روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل العاشر 10 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل العاشر 10 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت العاشر

 

أهوس هو أم حُب!
هل يَهُم؟، لا يَهم،
كل ما يَهُم هو أنتِ، ما يهم بالنسبةِ لي هو وجودك بجانبي أخيرا،
أمرت سنوات!، لا أعلم حتى كم من الوقت انتظرت،
لا تَخافي فأنا لا أكنُ لكِ سوى الحُب.

_ من علي إلى نور.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أحياناً يكون من غير المسموح لك الشعور بالندم من فظاعة ما فعلته، وكأن روحك نفسها تخجل من الاعتراف، فـ لا يكن أمامك سوى الجلوس حزيناً، تتمنى لو تستطيع العودة بالزمن، ربما تُغير شئ ما، أو ربما تتحدث بالمرة التي جُبرت على الصمت بها، ولكنك لن تستطع، كل ما بيدك الآن هو أن تحزن وتفكر بأختياراتك القادمة، ربما هذه المرة تنجح.

كانت ” مهرة ” جالسة بغرفة المعيشة الخاصة بهم، تشاهد التلفاز ولكنها تشعر بالفراغ، ولازالت تفكر بأخر مره كان ” دياب ” بها هنا، كيف كانت نظرته لها وهو يرحل، ولكنها كانت تقنع نفسها أن هذا هو الصواب، شعرت بأقدام تقترب منها فلم تنظر ظناً منها انه أحد أشقائها، ولكنها رفعت رأسها عندما تحدث صوت بجانبها :

_ ازيك يا ” مهرة “.

نهضت على قدميها وهي تنظر للرجل الذي كان سبب بؤسها، الرجل الذي دمر حياتها، نظرت ل ” زيدان ” بغضب بينما كان هو ينظر بإبتسامة، ولا تعلم حتى من الذي أدخله هنا، فصرخت وهي تنظر خلفه :

_ مين اتچرأ يدخله هنا ؟

رفع ” زيدان” كفيه وهو يحاول تهدئة ثورة غضبها الغير مبررة بالنسبةِ له، ولكنها لم تأبه حتى أو تهتم لحديثه، حتى ظهرت والدتها وهي تأتي من خلفه راكضة بينما تردف :

_ بتزعجي ليه أكده يا ” مهرة “.

_ إنتِ اللى دخلتيه اهنه ياما ؟

نظر ” زيدان ” كيف طأطأت والدتها رأسها، فغضب من ” مهرة “، مهما سرد له ” دياب ” شئ عن غضبها أو حدة كلماتها لم يتوقع أن تكون لتلك الدرجة، اقترب خطوة وهو ينظر لها قائلاً :

_ انا جاي اتكلم معاكي في حاجة، ملوش لزوم اللى بتعمليه دة.

نظرت له بسخرية وهي ترفع حاجبها قائلة :

_ وأيه الكلام اللى هيكون بيني وبين قاتل عمي؟

اهتزت نظرات ” زيدان ” ولكنه لم يندم أبدا، لذا تمتم من بين التحام أسنانه بعدما فاض ذرعه منها :

_ ومش ندمان يا ” مهرة “، وإن رجع بيا الزمن هقتله تاني، هو اللى قتل أبوي من غير وجه حق، ومن قَتل يُقتل ولو بعد حين.

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
اومئت برأسها وهي تردد خلفه بهدوء :

_ من قتل يُقتل ولو بعد حين، اطلع برا يا ” زيدان “، و متجيش هنا تاني.

_ ماشي يا ” مهرة “.

ثم التفت ذاهبا دون النظر للوراء، كان صدرها يرتفع وينخفض بوتيرة سريعة أثر تنفسها الغاضب، ثم نظرت لوالدتها قائلة :

_ بتدخلي قاتل عمي البيت ياما؟، عارفه لو أبوي عرف هيعمل ايه ؟

_ مش هيعمل حاجة يا ” مهرة ” أحنا خلاص بجينا عيلة، إنتِ الوحيدة اللى لسه عايشة في السواد.

اغرورقت عيناها بالدموع، وهي غير مستوعبة كيف تناسوا جميعهم ما حدث، اقتربت خطوة من والدتها وهي تشير لنفسها قائلة :

_ أنا عايشة في السواد ياما ؟، وهو مين اللى دخلنا في السواد دة من لاول!، مش إنتِ!

ابتعدت والدتها عنها بصدمة وهي تنظر لها، فإبتسمت ” مهرة ” قائلة وهي تنظر لوالدتها:

_ إيه فكراني مش عارفة!، فاكرة إني مش عارفة إن لولا ابو ” زيدان ” اغتصـ.ك مكناش زماننا اهنه؟، مكنش زمان فيه طار
1

وضعت ” إلهام” يدها على فمها وهي تبكي، لا تعلم حتى من أخبر ابنتها، ولكنها لم تحتفظ بالسؤال لنفسها قائلة :

_ مين جالك الحديت دِه؟

_ شكلك نسيتي مين كانت أقرب واحدة لعمي في البيت دة كله، آخرة الكلام ياما، ” زيدان ” بالذات ميدخلش اهنه واصل.

ثم اخذت طرحتها وهي تضعها بفوضوية على رأسها خارجة من المنزل صرخت والدتها خلفها :

_ رايحة فين يابتي

_ رايحة أعرف ” دياب ” يخلى ولد عمه يلتزم حدوده.

اجابتها ” مهرة ” دون التفات، كان بالتأكيد ” دياب ” هو من أرسل ” زيدان ” إليها، لقد كانو الأقرب إلى بعضهم البعض، ربما أرسله ليخبرها أن تلين تجاهه!، كانت عازمة على محاسبته.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

وضع ” دياب ” يده على رأس فرسه المفضل، وهمس وهو يربط عليه قائلاً:

_ أه يا ماكسي، كان نفسي أكلمك عنها بس انا واخد على خاطري، تخيل بقالى كام يوم مشوفتهاش!، هتچنن.

وضع رأسه يسندها على رقبة حصانه، حتى استمع لصوت يعرفه جيداً يصرخ من خلفه :

_” دياب ”

ابتسم بسخرية هامساً :

_ بقينا بنتخيل كمان.

ولكنها وقفت أمامه ناظرة له بغضب، فأردف بمزاح وهو يُطالعها غير مُصدقاً أنها أمامه :

_ لا طالما النظرات دي يبقى مش بتخيل، أصل أنا بتخيلك غير كدة خالص، هادية ولطيـ..

_ أنا مش جاية ارغي معاك يا ” دياب “، إبن عمك كان بيعمل ايه في بيتي النهارده ؟

كان سيتعارك معها بسبب نبرة حديثها ولكنها حالما أكملت جملتها عقد حاجبيه بإستغراب سائلاً :

_ ” زيدان “؟

وضعت يدها بخصرها وهي تتشدق قائلة :

_ وهو إنت عندك إبن عم غيره وانا معرفش.

كان يحاول ألا تنجح خطتها بإستفزازه، ونظر لوقفتها وطريقتها بالحديث، ولكنه لم يشأ أن يُعلق، يكفي المشاكل التي بينهم ولا يريد جعلها تنفر منه، لذا تحدث بهدوء محاولا التحكم بنفسه :

_ اتكلمي معايا عدل يا ” مهرة “، أنا جوزك مش واحد بيلعب معاكي، مشكلتك وهحلهالك و اشوفو كان عاوزك في إيه وخلصنا.

اقتربت منه خطوة وهي تردف بينما عيناها تشتعلان بالغضب :

_ أنا مش جيالك تحللي مشكلتي انا بعرف احل مشاكلي بنفسي، أنا كلامي واضح، الكـلـ..

_ ” مهرة ”

صرخ بها وهو يمسكها من اعلها ذراعها، لقد تعدت حدودها أكثر من كل مرة، كان سيقبل بأي شئ منها تجاهه، ولكن ” زيدان ” كان المنطقة الحمراء، اتقدت عيناه بالغضب وشعر بها تنكمش وهي تنظر له، ولكنه لم يأبه بأي شئ ولم يحاول حتى أن يُداري غضبه، وتحدث بصوت خافت يصل لها فقط :

_ لو كُنتِ ناوية على مـ.وتك كملي الشتيمة.

لم تجيبه ولازالت انظارها معلقه بنظراته، لا تجرؤ حتى على النظر لأسفل ولكنه كان يعلم إنها تعتقد أن هذه نقطة قوة، سيكون أكثر من سعيدا بوضعها بمكانها وجعلها تعلم أن لأنه يتركها تخبره بما تريد فهذا لا يعني السماح لها بالتطاول، عندما طال صمتها اومئ برأسه وهو يفلتها قائلاً :

_ قرار ذكي، ” زيدان ” او اي فرد من عيلتي خط احمر يا ” مهرة “، المرة الجاية هيكون فيها كلام كتير اوي، اتفضلي روحي على بيتك.

عندما كادت تذهب سحبها مجدداً ولكن هذه المرة وهو يمسك يدها برفق، ثم اقترب ورفع يده يعدل حجابها من الأمام، ومد يده حول رقبتها وهو يقوم بإدخال شعرها داخل عباءتها كي لا يظهر، عندما أصبح راضياً عن مظهرها همس قائلاً بإعجاب :

_ بس كدة زي العسل، لو خرجتي من البيت وشعرك كله برة كدة هولعلك فيه، يلا خلى بالك من نفسك.

من غرابة الموقف لم تجيبه وهي تلتفت ذاهبة، فتنهد ” دياب ” وهو يستند على حصانه قائلاً :

_ إيه رأيك فيها يا ماكسي ؟

صهلل الحصان فأعتبرها ” دياب ” موافقة منه، امسك هاتفه وهو يطلب من ” زيدان ” القدوم له، وبعد دقيقتين كان ” زيدان ” أمامه قائلاً :

_ هي لحقت تقولك

_ دي جت لحد هنا كمان.

