رواية وجه في القلب الفصل الثاني 2 بقلم جويرية أحمد
رواية وجه في القلب الفصل الثاني 2 بقلم جويرية أحمد
البارت الثاني
عصفور صغير جميل ….. ريش أصفر ومنقار أحمر بديع ….. صوته رائع الجمال ….. ولكن لا نسمعه الا قليل ….. حين يضع والدى له الطعام ويلاعبه الوقت القصير ….. ينظر في سكون الى الكون الفسيح ….. وكيف يغرد وهو حبيس وحيد ….. قفص أنيق مريح ….. فيه افضل الطعام والشراب ….. ولكن عصفور حزين ….. لا أرى في عيونه الا الدموع ….. ولا أسمع في تغريده الا الرجاء ….. يرجو أبى ان يجعله طليق ….. يحلق في الفضاء نعم بالحرية …… يخاف والدى عليه من الصعاب …. لأنه صغير ورقيق …. لن يستطيع الصمود في الفضاء ….. فله حناجان صغيران ….. وخبرته في الطيران قليل ….. سيموت من الجوع والعطش ….. لقد تعود على الراحة والكسل ….. ثم من سيعتنى بك مثلى ويحبك ويقدرك غيرى ….. لا تطمع في الحرية فأنت لا تعرف الحياة والمصاعب وامامك الكثير ….. اوفر لك الامان والراحة والحنان ….. ارضى يا صغيرى بحالك ….. فهناك الكثيرين يتمنوا ان يكونوا مكانك …… ومهما توسلت للخروج لن أرضى فأنت ملكى ….. ولن أدع أحدهم يأخذك منى ….
بسمة : الجميل حزين وزعلان وحابس نفسه في الاوضة من اخر يوم امتحان
هدى : مستنية بابا يفك حظر التجول المفروض عليا
بسمة : مش خلاص خلصنا الامتحانات ….. مش كفاية من قبل الامتحانات بشهرين وانتى في البيت لا بتخرجى ولا حتى بتيجى عندنا وكل ما سأل عليكى ….. الامتحانت على الابواب وخليها تركز ….. يا بنتى انا اتخنقتلك
هدى : الامتحانات دى حجة ….. وبيبنى وبينك انا مخنوقة جدا …. ومش قادرة لا اكلم حد ولا أشوف حد …. وعندى احساس رهيب بالذنب
بسمة : حجة لاية ؟ هو فيه حاجة حصلت
هدى : في حاجات كتيرة حصلت والدنيا كلها اتلخبطت واتكركبت عليا
بسمة : لأ لأ لأ احكيلى من الاول ….. عايزة أعرف بالتفصيل
هدى : احكيلك ايه؟ هو انا فاهمة حاجة اصلاً
بسمة : اتكلمى واحكى يمكن نفهم مع بعض
هدى : الدنيا كانت كويسة جدا ….. المدرسة والدرس والمذاكرة كله طبيعى جدا ….. لحد يوم بابا رجع بدرى من العيادة وكان متنرفز جدا ….. روحت اسلم عليه …… من غير سلام ولا كلام قالى انتى تعرفى واحد اسمه عادل …. طبعا تنحت عادل مين …. قالى مستر عادل ….. قولت ايوه مدرس الكيميا ….. قاله وايه حكايته ….. مفيش حكاية ولا حاجة …. قالى من النهاردة مفيش درس كيميا تانى …… والمدرسة خلاص الغياب اترفع وتذكرى في البيت ….. وما ميش نزول ولا طلوع الا لما النتيجة تطلع ….. وتكونى الاولى زى كل سنة …… واعرف الثقة اللى ادتهالك في محلها ولا خيبتى ظنى فيكى …… اتفضلى على اوضتك من غير ولا كلمة ولا حرف …. دخلت اوضتى مصدومة ومذهولة ….. ومش مصدقة اللى حصل ….. وطبعا فضلت اعيط طول الليل ……..تانى يوم ماما جت واتكلمت معايا وعرفت منها القصة
بسمة : القصة قولى على طول ما طلعيش روحى …… ايه اللى حصل لكل ده ؟
هدى : ماما سألتنى عن عادل وقولتها معرفش حاجة هو مدرس ممتاز وبس …. قالتى انه راح لبابا في العيادة وطلب ايدى منه ….. وانه جه بناء على طلب منى …. وحلفتها ولا اعرف حاجة عن الموضوع ….. وبابا زعلان منى جدا وقال انى خنت ثقته فيا …. وازاى اعمل كده؟ ….. وموقفى كان وحش جدا ….. وماما زعلانة منى لانى خلتها في موقف وحش قدام بابا ….. وطبعا ما حدش مصدقنى
بسمة : وعمى عمل ايه مع مستر عادل ؟
هدى : ماما قالتى انه قاله كلام صعب جدا وبهدله جامد
بسمة : طب ليه الراجل ما غلطتش في حاجة ؟
هدى : بابا اعتبره غلط غلطة عمره ……ازاى يفكر في طالبه صغيره ويتفق معاها على الجواز ويضيع وقتها وهى في ثانوية عامة
بسمة : يا خبر …. ومستر عادل عمل ايه؟
هدى : فضل يعتذر لبابا ….. ويحاول يفهمه انه في سوء تفاهم ….. وقاله انه مستعد يستنى سنة … اتنين … تلاتة …. وبابا رفض تماماً وقاله معندناش بنات للجواز …… وقاله مستر عادل انه هيستنى لحد ما أخلص الجامعة ….. لكن بابا قاله ابعد عن طريق بنتى تماماً والا هقدم شكوى في المدرسة والوزارة لو استدعى الامر ….. وخرج مستر عادل وهو في قمة الحزن بعد المقابلة السخيفة جدا …. والكلام الرهيب اللى بابا قاله
بسمة : ياه كل ده يحصل من غير ماعرف …… لكن عمى شاكر موقفه غريب جدا …. ليه كل الانفعال والغضب ده …. المفروض يفرح ان فيه عريس متقدم لبنته ؟
هدى : كنت زيك مستغربة كده ….. لحد لما بابا هدى شوية ….. وانا نفسيتى مدمرة تماما …… اتكلم معايا كلام كتير عن الجواز والمسئولية وانى صغيرة ….. وان اى ارتباط هيأخرنى ومش هيخلينى اخلص دراستى بتفوق ….. وانه عايز يشوفنى دكتورة كبيرة زيه ….. ولازم قبل ما افكر في الجواز اخلص الكلية واعمل الماجستير والدكتوراه كمان …… وانى لازم اكمل المشوار اللى ابتداه والاسم الكبير اللى بناه ….. وانى بنته الوحيدة ولازم اشيل اسمه …… وانه يعرف مصلحتى اكتر منى …. ومش هيسمح لحد انه يعطلنى عن تحقيق الحلم ….. وانى هزت ثقته فيا ….. وثقته مش هترجع الا لما اطلع الاولى واثبتله انى ما كنتش بلعب طول السنة
بسمة : وانتى عاملة ايه ؟ وهتعملى ايه؟
هدى : طبعاً موت نفسى في المذاكرة علشان ارضى بابا وترجعله ثقته فيا ….. وبذلت كل جهدى علشان اكون الاولى ….. وانا كنت مخططة انى اجيب مجموع يدخلنى فنون تطبيقية حلم حياتى ويكون اقل من مجموع طب ….. وطبعا كل احلامى اتدمرت بعد الموقف ده ……
بسمة : يعنى هتتخلى عن حلمك؟
هدى : لأ طبعا … هحاول اقنع بابا تانى بس لما استعيد ثقته فيا
بسمة : ومستر عادل عمل ايه؟
هدى : مش قادرة اسامح نفسى يا بسمة ….. جت شاهى بنت عمتى وقالتى انتى السبب في اللى حصل لمستر عادل….. حالته النفسية ادمرت …… وخس جامد وفضل اسبوع عيان في البيت ….. وسافر من شهر لبلد عربى يشتغل مدرس …. وفضلت تقولى كل ده بسببك ….. وبتحملنى كمان ذنب انها لو سقطت في الكيميا بسببى علشان مستر عادل ساب الدرس ومدخلش البيت تانى ….. وانتى تقوليلى اخرجى …… حاسة انى في كابوس ومش عارفة اصحى منه؟
بسمة : ما تحمليش نفسك فوق طاقتها
هدى : انا حاسة بالذنب ….. مستر عادل انسان محترم وكل ذنبه ….. انه كان عايز يتجوزنى …… وفضل يقول لبابا انى محترمه ومؤدبه وعمرى ما رفعت عينى فيه ….. لكن بابا مش مصدق ومخاصمنى من يومها ومش راضى يسمعنى ولا يفهمنى (تبكى بكاء حار لتتحول عيناها ووجهها الابيض للون الاحمر )
بسمة : كفاية يا هدى …. أكيد في حكمة من اللى حصل ….. أكيد ربنا هيديكى حاجة أحسن بكتير ….. الواحد بيشوف الدنيا اتكركبت عليه وبعدين ربنا يفرجها …… وانتى مغلطيش في حاجة ….. ومستر عادل هيكون احسن وهينسى الموقف مع الايام ….. فكى وروقى كده ….. دانا قلقانة من النتيجة وقلت اجى اتسلى معاكى شوية
هدى : اروق …. انا بقيت خايفة ان حد يعجب بيا
بسمة : اطمنى ….. هنكتب يافطة على ضهرك ممنوع الاقتراب او التصوير لحين الانتهاء من الدكتوراه
هدى : ده اللى بخده منك هزار وبس
بسمة : بس شاهى عرفت منين وجاية تقولك انك السبب ….. ومستر عادل ماجاش هنا تانى ….. هو اللى حكالها ولا مين ؟
هدى : مش عارفة ؟ …. انا خايفة اوى لتسقط في الكيميا واشيل ذنبها
بسمة : انتى تشيلى ذنبها ليه يا بنتى ؟ …… ما شاء الله عليها ….. انا معرفش هى دخلت علمى ليه اصلاً …… كل سنة بتنجح على الحروكروك وبدعى الوالدين
هدى : ربنا يستر وننجح
بسمة : تعالى شوفى جبتلك معايا ايه من اسكندرية …… واحكيلك على مغامراتى مع السمك
هدى : ما شاء الله ….. الزغاريد دي منين …..
بسمة : دى من عندنا
هند (تدخل وكلها فرحة ) : ألف مبروك يا هدى …. ألف مبروك
هدى : مبروك على ايه؟
هند : طلعتى الرابعة على الثانوية العامة ….. مجموع 98%
بسمة : ألف مبروك يا حبيبتى …. ألف مبروك
هند : جهزى نفسك بسرعة في تسجيل في التليفزيون ….. وحفلة كبيرة للأوائل ….. و..
يدق جرس منزل هدى ….. يتوافد المهنئين …… الكلمات الرقيقة والحب الصادق والزغاريد تنتقل لتزف العروس المتفوقة ….. محاطة بالأهل والاقارب والاصدقاء …… التمنيات بالتوفيق والسعادة …… في دقائق قليلة امتلأ المنزل بالورود وباقات التهنئة …. يتقبل الدكتور شاكر التهانى بفخر وسعادة …. ويقدم لهدى هدية غالية طقم من الذهب …..تبدو اليوم كأميرة متوجة ….. تعلوها ابتسامة رضا ….. تضىء وجهها ….. وعاد اللمعان الى العينين …… فرح وسرور في كل مكان ما عدا قلب تملئه الغيرة والحقد
بسمة : شاهى يلا ….. الكل عند عمو شاكر وانتى هنا ….. هدى بتسأل عليكى
شاهى : لا والله … فيها الخير …… مش هنزل تعبانة ومش هنزل
بسمة : الكل فرحان وانتى لوحدك ….. تعالى معايا وانتى تنسى التعب
شاهى : كفاية مش هنزل ….. عيزانى اموت من الغيظ والفرسة ….. وهدى هانم محط الاضواء ….. وانا كومبارس مع المجاميع
بسمة : ايه يا بنتى الكلام ده ؟ ….. بنت خالك ونجحت لازم تبركلها
شاهى : اباركلها ….. انا كنت فكرة انها متحطمة ومش هجيب مجموع بعد اللى حصل ؟
بسمة : اللى حصل وانتى عرفتى منين اللى حصل ؟
شاهى : عرفت وخلاص
بسمة : سبحان الله …. انتى مش عايزو تبركلها ….. وهى خايفة عليكى وبتدعيلك ربنا ينجحك
شاهى : كفاية يا استاذة مصلحة اجتماعية …… انا مش عارفة انتى بتحبيها اوى كده ليه ؟ هى احسن منى ليه؟
بسمة : هى مش احسن منك ولا حاجة ….. ولا كانت عايزة مجموع كبير لولا اللى حصل
شاهى : بتقولى ايه ؟
بسمة : هى كانت عايز مجموع فنون تطبيقية ….. لكن بعد المشكلة اللى حصلت كان لازم تذاكر علشان تسترد ثقة عمى شاكر تانى
شاهى ( اصبحت كالمجنونة ) : انا كنت عايزة احطمها وانتقم منها …. يقوم يحصل العكس
بسمة : انتى اللى عملتى كده ووقعتى الدنيا في بعض ….. معقول ….. انا كنت بكدب نفسى
شاهى (تصمت وتشعر انها قالت ما لا ينبغى ان يقال)
بسمة : دلوقتى عرفت الفرق بينك وبينها …… وليه الناس بتحبها
شاهى : قولى يا أم العريف
بسمة : هدى قلبها ابيض وبتحب كل اللى حوليها وبتشغل نفسها باحلامها واهدفها …. لكن انتى قلبك كله غيرة وشاغلة نفسك بيها ….. اشغلى نفسك بنفسك وسبيها في حالها ….. انا مش هقول لحد على كلامك معايا …. مش علشانك … علشان هدى ماتصدمش فيكى ….. واعرفى ان الغيرة نار بتحرق صاحبها
هدى : ألف مبروك يا بسمة
بسمة : الله يبارك فيكى حبيبتى
هدى : كده انتى تقدرى تدخلى كلية الاداب قسم فرنساوى وتحققى حلمك
بسمة : الحمد لله….. جبت الدرجات النهائية في الفرنساوى ومجموعى يجيب كلية الاداب مستريح
هدى : بس زعلانة اوى على شاهى …. سقطت وهتعيد السنة ….. وحالتها النفسية وحشة اوى روحت اسلم عليها عمتى صفية قالتلى تعبانة ومش هتقدر تكلمنى …. اكيد زعلانة منى علشان موضوع الكيميا
بسمة : كيميا ايه يا بنتى …. دى نزلت في 6 مواد ….. كانت هتعمل معاها ايه الكيميا؟……..بكره نفسيتها تتصلح ربنا يهديها ويوفقها ….. بس قوليلى عنيكى فرحانة اوى …. شكلك في حاجة
هدى : ايوة … في ورد وكارت جه النهاردة باسمى ….. عارفة من مين؟
بسمة : قولى مين بسرعة …. بدل هاااااااااا
هدى : من مستر عادل …. لما عرف الخبر كلم اخته وبعت الورد ….. وكلمتنى في التليفون وبركتلى وطمنتنى عليه وقالت انه كويس …. وانه مستريح في الشغل الجديد
بسمة : وايه اللى مفرحك اوى كده ؟
هدى : يعنى مش زعلان منى وبيتمنالى السعادة ….. بجد هم كبير وتشال من على كتفى ….. كنت حاسة بذنب رهيب
بسمة : سبحان الله ….. الطيبة اللى في قلبك بتنور وشك
بسمة ( في سرها ) والغيرة اللى في قلب شاهى بضلم وشها وبتبعد الناس عنها
يا ترى هدى هتعمل ايه مع باباها….
كلمة واحدة تقلب الموازين ….. من الرفض الى الخضوع التام …… من الثورة والغضب والدفاع عن الحلم ….. الى الانصياع الى تنفيذ الاوامر ….
بسمة : مش مصدقة ودانى ….. تكتبى اول رغبة كلية الطب ….. ازاى ؟؟؟؟؟؟
هدى : تصمت
بسمة : والكلام والاحلام عن الالوان والمستقبل اللى مستنيكى ….. حبك للرسم والتصميمات ….. اللى يشوك وانتى بتقولى هقنع بابا ….. ما يشوفيكش وانتى مستسلمة وساكتة ….. اتكلمى ازاى ؟؟؟
هدى : كل كلامك صح ….. جهزت اللى هقوله لبابا علشان اقنعه ….. وازاى اشرحله وجه نظرى …. وانه مهندسة شاطرة افضل من طبيبة فاشلة ….. وجهزت نفسى لاى انفعال وعقاب من بابا ….. وانى هستحمل وادافع عن حلمى للنهاية….
بسمة : وبعدين ايه اللى حصل ؟؟؟؟؟
هدى : ولا كلمة ….. ما دنيش فرصة اتكلم ولا كلمة ؟
دخل بابتسامة عريضة …… شرفتينى وطولتى رقبتى …… كل زميلى واصدقائى بيهنونى عليكى ….. اول خطوة في تحقيق الحلم ….. عارفة يا هدى حاسس انى اتولد من جديد ورجعت شباب تانى ….. عمر فوق العمر ….. اسم دكتور شاكر عبد اللطيف الجمال هيفضل في الدنيا ….. بينتى هدى هتشيل اسمى اللى بنيته طول عمرى بتعبى وكفاحى سنين طويلة ….. كان نفسى في ولد يحمل اسمى …. لكن ربنا كفأنى باجمل واحلى واشطر بنت بتحب باباها ….. اخيراً حلمى هيتحقق …… عارفة جهزتلك اوضة كبيرة في العيادة ….. نفسى يجى اليوم واشوف اسمك مكتوب جنب اسمى على العيادة …… وبفكر نعمل مستشفى ….. وانتى طبعا النائب بتاعى ….. هديكى كل خبرتى ….. واختصر معاكى السنين ….. هتكونى اصغر واشطر دكتورة مخ واعصاب …. كل اللى انتى عايزاه هيتنفذ ….. ورينى كده الرغبات …… انتى لسه مكتبتيهاش ……. اوعى تكونى مترددة ؟ …… لو بتحبنى وعيزانى أكون مبسوط وراضى عنك ……. لازم تحققى حلمى ….. والرسم والديكور هواية ……. عندك مكتب عمك اتدربى فيه …. ومارسى هويتك في الاجازة ……..وجاب الورق بتاع الرغبات وبتدى يملاه ….. وهو في منتهى السعادة …… ولما خلص قالى كده بينتى حبيبتى ….. اللى بتحب باباها ….. طول عمرك مطيعة وطيبة وبتسمعى الكلام …… واخد الورق علشان يوديه مكتب التنسيق
بسمة : وانتى موافقة ؟
هدى : مقدرش اكسر فرحته ….. ولا اخيب امله فيا ….. ولا هستحمل انه يكون زعلان منى ….. وأكون سبب همه …. حطنى في اصعب اختيار …. حبى لوالدى وحلمى؟؟؟؟
بسمة : على العموم ربنا يوفقك ….. وفيه دكاترة كتر اشتغلوا وتفوقوا في مجالات تانية غير الطب …… يلا انزلى معايا
هدى : على فين ؟
بسمة : وده سؤال ؟ ….. نشترى شوية لبس جديد يليق بالجامعة …… اختاريلى شوية اطقم على ذوقك الجميل
مهندس كمال : انتى ممتازة يا هدى …… التصميمات اللى عملتها كويسة جدا ….. زى ما توقعت بالظبط ….. انتى موهوبة بالفطرة ومع العلم تصميماتك بتتحسن ….. وواضح ان مهندس معتز بيشرحلك كويس ….. في اجازة اولى وتانية اتعلمتى حاجات كتير
معتز : بصراحة هدى ممتازة ….. وبتستجيب بسرعة كبيرة …… واحسن حاجة فيها انها مابتكررش نفس الغلطة مرتين ….. وبتاخد بالها كويس جدا من كل معلومة
هدى : ربنا يخيكى يا عمى ده بفضل تشجيعك ليا ….. وبشمهندس معتز بيشرح كويس جدا …. وبيستحمل اسألتى الكتيرة
مهندس كمال : لازم تذكرى الكتب اللى بدهالك كويس …… علشان تكونى متمكنة بالعلم والخبرة العملية …. يلا يا دكتورة على مكتبك
هدى : لا يا عمى ….. دكتورة في الشتا بس …. وفى الصيف مع حضرتك مهندسة
معتز : مش عارف ليه كل ما قرب منك بتبعدى ؟
هدى ( يحمر وجهها ): بشمهندس معتز ….. ليه بس الكلام اللى حضرتك بتقوله ده؟
معتز (يقترب اكثر ) : أكيد انتى فاهمة
هدى : بشمهندس بعد اذنك ….. انا مش فاهمة حاجة ….. ومش عايزة افهم حاجة ؟
معتز : السنة الدراسية قربت تبتدى ….. ومش هشوفك
هدى : بشمهندس بعد اذنك ….. احنا زمايل في المكتب …. وحضرتك بتعلمنى ….. وانا بقدر حضرتك جدا
معتز : بس انتى بالنسبالى اكتر من كده بكتير ….. ممكن نتكلم في مكان غير المكتب
هدى : انا اسفة جدا ….. لا في المكتب ولا بره المكتب
معتز : انتى فهمتينى غلط …. انا اسف مش قصدى
هدى : لو سمحت كفاية لحد كده
معتز : اهلا اهلا انسة شاهى
شاهى ( كانت تسمع كل كلمة قبل دخولها الى مكتب معتز وهدى ) : ازيك يا معتز عامل ايه؟
هدى : ازيك يا شاهى
شاهى : اهلا (بسرعة وعدم اهتمام لهدى) ….( بدلع ورقة ) معتز كنت عايزة رأيك ؟ انت عارف انى بثق في ذوقك جدا ….. عايز اغير ديكورات الشقة ….. عايزة شكل جديد
في اليوم التالى مهندس كمال : اقعدى يا هدى عايزك في موضوع مهم
هدى : خير يا عمى ….. عملت حاجة غلط
مهندس كمال : لا يا حبيبتى …. خير …. انتى طبعا عارفة مهندس معتز ….. رأيك فيه ايه ؟
هدى (بارتباك ): رأى فيه … يعنى ايه ؟
مهندس كمال : اخلاقه يعنى وتعامله معاكى
هدى (بارتباك اكثر ) : كويس
مهندس كمال : يعنى لو اتقدملك ممكن توافقى عليه
هدى ( بخوف ) : لأ
مهندس كمال :لأ ليه ؟ …. انتى لسه بتقولى انه كويس …. وبصراحة هو أكفأ مهندس عندى ومحترم جدا وانا عارف اهله ناس كويسين جدا ….. وفوق كل ده بيحبك وعايز يتجوزك …… راجل دوغرى ودخل الباب من بابه …. وكلمنى امبارح وعايز يعرف ردك …. علشان يكلم والدك
هدى بمنتهى القلق والخوف والارتباك ) : ارجوك يا عمى اعتذرله
مهندس كمال : ليه يا بينتى ؟ ده انسان كويس
هدى (وامتلأت عيناها بالدموع ) : علشان هو كويس …. بلاش يكلم بابا ….. حضرتك عارف بابا ورأيه ورد فعله …. وانا مش مستعدة انه يعمل معاه زى ما عمل مع مستر عادل
مهندس كمال : ادى نفسك فرصة تفكرى
هدى : افكر في ايه يا عمى …… انا عارفة بابا ….. هيرفضه وهيمنعنى انى اشتغل مع حضرتك في الاجازة ….. وكده ممكن اموت فيها ….. اشيل ذنب انسان كل جريمته انه معجب بيا واتحرم من اكتر حاجة بحبها في حياتى ….. ارجوك يا عمى اعتذرله
مهندس كمال : يعنى تتنازلى عن الدراسة اللى بتحبيها وكمان مستقبلك وحلم كل بنت بالزوج والاولاد
هدى ( لا تجد غير الدموع )
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية وجه في القلب)