رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سارة الخولي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سارة الخولي
البارت الثامن والعشرون
لحلقه 28
في منزلها كانت جالسة تبكي بشده…..كان بكاءها اقرب للنحيب…..فهي الان في حالة يرثى لها……كيف لا وقد تحطم قلبها مئات المرات……بل انه في اخر مرة تدمر قبل ان يتحطم……تشعر انها فقدت ادنى رغبة في الحياة………لولا انها تعلم ان الانتحار كفر لقدمت عليه…..هل عليها تصديق ما رأته وسمعته بالفعل؟؟……ان كانت ستصدقه هل سيصدقه قلبها النابض بحبه ؟؟………فهو الاقرب اليه والادرى به وبحبه…فللقلوب لغة للتخاطب تعجز اذكى العقول عن فك طلاسمها……….طعنة غائرة فيه هل سيشفيها الزمن…..بالتأكيد.فالزمن كفيل بشفاء اصعب الجروح……….ولكنه في هذه المرة ليس جرحا فحسب بل هو هلاك ….دمار…لقد خذلها حبها للمرة
الثانية……ولكن في هذه المرة تثق انه لن يعود اليها يوما…….حتى وان عاد سترفضه كرامتها…..هي تأبى ان توضع في خانة الاحتياط…….يرغب بها فيتودد اليها…….ثم يعاود هجرها وهو على علم انه متى رغب بها مجددا وجدها على اتم الاستعداد لبذل كل غالي ونفيس لاسعاده……..لن تكون ابدا رخيصة الى هذا الحد…….ستتحمل ……نعم ستتحمل الى اخر قطرة من دمها…..ولكنها ابدا لن تخون كرامتها……التى بقيت طول حياتها عزيزة وستظل هكذا الى الابد……وبينما هي على حالها اذا برنين متواصل على هاتفها…..التقطته في سرعة لتجد هذا الرقم الغريب…..دققت به للحظات قبل ان تمسح دموعها ….وتحاول نفض اي شئ قد يؤثر على صوتها…….تضغط الزر لوضع الهاتف فوق
اذنها…و: الو
اتاها هذا الصوت العربي المتكسر: هاي….انا اسمي سارا
ضيقت سلمى عيناها قبل ان تتمتم بخفوت: انا اعرف حضرتك؟؟
سارا : لا انت مش تأرفني….but I saw you in cafe today>>>>>انا كونت هيناك مئا سيف
ابتلعت سلمى غصة في حلقها قبل ان تتمتم ببهوت: وانتي عايزة مني ايه دلوقتي؟؟
سارا : ايزاكي تسمايني……..just hear me befor you judge
صمتت سلمى ولم تستطع بماذا يمكنها ان تجيب …..اما سارا فتابعت حديثا طويلا……اصغت له سلمى الاذان……..
*****************************
في خطوات متوترة دخلت ناهد الى احدى المكاتب……لتتجه الى السكرتيرة….وتتمتم بتردد: استاذ ادم موجود لو سمحتى؟؟
رفعت السكرتيرة عيناها اليه لتتفحصها جيدا قبل ان تخفض رأسها من جديد لمتابعة الاوراق امامها: هو في اجتماع وادامه حوالي نص ساعة
تنحنحت ناهد قبل ان تتمتم: يعني اقعد استناه ؟؟
السكرتيرة بلا مبالاة ودون ان تنظراليها: اه……..
تعجبت ناهد من وقاحة تلك الفتاة…..فعزمت على المطالبة بطردها فور ارتباطها بأدم……..قبل ان تتجه للجلوس على احدى مقاعد الانتظار
***************************
في منزلها بقيت على نفس الوضع مع اختلاف حالتها…..الان قد تبدل بكاءها بشرود……..فبعد ان قامت سارا بشرح وضعها مع سيف والسبب المبرر لجلوسها معه….وضعت سلمى في دوامة كبيرة من التفكير……فالسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة الان ……لماذا يتهرب منها سيف ان لم يكن هناك مايربطه بتلك الفتاة…..فكرت كثيرا…..ولكنها لم تصل الى اية اجابة…حتى وان كانت غير منطقية ……ولكن هذا جعلها على ثقة ان هناك شئ مريب يتحتم عليها معرفته….وستبذل جهدها لمعرفته……..وقبل ان تمر لحظة اخرى هبت سلمى من فوق فراشها في سرعة ……واتجهت الى خزانتها لتفتحها وعقلها يحسب الخطوات التي ستسير بها للوصول اليه….ستذهب اولا الى المستشفى …وان لم تجده ستذهب الى منزله وان لم يفتح ستنتظره امام الباب و…………وهنا قطع تفكيرها صوت هاتفها……فأسرعت للاجابة و: الو
اتاها صوت ذكوري طفولي: الو……انا كريم
سلمى بلهفة وهي تجلس على طرف الفراش: ايوة يا حبيبي…ازيك اخبارك ايه
كريم بصوت خفيض : انا كويس الحمد لله ….
سلمى بتوتر: مال صوتك يا كريم؟؟
كريم بتوتر ممزوج بالحزن: يا سلمى انتي لازم تيجي عندنا
سلمى وقد هبت واقفة لتهتف بتوتر: ليه ؟؟……حصل حاجة ولا ايه؟؟
تلعثم كريم بالكلام لتتابع هي هاتفة: قول يا كريم انا سامعاك
كريم بحزن: اصل بابا تعبان ونايم في السرير ومش بيقوم……..وماما سابت البيت ومشيت
اتسعت عينا سلمى عن اخرهما لتهتف: بابا ماله يا كريم؟؟
كريم بخفوت: بابا مش بيعرف يمشي..وانا اللي بساعده علشان يروح الحمام و….
سلمى مقاطعة اياه في حده:حصله ايه يعني ؟؟
كريم بتوتر: مـ مش عارف ……انا خايف و..
وهنا قاطعته سلمى هاتفه: انا جايالكوا حالا…….وبدون كلمة اخرى اغلقت سلمى هاتفها وتابعت ارتداء ملابسها……..لتحمل حقيبتها وتنزل مهرولة لاستقلال احدى سيارات الاجرة……..فتستقلها لتنطلق بها الى موقف الحافلات
*******************************
نظرت ناهد حولها في توتر قبل ان تقوم بخطوات متردده الى السكرتيرة لتقول: هو اتأخر كده ليه؟؟
رفعت السكرتيرة عيناها اليها لتتمتم بلا مبالاة: قلت لحضرتك استني شوية
ناهد بشئ من الحده: انتي قولتيلي هيخلص بعد نص ساعة…ودلوقتي انا بقالي ساعتين قاعده وكل ما اسألك تقوليلي كمان شوية…..
مطت السكرتيرة شفتيها قبل ان تقول: والله انا لما دخلت ابلغه قاللي خليها تستنى…..ابقى اتفاهمي حضرتك معاه
ناهد بحنق: هو قالك كده؟
السكرتيرة مؤكده: ايوة
همت ناهد بقول شئ الا ان قاطعها فتح باب المكتب على مصراعيه..ليخرج منه بعض الموظفين ….فتقوم السكرتيرة مشيرة اليها بالدخول: اتفضلى ادخلى
ظهرت علامات التوتر على ملامح ناهد….انتظرت للحظات الى ان خرج جميع الموظفين قبل ان تعدل من هندامها وتدخل الى المكتب بخطوات متوترة لتتمتم: صباح الخير……ازيك يا ادم؟؟
رفع ادم عيناه اليها قبل ان يقف مرحبا : اهلا اهلا….ازيك يا ناهد.ده ايه المفاجأت الحلوة دي؟؟
اوشكت ناهد على معاتبته ولكنها تراجعت قبل ان تتجه الى المقعد امامه وتحلس ملتفتة اليه وهاتفة: عندي ليك اخبار حلوة
ادم وهو يجلس: خير؟؟
ناهد وهي تمد يدها اليه بالورقة: استلمت النهارده ورقة طلاقي…..يعني خلاص اتطلقت بشكل رسمي
التقط ادم منها الورقة بلا مبالاة ليدقق بها…..قبل ان تتابع هي وببهجة: مش عايزين نتأخر بقى…….انا مجهزة نفسي ان على نهاية شهور العدة …نكون متجوزين……تابعت وهي تنظر امامها: متهيألى 4 شهور كافيين اننا نجهز نفسنا…ثم نظرت اليه من جديد لتتابع: وممكن اشوف فيلتك دلوقتي ممكن تعجبني واقرر اني اقعد فيها وممكن ماتعجبنيش وساعت…….وهنا توقفت عن الكلام فجأة لتتابع بتوتر ناظرة الى وجه ادم الجامد …..المدقق في الورقة: ولا انت ايه رأيك؟؟
رفع ادم عيناه من على الورقة لينظر لها بنفس الجمود…….شحب وجهها في شده من جراء تلك النظرة…….ظلا على نفس الحال للحظات قبل ان تشق الابتسامة وجه ادم …..لتتنهد ناهد في ارتياح قبل ان تهتف : ايه رأيك؟؟……مش خبر حلو؟؟
ادم بنفس الابتسامة: طبعا حلو
وهنا هب واقفا ليسير في خطوات بطيئة من وراء المكتب….وهو يتابع: بصراحة ده كان حلمى من ساعة ما عرفت بجوازك…….وهنا كان قد وقف امامها مباشرة ليجلس على المقعد المقابل لمقعدها …..ويرفع ساقا ليضعها فوق الاخري قبل ان يقول بثقة: دلوقتي بس حسيت اني خدت حقي منك
تبدلت الابتسامة على وجه ناهد بشحوب قبل ان تتمتم: ايه؟؟…..ثم ما لبث ان ابتسمت من جديد متابعة: انت بتهزر .صح؟؟
ابتسم ادم بدوره ……لتتعالى ابتسامته فتتحول الى ضحكة عالية…..قبل ان يصمت فجأة ليدق المكتب بيده بقوة هاتفا بصوت عالى جاد: لا مش بهزر…….
من جديد تبدلت ملامح ناهد ….ولكن في هذه المرة ظهر الخوف على محياها من جراء تلك الصدمة العنيفة المقترنة بصوته الجهوري…….فتمتمت بنبرة مرتعشة: انت …..انت تقصد ايه؟؟
عاد ادم بجسد الى الوراء قبل ان يقول: اقصد ان مش ادم الفيومي اللى واحده ست تكسره وتجيب مناخيره الارض……
ابتلعت ناهد ريقها في صعوبة قبل ان تتمتم: انا……انا مش فاهمة
ادم متابعا: اوعي يكون خيالك صورلك للحظة اني ممكن اتهاون في حقي……….عاد بجسده الى الامام متابعا وهو ينظر بعيناها: مش ادم الفيومي الي يسيب تاره يا……..تابع بتهكم: يا حرمنا المصون
ناهد بحده متوترة: انا…….انا مش عارفة انت ….انت بتتكلم على ايه؟؟
ادم عائدا بظهره من جديد ومتمتما بأسف مصطنع: تؤ تؤ تؤ…..ماكنتش اعرف ان ذاكرتك ضعيفة اوي للدرجة دي يابطة
وهنا تغيرت ملامح وجهه الى الغضب والشماته: نسيتي اللي عملتيه بعد ما اتحاصرت بالديون ودخلت السجن؟؟
زادت ملامح التوتر والخوف فوق محياها ليتابع هو : لو ناسية افكرك……انتي ببساطة جدا طلبتي مني الطلاق….حتى الدهب والماس اللي انا جبتهولك بنفسي واللي اهلك حتى ماكنوش يحلموا يلبسوه….بخلتي عليا بيه….بخلتى حتى عن انك تقوميلي محامي يدافع عني……لقيتيني اترميت في السجن….والعز اللي كنتى عايشة فيه راح …….وتحويشة العمر اللي كوشتيها من ورايا ممكن تروح منك…قلتي اخلع انا بقى قبل ما ادخل صفقة خسرانة……
ناهد بتوتر: بس …بس انت طلقتني و……وما….
ناهد بتوتر: بس …بس انت طلقتني و……وما….
ادم مقاطعا: طلقتك علشان حسيت ان واحده زيك ماتلزمنيش…..طلقتك علشان اخلص من العار اللي ممكن احس بيه كل ما افتكر انك في يوم من الايام كنتى مراتي……حاولت اني اخلى النهاية على ايدي…..علشان افضل انا في المركز الاقوي……علشان اللي زيك المفروض يفضل طول عمره تحت
اتسعت عينا ناهد في شده……قبل ان تتجمع الدموع بهما لتتمتم: انا مش مصدقة……يعني الموضوع كله كان تخطيط منك…….
ادم بابتسامة ساخرة :ماحتجتش اني ابذل اي مجهود …..اصل اللي زيك سيرة الفلوس بتعميهم وبتخليهم ينسوا نفسهم والدنيا من حواليهم………….انا عملت كده علشان انتقم لنفسي ولكرامتي……وقبل ما يكون ده هو السبب ففي المقام الاول انا عملت كده علشان انا حاسس ان واحده زيك ماتستحقش يكون ليها زوج واولاد……..اتسعت ابتسامته الساخرة قبل ان يتمتم بتشفي واضح: حاولي بقى ترجعي لجوزك الغلبان اللي سبتيه واتخليتي عنه في
محنته…….حاولي ترجعي ابنك اللي اتنازلتي عن حضانته ورمتيه ورا ضهرك………وشوفي ان كانوا هيقبلوكي من تاني ولا لا…..ولو حصلت معجزة وعرفتي ترجعيلهم من جديد……تأكدي انك هتبعدي عنهم تاني ادام اي حد يشاورلك بشوية فلوس……….عاد بجسده الى الامام ليتمتم بتشفي ضاغضا على حروفه : علشان الواطي هيفضل طول عمره واطي
وهنا هبت ناهد من فوق مقعدها لترفع يدها عاليا …..لتفاجأ بتلك القبضة الفولاذية تمسك بمعصمها بشده……..قبل ان يهب ادم واقفا ليقابل وجهها بوجهه ويتمتم بمقت واضح: هنا ف مكتبي انا بس اللي من حقي ارفع ايدي على وش اي واحد تصرفه مايعجنيش…….تابع محركا رأسه ان لا : لكن مش واحده حقيرة زيك هي اللي تمد ايدها عليا
ظلت محدقة في وجهه برعب قبل ان تنهمر من عيناها تلك الدموع المريرة……في حين تابع هو بنفس النبرة : اول مرة اعرف ان اللي زيك يتنزل دموعهم…بس وليه لا ما التماسيح دموعها بتنزل بعد ما بتاكل فريستها……….بس تأكدي يا ناهد ان من هنا ورايح هتكوني دايما انتي الفريسة………وده وعد مني
وهنا اخفض يدها بحده ………لتتدخل بعدها السكرتيرة هاتفة: استاذ ادم……المدام بتاعة حضرتك اتصلت وبتقول انك مابتردش على اتصالتها
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليهتف ناظرا الى ناهد التي كسا وجهها الذهول: اصلي…عامله على الصامت……قوليلها اني هكلمها دلوقتي
السكرتيرة وهي تخرج: حاضر يا فندم
الا انه اوقفها هاتفا: استني………
عادت السكرتيرة لتنظر اليه ليتمتم هو ناظرا الى ناهد: خدي المدام في ايدك
وهنا اتسعت عينا ناهد اكثر فهتفت في حده: ورحمة امي لا ادفعك تمن المقلب ده غالي اوي يا ادم ………انت ماتعرفش انا……….( وهنا تفاجأت بقبضة السكرتيرة على كتفها هاتفة: يالا يا مدام)….تابعت وهي تسحب كتفها من تحت يدها: اوعي كده…….انا مش همشي من هنا غير لما اقول………….
قاطعها ادم بغضب جارف: اطلبي الامن يا لمياء
وهنا ظلت ناهد محدقة في وجهه بدهشة بينما ركضت لمياء الى الخارج………ثم ما لبث ان عادت برجلين ذو جثة ضخمة……..اسرعوا ناحيتها ليجروها جرا الى الخارج……خرجت معهم رغما عنها….فساقاها لم تعد قادرتان على حملها….بل ظلت محدقة فيما حولها وقد عقد لسانها تماما من هول ما تراه يحدث لها…….
**********************************
في منزلها وامام فراش فاروق كانت سلمى جالسة تبكي بشده……
فاروق بخفوت: خلاص يا سلمى…..ماتعمليش في نفسك كده ……انا كويس اهو ادامك
سلمى من بين بكاءها: ازاي بس يا بابا……..بقى كل ده يحصل وماتقوليش ؟؟……هو انا مش بنتك برضه؟؟
فاروق: يا حبيبتي ما علشان انتي بنتي ماقولتلكيش….لو كنت قلتلك كنتى هتسيبي اللي وراكي واللي ادامك وتيجي…….وانا برضه يهمني مستقبلك……اخفض رأسه في حزن قبل ان يتمتم : مش كفاية قصرت في حقك لما احتجتيني……كمان هبعدك عن تحقيق اللي انتي عايزاه…..؟؟
سلمى وهي تنتقل للجلوس بجواره: يا بابا فداك اي حاجة في الدنيا……..انا معنديش اهم منك
رفع فاروق عيناه الدامعتان اليها قبل ان يتمتم: سامحيني يا بنتي…..سامحيني على تقصيري في حقك……انا وعدت امك اني اخد بالي منك واشيلك في عنيا……اخفض عيناه متابعا بحزن: بس للاسف ماكنتش قد المسئولية اللي ائتمنتني عليها……
سلمى وهي تضع يدها على كتفه: يا بابا انت اديتني كتير……وانا عارفة انك علطول كنت بتخاف عليا……واللي حصل منك كان تأثير بس مش اكتر……تابعت وهي تنظر امامها بشرود: والله ينتقم من اللي كان السبب
فاروق وقد مد يده ليمسك بيدها: انتي كل مدي مابتخليني فخور بيكي اكتر….وانا متأكد ان امك لو كانت عايشة كانت فرحت بيكي اوي…….
سلمى بخفوت: ربنا يرحمها……ثم عادت لتتابع بلهجة حاولت بها ان تبدو مرحة: خلاص بقى كفاية كلام لغاية كده…….وخليني اقوم احضر الاكل…….عندكو ايه بقى يتعمل؟؟
كريم بسرعة: انا هنزل اشتري كل حاجة انتي عايزاها
سلمى رافعة رأسها الى كريم: تصدق نسيت انك هنا يا استاذ………..تابعت بلهجة مرحة: طب يالا بقى علشان هتنزل تجيبلي لستة طلبات قدد كده……تابعت وهي تنظر الى والدها: انا هسيبك ترتاح شوية يا بابا…..وهصحيك على الغدا……يالا يا كريم
ركض كريم الى الباب ..لتتبعه سلمى ……فتخرج وتغلق الباب وراءها تاركة فاروق يتمتم: ربنا مايحرمني منكم يارب
************************
في الصباح التالي……دخل سيف في خطوات سريعة الى احد المكاتب …….ليتجه الى احدى الشماعات فيلتقط من فوقها البالطو الابيض………في حين دخل حسن بدوره وما ان رأه
حسن بفزع : ايه ده؟؟……….سيف ؟؟.انت ايه اللي جابك المستشفى؟؟
سيف وقد انتهى من ارتداء البالطو واتجه الى الباب : ورايا عملية مع الدكتور سيد……
حسن وهو يمسك به: يابني انت مش قلتلي انك هترتاح بتاع اسبوع في البيت
سيف: غيرت رأيي……..وبعدين مانا كويس اهو ادامك…….عن اذنك بقى
وهنا تملص سيف من بين يد حسن ليذهب في خطوات مسرعة الى مكتب دكتور سيد……
سيف وهو يدخل: السلام عليكم
سيد رافعا عيناه اليه: ايه ده؟؟…..سيف؟؟….انا مش قلتلك ارتاح وماتجيش المستشفى لغاية لما اشوفلك موضوع النقابة ده
سيف بسرعة: مش قادر يا دكتور…….حاسس ان القاعده في البيت بتخنقني…..انا مش عايز اتحط على الرف لمجرد اني تعبان……..انا لازم اشتغل زي ما اتعودت دايما
سيد: بس يا سيف العملية اللي احنا داخلينها صعبة ومحتاجة قلب جامد……وانت…
وهنا قاطعه سيف هاتفا: انا قدها يا دكتور…….ارجوك ماتحرمنيش من اني اشتغل واطلع الطاقة اللي جوايا
مط سيد شفتيه متمتما : براحتك…….وهنا دخلت الممرضه المكتب وهي تقول: الاوضة جاهزة يا دكتور والمريض متبنج…..
سيد وهو يقوم: استعنا بالله ……ثم تابع وهو يخرج من الحجرة : يالا يا دكتور سيف…..
سيف وهو يقوم ويتبعه: حاضر…….
***********************************
في منزلها كانت غارقة في نوم عميق………عندما استيقظت على صوت هاتفها……التقطته من فوق المنضده لتضعه على اذنها وتتمتم بصوت نائم: الو
صوت ذكوري: ايوة يا مدام سلمى……..انا مسعود
سلمى بتعجب: مسعود مين.؟؟………وهنا اتسعت عيناها قبل ان تقوم لتجلس هاتفة: اه يا استاذ مسعود……انا اسفة جدا …..ماكنتش مركزة بس
مسعود بسرعة: ولا يهمك يا مدام……..انا متصل اقولك اخبار حلوة
سلمى بلهفة: خير؟؟
مسعود بابتسامة واسعة: انا في اديا دلوقتي شيك بنص مليون جنية…….قيمة المؤخر بتاعك
وهنا هبت سلمى من فوق فراشها لتهتف: ايه ده؟؟…..هو دفع؟؟
مسعود: ايوة الحمد لله……..ده قضايا كتير بتطول بسبب التأخير في سداد المؤخر……بس الحمد لله ….قدرنا ناخدلك حقك
سلمى بسعده غامرة: بس …..بس ازاي ….ده كان متعسر في السداد و…..
مسعود مقاطعا: لا تقريبا لقى حل لمشاكله…..المهم اقدر اقابل حضرتك فين دلوقتي ؟؟
سلمى : اه للاسف انا في الاسكندرية دلوقتي عند والدي
مسعود بسرعة: بس انا لازم اقابل حضرتك النهاردة……لأني مسافر بكرة
سلمى بتوتر: طيب…..مممممم….ماشي…..هاجي النهارده ان شاء الله…….مسافة الطريق بس…..
مسعود: طيب اول ما حضرتك توصلي ياريت تتصلي بيا علشان احتمال كبير ماكونش في المكتب
سلمى بسرعة: حاضر يا استاذ مسعود………ثم تابعت بامتنان: وانا بشكر حضرتك جدا على تعبك معايا في قضيتي…..
مسعود بسرعة: ده واجبي يا مدام سلمى
سلمى: ربنا يخليك…..لو تسمح حضرتك هروح اجهز نفسي للسفر
مسعود: ايوة طبعا……مع السلامة
سلمى: مع السلامة
اغلقت سلمى هاتفها لتتعالى فوق شفتيها ابتسامة واسعة قبل ان تفتح باب غرفتها لتركض الى الخارج……لاخبار ابيها بضرورة سفرها ولشرح الامر بالكامل له
**************************
في حجرة العمليات التفت الجميع حول هذا الجسد الممدد والتي ظهرت احشاءه بوضوح……..هذه الدماء الكثيرة …..وهذا القلب الدامي الذي يتحرك صعودا وهبوطا عند كل نبضه……كان مشهده كفيلا بأن تسير قشعريرة بارده في
اوصال سيف………هل هو العضو الذي يتألم بداخله؟؟……..هل يبدو قلبه بتلك الحال الان؟؟…..لا بالتأكيد هو في حالة اسوأ…….لأنه باختصار قلب مريض……بل متهالك………مرت لحظات عليه استطاع فيها ان يبدو قويا امام تلك المعركة الدامية……وقد نجح حقا في ذلك…..وهذا في الظاهر اما في نفسه فهو يلعن عناده الذي اقحمه في عملية كهذه………دماء ……احشاء….قلب ينزف……اطباء يتحدثون بالكلام والاشارات……تتجمع قطرات العرق فوق جبينه…….يتقطع نفسه …….تزوغ عيناه …………..و
-امسح يا دكتور
رفع سيف عيناه الدامعتان الزائغتان الى دكتور سيد…………قبل ان يغلقهما ويترنح بقوة ليسقط ارضا فاقد لوعيه……
يتبع……….
- بقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية هل من امان في بحور الاحزان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)