روايات

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثالث عشر 13 بقلم داليا محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الثالث عشر 13 بقلم داليا محمد

 

 

البارت الثالث عشر

 

 

الفصل الثالث عشر :
آخر يوم امتحانات عدى على خير الحمد لله. يمكن محلّتش الامتحان زي ما كنت متمنية، بس مش فارق، الأهم إني خلصت أخيرًا.
قلت لازم أقابل مريم النهارده، بقالي كتير ما شوفتهاش ولا حكيتلها على اللي بيحصل. رنيت عليها بسرعة، ردت وهي فرحانة إنها خلصت امتحانات هي كمان:
– “تعاليلي البيت حالًا، محتاجين نقعد قعدة فضفضة.”
– “تمام يا لولي، جايالك!”
وصلت مريم وقعدنا في أوضتي، ومن أول دقيقة بدأت أحكيلها كل حاجة… عن محمد اللي مش راضي يسيبني في حالي،

 

وعن حمزة اللي جه اتقدملي، وعن توتري طول فترة الامتحانات. كانت قاعدة قدامي مش مصدقة نفسها:
– “يعني كل ده وأنا آخر واحدة أعرف؟! يا شيخة عيب!”
– “والله غصب عني يا بنتي… الكلية كانت فرمـاني.”
– “عارفه يا حبيبتي ربنا معاكي يا عروسة!”
– “لا عروسة إيه وبتاع إيه؟ لسه بدري على الكلمة دي قوي!”
اتكلمنا كتير والجو كله كان خفيف وريحني جدًا. وأنا ماسكة التليفون كده بالصدفة، لقيت Notification: حمزة طلب إضافتك.
مريم لمحت الشاشة وبصتلي بعيونها الواسعة:
– “يخربيتك يا شيخة! كل ده ولسه معلّقاه؟ انت هبلة يا بت؟”
– “لا لا خلاص… هقبله دلوقتي.”
دوست Accept والابتسامة مش بتفارق وشي. حسيت بدفء غريب… حاجة بسيطة زي طلب إضافة، لكنها مفرحاني قوي. اليوم عدى كله على خير ونمت وأنا مزاجي في السما.
صحيت من النوم فطرت مع بابا وماما، وعرفت إن في فرح حد من جيراننا النهارده وهنروح كلنا سوا. دخلت أوضتي ومسكت التليفون ولمحت نوتيفيكيشن جديدة على الفيسبوك: “Hamza sent you a message.”
قلبي دق بسرعة وأنا بفتح الشات:
حمزة: “أخيرًا يا بنتي! دا أنا ريقي نشف وأنا مستنيك تقبلي الإضافة 😅”
ضحكت وأنا برد بسرعة:
ليل: “خلاص أهو قبلت… مبسوط؟”
حمزة: “جداً… أخيراً بقى عندي طريقة أكلمك بيها من غير ما أستنى أشوفك صدفة.”
بدأنا نتكلم عن الامتحانات شوية، وقلت له إن المواد كانت صعبة. هو طمّني إنه حل كويس لحد كبير وقال:
“الحمد لله… خلاص فاضلي ترم واحد وأخلص.”
باركلي إني خلصت الامتحانات وقال:
“مبروك يا دكتورة… استحملتي كتير.”
ضحكت وقلت له:
“أهم حاجة خلصنا.”
بعدها سألني فجأة:
“هتروحي الفرح بتاع جيرانكم النهارده؟”
قلت له:
“أيوه… هروح مع بابا وماما. إنت هتكون هناك؟”
رد بمزاح خفيف:
“إيه يا ستي؟ مهتمة تعرفي أنا رايح ولا لأ؟”
قلت بسرعة:
“لا بسأل عادي!”
ضحك وقال:
“ماشي يا ستي… آه، هكون هناك. وبالمناسبة، بابا هياخد ميعاد من باباكي قريب علشان نيجي البيت.”
سكتت ثواني وكتبت له:
“أنا متوترة قوي بصراحة.”
رد عليّ بسرعة:
“أنا كمان… بس مبسوط جداً إن أخيراً الحاجة هتبقى رسمية.”
حسيت قلبي بيخبط بقوة وأنا قريت الكلمة دي “رسمية”. فضلت ماسكة التليفون ومش قادرة أمسح الابتسامة عن وشي. قفلت معاه وأنا مبسوطة قوي. ماما قالتلي أروح أجهز معاها الغدا، اتغدينا ودخلت أجهز.
قررت ألبس فستان نبيتي بسيط بس شيك، قماشته ستان خفيف وناعم، والخمار البيج مدي شكل هادي وأنيق. لما بصيت في المراية قبل ما أخرج، يخربيت الحلاوة! إيه القمر دا؟ ما شاء الله… حمزة ذوقه حلو برده. ماما دخلت تناديني:
“بسم الله ما شاء الله… قمر يا ليل، بس يا بنتي خلي بالك، الناس كلها هتبص لك النهارده.”
ضحكت من كلامها وأنا باخد شنطتي:
“مفيش حد فاضي يبص لحد يا ماما!”
وصلنا الفرح وقعدنا أنا وبابا وماما على ترابيزة بعيدة عن الدي جي شوية، الجو كان مليان أنوار وضحك، والناس كلها فرحانة.
وبينما أنا بشرب عصير برتقال وأرد على تهنئة حد من الجيران، فجأة شفت حمزة داخل مع والده. كان لابس بدلة كحلي غامقة، والقميص الأبيض كان شكله رسمي وأنيق جدًا. شعره متظبط بعناية، ونظراته واثقة كعادته. أول ما عيني وقعت عليه، قلبي عمل الحركة اللي بقيت أحسها كل ما بشوفه فجأة.
حمزة وباباه جم سلّموا على بابا وماما، وقعدوا معانا على نفس الترابيزة. ابتسامتنا كانت هادية ورسمية، بس أنا حاسة إن في حاجة مختلفة في الجو. كل مرة عيني تقابل عينه، بلاقيه بيبص لي بإعجاب واضح ومش بيحاول يخبيه حتى.
مش عارفة إزاي أو إمتى حصل كدا، لكن فجأة بصيت حواليا لقيت الترابيزة فاضية. لا بابا ولا ماما ولا حتى بابا حمزة… كلهم اختفوا كأن الأرض بلعتهم. لقيتني قاعدة قدام حمزة لوحدنا. قلبي بدأ يدق بسرعة، ووشي اتحول للون الفستان تقريبًا.
هو لاحظ طبعًا. ضحك بخفة وقال بصوت هادي:
“على فكرة… اللون دا لايق عليك جدًا.”
حسيت وشي بيحمر أكتر، وقلت بسرعة وأنا بحاول أغير الموضوع:
“شكراً… الفرح حلو مش كده؟”
هو اتجاهل محاولة الهروب وقال وهو لسه مركز فيا:
“مش الفرح بس اللي حلو.”
اتلخبطت في الكلام للحظة ومش عارفة أرد إزاي. كل حاجة حواليّ فجأة صوتها واطي… كأننا قاعدين في قاعة تانية لوحدنا. فجأة ظهر بابا وماما وبابا حمزة راجعين على الترابيزة، فحمزة وقف بسرعة وهو بيغمزلي بابتسامة، ورجع للوضع الرسمي في ثانية، وسابني قاعدة مش قادرة أمسك الضحكة ولا ضربات قلبي.
الفرح خلص على خير والحمد لله، وروحنا البيت وأنا مبسوطة جدًا. أول ما دخلت، بابا قالي إن أهل حمزة هييجوا يوم الخميس اللي بعد 3 أيام. دخلت أوضتي، غيرت هدومي، واتعشيت، وبعدها مسكت التليفون.

 

لقيت رسالة من حمزة:
“كان شكلك حلو قوي النهارده على فكرة.”
ابتسمت وبعتله:
“شكرًا… إنت كمان كان شكلك حلو.”
رد بسرعة:
“بابا خد ميعاد مع باباكي، هنيجي إن شاء الله يوم الخميس.”
قولتله:
“أنا خايفة قوي ومش عارفة ليه.”
رد عليا:
“أنا كمان خايف… بس مبسوط. أخيرًا الناس كلها هتعرف إنك بقيتي ليا.”
قعدت أقرأ الجملة دي كذا مرة وقلبي بيرقص من الفرحة. كنت مكسوفة جدًا ومقدرتش أكمل كلام، فقفلت بسرعة. الحمد لله هو تفهّم وقفّلنا سوا. نمت بعدها وأنا مبسوطة قوي وبإحساس جديد أول مرة أعيشه.
التلت أيام دول عدّوا بسرعة غريبة، كأنهم كانوا ساعات مش أيام. كل يوم كنت بصحى وأنام والتفكير مش بيقف… هالبس إيه؟ هنقول إيه؟ يا ترى المقابلة هتبقى عاملة إزاي؟ كنت متوترة وفرحانة في نفس الوقت، إحساسين متناقضين بس ماشيين معايا خطوة بخطوة.
جِه يوم الخميس… البيت كله كان متجهز ومترتب. ماما من بدري وهي بتلف في الشقة تمسح هنا وتحط لمساتها هناك، وبابا قاعد في الصالون مع عمي بهدوء ظاهر، بس أنا عارفة إنه متوتر زيي بالظبط.
لبست فستان بسيط ناعم لونه سماوي، مع خمار بيج ستان خفيف، شكله كان هادي وأنيق. بصيت في المراية وحسيت قلبي يدق أسرع.
رنة جرس الباب قطعت أفكاري، روحت قلبي وقع حرفيًا. بابا قام فتح، ولقيت حمزة داخل مع والده. حمزة كان باين عليه التوتر زيي. أول ما عينينا قابلت بعض، ابتسامة صغيرة ظهرت على وشه رغم التوتر اللي واضح في كل حركته.
قعدوا في الصالون، بابا و عمي قاعدين قدامهم، الجو رسمي جدًا لكن مريح في نفس الوقت. باباه بدأ الكلام باحترام شديد:
“إحنا جايين النهارده عشان نطلب إيد بنتكم ليل، ونتشرف إنها تكون في بيتنا.”
بابا ابتسم وقال:
“شرف لينا طبعًا…”
ماما بصتلي بابتسامة هادية، وأنا حاسة إن وشي مولّع من الخجل.
حمزة كان قاعد ساكت معظم الوقت، بس ملامحه بتقول كل حاجة — كان بيبصلي كل شوية بسرعة، كأنه بيطمن إن كل حاجة ماشية كويس. معرفش إزاي الاتفاق كله تم من أول قعدة سبحان ميسر الأحوال، واتفقنا إن قراية الفاتحة هتكون بعد أسبوع والخطوبة بعد شهرين.
بعدين جه وقت إن أنا وحمزة نقعد لوحدنا. أنا كنت قاعدة بفرك في إيدي، بس الكلام كله متلغبط، أنا وهو مش عارفين نتكلم كلمتين على بعض، بس عدت على خير الحمد لله.
وأنا واقفة أوّدعهم، عينيّا وعينه تقابلوا لحظة من غير ما حد ياخد باله… كانت النظرة دي كفيلة تخلي كل التوتر يختفي ويتحول لفرحة وخجل في نفس الوقت.
يتبع …..

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *