روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سارة الخولي

 

 

البارت التاسع والعشرون

 

 

الحلقه 29 ( الاخيره)

الجزء الاول
في منزل ايمن……وتحديدا بالمطبخ دخلت سالي بسرعة ووراءها ايمن ………
سالي بحده هامسة: انا عايزة اعرف بقى……امك هتفضل قاعده هنا كتير ولا ايه؟؟
ايمن ناظرا حوله: يعني انتي مجرجراني لغاية هنا علشان تسأليني السؤال ده؟؟
سالي بنفس النبرة الغاضبة الهامسة: هو انت شايف ان ده سؤال هين؟؟……انا خلاص جبت اخري منها وبصراحة مش هقدر استمر في العيشة بالشكل ده
ايمن بتوتر: يعني يا سالي اعمل ايه؟؟……امي وجت تقعد معانا علشان البيت اتحجز عليه….اقولها لا
سالي : اه تقولها لا……..ده بيتنا احنا…..يعني من حقي احس فيه بخصوصية……وبعدين تعالى هنا قوللي هي مش معاها فلوس؟؟………..ماتروح تجيبلها اي شقة صغيرة على قدها
ايمن بتوتر: ونسيبها تقعد لوحدها
سالى بتهكم: لا حرام…….ثم تابعت بحده : خليها طابقة على نفسنا احسن…….وبعدين ماهي اصلا كانت قاعده لوحدها في شقتها …..فرقت ايه يعني ولا هي تلاقيح وخلاص؟؟
اخفض ايمن رأسه ولم يدري بماذا يمكنه ان يجيب اما سالى فأحكمت قبضتها على معصمه قبل ان تقول بحنق: وبعدين قوللي….هي الفلوس اللي معاها دي مش ورث ابوك؟؟…….يعني انت ليك حق فيه اكتر منها…بدل ماتديهولك تيجي تخنق علينا؟؟…………..اسمع…….انت لازم تطلب حقك من ميراث ابوك ….ده حقك
ايمن بشئ من الحده: انتي اتهبلتي؟؟……..يعني عايزاني اخد منها فلوسها واقولها روحي شوفيلك مكان بقى تعيشي فيه؟……..انا لو خت ورثي يبقى اخويا لازم ياخده برضه وساعتها مش هيتبقى لها تجيب مكان تعيش فيه
سالى بحنق: خلاص اتنازل عن نصيبك بس خليها تمشي……دي جاية امبارح بس …..بس وربنا انا اتخنقت…….مش كفاية ساكنين في بيت ضيق كمان هتيجي تحشر نفسها معانا؟؟
ايمن : 4 اوض وصالة ضيق؟
سالى باصرار: انا مايهمنيش…….المهم تتصرف وتخليها تمشي…..يا اما والله انا اللي الم هدومي وامشي…..ماهو يانا يا هيا في البيت….
ايمن بسرعة: لا يا حبيبتي ماتقوليش كده………صمت للحظة تابع بعدها بتوتر: خلاص هبقى اقولها
سالي بلهجة حازمة: دلوقتي
ايمن بارتباك: طب ..طـب خليها بعد الاكل
سالي مفكرة: ماشي …….بس بعده علطول…..
ايمن بسرعة : طيب انا هخرج اقعد معاها بقى علشان ماتشكش في حاجة
سالى وقد امسكت بيده: استني هنا…….تعالى يالا علشان تغرف معايا
مط ايمن شفتيه بملل قبل ان يقول :برضه؟؟…….ماشي… يالا
وانهمك الاثنان في تجهيز الاطباق للغداء
*************************
في احدى سيارات الاجرة…….كانت سلمى سانده برأسها فوق النافذة الزجاجية….ترفع امام عيناها هذا الشيك…….لتخفضه مجددا وتبتسم…..فهذا الشيك بمثابة المنقذ لها ولوالدها…….فبعد ان فقدت عملها…ومع تدهور حالة والدها….لم تعلم كيف سيكون شكل مستقبلها…..كانت قد فقدت الامل ان يقوم ادهم بدفعه…فبعدما حدث لشركته تعسر كثيرافي السداد ……وهذا بعدما رفع عليه مسعود قضية مؤخر ……فإما يدفع واما يسجن…….وها هو الان قد نجح في السداد قبل انتهاء المهلة المقررة له……….
-وصلنا يا انسة
نظرت سلمى عبر النافذة قبل ان تقول: حسابك كام؟؟
السائق: 5 جنية
حاسبته سلمى …….قبل ان تترجل من السيارة لتنظر للحظة الى مبني المستشفى الكبير……..هاهو سبب حزنها الحقيقي…..فمن يقول انها امتلكت العالم بمجرد حصولها على الشيك……يجب ان يكون على ثقة ان هذه كانت رغبتها من اجل والدها………اما هي …..فبدونه لن تستطيع ان تحيا في تلك الحياة……تتمنى لو تعود اليه لترتمي بين احضانه فتتلاشى احزانها وتنصهر بدفء قلبه……..تحجرت العبرات في عيناها ……….بمجرد ورود تلك الفكرة الى رأسها…….نفضت عنها احزانها قبل ان تتجه في خطوات واسعه الى مبني المستشفى فتدخل عبر مدخله………لتصعد الى الطابق الثاني……تتلفت حولها علها تجد احدا تعرفه……..الا ان اصطدمت بها احدى الممرضات عن غير قصد….
الممرضة وهي تسير بسرعة: انا اسفة …..
سلمى وقد امسكت بيدها هاتفه: لو سمحتى دكتور سيف فين؟؟
الممرضه بأسف وهي تربت فوق كفها: دكتور سيف في العناية……ادعيله…..
بدون كلمه اضافية ذهبت الممرضه تاركة سلمى تفكر: ان كان سيف يجري عملية بالعناية فما الداعي لتلك النظرة المشفقة وتربيته اليد وكلمه ( ادعيله)
مطت سلمى شفتيها قبل ان تتجه الى غرفة العناية…..لتجد احد الاطباء يخرج منها …….فاتجهت ناحيته هاتفة: لو سمحت .دكتور سيف جوه؟؟
دكتور سيد بأسف: ايوة
للمرة الثانية تعجبت سلمى فتمتمت: طب ممكن اقابله؟؟…..
هم الطبيب بالرد عليها الا ان قاطعه صوت ذكوري متلهف اتى من وراء سلمى: خير يا دكتور؟
التفتت سلمى بسرعة الى الوراء لتتمتم: حسن؟؟
حسن بارتباك: سـ سلمى؟؟
ضيقت سلمى عيناها لتتمتم: هو فيه ايه؟؟
دكتور سيد: يا انسة بخصوص سؤالك فلا مش هتقدري تقابلي دكتور سيف دلوقتي……..ثم رفع عيناه الى حسن هاتفا: تعالى يا دكتور انا عايزك…..
تبادل حسن نظرة متوترة مع سلمى …قبل ان يتمتم: حـ حاضر يا دكتور
وبدون كلمة اضافيه سار حسن مع سيد ……تاركين سلمى غارقة بين حيرتها……وهنا فتح الباب مجددا لتظهر احدى الممرضات……..
وهنا امسكت سلمى بالباب لتهم بالدخول….
الممرضة مانعة اياها: ماينفعش تدخلي يا انسة …….
همت سلمى بالاجابة عليها الا ان قاطعها هتاف احد الاطباء: فاطمة…….تعالى هنا بسرعة
الممرضة وهي تركض اليه: حاضر يا دكتور
تابعتها سلمى بعيناها الى ان ذهبت…….قبل ان تفتح الباب ببطء وتدخل….تدور بعيناها في ارجاء الغرفة…..ما من اطباء هنا….فقط جسد ممدد على السرير …….وقد وجه وجهه الى الجهة الاخرى……همت سلمى بالخروج …..الا انها توقفت فجأة لتتسع عيناها عن اخرهما……فتلتفت بسرعة…….جانب هذا الوجه…….هذا الشعر الاسود الحريري تعرفه جيدا……كلمات الممرضه والطبيب…….خفق قلبها في شده….تشعر انه يكاد يسقط الى قدماها…….تتجه في خطوات بطيئة مترددة الى هذا الشخص……..وكل املها ان تخطأ توقعاتها………ولكنها مالبث ان ترنحت بقوة -قبل ان تستند الى طرف الفراش -ما ان رأت ما امامها…….هذا الوجه الشاحب…….مغمض العينان………ابيض الشفاه…..اتسعت عيناها عن اخرهما…………تمد يدها المرتعشة اليه…….تتحسس جانب وجهه بيدها الصغيرة ………قبل ان تتلألأ عيناها بالدموع …….تمد يدها الاخري الى جانب وجهه الاخر..وكأنها تريد ان تتأكد اكثر انه ليس كابوسا……نعم انها حقيقة…..ملموسة…….تتحسس وجهه بالكامل بيداها وهي تتمتم بنبرة متقطعة مختنقة مرتعشة باكية: سيف……سيف مالك؟؟…….. رد عليا…….حركت رأسه في عنف وهي تهتف من بين دموع متحجرة: رد عليا يا سيف……هتفت صارخة.:………رد عليا….!!!!!!!!!!!
سحبت يدها بسرعة لتعود بضعة خطوات بظهرها …….ومازالت عيناها المتلألأتان بالدموع متسعتان في ارتياع……وهنا اختنق صوتها بالبكاء …..غطت فمها بيدها لتحاول كتمان هذا الصراخ الباكي..مرت لحظات اجهشت فيها بالبكاء…..قبل ان تنقض عليه من جديد هاتفة بصراخ حاد: وهي تحركه بعنف: سيف……. قوم يا سيف………يا سيف رد عليا انا كده ممكن اموت هنا………سيييييييييييييييييييف …….تحسست وجهه من جديد لتهتف بصوت متقطع صارخ مختنق بالبكاء : حبيبي …….حبيبي يا سيف…….انا اسفة لو زعلتك في حاجة…….بس قوم بقى………تابعت بصوت صارخ جهوري……..: .قووووووووووووووم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!…..
وهنا اقتحم بعض الاطباء والممرضات الحجرة ……..ليهتف احدهم: ايه ده؟؟…….دي مين دخلها هنا؟؟……….
وبدون كلمة اضافية اسرع الجميع ناحيتها ليجذبوها الى الخارج …وكل منهم يهتف بها بحده عن كيفية دخولها..وبخطورة ما تفعله على المريض………اما هي فظلت تتملص منهم وهي تصرخ بين عبرات كثيرة منهمرة : سيبوني ……….هو عايزني معاه..سيبوني بقى….
……….هو عايزني معاه..سيبوني بقى….
ولكن بالطبع……الكثرة تغلب الشجاعة…….فمع تملصها المستمر كانت ساقاها مرتختان ضعيفتان لا تستطيعان حملها……..مما ساعدهم اكثر على جذبها الى الخارج……..ومع ضعفها ظلت تصرخ بهم : سيبوني ……….ماله سيف …..س……(وهنا ظهر حسن بنظراته المتوترة بينهم…..اتسعت عيناها قبل ان تحاول بكل قوتها التملص من بين ايديهم لتركض الى حسن هاتفة من بين عبرات منهمرة ونفس متقطع وهي تشير الى سيف بيدين مرتعشتان: سيف ماله يا حسن؟؟……….سيف جراله ايه؟؟……. قولهم انه بيحبني يا حسن….قولهم انه عايزني معاه…………ولكنها لم تجد منه الا نظرات متوترة……وهنا انقضت على ياقة معطفه الابيض لتهتف صارخة: انت ……..انت ساكت كده ليه؟؟……..اتكلم……انطق ……ايه اللي حصل لسيف…….عملتوا فيه ايه؟؟!!!!!!!!!!……
نظرت الى سيف الراقد مرة اخرى قبل ان تركض اليه لتمسك بوجهه لتتابع بنفس الصراخ: سيف حبيبي……قوم قوللي فيك ايه…..قوم يا حبيبي………
وهنا تجمعوا عليها مرة اخرى ليجروها الى الخارج لتصرخ هي بأعلى صوتها هاتفة من بين دموعها: يا سيف………يا سيف رد عليا…………سيييييييييييييييييييف!!!!!!!!!
وهنا كان الجميع قد خرجوا معها……….ليتركوها فتسقط هي ارضا هاتفه بصوت متعب مبحوح: حرام عليكم …..انتوا بتعملوا معايا كده ليه
وهنا تفرق الجميع……..فمنهم من ظل بالداخل ومنهم من اتجه الى غرفة اخرى تاركين سلمى ملقاة بجانب الباب وقد استندت برأسها على الحائط لتنهمر منها الدموع المريرة……وهنا لفت نظرها هذه الاقدام الواقفة امامها………رفعت عيناها المتلألأتان بسرعه الى الشخص الواقف هاتفة : سيف؟؟………لتجد حسن مادا لها يده متمتما بخفوت: تعالى معايا يا سلمى
اخفضت سلمى عيناها ارضا…….لتنكمش بجسدها الى الحائط وكأنها تخاف ان يجذبها رغما عنها ليبعدها عن غرفة حبيبها……وهنا جلس حسن في وضع القرفصاء ليتمتم بصوت مختنق: انتى مش عايزة تعرفي هو عنده ايه؟؟
مرة اخرى نظرت اليه بعينان دامعتان قبل ان تشيح بوجهها بعيدا وتنكمش اكثر…..اما هو فتابع : سيف كويس……..بس المشكلة انه محتاج عملية في اسرع وقت
نظرت له مرة اخرى ولكن نظرتها في هذه المرة كانت نظرة مهتمة …….حاولت ان تهدأ من نفسها قبل ان تتمتم بصوت خافت مبحوح: عملية ايه؟؟…….
حسن خافضا عيناه: عملية قلب مفتوح
اتسعت عينا سلمى في بهوت …….قبل ان تنهمر عبراتها من جديد فيتابع حسن: هو لو عملها هيكون كويس…….بس المشكلة……ان سياسة المستشفى هنا بتطلب دفع نصف قيمة العملية قبل اجراءها…..وللاسف العملية غالية و…..
وهنا فتحت سلمى حقيبتها لتبحث عن الشيك بلهفة…..قبل ان تخرجه وتهتف بلهجة متقطعة متلهفة: اهو ……اهو ….خدوه كله ……خدوه انا مش عايزه حاجة……
نظر حسن الى الشيك للحظات قبل ان تتسع عيناه عن اخرهما ليهب واقفا وهاتفا: طب احنا مستنين ايه؟……يالا بسرعة نصرفه
بدت علامات الامل على وجه سلمى ………قبل ان تستند الى الحائط في محاولة للوقوف فيمد حسن يده في سرعة ……..ليجذبها للقيام ……..
حسن بسعادة متلهفة: الشيك ده لحامله………انا هروح اصرفه بسرعة وجاي علطول……
هم حسن بالذهاب الا انه وقف فجأة ليمسك بيد سلمى هاتفا: تعالى معايا مش هينفع تفضلي هنا……..
بدون تبادل ايه كلمة معه اتجهت معه في خطوات مسرعة الى احدى المكاتب ……….لتجلس في انتظار حسن الذي خرج لصرف الشيك……..
*******************************
بعد انتهاء الجميع من طعام الغداء……..
قامت سالى لتحمل الاطباق وتغمز لايمن بعينها …….قبل ان تدخل الى المطبخ……
تنحنح ايمن قبل ان يقول: ماما……تعالى نقعد على الانتريه
قامت رشا مع ايمن ……ليتجها معا الى غرفة الانتريه……
ايمن بابتسامة زائفة : منورة يا ماما
رشا مربته على كتفه: تعيش يا حبيبي
وهنا وجد سالى تشير له من المطبخ ان يتحدث بدون مقدمات…..فتنحنح مجددا قبل ان يقول: ها يا ماما…..وانتى ناوية بقى على ايه؟؟
رشا بتعجب: ناوية على ايه في ايه؟؟
ايمن بتوتر: يعني……..هتجيبي شقة فين؟؟
رشا بتعجب: ومين قال اني هجيب شقة……مانا قاعده معاكو اهو
ايمن بتوتر اكبر: يا ماما انا مش بهزر……بجد ناوية تسكني فين علشان واحد صاحبي عنده مكتب عقارات ممكن نروح عنده نشوف حاجة كويسة
رشا بخفوت:انا مش بهزر…….انا فعلا هقعد معاكم……يابني انا مابقاش ليا حد في الدنيا غيرك انت واخوك…..واخوك مسافر يعني مابقاش ليا غيرك…..عايزني اعيش لوحدي؟؟
ابتلع ايمن ريقه في صعوبة قبل ان يتمتم: بس يا ماما…..مـ مش هينفع تقعدي معانا
شحب وجه رشا قبل ان تتمتم ببهوت: ايه؟؟
اما ايمن فتابع بنفس التوتر: ايوة…….متهيألي ان دي شقتي وشقة سالي…..يعني ماعتقدش هناخد راحتنا فيها وحضرتك هنا…….ثم تابع بسرعة وبتوتر: ولا حضرتك هتاخدي راحتك وانتي قاعده معانا…..صمت بعدها ليخفض عيناه متابعا بارتباك: وبصراحة سالي مش عاجبها الوضع ده
رشا وقد بدأت الدموع تتلألأ بعيناها: يعني ده كان رأي سالي؟
ايمن بارتباك: يا ماما مش مهم رأي مين؟؟…….وبعدين حتى لو ده كان رأي سالى.فده حقها..انا متجوزها على اساس انها تعيش لوحدها لما اجي دلوقتي اقولها انك هتعيشي معانا …..اكيد هتضايق ……حطي نفسك مكانها وحضرتك هتعرفي
وهنا انهمرت الدموع من بين عينا رشا………ليقول ايمن بسرعة: ماما….بلاش تعيطي.ان……..
قاطعته رشا متمتمة بخفوت: انا مش بعيط علشان كلامك…….انا بعيط لأني كنت طول عمري مكان سالي…….سبق وجرحت ناس كتير ……وعمري ما حطيت نفسي مكانهم……..نظرت الى ايمن متابعة: اتصرفت مع ابوك وامه زي ما سالي بتتصرف معاك ومعايا دلوقتي……عمري ما فكرت اني ممكن اكون باصراري على ان جوزي يبعد عن امه اني اكون بجرحها جرح عمرها……..للاسف ماحستش بجرحها الا لما بقيت مكانها ……….ام ومالقيتش ليها مكان في بيت ابنها……..
ظهرت علامات التوتر على وجه ايمن ليتمتم: يا ماما……..انا مش قصدي
رشا ماسحة دموعها : فعلا يا ايمن…….ربك بيمهل ولا يهمل…..انا جرحت ناس كتير في حياتي ولازم كنت في يوم اتجرح زيهم……..انا كنت غلطانة …….بس للاسف مافوقتش غير دلوقتي…… لما لقيت ابني عايز يطردني من بيته……
وهنا هبت رشا واقفة………فوقف ايمن بدوره هاتفا: على فين؟؟
رشا بابتسامة باهتة: رايحة استعد لعقابي…….مانا ضميري مش هيرتاح الا لما ادوق من نفس الكاس اللي دوقت بيه غيري
ايمن بسرعة: لا يا ماما……انتي مش هتمشي….انتى هتفضلي قاعده معانا…..
رشا مربته على كتفه: كتر خيرك يا حبيبي………بس صدقني انا عمري ما هرتاح هنا ……..بعد ما عرفت رغبة مراتك بإني امشي
ايمن باصرار: لا يا ماما…..انتي مش هتمشي….واللي عاجبه هو اللي هيمشي
همت رشا بقول شئ الا ان ايمن قاطعها متمتما: يا ماما انا مش هكون حمل ان ربنا يرزقتي بطفل يعيقني لما اكبر…..بالكلمتين اللي قولتيهم دلوقتي عرفتيني ان اللي بيزرع كره بيجني كره……..واللي بيزرع حب بيجني حب…..ولو انا طاوعت سالي دلوقتي…..يبقى لازم استعد لعقاب شديد هشوفه من عيالي……..واكيد هيكون من نفس عملي…..لان الجزاء من جـنس العمل
وهنا خرجت سالي لتقول بابتسامة مصتنعة: تشربوا الشاي لوقتي؟؟
ايمن رافعا عيناه اليها: ماما مش هتمشي يا سالي
سالي وهي تنظر الى رشا بتوتر: ومين قال تمشي….ماهي منورانا اهي
ايمن ناظرا الى والدته: ماما عارفة كل حاجة…….وعارفة انك عايزاها تمشي بس انا بقولك اهو …..ماما مش هتمشي….واللي مش عاجبه يشرب من البحر….
وهنا امتقع وجه سالى هاتفة: يعني ايه؟؟
ايمن: يعني اللي سمعتيه……تابع وهو يمسك بيد والدته: ماما مش هتمشي وهتفضل قاعده معانا ……ولو مش عاجبك روحي بيت ابوكي
وهنا هتفت سالي بغضب : ان كنت فاكر اني هقولك لا والنبي علشان خاطري ماتقولش كده…….وخلاص انا موافقة انها تقعد تبقى غلطان…..انا رايحة بيت بابا…..وهستنى ورقتي هناك
وبدون كلمة اضافية دخلت سالى بخطوات واسعة حادة الى غرفتها…….استعدادا لجمع ملابسها والذهاب الى منزل والدها
******************************
امام غرفة العمليات كانت سلمى واقفة ومستنده برأسها الى الحائط………تنتظر بقلق بالغ خروج الطبيب ليطمئنها على حالة سيف…….افاقت من شرودها على صوت رنين هاتفها….فالتقطته بسرعة وما ان رأت الرقم الظاهر حتى اطلقت تنهيده في محاولة لنفض اي شعور بالتوتر عن صوتها لتجيب و: الو
فاروق بقلق: ايوة يا سلمى ……انتى فين؟؟
سلمى بتوتر: انا…….انا في القاهرة
فاروق: معقول يا سلمى لسه ماتحركتيش من عندك ……الاجراءات اخدت وقت ولا ايه؟
سلمى بسرعة: لا يا بابا…..انا خلاص استلمت الفلوس…….بس …بس
فاروق بقلق: بس ايه؟؟
سلمى بسرعة: حاضر يا بابا انا جاية دلوقتي ماتقلقش……اتغديت ولا لسه؟؟
فاروق: مانا مش هتغدى الا لما تيجي
سلمى بابتسامة باهتة: حاضر يا حبيبي ……انا خلاص جاية دلوقتي ماتقلقش……
وهنا فتح باب العمليات ليخرج منها الطبيب فتهتف سلمى: خلاص يا بابا سلام دلوقتي
فاروق : مع السلامة يا حبيبتي
اغلقت سلمى الهاتف لتتجه مسرعة الى الطبيب هاتفه بقلق بالغ: خير يا دكتور؟؟
دكتور سيد بابتسامة هادئة: الحمد لله…..هو تمام دلوقتي…..بس لسه نايم من تأثير البينج
وهنا ظهرت علامات السعاده على محياها …….وبدأت دموعها تتجمع بداخل مقلتيها قبل ان تهتف: بجد؟؟……بجد يا دكتور؟؟…….يعني هو خلاص بقى كويس جدا؟؟
دكتور سيد: اه……بقى تمام خالص الحمد لله….
سلمى بنفس متقطع من فرط السعاده: طب ……طب ممكن ادخل اشوفه؟؟
دكتور سيد: في الحقيقة هو ممنوع الزيارة دلوقتي
سلمى بالحاح : يا دكتور انا مسافرة و……
وهنا قاطعها خروج حسن بوجه سعيد من غرفة العمليات فهتفت بلهفة: حسن…قول للدكتور يدخلني…..انا مسافرة دلوقتي و
هم حسن بقول شئ الا ان دكتور سيد قاطعه هاتفا: خلاص ……ادخلي ..بس ماتعمليش قلق
لم تصدق سلمى اذناها …….فاتجهت في سرعة الى الداخل…..في حين همس سيد: خليك مستنيها هنا يا دكتور…..ولو اتأخرت عن 10 دقايق خرجها….سيف لسه في فترة نقاهة…..
حسن : حاضر يا دكتور
سار الطبيب مبتعدا قبل ان يفتح حسن الحجرة ليلقي نظرة على سلمى الواقفة امام فراش سيف…..ثم يغلقها بهدوء مجددا……
ظلت سلمى واقفة …….ومحدقة في هذا الوجه الحنون الذي لطالما افتقدته….تمد يدها المرتعشة لتمسك بيده التي تعلقت بها المحاليل….قبل ان تخفض رأسها لتطبع عليها قبلة …..فتنهمر العبرات الساخنة عليها…….قبل ان ترفع عيناها الدامعتان اليه متمتمة: اتمنى اني اكون صلحت غلطتي في حقك يا احن واطيب انسان في الدنيا
مدت يدها لتتحسس وجهه الساخن قبل ان تتابع: انا اسفة يا سيف اني اسأت الظن فيك……كان لازم اعرف ان انسان زيك عمره ما يقدر يخون حبي……كان لازم احس ده من نظرات عنيك….من خوفك ولهفتك عليا……..من تصرفاتك معايا…..ماكنش لازم اظلمك يا حبيبي ……..احتضنت رأسه بكفيها لتقترب منها فتطبع قبلة على جبهته .قبل ان ترفع رأسها متابعة: سامحيني يا سيف…..لأني هضطر اغلط في حقك تاني وابعد…….بابا محتاجني معاه يا سيف……..انا خلاص اتطمنت عليك بس والدي لسه عاجز ……للاسف مش هقدر ابعد عنه وافضل هنا………وفي نفس الوقت مش هقدر اجبرك انك تسيب مستقبلك هنا في القاهرة وتيجي معايا……لو ده كان قرارك صدقني هكون سعيده بيه……بس اهم من انه يبقى قرارك لازم يكون رغبتك……..انا عمري ما هجبرك على حاجة …….انا هبعد واسيبلك مطلق الحرية……انت اللي هتقرر بنفسك تيجي ولا تفضل هنا ………….مرة اخرى امسكت بيده لتقبلها ……تظل ناظرة اليه للحظات ….قبل ان تنهمر منها دموع مريرة…….فتمسحها في سرعة……لتتجه الى الخارج وتغلق الباب وراءها بهدوء
حسن ملتفتا اليها: ها يا سلمى؟؟…….اتطمنتي عليه؟؟
اومأت سلمى برأسها ان نعم قبل ان تتمتم: حسن…..ياريت ماتقولش لسيف اني انا اللي دفعت فلوس العملية
حسن: ليه ما…..
سلمى مقاطعه اياه: دي اسباب شخصية……ارجوك بلاش تقوله
مط حسن شفتيه متمتما : حاضر…….اللى تشوفيه…….بس انت هتروحي فين دلوقتي؟؟
سلمى: انا هضطر اسافر اسكندرية علشان بابا تعبان وعايزني جنبه
حسن: خير ان شاء الله؟عنده ايه؟
سلمى: شلل نصفي وانا اللي لازم اساعده على الحركة
حسن بأسف: لا اله الا الله….ربنا يشفيه
سلمى: ربنا يخليك…..عن اذنك بقى مضطرة امشي دلوقتي علشان ماتأخرش
حسن بأسف: كان نفسي سيف يصحى يلاقيكي
سلمى بابتسامة باهتة: حصل خير…….مع السلامة
حسن:مع السلامة يا سلمى
وبدون كلمة اضافية ادارت له سلمى ظهرها لتسير في خطوات واسعة ومبتعده …مغادرة المستشفى

يتبع

قد يعجبك ايضا
منذ بضع اعوام
رواية إكتشاف الحقيقه كامله بقلم مريم محمود
منذ بضع اعوام
رواية الجوازه التانيه كامله بقلم ايمان شلبي
منذ بضع اعوام
رواية جواز الندامة الفصل الثالث 3 بقلم ياسمين عاطف

الجزء الثاني
بعد خروجها من المستشفى……….شعرت برغبة في رؤيتها لتوديعها…..نعم اتحدث عن بائعة الذرة………كان لها دورا عظيما في امدادها بالشجاعة والجلد……..وقفت سيارة الاجرة امام مكان جلوس تلك العجوز…..ترجلت من السيارة لتمد بصرها بعيدا…….لا تراها جالسه…..فقط رجلا يحمل اغراضها…..ظهرت عليها علامات التعجب قبل ان تركض اليه هاتفه: يا استاذ؟…….هي فين الست اللي كانت علطول بتقعد هنا؟
التفت لها الشاب في تعجب قبل ان يتمتم: مين انتي؟؟
همت سلمى بالاجابة الا ان قاطعها هذا الصوت المرتعش: انا هنا يابنتي
التفتت سلمى وراءها لتجد العجوز وقد جلست بداخل احدى السيارات المتواضعة……..اتسعت عيناها مجددا في ذهول قبل ان تتجه اليها هاتفه بابتسامة واسعة: ازيك يا حاجة؟؟
العجوز بصوتها الضعيف: ازيك انتي يا حبيبتي….اخبارك ايه دلوقتي؟؟
سلمى بابتسامة باهتة : انا الحمد لله كويسة…..المهم انتي عاملة ايه؟؟..وعربية مين دي؟؟
العجوز: دي عربية ابني اللي واقف هناك ده
سلمى هاتفه: ايه ؟؟…ابنك الل…..
قاطعتها العجوز متمتمة : ايوة يا بنتي……..ابني اخيرا رجع لعقله وعرف ان الله حق…
سلمى بسعاده : انا مش مصدقة نفسي……انا مبسوطة اوي علشانك
همت العجوز بالاجابة الا ان قاطعها فتح ابنها للباب الخلفى ووضع اشياءها بها قبل ان يغلق الباب ويستقل السيارة بجوار والدته هاتفا: انا مش عارف يا امي ايه اصرارك على انك تاخدي الحاجات دي معاكي؟؟
العجوز: علشان لو زعلتني تاني اخدها وارجع ابيع الذرة
ضحكت سلمى ……فضحكت العجوز على ضحكها …..اما الشاب فنظر اليهم هاتفا: ومين دي؟؟
نظرت العجوز اليها لتربت على كتف سلمى متمتمة: دي بنتي
ابتسمت سلمى ببهوت قبل ان تقبل يد العجوز المتشققة ……تعجب الشاب من هذه العلاقة بينهما فتمتم: طب مش يالا نمشي بقى؟
تجمعت العبرات بداخل عينا العجوز قبل ان تنظر الى سلمى وتتمتم: هتوحشيني يا بنتي
سلمى بعينان مترقرقتان: وانتي كمان……انا هفضل فاكراكي علطول ومش هنساكي ابدا
تابعت ناظرة الى الشاب: خد بالك منها يا استاذ…….دي البركة اللي بسببها ربنا هيكرمك في حياتك…….محدش هيبقى احن عليك منها
ابتسم الشاب بهدوء قبل ان تتابع سلمى: مع السلامة
العجوز والشاب: مع السلامة
انطلقت السيارة لتراقبها سلمى مبتعده قبل ان تمسح عيناها وتتمتم: فعلا….ربنا مابيضيعش حق حد ابدا…..
اطلقت تنهيده عاليه قبل ان تلوح الى احدى سيارات الاجرة فتنطلق بها الى موقف الحافلات
****************
بعد عودة سلمى الى منزل والدها……حاولت البحث جاهده عن عمل لها…..واخيرا وجدت عملا في احدى الجرائد…..وكان عليها قضاء فترة تدريب ……..قبل ان تحصل على الوظيفة…..مرت ايام اتمت الشهر والنصف تقريبا……. لم تسمع ايه اخبار عن سيف…..وكان هذا الامر مؤلما بالنسبة لها…..فهي الان تعيش لرعاية والدها العاجز…..لا يمكنها تركه والابتعاد من اجل اسعاد نفسها…….لن تكون ابدا بتلك الانانية……..ولكنها في نفس الوقت قد بدأت تذبل……تمر الايام عليها فتزيدها حزنا وجراحا…….لا تصدق ان حبيب
العمر قد تخلى عن حبها من اجل مستقبله……هي ايضا لن تلومه……..فمن حقه التفكير بمستقبله….ولكنها ايضا لم تتوقع منه شيئا كهذا……..تشعر بالاختناق كلما عرض عليها والدها امر الزواج مجددا……..له عذره فهو يريد الاطمئنان عليها ….وهو ايضا لا يعلم بقصة حبها الفاشلة……..ولكنها دائما تتحجج بعدم رغبتها في الزواج الا بعد شفاؤه ………تحمد الله على هذا الرد الذي دائما ما يكون منقذا لها من كلماته……وعلى الجانب الاخر تعاني كثيرا بتلك الجريده التى تعمل بها…….فهي لا تسلم من المغازلات وكلمات الاطراء والمديح…..فهناك من عرضوا عليها الارتباط….وهناك من هم على اتم الاستعداد ان يجلسوا معها طوال اليوم لسرد قصائد حب وغزل……تعبت كثيرا من محاولات صدهم…..ولكنها مازالت تحاول واخيرا كان قرارها هو……ارتداءالحجاب….فهو فقط سيصونها ويحافظ عليها من تلك النظرات……فبإخفاءها جزء كبير من جمالها …..بدأت مضايقة من حولها لها تهدأ………ففي النهاية الحجاب يكسب المرأة الاحترام والتقدير ممن حولها…….
استعدت سلمى للنزول الى عملها بالجريده……..فارتدت ملابسها …..وقامت بتحضير افطارا خفيفا …….وكالعاده مرت على حجرة ابيها لالقاء السلام……ولوضع صينية الفطور امامه
سلمى وهي تدخل: صباح الخير
فاروق رافعا عيناه من فوق الجريده: صباح النور يا حبيبتي…….نازلة دلوقتي؟
سلمى وهي تتجه ناحيته وتضع صينية الطعام امامه لتطبع قبلة فوق جبهته: ايوة يا بابا…….واحتمال اتأخر شوية
فاروق : ليه كده؟؟
سلمى وهي تجلس على طرف فراشه: السمسار اتصل عليا النهارده وبيقولي على شقة حلوة في مكان راقي وبسعر لقطة……هروح اشوفها..ولو كويسة هجيبها
فاروق : معرفش يابنتي ايه اصرارك على اننا نعيش في بيت تاني؟؟…….ما ده كويس اهو
سلمى : يا بابا انا قلتلك قبل كده وجهه نظري……انا محتاجه فعلا اجدد المكان ده…..كل ركن في البيت ده بيفكرني بذكريات انا مش عايزة افتكرها…..امسكت بيد والدها لتتمتم بخفوت: نفسي نعيش في بيت جديد ونرمي الماضي ورا ضهرنا…..نبدأ من اول وجديد في مكان محدش يعرفنا فيه
مط فاروق شفتيه متمتما: اللي تشوفيه يا حبيبتي
سلمى: ماتخفش يا بابا…….احنا مش هنبيع البيت ده……انا الحمد لله معايا المبلغ الكافي اني اشتري بيت جديد
فاروق مربتا على يدها: لا يا حبيبتي…..بيعيه خلاص……..انا اهم حاجة عندي اني افضل مع بنتي وابني في بيت واحد…..وده كافي اوي بالنسبالي
ابتسمت سلمى بخفوت قبل ان تتمتم:طيب عن اذنك يا بابا…..انا مش
ابتسمت سلمى بخفوت قبل ان تتمتم:طيب عن اذنك يا بابا…..انا مش عايزة اتأخر على شغلي
وبدون كلمةاضافية قامت سلمى لتمسك بيد والدها وتطبع قبلة فوقها قبل ان يربت هو عليها متمتما: ربنا يحفظك يا بنتي
خرجت سلمى من حجرة والدها…….وحاولت نفض ايه مشاعر سيئة عنها قبل ان تتجه الى باب الشقة بخطوات واسعة ….فتفتحه وتغلقه وراءها بهدوء
******************************
بداخل احدى الشقق الفاخرة……وقفت سلمى امام احدى النوافذ ……تنظر الى هذا المشهد الخلاب امامها….تلك المساحات الخضراءالواسعة …….تقطرت رغما عنها عبرة ساخنة ……كم تتمنى ان يكون بقربها الان……..ولكن ……..
-ها يا انسة سلمى؟؟……….عجبتك الشقة؟؟
قاطعت جملة السمسار شرودها ……..فمسحت عيناها في سرعة قبل ان تلتفت اليه متمتمة: اه ….انا هاخدها …
السمسار: على بركة الله……ممكن نقابل صاحبها دلوقتي ونوقع العقود لو حبيتي
سلمى : اه ياريت من فضلك
وبالفعل ذهبت سلمى معه للبدء في اجراءات الشراء
***************************
مر شهران انشغلت سلمى خلالهم بتجهيز المنزل واحضار الاثاث……اشترت اثاثا بسيطا ولكنه كان يليق كثيرا برقه الشقة وذوقها الرفيع……..وانتقلت هي ووالدها وكريم للعيش بها……..مرت ايامهم سعيده عليهم …….لا يعكر صفو حياتهم الا سلمى التى تبدو كل يوم شاردة …مهمومة ……..حزينة…….حتى وان كانت تتظاهر بعكس ذلك ….والامر المحزن حقا ان احدا منهم لا يعلم سبب حزنها….وربما ………
جلس الجميع على مائده الطعام……
سلمى : بس كويس يا بابا انك قررت تخرج من الاوضه وتقعد معانا
فاروق: بصراحة يابنتي انا تعبت من النومة….قلت طالما عندي كرسي ماطلعش ليه اقعد معاكم
كريم بسعاده: انا فرحان اوي علشان النهارده اجازة….وهقعد على الكمبيوتر
سلمى: اقعد يا حبيبي بس ماتخليش حاجة تأثر على مذاكرتك……انت امتحاناتك خلاص قربت
كريم : ماتخافيش يا سلمى…..ده انا شاطر اوي
سلمى بخفوت: يارب دايما يا حبيبي……
فاروق: اظن بقى النهارده معندكيش شغل ….تقعدي معانا…
سلمى بخفوت : ايه يا بابا؟؟……نسيت اني كل يوم جمعة بروح ازور ماما ؟؟
فاروق: ايوة صحيح يا حبيبتي……….تمتم بحزن: وحشتني اوي……كان نفسي تكون معانا دلوقتي
سلمى محاولة كتمان دموعها : ربنا يرحمها……….ثم عادت لتتابع بلهجة حاولت بها ان تكون مرحة: بس هي لو معانا دلوقتي اكيد كريم ساعتها ماكنش هيبقى موجود
فاروق ناظرا الى كريم: اه صحيح…..
كريم بحزن: يعني انتوا كنتوا عايزيني مابقاش موجود؟
سلمى وهي تقوم لتطبع قبلة على خده: لا ياحبيبي …….ده انت الخير والبركة
ابتسم كريم…..في حين هتف فاروق: انتي كده كلتي ولا ايه؟؟
سلمى : ايوة يا بابا الحمد لله….
فاروق: انا بفكر انزل اصلي الجمعة النهارده في المسجد اللى تحتنا…..اهو قريب ومش هتعب
سلمى بسرور: ياريت والله يا بابا..حتى كده نفسيتك تتحسن اكتر وده هيساعدك انك تخف بسرعة
فاروق: على رأيك……ابقى استني بقى لغاية لما توصليني
سلمى: مانا اصلا مش هنزل الا بعد الصلاة…..عن اذنك بقى علشان هروح اعمل الشاي
فاروق: اه والله نفسي في كوباية شاي دلوقتي من ايدك الحلوة دي
سلمى مبتسمة: من عنيا
وذهبت سلمى الى المطبخ لتحضير الشاي…….
*********************************
امام احدى المقابر …….وضعت سلمى باقة كبيرة من الزهور…..قبل ان تقرأ الفاتحة وتدعي بالرحمة لوالدتها………تجلس فوق احدى الاحجار قبل ان تتأمل في هذا القبر الذي يعلوه اسم والدتها…..تطلق تنهيده عالية قبل ان تتمتم: وحشتيني اوي يا ماما……كان نفسي تكوني معايا دلوقتي …..كنتى دايما الحضن الدافي بالنسبالي اللي بنسى فيه كل همومي…….نفسي اجيلك يا امي……بجد الدنيا هنا وحشة اوي…….مليانة كدب وخداع …….ومشاعر مزيفة……صمتت للحظة لتتابع بعدها: بس انا برضه مش هقدر الومه على اختياره…..اللي بيحب حد بيجيله لوحده مش لازم بدعوة………وهو لغاية دلوقتي ماجاش….تفتكري انا غلطت لما نقلت بيت تاني؟؟……..طب مانا استنيت كتير اوي وبرضه ماجاش…..هو كده يكون
مابيحبنيش؟؟……لا هو اكيد بيحبني……. بس بيحب نفسه اكتر ……..وهنا تجمعت العبرات بداخل عيناها قبل ان تتمتم: انا مخنوقة اوي يا امي…..نفسي اترمي في حضنك دلوقتي واشكيلك حالى………محدش غيرك انا بحكيله مشاكلي……..برتاح اوي لما بقعد واتكلم معاكي حتى لو مش هتردي عليا…….بس انا متأكده انك سامعاني….وده كافي اوي بالنسبالي…..انتي وحشتيني اوي…….وهو كمان واحشني اوي……سيف هو فعلا اللي حسيت انه هو التعويض الحقيقي للحرمان اللي عشت فيه…….بس جه اليوم اللي بقى هو نفسه السبب في شعوري بالحرمان…….اطلقت تنهيده عاليه قبل ان تتابع : انا حياتي كلها ملخبطة……ماشوفتش فيها يوم واحد حلو…..صمتت لتتابع بعدها : لا شفت…..بس كنت وقتها معاه…….كنت حاسة براحة وامان…….من اول يوم شفته فيه ……..كان من 13 سنة زي النهارده بالظبط…….عادت برأسها لتستند الى احدى الجدران لتتمتم: ياااااااااااه الايام بتجري يا امي…..زي النهاردة من 13 سنة كنت ماسكة هديتك وفرحانة بيها علشان اديهالك ……..واستنيتك قد ما استنيتك…..بس ماجيتيش…….كان شعور صعب اوي يا امي…….نفسي تكوني معايا النهارده وانا اجيبلك احلى هدية………نفسي اوي……وهنا انهمرت دموعها اكثر فأكثر حتى اجهشت بالبكاء…….الى ان قطع بكاءها صوت خطوات ورائها استمرت للحظات قبل تختفي ويتبعها صوت ذكوري يتمتم: السلام عليكم اهل الدنيار من المسلمين والمؤمنين، انتم السابقون وإنا
إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية
اتسعت عيناها عن اخرهما لما تسمعه……ادارت رأسها بسرعة لتجد اخر شخص كانت تتوقع رؤيته الان …….وهنا……كان هذا هو سيف وقد وقف رافعا يده مغمضا عيناه يتمتم بكلمات كان واضحا منها انها فاتحة الكتاب…..
تمتمت من بين عينان قد تحجرت العبرات بهما: سيف!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فلاش باك
(فتح سيف عيناه بانهاك شديد ليجد هذا الوجه المبتسم امامه يتمتم: حمدلله على سلامتك يا صاحبي……….ابتلع سيف ريقه في صعوبة قبل ان يغمض عيناه ليتمتم: انا فين؟؟
حسن وهو يجلس على طرف فراشه : انت هنا في المستشفى………الف مبروك عليك نجاح العملية
فتح سيف عيناه بانهاك مجددا متمتما: عملية ايه؟؟
حسن : عملية القلب يا سيدي……..دكتور سيد بيبشرك انك بقيت سليم ومعافي ……صمت للحظة تابع بعدها بعتاب: بقى كده ياسيف؟؟……ينفع اكون صاحبك وماتقوليش على حاجة زي كده؟؟
تمعن سيف في وجه حسن متمتما: العملية اتعملت ازاي؟؟
مط حسن شفتيه قبل ان يقول: عادي…..زي الناس
سيف بخفوت: مين دفعلي فلوسها؟؟
حسن بارتباك: ها؟؟……..دي…..دي النقابة
سيف : بلاش تكدب عليا يا حسن
حسن بتوتر اكبر: انا بكدب؟؟……الله يسامحك…..
سيف : ايوة بتكدب………علشان انا اصلا مش مشترك في النقابة ….
حسن بتوتر: اه….اصل ….اصل دكتور سيد كلمهم و…و
سيف مقاطعا: دفعتلي الفلوس ليه يا حسن؟؟……..وانت اكتر واحد عارف اني مابحبش اتداين
حسن بذهول: ايه؟؟……لا لا …..مش انا اللي دفعت ….دي….دي….
سيف مضيقا عيناه: دي؟؟
ادرك حسن انه اوقع نفسه في فخ فهم بقول شئ الا ان قاطعه دخول دعاء هاتفه: الف الف حمد لله على السلامة يا سيف
نقل سيف عيناه الى دعاء متمتما : الله يسلمك
حسن بسعاده: دعاء…..انتي جيتي امتي ؟؟
دعاء : لسه حالا…..
حسن: وليه ماقولتليش كنت جيت خادتك من الموقف
دعاء وهي تتجه للوقوف امام سرير سيف: ماكنتش عايزة اتعبك……بس ايه الاخبار ؟؟……..انا قلقت اوي من ساعة ما بلغتني بعملية سيف
سيف مبتلعا ريقه: انا الحمد لله دلوقتي كويس……..
دعاء مبتسمة: الحمد لله…….ثم تابعت وكأنها قد تذكرت شئ: هي سلمى فين؟؟……..مش معاكوا هنا ليه؟
تغيرت ملامح سيف اما حسن فتمتم بتوتر: ها…….اه سلمى….
تغيرت ملامح سيف اما حسن فتمتم بتوتر: ها…….اه سلمى….
دعاء وهي تخرج هاتفها: انا هكلمها اشوفها فين ….دي وحشاني خالص
سيف بسرعة: لا ……انا مش عايزها تعرف اني عامل عملية
دعاء متمتمة: خلاص هبقى اشوفها بعدين…….
سيف ناظرا الى حسن: هو الدكتور قال ممكن اطلع امتى؟؟
حسن مفكرا: اكيد مش قبل يومين…..
سيف بلهفة : لا ماينفعش…..انا لازم اشوف سلمى
حسن بتوتر: اه…سلمى…..طب ماشي بس بعد ما تقوم
سيف : مش قادر استني يا حسن…..انا عايز اروحلها
هم حسن بقول شئ الا ان قاطعه دخول احد الرجال هاتفا : اخيرا لقيتك يا دكتور حسن….
حسن ملتفتا اليه: خير يا عطا؟؟
عطا مادا يده اليه بورقة: ده ايصال الدفع……ابقى سلمه بقى للبنت اللي دفعت الفلوس
اتسعت عينا سيف في ذهول قبل ان يتمتم: بنت مين؟؟
عطا ناظرا بالورقة: سلمى فاروق الطوخي
ظهرت علامات الذهول على وجه سيف……اما حسن فتبادل نظرة متوترة معه……قبل ان تهتف دعاء: ايه ده؟؟………يعني معني كده ان سلمى عارفه بعملية سيف……..انا هتصل بيها بقى
حسن ناظرا الى سيف بتوتر: لا ……ماتتصليش
دعاء: ليه؟؟
شعر حسن ان كل شئ قد انكشف فتمتم : علشان هي مش هنا……تابع ناظرا الى دعاء: سافرت لباباها في الاسكندرية)
لحظات قليلة مرت عليها ثقيلة وهي تحدق في وجه سيف والذي وقف يتلوا القرأن في خشوع…..لا تعلم هل تصدق عيناها ام تكذبهما….. دائما ما تقع في حيرة بين الامرين ولكن في كل مرة ……..تثبت عيناها صحة ما تراه ….اذا هو بالفعل امامها……لم يبدو انه ينتبه لوجودها من الاساس….فهو حتى لم ينظر اليها…..ترقرقت الدموع بداخل عيناها…لم تعد تحتمل الابتعاد عنه حتى الان…….اقتربت منه اكثر…..فأكثر……..حتى واجهته تماما….ظلت محدقة في وجهه المغمض للحظات قبل ان يرفع هو يداه اليه في نهاية الدعاء…..يخفض يداه ……ويفتح عيناه …..لترى سلمى وبوضوح هذا البريق اللامع بداخلهما …..او بمعنى اخر …..تلك الدموع المتحجرة…..ابتسم لها بخفوت قبل ان يمد يده الى وجهها ليمسح تلك الدموع المنحدرة عليها وهو يومئ برأسه ان لا……….انهمرت الدموع منها اكثر فور شعورها بتلك اللمسة الحانية على وجهها…….ابتلعت ريقها في صعوبة قبل ان تغمض عيناها لتنهمر منها عبرات اخرى..قبل ان تفتحهما مجددا لتتمتم بصوت مبحوح جاهد كثيرا للخروج: ليه؟؟
اخفض سيف عيناه …….ثم مالبث ان رفعهما اليها متمتما بخفوت :علشان بحبك…..صمت للحظة تابع بعدها بنفس النبرة: انا تعبان اوي يا سلمى……
خفق قلب سلمى بقوة قبل ان يتابع هو: بالرغم ان قلبي سليم دلوقتي الا اني حاسس بتعب الدنيا فيه…..
جلس فوق احدالصخور ليخفض عيناه ارضا ويتابع: تعبت من بعدي عنك……..كل ما كنت احاول اقرب اقول لا ……استني شوية……..ماكنتش فاكر ان الانتظار كان ممكن في يوم يضيعك من ايدي……
كانت سلمى تستمع اليه وهي لا تعلم عماذا يتحدث………..اما هو فرفع عيناه اليها قبل ان يمد يده ليمسك بيدها ويرخي رأسه عليها متمتما من بين دموع منهمرة: سامحيني يا سلمى…….سامحيني على بعدي عنك طول الفترة اللي فاتت…….
جلست سلمى بجانبه لتتمتم : انت……انت بتتكلم عن ايه؟؟
رفع سيف عيناه اليها ليهمس: عن حبي ليكي اللي فضلت كاتمه في قلبي طول السنين اللي مرت علينا
قام ليسير بضعة خطوات قبل ان يلتفت اليها مجددا ويتابع: انا عارف ان كلامي ده متأخر اوي ………بس انا مش هقدر افتح صفحة جديده الا لما اعتذر عن القديم
ظلت سلمى شارده للحظات قبل ان تمسح دموعها وتتمتم: وفين الصفحة الجديده اللي اتفتحت؟؟…….تابعت وهي تنظر اليه: لما بعدت عني 4 شهور ……من غير حتى ما تكلمني ولا مرة…….؟؟………هي دي الصفحة الجديده؟؟…….ولا لما اختارت مستقبلك وفضلته عني…..هبت واقفة لتدير له ظهرها وتتابع بحزم: انا مش زعلانة منك يا سيف…..ده اختيارك وانت حر فيه….بس المشكلة فيا انا……انا اللي دايما متوقعة منك الاحسن….تحجرت الدموع بعينيها قبل ان تتمتم بصوت مختنق: تخيلت ان احنا الاتنين واحد..لو حد فينا حصله حاجة مايخبيش ابدا عن التاني…….ماياخدش القرار بالبعد بنفسه من غير ما يعرف رأي التاني…..مايفضلش يعاني لوحده لغايةلما يقع ولما ربنه يكرمه ويقوم يستنى لحظة واحده قبل ما يرجع للتاني…….التفتت اليه لتتابع وبنفس الصوت المختنق: احنا كتا طول عمرنا كده ……..حتى ايام طفولتنا؟؟……..نسيت لما في يوم كنت تقع واجري عليك علشان اسندك؟؟……..نسيت لما كنت ابقى محتاجة شرح درس وتفضل انت تشرحهولي ليلة امتحانك…..نسيت احنا كنا ايه لبعض يا سيف….؟؟………انا عارفة انك بتحبني….بس فيه فرق بين اني اعرف وبين اني احس…..حبنا لبعض زمان انا دايما كنت بفسره على انه حب الاخوة والصداقة…….ليه اول ما عرفت حقيقته لقيته اتغير؟…..والحب اللي المفروض يبقى اكبر واعظم……..فجأة بقى…..
وهنا قاطعها ليتمتم: حبي ليكي عمره ما قل ولا هيقل…….انتي اسمك بيجري في دمي وربنا شاهد على كده….ادار لها ظهره متابعها: انا اتعذبت كتير اوي ياسلمى…..كل مرة كنت ببقى نفسي الاقى حد يطبطب عليا وينسيني همومي……التفت اليها متابعا: بس للاسف……حبي ليكي خلاني اسير جواه…ان كنت في يوم احتجت لحد يمسح على راسي ……ويهون عليا فالحد ده هو دايما كان انتي……بس انا عايز اعرف…..ازاي ابقى مجروح منك واطلب منك تداويني……ازاي اشوفك ادام عيني بتبعدي عني واجي اشكيلك بعدك؟؟…….ازاي تكوني جارحة وطبيبة في نفس الوقت……اطلق تنهيده تابع بعدها: تخيلي نفسك مكاني…..محاصرة بين احزانك ومفيش حد يسمع منك……تخ….
وهنا قاطعته سلمى هاتفه بحده: انا مش هتخيل يا سيف…..انا مش هتخيل لأن ده فعلا اكبر واقع بالنسبالي…….انت كان كل مشكلتك انك حبيتني وانا اتجوزت…..اما انا بقى ايه هي مشاكلي…..وهنا ظهرت على شفتيها ابتسامة ساخرة قبل ان تتمتم بمرارة: مشاكلي؟؟…..دي كلمة تافهة اوي ادام المأسي اللي انا عشتها….رفعت عيناها اليه متابعة : اقولك ايه؟؟…….اقولك ايه بقى ما……… وهنا اختنق صوتها بالبكاء لتتابع: مانت عارف كل حاجة
وهنا ادارت لها ظهره ووضعت يدها لتنهمر منها عبرات مريرة في بكاء خافت……..ظلت غارقة بين بكاءها للحظات قبل ان تشعر بتلك القبضتان الحانيتان تحتويان كتفيها وتديرهما اليه………قبل ان تجد صوته الحاني يهمس: لما الحب بيوصل للعشق……ممكن يحطم بقوته اي مشاكل…..حتى لو كان تاريخها طويل………انا عينيا اتحرمت كتير منك ….وقلبي اتعذب كتير بفراقك……بس يوم ماتفتحيلي قلبك من جديد ……..كل حاجة في الدنيا هتهون ادام كلمة واحده تقوليها …….كلمة بسيطة من اربع حروف بس
وهنا اخرج سيف شيئا من جيبه …..ليضعه بين يدي سلمى……تنظر سلمى اليه للحظات قبل ان تتسع عيناها في ذهول تام…….تتجمع الدموع بداخلهما…..فترفعهما الى وجه سيف ….لتجد تلك الابتسامة الدامعة على محياه…وهو يهمس بخفوت: في يوم من الايام كان فيه بنوتة زي القمر……كانت جايبة لمامتها هدية ……..فازة بسيطة……..بس كفاية انها كانت شرياها بفلوسها…..جيت انا وخبطتها بعجلتي……وقعت منها الفازة واتكسرت….عيطت كتير وزعقت فيا……زعقت انا كمان فيها……بس لما مشيت مقدرتش امشي الا لما اوطي واشيل الفازة المكسورة…..معرفش انا ليه عملت كده……بس ده اللي حصل….شاء ربنا انه يجمعني بيها من جديد……كنت دايما بحس انها حتة منى…….كنت بحس اني مسئول عنها…..عرفت بعدها ان شعوري ده كان حب…..حب طفولي برئ…….كنت بخاف عليها من الهوا الطاير…….لو حد فكر يلمسها بس ماكنتش برحمه…..كنت بحس انها بنتي قبل ما تكون حبيبتي……..
اشاح بوجهه متابعا: بس حصلت ظروف بعدتنا عن بعض……..البعد كان بيقطع في قلبي زي السكاكين بس كان مستقبلها اهم عندي من اي حاجة….كل لما كانت توحشني كنت ابص على الفازة المكسورة……مش عارف ليه كل ما كنت اصلحها معرفش……لزقتها كذا مرة بس كان فيه اصرار عجيب منها انها تتكسر تاني……….استسلمت …..بقيت محتفظ بيها مكسورة……مش قادر اصلحها ولا قادر ارميها…….بعد ما حبيبتي بعدت عني قررت اصارحها بحبي ليها…بس كانت المفاجأة لما لقيتها بتقولي على عريس متقدم……قلبي اتكسر……..ماكنتش عارف الومها هي ولا الوم نفسي………اطلق تنهيده كبيرة قبل ان يتابع: مش عايز اوجع دماغك بحكاية حصلت من زمان……..وهنا ادار وجهه اليها لينظر بعيناها مباشرة ومتمتما: بس حاجة واحده نفسي تعرفها وتتأكد منها…..اني عمري ما قصرت في حقها…وعمري ماحبيت واحده غيرها……….وعمري ما اتمنيت حاجة غير اني اكون جنبها……..تابع مبتسما وناظرا الى الزهرية الصغيرة بين يدي سلمى: و عايزك تعرفي اني اخيرا عرفت الزق الزهريه…..مش عارف علشان المرة دي حاولت بجد……ولا يمكن نوع اللزاق كان المرة دي كويس
كانت سلمى ناظرة اليه بعيناها الدامعتان الذاهلتان….ولكنها بمجرد نطقه للجملة الاخيرة ……لم تستطع منع تلك الابتسامة الخافتة……ليبتسم سيف بدوره …..هاتفا: يااااااه ……اخيرا فكيتي…….ده انا كنت حاسس اني عمري ما هلاقي عندك فكة………
ضحكت سلمى عاليا …….قبل ان تضربه عده ضربات متواصلة فوق كتفه وهي تهتف بنبرة طفولية: انا مش بحبك ..مش بحبك
وهنا امسك سيف بيديها متابعا: عارف انك مش بتحبيني……..تعرفي ليه؟؟………مال على اذنها هامسا: علشان انتي بتعشقيني……
ابتسمت سلمى في خجل قبل ان ترفع رأسها اليه هاتفة بشئ من الحده: بس انا برضه لسه زعلانة منك……..ازاي تفضل محتفظ بالفازة طول الوقت ده من غير ما تقولي
سيف : كلام في سرك…كنت خايف لا تطمعي فيها وتاخديها مني..ودي الحاجة الوحيده اللي كانت بقيالي
ابتسمت سلمى في خجل ……واخفضت رأسها اما هو فتابع في محاولة للنظر الى عيناها: على فكرة…….شكلك قمر بالحجاب
اتسعت ابتسامتها الخجلة قبل ان ترفع رأسها متمتمة : بجد؟؟
سيف هامسا بحب: انتي قمر في كل الحالات……حتى لو لبستي جلابية خالتي بهانة
سلمى مضيقة عيناها: دي مين خالتك بهانة دي؟؟
سيف جاذبا يدها: يا ستي سيبك منها..هبقى اعرفك على العيلة كلها بعدين…….
سلمى محاولة الوقوف: طيب..استنى بس……انت رايح فين؟؟
سيف : انا لازم اشوف باباكي دلوقتي حالا….محدش ضامن الظروف
ابتسمت سلمى بخفوت قبل ان تتمتم: طب ثواني
اتجهت سلمى في سرعة الى قبر والدتها لتضع فوقه الزهرية …..قبل ان تتمتم بابتسامة هادئة: كان نفسي تكوني معايا دلوقتي يا حبيبتي علشان تفرحيلي……بحبك اوي يا ماما…………انا همشي دلوقتي وهجيلك تاني …..بحبك……
ادارت وجهها لتجد سيف هاتفا: ايه ده؟؟…….انتى هتسيبي الفازة هنا؟؟
سلمى وهي تزيحه: وتهمك في ايه الفازة ؟؟….مانا بنفسي معاك اهو
سيف هاتفا: بس انا كنت بشرب فيها شوربة و…..
وهنا قاطعته سلمى لتزيحه بحده هاتفه: يالا بقى
خرجا الاثنان من المقابر……….فيمسك سيف بيدها …..ويسيرا معا….
سلمى : هو احنا هنمشي ولا ايه؟؟…..تعالى ناخد تاكسي
سيف وهو يتجه الى سيارة سوداء فارهة ذات دفع رباعي : وتاكسي ليه؟……ما العربية اهي
ضيقت سلمى عيناها وهي تنظر الى تلك السيارة الفخمة قبل ان تتمتم: عربية مين دي؟؟
سيف وهو يفتح بابها: دي عربية مأجرها من واحد صاحبي
مطت سلمى شفتيها قبل ان تستقلها ….فيغلق سيف الباب ……ويدور ليجلس على مقعد القياده……لتتحسس سلمى واجهه السيارة متمتمة: دي شكلها جديده اوي
سيف ممازحا: ربنا يستر…….شكلها هتتقلب بينا
سلمى متصنعة الغضب: بقى كده؟؟……طب اطلع بقى قبل ما اسيبك وانزل
سيف ناظرا اليها وهامسا بنبرة حانية: واهون عليكي؟؟
اشاحت سلمى بوجهها لتنظر عبر النافذة…..في محاولة لاخفاء ابتسامتها…..في حين ابتسم سيف بخبث قبل ان يدير محرك السيارة وينطلق بها

يتبع…

الجزء الثالث والاخير

كانت السيارة تسير….عندما اشارت سلمى الى جانب الطريق لتهتف: خلاص اقف هنا…..البيت اهو
نظر سيف عبر زجاج النافذة الى تلك العمارة البيضاء الفخمة……قبل ان يتمتم: في العمارة دي؟؟
سلمى: ايوة…..
اوقف سيف السيارة قبل ان يترجل هو وسلمى منها……وعند باب العمارة……
جذبت سلمى يد سيف لتجبره على الوقوف قبل ان تتمتم: سيف….انا كنت عايزة اقولك حاجة
سيف ناظرا بعيناها ومتمتما بنبرة حانية: قول يا قلبي
سلمى خافضة عيناها : انا كنت عايزة اقول …..ان…….ان بابا مريض……في الحقيقة هو عنده عجز……وانا اللي بساعده في اقل حركة…..
سيف مقاطعا: ماتقلقيش يا حبيبي……هناخد بالنا منه سوا……تابع بابتسامة خافتة وهو يمسك بيدها: مش يالا بقى
سلمى بتوتر: يالا…….
صعدا كلاهما الى الطابق الذي تقطن به سلمى………
سيف وهو يتجه الى الشقة : ايه ده؟؟…….انتوا سايبين الباب مفتوح لي……..
وهنا امسكت سلمى بذراعه هاتفه: لا يا سيف …..مش دي شقتنا……( اشارت الى الشقة المقابلة: هي دي الشقة…تعالى)
وبدون كلمة اضافية ….اتجهت سلمى الى شقتها لتخرج مفتاحها …….وتفتح الباب وتلتفت ل: ايه ده؟؟……هو راح فين؟؟
ابتلعت سلمى ريقها في توتر…اذ انه لم يكن هناك وجود لسيف…..في حين فتح باب الشقة المجاورة على مصراعيه…….هتفت بخفوت: سيف……انت فين؟؟
ولكن ما من مجيب……اتجهت في خطوات بطيئة متوترة……الى باب تلك الشقة المفتوح……لتدور بعيناها في الداخل…شقة هادئة …الوان الديكورات والاثاث ……ابيض وسماوي….رائعة….مريحة للعين……وقد ارسلت ستائر بيضاء رقيقة فوق النوافذ.ظلت محدقة في المنظر بانبهار….ثم مالبث ان اتسعت عيناها عن اخرهما عندما تذكرت امر سيف…..هتفت بنبرة خافتة: سيف….سيف انت فين؟……
ترى اين ذهب…..ان كان الباب مفتوح………وفي نفس الوقت ما من اثر له….اذا…….سارت بخطوات بطيئة حذرة عبر طرقه طويلة وهي مازالت تهمس: سيف…….يا سيف انت فين؟؟……وهنا وجدت نفسها امام حجرة قد فتح بابها مواربا…..اقتربت منه….لتنظر عبر تلك الفتحة الضيقة في ارجاء الغرفة……لاترى الكثير من الاشياء…..ولكن لفت نظرها هذا الاطار المثبت فوق الحائط……مدت عيناها اكثر في محاولة لرؤيته كاملا…….وهنا اتسعت عيناها في ذهول تام….جعلها تفتح الباب على مصراعيه…..لم تعلم حقا ماذا يمكنها ان تقول……او بماذا عليها ان تفكر……فقد كان عقلها مشتت تماما وهي واقفة امام هذا الاطار الكبير المثبت فوق الحائط…..والذي توسطه صورة كبيرة مرسومة ..اذ انه كان من الواضح جليا انها صورتها هي ……..!!!!!
فلاش باك…..
كان سيف في شقته يقوم بترتيب حقائب سفره….فهو الان قد اتخذ قراره بالرحيل الى الاسكندرية للقاء حبيبته سلمى……وهذا بعدما قام بأخذ اجازة من المستشفى ….حتى يقوم بإجراءات نقله الى الاسكندرية……وبينما هو منهمك في ترتيب حقائبه اذا بطرقات فوق باب الشقة…..اسرع سبف ليفتح الباب …..ليجد هذا الشخص ذو البدلة الانيقة والنظرة الثاقبة والابتسامة الرزينة : اهلا…..هايدي شقة الاستاذ سيف حسين …؟؟
سيف بسرعة : ايوة انا سيف…تحت امرك
الرجل مادا يده الى سيف: انا لؤي كامل…….محامي واستشاري قانوني….والموكل من قبل والدك للتحدث معك في شأن املاكه….
ضيق سيف عيناه ….لتبدو على وجهه علامات التعجب .ولكنه لم يجد بدا من فتح الباب على مصراعيه…….متمتما : اتفضل
دخل لؤي ليغلق سيف الباب ويتجه للجلوس بجواره…….قائلا: تحب تشرب ايه؟؟
السيد لؤي واضعا ساقا فوق الاخري: لا مافي داعي تتعب حالك…..انا الحين جاي اتحدث معك بخصوص والدك…..مافي داعي نضيع من وقتنا
سيف وقد بدا عليه الاهتمام فتمتم : اتفضل…انا سامع حضرتك
لؤي وقد بدا عليه الاسف قبل ان يقول: يؤسفني يا سيد سيف اني اخبرك بوفاة السيد حسين عبد المنعم…..والد حضرتك
امتقع وجه سيف……تحجرت الدموع في عيناه قبل ان يتمتم بخفوت: ايه؟؟
مط لؤي شفتاه قبل ان يقول: انا بعرف انه شي صعب بالنسبة لإلك…..بس وين نحنا بنروح من الموت…؟؟….هايدي هي الحيات
انحدرت عبرة ساخنة من بين عيناه قبل ان يتمتم: انا لله وانا اليه راجعون
لؤي : بس يسعدني كمان اني ابلغك بحصولك على ميراث قيمته 3 مليون دولار
سيف بنبرة الغير مصدق او لنقل غير مستوعب: ايه؟….ميراث ايه ؟؟……ده كان م….
لؤي مقاطعا: من فضلك…بكفي كلامي وبعدين الك كامل الحرية في التحدث
صمت سيف ليتابع لؤي: حضرتك على علم اكيد بهايدي القضية اللي كانت مرفوعة على السيد الوالد قبل ما بيموت……بس احب اني ابشرك ان الاموال رجعت من جديد بعد ما ربك كرم وربحنا القضية…..اصلا انت بتعرف ان هايدا الحجز كان ظلم وبهتان……بس الحمد لله ردت المظالم الى اهلها……صمت لؤي ليتابع بعدها: سبحان الله قبل ربح القضية بيوم واحد كتب والدك وصية واعطاني اياها……وبعد ربح القضية بيوم واحد توفى الله والدك…..اخرج لؤي بضعة اوراق من جيبه ليتابع وهو ممسك باحداها: هايدى هي الوصية….تنص على نقل ثلاث ارباع ملكيته الك بحساب الك بمصر……مع بقاء الربع بكندا …..وتسليمه الى الانسه سارا ابنه زوجته المتوفاة……(قالها وهو يناول الوصية الى سيف ليمسكها ويدقق النظر بها بعيون غير مصدقة ما تراه……اما لؤي فتابع وهو يخرج ورقة اخرى من جيبه: اما هايدي فهي جواب الك ….انا ما بعرف شو موجود فيه …..بس هو الك على ايه حال
رفع سيف عيناه من فوق ورقة الوصية ليلتقط الجواب المغلق من يد لؤي ….قبل ان يتابع هو: ارجو المعذرة…..نحنا عاوزين نبلج بالاجراءات بسرعة……ميشان الحق اسافر عا كندا ……لأنه بتنتظرني كتير قضايا
سيف متمتما: طيب الاجراءات هتبتدي ازاي؟؟
لؤي: اول اشي انت إلك حساب هون؟؟
سيف :لا…..في الحقيقة ماليش
لؤي : اوك…..حضرتك تتفضل معي الحين…..ميشان نطلع على اي بنك تفضله انت….حتى نفتح إلك حساب…..وبمجرد وصولي الى كندا انا هعمل إلك تحويل بالمبلغ كاملا
سيف بسرعة: طيب ثانية واحده البس…..
دخل سيف الى غرفته سريعا……….ولكن سبب سرعته لم يكن استعجاله للخوض في اجراءات نقل الملكية……بل انه كان متلهفا لقراءه خطاب والده ……جلس فوق طرف فراشه..ليمزق الظرف بلهفة…..قبل ان يخرج الجواب ليفتح طياته بسرعة وينظر به
و بسم الله الرحمن الرحيم……
ابني الحبيب……….انا عارف انك دلوقتي مش طايق تشوف جوابي ليك….اكيد انت بتكره اليوم اللي عرفت فيه اب زيي……بس معلش استحمل وكمل قراية الجواب للاخر…..انا عارف اني اتأخرت في ارسال الجواب ده ……اتأخرت حوالي 12 سنة……..مش هتصدق انهم مروا عليا اسوأ سنين حياتي……انا هعترفلك النهارده بأسرار انا متأكد ان امك ماقليتش عليها……علشان كانت طول عمرها اصيلة……واكيد بررت سبب الخلاف بينا بأي حاجة تافهة……بس انا النهارده هقولك على السبب الحقيقي……قبل ما نسيب القاهرة ونيجي على الاسكندرية……اشتغلت مع جماعة في تجارة المخدرات……وده خلى مستوايا يتحسن…..استمريت معاهم لغاية ما واحده واحده بقيت رجل بيثقوا فيه جدا………من غير ما اخوض في تفاصيل عن طبيعة شغلي……انا حبيت جدا الشغلانة دي…..لأنها ببساطة رحمتني انا وامك من الفقر والجوع……….وامك علشان ست شريفة اول ما اكتشفت الموضوع هدتني يا انا يا الشغلانة دي …..للأسف انا عينيا وقتها كان عليا غشاوة …..ماقدرتش احققلها اللي هي عايزاه واسيب اللي انا بشتغل فيه…….ازاي اسمع كلامها وانا بقيت حاجة تانية وكل يوم والتاني بكبر معاهم اكتر…..هي طبعا سابتلي البيت وخدتك معاها…..كنت على وشك اني اتخلى عن اي حاجة وارجعلكم الا اني شفت منهم تهديدات بالتبليغ عني…..ووقتها اتورطت معاهم اكتر وماكدبش عليك كنت برضه مبسوط بالمال والنفوذ…….لغاية لما طلبوا مني اكون مندوبهم في كندا….وساعتها عرفت ان كان شغلهم على واسع اوي……لبيت رغبتهم وسافرت ……وطلقت امك لأني حسيت اني عمري ما هقدر ارجعلها تاني…يمكن علشان مش هقدر….ويمكن علشان مش عايز …..انا فعلا كنت بحبها……..بس اتأكدت وقتها اني بحب الفلوس اكتر…..بعد ما سافرت مشيت كتير في الحرام ……عشت حياتي بالطول والعرض…….عملت ذنوب وكبائر…..انا عمري ما فكرت اني في يوم ممكن اعملها…..لغاية ما حبيت واحدة اجنبية…..كانت منفصلة عن جوزها ومعاها بنت…..سارا اللي انت اتعرفت عليها……بعد ما اتجوزنا بسنة واحده ماتت …….والمأساه الحقيقية حصلت بعد ما الطب الشرعي شخص وفاتها ..انها ناتجة عن الاصابة بمرض الايدز……معرفش هل انا اللي جنيت عليها ولا هي اللي جنت عليا …..بس كل اللي عرفته حاجة واحده بس……..انت طبعا عرفتها……انا كمان عندي الايدز…….!!!!!!!!!!!!……..عرفت وقتها ان هو ده عقاب ربنا ليا بعد ما مشيت في سكة الحرام….ماكنش ينفع اتجاهل عقابه واكمل مسيرة الحرام……….ووقتها بس قررت التوبة….بس مش التوبة والرجوع ليك ولوالدتك……لأني ببساطة ماينفعش اعمل كده….لأني لو رجعتلها يا اما هرجع علشان اعذبها ….يا اما علشان اقتلها…….حسيت وقتها بمرارة فقدان النعمة……اتمنيت ثانية واحده ارجعلكم وانا سليم ومعافي واترمي في حضنكوا واطلب مسامحتكم ……بس للاسف…..كنت عاجز تماما اني اعمل كده…..كل اللي اتمنيته وقتها اني اعوضكوا عن حرمان الاب والزوج ……..اتمنيت اني اجمع فلوس كتير بالحلال أأمن بيها مستقبلكوا……ماكنش عندي مانع ان نهلة تتجوز وتنساني…بالعكس انا فعلا كنت عايز كده….وطالما انت معاها الفلوس هتبقى ليك …….سمعت اني ممكن اعيش 10 سنين او 15 بالايدز…..دعيت ربنا كتير انه يمد في عمري علشان اشتغل واعوضكوا …….اتبرعت بكل مالي الحرام….وابتديت من الاول ……من تحت الصفر…والحمد لله ربنا كرمني برجل اعمال مصري شريف كنت عرفته ايام السكة الهباب اللي كنت ماشي فيها……ساعدني اني اقف من تاني على رجلى……اشتركت معاه في مشروع بمجهودي وواحده واحده المشروع كبر….كسبت ….كسبت كتير…..وفتحت شركة صغيرة…كبرت وكبرت معاها…….وكل ده وسارا كانت بتكبر ادام عيني…….بنت طيبة اوي وحنينة….ساعدتني ووقفت جنبي بجد……بس للاسف اي نجاح بيبقي ليه اعداء…..واعداء نجاحي كانوا ناس مش عايزني استمر في شغلي وارجعلهم……احتاجوني في تجارة من اياها تاني….ولما رفضت هددوني برفع قضية ……وطبعا بعد ما رفضت رفعوا عليا قضية غسيل اموال…واتهموني ان ورا شركتي الكبيرة تجارة غير مشروعة……المباحث حجزت على ممتلكاتي…….والباقي انت خلاص عرفته…..انا بكتبلك الجواب ده وانا كلي امل انك تسامحني…..انا حاسس اني مابقاش في عمري كتير…..بلاش تدعي عليا يا سيف…وعاهدني اني لو مت…..تدعيلي بالرحمة والمغفرة……وتدعي لأمك……انا لغاية دلوقتي مش متصور انها ماتت…..انا دلوقتي بس هستقبل الموت بسعاده…..علشان وقتها هقدر اقابل مراتي وحبيبتي اللي حرمت نفسي منها في الدنيا…..ادعيلي انها تسامحني…..وادعي اننا نتجمع في الجنة ……ربنا يوفقك في كل اللي بتحلم بيه يا حبيبي…….وتكبر اكتر واكتر لغاية لما تاخد الدكتوراة زي ما كانت امك دايما بتحلم……كان نفسي اكون معاك دلوقتي واقولك الكلام ده بنفسي….بس هي دي اراده ربنا………..بحبك يا سيف…..بحبك يا ابني……السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)

ظلت دقيقة كاملة محدقة في هذا الوجه الذي رسم باتقان…………
ظلت دقيقة كاملة محدقة في هذا الوجه الذي رسم باتقان………….غير مصدقة ما تراه…..فاليوم هو يوم المفاجأت بالنسبة لها…ان كانت صورتها هنا ….اذا بالتأكيد البيت يخص سيف…..وان كان لديكِ شك في هذا لماذا دخلتي الى هنا اذا؟؟……هي توقعت هذا ولكنها ايضا ليست مستوعبة تماما ماذا يحدث…لقد سكن سيف في نفس البناية التي سكنت هي بها…ليس هذا فحسب …..انه ايضا في الشقة المقابلة لشقتها…كيف فعل كل هذا؟؟…..من حصل على شقته اولا….ثم انه من اين له المال الذي اشترى به شقة بتلك الفخامة…….
-عجبتك الشقة؟؟
ادارت سلمى رأسها بسرعة قبل ان تلتفت اليه هاتفه: انا…..انا مش فاهمة…هو ايه اللي بيحصل؟؟….
ابتسم لها سيف بحنان قبل ان يمسك بيدها ويسير معها الى الخارج متمتما: انا هفهمك ايه الي بيحصل……..
خرج سيف جاذبا يد سلمى الى الخارج…..قبل ان يتجه الى شقتها ليدق الجرس…..وماهي الا لحظات حتى فتح باب الشقة ليظهر على عتبته فاروق فوق الكرسي المتحرك هاتفا: اهلا اهلا………ادخلوا يا ولاد
التفت فاروق بكرسيه ليتجه الى الداخل……قبل ان يتابع: تعبتك سلمى عقبال ما جت معاك؟؟
التفت سيف الى سلمى والتي وقفت تحدق بذهول تام فيما يحدث امامها قبل ان يتمتم بصوته الحنون: سلمى طول عمرها تعباني…..بس برضه بحبها
تنحنح فاروق قبل ان يلتفت اليه سيف هاتفا: معلش يا عمي…..انا كده اللي في قلبي على لساني
فاروق بضحك: لا وانت الصادق انت كده مدب
هم سيف بقول شئ الا ان قاطعه صوت كريم وهو يدخل ويهتف بمرح وهو يركض تجاه سيف: سيف ……سيف ….انت جيت؟؟…..
فتح له سيف ذراعيه قبل ان يرتمي كريم بينهما فيرفعه سيف الى الاعلى ……فيصدر كريم الضحكات العالية…..قبل ان يخفضه من جديد …..ليهتف سيف بألم: تقلت اوي يا كريم……
كريم بضحك: لا انت اللي مش بتعرف تشيل……امسك يده متابعا : مش انا عرفت اعمل الحركة الجديده اللي علمتهالى….ورحت عملتها مع صاحبي
سيف هاتفا: اوعى تكون عورته
كريم : دي تعويرة صغيرة خالص …….اصل……
وهنا قاطعته سلمى لتهتف بحده: بس كفاية……اقتربت من سيف لتقف في مقابلته تماما …..تدقق بوجهه للحظات …قبل ان تتمتم بجدية: ممكن اعرف بقى ايه اللي بيحصل من ورا ضهري؟؟
رفع سيف يداه استسلاما قبل ان يشير بيده الى والدها…….
نظرت سلمى الى والدها ليقول مبتسما: سلمى يا حبيبتي….الموضوع وما فيه ان سيف كان على اتصال بيا من حوالي شهرين…..
اتسعت عينا سلمى في ذهول قبل ان تتمتم ببهوت: شهرين؟……وانا معرفش؟؟
فاروق: سيف لما رجع كان عايز يعملك شقة …..وكان عامل حسابه اني اجي اعيش معاكم فيها…..وده لما عرف من صاحبه بموضوع شللي……بس لما جالنا البيت…..عرف اننا نقلنا……ساعتها اتصل على تليفوننا وانتي طبعا عارفه ان الرقم ماتغيرش……كنتى انتي في الشغل وانا اللي رديت….لما عرف مكاننا….قرر انه ينقل لشقة تبقى جنب شقتنا…بحيث انكوا تبقوا جنبي وتعرفوا تراعوني….وماكنش لازم يدور كتير……لأن الشقة اللي ادامنا علطول كانت فاضية……خدها ووضبها……وكان حريص انه يعسكر فيها طول الوقت علشان ماتشوفيهوش ولو بالصدفة……وخلصت الشقة وبقت جاهزة……بس
سيف متابعا: بس كان نفسي اشوفك في اليوم اللي زي اليوم اللي شفتك فيه اول مرة……يوم عيد الام…….كان نفسي ارجعلك الذكريات الحلوة اللي كانت بينا……..تفتكري نجحت في ده؟؟
وهنا انهمرت الدموع من عينا سلمى….. تتبادل النظرات معهم جميعا…..قبل ان تتمتم: كل ده كنتوا تعرفوه من غير ماتقولولي……
فاروق عاقدا ذراعيه: امال كانت هتبقى مفاجأة ازاي؟؟
وهنا اتسعت عينا سلمى قبل ان تهتف بذهول: بابا…….انت بتحرك ايدك
وهنا ابتسم فاروق قبل ان يشير الى سيف: البركة في سيف……..كنتي تنزلي الشغل من هنا وهو يجي يمرنني على الحركة والمشي….ومع احترامي لمجهودك يا حبيبتي….الا ان ايد الدكتور بتفرق برضه
ظلت سلمى ناظرة الى والدها غير مصدقة……مرت عليها لحظات على تلك الحال….قبل ان يمسك سيف بيدها هاتفا: عن اذنك يا عمي……خمس دقايق بس…
اومأ فاروق برأسه ان نعم……قبل ان يسير سيف جاذبا سلمى الى الشرفة الواسعة….حيث الهواء النقي……في حين كانت هي مستسلمة له تماما من فرط ما بها من ذهول……
وما ان دخلا …..حتى وقف سيف امامها مباشرة ليهمس بخفوت: اديني قدامك اهو…..وجاهز لأي زلط هتحدفيه….ووعد مني مش هقول لحد
سلمى وبعد فترة صمت: ان كان عليا انا عايزة ارمي قوالب طوب……….
سيف ملوحا بيده: طب استني استني……خليني اقولك الكلمتين اللي محشورين في زوري قبل ما تتهوري وتعمليها
سلمى عاقده ذراعيها : قول قبل ما يبدأ العد التنازلي لعمرك
عدل سيف من هندامه…..قبل ان يخرج شيئا من جيبه….ويجلس فوق الركبة والنصف …..ليمد يده بتلك العلبة الصغيرة المفتوحة متمتما بخفوت : تتجوزيني؟؟
هوى قلب سلمى الى قدميها…….بمجرد سماعها لتلك الكلمة السحرية….نظرت بالعلبة القطيفة لتجد خاتما ماسيا انيقا …..يتلألأ بريقه ليعكس اشعة الشمس على وجهها…..ظلت محدقة به في ذهول …….غير مصدقة انه الان يطلبها وبشكل رسمي……ظلت محدقة في وجهه للحظات……قبل ان تتمتم بخفوت ومن بين عينان دامعتان: انت لسه بتسأل يا سيف؟؟
وهنا تلألأت عينا سيف بالدموع ….قبل ان يقوم ليلتقط هذا الخاتم الماسي…..فيرفع يدها الصغيرة ليدخله بإحدى اصابعها البيضاء الرقيقة …..قبل ان يميل على يدها ليطبع قبلة فوقها…….يرفع رأسه من جديد …..لتلاحظ سلمى تلك الدموع المنهمرة فوق وجنتاه……فتمد يدها الصغيرة لتمسحها وهي تتمتم بعينان ناطقتان بالحب: ليه يا سيف الدموع دي؟؟
سيف بخفوت باكي: انامش مصدق…..والله ما مصدق…….
ابتسمت سلمى بخفوت قبل ان يقترب منها سيف ليمد يداه لاحتواه كتفيها متمتما من بين نظرات عيناه الحانية: بحبك يا سلمى……بحبك اوي
اخفضت سلمى عيناها في خجل لتتمتم : وانا كمان
وهنا اخفض سيف يداه …….ومسح دموعه …..قبل ان يخرج هاتفه ليدق احد الارقام في حين ظلت سلمى ناظرة له في تساؤل…
ظل واضعا الهاتف فوق اذنه للحظات و: الو……ايوة يا حسن
حسن بحنق: ايه يا عم ؟؟…..ساعة عقبال ما تتصل؟؟…….
سيف ناظرا الى سلمى : معلش……المهم…….تعالوا دلوقتي حالا
حسن ببهجة: يعني خلاص افراج؟؟
سيف بابتسامة خجلة: ايوة
حسن: ماشي يا برنس…..مسافة السكة
اغلق حسن الهاتف ليجد دعاء تهتف: ايه خلاص ؟؟……هنروح دلوقتي؟؟
حسن مديرا محرك سيارته: ايوة يا ستي…اخيرا الباشا حن علينا
دعاء بضحك: قول اخيرا الهانم حنت عليه……..
وهنا ظهر صوت اخر يهتف: قصدكوا انتوا اللي حنيتوا عليا…..ده انا في الوقت اللي ضيعته معاكم كنت ممكن اجوز اتنين واطلقهم تاني
حسن: يا ساتر يارب……..طلاق ايه بس فال الله ولا فالك؟؟
مصطفى: بصراحة الراجل عنده حق…….ده احنا نفسنا زهقنا……بس نعمل ايه ؟؟……حكم القوي……
حسن بضحك: ده سيف طلع فارد جبروته على الكل اهو واحنا ماكناش نعرف
مصطفى: سيف؟؟……ده ياما بهدلني……..بس ان جيت للحق……هو بصراحة ونعم الصديق….طول السنين اللي قضيناها مع بعض في المطعم كنا لبعض كل حاجة
حسن : ياسيدي ربنا مايحرمكوا من بعض….ولا يحرمنا منه………
وهنا اوقف حسن سيارته ليتابع: يالا انزلوا……….
نزل الجميع من السيارة …..ليصعدا الى الاعلى……ولن نتحدث اكثر عن ذهول سلمى التام فور علمها بقدوم هذا الجمع من اجل عقد قرانها على سيف وليكون حسن ومصطفى الشاهدين على العقد……..ولكنها بالطبع لم تجرؤ على الرفض …….فها هو اليوم الذي طالما تمنته اتى……واسرع من المتوقع…..
********************************
الخاتمة
في المطبخ كانت سلمى واقفة لتحضير طعام العشاء……عندما دخل عليها سيف هاتفا: ايه اخبار الاكل؟؟……..هناكل النهارده ول………..( وهنا قطع كلامه عندما راى ما رأى.)
اقترب من سلمى هاتفا: يالهوي…..ده احنا على كده هنتعشى الفجر بقى …….لسه بتعجني في العجينة ؟؟
سلمى بقلق وهي تمسك بتلك العجينة الملتصقة بيدها : يا سيف الحقني…….العجينة دي مش نافعة تتظبط خالص……ازود دقيق تنشف ازود مية تسيح
سيف متحسسا العجينة: وريني كده؟؟………
سلمى مخلصة يدها منها : اهو ..خدها كلها واتصرف
سيف ممسكا بيدها وجاذبها الى صنبور المياه ليفتحه فتنهمر المياه فوقها ……: حبيبة قلبي الايدين الحلوة دي اخرها تقطع خيار وطماطم……لكن بيتزا……ده شغل المحترفين بقى…..سيبهولى انا
سلمى وبعد ان نظفت يدها واغلقت الصنبور : بقى كده؟؟
وضعت يدها فوق خصرها لتتابع: طب ورينا بقى الشغل يا عم المحترف
سيف هامسا: بس كده؟؟…….جذبها من خصرها ليقربها منه ويتابع هامسا: بس شغل المحترفين ماينفعش في المطبخ
سلمى وهي تبعد وجهها عنه وتبتسم خجلا: امال فين؟؟
امسك سيف وجهها ليديره اليها …..ويهمس: وانتي خارجة كده على ايدك اليمين……..مش بعيد على فكرة
ابتلعت ريقها …قبل ان تتمتم بتوتر: لا .انا …..انا ورايا عشا….وهنا تملصت منه لتتجه الى طبق العجين متابعة: ولازم اخلصه
سيف ممسكا بيدها: علشان خاطري بلاش تدخلى جوة العجينة دي تاني…..انا لما صدقت اطلعك…….جذبها اليه هامسا ومتابعا: هنجيب بيتزا من بره……بس تعالى بس اقولك حاجة …..حاجة صغيرة ………..
-بتعملوا ايه؟؟
سلمى بنظرة انتصار: اتفضل……اهي الحشرية جاتلك اهي
سيف وقد اتجه ناحية ابنته قبل ان يحملها هاتفا: نهلة حبيبة بابا…..هو انتي كده علطول بتطبي علينا في الاوقات الحرجة؟؟
نهلة ممسكة بشعرها لترفعه: ها؟؟
سيف : طول عمرك محتاسة بشعرك زي مامتك
سلمى بحنق: سامعاك على فكرة
سيف ممازحا: مانا عارف على فكرة……
نهلة بصوتها الطفولي : جدو بيقولك هو هنا
سيف : والله؟؟
اما سلمى فركضت بسرعة الى الخارج هاتفه: بابا…..
ولكنها وجدت فاروق امامها هاتفا: طب يابنتي اغسلي ايدك الاول
طبعت سلمى قبلة فوق وجنته قبل ان تقول: ازيك يا حبيبي
سيف بغيظ: يا عمي …انا عايز اشكيلك من سلمى…..مش بتقولي يا حبيبي زيك
سلمى ببهوت: انا؟؟……والله بقول يا بابا
فاروق ضاربا رأسهم بيداه : طول عمركوا عيال……مش هتكبروا ابدا……
ضحكت سلمى….في حين غمز لها هو بعينه متمتما: اقوله ؟؟
اتسعت عينا سلمى عن اخرهما وهي تؤمي برأسها ان لا …..قبل ان يهتف سيف: يا عمي.سلمى مش ……مش ناوية تعشينا النهارده
فاروق بملل: انا طالع بره……لو فضلت معاكو اكتر هتنقط
تبعه سيف قبل ان يعود ليطل برأسه من جديد ليهمس: معادنا النهارده باليل يا جميل……..
وبدون كلمة اضافية خرج سيف مع نهلة….تاركين سلمى وقد ارتسمت على شفتيها تلك الابتسامة الواسعة…….كيف لا وقد تحققت كل احلامها………هي الان تشعر انها تمتلك العالم بكل ما فيه……..زوج حنون …….كان لها حبيبيا واخا وصديقاا وابا قبل ان يكون زوجا……..انها حقا متيمة به….يتعلق قلبها بكل ماهو خاصا به …..وملكا له………تتحسس بطنها في حنان قبل ان تتمتم : بحبك يا سيف…….وبحبك يا ابن سيف

تمت بحمد الله

 

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x