توسعت أعين ” زيدان ” ثم أبتسم رادفاً:

_ طب الحمدلله اهو الهدف من الزيارة اتحقق في الآخر

_ إنت كنت رايح تخليها تيجي تشوفني ؟

اومئ ” زيدان ” بقليل من الخجل، وتمتم وهو ينظر حوله :

_ انت مش شايف إنك زعلان ازاي، قولت احنن قلبها شويه بس اتجننت اول ما شافتني.

ضحك ” دياب ” واقترب منه وهو يضع يده على كتفيه يضمه إليه، وتمتم بمشاغبة مُحببة :

_ مانت اكيد يعني اتوقعت أن دة هيكون رد فعلها،

ثم تنهد ناظراً له بحُب :

_ لحد امتى هتفضل تهتم بسعادتي فوق كرامتك يا ولد عمي ؟

_ لحد ما أشوفك فرحان وياها يا ” دياب “، وبعدين كرامة إيه هو احنا هناخدها معانا القبر.

ثم افلت نفسه من حصار ” دياب ” وهو يركض وقفز على ظهر حصانه قائلاً بتحدي وهو ينظر لإبن عمه :

_ يلا سباق، واللى يكسب التاني يشيله

ضحك ” دياب ” وهو يمتطي جواده قائلاً :

_ شكلك نسيت ان ماكس أسرع من برق.

_ هنشوف.

همس ” زيدان ” بتحدي، ثم وخز كعب قدميه بجسد جواده صارخاً بينما يتشبث به :

_ يلا يا برق، اثبتله العكس.

تعالت ضحكاتهم وهم يتسابقون حول المنزل، شتم ” دياب ” بصوت مرتفع عندما تجاوزه ” زيدان “، حاول مواكبته ولكنه لم يستطع و وصل ” زيدان ” الى الاسطبل قبله بخطوة، تنهد بسخط وهو يترجل من على جواده قائلاً :

_ حظك، على فكرة انت كنت سابقني بخطوة قبل ما نبدأ أصلا.

_ متشككش في مكسبي، اخسر بشرف.

تمتم ” زيدان ” وهو يقف أمامه، ثم أردف بصوت مرتفع مازحاً بينما رأى ” يارا ” تتجه تجاههم بالكاميرا الخاصة بها :

_ سي ” دياب ” شيلني.

ضحك ” دياب ” وهو يقترب منه حاملاً إياه بوضع العروس، فأرتفعت ضحكاتهم وشاركتهم ” يارا ” وهي تسجل لحظة بلحظتها، وضع ” زيدان ” يديه حول رقبة ” دياب ” قائلاً بغنج مصطنع :

_ الله يباركلي في عضلاتك يا سي ” دياب ”

انزله ” دياب ” بسرعة بعدما كان يضحك بصوت مرتفع، ونظر ل ” يارا ” قائلا :

_ انا غلطان اني جبتلك الكاميرا دي من الأول، مش هتبطلى تسجلي كل فضايحنا عليها

رفعت كتفيها ببساطة مجيبة إياه وهي تنهي التصوير وتضع الكاميرا بالحافظة الخاصة بها :

_ بحب الذكريات الحلوة.

عانقها ” زيدان ” وهو يقبل رأسها بحب قائلاً :

_ إنتِ تعملي اللى على هواكي.

_ ” يارا “.

نظرت خلفها وهي تجد ” عاصم ” يقترب منها، فأنسلتت من بين أحضان شقيقها وهي تركض قائلة بينما رأت ” عاصم ” يركض خلفها :

_ امسكه يا ” زيدان ”

رفع ” زيدان ” يديه وهو يصرخ من خلفها كي تستمع :

_ امك حلفتني مدخلش بينكو عشان مبوظش الجوازة.

_ اصيل ياخوي.

صرخ ” عاصم ” وهو يبتعد من جانبهم ركضاً خلفها، فضحك ” دياب ” وهو يراهم بينما شاركه ” زيدان ” ثم ذهبوا رفقة بعضهم البعض داخل المنزل، وهم واثقون أن ” عاصم ” سيصل لها.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

بين الحُب والهوس خيطٍ رفيع، يجب عليك أن تتحكم جيداً بعواطفك لأنها حين تخرج عن السيطرة يخسر الطرفين، انت تتأكل بسبب هوسك، والطرف الآخر يُعاني من التصرفات الناتجة عنك، لذا يجب علينا دائماً أن نضع المسافات بيننا وبين مَن نظن أنهم ملكنا.

استند ” علي ” على كرسي المشفى التي كانوا بها، كان الجرح سطحياً لم يمس اي من أعضاءه الحيويه، ولكن يبدو أن الاغماء كان بسبب الدماء والارهاق، بنهاية الأمر كان واقفاً بذلك الزقاق لساعات ينتظرها، كان ينظر لها وهي تنظر للطبيب وهو يدون بعض الأدوية بورقه قائلاً :

_ دة المطهر اللى حضرتك هتجيبيه عشان يتغيرله على الجرح كل يوم لمدة اسبوع، بعدين يبقى كل تلت أيام مرة، وكتبتله فيتامينات وشوية مقويات كدة ياخدهم يومياً حتى بعد ما الجرح يلتئم يعني دول مهمين لأي حد.

_ شكراً لحضرتك يا دكتور.

شكرت الطبيب بهدوء وهي تتجه تجاه جلوس ” علي ” بينما تمد يدها ليستند عليها قائلة :

_ يلا عشان اروحك، زمان ” جنة ” قلقانة اوي عشان مخلتهاش تيجي.

لم يَمسك يدها وهو ينهض متحاملا على نفسه قائلاً :

_ شكراً يا ” نور “، مش هشيلك ذنوب بصراحة.

نظرت له و التمعت عيناها، فأبتسمت بخجل قائلة :

_ دة ظرف اتحطينا فيه يا ” علي “، مش هيجرى حاجة بس عشان لو مش قادر تمشي لوحدك.

_ لا قادر اهو

خطى خطوة ولكن قدميه كانت ضعيفه، لقد كان الإرهاق متمكن من جسده، لذا عندما مدت يدها وهي تُمسك مرفقه بهدوء لم يبتعد عنها هذه المرة، واومئ للطبيب وهو يذهب رفقتها، عندما خرجوا من باب المشفى كانت هناك سيارة تنتظرهم، وقالت ” نور ” توضح :

_ طلبت in driver، عشان اوبر مقاطعة، مع اني مش عارفه هو كمان مقاطعة ولا لأ، اوقف تاكس احسن ؟.
2

ولكنها عندما وجهت انظارها إلى وجهه كان يتعرق بإرهاق، لذا تنهدت وهي تقترب من السيارة وتساعده على الركوب قائلة :

_ خلاص المرة دي وبس، لحد ما اتأكد هو مقاطعه ولا لأ.

اومئ ” علي ” وهو يغمض عيناه، ركبت بجانبه محافظه على مسافة بينهم، و لم تتحدث لكنها لم تزيل عيناها من عليه، كانت خائفة أن يُغشي عليه مجدداً

تذكرت الهلع الذي تملكها عندما رأت الدماء التي كانت تتسرب من جرحه، و شكرت بداخلها أن كان هناك ناس غيرهم بالشارع وساعدوها على وضعه داخل سيارة والذهاب للمشفى، حينها قامت بفك الحجاب الذي كان ملفوفا حول خصره، لقد تذكرت ذلك ولم تسأله من أين له بحجاب امرأة، اعتدلت بجلستها وهي تردف بتردد :

_ مقولتليش جبت الحجاب منين ؟، كنت بتنقذ واحده ولا إيه

اردفت اخر جملتها بنبرة مازحة، فتح عيناه وهو يلتف برأسه ناظراً لها، لقد توقف لمدة دقيقتين ولم يجيبها وهو فقط يطالعها بنظرات هائمة ارجحت أنها ربما بسبب ارهاقه، ولكنه لم يبعد نظراتها عن وجهها عندما أجابها قائلاً :

_ لأ، وانا معدي من الشارع اللى وقفنا فيه واحد وقف ورايا بماطوة عشان اديله اللى معايا، فالما لفيت ضربته جرحني وجري.

عقدت حاجبيها بغضب وهي تردف بحدة:

_ وكان لازمتها إيه يعني أنك تضربه، ماكنت تديله الفلوس اللى معاك وخلاص.

ضحك ولكنه تأوه بألم وانكمشت ملامح وجهه عندما تموجت معدته أثر ضحكه مما جعل الجرح يشتد عليه، تنهد بصوت مرتفع وهو يجيبها ولازالت أنظاره معلقه على وجهها غير قادراً على النظر بعيداً :

_ اللى يسمح إنه يتسرق منه حاجة كأنه اتسرق منه شرفه كدة

رّبعت يديها وهي تنظر له بسخرية قائلة :

_ لا ياشيخ!، يعني ممكن تمـ.وت عادي بس قوانين الذكورية بتاعتكوا متتهزش.

_ ” نور “.

نادى عليها بهمس قاطعاً حديثها، فأنزلت يديها ولانت ملامحها وهي تهمهم إجابة له، فهمس مجدداً قائلاً :

_ ممكن أنام ؟، عشان بس متتخضيش وتصحيني.

اومئت له بتردد وظنت أنه سيعتدل لينام، ولكنه ظل ناظرا لها حتى أُغلقت عيناه واعتدلت أنفاسه بهدوء، نظرت لملامح وجهه لازال عاقداً حاجبيه بألم، فبتردد مدت يدها وهي تُدلك المنطقه بين حاجبيه حتى اعتدل وجهه وأصبح مريحاً، لقد اختلف شكله تماماً أثناء نومه، يبدو مُسالماً بطريقة مبالغ بها.

تنهدت وهي تنظر بعيداً عنه، لا تريد أبدا أن تقع له، هي لا تعلم عنه شئ حتى، و لم تستطع منع التوتر الذي يشع منها كلما كان بالقرب، وكلما نظر لها رأت شئ ما يجعل داخلها يرتعد، لا تعلم هل هذه تُحتسب مشاعر تجاهه ام شئ اخر.

بعد أكثر من ساعة كانوا قد وصلوا إلى الموقع الذي أرسلته ” جنة ” لها، عندما خرجوا من السيارة وجدوا ” جنة ” واقفه أمام باب العمارة الخاصه بهم، ركضت تجاههم وهي تمسك ب ” علي ” قائلة :

_ اخص عليك يا ” علي “، كدة تخضني عليك

لم يستطع الإجابة عليها من إرهاقه، رقت ملامح ” نور ” وهي تردف :

_ مش وقته يا ” جنة “، أنا طلبت الصيدلية وهتجيب الادوية والمطهرات اللى الدكتور كاتبها، وكمان شاش وقطن ولزق عشان تغيريله ع الجرح كل يوم.

_ أنا متشكرة بجد يا ” نور “.

شكرتها ” جنة ” بإمتنان فأبتسمت ” نور ” ثم نظرت ل ” علي ” قائلة :

_ حمدالله على سلامتك يا استاذ ” علي ”

ثم عادت بأنظارها ل ” جنة ” وهي تكمل حديثها:

_ أنا همشي بقا يا ” جنة”، هبقى اتصل بيكي اتطمن.

_ طب ما تيجي شوية يا ” نور ” اعملك على الأقل حاجة تشربيها.

_ تسلمي يا حبيبتي بس صدقيني مينفعش، لما تبقى قاعدة لوحدك ممكن ابقى اعدي عليكي.

ابتسم ” علي ” عندما استمع لحديثها، لقد منعتها أخلاقها من الصعود معهم بسبب وجود شاب مثله، ولكنها على الأقل تجاهلت كل شئ وهي تركض بها لأقرب مشفى، لم يسمع بما اجابتها ” جنة ” ولكنها ابتسمت وهي تلوح لهم بينما تركب نفس السيارة التي جلبتهم، ربما لتساعدها بالعودة، عندما ابتعدت عن ناظريهم أمسكت ” جنة ” به وهي تساعده على صعود أول درجات السلم حتى وصلوا للداخل وركبوا المصعد

_ فوق كدة يا استاذ ” علي ” عشان تحكيلي ازاي وقعت في أيد ” نور ” وايه اللى حصل.

عندما استمع لحديث ” جنة ” اغمض عيناه وهو يريح رأسه للخلف بإرهاق، ولكنه لم يستطع منع الإبتسامة التي تسللت إلى فمه، وعلى الرغم مما حدث له إلا إنه سيتذكر دائماً هذا اليوم، وكيف كانت قلقة عليه، وسيأخذ ذلك بمثابة نقطة إيجابية تجاهه.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

اسوء ما قد تفعله امرأة عاشقة هو تحدي الرجل الذي هي واقعة له، لقد فكرت قليلاً ماذا سيحدث إذا قبلت به، ربما يأتي الحب لاحقاً كما اخبرها، ولكنها لم تضمن ذلك، لقد كان لديه العديد من الإناث بحياته، إن تزوجته وهي لم تجعله يقع بحبها لن تضمن هل سيخونها بعد ذلك أم لا، لذا إذا لم يأتي لها راكضاً ثم يجثو على ركبتيه طالباً يدها لن تقبل به.

اختبئت ” يارا ” خلف الشجرة الكبيرة التي خلف منزلهم وهي ترى ” عاصم ” يبحث عنها، ثم سمعت صوته صارخاً :

_ اخرجي يا ” يارا ” مبقيناش صغيرين عشان تجريني وراكي.

_ بعينك يا ولد عمي.

صرخت ثم رأته يلتفت تجاه صوتها، تحرك تجاهها وهو يردف بإبتسامة:

_ عارفة حتى لو صوتك مدلنيش على مكانك، قلبك هيدل قلبي

تسارع نبضها ولكنها حاولت ألا تأخذ حديثه أبدا بجدية، كان معتاداً على التغزل بالنساء ولم تكن هي مختلفة عن غيرها، لذا تنهدت وهي تسيطر على مشاعرها وخرجت من خلف الشجرة ناظرة له وهو يبتسم، وتمتم حالما اقترب منها :

_ كنت هلاقيكي حتى لو مكنتيش اتكلمتي على فكرة.

تمتمت تحت انفاسها ولكنه لم يستمع، مرّت بجانبه لتعود إلى المنزل فسار خلفها قائلاً :

_ وبعدين معاكي يا ” يارا ” ؟

_ نعم!

ردت عليه دون النظر له أو التوقف، فأمسك يدها ليوقفها فنظرت لموضع يده بحدة مما جعله يبعد يديه، تحدثت وهي تنظر له :

_ ” زيدان” قالى لو مد أيده ولمسك كدة ولا كدة قوليلي عشان نفسي اقطعهاله

ابتسم بوجهها مقترباً منها خطوة فأبتعدت هي مثلها، فوقف مكانه وهو يتنهد بإرهاق، لقد ارهقه الركض خلفها هذه الأيام لذا أردف بهدوء :

_ طيب انا تعبت، ممكن ناخد هدنة ؟، نرجع ” عاصم ” و ” يارا ” زي ما متعودين ؟

_ واحنا من امتى كنا بنتعامل مع بعض عادي يا ” عاصم “، ماحنا ياما بنتخانق.

اومئ برأسه وهو يرى منطقية حديثها، ولكن ذلك مختلف عن هذا الآن، بفترة ما كان يناكشها لأنها ابنة عمه الصغرى، ولكنها الآن المرأة التي يريد جعلها زوجته، لذا أمسك يدها وهو يسحبها خلفه غير مهتماً بمحاولتها سحب يدها :

_ اتكلمت مع ماما و ماما ” نادية ” و اتفقنا نعمل الخطوبه قبل الاسبوع بتاع فرح ” دياب ” و ” مهرة ” عشان ” نور ” تيجي مرة واحده تحضر كله وتمشي عشان شغلها، قولتلهم اكيد هتحبي تكون ” نور ” موجودة في يوم زي دة.

نجحت في إفلات يدها من يده وتوقفت مكانها صارخة به :

_ برضو يا ” عاصم “!، هو أنا مش قايلالك تقولهم إنك غيرت رأيك؟

التفت ينظر لها، ولأول مرة أدركت غضبه بهذه الطريقة فأتخذت خطوة للخلف احتياطياً، بينما تحدث هو من بين التحام أسنانه :

_ ” يارا ” كفاية بجد لعب عيال، هو ايه اللى اقولهم غيرت رأيي!!، ودة هيكون أي السبب بقا ؟، اعيب فيكي ؟، ماهو معنى اني بعد ما خدت خطوة رسمي اروح اقولهم غيرت رأيي يبقى أنا كدة اكتشفت حاجة وحشه فيكي بقا، دة اللى إنتِ عاوزاه!، ها ؟

صرخ بأخر حديثه مما جعلها تنتفض، عندما رأى نظرات الخوف تشع منها سار بيده على وجهه وهو يغمض عيناه ليهدئ غضبه، ولكنها سارت من جانبه راكضة تجاه المنزل، نادى عليها ولكنها لم تجيب، فصرخ بنفسه قائلاً :

_ غبي يا ” عاصم “، غبي.

كان مخططه أن يكون حنونا معها وأن يحاول بهدوء، لا يعلم لما تنفلت أعصابه لتلك الدرجة أمامها، لقد أدرك الآن أنها لن تجعل هذا سهلاً عليه أبداً، ولكن ليس هو من يستسلم، كان سيجعلها تقع بحبه سواء شاءت ام أبت

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

كانت ” بلقيس ” ترتشف القهوة مع زملائها بالعمل، وقد نجحت حتى الآن في تجنب ” مازن “، كلما طلبها لمكتبة وجدت زريعه لعدم الذهاب، وكانت تتمنى أن يتناسى ما حدث منذ يومين، بكل الأحوال بالتأكيد لن ينفذ تهديده ويأتي رفقة والده، قاطع شرودها وقوف شخص بجانبها، ومن تراجع أصدقائها للخلف والرائحة المنبعثه من الرجل الواقف استطاعت التعرف عليه
أغمضت عيناها وهي تلتفت له بأبتسامة متوترة وهي تردف :

_ استاذ ” مازن ” فيه حاجه ؟.

مد يده فبذلت ما بوسعها كي لا تبتعد عنه بخوف، لازال صفع والدها لها أحيانا يجعلها تخاف من أي يد تمتد تجاه وجهها، شعرت به يضع خصلة من شعرها داخل الحجاب، وتجاهلت الشهقة التي سمعتها ربما تصدر من اصدقاءها وهي تنظر له بحدة، ابتسم لها بتحدي قائلاً بصوت مرتفع :

_ بدور عليكي يا حبيبتي بقالى شوية، مش تقوليلي إنك واقفه هنا تشربي قهوة كنت اجي عشان نشارك الخبر بتاعنا سوا.

_ اخرس.

همست من بين التحام أسنانها كي لا يستمع أحد، فرفع حاجبه بوجهها بتحدي والتفت ينظر للواقفون خلفهم، فأبتسم بداخله عندما أدرك إنه هناك العديد من الموظفين، مما يعني أن الخبر سينتشر في غضون خمسة دقائق، لذا تنحنح وهو يردف بصوت مرتفع :

_ أنا و ” بلقيس ” هنقرأ فاتحتنا يوم الخميس أن شاءالله.

كانت هناك لحظة صمت بالمكان وبعضهم اعينهم متوسعة، ولكنهم حالما استوعبوا تعالت أصوات التشجيع فأبتسم ” مازن ” وهو ينظر لوجه ” بلقيس ” غير قادراً على قياس رد فعلها، امسكها من يدها ولكنها سحبت يدها قائلة :

_ حرام.

رفع يديه بإستسلام وهو لازال يحافظ على الابتسامة التي تعتلى وجهه، وطلب منها السير أمامه وعندما امتثلت و وصلوا أخيراً لمكتبه فتح الباب قائلا :

_ ادخلى، من غير كلام كتير.

نظرت له بحدة ولكنها لم تتحدث وهي تمتثل، أغلق الباب خلفهم وربع يديه قائلا :

_ شايفك مش مبسوطة.

التفتت تنظر له بأعين متقدة، وصرخت به دون إهتمام أن الذي تقف أمامه الآن قادراً على تدميرها بلحظة، ولكن الم يدمرها بالفعل! :

_ اكيد مش مبسوطة، إيه اللى انت عملته دة!!، إزاي تعمل كدة، يقولو عليا إيه دلوقتي!!

ابتسم بسخرية ناظراً لها من أعلى لأسفل واجابها قائلاً :

_ هيقولو إيه يعني، لعبت على المدير لحد ما وقعته، مش دة اللى إنتِ عملتيه برضو!!، فكك بقا من الشغل دة، لعبتك واضحة يا ” بلقيس “.
3

ثم أصبح يدور حولها وهو يكمل حديثه :

_ الاول قعدتي تتمايعي وتتمايلي يمين وشمال وإنتِ في المكتب هنا عشان تلفتي نظري، وبعدين عملتي دور المحترمة عشان فاكرة إني هعجب بأخلاقك بقا واطلب اتجوزك، ولما دة مجبش نتيجة عملتي اللى عملتيه دة،

ثم توقف أمامها مكملاً :

_ طب ليه كل دة، عاوزة فلوس ؟، مطلبتيش ليه وانا اديكي و مكنتش هطلب منك مقابل ياستي، كدة كدة إنتِ بهلاهيلك دي اللى على طول لابساهل مش زوقي.

رفعت يدها راغبة بصفعه، ولكنه سبقها وهو يمسكها ويضغط قليلا قاصداً الألم قائلاً بحدة :

_ اياكِ تكرريها.

سحبت يدها من بين يده وهي تدلكها و همست وهي تقاوم دموعها قائلة :

_ بكرهك.

ثم خرجت بسرعة من مكتبها ولكنها سمعته يصرخ :

_ و لسه، أنا هخليكي تندمي على اليوم اللى قررتي تحطي راسك براسي فيه.

اراحت جسدها على باب مكتبه وهي تبكي، سمعت صوت فتح باب اخر وصوت ” عزيز ” ينادي عليها قائلاً :

_ تعالي يا ” بلقيس “.

دلفت لمكتبه وهي تجلس على الكرسي وتكمل بكاءها، لقد بكت أمام هذا الرجل أكثر من أي شخص آخر، كعادته تركها تهدأ وعندما انتهت تحدث بإبتسامة :

_ لسه سامع الموظفين وكله عمال يباركلي، كنا عارف أن دي هتكون رد فعله، بتعيطي ليه ؟.

نظرت له وهي تتذكر الخطة التي أخبرها بها، بداية كل شئ

FLASH BACK.

نظرت ” بلقيس ” ل ” عزيز ” وهو يبدأ خطته قائلاً :

_ في الأول أنا بعتذر لتدخلي في شؤونك العائلية، بس انا يعني سألت عليكي وعلى باباكِ عشان كان لازم اعرف كل حاجة قبل ما اقترح عليكي اللى عاوز اقولو
أنا عاوزك تتجوزي ” مازن ” يا ” بلقيس “.

انتظرت قليلاً حتى يضحك وتشاركه الضحك ثم تذهب لتكمل عملها بعد مزحته، ولكن عندما كان وجهه جدي تماماً تحدثت بهلع :

_ ” مازن ” مين؟، إن شاءالله يكون أسمك الحقيقي ” مازن “.
1

ضحك ” عزيز ” وهو يتحدث قائلاً :

_ مش قادر اتخيل أنه مكفرّك لدرجة تتمني تتجوزي واحد عجوز زيي بداله، بس لا ياستي، انا قصدي على ” مازن ” ابني.

نهضت على قدميها قائلة بحدة :

_ حضرتك اكيد بتهزر.

_ لا مش بهزر، دة فيه فايده ليكي إنتِ اكتر من أي حد، اقعدي بس واسمعيني.

تنهدت قليلاً وهي تنظر له ثم جلست منتظرة سماع حديثه الذي هي متأكدة أنها سترفضه بكل تأكيد، تنحنح بجلسته وهو يفتح هاتفه، ثم أراها فيديو لوالدها وهو جالساً بحانة ما، بينما يضع رجل كبير بالسن أمامه بضعة أموال كانت كثيرة بعض الشئ، لم تستمع لحديثهم ولكن والدها كان سعيداً، أغلق ” عزيز ” الهاتف وهو يشرح لها قائلاً :

_ انا آسف، وعارف أن اللى هقولو دا هيوجعك، بس والدك هنا كان بيبيعك الراجل دة يا ” بلقيس “.

نظرت له بعدم تصديق، كانت تريد تكذيبه ولكنها توقفت قليلاً تفكر، هل يفعل والدها شئ كهذا؟، مقابل الأموال أجل سيفعل أكثر من ذلك ولكنها لآخر لحظة لم تكن تريد التصديق، وارتجفت يديها وهي تمدها لتتمسك بحواف كرسيها قائلة :

_ حضرتك متأكد ؟.

اومئ ” عزيز ” بأسف، وتمنت ألا يخبرها شئ اخر ولكنه أكمل حديثه قائلاً :

_ كنت مخلى واحد من رجالتي يراقبه، وللأسف كان واقف وراه وشايفه وهو يعني بيفتح صورتك يوريهاله على تليفونه.

تذكرت حينما نادى عليها وكان هاتفه موجهه لها، ولكنها لم تعتقد أبدا حتى بأحلامها أنها ستصل به لتلك الدرجة، ثم شكرت ربها بداخلها أنها تجلس أمامه بالمنزل بملابس فضاضة وتربط حجابا على شعرها، تساقطت دموعها بألم، ومد ” عزيز ” يده وهو يربط على يدها بحنان أبوي قائلاً :

_ متزعليش ومتخافيش أنا معاكي ومش هخليه يخلى الراجل دة يمد أيده عليكي، اسمعي كلامي واتجوزي ” مازن ” حاولى تغيريه وتخليه بني ادم احسن، سنة بس يا ” بلقيس ” ولو متغيرش وعاوزه تطلقي أنا هساعدك وهجبلك بيت في مكان محدش هيعرف يوصلك فيه ولا حتى والدك.

عندما هدأ ارتجافها وأصبحت مدركة للحديث، اعتدلت بجلستها وهي تسأله قائلة :

_ اشمعنى أنا ؟، حضرتك بتعمل دة كله ليه!!

رفع كتفيه وكأن ما سيقوله سيكون أكثر شئ طبيعياً :

_ عشان ” مازن ” أبني معجب بيكي، حتى لو هو أنكر دة أو بينه بطريقة عكسية، وإنتِ ماشاءالله تبارك الله متدينة و عارفة دينك، أنا أملي فيكي كبير يا ” بلقيس ” انك هتقدري تخليه يسيب الطريق اللى هو ماشي فيه دة، أو هيتجوز واحدة شبهه مش هتعمل حاجة غير أنها هتشجعهه على اللى بيعملوا.

اومئت برأسها له وهي ترتب الأمر بعقلها وتفكر به بهدوء، هل تتزوج ” مازن ” ام الرجل الكبير بالسن الذي سيبيعها والدها له، كان ” مازن ” بالتأكيد الخيار الأمن، ولكنها تذكرت شئ ما فنظرت ل ” عزيز ” قائلة :

_ طيب لو أنا وافقت، هو هيوافق ازاي؟

_ هتجيبيها معاه بالعند، وافقي بس وانا هرتبلك كل حاجة، وكمان هعرف أخلي والدك يوافق عليه وميهتمش للراجل اللى اتفق معاه.

لم تسأله كيف سيفعل ذلك لأنها بالتأكيد لن تحب أن تسمعه يخبرها إنه سيعرض عليه مبلغ اكبر، توغل الكره داخلها للرجل الذي انجبها، ولوهله لم تستطع تحمل البقاء معه أكثر من ذلك، لذا رفعت انظارها ل ” عزيز ” بعدما اتخذت قرارها رادفة :

_ موافقة.

ابتسم ” عزيز ” بإنتصار، ثم بدأ بهدوء اخبارها بكل الذي يجب عليها فعله،
كانت تعلم إنها هكذا تلقي بنفسها بنيران اكبر واكثر اشتعالا، ولكنها خُلقت للتحديات، كانت ستمر بذلك كما مرت من كل شئ من قبل، من كان عليه الخوف هو ” مازن ” لأنها عازمة على جعله الشخص الأفضل على الإطلاق

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

السلام عليكم 🙈

أنا آسفة منزلتش امبارح بس كنت مرهقة والله ومقدرتش اكمل البارت خالص

هيبقى فيه بارت الخميس زي ما متفقين عادي بس هيكون صغير شوية

قولولي رأيكوا في الأحداث كدة ماشية بطريقة لطيفه ولا فيه استعجال شوية
….

تصرفات عاصم ؟ 👀
تصرفات مازن ؟ 👀👀
تصرفات مهرة ؟ 👀👀👀

 

تصرفات علي ؟ 👀👀👀👀👀👀👀👀👀

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى