيها نظرة هادئة”: أنت عارفة إنك غلطتى, وأي حد بيغلط لازم إيه..
هدى : يعتذر
يوسف : برافو عليكى, يلا بسرعة لأن الدكتور عنده محاضرة وهيمشى بعدها على طول
هدى : يعنى أنت كنت مستنينى علشان كده بس؟
يوسف “بابتسامة” : لأ طبعاً “ويسحب من بين يديها الجاكت الذى تحتضنه” علشان آخد الجاكت بتاعي أصله غالى عليا أوى
تدخل هدى حجرة الدكتور سعيد وتغيب بضع دقائق وتخرج وعلى وجهها ابتسامة رضا
يوسف “كان يقف يسند ظهره على الحائط ينتظر خروجها وعندما خرجت”: ها عملت إيه؟
هدى : اعتذرت له وقبل اعتذارى, وهيشيل صفر الشفوى بس المحاضرات مش هحضرها
يوسف : كويس جداً, أنت فاضية دلوقتى, زمان الدكتور دخل المدرج ومش هتلحقى المحاضرة
هدى : أيوه بس…
يوسف : من غير بسبسة, ده كتاب الفرما كولوجى, مش فاهمة فيه إيه؟
هدى : مش فاهمة فيه حاجة كله تركيبات أدوية وأنا مش بحب الكيميا
يوسف: اتفضلي لما نشوف, ومرت ثلاث ساعات من الشرح المتصل يشرح وهي تسمع, لم تشعر بمرور الوقت, فله صوت واضح وقوى يتحكم فى نبرات صوته فلا يشعر المستمع بالملل, ينتقل بخفة بين الصفحات ويسأل لتجيب لينشط ذهنها ويربط المعلومات ببعضها ويكتب بخط واضح وجميل يجبر من أمامه على الإنتباه لكل حرف يكتب أو يقال ولا تحتاج هدى لمجهود كبير لتحتفظ بما يقول, فكل كلمة ينطقها تحفر فى عقلها
يوسف : معقولة الساعة 11 ما حسيت بالوقت تعالى نروح الكافتريا نفطر, ايه معدتك مش بتوأوأ؟
هدى :أوك, بس أانا اللى هعزمك
يوسف “وقد تغيرت نظرته وأصبحت حادة ” : طول ما أنت معايا ما تفكريش تدفعى قرش والكلام ده مش هكرره تانى
هدى : طب ما تزعلش أوى كده وبصوت منخفض “هو فى كده”
يوسف : لسه عايزة تسيبى الكلية ؟
هدى : أنا كنت جاية النهاردة علشان أسحب ورقى
يوسف : ممكن نتكلم بالعقل, أنت كلها سنتين وتخلصى وتحققى حلم والدك وتسعديه وبعدين أنت متفوقة والأولى يعنى الدراسة مش صعبة عليك وهوايتك اللى بتحبيها بتتعلميها وتدرسيها يعنى بتاخدى الخبرة والعلم فى وقت واحد ممكن تقوليلى خسرتى إيه؟
هدى : سنين عمرى بتضيع فى دراسة مش بحبها
يوسف : أنتى وافقت من الأول إنك تحققي حلم والدك وإيه اللى اتغير ؟
هدى : حالتي النفسية ومش قادرة أذاكر
يوسف : كل اللى مش فهماه حضريه ويوم الإتنين من الساعة 12 هكون عندك وأشرحه لك
هدى : بس مش هعطلك يعنى خايفة أتعبك
يوسف : لا ماتخافيش, وبالمرة أتمرن على التدريس فيكى يتكلم يوسف ويقطع بيديه بقايا العيش لقطع صغيرة جدا””
هدى : أنت بتعمل إيه؟
يوسف : تعالى شوفي, جمع قطع الخبر وبدء فى نثره على الأرض وبعد دقائق تجمعت بعض العصافير لتأكل بقايا الخبر
هدى : أنت بتحب العصافير ؟
يوسف : أيوة
هدى : بتربي عندك في البيت عصافير؟
يوسف : عندي ومش عندي
هدى : دى فزورة بقى ولا إيه
يوسف : ولا فزورة ولاحاجة, بحط فرافيت العيش على سور البلكونة والعصافير بتتجمع عليه بلعب معاها شوية وبعدين تطير
هدى : يعنى مافيش قفص
يوسف : العصافير ربنا خلقها علشان تطير, مرة أختى جابت لى عصفور فى قفص هدية وطيرته على طول
هدى : ليه؟
يوسف : حسيت اإنه حزين ومحبوس فتحت باب القفص وسبته, فطار
هدى : ما خفت عليه يموت من الجوع أو تاكله القطة؟
يوسف بابتسامة : لما عمره يخلص هيموت سواء فى القفص أو وهو حر على الأقل مات بعد ما عمل اللى هو عايزه وطار
هدى : عندك حق وابتسمت فى سعادة لمست قلبها وعقلها
وكأن النور عاد ليضئ المكان ويبدد ظلمة النفس, ونرى الدنيا تزينت بأجمل وأزهى الألوان,ذهب اللون الأبيض الباهت وحلت محله ألوان الورود تتداخل تتمايل تلقى بعبيرها فى كل مكان يحكى اللون الأبيض الناصع عن طيبته ودماثة خلقه واللون الأخضر يدور حولي ليحول المكان إلى بستان أخضر يحدثني عن رجولته وشهامته وعزة نفسه واللون الأزرق يتماوج سريعا ليرسم سماء صافية وبحر واسع ممتد على مرمى البصر, يصف جرأته وحسن تصرفه, واللون البنفسجي يتشكل بزهور صغيرة بديعة تحكى سر الغموض والحزن فى عيونه الجميلة, واللون الأصفر باقة زهور فى يدي تعبر عن غيرتي من العصافير التي تحظى باهتمامه ورعايته, وكم تمنيت لو كنت عصفور يطير حوله ويجذب انتباهه لأحصل على رعايته وحنانه, أما اللون الأحمر فهو قلبي الذي تغيرت دقاته وأصبح برواز لصورته التي تربعت وسكنته, ما هي تلك اللمسة السحرية التي غيرت الحياة من حولي, ما هو الشئ الذي يجعلنا نشعر بالنشاط لدرجة أن نسابق الريح, ويجعل أجسامنا خفيفة تطير في السماء لتلمس النجمات ويشعرنا بصفاء الروح والقلب وهناك طاقة كبيرة لنحب كل شئ وأي شئ, ولنا قدرة على تخطى كل الصعاب ويجعلنا ننسى كل تعب وإساءة, ونود مصافحة ومسامحة كل مسئ, ذلك الإحساس الذي يجعل البسمة تسكن الشفاه ويطرد الحزن ويجعلنا نسمع القلب وهو يعزف الحان الفرح والأمل عندما نتمنى أن يتوقف الزمن ولا يمضى عندما نخاف أن نكون في حلم ونستيقظ, بعض كلمات غيرت حياتي ليتك والدي تسمع كلماته وتطلق عصفورك الصغير ليطير ويغرد بجوارك حر طليق يملأ الدنيا غناء سعيد ويتوقف عن البكاء والخوف الذي يسكن القلب ليت الساعات تتوقف,
أظل مكاني أتابعه وهو يلاعب الطيور
يوسف : هدي هدي أنت روحتى فين؟ أنت على طول سرحانة وفى دنيا تانية
هدى : هاه أنت بتقول حاجة؟ معلش شكلي سرحت
يوسف : محتاجة منى حاجة قبل ما أروح؟
هدى : بصراحة مش عارفة أشكرك إزاى على كل إللى عملته معايا
يوسف : عايزة تشكرينى, تذاكرى وتطلعى الأولى ومتفكريش تسيبى الكلية
هدى : حاضر
يوسف : يوم الإتنين إوعى ما تجيش ولا أقولك خدي الجاكت بتاعي معاكي ضمان
هدى (بابتسامة ) : طب هاته علشان أضمن إنك أنت إللى تيجى, أنت كنت خايف عليه أوى
يوسف (بابتسامة ) : أشوفك يوم الإتنين, سلام
تابعته حتى اختفى عن عيناها ولكنه لم يمض وحيداً فقد تبعه قلبها وعقلها وروحها ولم يعطها غير وعد, وعد باللقاء وبعض الأوراق التي تحمل خطه الجميل المنسق, تنظر إلى الكلمات فترى صورته وتسمع صوته
صفاء : أنت هنا وأنا قالبة الكلية عليك ؟ إوعى تكوني سحبت ورقك
“وقد افاقت من حلمها”هدى: لأ يا ستى ما سحبتوش
صفاء : أمال عملت إيه؟
هدى : اعتذرت لدكتور سعيد وبعدين دكتور يوسف شرح لى شوية حاجات مش فهماها
صفاء : يشرحك من غيري
هدى : إن شاء الله هيجى يوم الإتنين الجاي ويكمل شرح
صفاء : يعنى خلاص مش هتسيبي الكلية؟
هدى : وأنا اقدر أستغنى عنك ؟
مرت شهور الشتاء وحل الربيع في ثوبه البديع ودكتور يوسف يأتي فى نفس الموعد والمكان كل يوم أثنين ليشرح لهدى وصفاء, تشعر هدى وكأن الورود تتفتح لها والعصافير تغرد لتغنى لها والأرض تتبدل وتتزين من أجل أن تفرح وتكتمل سعادتها, تخفى فرحتها بقدومه وتفضحها عيونها تكتم مشاعرها فمازال الخوف من الفراق يسيطر على عقلها لا تريد أن تخسره للأبد أو أن يتألم بسببها وتفضل الاحتفاظ به في قلبها ووجوده ساعات قليلة في حياتها كأستاذ وتلميذة, تراه وتسمع صوته لا تصارح أحد بحقيقة مشاعرها حتى نفسها فهي تخشى حتى إبداء مشاعرها لنفسها, اعتادت أن ترى صورته أمامها تزين كل صفحات كتبها, تتغير انفعالات الوجه ولكن الملامح واحدة تظهر طيبته ورقته وحزن يملأ عينيه الجميلة تنتهي من الرسم فترى صورته فتبتسم وتعيد كلماته في ذهنها تكتفي بوعد اللقاء وابتسامة و لا أكثر, في كثير من الأحيان تظن أنه يبادلها نفس الشعور وفى أحيان أخرى تشعر أنها لا تزيد عن أي طالبة في الدفعة يشرح لها ولكي تطرد الأفكار المزعجة تغرق في شعورها بالسعادة حين تراه, ودقات قلبها حين يبتسم وأملها حين الفراق بأمل في اللقاء, تتمنى أن تنتهي سنوات الدراسة سريعا لتتحرر من شرط والدها وتبذل جهدها لتعوض ما فاتها
هدى ( بقلق ) : ياه أنت شكلك تعبان أوى ؟ حساسس بأيه
يوسف : لا أبداً, شوية إرهاق, مطبق 48 ساعة في المستشفى وجيت من النبطشية على هنا
هدى : طب ليه جيت ؟ المفروض تستريح في البيت وتنام
يوسف : عادى أنا متعود على كده؟ ما تقلقيش أوى
صفاء : مش هينفع تجهد نفسك أكتر من كده ؟ نأجل الشرح للأسبوع الجاي
يوسف : أنا خايف عليكم
صفاء : إحنا مش عايزين نتعبك
يوسف : زى ما أنتم عايزين, طب ممكن نفطر لأنى من امبارح ما أكلت وهروح أنام ومش هاكل
صفاء : طيب أنا أستأذن علشان أدخل المحاضرة هتيجى يا هدى ؟
هدى : أنت عارفة انا محرومة من محاضرة دكتور سعيد لاخر السنة .
صفاء : طيب سلام و سلامتك يا دكتور
هدى : مش كتير 48 ساعة شغل متواصل
يوسف : من ساعة ما تم تعييني نائب في الجامعة وأنا تقريباً مقيم في المستشفى ببات فيها باليومين والتلاتة أحياناً, مش بروح البيت, الشغل كتير جداً وقسم العظام بالأخص حالاته كتير جداً ولازم اشتغل علشان آخد خبرة والدكتور يخلص لى الرسالة, حتى أهلى مش بلاقى وقت أسافر لهم في اسكندرية
هدى : أنت إسكندرانى؟ دا أنا بحب اسكندرية جداً وبنسافر تقريباً كل اسبوع نقضى خميس وجمعة
يوسف : ياه أنت بتسافرى أكتر منى, أنا عايش في القاهرة من 10 سنين وبسافر كل فترة طويلة
هدى : ليه كده؟
يوسف : يا دوب 6 سنين جامعة وسنة امتياز و الجيش والتكليف واتعينت من سنة في الجامعة وطول الفترة دي وأنا مشغول جداً
هدى : والجيش بتاعك كان فين؟
يوسف : في البحر الأحمر قرب الغردقة
هدى (ببراءة ): يا سلام دى بلد حلوة أوى يعنى الجيش كان فسحة
يوسف ( بسخرية ) : أكيد لازم تقولي كده, ما أنت ما شوفتيش الجيش غير في أفلام إسماعين يس, دنا كنت نازل في قرية سياحية 4 أيام و 3 ليالي
هدى ( صمتت ووجها احمر) : إهدى شوية هو أنا كنت دخلت الجيش؟
يوسف “شعر إنه أحرجها” : المناظر الطبيعية البحر والجبال جميلة جداً بس إحنا بنعيش في معسكرات في الصحرا والبحر الأحمر على نفس خط سوهاج يعنى نار بالنهار الرمل والشمس بتحرق وأغلب التدريبات بالنهار وبليل برد جداً لدرجة إن المية بتتجمد يعنى الحياة مش سهلة, بس اتعلمت فيها حاجات كتير وقابلت رجالة في منتهى الشهامة والطيبة والرجولة وكنا من محافظات كتيرة وبرغم الجو القاسي والتدريبات والحياة الصعبة كان فيه أوقات سمر جميلة مع زمايلي في الكتيبة وحصلت لنا مواقف صعبة كتير ومواقف ظريفة وعمري ما هنسي الأيام دي وطلعنا أكتر من مرة نصطاد, مرة اصطدنا قرش وعملنا ليلتها وليمة
هدى تراقبه وقد عادت له حيويته وابتسامته, تراقب انفعالاته عندما يذكر موقف لطيف وجديته وهو يحكى عن موقف صعب صادفه, له أسلوب أخاذ في الكلام يجعلها تتخيل الصحراء والشمس والجبال والحر والبرد وسمكة القرش العملاقة
وأخذ يحكى يوسف عن الطبيعة واختلاف ألوان الجبال وتكوينات السحاب وتغير ألوانه على مدار اليوم ومنظر الشروق والغروب الرائع ولون البحر وهو صافى وهادئ وأخرى ثائر وهائج وهدى مندمجة مع الألوان والأشكال والصوت والانفعال
هدى : ياه وصفك رائع نفسى أشوف المناظر اللي بتحكي عنها
يوسف (يفتح حقيبته ويبحث في الأوراق ): ممكن أوريكي صورة في الورق اللى معايا في الشنطة
هدى : أنت بتحب التصوير
يوسف (يخرج صورة مرسومة من الحقيبة ) : اتفضلى
هدى ( بذهول ) : دى مرسومة انت بترسم ؟
يوسف : يعنى في وقت فراغى بس عمري ما فكرت احترف زيك
هدى : جميلة أوى الألوان والظلال, صورة روعة للغروب . كنت حاسة انك رسام
يوسف : مش أوى كده لتغر بنفسي وأسيب الطب واشتغل طاووس, بس أنت عرفت منين؟
هدى (تشعر بسعادة غامرة لحبه للرسم مثلها ): من خطك والرسومات التوضحية اللى بترسمها
وتقاطع الحوار كريمة (زميلة يوسف في القسم ) بابتسامة: إزيك يا يوسف عامل إيه ؟ إيه اللى جابك هنا مش كنت هتروح؟
يوسف : إزيك يا دكتورة كريمة, كنت بفطر, وأنت إيه اللى جابك ؟
كريمة : كنت عايزة أسأل عن المكافأة سمعت أنها نزلت
يوسف (يقف ليذهب مع كريمة ): عن أذنك يا هدى أشوفك الأسبوع الجاى إن شاء الله
شعرت هدى بوخز الغيرة في قلبها ولكن طردته سريعا فهي زميلة مجرد زميلة وظلت تفكر في حواره معها عرفت عنه الكثير وكشفت بعض الغموض عن شخصيته تتذكر كل كلمة وتبتسم وتكتم سعادتها داخل قلبها حتى لا يظن من يراها أنها فقدت عقلها ولكن لما الظن فانه عندما يغادر تفقد قلبها وعقلها وروحها معه
هدى : ماما حبيبتي مش كفاية شغل وننزل نتمشى شوية
هند : معلش حبيبتي, البحث اللى في إيدي لازم يخلص النهاردة علشان أقدمه بكرة لرئيس القسم
هدى : شوية شغل وشوية فسحة
هند : أنت عارفة إنى مش بعرف أعمل أكتر من حاجة في وقت واحد, ولما أبتدى في بحث مش هقوم إلا لما يخلص
هدى”أطلقت تنهيدة طويلة”: طيب والغلبانة اللي جت معانا تغير جو ذنبها إيه؟
هند : اتفضلوا إنزلوا بس مفيش تأخير بعد الساعة “8” تكونى في البيت
هدى : حاضر يا حبى, هنشترى شوية حاجات ونتمشى على البحر ونيجى على طول
بسمة : هننزل ولا خلينا في البلكونة نتفرج من بعيد
هدى : ماما مش هتقدر تنزل لكن وافقت ننزل إحنا الإتنين
بسمة : “بلهفة” طب مستنية إيه ؟ يلا بسرعة
هدى : تحبي نروح فين يا قمر الفسحة على حسابك النهاردة؟
بسمة : نعمل شوبنج ونشترى شوية حاجات
هدى : يلا يا أنسة اتفضلي, الآنسات أولاً
وبعد ثلاث ساعات “”
هدى : خلاص مش حاسة برجلى, كل عضمي اتكسر
بسمة : مش أنت صاحبتي حبيبتي لازم أستغلك شويتين
هدى : لسه فاضل حاجة تانية بتفكري تشتريها
بسمة : لأ, كفاية كده, أعمل إيه أنت مشغولة على طول وما أصدق ألاقيكي فاضية, علشان تشترى معايا هدومي, ذوقك تحفة وكل البنات بيسألونى بجيب لبسى منين وسر الشياكة والأناقة اللي طبت عليا من السما, والمرة دي بقى شوية حاجات تجنن, أنت بتساعديني وبتنقى الحاجات اللى بتليق عليا والألوان المناسبة للون بشرتى,و توفقى الحاجات مع بعضها وتطقميها مع الاكسسوارت, يااااه يا هدى تحفة كأنه معمول مخصوص علشان الطقم ده, أنت إزاي ذوقك حلو كده
هدى : الحمد لله أنهم عجبوك, تعالى نحط الحاجات في العربية ونقعد شوية على البحر نشوف الغروب
بسمة : يلا بينا
جلست هدى وبسمة على أحد الكراسي المواجهة للبحر
بسمة : كنت عايزة آخد رأيك في موضوع كده
هدى : قولى, بس اوعى تقولي اشترى حاجة تاني, لاحسن أرميكى في البحر
بسمة : مش عايزة اشترى حاجة, اسمعي بس
هدى : سمعاك إحكى يا شهر زاد
بسمة : عارفة نيفين صحبتي في الجامعة, نيفين وجدي
هدى : أيوة عرفاها كانت معانا في المدرسة وساكنين في آخر الشارع بنت رقيقة وطيبة, مالها؟
بسمة : ليها أخ أكبر منها ب”4″ سنين متخرج من نفس القسم وبيشتغل مترجم في شركة مالتى ناشيونال, ليها مشاريع كتيرة وفروع في جميع أنحاء العالم
هدى “بابتسامة ذات مغزى”: والله, وبعدين كملي يا شهر زاد كملي
بسمة : جه الكلية من شهر تقريبا يخلص شوية أوراق ليه وقعد معانا شوية يتكلم ويهزر ومشى, وبعدين جه تاني كذا مرة من غير ما يكون وراه حاجة في الكلية يتكلم ويهزر وياخد نيفين ويروحوا
هدى : عادى كل اللى بتحكيه مافيهوش حاجة, قولي المهم
بسمة : من يومين جت نيفين وفضلت تسأني إذا كنت مرتبطة في مشروع خطوبة ؟ وحاجات كده, وقولتها لأ
هدى : وبعدين اللهم طولك يا روح
بسمة : امبارح جه نادر الكلية واتكلم معايا وقالي إنه معجب بيا من أول مرة شافني وإنه وإنه وإنه
هدى : وإنه إيه ؟ انطقي
بسمة : وإنه بيحبني وعايز يتجوزني
هدى : وأنت قلتي له إيه؟
بسمة : قلت له يدينى فرصة أفكر وأرد عليه
هدى : وأنت رأيك إيه؟
بسمة : بصراحة هو لطيف ودمه خفيف وذوق جداً ومش عارفة بحس بفرحة كده لما أشوفه ولما بيمشى ببقى عايزاه يرجع تاني
هدى : طالما إنك بتفرحي لما تشوفيه وتزعلي لما يمشى يبقى ترفضيه على طول
بسمة : “بفزع” إيه أرفضه لأ طبعا
هدى : “ضاحكة” أيوه كده طلعي المستخبي, ألف مبروك يا قمر أنتى وقعتي ولا حد سما عليك
بسمة : يعنى أقوله أيه يجي يكلم بابا؟
هدى : أيوه طبعاً,أمال هيكلمني أنا
بسمة : وتفتكري بابا هيوافق ؟
هدى : إن شاء الله يوافق, عيلة محترمة وهو إنسان كويس وأنى خلاص كلها شهرين وتاخدى الليسانس يعنى مفيش سبب للرفض
بسمة : طمنتيني يا هدى لما بتكلم معاك برتاح جدا, كنت محتارة وقلقانة دلوقت بقيت سعيدة وفرحانة
هدى تنظر إلى البحر وقد بدأت الشمس في الاختفاء في البحر الواسع الممتد تلقى بأشعتها على السماء فترسم أجمل الألوان وتنسج أبدع الأشكال تتمنى لو أن معها فرشاتها والألوان لترسم أجمل اللوحات ولكن السحاب تشكل ليرسم وجه تحفظه عن ظهر قلب وانعكست صورته على صفحة البحر تراه يبتسم لها تتمنى لو تتجسد الصورة لتصبح حقيقة
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية وجه في القلب)