رواية مغرم مجنون الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم خديجة أحمد - The Last Line
روايات

رواية مغرم مجنون الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم خديجة أحمد

رواية مغرم مجنون الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم خديجة أحمد

 

 

البارت الحادي والعشرون

 

 

#مغرم_مجنون
البارت الواحد وعشرين
راكان
فتح الباب بهدوء، دخل الغرفة ولقى هاجر نايمة.
قرب منها بخطوات هادية، عيونه كانت مليانة حزن وهو بيهمس:
— أنا سبتهم يمشوا… اتخليت عن وجعي وغضبي وسبتهم يمشوا عشانك، يا هاجر.
هاجر كانت نايمة، لكن صوتُه خلاها تفتح عينيها ببطء. أول ما شافته قدامها، انتفضت بخضة،
قامت بسرعة ووقفت بعيد عنه، وقالت بخوف واضح:
— متقربش مني!

 

 

راكان رفع إيده بهدوء كأنه بيطمنها وقال بصوت مكسور:
— هاجر، أنا سبتهم يمشوا والله… وأوعدك، عمري ما هخبي عنك حاجة تاني.
هاجر بصتله بعيون مليانة خوف، صوتها كان بيرتعش وهي بتقول:
— سبتهُم يمشوا بعد ما عذبتهم بالشكل دا؟ فاكر كده خلاص خلصت ذنبك؟
راكان حاول يقرب منها بخطوة، لكن هي رجعت لورا بسرعة،
وقف مكانه وقال بهدوء مكسور:
— أنا مش بطلب غفرانك يا هاجر، ولا حتى بتمنى ترجعي تحبيني…
سكت لحظه وكمل بصوت خافت:
— بس كنت محتاج أبدأ من حته، والحتة دي كانت إني أسيبهم يعيشوا.
هاجر دموعها نزلت، قلبها متلخبط بين خوفه منها وبين الوجع اللي شايفاه ف عيونه،
قالت بصوت ضعيف:
— أنت محتاج تتعالج يا راكان … قبل ما تخسر كل حاجه حواليك.
راكان ابتسم ابتسامة باهته وقال:
— يمكن أكون خسرت كل حاجه فعلًا… إلا وجودك، اللي لسه متمسك بيه حتى وانتِ بتبعدي.
هاجر سكتت، وبصّت بعيد عنه، كأنها بتحاول تقنع نفسها إن الكلام دا ميفرقش،
لكن قلبها كان بيرتعش زيها بالظبط.
راكان بإصرار:
_ هاجر، أنا بحبك ومغرم بيكي، ومهما عملتي عمري ما هكرهك.
هاجر بصوت مليان ألم وغضب، عيونها مليانة دموع:
— إنت #مغرم_مجنون يا راكان… اتعالج!
راكان اتجمد مكانه للحظة، العرق نزل من جبينه، صوته كله حزن ومكسور:
— هاجر… أنا عارف إني غلطت… بس كل اللي عملته كان عشانك… كل حاجة كانت عشان أمي وعشان أمانك.
ملقاش منها رد، فابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
— طب مش عايزة تعرفي عملت إيه في المستشفى؟
هاجر من غير ما تبصله، وببرود:
— مش عايزة أعرف.
سكتت لحظة، وبعدها قالت وهي بتحاول تبين إنها مش مهتمة:
— كلامهم طلع صح ولا كذب؟
راكان تنهد، قعد على الكرسي اللي قدامها وقال بهدوء:

 

 

— كلامهم طلع صح… أمي لسه عايشه.
هاجر، رغم إنها كانت بتحاول تبين إنها مش مهتمة،
اتسعت عيونها لحظة، لكن بسرعة أخدت نفس عميق وقالت ببرود:
— تمام… كويس إنك لقيتها.
راكان وهو بيبص ف الأرض:
— كنت متخيل إن فرحتي هتبقى أكبر من كده، بس لما شوفتها وهي مش عارفاني… وجعني قلبي، حسّيت إني دفعت تمن بعدها غالي أوي .
هاجر بصوت هادي بس فيه نغمة وجع:
— الوجع اللي بتحكي عنه، هو نفس الوجع اللي بتسببه للي حواليك يا راكان.
يمكن دي كانت طريقة ربنا إنه يخليك تحس بيه.
راكان رفع عينه ليها وقال بصوت واطي، متكسر:
— يمكن عندك حق… بس لو الزمن رجع بيا، برضه كنت هعمل كل ده… عشان أمي، وعشانك.
هاجر اتنهدت، ولفت وشها الناحية التانية وهي بتقول:
— إنت وجعتني مفرقتش عنهم حاجه ….زودت وجع فوق وجعي
راكان بتبرير:
_والله أنا مكنتش أقصد أوجعك ولا أخبي عليكي، أنا عملت كده عشان آخدلك حقك.
هاجر، وهي صوتها بيعلى من الغضب:
— حق إيه اللي بتتكلم عليه يا راكان؟ حقي من أمي؟
بصتله بعيون فيها دموع وقهر وهي تكمل:
— وانت شايف إنك لما تعذبهم وتحبسهم كده تبقى أخدت حقي؟!
هزت راسها بيأس:
— لأ يا راكان… إنت ماخدتش حقي، إنت زودت وجعي.
سكت لحظة ودموعها قربت تنزل وهي تقول بصوت مكسور:
— أنا كنت محتاجة حد يخليني أنسى الوجع… مش يخليني أعيشه من تاني.
راكان قرب منها خطوة، صوته كله ندم:
— كنت فاكر إني بحميكي، والله كنت فاكر كده.
هاجر بخطوة لورا:
— لأ، إنت كنت بتحمي وجعك مش أنا.
راكان اتنهد بحزن وقال:
— أنا هديكي فرصة تفكّري يا هاجر.
هاجر رفعت عيونها له، ملامحها بين الغضب والوجع وقالت بصوت مبحوح:
— افكر في إيه؟ في إنك دمرت كل حاجة؟ في إنك خليتني أخاف منك بعد ما كنت شايفاك أمان؟
قرب منها بخطوة، صوته كان هادي بس مكسور:
— لأ… تفكّري إذا كان لسه في جواكي حاجة ليا، ولا خلاص انتهت.
هاجر لفّت وشها الناحية التانية وقالت وهي بتحاول تخبي دموعها:
— يمكن فعلاً محتاجة أفكر، بس مش عشانك… عشان أقدر أعيش من غير وجع تاني وصدمه ف الناساللي حوليا.
راكان سكت لحظه، وبعدين بصّ لها وقال بهدوء:
— خدي وقتك يا هاجر، أنا هستنى… حتى لو طول العمر.
لف وخرج من الأوضة، والباب اتقفل وراه بهدوء.
عند نيهال وسمير

وصلوا الفيلا، أول حاجة عملوها إن كل واحد دخل خد دش بعد الجحيم اللي كانوا فيه.
المية وهي نازلة على جسمهم كانت كأنها بتغسل عنهم الخوف والتعب اللي عاشوه جوه المكان ده.
سمير خرج من الحمام، الفوطة حوالين رقبته، وكان ماسك إيده بيتألم:
— الكلبشات وجعت إيدي جامد، لسه حاسس كأنها مربوطة.
نيهال كانت قاعدة قدام المراية، بتبص على نفسها بحزن وقالت بنبرة تعب:
— ومين سامعك يا سمير… أنا مش عارفة هروح الشركة كده إزاي؟
لمست شعرها المحلوق وقالت بمرارة:
— هلبس باروكة بقى… وأمري لله.
سمير قرب منها، صوته كان فيه وجع:
— الشعر ممكن يرجع يا نيهال… بس الوقت اللي قعدناه ف المخروبه دي عمره م هيرجع.
بيتكلموا مع بعض كأنهم رجعوا طبيعيين، كل حاجة حوالينهم عادية، ومفيش ولا كلمة عن هاجر… ولا حد فكر إنها لسه مع راكان بعيد عنهم.
عند عبدالرحمن —
كان قاعد في الصالة، ماسك الموبايل ووشه فيه ابتسامة صغيرة.
اتصل براكان وقال وهو بيضحك:
— بقولك يا معلم، تعالى اشهد على جواز أخوك بكره.
راكان بصوت متفاجئ ومندهش:
— جوازه؟! مين عروسة الغفلة دي؟
عبدالرحمن ضحك بخفة:
— هتكون مين غيرها… ياسمين.
راكان بان عليه الصدمة:
— اوعااا يا عم، شكل قعدتك معاها غسلت دماغها!
عبدالرحمن ضحك وقال:
— طب يلا يا خفيف تعالى، وبالمرة هات هاجر معاك تغير جو شوية.
سكت راكان لحظة، وبصوت فيه وجع قال:
— إنت متعرفش اللي حصل… هاجر عرفت إني كنت حابس نيهال وسمير.
عبدالرحمن اتجمد مكانه، صوته اتغير:
— وعملت إيه؟
راكان أخد نفس عميق، صوته اختلط فيه الغضب بالحزن:
— اتجننت… صرخت فيا وقالتلي إني مجنون ومحتاج أتعالج.
سكت ثواني وكمل:
— وأنا… معرفتش أرد، كنت هكلمها بس خفت أوجعها أكتر.
وحكى اللي دار بينهم.
عبدالرحمن بتنهد وهو بيحاول يهون عليه:
— طيب مدام قالتلك سيبني أفكر، يبقى لسه جواها مشاعر ليك يا راكان.
راكان نظر بحيره
، فكمّل عبدالرحمن:
— روح قولها إنك محتاجها تبقى معاك، ع الأقل تبقى شاهدة على الجوازة.

 

 

رفع حاجبه بخفة وقال:
— وبررها إن البنت ملهاش أهل ومحتاجين شهود… كده هتلاقيها وافقت من غير ما تحس.
راكان سكت ثواني، وبعدها ابتسم ابتسامة باهتة وقال:
— يمكن دي تبقى فرصة احاول أصلّح بيها اللي بوّظته.
عبدالرحمن:
— بالضبط، بس خليك هادي معاها… ما تستعجلش
وقفل راكان المكالمة وطلع لغرفة هاجر.
هاجر كانت قاعدة عند المكتب بتكتب حاجة، أول ما شافته قدامها وقفت فجأة.
هاجر:
— خير؟
راكان بصوته هادي ومليان احترام:
— كنت عايزك تيجي معايا كتب كتاب صاحبي.
هاجر بعدم اهتمام:
— مش عايزه… ولا هتاخدني غضب عني؟
و رفعت حاجبها باستغراب وقالت بنبرة فيها مزيج بين السخرية والاستغراب:
— بقت فاعل خير كمان يا راكان؟
راكان حاول يخفي ارتباكه وقال بهدوء:
— لا، بس الموضوع مش كده… هي فعلاً محتاجة حد يقف جنبها، وانتي اكيد عارفه إن كل بنت في اليوم دا بتبقى محتاجة وشّ طيب حواليها.
هاجر سكتت لحظة، وبصت في عيونه تحاول تفهمه، وبعد تردد قالت:
— طب وليه أنا بالذات؟
راكان بابتسامة خفيفة:
— يمكن عشان رغم كل اللي بينا… لسه شايفك أحن واحدة ممكن تطمن حد.
سكتت هاجر لحظة، وبصت له ببرود:
— تمام، هاجي… بس مش علشانك، علشان البنت.
ابتسم راكان وقال بهدوء:
— تعالي بقى ننزل نشتري فستان ليكي.
هاجر بصتله لثواني وقالت بجدية:
— عندي شرط.
راكان ابتسم وقال:
— اللي تؤمري بيه.
هاجر بصوتها الحنون:
— عايزة أكلم بابا… ومتخفش، مش هقوله حاجة. كل اللي عايزاه إنّي أسمع صوته… وحشني أوي.
راكان أومأ برأسه وقال:
— تمام.
خرج من الأوضة وغاب دقائق، وبعدها رجع بالفون بتاعها.
هاجر خدت الموبايل منه، وبدأت تدور على رقم باباها…
ضغطت “اتصال”، وقلبها كان بيدق بسرعة.
بعد لحظات جه صوت احمد من السماعة، صوته كان فيه لهفة وقلق:
— كده يا هاجر؟ تقوليلي إنك محتاجة تفصلي وهتغيبي فترة وتبعتيها لي في رسالة؟ من غير حتى ما تكلّميني؟
هاجر تجمّدت مكانها، ملامحها اتبدلت بين دهشة واستغراب.
هي ما بعتتش أي رسالة!
لكن لما بصّت على راكان، وفهمت اللي حصل، عيونها اشتعلت غضب.

 

راكان حاول يتهرّب من نظرتها وبصّ بعيد، كأنه بيخبّي توتره.
هاجر خدت نفس عميق وردت على أحمد بصوت متماسك:
— معلش يا حبيبي، والله فعلاً كنت محتاجة أفصل وأخد بريك شوية من الدنيا دي… المهم، انت أخبارك إيه؟ وطنط حنان وجميل الصغنون عامل إيه؟
أحمد بتنهيده:
_الحمد لله بخير والله، بس كنت قلقان عليكي جدًا يا هاجر…
صوته كان باين عليه الشوق والخوف في نفس الوقت.
هاجر حاولت تثبت صوتها وقالت بابتسامة باهتة:
— أنا كويسة يا بابا، متقلقش عليا… أنا بس كنت محتاجة وقت أراجع نفسي شوية.
أحمد بحنيه:
_طب يا بنتي لو محتاجة أي حاجة قوليلي، أنا مقدرش أعيش وأنا مش مطمن عليكي.
هاجر بصت للأرض، قلبها بيتقبض وهي بتحاول تمنع دموعها تنزل:
— عارفة يا بابا… ربنا يخليك ليا.
كانت عايزة تقوله كل حاجة، تحكيله عن خوفها ووحدتها، بس افتكرت ان راكان واقف بيراقبها.
ف قالت هاجر بسرعة :
— بابا، هكلمك تاني بعدين، متقلقش عليا، سلملي على طنط وجميل.
أحمد:
_حاضر يا بنتي، خدي بالك من نفسك.
قفلت الخط، وبصت لراكان وقالت بجمود:
— اتفضل اخرج عشان أغير هدومي عشان نروح نجيب الفستان.
اتجمد مكانه لحظات، عيونه عليها بس مفيش ولا كلمة طلعت منه.
لفّ بهدوء وخرج من الأوضة، قافل الباب وراه من غير صوت.
هاجر وقفت ثواني مكانها، وبعدين سحبت نفس عميق،
بصت للمراية قدامها، وقالت بهدوء كأنها بتحاول تصدق نفسها:
— خلاص يا هاجر، كل حاجة هتبقى تمام…
هاجر خلصت تجهيزها ونزلت، كانت لابسة لبس بسيط وشيك في نفس الوقت، شعرها ملموم بعفوية وملامحها فيها هدوء غريب.
راكان كان مستنيها تحت، أول ما شافها فتح لها باب العربية من غير ما يتكلم.
ركبت وهي ساكته، وهو كمان سكت.

 

 

العربية اتحركت، وصوت الماتور كان هو الصوت الوحيد اللي بيكسر الصمت اللي بينهم.
هاجر بصت من الشباك وسألته بعد لحظات من السكوت:
— هتوديني فين؟
قال وهو ماسك الدركسيون وعينه قدام:
— مول قريب هنا، هنلاقي فيه كل اللي محتاجينه.
سكتوا تاني، وكل واحد فيهم غارق في أفكاره
وصلوا المول وبدأوا يدوروا على فستان مناسب.
هاجر وهي ماسكة فستان لونه بيبي بلو قالت بهدوء:
— حلو أوي دا.
راكان بصله وقال بتردد:
— حاسه ضيق ومفتوح شويه.
هاجر سكتت وبصتله لحظه بنظرة ساكته، بعدها رجعت تبص ع الفساتين من غير ما ترد.
هو كان ماشي وراها لحد ما عينه وقعت على فستان لونه بيج، ضيق من فوق وواسع من تحت، بأكمام ناعمة من الجنبين
راكان بص للفستان وقال بنغمة هادية:
— دا يليق عليكي أكتر، بسيط وشيك.
هاجر بصتله بنظرة سريعة وقالت ببرود:
— طالما عاجبك يبقى أكيد لا.
ضحك بخفة وقال:
— خلاص اختاري اللي يريحك يا هاجر، أنا رأيي مالوش لازمة أصلاً.
هاجر اخدت مسكت الفستان اللي قال عليه من الشماعة وبصتله وقالت ببرود:
— هجربه بس.
هو سكت، ابتسم ابتسامة صغيرة ، ومشي وراها وهي رايحة تقيسه
هاجر دخلت غرفة تغيير الملابس وبدأت تغير ملابسها.
بعد شوية، خلصت وخرجت توريه الفستان.
راكان بصلها، وعيونه كأنها اتسحرت بالفستان، كأنه معمول مخصوص عشانها، وقال بصوت هادي:
— جميل أوي عليكي.
هاجر شالت شعرها ورا ودها وحاولت تمسك نفسها من التوتر، بس كل مرة تبص لراكان وتحس بنظراته اللي مليانة إعجاب.
راكان ابتسم وقال بمرح هادي:
— بصراحة، انتي اللي محليه الفستان اصلا.
هاجر حاولت ترد بهدوء:
— شكراً… حلو إن رأيك كده.
راكان قرب شوية وقال بصوت منخفض :
— ماقدرش أبعد عيني عنك.
هاجر شعرت بخفة في قلبها، لكن سحبت نظرها بسرعة وبصت للمراية.
— يلا عشان نروح ،
بتحاول تحافظ على رباطة جأشها.
راكان اكتفى بابتسامة هادئة، وهو واقف وراها، عيونه عليها مش عايز يبعد عنها لحظة.

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *