رواية واهم خاسر الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين - The Last Line
روايات

رواية واهم خاسر الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية واهم خاسر الفصل الثالث 3 بقلم هاجر نور الدين

 

 

البارت الثالث

 

 

_ حمزة مالك يابني؟
كان سؤال والدتي ليا وهي مخضوضة،
رمت الشنطة بتاعتها على جنب ونزلت لنفس مستوايا.
إتكلمت بزعيق وحِدة لـ فاتن وقالت:
_ برضوا عملتي اللي في دماغك وجيتي معاه هنا، إنتِ عايزة إبني يضيع مِني خالص؟
إتكلمت فاتن بعياط وقالت بإنفعال:
= إنتوا اللي بتضيعوه خالص، أنا بجد مش عارفة إنتوا إزاي قادرين تناموا وهو بينام هنا وعايش مع وهم وبيتعامل زي المجانين، مبسوطين وعايشين وهو بيتألم بس بيضحك من برا!
عيطت والدتي وقالت وهي بتحضنني:
_ المهم إنهُ بيضحك وعايش حتى لو وهم،
ياحبيبي كان بيحبها ومستني إبنهُ ييجي بفارغ الصبر.
كنت متابع الحوار اللي بيحصل بتعب ووهن،
مكنتش لسة قادرة إني أتحرك أو يغمى عليا حتى.
إتكلمت فاتن وقالت وهي بصالي بعد ما قعدت جنبي ولسة دموعها بتنزل:
= الدكتور زمانهُ جاي في الطريق يا حمزة إمسك نفسك شوية بس.
بصيتلها وأنا مش عارف المفروض أعاملها إزاي بعد كدا،
المفروض أشكرها عشان بتحاول تساعدني رغم غتاتتي.
ولا المفروض أأنبها وأقطع معاها بشكل نهائي عشان بتفوقني للواقع المرير اللي مش عايزهُ ولا قابلهُ.
في الحقيقة حتى لو جميلة مجرد وهم أنا موافق،
على الأقل هبقى بعيش برضوا مع اللي بحبها.

 

في اللحظة دي الدكتور دخل ومعاه والدي،
قرب مِني الدكتور وكشف عليا وقاسلي الضغط.
وبعدين حطلي حباية تحت لساني وبعد ما دابت بشوية حسيت إني أحسن وقادر أمسك نفسي شوية.
سندت نفسي وقعدت على الكنبة وحطيت راسي بين كفوفي،
تايه وحزين ومنتكس، حاسس إني طالب الموت.
مكنتش بتكلم، كنت في حالة صدمة،
وحتى لما كانوا بيكلموني من حواليا مكنتش قادر أرد.
لساني بقى تقيل، الرغبة في الكلام والحياة إنعدمت بالنسبالي.
اليوم خلص، ووالدتي باتت معايا في الشقة هي ووالدي وفاتن روحت بيتها على وعد إنها تيجي تاني يوم.
كنت نايم في سريري باصص للسقف ودموعي بتنزل بهدوء،
بصيت جنبي وظهرت الأوضة وكل حاجة على حقيقتها الكئيبة المرعبة.
الإضاءة باهتة، الجو خنيق، في صورة ليا أنا وجميلة جنبي على الكومودينو بنضحك فيها.
مسكتها وأنا ببكي وبفتكر اليوم دا،
كنا خارجين مع بعض في عيد ميلادها.
بدأت أفتكر أكتر أحداث اليوم دا ومشهد بنتكلم فيه مع بعض:
_ إنت عارف يا حمزة إن دا أسعد عيد ميلاد عدا عليا؟
قالتها جميلة بإبتسامة ونظرات حب تجاهي،
إبتسمت وقولت بمرح:
= أكيد عشان أنا فيه.
ضحكت وقالت:
_ دا شيء أكيد بس فعلًا أنا أقصد الكلمة، مكنش حد بيحتفل بيه وكنت ببقى وحيدة أوي وبيعدي زيهُ زي آي يوم، ولكن دي أول مرة حد يحسسني إنهُ يوم مهم يوم ما أنا جيت الدنيا وكمان خدتني للملاهي دي أكتر حاجة تحفة في حياتي، مروحتهاش غير مرة واحدة بس مع جدو وتيتة وبعدها حتى هما توفوا وسبوني لوحدي زي ماما وبابا.
كانت ملامحها إختفت منها الإبتسامة في أخر جملة،
إبتسمت ومسكت إيديها وقولت بحنية:
= ربنا يرحمهم يارب، وبعدين إي سبوكي لوحدك دي وأنا مش معاكِ؟
بصتلي وشدت إيديها على إيديا اللي ماسكاها ولفت بجسمها ناحيتي وقالت بنبرة مليانة دفا وحب:
_ إنت أحلى حاجة حصلتلي في حياتي البائسة دي والوحيد اللي إكتفيت بيه من الدنيا دي كلها، لو هتمنى شخص تاني يبقى نسخة مصغرة منك.
إبتسمت وحضنتها وقولت بحب:
= إن شاء الله يا حبيبتي ربنا يرزقنا يارب.
رجعت من حبل أفكاري وأنا بكائي زايد أكتر،
قلبي واجعني وحاسس بضيقة صعبة جدًا على البني آدم.
فضلت بنفس حالتي دي 3 أسابيع كاملين،
فاقد للنطق ومش بتعامل مع حد.
والدتي بتاخد بالها مني وفاتن بتيجي كل يوم تساعدها وتقعد تتكلم معايا شوية وهي بتهزر عشان تخليني أفُك.
في اليوم دا قعدت جنبي كعادتها وفضلت تتكلم كتير،
تتكلم عن طفولتنا سوا، المقالب اللي كنا بنعملها في بعض وخلافهُ.
من بين كلامها قالت بإبتسامة وعيونها زايغة في المكان بعيد عن عيوني:
_ حتى بعد ما كبرنا شوية وبقينا فاهمين يعني إي حب مكناش شايفين غير بعض وقتها.
إتكلمت لأول مرة في اللحظة دي وقولت بهدوء وبُطء فظيع في لساني:
= مالهوش لازمة يا فاتن، صدقيني مش هنعرف نرجع للوقت دا ولا مشاعر الوقت دا، خلاص اللي حصل حصل ودلوقتي أنا شخص تاني غير اللي كنتِ عارفاه، شخص مكتفي تمامًا وبشكل كامل بمراتي حتى لو هي مش موجودة أنا حابب أبقى معاها في الجنة إن شاء الله.
دموعها نزلت وهي بصالي بإبتسامة وقالت وهي بتمسح دموعها:
_ مش مشكلة يا حمزة، المهم إنك رجعت تتكلم من تاني والدكتور قال إن كثرة الكلام والمواضيع جنبك هتحسن حالة لسانك عشان كدا كنت بتكلم عن آي حاجة ذكريات حلوة… أو يمكن كانت بالنسبالي أنا بس كانت كدا،
عمومًا متقلقش أنا خلاص مش هفكر تاني في الموضوع دا، مش هزعجك ولا هفرض عليكِ تحبني أو لأ، أنا بس حاجة أخيرة حابة أعرفهالك أنا هسافر لـ بابا برا مصر أقعد معاه فترة هناك، هريحك مني أهو قوم إنت بقى بالسلامة وخلي بالك من نفسك.
خلصت كلامها ومن غير ما تستنى مني رد قامت وخدت شنطتها ومشيت وهي بتمسح دموعها اللي نزلت أول ما قامت وهي بتحاول تخفيها.
إتنهدت ورجعت راسي لضهر الكنبة وأنا مغمض عيني،
ساعات بحس بتأنيب الضمير ناحيتها، أنا برضوا السبب.
أنا اللي خليتها تتعلق بيا وتحبني بالشكل دا،
في اللحظة دي رجعت فلاش باك لليوم اللي سبنا بعض فيه.
كنت لسة راجع من الجامعة ومتضايق بسبب الإمتحان،
جات هي ووقتها كانت في ثانوي، إبتسمت وقعدت جنبي وقالت:
_ مالك يا ميزو، الإمتحان كان عامل إي معاك؟
إتنهدت وبصيت ناحيتها وقولت بملل:
= أنا مش مرتاح معاكِ يا فاتن، أنا عايز أنهي العلاقة دي.
بصتلي لثوانٍ بصدمة وبعدين إبتسمت وقالت:
_ بطل المقالب بتاعتك دي أنا مبحبش الهزار دا في علاقتنا بالذات.
إتكلمت بجدية وضيق وقولت:
= أنا بتكلم بجد، خلاص إنسي الموضوع بتاعنا دا خالص من النهاردا إنتِ بنت خالتي وبس ومش بهزر يا فاتن خلاص الموضوع إنتهى.
قومت وقفت وكنت همشي بس هي كمان وقفت قدامي وقالت والذموع بتتكون في عينيها بعدم إستيعاب:
_ إي اللي إنت بتقولهُ دا، إنت عارف إن المفروض كنا هنتخطب بعد ما تخلص إمتحانات، وليه أصلًا، ليه عايز تسيببني فجأة بعد السنين دي كلها منعرفش غير بعض؟!
رديت عليها بإنفعال وقساوة وقولت:
= هو كدا ياستي، كان وقت مراهقة وخلص خلاص بقيت كبير وفهمت إني كنت بعاملك كدا عشان بنت خالتي وبس وبكرا إنتِ تفهمي دا كمان وتنسي، وكمان أنا بحب واحدة تانية وقررت أخطبها.
سكتت بشكل مفاجئ حتى عن البكاء، سكتت وهي بصالي وبس، إتكلمت بتساؤل وقالت بمنتهى الهدوء:
_ إنت عرفتها إمتى ومنين دي عشان تلحق تحبها وأنا معاك؟
زفرت بضيق وقولت:
= معايا في الجامعة وبحبها، ولما شوفتها عرفت إني بحبها وإن كل مشاعري معاكِ مش حب لإن مشاعري ناحيتها هي اللي حب لكن إنتِ يمكن كنت حاسس بالمسئولية ناحيتك عشان بنت خالتي مش أكتر!
بدأت تعيط بصمت من غير ولا حركة وقالت:
_ بس دي تعتبر خيانة يا حمزة!
إتكلمت بلا مبالاة وقولت:

 

= مش خيانة يا حبيبتي عشان مكانش حب أصلًا، أنا ماشي.
سيبتها ومشيت وهي واقفة في مكانها مش بتتحرك،
سيبتها وأنا مش حاسس بندم ولا بآي غلط في اللي عملتهُ.
كدا أحسن بكتير من إن يحصل حاجة رسمي وأكتشف دا بعدين، بالنسبالي الحقيقة القاسية في وقتها أفضل من الكذبة الجميلة.
إفتكرت كمان كل المحاولات اللي كانت بتعملها بعدها عشان ترجعنا لبعض تاني.
وإفتكرت نظرتها وكسرتها لما شافتني مع جميلة لأول مرة وأنا بقدمها ليهم وجات في نفس اليوم بعد ما مشيت سألتني بدموع وألم:
_ طيب فيها إي زيادة عني، ليه مش أنا، ليه يا حمزة تاخد مكاني؟
إتنهدت وقولت بلا مبالاة وملل:
= محدش خد مكانك وهو مكانش مكانك أصلًا عشان حد ياخدهُ يا فاتن، فوقي يا حبيبتي إحنا ولاد خالة بس تصبحي على خير.
سيبتها ومشيت وفعلًا كانت صعبت عليا في الوقت دا وأنا سامع شهقاتها طول اليوم جاية من الأوضة بتاعتها لإن في الوقت دا كنا بايتين عند تيتة.
ولكن غصب عني أنا فعلًا دلوقتي حاسس إني بحب جميلة ومشاعري تجاه فاتن مكانتش غير مشاعر قرابة والإختلاف دا عرفتهُ لما حبيت بجد.
إفتكرت كمان عُزلتها لشهرين في أوضتها بسبب الإكتئاب وإن مكانش حد جنبها غير خالتي وماما كانت بتروحلها ساعات.
لوهلة حسيت إن كل اللي بمُر بيه دلوقتي بسبب اللي حسستها بيه زمان، حاسس إن الدمن بياخد حقها مني.
ولكن برضوا هفضل مش حاسس بالحب ناحية فاتن،
هي قريبتي وتعز عليا ومقبلش حد ييجي جنبها.
لكن مش عارف أشوفها برا الزون دا وعمر يما هنسى جميلة مراتي الله يرحمها ولا حابب إني أعرف بعدها أبدًا.
دلوقتي عدا سنة، بقيت أحسن نفسيًا نوعًا ما،
بدأت أرجع لشغلي وأركز فيه.
بدأت أتعايش، وبالنسبة لفاتن!
لسة في الإمارات مع والدها.
بتمنى ليها كل خير وبتمنى إنها تتخطى وتعيش حياتها بشكل طبيعي مع واحد يحبها بجد وتحبهُ ويعوضها عن كل المشاعر اللي حسيتها تجاهي هدر.

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى