رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثالث 3 بقلم سارة الخولي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثالث 3 بقلم سارة الخولي
البارت الثالث
الحلقة 3
في المستشفى كانت ام طارق تجلس مع وفاء……….وتسليها بقصص وحكايات سكان عمارتهم…..في محاولة للتخفيف عنها…وبالرغم من حال وفاء الا انها لم تكف عن الضحك على طريقة ام طارق في التقليد التي طالما احبتها…….
فاروق وهو يدخل: السلام عليكم
ام طارق : وعليكم السلام
وفاء وقد تبادلت معه نظرة ذات معنى………: انت اتأخرت كده ليه؟؟
فاروق وهو يجلس بقربها: ابدا………يادوب جبت سلمى ووديتها الشقة وجيت
ام طارق بتأثر: وهي عاملة ايه دلوقتي؟؟
فاروق وهو ينظر الي وفاء: لا ……..ماهو انا ماقلتلهاش حاجة
ام فاروق بسرعة : يا ندامة……..طيب يعني هي مش هتشوف امها ولا ايه؟
وفاء بهدوء: مش عايزاها تشوفني وانا في الحال ده…..كده حالتها هتسوء …….وهي وراها امتحانات اخر السنة عايزاها تركز فيها
ام طارق: يا كبدي يا بنتي……..طيب وهي فاكرة انك فين؟؟
وفاء وهي تنظر الي فاروق: فاروق قالها اني مسافرة عند قرايبي……..مش كده يا فاروق؟؟
فاروق وقد افاق من شروده: اّاّه طبعا….قلتلها
ام طارق وهي تنظر الى الساعة: طيب استأذن انا بقى علشان اتأخرت……..
فاروق بسرعة: ما لسه بدري يا ام طارق
ام طارق بسرعة: لا مش بدري ولا حاجة……..ده انا قعدت مع الست وفاء شوية حلوين………بركة انهم سابوني ادخل…….انا قعدت اتحايل عليهم لغاية لما اخيرا دخلوني
وفاء بابتسامة باهتة: ماتتصوريش قعدتك دي زاحت عني قد ايه
ام طارق : ربنا يديم المعروف ياحبيبتي……..وان شاء الله مش هتطولي هنا ……هتخفي وهتبقي عال العال……يالا فتكوا بعافية
وفاء: الله يعافيكي…….
قام فاروق ليوصلها ……….فصدته هي وهي تقول: والله مانت خارج……….خليك قاعد مع مراتك لا تحتاج اي حاجة…..البيت قريب اهو
فاروق: طيب خدي بالك من نفسك
ام طارق: ان شاء الله ….يالا سلامو عليكو
فاروق : وعليكم السلام
خرجت ام طارق ليغلق فاروق الباب وراءها في احكام……….ثم يلتفت الي وفاء……..التي تعتدل في جلستها وهي تهتف بتوتر: ها……..قلت لسلمى ايه وقالتلك ايه؟؟
فاروق وهو يجلس ويشيح بنظره عنها: مقدرتش اقولها حاجة
وفاء: مانا عارفة………بس قلتلها اني فين؟؟
فاروق: مقلتلهاش اي حاجة…………لساني ماطاوعنيش
هتفت وفاء: ايه؟؟……….طيب وهي سكتت؟؟
فاروق وقد شعر بالذنب: هي سألت عليكي و…………….وقلتلها انك مش هنا……وشغلتها بالاكل ….
وفاء من بين عيون دامعة: ليه كده يا فاروق؟؟……ده انت لو كنت قلتلها الحقيقة كانت هتبقي ارحم من اللي هي فيه دلوقتي…..انا عارفة بنتي
فاروق بسرعة: اطمني……هتبقي كويسة وانا هروحلها كمان شوية
وفاء: روحلها حالا وقولها اللي اتفقنا عليه
فاروق : طيب استني اقعد شوية معاكي
همت وفاء بالرد ……..الا ان قطع حديثهم صوت احدى الممرضات وهي تدخل ممسكة بمجموعة اوراق…….
الممرضة وهي تنظر الى فاروق: استاذ فاروق……..محتاجين امضتك علي الاوراق دي
فاروق وهو يدقق النظر في الاوراق: اوراق ايه دي؟؟
الممرضة: ده الورق اللي بيثبت انك موافق على ان المدام تبدأ العلاج بالكيماوي من بكرة
فاروق وهو ينظر الى وفاء: طيب وماتخديش الامضا من وفاء ليه؟؟
الممرضة: ممكن ……….لو هي عايزة
وفاء: لا امضي انت يا فاروق……انت عارف اني موافقة
امسك فاروق القلم وبدأ في وضع توقيعه على كل ورقة………وما ان انتهى…….حتى ذهبت الممرضة الى وفاء وقامت بتعديل جسدها في وضع النوم
وفاء بخوف: انتي بتعملي ايه؟؟
الممرضة: ماتقلقيش يا مدام………الدكتور بيقول انك لازم تنامي دلوقتي
وفاء: دلوقتي؟؟……….بس انا مش جايلي نوم
الممرضة وهي تخرج حقنة من جيبها وتبدأ في تحضيرها: مانا عارفة………وعلشان كده احنا هنساعدك
همت وفاء بالرد الا ان الممرضه غرزت الحقنة في يدها……….لتجبرها عل الصمت……
وفاء وهي تنظر الي فاروق: قول لسلمى يا ف…………(وهنا اغمضت وفاء عيناها وذهبت في نوم عميق……….
الممرضة وهي تشير الي فاروق باالخروج: اتفضل انت يا استاذ وسيب المدام ترتاح
خرج فاروق من الغرفة…………وهو يتمتم: يارب اجعله خير…….
غادر فاروق المستشفى……….وانطلق بسيارته الي المنزل…………
**********************************
دخل سيف منزله………..ليرى نهلة جالسه علي احدى مقاعد الانتريه……….وقد اسندت رأسها بيدها……..
سيف بمرح: سلامو عليكو………..طبعا انتي زعلانة علشان انا اتأخرت……
لم تجبه نهلة بينما ظلت ناظرة ارضا………..جلس سيف بقربها وهو يقول: ماتزعليش بقى يا ماما……..انا كنت عايز اعمللك مفاجأة ………مش النهارده عيد الام ولا ايه؟؟………..ولا هو حلال علي العيال اللي في مدرستك…….وحرام عليها
وايضا لا اجابة………..فتابع سيف وهو يحاول رؤية وجهها: كل ده زعل؟؟………طيب انا تعبت خالص ……….وعملت حادثة بالعجلة و……….(وهنا افاقت نهلة من شرودها وهي تهتف بفزع: ايه؟؟………..حادثة ؟؟………
سيف ضاحكا: ايوة كده فوق يا جميل………ووريني القمر………..(وهنا دقق سيف في وجهها وهو يتمتم: ماما……….انتي كنتي بتعيطي؟؟
نهلة بخوف: حادثة ايه يا سيف اللي عملتها؟؟
سيف مشيرا بيده: ولا حادثة ولا حاجة………..ده انا بستعبط………بس قوللي بقي……..انتي كنتي بتعيطي ولا ايه…….؟؟
نهلة بحزم وهي تقوم وتتجه الى غرفتها: ماتبقاش تهزر هزار زي ده تاني
سيف وهو يتبعها: يا ماما قوليلي بقى……….هو بابا زعلك ولا اي………(وهنا تفاجأ سيف بالحقيبتين الكبيرتين الواقفتين في منتصف الغرفة)
سيف: ايه ده؟؟…………هو ايه اللي في الشنط دي
نهلة وهي تقف امام المراّه وتضع حجابها: لبسي ولبسك
سيف وهو يدخل ويجلس فوق طرف السرير: ليه هو احنا مسافرين؟؟
نهلة ودون ان تنظر اليه: ايوة……….
سيف: مسافرين فين؟؟
نهلة بشئ من الحدة: مش وقت اسئلة دلوقتي يا سيف………روح اتشطف والبس علشان ننزل حالا
سيف: طب مش هنستني بابا؟؟
نهلة محاولة تمالك اعصابها: لا…………وقسما عظما لو قلت سؤال تاني لا اسيبك هنا واسافر لوحدي
سيف بسرعة: لا خلاص هقوم……..
وخلال خمس دقائق…….كانت نهلة تقف مع سيف علي عتبة المنزل……..
نهلة: انزل وقفلنا تاكسي وخليك تحت ماتطلعش تاني
سيف وهو يحمل احدى الحقائب: طيب
نهلة بسرعة وهي تمسك بالحقيبة من يده: قلتلك 100 مرة ماتشيلش حاجة تقيلة……….انت لسه صغير
سيف بغيظ: صغير ايه يا ماما بقي…………..كل ده وصغير……….اللي قدي ممكن يشيلوا امهم كمان
نهلة: يا سلام
سيف وهو يحتضنها ويحاول رفعها: اه والله……حتى شوفي
نهلة وهي تزيحه: بطل لماضة بقى……….وانزل وقف التاكسي…..(ثم تابعت : انا نسيت حاجة؟؟………اه ………..)
ودخلت نهلة الى بيتها مجددا……….لتفتح احدى ادراج التسريحة وتخرج منها دفتر توفير باسمها وهي تتمتم: معقولة كنت هنسى حاجة زي كده؟؟……….وايه تاني؟؟……متهيألي خلاص كده……
خرجت نهلة لتجد انه لا اثر لسيف ولا للحقيبتين …………فتمتمت بخوف: بقى كده يا سيف…….مش عارفة اعمل ايه في عدم سماعك للكلام ده؟؟
استعدت نهلة لاغلاق الباب………فنظرت الي الشقة نظرة اخيرة وهي تتمتم من بين عيون دامعة: هرجعلك تاني ان شاء الله مع حسين……….بس لازم الاول ياخد قرصة ودن علشان يفوق من اللي هو فيه
مرة اخرى نظرت الي كل ركن بها……….قبل ان تخرج وتغلق الباب وراءها في هدوء
*********************************
فتح فاروق باب منزله………….نظر بداخله…………كل شئ هادئ ومرتب…….ليس هناك اي صوت………اذا فقد نامت سلمى……..حسنا……….هذا جيد……….
ولكنه ما ان دخل واغلق الباب ……….حتي اتسعت عيناه في ذعر……..جثا علي ركبتيه ……..وامسك برأس سلمى الممددة ارضا وهو يهتف: سلمى…….فوقي يا سلمى
فتحت سلمى عيناها وهي تتمتم: ماما؟؟………..انتي جيتي؟؟
فاروق وبعد ان اطلق تنهيده عالية: لا يا حبيبتي انا بابا
تمتمت سلمى وهي تغمض عيناها: بابا
حملها فاروق برفق……..واتجه الى غرفتها…………ليضعها فوق فراشا……..ويقوم بتغطيتها…….وهم بالخروج عندما استوقفه صوتها وهي تتمتم بصوت نائم: هي ماما راحت فين؟؟
التفت فاروق ونظر اليها وهو يحاول حبس دموعه……….قبل ان يتمتم بخفوت: ماما راحت عند قرايبها
سلمى بنفس نبرة الصوت: قرايبها مين؟؟
فاروق : عمها في البلد
سلمى: طيب هي هترجع امتى؟؟
فاروق بصوت باكي وقد بدأ يفقد القدرة على حبس دموعه فترة اطول: مش عارف
سلمى: طيب هي………..
قاطعها فاروق وهو يتجه ناحيتها ويحكم الغطاء فوق جسدها: نامي انتي دلوقتي يا حبيبتي……….وبكرة هنتكلم زي ماحنا عايزين
سلمى وهي تغمض عيناها: حاضر………تصبح علي خير يا بابا
فاروق وبعد ان طبع قبلة فوق جبينها: وانتي من اهله يا حبيبتي……
اعتدلت سلمى علي جانبها………..في حين ظل فاروق واقفا ليتأكد من ذهابها في النوم……وهو ينظر الي عيناها المنتفختان………….فمن الواضح انها قد بكت كثيرا حتى ذهبت في النوم امام باب الشقة…….
بعد ان تأكد فاروق من نوم ابنته………..خرج واغلق الباب وراءه في هدوء……………..
امام عمارة فخمة انيقة وقفت سيارة الاجرة…..لتترجل منها نهلة ويتبعها سيف وهو يقول: احنا نزلنا هنا ليه يا ماما؟؟
نهلة وهي تحاسب السائق: ايه ؟؟…..مش فاكر بيت خالك؟؟
سيف وهو ينظر الي العمارة : اه صحيح……اصلي مازرتوش الا مرة واحدة من ساعة ما جينا.بس برضه احنا هنا ليه وليه جايبين الشنط معانا؟؟….
نهلة وقد انتهت من محاسبة السائق……وبدأت في حمل الحقائب من فوق الشبكة المثبته علي اعلي التاكسي: كفاية اسأله يا سيف……هقولك بعدين
سيف وهو يحاول مساعدتها في جذب الحقائب: ماتتعبيش نفسك يا ماما…انا هشيلهم
نهلة بشئ من الحده: ارجع اقف مكانك ……مش عايزة مساعده
سيف بغضب: يا ماما انتي فاكراني ايه؟؟…..انا راجل…….انتي بتعامليني كده ليه
لم تجبه نهلة …..بينما ظلت تحاول جاهده تنزيل الحقائب
السائق بغلظة: ما تيالا يا مدام………انتي معطلاني كده
نهلة برجاء وهي تطل برأسها من النافذة: معلش يا اسطى ممكن بس تنزللي الشنط من فوق
السائق بغيظ: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم……ما ابنك الشحط ده ينزلهم بدل ماهو واقف يتفرج كده
نهلة بحده: ما تحترم نفسك يا راجل انت……..ده انت راجل قليل الذوق والله……واحد غيرك ينزل يساعدني من غير ما اطلب
السائق بتهكم: ليه ؟؟…….والبسكوتة اللي جنبك ده مايشيلش ليه؟؟
نهلة بغضب هادر: لا ده انت راجل قليل الادب بقى
كان سيف يقف بعيدا عندما فوجئ بصوت والدته يعلو..فاقترب وهو يقول: هو فيه ايه؟؟
السائق بتهكم: فيه ان امك مدلعاك يا نغة امك…….ما تشيل مع امك الشنط ياحيلتها
همت نهلة بالرد الا ان سيف قاطعها وهو يهتف بغضب هادر: ما تتكلم عدل يا بأف انت
السائق بصراخ: انا بأف؟؟……..طب وديني لا اوريك
فتح السائق باب التاكسي وخرج منه وهو يشمر عن ساعديه
نهلة بخوف: خلاص خلاص حصل خير…….انا هشيلهم
السائق وهو يتجه ناحية سيف: سيبيني علي الواد ده …….ده ناقص رباية
سيف وهو يتجه ناحيته ويفاجأة بلكمة في فكه تجعله يصرخ من الالم ويبدأ فمه في النزيف: بقي انا مش متربي؟؟………انا بقى هوريك قلة الادب علي اصولها
وهنا امسك سيف بياقة السائق الذي حاول جاهدا انتزاع يداه من فوق ياقته وهو يصرخ: انت اتجننت يالا……..ده انا اوديك ورا الشمس
سيف وهو يلكمة مرة اخري: طب وديني………انا عايزك توديني……ماتوديني( وايضا لكمة اخري تبعتها ركلة في معدته جعلت السائق يسقط ارضا ويرتطم رأسه بعمود نور)…….
نهلة وهي تلطم فوق وجنتاها قبل ان تمسك بسيف: خلاص يا سيف سيب الراجل هتروح في داهية
سيف بحده غاضبة وهو ينظر الي السائق الممدد ارضا: قبل ما تبقي تسوق تاكسي ابقي اتعلم ازاي تكلم الناس ……وبلاش تنهق زي الحمير اللي انت اكيد كنت عايش وسطهم
كان السائق ينظر الي سيف في هلع وهو غير مصدق ان مجرد طفل فعل به كل هذا……ولعلكم ايضا تستعجبون …….ولكني سأخبركم…….علي الرغم من ان سيف كان يبلغ من الاعوام اربعة عشر الا انه كان يتمتع بقامة طويلة قوية في حين كانت قامة السائق قصيرة…..هذا الي جانب انه كان يتمرن علي لعب الكارتيه بدون ذكر الامر لوالدته…..فهو يعلم انها لو علمت بالامر ستمنعه بالتأكيد……
حمل سيف الحقائب ووضعها ارضا …….ثم نظر الى السائق وهو يتابع بتهكم: ماتتنيل تركب…….ولا انت استحليت النومة??…….اه وقبل ما تبقى توديني لورا الشمس ابقي بلغني علشان اعمل حسابي على نضارة شمس وكاسكيتة…….
حمل سيف الحقيبتين وهو يقول بحزم: يالا يا ماما
كانت نهلة مصعوقة من الذي جرى امام عيناها……..هي بالتأكيد تحلم…..لاول مرة كانت ترى ابنها علي هذا الحال….ولكن كلمة سيف جعلتها تفيق من شرودها ……لتفاجأ انه قد سبقها بالفعل الي داخل العمارة…….فتبعته بسرعه ………بينما ظل السائق يراقب الموقف بعيون متسعة عن اخرهما ونفس متقطع وجسد مرتعش
داخل العمارة ….كان سيف يقف منتظرا والدته التي دخلت تهتف بحدة مكتومة: ايه اللي انت هببته ده؟؟
مط سيف شفتيه وهو يقول: عملت ايه؟؟
نهلة بحده: انت كمان بتسأل؟؟……..افرض لو الراجل كان معاه حاجة عورك بيها؟؟
سيف بلا مبالاة: وايه المشكلة؟؟
نهلة وهي تجذبه من ذراعه بعنف: ايه هو اللي ايه المشكلة؟؟…..انت عايز تودي نفسك في داهية؟؟
سيف بشئ من الحده: امال كنتي عايزاني اشوفه بيزعقلك واسكت؟؟
نهلة بحده متوترة: بس برضه……..انا علمتك كده؟؟……..انا علمتك تكلم اللي اكبر منك كده؟؟
سيف: والله اللي مش محترم مايستهلش اني احترمه…….
همت نهلة بالرد …….الا انها قطعت حديثها وهي تتفحص سيف جيدا وتتمتم: بعيدا عن كل ده……….انت ازاي عرفت تضربه بالشكل ده
بلع سيف ريقه بصعوبه قبل ان يقول بتوتر: عادي يعني……دي حركات عادية
نهلة بشك: لا مش عادية…..انت قدمت برضه علي دروس الكاراتيه
سيف بملل: يا ماما ادخل موسيقى اعمل ايه فيها؟؟……..انا مابحبش اعزف موسيقي….
نهلة بحده: برضه يا سيف عملت اللي في دماغك؟؟
سيف بهدوء: وحياتي عندك يا ماما ماتزعليش مني
نهلة : قسما عظما يا سيف لو ماسحبتش اسمك من فريق الكاراتيه لا اكون غضبانة عليك ……وانت عارفني لما بقلب
سيف : يا ماما بقي انا
قاطعته نهلة وهي تصرخ بحده: سمعتني ولا لا؟؟
سيف وهو يطأطأ برأسه ارضا: حاضر
رمقته نهلة بتمعن جيدا……قبل ان تضغط فوق زر المصعد
بداخل المصعد
سيف: طيب يا ماما انتي ماقولتليش احنا رايحين لخالو ليه……وليه اخدين الشنط
رمقته نهلة بجدية مرة اخري ولم تجب……فعلم سيف علي الفور انها مازالت غاضبة منه……..من جديد نظر ارضا ولم ينبس ببنت شفة
امام باب الشقة دقت نهلة الجرس……وما هي الا لحظات حتى فتح الباب لتظهر على عتبته امرأة في كامل اناقتها وشياكتها….
نهلة بابتسامة واسعة: رشا……ازيك يا حبيبتي
رشا بابتسامة زائفة ودهشة مصطنعة: ايه ده؟؟……نهلة؟؟….ايه اللي جابك؟؟……….ااقصدي نورتي ……اتفضلي ادخلي
نهلة وقد شعرت بزيف ابتسامتها فقالت بنبرة قلقة وهي تتفحص ملابسها : هو…..هو انتوا كنتو خارجين ولا حاجة؟؟
رشا بفتور: اه …….اصل اخوكي النهارده كان عايز يعزمني علي العشا
همت نهلة بقول شئ الا ان قطع صوتها صوت خالد شقيقها وهو يهتف بصوت عالي من الداخل : ماهو مش معقول تقعدي تزني علي الخروج وفي الاخر مالاقيش لبسي جاهز( وهنا تفاجأ خالد بوجود نهلة وابنها امامه.فتنحنح في توتر قبل ان يتجه ناحيتهم وهو يهتف بلهجة مرحبة: نهلة ……..اهلا اهلا……وسيف كمان…….يا ميت مرحب…..انتوا واقفين ليه ماتدخلوا
رمقت نهلة رشا بنظرة ذات معني وهي تقول: بس رشا كانت بتقول انكم خارجين واحنا مش عايزين نعطلكم
خالد وبعد ان تبادل مع رشا نظرة نارية: لا يا حبيبتي…..اتفضلي البيت بيتك….
رشا بابتسامة بارده وهي تفسح لها الطريق للدخول وتتفحص الحقائب : اه طبعا………اتفضلي …..اتفضل يا سيف
مط سيف شفتيه بغيظ قبل ان يقول ضاغطا علي حروفه: متشكرين
تفحص خالد بدوره الحقائب قبل ان يقول :اتفضلي……اتفضلي يا نهلة……ده انتي ليكي واحشة والله……..حضريلنا العشا يا رشا……
دبت رشا بقدمها ارضا قبل ان تجز باسنانها قائلة: حاضر
دخلت رشا المطبخ……في حين جلست نهلة هي وابنها مع خالد…….
خالد وهو يينظر لهما: بجد مفاجأة حلوة اوي……..تعرفي انك كنتي وحشاني اوي وكنت عايز اسال عليكي بس.(قاطعته نهلة : بس المشاغل بتاعتك وظروف شغلك………ربنا يعينك)
تنحنح خالد .قبل ان يلتفت الي سيف وهو يقول بلهجة حاول ان تكون مرحة: والبطل بتاعنا اخباره ايه؟؟
سيف باقتضاب: كويس
خالد: هو ماله سيف؟؟
نهلة بتوتر وهي تنظر لسيف: ابدا اصله زعلان شوية
خالد: من ايه؟؟
نهلة مغيرة الموضوع: سيبنا من سيف دلوقتي…….علشان انا عايزة اتكلم معاك شوية علي انفراد
خالد باهتمام وهو يميل بجسده الي الامام: خيير؟؟
همت نهلة بالحديث الا انها قطعت حديثا فجأة وهي تنظر الي سيف قائلة: سيف يا حبيبي…….ممكن تقوم تلعب مع عيال خالك شوية
سيف بلهجة حادة خفيضة: العب مع مين؟؟…..دول عيال
نهلة وهي تضغط علي حروفها: خلاص روح لاعبهم…….بس سيبني مع خالك شوية لوحدنا
اطلق سيف تنهيده…..قبل ان يقوم …….ويدخل غرفة الاولاد
كان خالد عنده ولدين ……احمد 5 سنوات…….وايمن 10 سنوات…..
وكان الاثنين جالسين لمشاهده فيلم كارتوني علي التلفاز بحجرتهم…
تمتم سيف بملل: كارتون؟؟……شغل العيال بقى….يافرحة امكو بيكو
ايمن بسرعة: ايه ده انت جيت امتى ياسيف
سيف وهو يجلس على مقعد صغير …..ويتظاهر بالحنية: لسه جاي يا روح بابا
ضحك احمد قبل ان يقول: انت بتتحكني اوي يا ثيف………تعالى سيلني
سيف بملل وهو ينظر حوله: اه شيلة المرة اللي فاتت…….اللي قعدت تشدني فيها من شعري وتقول انت حصاني
احمد بضحك : اه اه هي دي
سيف وهو يلوح بيده: لا مش هتنفع
ايمن: ليه يعني؟؟ ماتلاعبه
سيف: هو انت متعرفش
ايمن: اعرف ايه؟؟
سيف :اصلي خلاص مابقتش حصان……رحت غيرت البطاقة بتاعتي……وبقيت سلحفاة……ينفع حد يركب فوق سلحفاة؟؟
احمد: لا مس ينفع.
سيف: شفت……اهو ده اللي بقول عليه….
ايمن : طيب تعالى العب معايا قط وفار
سيف : يابني قلتللك انا سلحفا ……سلحفاااااااااااااه….مابتفهمش؟؟
ايمن: خلاص خلاص.طب تعالى اتفرج معانا على الكارتون ده
سيف وهو يدقق في الشاشة: ايه ده؟؟…….مش دي سندريلا
ايمن : اه هي……عرفتها منين؟؟
سيف: ماهو اللي جزمته بتقع منه حاجة من الاتنين …..يا اما عبيط يا اما سندريلا……ودي سندريلا وعبيطة كمان
ايمن بغيظ: هو انت كل ما تيجي هنا تقعد تتريأ علينا
سيف : لا يا حبيبي……بس انتوا عيال ……..عايزكوا تكبروا كده وتبقوا رجالة………ومفيش رجالة بتتفرج علي سندريلا يعني
ايمن: امال نعمل ايه يعني
سيف: اقولك انا ……تعالى اعلمك شوية حركات كاراتيه
احمد: لا انا عايس سيبسي……
سيف: هعلمك السيبسي بعد ما اخلص الكاراتيه
ايمن: طب يالا علمني
سيف وهو يفتح قدماه……ويأخذ الوضعية القتالية: بص اعمل زي ما بقولك كده
قلده ايمن…….اما سيف فسرح قليلا……كان يسمع اصوات متداخلة …..من بينهم صوت والدته وهي تبكي…
ايمن : سيف……وبعدين اعمل ايه؟؟
ولكنه لم يجب ايمن بينما ظل يستمع
ايمن بصراخ: سييييييييييييييف………هنعمل ايه بعدها هنفضل واقفين كده؟؟
وايضا لا رد ……وبدون مقدمات اتجه سيف الى باب الغرفة ليفتحه ويغلقه وراءه
ايمن وهو يفتح الباب: انت رايح فين
سيف: ششششش.خليك جوة…..هرجعلك كمان شوية
اغلق ايمن الباب …بينما طل سيف براسه محاولا رؤية والدته وسماع حديثها……
خالد: يعني انتي غضبانة من جوزك علشان ضربك؟؟…….طب ودي فيها ايه؟؟
نهلة والتي كانت بالطبع تبكي لسبب اخر: عمره ما عملها معايا……بعد العشر دي يمد ايده عليا؟؟……انا مش مصدقة
وايضا تكمل بكائها……هم خالد بقول شئ الا ان قاطعه صوت زوجته وهي تأتي لتجلس بجانبه وتقول: مش ده اللي انتي حاربتي اهلك علشان تتجوزيه؟؟……بعد 15 سنة جواز جاية تقوللي انك مصدومة فيه
رفعت نهلة رأسها ونظرت الى خالد ……وهي تهتف بهوت: وانتي ايه اللي عرفك ؟؟
رشا وهي تضع ساقا فوق الاخرة: وانتي كنتي فاكرة ان اخوكي نسي الموضوع ده ؟؟……..ده كل شوية يجيب سيرته
خالد وقد رمق زوجته بنظرة ناريه ….وحاول ان يجمع كلمات مناسبة للرد عليها الا ان نهلة قاطعته وهي تقول بشئ من الحده: اولا يا خالد انت ماكنش ليك حكم عليا بعد ما بابا وافق………
رشا: بس ماوفقش بسهولة برضه……..دي اخرة مازهق
نهلة مضيقة عيناها وقد بدأت الافكار تتزاحم بداخل عقلبها وتتنافس فيما بينما علي الخروج الى شفتيها: ايه اللي بتقوليه ده؟؟
خالد بغضب: لمي الدور يا رشا……(ثم التفت الى نهلة وهو يهتف: الكلام ده انا قلته من زمان يا نهلة وبعدين انا………)
وهنا قاطعته نهلة وهي تقوم وتنادي بصوت عالي: سيف….
وبالطبع لم يستغرق سيف وقتا للمجئ ……..اذ انه كان قد حضر النقاش بالفعل
سيف وهو يرمي زوجة خاله بنظره ناريه: ايوة يا ماما
نهلة وهي تحمل حقيبتها: يالا بينا ……
وقف خالد وهو يهتف: استني بس يا نهلة……انت رايحة فين في الوقت ده؟؟……دي الساعة 9
نهلة بحدة مكبوتة: الظاهر اني كنت غلطانة لما فكرت فيك علي انك ممكن تكون سند ليا بعد امي وابويا ما ماتوا …….بس واضح اني كنت غلطانة
اما رشا فكانت تتابع الموقف ببرود وهي مازالت جالسة…..لا تصدر اي رد فعل
نهلة وهي تنظر الي رشا: انا اسفة يا مدام رشا اني عملتك ازعاج……..بعد خروجي تقدروا تخروا تتعشوا وتتبسطوا……..عن اذنكم
خالد وهو يمسك بذراعها: استني بس يا نهلة……
وفجأة …..شرد خالد للحظة قبل ان يترك وفاء ويدخل بسرعة الي احدى الغرف
نهلة بحزم وهي تحمل الحقيبتين: يالا يا سيف
سيف وهو يلتقط منها حقيبة : يالا
فتحت نهلة باب الشقة …..وتبعها سيف…….وقفت امام باب المصعد لتستدعيه
وبينما هي منتظرة……اذا بخالد يتجه ناحيتهم مسرعا وهو يقول بنفس متقطع: نهلة……..ارجوكي ماتزعليش مني……والله الكلام ده كان زمان اوي…….بس انتي عارفه رشا ساعات بيبقي ليها كلام كده……..ربنا يهديها بقى
نهلة وهي تقاوم العبرات: انا مش مصدقة انكوا كنتوا بتتكلمو كده عليا ومن ورايا كمان
خالد: يا حبيبتي والله انتي فهمتي غلط………انا عارف انك ماغلطتيش لما اتجوزتي…….وفعلا زي مانتي قلتي اهم حاجة ان بابا كان موافق
تأملته نهلة الي ان انهى حديثه.ثم اخفضت رأسها ارضا…….
تابع خالد: انتي كنتي ناوية تروحي فين دلوقتي
نهلة: اي حتة……..هتصرف
خالد: وانتي معاكي فلوس كفاية؟؟
نهلة: ايوة معايا……..وبعدين انا كل اللي محتاجاه 3 ايام او اربعة بالكتير……وبعدها حسين هيصالحني انا عارفة……..هو عمره ما هيقدر يعيش من غيري
خالد وهو يخرج مفتاح من جيبه: طيب خدي ده
نهلة بتعجب وهي تنظر الي المفتاح القديم: ايه ده؟؟
خالد: ده مفتاح الشقة …….اللي ماما وبابا كانوا ساكنين فيها
نهلة : وايه اللي جاب المفتاح عندك؟؟
خالد: انت ناسية ان الشقة باسمي ولا ايه؟؟
نهلة: اه صح
خالد: انا كنت عارضها للايجار بس محدش خادها ……….روحي اقعدي فيها مؤقتا عقبال ما تتصالحي مع جوزك
نهلة وقد شعرت اخيرا بطوق النجاة فمدت يدها بسرعة لتلتقط المفتاح وهي تقول بامتنان: انت متعرفش انت ساعدتني قد ايه يا خالد………ربنا يخليك ليا يا احسن اخ
خالد: ويخليكي ليا……..بس اهم حاجة ماتزعليش مني ولا من رشا
اومأت نهلة برأسها في هدوء وهي تقول: مش زعلانة خلاص
خالد وهو يضغط علي زر المصعد: يالا بقي الحقي روحي علشان ماتتأخريش
نهلة وهي تقبله: ماشي……..مع السلامة…..
وصل المصعد …همت نهلة بالدخول الا انها وقفت فجأة لتقول: خالد
خالد: نعم
نهلة: لو حسين جه وسأل عليا عندك قوله على مكاني………..ماشي؟؟
خالد بابتسامة هادئة: حاضر
ودعته نهلة مرة اخري……واستقلت المصعد هي وسيف……الذي كان صامتا طوال المدة
ولكن وما ان دخلا المصعد
سيف بضيق: هو مش خالو معاه عربية؟؟…..ليه ماوصلناش
نهلة وقد بدا انها لم تتنبه لهذا الامر …..ولكنها شعرت ان الحق مع سيف فتمتمت: عادي يا حبيبي…..اكيد وراه شغل……مش مهم……اهم حاجة اني عرفت هقعد فين
تمتم سيف: ربنا يستر
نزل المصعد ……..وخرجت نهلة مع سيف ليستقلا سيارة الاجرة متجهين الي ……….شقة خالد
- بقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية هل من امان في بحور الاحزان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)