روايات

رواية همس بلا صوت الفصل الرابع 4 بقلم نور محمد

رواية همس بلا صوت الفصل الرابع 4 بقلم نور محمد

 

البارت الرابع

 

روايه همس بلا صوت
الفصل الرابع
جاسر كان لسه هيتكلم بس قطعوا صوت سيلا
سيلا: ” جاسر في حد جه ولا لسه
كان غيث مديها ظهره بس اتسمر في مكانه اول لما سمع صوتها
لف غيث ببطء ناحيه الصوت وعينه اتسعت بعدم تصديق
جاسر لاحظ نظرته المتسمره فسأله باستغراب: ” في حاجه ولا ايه
غيث بعدم تصديق وصوت مخنوق: ” سيلا…
سيلا استغربت وعيونها اتنقلت بينه وبين جاسر: ” حضرتك تعرفني
غيث كان لسه مش قادر يستوعب انها واقفه قدامه دلوقتي بس اول لما سمعها قالت كده استغرب: ” انتي متعرفنيش
سيلا باستغراب: ” لا انا اول مره اشوفك
جاسر: ” انت تعرفها يا غيث
غيث مكنش سامع اي حاجه كان مركز في عيونها وكان عايز يخدها في حضنه بس متردد خصوصاً انها مش عارفه او مش فاكره فشك في نفسه انها ممكن متطلعش هي وده يكون تشابه
جاسر بصوت عالي: ” غيث
غيث بانتباه: ” هااا
جاسر: ” بقولك تعرفها
غيث وهو ينظر لها: ” اممم ….. انت تعرفها منين
جاسر: ” لا دي حكايه طويله خلينا نقعد بس الاول وهحكيلك
غيث: ” اتفضلوا جوه المكتب علشان نتكلم برحتنا
دخلوا واول لما قعدوا
غيث: ” قولي بقي انت تعرفها منين
جاسر: ” بص يا سيدي
انا لسه عارف سيلا الصبح …. كنت مخلص شغلي ومروح شفتها علي الطريق في حته مقطوعه
وقعد يحكيلوا الي حصل كله من اول لما شافها لحد ما جبها هنا
كل ده وسيلا قاعدة متوترة وحاسه بتعب شديد وصداع و ماسكه دماغها من الألم
غيث كان مركز معاها ومصدوم من الي بيحكي جاسر
جاسر: ” بس ياسيدي كل ده الي حصل
غيث وهو ينظر إلي لبسها: ” تمام … تقدر تتفضل انت
جاسر: ” مقولتليش انت تعرفها منين
غيث بابتسامة ساخره: ” مراتي
جاسر اتسعت عينه بصدمه: ” مراتك ازي
سيلا اتصدمت وحاست بخوف وكانت عايزه تهرب
بس مش عارفه ازي خايفه يكون تبع الدكاترا الي كانوا بيعذبوها
غيث: ” هيبقي احكيلك بعدين … اتفضل انت دلوقتي وهبقس اكلمك
جاسر خرج وكان مستغرب جداً بس افتكر لما غيث كان قالب الدنيا علي مراته ومش مصدق أن هو الي لقها
غيث: ” تعالي هنا
سيلا كانت مرعوبه منه ودماغها كانت خلاص هتنفجر من الوجع
قربت عليا بتوتر
غيث: ” اقعدي
قعدت في الكرسي الي قدامه
غيث: ” احكيلي بقي كل حاجه
سيلا بتوتر: ” ما جاسر قال كل حاجه
غيث: ” عايزه تفهميني انك كنتي عايشه مع راجل غريب عنك وبيقولك انك مراته وانتي صدقتي لا وكمان حامل منه … انتي عايزه تقنعيني بده
انا كده اتاكد انك فاقده الذاكره بجد مأدام مش عارفني …. سيلا انا عايزك تحكي كل حاجه ومن غير كذب لاني هعرف لو كذبتي
سيلا بتوتر: ” وانا ايه الي يأكدلي انك جوزي ومش زيهم
غيث باستغراب: ” زي مين … عموماً ياستي انا هثبتلك طلع موبايل وفتح معرض الصور وادها الموبيل
مسكته بايد مرتعشة وبصت علي الصور مكنتش مصدقه حاولت تفتكر بس كل لما بتفتكر دماغها بتوجعها بس حاسه انها عاشت اللحظات الي في الصور ده
عينها وقعت علي الصور الي في المكتب كانت ليها هي وغيث وزياد
غيث: “صدقتي …. ادتوا الفون وهي بترتعش ودموعها نازله
سيلا بصوت مخنوق: ” هو ده ابني قالت ذلك وهي بتشاور علي الصور الي في المكتب
غيث بهدوء: ” لا
سيلا: ” اومال مين
غيث: ” ابن اخويا الله يرحمه …. مات هو ومراته في حادثه وسعتها كان زياد عنده سنتين وكنت انا وماما الي بنربي لحد ما اتجوزتك واعتبارنا ابن لينا
سيلا: ” فين اهلي
غيث بهدوء: ” انتي اهلك مش في مصر من ساعه ما اختفيتي ومفيش امل انك ترجعي سفره برا مصر مع اخوكي علشان ميقعدوش لوحدهم وكل فتره بيكلموني يسئلوني لو وصلت لي اي حاجه
اتفضلي احكي بقي انا ردت علي اسئلتك كلها
سيلا بتوتر وتعب شديد: ” بص انا مش قادره احكي حاجه دلوقتي وخصوصاً الحكايه طويله ومش كل حاجه فاكرها ارتاح الاول وهحكيلك كل حاجه
غيث باستغراب: ” مالك من ساعه لما شوفتك وانتي تعبانه
سيلا كانت لسه هتتكلم قاطعها صوت الباب وهو بيتفتح
حازم: ” السلام عليكم
غيث: ” انا مش قولتلك قبل كده مليون مره تخبط علي الباب قبل لما تفتحه
حازم وهو بيلاحظ سيلا: ” خلاص يا غيثو مش قدام الناس …. متعرفناش بلقمر
غيث بحده: ” حازم … لو في حاجه مفيده قولها مفيش خد الباب في ايدك وانت خارج
حازم: ” ايدا انت بتتردني … عموماً ماشي ياعم انا هسمحك بس علشان القمر الي قاعده دي …. كمل بابتسامة وهو ينظر لها مقولتيش اسم القمر ايه
غيث بعصبيه: ” انت الي جبته لي نفسك
وكان لسه بيقوم
حازم بسرعه وضحك: ” خلاص خلاص انا اسف
غيث بعصبيه: “جاي لي يا زفت
حازم: ” الله يسامحك …. انا هقعد طول الليل اشتكي لي ربنا عليك
غيث: ” اطلع برا يالا
حازم: ” انا كده كده كنت طالع بس لما تخلص مع القموره ابقي بلغني علشان عايز اتكلم معاك بخصوص قضيه ملك حسين
غيث بانتباه: ” في جديد ولا ايه
حازم: ” اه ….الطب الشرعي اثبت انها كانت بتتعرض لي تعذيب شديد ولقوا إن مؤشرات المخ مش مظبوطه يعني حد لاعب في
غيث: ” ده شكله موضوع طويل طب امشي انت دلوقتي وانا لما افضي هبعتك
حازم: ” تمام
خرج حازم من عند غيث وراح مكتبه
كل ده سيلا كانت سمعا وجسمها بيرتجف ودماغها هتنفجر من كتر الالم والصداع وقعدت تفتكر كل التعذيب ومحاولتها الفاشله للهروب
غيث بقلق: ” سيلا انتي كويسه تحبي نروح المستشفى
سيلا عينها حمرا بشكل يخوف ومسكا دماغها جامد
ومره واحده صرخت بصوت عالي ووقعت علي رقبتها
وغيث كل ده مش فاهم في ايه وقلقا عليها
غيث: ” سيلا تعالي نروح مستشفى … كان لسه بيقرب منها علشان يمسكها بس زقتوا بعيد عنها
راحت بكل قوتها كسرت التربيزه الي قدام المكتب
غيث بظهول: ” انتي كسرتيها ازي دي ….. انتي اتجننتي
سيلا بعياط وبتحاول تمنع نفسها تقوم تكسر المكتب ده كله في دماغه: ” ابعد عني … لو خايف علي نفسك ابعد …. كملت بصراخ … ابعددد
غيث كل ده مصدوم ومش عارف مالها … مش عارف يهديها ازي
——-
عند حازم في مكتبه
كان قاعد قدام الورق وبيحاول يربط الخطوط في بعدها بس قطع شروده صوت الفون وهو بيعلن عن مكالمه بيبص علي اسم المتصل كان خالد المسئول في الطب الشرعي عن حاله ملك
حازم: ” الو في جديد ولا ايه
خالد بصوت جدي: ” التحاليل اثبتت ان في تدخل جراحي غريب جداً …. حد عامل تعديل في بعض مناطق المخ ..شبه الصدمات الكهربائية بس بشكل متقدم واضح إن اللي عمل كده كان بيحاول يسيطر علي الجهاز العصبي بتاعها
حازم بدهشة: ” يعني حد كان بيتحكم في تصرفاتها
خالد: ” بالضبط وده ممكن يفسر إن البنت دي كانت بتتصرف بغرابة او بتنهار فجاه لانهم بيلعبوا في الجهاز العصبي بتاعها انا سئلت دكتور متخصص في المخ والاعصاب وهو الي قالي الكلام ده ….احنا كمان لقينا اثار لنوع معين من المهدئات بيتم حقنه مباشره في العمود الفقري والمفعول بتاعه بيدوم بالايام
حازم: ” انت متاكد من الكلام ده
خالد بنسبه ١٠٠٪ وفي حاجه كمان البصمات اللي لقيناها علي بقايا الحقن والمضادات في جسمها .. اتعرفت علي اتنين من الدكاتره الي كانوا مختفين من اكتر من سنه وده معناه انهم مشاركين في كل اللي حصل
حازم: ” الدكاترة دول مش كان ليهم صله بمؤسسة الابحاث القديمه اللي اتقفلت زمان
خالد: ” بالضبط … ودي اللي محتاجين نرجع نفتح ملفها من تاني في حاجات كتير مش واضحه
حازم: ” تمام ابعتلي كل التقارير حالا … بس بسرعة
خالد: ” تمام
——-
في مكتب غيث
كان بيحاول يهديها لكنها كانت في حالة شبه انهيار…
عنّيها مش ثابتة، بتتحرك بسرعة من غير ما تركز على حاجة، أنفاسها سريعة وبتهمهم بكلام مش مفهوم… كلام مش واصل، بس واضح إنه جاي من وجع.
غيث قرب منها بخوف، حاول يمد إيده على كتفها يهدّيها.
لكنها فجأة صوتت بصوت عالي، صرخة مليانة رعب، ودفعت إيده بعنف.
رجعت خطوة لورا وهي بتخبط الكرسي اللي وراها ووقع على الأرض.
غيث: “سيلا اهدي …
بس هي ما سمعتش.
قلبت المكتب اللي جنبها، حاجات وقعت، ملفات طارت، حاجات اتكسرت.
كانت بتنهج، دموعها نازلة، وبتتحرك بهياج، زي حد بيهرب من شبح جواه.
غيث جري ناحيتها حاول يثبتها قعدت تضربه في صدره بقوه بس هو مسك إيديها.
فضلت تقاوم بعنف، بتزق، بتخبط، بتشد نفسها منه، وكل مرة بتفلت شوية… بس هو كان بيحضنها بقوة، بيكتفها:
– “سيلا خلاص… اهدي انتي اتجننتي ولا فيكي ايه
كانت بتتهز بين إيديه زي عصفور بيتخبط في قفصه.
صرخاتها مكبوتة، أنينها طالع زي موجة وجع ووشها كله دموع.
باب المكتب اتفتح فجأة بعنف، دخل حازم وهو مفزوع: – “إيه الصوت ده؟!”
اتجمد مكانه لما شاف غيث مكتف بنت بتصرخ وبتهز جسمها بعنف
حازم بزهول: ” انت عملت ايه في البنت
غيث: “هات الحقنة المهدئه الي في الدرج بسرعه
حازم جري للدرج وهو بيبص لها بصدمة، فتحه وطلع الحقنة بسرعة.
سيلا كانت لسه بتقاوم، حاولت تخربش في كتف غيث، رجليها بتخبط على الأرض، إيديها بتتعور وهي بتحاول تفك نفسها.
بس هو كان رابط إيديه حواليها
حازم وهو بيمد له الحقنة: “خد… بسرعة قبل ما تعمل في نفسها حاجه المجنونه دي …. ده لو اللواء عرف هيبقي آخر يوم ليك في الداخلية انهارده
غيث شد الكم بتاعها بصعوبة علشان يديها الحقنه
غرز الإبرة وضغط عليها بتوتر وخوف
سيلا فضل جسمها يهتز لثواني، وبعدها بدأت تتراخي …
إيديها وقعت رجليها بطّلت تتحرك، صوت شهقة خفيفة طلع منها وهي بتفقد الوعي تدريجيًا.
دموعها لسه نازلة وغيث لسه بيحضنها راسه محنية على كتفها بيهمس بصوت مكسور:”أنا مش هسيبك تاني… مش هسمح لحد يقربلك
حازم كان واقف ساكت، مش قادر يصدق اللي بيشوفه.
برا المكتب… القسم كله كان واقف في حالة ذهول من الأصوات بس محدش اتدخل
حازم: ” ممكن تفهمني حصل ايه
غيث: ” مش وقته يا حازم هطمن عليها وبعد كده هبقي اقولك …. خد مفاتيح العربيه واسبقني تحت
حازم اخد المفاتيح من علي الارض لان سيلا وقعت كل حاجه او بلأصح كسرت كل المكتب
غيث وهو ينظر إليها وهي في حضنه: ” دورت عليكي في كل مكان وملكيش اثر ويوم ما اشوفك تبقي في الحاله دي
غيث اتنهد بحزن وشالها نزل بيها
حازم فتحلوا الباب ركبها العربيه واتحرك علي المستشفى
يتبع….

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى