روايات

رواية شقية ال غفران الفصل الخامس 5 بقلم ميادة مأمون

رواية شقية ال غفران الفصل الخامس 5 بقلم ميادة مأمون

 

البارت الخامس

 

تعدي من السنة دي أعمل إيه ما انت عارفة بقى ياشيماء أنا بحبها أد إيه ومستني اليوم اللي تخلص فيه بفارغ الصبر عشان نتجوز.
تملك الغيظ منها وأمتلئت عيناها بالدموع ثم رحلت قبل أن تبكي أمامه
برغم انه شعر بالضيق مما هتف لها به إلا انه أصبح كالمغيب ذهب واستقل سيارته ولا يشغل باله الأن سوى رؤيتها ومعرفة كل شئ منها هي ليس غيرها.
كاد القلق ان ېقتلها جلست على المقعد المخصص لها وجبهتها تلمع من قطرات العرق التي تجمعت عليها لا تعلم لما تملكها التوتر هكذا هل هذا وهن من شدة جوعها فهي منذ ظهر أمس لم تذق اي طعام أم يكون هذا نتيجة الخۏف نعم هو الخوفمنه ومن غضبه عليها حين تلقاه
على كل ليس هذا وقت التفكير فيه وعليها ان تنتظر ورقة الأجابة مثل كل مرة.
وإذا بها تجد مراقبة اللجنة تقف فوق رأسها بتلك الورقة.
أتفضلي يا ست ليلة ورقة الأجابة أها زي كل أمتحان عالله بس تعرفي المعلم يونس والمعلم ياسين إننا مش مقصرين معاكي وتدوقونا بقى من لحمتكم.
إذا لقد خدعها هذا المدرس الفز وصور لها أنه هو من يقف بجانبها وكان العكس صحيح من يساندها هم رجالها اقرب اثنان لها ولا يمكن ان يقف بجانبها احد غيرهم شقيقها وحبيبها زوجها
الذي لا ينجو دائما من أفعالها الطائشة
دونت إسمها على الورقة وارتمت برأسها عليها وقد أشتد عليها بالفعل الأرهاق.
الله مالك يا ليلة فيكي إيه يا بنتي.
مش عارفة يا ميس أنا تعبانة أوي.
ذهب ليمارس عمله مثل كل يوم وقبل إنتهاء موعد إمتحانها الأخير كان يقف بسيارته ينتظرها
جميع الفتايات تترجل امام عينه إلا هي حتى شيماء خرجت ورمقته بنفس النظرة الغاضبة ومع ذلك لم يبالي بها وعاد لينتظر.
ليجد فتاة قصيرة بعض الشئ تأتي مسرعة إليه.
معلم يونس.
قضب ما بين حاجبيه ناظرا لها متسائلا.
نعم إنت
مين يا حلوة.
أنا رباب صاحبة ليلة هي تعبت في الأمتحان والحكيمة معلقة ليها محلول في أوضتها.
بدون تردد جرى نحو باب المدرسة وهو يناديها.
تعبت ازاي تعالي وريني أوضة الحكيمة دي فين.
ثم همس لنفسه.
و ديني لو كان مقلب من مقالبك ياليلة لكون انا اللي معلقلك المحلول بنفسي.
ولج غرفة الحكيمة واللهفة واضحة عليه لكنها تحولت لجمود حين رأى ذلك المدعو مستر عادل يقف مع مديرة المدرسة وبعض المدرسات.
يونس.
قالتها شقيته اللعېنة بوهن ألم قلبه وجعله يقترب منها ويمد يده لها لتتشبس بها.
إيه يا حبيبي مالك مانا سايبك كويسة الصبح.
لتقترب منه مديرة المدرسة هاتفة.
ماتقلقش عليها يا معلم يونس هي بس جسمها ضعيف شوية وشكلها مابتكلش كويس معقول برضو بنت تجار اللحمة تكون ضعيفة بسبب قلة الأكل.
شوفتي يا ليلة أديكي جيبتلنا الكلام عشان اقولك افطري الصبح ماترديش المهم يا استاذتنا الامتحانات الله يرضى عليكي.
لا ماتقلقش كله تمام حتى اسألها.
الله يخلهملك يا رب.
وهنا تدخل مستر عادل في الحديث.
مين دا.
نعم يا حبيبي.
وقفت المديرة بينهم منهية الشجار قبل ان يبدء.
ودا سؤال بردو تسأله يا مستر دا يبقى المعلم يونس غفران إبن عم ليلة حد بردو مايعرفش كبار عيلة غفران أشهر جزارين المنطقة.
هذه المرة اكتفى بهذا التعريف لأمر ما داخل رأسه هو فقط ليستمع بترحيبه.
والله انا اول مرة يحصلي الشرف يا حضرة المديرة اهلا بيك يامعلم.
مد له يده بالسلام فاتصنع عدم رؤيته والټفت إليها قائلا.
اهلا طب إيه إنت لسة تعبانة يابت ولا إيه.
يونس أنا عايزة اروح.
طب تمام يلا بينا اشيلك يا ليلة.
للتدخل الحكيمة بالقول لتمنعه.
لاء مش هينفع استنوا بس شوية لحد المحلول ما يخلص.
محلول إيه يا أبلة فكلنا البتاع دا الله يرضى عليكي إحنا بس نوصل للبيت والحاجة مرمر تعملها من إيدها طبق كبدة بلدي وبعد كده هتقوم زي الحصان قولنا بلاش نتعب نفسنا في المذاكرة وكله هيبقي تمام بس تقولو إيه بقي غاوية تتعب وتتعبنا معاها.
ضحك الجميع إلا هذا الشاب الذي ينوي على شطر رأسه اليوم.
بس اللي بتقوله دا غلط.
نعم إنت مين يا حبيبي بالظبط هو في إيه يا حضرة المديرة لا مؤاخذة.
ولا في اي حاجة يا معلم طبعا تقدرو تمشوا بس الافضل تجيبولها دكتور البيت وماتقلقش عليها في باقي الأمتحانات.
أومأ لها بالموافقة وهو يراها تزج الاخر للخارج وتزجره بعينها.
ليرمق بدوره شقيته ويشير لها بعين جامدة..
يلااا
تركها تعتدل وحدها وتعدل حجابها على رأسها ثم
وعندما لاحظ ملاحقة هذا المدرس اللزج لهم انحنى عليه ليميل مقعدها للخلف ويجعلها في وضع النائمة حتى يخفيها عن نظره وإذا به يغلق بابها پعنف ويذهب إليه.
اقترب منه ووضع يده ليربت براحته على كتفه هاتفا.
ألا قولي يا غالي إيه مشكلتك معانا بالظبط.
لم يفهم هذا الأبله لغته وقضب ما بين حاجبيه مرددا.
لاء أنا ماعنديش اي مشكلة معاك بالعكس دانا يشرفني إني اتعرف عليك وعلى اخو الأنسة ليلة.
وإحنا مايشرفناش.
تفاجأ برده العدواني ولغته السوقية النائية ليستمع إلى تهديده الظاهر للأعمى.
بقولك إيه إنت شكلك شاب ابن حلال وعلى الله حكايتك أحسنلك تبعد عننا وعن اللي يخصنا الا ياحلو إنت ماتعرفنيش اسأل اي عيل صغير من شباب المنطقة عليا
هيقولك إن اللي يعادي يونس غفران مابيسميش عليه تمام
ياغالي اللهم بلغت.
تركه ورحل بسيارته وبها دون أن يفهمه لما كل هذا العداء
وفي طريق العودة أعدلت المقعد بيدها واقتربت برأسها تسندها على كتفه هامسة.
يونس.
الله يحر.. ق يونس على اللي جا… يونس تعرفي تخرسي لحد مانت.. نيل نوصل.
أنا بحبك.
يلا مكر تلك الشقية تشعل الن..ار بجسده بالكامل وبلحظة تجمد الد.. ماء في وتينه وتاسره بمجرد كلمه.
مش بترد عليا ليه قولهالي يا يونس.
إنت بتعملي فيا كده ليه يا ليلة غاوية تعذبيني يعني.
لاء المرة دي أنا تعبانة يا يونس بجد والله.
مين المدرس المأ..ع دا يابت دا بتاع الهيلهوب مش كده.
كادت ان تبكي من صراخه عليها وهو يتوقف امام المنزل ويحملها برفق أمام شقيقها الذي جري عليها.
مالها البت يا يونس عملت فيها إيه ياض.
إتن..ل إنت كمان على عينك هعملها إيه وهي في الأمتحان يعني دي الهانم تعبت وعلقولها محاليل في المدرسة لاء والمديرة اتريقت علينا وقالتلي غذوها.
كدة برضو يا بنت ابويا الله يسامحك ياليلة طلعها ياخويا لامها خلينا نسمعلنا صرختين بقالنا يومين عايشين في هدوء والناس ماسمعتش حسنا.
وهذا ما حدث بالفعل أول مارأته مرمر وهو يدلف بها اصدحت الصړاخ وهي تسبه بافظع الالفاظ.
يا لهووووي بنتي أرتحت يابن ال….. يا….. اخدت البت الصبح وردة مفتحة ومرجعهالي خلصانة يا ع…
الله يسلمك يامرمر.
قالها يونس ساخرا من سبابها زاجرا الأخرى وموقفها على قدميها وإذا به يزجها بين ذراعيها صاخبا عليها.
ماتردي ياختي على امك بدل قلة القيمة دي ثم ترجل للاسفل لبضع ثواني.
عايزة كيلو كبدة يامعلم ياسين.
عيوني يا ام احمد حاضر.
وقبل ان يمد ياسين السك.. ين ويقطع من الكبدة وجد من يسحب الصينية باكملها من تحت يده.
الكبدة خلصت يا حاجة شوفي عند هشام في المحل التاني او عند اي جزار تاني.
الله واخد الصينيه ورايح على فين ياض انت يونس بلاش وقف حال يلااا.
اعملك قافلة يا ياسين الغدا النهاردة كبدة بلدي مش خسارة في ليلة ياض.
عليك وعلى ليلة في ساعة واحدة يا أخي.
لتتدخل المراءة العجوز في حديثهم قائلة.
يعني هتديني كبدة ولا لاء يا ياسين.
ليهتف هو منزعجا.
ماقالك مافيش يا ام احمد روحي شوفي عند هشام دا إيه وقف الحال دا ربي.
دلف إليهم ليجدهم جميعا بغرفتها فنادى على الخادمة واعطاها ما بيده ودلف إليهم.
ربتت ريم على صدره بهدوء هاتفة.
تعيش وتفضل سندها دايما ياحبيبي طمني چرح إيدك عامل إيه دلوقتي.
إعتلى جانب شفاه العلوي دليلا على سخريته وهتف.
والله باينها مش ناوية على كدة ياريم اطمني يا حبيبتي انا ايدي كويسة الحمدلله.
ثم وجه الحديث لوالدتها.
ماتقومي يا مرمر تعمليلها طبق كبدة كدة من ايدك الحلوة دي خليها تاكل وتتغذى بدل ماهي ف…. بقلة اكلها دي.
عيني يا حبيبي اعملها وانا عندي اغلى منكم عشان اعمله يعني.
رفع حاجبه الايمن من سرعة ذات الجسد المرمري المتخضم وهي تجري للخارج لتنفذ له طلبه.
بس عالله بقى تقدر عليها وتاكلها يا يونس.
جلس بجانبها على الفراش معطيها ظهره وبطريقته الټهديدية هتف.
دانا هاقدر عليها وعلى اللي يتشدد لها.
ثم نظر إليها بطرف عينه وكأنه يحزرها من القادم وهمس.
واللي يفكر يبصلها بس مش يقرب منها الله في سماه لكون فالقه نصين.
ربتت ريم على ظهره لتنبهه بوجودها.
ودا مين اللي يفكر يعملها بس يا اخويا ما الكل عارف إن ليلة تخص يونس وبس.
زفر تنهيدة قوية ورفع وجهه لشقيقته امرا لها.
روحي ياريم إعملي ليها كوباية عصير طازة كبيرة وهاتيها ليها معلش.
عيني ياحبيبي وهاعملك معاها كمان.
ذهبت وتركتهم وحدهم مغلقة عليهم باب الغرفة
وحين استمع لشهقاتها اعتدل جالسا بجانبها غارزا اصابعه في خصلات
شعرها.
بټعيطي ليه دلوقتي.
رفعت راسها قليلا وإذا بها تريحها على فخذه هامسة.
عشان إنت مزعلني يا يونس.
أبتسم ساخرا علي دلال صغيرته.
أنا بردو اللي مزعلك مش بقولك إنت هاتجلطيني وربنا.
ايوة عشان انا قولتلك بحبك وإنت زعقتلي وماردتش عليا.
هامسا لها….
عشان إنت عارفة أنا بحبك اد إيه عارفة بغير عليكي ازاي وعارفة إن مافيش حد في الدنيا دي كلها ممكن أهتم بيه غيرك إنت.
يكفيها ما أستمعت إليه ونالته من حبه الأن لقد أرضاها وارضى قلبها بل وانعش غرورها وهذا يعني الكثير.
هي ليلة غفران ملكة متوجة على عرش قلبه هو يونس غفران زينة شباب حيه بالأكمل كبير على كل الرجال برغم انه شابا في ريعان شبابه وهيبته تجعل الكل يعمل له ألف حساب.
إذا هذه فرصته ليحصل على موافقتها دون اي ضغط من أحد.
كلها كام يوم يا روحي وتبقي في حضڼي علطول.
بشعور تلقائي غامض وجدت نفسها تبتعد عن صدره وتجلس منحنية علي نفسها بحزن.
كا نفسي أطلع شقتي وأنا عروسة ولابسة فستاني الأبيض.
هذا ما ينقصه الأن أتبحث له عن المشاكل ام انها تريد دائما ان تعكر صفو مزاجه.
نفض كنزته القطنية من على صدره وهب واقفا صاخبا عليها.
اعملها ازاي دا بقى يا ليلة هانم دانت ناقص تقوليلي اعملي فرح يا يونس
انت ناسية ياختي إن ابوكي مافتش على ۏفاته شهر لسه.
بكت واحمرت وجنتيها من شدة حزنها وهمست بوهن شديد.
وعشان كدة قولتلك نستني شوية إنت اللي مش راضي يايونس هو انا مش من حقي إن افرح بنفسي وأنا عروسة زي كل البنات يا اخواتي ليه يعني هو انا كنت بايرة ولا خرج….
أخرسي يابتتتتتتتت.
العصير يا يونس.
قالتها ريم التي دلفت مندهشة من صراخه وبكائها للتعجب أكثر من تفظظه وذهابه هكذا.
أهي عندك اها طف…. هي.
وضعت الأكواب جانبا وجلست بجانبها لتضمها إلى صدرها هاتفة.
إيه اللي حصل تاني بس لا والنبي دانتو باينكم محسودين ولا معمول ليكم عمل.
دلفت عليهم مرمر ايضا وهي تهتف بإنزعاج
عملهم إسو.. اشجان هي واختها وبنات اختها الأتنين هي امك هترتاح ياريم إلا ما تفشكل الجوازة وتخرب على بنتي والنبي تلاقيها هي اللي مشب… لهم تعالي ياقلب امك في حضڼي قوليلي حصل بينكم إيه تاني ياخيب… التقيلة.
حكت لهم كل ما حدث وحديثها دق باب الحزن في قلب والدتها فهذا
أيضا ما كانت تتمناه فهي مثل كل أم تريد أن تفرح بإبنتها وتراها وهي عروس
لكن قد حسم الأمر في هذا القرار وتحالف شقيقها مع حبيبها واعطى لعمها الموافقة فلا يوجد بيد والدتها شئ لتفعله الأن إلا أن تطيب خاطرها وتهدئها ببعض الكلمات البسيطة.
على فكرة بقى إنت اللي غلطانة المرة دي يا ليلة.
أنا يا ماما طب وانا غلطت في إيه بس.
جلست ريم بجانبها هي الأخرى قائلة.
أقولك أنا غلطتي في إيه مش إنت يا بنتي لما اټخانقتوا المرة اللي فاتت وياسين دخلك وقعد معاكي مش قولتيله انك خلاص موافقة وبناء على كلامك هو وقف قصاد ابويا وقاله مش هنستني الست شهور وانه موافق على جوازكم أخر الشهر دا.
أيوة حصل مابنكرش يا ريم.
وضعت مرمر راحة يدها على وجنة ليلة مجبرها على الإلتفات بهدوء لها.
ولما هو حصل ليه بتلوعيه بالكلام بقى يعني تقولي موافقة من يومين وتيجي النهاردة ترفضي.
مارفضتش يا ماما أنا قولتله كان نفسي حاجة وبحلم بيها زيي زي اي بنت في سني طب بزمتك يا ريم إنت ماكنتيش فرحانة بفستان فرحك مافرحتيش وإنت شايفة نفسك عروسة في المرايا.
ألقت بنفسها بين ذراعيها وزاد بكائها ربتت ريم على ظهرها بتفهم وأردفت لوالدتها بحزن.
والله معاها حق.
ضړبت مرمر فخذيها وهبت واقفة هاربة من امامهم قبل أن تبكي هي الأخرى.
عارفين يا أختي إن معاها حق بس نعمل إيه بقى أدي الله وادي حكمته.
جلست على إحدى المقاعد بالخارج واسدلت هاتفها من سيالة عبائتها ناوية الاتصال به.
بعد ان ترجل للأسفل بوجهه الواجم لم يصعد إلى بيته بل فضل المكوث وحده في الشارع
إنتشل مقعد خشبي من أمام محل شقيقه ولفه بين يديه وجلس عليه حيث كان ظهر المقعد أمام صدره ثم اشعل سيجارته وبدء ينفث دخانها بشراهة.
رن هاتفه معلنا له عن إتصال ما امسكه وفتح المكالمة متأففا.
نعم.
أجابته مرمر من على الطرف الأخر.
يعني يا خويا قولتلي اعملي الكبدة بأيديكي وسيبتني ونزلت أنا قولت انت نفسك فيها وهتاكل قبل ما تأكل البت.
لاء خلاص نفسي اتسدت والبركة في بنتك وعاميلها معايا.
طب تعالى اطلع انا عايزاك.
لاء مش طالع وأطلعو من دماغي بقى عشان لو طلعت همد ايدي عليها تاني وتزعلوا كلكم.
كدة يا يونس طب انا هاسيبك بس اعمل حسابك بقى انها لو ماكلتش هتفضل تعبانة ودا معناه ان جوازكم يتأجل.
كادت أسنانه ان تقطع شفاه السفلى من شدة ضغط اعصابه وتلفظ سبه من بينهم ضاجرا.
… تمام كده إنشالله ماكلت ياستي وأقولك على حاجة تانية ربنا ياخدني عشان بنتك ترتاح وتاخد بالها من أكلها الجوازة تتأجل الجوازة تتلغي خلاص مابقتش فارقة معايا يالا بقى سلام.
ينيلك استنى ياواد ماتقفلش انا لسه بكلمك ألو ألو.
أغلق الهاتف بوجه يكاد ينفجر من شدة إحمراره ثم ألقى بسيجارته ودعسها تحت حذائه وصعد إلى منزله.
كل هذا كان يحدث تحت نظرات ياسين الذي فضل الصمت وعدم التدخل إلى ان ينهي عمله يصعد إليهم.
وبالفعل هذا مافعله ظل محتفظا بهدوئه إلى ان تحمم وبدل ملابسه وهو ينصت لتلك الثرثارة التي حكت له كل شئ دون ان يطلب منها أو حتى يعقب على كلامها.
الله إنت ساكت يعني مش بترد عليا ليه يا ياسين.
ارد أقول إيه بس يا ريم انا زهقت من دلع البت دي ودماغ اخوكي الناشفة معاها وكل ما أقول أقسى عليها أفتكر خوف أبويا مني عليها وغضبه عليا بسببها اقعد اراجع
نفسي قبل ما أتعصب عليها تاني.
ربتت ريم على كفه الغليظ وأنارت وجهها بإبتسامة لطيفة.
والله يا حبيبي انا ما مصبرني ومخفف عليا حزني على عمي غير تغير طبعك وظهور حنيتك وخۏفك علينا كدة.
ضم قبضته واسند بها وجنته ثم تنهد مردفا.
عارفة
يا ريم انا مش غايظني ومنكد عليا غير الكام كيلو كبدة اللي اخوكي طلعهم وخسرني بيعتهم وفي الاخر مش هيتاكلوا.
ضحكت بصوت عالي رغما عنها وبدئت تجذبه من يده هاتفة.
مين قال كده طب دا حتى ماما مرمر عاملها النهاردة بتحبيشة هايلة يلا قوم عشان تدوق وتاكل بمزاج وكمان عشان تفوق ليلة وتخليها تاكل معانا دي مأكلتش حاجة من أمبارح وتعبت النهاردة.
إستجاب لها وجعلها تتقدمه ليحمل هو صغيره على ذراعه وتبعها للأسفل.
أه مانا شوفتها والبيه جايبها من المدرسة يلا ياستي أما اشوف اخرتها مع اخوكي دا إيه.
وعندما دلفوا شقة والده لم يجدوا احدا بالخارج فأختصروا المسافة من باب الشقة إلى غرفتها سريعا.
وجدوها نائمة في فراشها مرتدية منامة سوداء منطوية على نفسها أخذة وضع الجنين دامعة العينين و والدتها تجلس متربعة القدمين صامتة وعلى وجهها ارتسمت معالم الحزن.
رفع ياسين حاجبه متعجبا من هيئتهم مرددا.
مالكم في إيه اللي يشوفكم كده يقول ابويا ماټ تاني النهاردة في إيه ياما.
لطمت كفيها ببعضهم وقالت بكل هدوء.
مافيش حاجة يا حبيب امك اصل يونس خلاص جاب اخره من عمايل اختك وقالي بنتك عايزة تأجل الجوازة تأجلها عايزة تلغيها كمان ماعندوش مانع.
اقترب من الفراش وجلس بجانبها من الجهة الاخرى لتكون هي في المنتصف وإذا به يرفعها بين يديه ويسند ظهرها على وسادتها.
وهو دا بقى اللي مزعلكم طب يارب يصدق ويعمل كده دا حتى تبقى بركة ياجامع انها جات منه.
كاسيل المطر ظلت تسقط دموعها لتسمع نواح والدتها بجانبها.
إنت اللي بتقول كدة طيب وماله يا اخويا اللي تشوفه مانت راجلنا دلوقتي ومافيش كلام بعد كلامك.
أما اعمليلك افلة الله يرضى عليكي مش هانقعد نندب وننوح جنب البت مافيش حاجة حصلت تستاهل دا كله قومي يلا وخدي ريم في ايدك شوفي هتحضرولنا ناكل في يومكم دا ولا هاتنكدو عليا زي كل يوم.
أحتل الوجوم وجهها وضړبت صدرها براحة يدها ثم اعتلى صوتها على صوته هاتفة.
ينيلك بقى ياواد هادي من يوم ابوك ما ماټ و أول ماتتعصب وتعلي صوتك يبقى عليا انا لاء بقولك إيه إتعدلي كده ألا ويمين الله مايعدلك ياخويا ألا شب… شبي.
ابتسم علي إنفعالها وراوغها ساخرا.
شب.. شبك حتة واحدة يامرمر وانا كبير كده وقدام مراتي وابني ماشي يا ست المعلمين علمي عليا كمان لو حبيتي بس ممكن تأكلني بقي وربنا انا جعان ياما.
قابلت ضحكه پغضب مصتنع وتغنجت في خطواتها مردفة.
ايوة كدة إتعدل ماتمدي قدامي ياريم مش سامعة جوزك وهو بيقول إنه جعان يا بت.
وارت ريم ضحكتها ونظرت لزوجها بتعجب ليغمز لها بطرف عينه ويشير لها بان تلحق بها موجها حديثه لشقيقته.
إيه بقى يا قلب اخوكي منكدة على نفسك وعلى الواد ليه يا بومه.
مسحت دموعها بقبضتي يدها ولفتهم حول خصر أخيها مردفة.
أنا مانكدتش على حد يا ياسين هو اللي عايز يعمل اللي في دماغه وبس ومش مديني فرصة اقول رأيي في اي حاجة.
وإيه الجديد يعني في كده ماهو دا يونس ماتغيرش ياليلة وبعدين تعالي هنا أنا مش اتكلمت معاكي قبل ماديله موافقتي وأقف قصاد عمك معاه وسألتك وانت
قولتيلي إنك موافقة يبقى فستان فرح إيه دا بقى اللي عايزة تلبسيه وأبوكي مافتش على مۏته شهر.
نفضت
يديها مصفقة بهم امام وجهه قائلة.
خلاص بقى ولا شهر ولا شهرين مش البيه عايز يلغيها خليه يلغي الجوازة دا لو يقدر.
علم أنها تفكر في فعل شيطاني من أفعالها فتسائل.
ناوية على إيه يا بنت أبويا.
عادت لرقدتها متمتة.
لاء خلاص مش ناوية على حاجة مش هو عاوز يبعد خليه بقى يبعد.
وفي المساء كان ياسين يجلس على مقعده الخشبي امام محله وفي يده لي الأرجيلة.
وها هو يترجل من بيته قاصدا الجلوس معه كعادتهم ليجتذب مقعدا ويجلس بجانبه بوجهه العابث.
يابجا…حتك يا اخي بقى تسيب أختي العصر وتيجي تقعد معايا باليل.
أسيب مين إنت عب…يا ياسين.
ضحك ساخرا منه.
هاء طب مانا عارف ولما انت مش هتسيبها قولت الكلام دا لأمي ونكدت عليهم ليه يا غبي.
نظر إليه پغضب وتأفف قائلا..
عشان زهقت منها ومن عمايلها يا ياسين دي بتلاعبني كل شوية برأي منين موافقة عالجواز من غير فرح ولا هيصة ومنين عايزة تلبس فستان فرح البسها عروسة عشان تطلع من العمارة دي تدخل العمارة دي يا ياسين.
قولنا عيلة ولسة صغيرة قولت مالكش فيه
قولنا اصبر شوية وافرح وفرحها قولت مافيش صبر حقها بقى يابا.
هكذا زمجر في وجهه عاقدا حاجبيه بتعصب.
تعصبه هذا جعل الأخر يبتسم رغما عنه..
حمدلله على السلامة يامعلم ياسين والله ما لايق عليك دور الشاب الهادي دا ياجدع.
طلع او… ما فيا وارجع اشتكي يا يونس.
بحبها يا ياسين وخلاص مش قادر على بعدها عني.
احلها ازاي دي بقى.
أنا عندي الحل بس مش عارف إنت هترضى بيه.
صمت تام دام بينهم لدقائق وكل منهم ينظر في عين الأخر بعدها ركل ياسين أرجليته بقدمه وجذب الأخر من تلابيب قميصه القطني وأوقفه أمامه مصرحا له پغضب.
إنت إتجننت يلا عايز ليلة بنت المعلم سليم غفران ست بنات الحتة كلها تبقى دخلتها بلدي…
أنزل يده رابتا عليها بهدوء هامسا له.
لاء طبعا عمري ما افكر اعمل كده دي ليلة يا ياسين.
نفض كنزته وجلس مرة اخرى واضعا قدم فوق الأخرى.
أومال معنى كلامك دا إيه هي ليها حل تاني.
عاد لجلسته بجانبه وبدء يلقي عليه ما فكر فيه.
اه ليها احنا هنعمل الصوان وند…بح الدا.. بايح ونعزم رجالة العيلة والمعارف واهل الحتة والكل ياكل وبعد كده اطلعها شقتها عروسة بالفستان الأبيض زي ماهي عايزة.
نعم يا اخويا مش بقولك إنت عب.. مانت عارف ان الحكاية دي عشان تتم لازم الحريم كلها تكون سابقاك جوه الشقة وحاضرين الليلة من أولها يا….
ضجر من سبابه له وكظم غيظه بأعجوبة…
على چثتي إن اخلي حد يدخل قبلها ولا بعدها يا ياسين ولا حتى امي او أمك ارتحت كده يا عم.
والمنديل!!
رمقه پغضب سائلا بعينه فقط.
إيه مش فاهم يا حي… مانت عارف ان الرجالة اللي انت عايز تجمعهم دول مش هيمشو غير لما يشوفه.
أومأ له وازاح وجهه للجهة الاخري متلفظا بالسباب قائلا.
أبقى احدفهولك من الشباك وخلاص.
قوم يا ابن ال… ياوا.. من قدامي قوم يلا.
ماشي هاقوم بس انت ماتقولهاش حاجة من الكلام دا عشان خاطري وهي كدة كدة مش هتفهم حاجة وهتفرح بنفسها زي ماهي عايزة.
ودي حاجة تتقال بس يا رب مرمر بقى هي اللي ماتقلبش الدنيا لما تعرف وتخرب عليك خطتك يا حلو.
ماتقولش لحد خالص خليهم يتفاجئو كلهم واللي يسئل فيهم نقوله بنعمل إشهار وخلاص المهم اخر امتحان ليها بعد بكرة روح وديها انت الامتحان عايزها تفضل فاكرة إننا متخاصمين خليني اعملها ليها مفاجئة بقى.
دي هتبقى مفاجئة من… على دماغي انا وانت يا عملي الاسود في الدنيا.
بقلم يميادةمأمون
ذبل وجهها الجميل من شدة
حزنها لم تمر عليهم كل هذه المدة من قبل في الخصام يومان بحالهم وهو صامد ولم يأتي لمصالحتها كعادته
من أين اتى بكل هذه القسۏة هذا الذي كان يجن وينفعل إذا رأى دموعها.
أرتدت زيها المدرسي واستعدت للذهاب للأمتحان معتقدة انها ستجده ينتظرها بالأسفل
مثل كل مرة لكنها تفاجئت حين فتحت الباب بوجود شقيقها أمامها.
كويس إنك جاهزة يا ليلة يالا بينا يا حبيبتي.
أندهشت من حديثه و وجوده أمامها.
يالاا بينا على فين يا ياسين هو إنت…
قاطعها قائلا وهو يترجل بها.
انا اللي هاوديكي الامتحان ماهو مش معقول عشان الباشا مخاصمك اسيبك انا بقى تروحي لوحدك مدرستك.
بللت الدموع اهدابها واحتضنته قائلة.
ربنا يخليك ليا يا اخويا.
ربت هو على ظهرها بحنان وقبل رأسها قائلا
ويخليكي ليا يا قلب اخوكي.
وقفت امام باب العمارة منتظرة شقيقها ان يأتي بسيارته لتتفاجئ بعنيدها وهو يتجه نحو سيارته
وقف ينظر لها في صمت غاضب فهي لم تحاول ان تهاتفه او تصعد أليه مثلما يفعل حين يغلبه شوقه إليها اما عنها هي فقد جرت لتختبئ من نظرته الۏحشية داخل منزلها بعد أن خانتها دموعها وانهمرت على وجنتيها.
للحظة فكر أن يجري لها ويضمها بين ذراعيه لكنه عاد وصبر نفسه بأن ينتظر حتي تعود وترى مفاجئته لها وقاد سيارته وذهب.
وفي طريقه وجد شيماء ذاهبة هي ايضا لأمتحانها فتوقف ونداها.
شيماء.
وقفت تنظر له بتعجب لماذا يناديها الأن وماذا يريد منها بعد ما قاله لها.
اركبي تعالي أوصلك.
من إمتى الذوق دا كله مانت كل مرة بتشوفني وانا ماشية على رجلي ولا اه النهاردة الليدي ليلة مش راكبة معاك فاقولت بقى ماتمشيش لوحدك مش كدة يابن خالتي.
تأفف من ڠضبها نافيا اي افكار سيئة وعزم امره على إصلاح العلاقة الاخوية بينهم.
لاء مش كدة اركبي ياشيماء دانت بنت خالتي يعني اختي يابت واخاڤ عليكي بردو.
كادت ان تسبه وتذهب لكنها رأت سيارة ياسين تسير بجانبهم وليلة بداخلها فقررت إخذ القليل من حق كرامتها واستقلت بجانبه.
جحظت عين ليلة وكادت ان تقفز من نافذة السيارة وهي تراها تجلس مكانها بجانبه لكن يد شقيقها منعتها واجتذبها لتعود لجلستها.
شايف إبن ال… بيعمل إيه يا ياسين.
رفع ياسين حاجبه صاخبا على لفظها.
من إمتى وإنت قليلة… كدة مش عايز اسمع الالفاظ دي منك تاني يابت.
دا بيعمل كدة عشان يغظني.
خلاص غظيه إنت كمان واعملي نفسك مش واخدة بالك بقى.
ظلت تقضم اظافرها وتفكر حتى وصل بها للمدرسة و اوقف السيارة فترجلت منها سريعا لتدلف للداخل.
اما الاخري وقف بجانب سيارته التي انزلها منها على بعد مسافةرقصيرة من المدرسة ظانا بذلك أن الأخرى لم تراهم سويا ومازل يحدثها وهو جالس في مكانه.
خلاص بقى يا شوشو رجعنا أخوات تاني ومافيش اي زعل مابينا.
ماشي كلامك يا يونس يلا سلام ومبروك يا عريس.
أوعي بس إنت توقعي بلسانك وتقوليلها حاجة.
أكتظمت غيظها بصعوبة وأردفت بضحك.
لاء من الناحية دي ماتقلقش خالص أصلا انا وهي مش صحاب اوي يعني والكلام بينا قليل.
هل تجعلهم ينتصرون عليها هكذا دون ان تأخذ حقها منهم سويا.
من وجهة نظرها وطفولة عقلها انه الأن خائڼ وعليها أن تأخذ ثأرها منه ومن عدوتها خاطفة الرجال كما أطلقت عليها
تحركت بإتجاه صديقتها بعد أن أكدت على شقيقها بألا يعود لأخذها وانها ستعود الى المنزل وحدها مع اصحابها.
وقفت بوجه واجم تنتظر قدوم سيارته وتريه نفسها لتعرفه انها رأته لكنها تفاجئت به يقف في أول الشارع
وينزل تلك اللعېنة التي اكملت طريقها سيرا على قدميها وعندما أقتربت منها سخرت بالفظ قائلة وهي موصودة اليدين..
لايق عليكي دور الدوبليرة دا أوي يا شيماء.
عقدت شيماء حاجبيها والتفتت عائدة لها متسائلة.
نعم أنت بتقولي ايه.
أيه ماسمعتيش ولا البعي اص…. بقولك لايق عليك دور البديلة دا اوي على مقاسك اصل هو دا تمامك كل ما ازعل منه واخاصمه شويه يضيع وقت
معاكي انت بس اوعي تطمعي في اكتر من كده اصله عمره ما هيحصل يونس دا بتاعي أنا فاهمة يا بت.
إنت بتخرفي بتقولي ايه هو انت ناسية إنه إبن خالتي زي ما هو ابن عمك بالظبط بس هقولك ايه معزورة والله ليك حق تفكري كده بعد ما حكالي انه سابك عن إذنك يا برنسيسة.
تركتها ورحلت وتركت الغيظ ينهش في عقلها.
طيب يا يونس إما وريتك بقى رايح تشمت
دي فيا أنا.
ظهر أمامها مستر عادل وبطريقته اللزجة اقترب منها.
صباح الخير علي الأنسة الجميلة اللي خضتني عليها لما تعبت.
لمعت عينها ببريق المكر وقد داهمت
رأسها فكرة لأخذ حقها منه هو الأخر ابتسمت له واردفت بدلال.
خضيتك
تلجلج لسانه وظهر الخجل عليه.
قصدي خضتينا كلنا عليك قوليلي عاملة إيه دلوقتي.
رمقت يده القابضة على يدها برقة وسحبتها بخجل.
الحمدلله يامستر بقيت كويسة عن إذنك بقى أنا هادخل لجنتي.
أه أتفضلي طبعا بس كنت عايز اسألك على حاجة كده.
إستدارت له منصته إلى حديثه الغير مفهوم.
حاجة إيه.
تحمحم منظفا حنجرة صوته قائلا.
أحم هو الاستاذ اللي جيه اخدك المرة اللي فاتت دا يبقالك إيه.
ها هي تحصل على إجابة سؤالها تشغل عقله ويفكر بها وهذا ماتريده.
قصدك على يونس دا إبن عمي.
إبن عمك بس يا ليلة مافيش حاجة تانية.
اه طبعا يا مستر مافيش حاجة دا ابن عمي وزيه زي اخويا الكبير بالظبط بس بتسئل ليه.
بصراحة انا كنت عايز اتقدملك يا ليلة وطبعا احنا هانخليها خطوبة بس لحد ما تخلصي الثانوية بس كنت عايز اعرف رايك الاول.
يالا حسن حظها يبدو ان كل الأمور تسير في صالح خطتها والماكرة مازلت مستمرة أحمرت وجنتاها المكتظة و وارت عيناها بخجل حقيقي هذه المرة واردفت له.
بس الحاجات دي انا مش ليا رأي فيها روح كلم أخويا المعلم ياسين واتفق معاه إحنا عنوانا…..
أشرق وجهه بفرحة عارمة واوقفها واساريره متهللة.
عارفه يا ليلة النهاردة بعد الأمتحان مايخلص هاحضر نفسي واروح أخر النهار اتكلم معاه..
جرت من امامه وهي مبتسمة لكن إبتسامتها لم تدم كثيرا عندما جلست ضاممة قبضتها أسفل وجنتها تفكر فيما سيحدث عندما يعلم يونس بهذا الأمر هل يستغنى عنها بهذه السهولة أم أنه سيق..تل هذا الشاب التي ادخلته دائرتهم.
عادت من إمتحانها ورأته يقف مزمجرا بوجهه العابث يناطح شقيقها بعداء ويتنابذو سويا بالألفاظ..
وماروحتش تجيبها ليه زي ما وديتها يا بني أدم.
ماخلصنا بقى يا ز.. انت قولتلك قالتلي ماتعطلش نفسك وانا هاجي مع اصحابي عايزني اجبلك دروفها واقفل المحل عشان احل مشاكلك إنت وهي.
انا جيت أهو يا ياسين.
قالتها وهي تقف خلف ظهره وتزيده ضجرا بسخطها هذا توجه حديثها لشقيقها وترحل هكذا دون ان تهتم به.
ليجيب
عليها ياسين ساخرا.
حمدلله عالسلامة يا قلب اخوكي دايما منورة حياتي يا ليلتي.
رمقها يونس بطرف عينه وهي ترسل للأخر قبلة في الهواء وتصعد للأعلى ضاحكة وإذا به يمسكه من تلابيب جلبابه الأبيض صارخا في وجهه.
هاتجلطني يا ياسييييييين.
بقلميميادة مأمون
صعدت للأعلي وقد تلاشت إبتسامتها من كثرة حزنها وولجت لتلقي بجسدها بين ذراعي ريم التي قابلتها بإبتسامة.
أهلا أهلا بصاحبتي واختي ومرات اخويا.
لم تبادلها التحية واكتفت بتنهيدة طويلة تنفستها على عنقها لتعقد ريم حاجبيها متسائلة لما الحزن.
مالك يا ليلة هو ماحدش وقف معاكي النهاردة في الأمتحان ولا إيه.
أومئت لها بالنفي ثم ابتعدت عنها لتذهب إلى غرفتها.
لاء يا ريم حليت زي كل يوم ماما فين اومال.
رفعت ريم حاجبها الأيمن وجاوبتها.
مريحة شوية في أوضتها بس قالتلي لما تيجي تبقي تدخلي ليها بس إنت مالك ايه اللي مزعلك كده.
مافيش يا ريم انا كمان هدخل أناملي حبة ولما أصحى ابقى اقعد معاها.
بدلت ملابسها وجلست على الفراش تفكر وتفكر لن يغفر لها ما سيحدث لن يتهاون في التسامح وربما سينفذ تهديده ويتركها للأبد
راسها المتخبط جعل دموعها تنهمر على وجنتيها لتدفث وجهها داخل وسادتها حتى تكتم شهقاتها إلى أن غفيت هكذا
ولا تعرف كم من الوقت مر عليها وهي غافية لكنها استيقظت بفزع على صوت حبيبها العالي وهو يتشاجر اسفل البناية مع أحدهم
والذي تعرف هويته جيدا اړتعبت اكثر حين استمعت لصوت صړاخ النساء بالخارج وجرت إلى النافذة لترى ماذا يحدث.
ويالا هول ما رأت
حبيبها يمسك مدرسها بيد وباليد الأخرى يقبض على ماديته الملطخة بالډماء ويتوسطهم شقيقها يحاول أن يفصل بينهم بدون فائدة.
كممت ثغرها براحتي يدها محاولة كتم صړاخها وهي ترى صدر ذلك الملكوم وقد چرح وڼزف الډماء ها هي تسمعها صريحة الأن لتدب الرجفة في جسدها مما جهر هو به.
دانا يونس غفران يلااااااا وحزرتك وقولتلك اللي بيجي علي سكتي مابسميش عليه تقوم تيجي يا عيل يا…. وتتحداني لاء وإيه جاي تخطب مراتي دانا هادف… هنا.
كفاية بقى يا يونس الراجل ھيموت في إيدك ياض.
صړخ بها ياسين ليحاول زجه بعيدا فأمسكه هشام من الخلف وتكاثر عليه الشباب لأبعاده رغما عنه وهنا الټفت ياسين إلى هذا المدعو عادل قائلا.
حقك عليا انا يا أستاذ بس بردو يابن الناس المفروض كنت تسأل قبل ما تيجي وتتقدم اذا كانت خالية ولا لاء وبعدين يعني ماخدتش بالك من الدبلة اللي في ايديها.
رفع وجهه للأعلى قليلا ليراها تقف باكية العينين فزجرها بنظرة غاضبة.
ماكانتش لابسة حاجة في إيدها يا معلم وسألتها بالأخص عنه قالتلي إنه إبن عمها
وزي اخوها بالظبط.
جحظت عين الأخر مما إستمع إليه وإذا به يدفعهم جميعا بعيدا عنه ويجري قاصدا مدخل عمارتهم صاعدا للأعلى ووجهه لا يبشر أبدا بالخير.
جرت ريم للداخل من الشرفة لتحاول ان تغلق الباب الرئيسي للشقة ومن خلفها مرمر التي ټضرب صدرها براحة يدها وتصرخ.
يا لهوي يالهوي هيموتها في ايدو النهاردة اجري يا ريم اقفلي الباب قبل ما يدخل يابت
لكنه كان اسرع لقد دلف ونفذ الأمر وقفت ريم تتصدى له وتشهر يديها أمام صدره محاولة استعطافه
أبوس إيدك يا يونس وحياة رحمة عمك مانت داخل لها دلوقتي طب لو ليا خاطر عندك إهدى الأول…
أوعي من وشي يا بتتتتت
قڈفها ارضا وكأنه يقذف دومية ليمضي في طريقه نحو الداخل ليجد هذه المرة زوجة عمه هي التي تقف في وجهه متصنعة الجمود.
إيه يا واد إنت ماحدش قادر عليك ولا إيه طب انا بقى اللي هاقفلك وريني هتعمل إيه.
بقولك إيه أنا عفاريت
الدنيا كلها بتتنطط قصاد عيني سيبيني مني ليها بدل ما ربنا هاصورلك قت..يل هنا.
كلامك معايا أنا.
قالتها الشقية العنيدة وهي تقف في وسط الممر المؤدي للغرف العجيب أن رهبتها من الموقف قد تحولت إلى جمود تام حتى دموعها قد جفت وتقدمت متخطية والدتها لتقف مباشرة أمامه ليردف بهدوء.
أخوكي ها.
صڤعة قوية تلقتها على وجنتها جعلت جسدها يترنح ويميل على صدر والدتها
وضعت يدها على وجنتها واعتدلت باهداب مبللة ابية أن تطرف دمعة واحدة تعانده بوجنتيها الحمراء.
أه أخويا الله إنت مش قولت خلاص هتلغي كل حاجة مش ركبت المحروسة بنت خالتك جانبك في العربية مكاني وعرفتها إننا سيبنا بعض جاي تحاسبني وتضربني ليه ماتسيبني انا كمان أشوف حالي زي مانت ما ماضيعتش وقت كده ولا تكون فاكرني هترهبن عشان خاطرك.
أنصت جيدا لما تقول صغيرته قد خدعت وساعد هو أيضا في خديعتها لكن ما فعلته به كان افظع لذلك عليه أن يعيد تأديبها.
ليقبض على شعرهأ متقدم بها إلى غرفة عمه دفعها بداخلها ملقيها أرضا ثم أغلق الباب جيدا قبل ان يلجو خلفهم.
ظلت حانية رأسها تبكي وتشهق بصوت مرتفع لكنه لم يمهلها الكثير من الوقت لتجده يقبض على شعرهامرة أخرى بقوة جعلتها تصرخ من شدة الألم ثم انتشلها لتقف وهي ټضرب صدره بقبضتي يديها الصغيرتان
ألتف بها للجهة الأخرى لتجد فستان عرس منفوش ومزخرف بلألئ الماس معلق على المشجب ليسحر عينها.
يونس!
همست بها وهي تحاول ان تكتم شهقاتها بكلتا يديها
انا لما ركبت شيماء معايا الصبح كنت بحاول اصلح اللي عملته معاها عشان مبقاش شايل زنبها زي انتي ما قولتيلي
وعرفتها إنها بالنسبة لي مش اكتر من اختي ماليش دعوة هي جات وفهمتك إيه أنا ليا دعوة بيكي أنت فاكرة نفسك ممكن تكوني لحد غيري
دانا ادب…. زي أصغر بهي.. عندي ولا إني افرط فيكي لحد تاني
كنت عايزة تفرحي وتلبسي فستان فرح وانا جيبتهولك أهو يا عروسة كلها يومين وهاتلبيسيه ليا بس وحياتك لتكون دخ.. علي… بلدي والحريم قبل الرجالة هتتفرج عليكي.
وعلى حين غرة ألقاها من بين يديه لتسقط باكية على ذيل فستانها الجميل واتجه نحو الخارج مواليها ظهره.
طيلة هذاين اليومين والجميع يحاول ردعه عن ما أنتوى دون فائدة لقد حسم أمره وعقد نيته على تأديبها ولا يوجد لديه بديل أخر
وبالرغم من ان قراره هذا أغضب الكل لكن البعض منهم كان غضبهم مزيف وفرحتهم فيها لا توصف.
ظلت شهيرة تهاتف اختها وتخبرها بما حدث پشماتة واضحة وهي تجلس بجوار خالتها الضاحكة.
يابت بقولك عدمها العافية وحلف قصاد الكل ان ليلتهم هتبقى بلدي.
المفروض حين تستمع إلى هذا الحديث أن تفرح لكنه ألمها أكثر من قبل.
و دا هيفيدني بإيه يا شهيرة ما في الاخر هتبقى هي اللي مراته بردو مش انا.
أخذت اشجان الهاتف من يد إبنة شقيقتها لتخبر الأخرى بقرارها
وحياتك عندي مايحصل يا روح خالتك هي أمك مش قالتلك احنا كنا فين النهادة.
سخرت شيماء بشبه ضحكة قائلة.
والنبي ياخالتي تبطلو هبل بقى إنت واختك أنا اصلا مش مصدقة إن شغل الدجل ورمي الماية دي على الباب هو اللي هيوقف ليهم الجوازة.
طب ياختي خليكي مش مصدقة واهو بكرة مابقاش بعيد والكل هيتفرج إذا كانت هتم الجوازة ولا هنفرح في الحلوة اللي مكتوب عقدها على واحد وراحة تكلم غيره وتخليه يجي يتقدملها والله وأعلم حصل بينهم إيه.
بقلميميادة مأمون
اليوم هو يوم العرس وفي الحقيقة هو لم يسمى بإسمه الصحيح إنه يوم الذبح وقفت خلف زجاج نافذة غرفتها تراقبه
بالأسفل بعين
دامعة وهو يتنقل بين الماشية بسکينه وهذا ما سيفعله معها في المساء
سيفرط دماء عفتها مثل الشاه تماما هل سيقوى على ذلك إن تركته يتحكم بها وبمتلكها بهذه الطريقة ستكسر عينها ولن تتمكن من امتلاك قلبه وفرض سيطرتها عليه.
مر الوقت وحضرت الفتايات لتساعدها في التزين وارتداء فستانها و والدتها تجلس معهم في الغرفة تراقبهم بعين دامعة
لتهتف صديقتها امل
بټعيطي ليه بس يا معلمة مرمر فرح ايه دا ياخواتي اللي من غير مزيكا ولا حتى زغروطة طب والنبي لانا مزغرطة
سدي بوؤقك يابت الفرح مش مكتوب لينا
إنت ناسية أن عمك الحج مابقلوش غير شهر واحد.
كتمت أمل أنفاسها واحنت رأسها خجلا مما قالته.
لتهتف ريم القادمة من الخارج.
خلاص يا ماما ولا لسة العريس قال لياسين يطلع يجيب عروسته.
سارت القشعريرة في جسد ليلة وهي ترمق والدتها پخوف.
هبت مرمر منتشلة شال زوجها الأبيض
القطني في يدها وجرت تتصدى ولدها.
هتعمل في أختك كده يا ياسين.
لم ينفي لم يرح قلبها بل زادها سخط وأردف وهو يلج للغرفة.
مادتنيش خيار تاني ياما لو ماكنتش وافقته الناس كانت هتاكل وشي بعد اللي بنتك عملته وكفاية انه كان هيقتل واحد بسببها.
أمسك يدها بجمود وسحبها خلفه مثل الشاه وهو يكمل.
أنا لولا اني اخدت الواد المدرس على المستشفى وفضلت معاه للنهاية كان راح على القسم ويونس اتحبس فيها.
فردت مرمر كفها امام صدره واوقفته لتسبقه هي نحو الخارج وهبطت الدرجات صاړخة.
كدة يبقى ماحدش هيدخل مع بنتي غيري والمحروس مش هايخد حقه غير علي شال أبوك.
ليلة بنت سليم غفران مايتعملش فيها كدة ياسالم بس طالما انتوا اتفقتوا عليها يبقى ابنك ياخدها على شاله امسك الحج سالم بيد ولده قبل أن يذهب ويأخذها من أخيها وهمس بإنكسار.
بلاش تكسر البت بالطريقة دي يا يونس عشان خاطر عمك بس مش عشان حاجة تانية وفي مدخل العمارة أمسكه ياسين قبل ان يصعد هامسا له.
براحة عليها يا يونس دي برضو ليلة.
لم يتحدث وأكتفى بإيمائة بسيطة ليستمعوا لعراك والدهما معا بالأعلي ويسبقهم ياسين مستفهما.
في إيه يأما ما كفاية اللي أحنا فيه يا جدعان بتخلقولنا مشاكل تانية ليه بس.
كانت تقف امام شقة إبنتها ممسكة بتلك اللئيمة شهيرة تهزها بقبضتها كفرخ دجاج صغير وتصرخ.
مش احنا اللي بتعمل مشاكل ياسين اللي اتسببو في اذى بنتي في الأول ماكتفوش باللي هي فيه ولسة ناوين ليه عالشر
تعالى يا يونس تعالى ياعريس شوف بنفسك الهانم مرات اخوك بترشلك إيه إنت وبنتي في ليلة فرحكم.
حاولت أشجان إنتشالها من قبضتها وصړخت.
بس يا ولية يا خرفانة سيبي البت هتكون بترشلهم إيه وهو احنا هنأذي إبننا بإيدنا دي دي ماية ورد يا يونس.
تأففت مرمر من رائحة الزجاجة ومدتها لشقيق زوجها صاړخة.
خد يا سالم شم ماية الورد اللي مراتك ومرات ابنك رشوها لبنتي.
ثم ربتت علي صدر يونس صاړخة.
مستني إيه ياعريس ماتاخد ياحبيبي عروستك وتخطي وتدخل وتدخل الناس يتفرجوا دا لو حصل يعني.
صعدت ريم وهي تلهث وبيدها زجاجة مياة وكيس صغير به ملح وبدئت تسكب منه على الماء ذو الرائحة الكريهة وهي تسمع صياح الجميع.
بس أخرسوا بقى كلكم مش عايز اشوف حد
منكم هنا انزلوا كلكم وصفوا حسابتكم بعيد عني انا ومراتي بقى.
حملها بين يديه ودلف بها متخطي على الملح ثم دفع الباب في وجه الجميع وهو يجذب الشال من يد والدتها
كل ما حدث في تلك الدقائق القليلة كان في صالحها هي فقط الماكرة الشقية وجدذت الحل لتهرب من غضبه اليوم.
ظل محكم يديه عليها وكأنه يحمل طفلته ليحميها من اي أ
وهو ايضا شوقه لقربه منها كاد ان ينسيه عقابه لها
عاد هو ولفها كالدمية بين يديه قائلا.
يلا البسي
أسدالك عشان اصلي بيكي.
تركها ودلف إلى المرحاض سريعا ليتوضأ وتركها تفكر جيدا لتتقن خططها ولا توقع نفسها في الخطاء مرة ثانية
خلعت فستانها وارتدت إسدال الصلاة الخاص بها وانتظرته حتى دلف إليها.
سيطر على شوقه له بأعجوبة ودلف وهو يغض بصره عنها أمرا لها.
يالا ادخلي أتوضي بسرعة وانا هفرش سجادة الصلاة وأستناكي.
نفذت أمره وحضرت له في أقل من دقيقتين ووقفت خلفه وبدء يصلي بها وبعد انتهائه وضع يده على رأسهأ وقال دعاء الزواج للدرجة دي خاېفة مني ياليلة أومال لو ماكونتيش متأكدة من عشقي ليكي كنتى عملتي إيه.
زاد إرتعاش جسدها وتراجعت بصړاخ.
إبعد عني إنت مش يونس إنت عفريت
عفرييييت.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى