رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الرابع 4 بقلم سارة الخولي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الرابع 4 بقلم سارة الخولي
البارت الرابع
الحلقة 4
فتحت نهلة عيناها بتثاقل شديد…….نظرت الي ساعة يدها………انها السادسة والنصف…….لقد اقترب موعد ذهابها الى المدرسة………ولكنها تكاد لا تشعر بجسدها المنهك……..وبينما هي تحاول نفض هذا الشعور بالكسل عنها……..اذا بطرقات خفيفة فوق باب غرفتها…….
نهلة بصوت نائم: ادخل
دخل سيف وهو يقول بلهجة مرحة: صباح الخير يا ماما……يالا بقي قومي……..انا حضرتلك الفطار
نهلة بتعجب: وجبت الاكل منين؟؟
سيف وهو يجلس على طرف سريرها: عادي……..فيه محل فوق وطعمية تحت البيت علطول…….نزلت اشتريت من الفلوس اللي كانت معايا
نهلة: انهي فلوس؟؟………اللي اديتهالك ولا بابا هو اللي كان مديهالك؟؟
سيف: لا دي فلوسك
اطلقت نهلة تنهيده بعد ان اطمأنت على مصدر النقود
نهلة: طيب اسبقني وانا هقوم
سيف وهو يزيح الغطاء من فوق جسدها ويجذب يدها: لا قومي يالا ودلوقتي………
قامت نهلة ……..واتجهت الى دورة المياه لتغتسل…….وما ان خرجت حتى وجدت سيف جالسا علي مائده الطعام منتظرا خروجها….
نهلة وهي تجلس وتنظر الى الطعام: شاطر والله يا سيف….ده انا كنت هموت من الجوع
سيف بسرعة: بعد الشر عنك يا ماما
رمقته نهلة بنظرة حانية قبل ان تتجمد ملامح وجهها وتشيح بنظرها عنه…..
سيف: مالك يا ماما؟؟
لم تجبه والدته …..في حين بدأت تناول طعامها
سيف: انتي لسه زعلانة مني ؟
نهلة وهي تتفحصه: انت شايف انك ماغلطش لما شتمت واحد اكبر منك؟؟
سيف بغضب: يا ماما ما هو اللي.(قاطعته نهلة وهي تهتف : مهما عمل يا سيف…..مايصحش تشتم حد اكبر منك…….مش دي الاخلاق اللي انا علمتهالك
سيف وهو ينظر للاسفل: يا ماما مانا اتضايقت جدا لما لاقيته بيزعقلك
نهلة: يبقي تكتم ضيقك …….وسيبني انا اتصرف معاه…….وبلاش تطلع برة اطار التربية اللي اتربيت عليها لمجرد ان فيه ظرف حصل
سيف بأسف: خلاص ……انا اسف
رمقته نهلة مرة اخرى ومن جديد بدأت تتناول طعامها
سيف: خلاص بقى يا ماما..ماتزعليش مني
وايضا لم تجبه نهلة
سيف: طب انشالله اموت لو ماسمحتنيش
نهلة بسرعة: بعد الشر عليك يا سيف….ماتقولش كده عن نفسك
سيف برجاء: يعني خلاص مسامحاني؟؟
نهلة بحزم: خلاص…….بس اوعي اسمع منك اي لفظ من اللي سمعتهم منك امبارح……الولد المؤدب مايشتمش ومايضربش…..ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ……..ولا نسيت الكلام ده
سيف وقد شعر بالذنب: حاضر……انا اسف…….وبعد كده هحاول اكتم غيظي
نهلة برضا: اهو كده تبقى ابني حبيبي المتربي ……مانا مش معقول اعلم العيال الادب في مدرستي ويبقي ابني بيشتم
سيف: خلاص…….انا اسف بقي
نهلة بابتسامة: خلاص يا حبيبي………يالا بقى علشان تلحق مدرستك
سيف وهو يقوم: حاضر…….وحضرتك هتروحي ولا لا؟؟
نهلة وهي تنظر حولها: اه هروح امال هقعد هنا اعمل ايه؟؟
سيف: طب خلاص…..انا هعدي عليكي نروح مع بعض
نهلة : لا مش لازم…..تعالى على البيت علطول……
سيف: طيب انا مش معايا نسخة من مفتاح الشقة……لازم اعدي عليكي
نهلة: ايوة صحيح……طيب خلاص تبقى تعدي عليا
سيف: ماشي يا ماما …….انا همشي بقى…….وماتتأخريش,…………
نهلة: استني اعمللك سندويتشات
سيف: لا انا عملت لنفسي………يالا مع السلامة
قامت نهلة وودعته الى باب الشقة وهي تقبله وتقول: خد بالك من نفسك يا حبيبي…..
سيف وهو يقبلها بدوره : حاضر………مع السلامة
خرج سيف تاركا نهلة وراءه تتمتم: ربنا يحفظك يا حبيبي……
ثم نظرت الى الشقة الكئيبة……..لا تشعر فيها بالالفة ……فهي لم تسبق ان عاشت بها…….اذ انها كانت تعيش مع والداها في شقة مستأجرة بمنطقه شعبية…….وعندما اتمت هي الثامنة عشر تقدم لها الشخص الوحيد الذي احبته……..كان فارس احلامها وحب عمرها……..حسين…..تقدم طالما يدها…….فرفضه والده لان ظروفه المادية لا تسمح بأن يسكنها في شقة منفصلة……..ولكنها اصرت عليه……وتحدثت مع والدها كثيرا …ولأنه كان يحب ابنته كثيرا فوافق قائلا……(اهم شئ سعادتها)…….ولكن هذا الامر لم يرق لاخيها خالد…..اذ انه كان يكن العداء لزوجها بدون سبب وجيه…….وبعد كثير من المشاكل تزوجت نهلة من حسين ……وسافرت معه الى القاهرة لتعيش معه في شقة العائلة مع امه وشقيقته……ذاقت الامرين من معاملتهما ……ولكنها لم تغضب عليهما يوما ولم ترد اساءتهم بالاساءة…..بل كانت تعاملهم بالحسنى…….حتي بدأت والدته تتغير شيئا فشيئا …….وقربت منها واصبحت تحبها اكثر من ابنتها…….وهذا ما كان يضايق شقيقة حسين كثيرا….فظلت لا تحب نهلة ولا تبادلها الاحاديث…….وايضا لم تقابل نهلة هذه المعاملة بمثلها….تحملت الى اقص درجة………وفي هذا الوقت كان خالد قد ازدهر بتجارته…..فتزوج واشترى شقة ليسكن بها مع زوجته……واحضر والديه ليعيشا معه في نفس الشقة……الا ان زوجته كانت تكره هذا الوضع..فاصبحت تبخ سمها في اذن خالد ..حتى تغير على والديه ……..واخيرا اقنعته ان يشتري شقة فخمة وراقية ويبيع هذه الشقة وليذهب والداه لعيشا في شقة ايجار من جديد……..رفض خالد…..فمازالت مشاعر الابن البار بداخله…….فأحضر شقة فخمة لزوجته ….وترك الشقة لوالده وورالدته ليعيشا بها…..مرت سنة وماتت والدته……وتبعها زوجها الذي كان يحبها كثيرا بعدها بشهرين…..ومنذ هذا الوقت ظلت الشقة خالية………لا تتذكر نهلة انها حضرت اليها لزيارة والديها الا ثلاث مرات فقط……وبعدها توفيا…….حاول خالد بيعها ولكنه لم يجد من يدفع بها الكثير…….ففضل ان تظل معه على ان يتلقى في مقابلها مبلغها بخسا….
بعد انتهاء سرد شريط الذكريات تمتمت نهلة في حزن: الله يرحمك يا ماما انتي وبابا……كنتوا احن اب وام في الدنيا…..
من جديد نظرت نهلة الى الشقة التي كـست الاتربه كل جزء منها…..ثم تابعت: انا ماليش نفس انضف اي حاجة دلوقتي…..وبعدين انضف ليه اصلا…..ده هما كلهم كام يوم….
دخلت نهلة الى غرفتها ……والقت بجسدها المنهك فوق الفراش……على امل ان تستيقظ قبل ميعاد الحصة الخامسة……..
***************************
فتحت سلمى عيناها بتثاقل شديد…..نظرت الى ساعة الحائط……انها السابعة والربع……
هبت سلمى من فوق فراشها وهي تهتف: ايه ده؟؟……..ماما سايباني نايمة لغاية دلوقتي؟؟
ولكنها مالبث ان تذكرت سفر والدتها…….فكـسا الحزن وجهها…..ولكنها وبسرعة خرجت من غرفتها ………لتجد والدها واقفا بصالة المنزل يربط رباطة عنقه
سلمى وهي تزيح شعرها لترجعه خلف اذنها: بابا……..حضرتك ماصحتنيش ليه؟؟……
والد سلمى بسرعة وهو يلتقط الحذاء لارتداءه: معلش يا سلمى………..انا مستعجل جدا……..نسيت اصحيكي
سلمى: طيب حضرتك حضرتلي فطار؟؟
والد سلمى وقد قام وفتح باب الشقة: عندك كل حاجة في المطبخ……اعملي لنفسك…..معلش علشان انا اتأخرت على شغلي
سلمى: طب بابا حضرتك هتجيبني من المدرسة ولا ايه؟؟
فاروق : هشوف
سلمى : يعني استني ولا……….(ولكن لم يمهلها فاروق فرصة لاتمام جملتها….اذ انه سرعان ما خرج واغلق الباب وراءه.)
تجمعت الدموع في عينا سلمى…….لكم تفتقد والدتها التي كانت توقظها بكل حب في موعدها…….لتجد افطارها محضرا وكيس السندويتشات جاهزا وموضوعا في حقيبتها……..ولكنها تنبهت فجأة لتمسح دموعها ….وتركض الي دورة المياه لتغتسل وتستعد للذهاب الى المدرسة
ماهي الا دقائق….كانت سلمى علي اتم استعداد لمغادرة المنزل……
*************************
وصلت سلمى الى فصلها متأخرة …….وما ان دخلت والقت التحية عليهم
استاذ عطية : ايه يا سلمى؟؟……اتأخرتي ليه النهاردة؟؟
سلمى برجاء: انا اسفة يا استاذ والله…….صحيت متأخر و……..
استاذ عطية مقاطعا: خلاص يا سلمى……لولا انك بنت شاطرة ومؤدبة…… كنت ذنبتك زي زميلاتك المتأخرين….بس معلش سماح المرة دي
نظرت سلمى الى الواقفات علي الحائط بسبب التأخير …..وهي تتمتم: طيب وهما…..
نظر عطية اليهم وقد ادرك ان سلمى لن تدخل الا اذا ادخلهم هم ايضا ……..فأطلق تنهيده قبل ان يقول: ادخلوا…..بس اخر مرة التأخير……فاهمين؟؟
دخل الجميع وهم ينظرون الى سلمى نظرة امتنان…….الا فتاة واحده كان يتملكها الحقد والغيظ……
مر اليوم الدراسي سريعا……..وفي نهايته ……وبينما كانت الفتيات ينتظرن دخول مدرستهم المحبوبة ورائده فصلهم نهلة…….اذا بمدرسة اخرى تدخل وهي تقول: السلام عليكم……قيام
وقف الجميع…..
المعلمة( حسناء)……: بصوا بقى دي حصة احتياطي وفي اخر اليوم……يعني مش عايزة شقاوة ولا وجع دماغ……اللي عايز يعمل اي حاجة يعملها من سكات
واحده من الفتيات وهي ترفع يدها: ابلة ابلة…….ممكن اكل؟؟
حسناء: تاكلي ايه؟؟
الفتاة: السندويتشات بتاعتي….
حسناء: مممممممم…….ماشي…….بس بالراحة علشان ماتزوريش
ضحكت جميع الفتيات الا سلمى التي نظرت حولها قبل ان ترفع يدها قائلة: لو سمحتي يا ابلة……
حسناء: ايوة يا بطة؟؟
سلمى بقلق: هي ابلة نهلة فين؟؟
حسناء: عندها ظروف وماجتش…….اقعدي
جلست سلمى وهي تشعر بالحزن الشديد لغياب معلمتها المفضلة نهلة
وما هي الا دقائق حتي سمع الجميع طرقات فوق الباب..ويتبعها دخول احد المعلمين ممسكا بمجموعة اوراق
حسناء وهي تقوم وتشير للفتيات: قيام…….
وقف الجميع…..
حسناء : جلوس…………(ثم التفتت الي المعلم وهي تقول: اهلا يا استاذ رأفت)
رأفت بلا مبالاة وهو يعطيها الاوراق: اهلا بيكي……دي شهادات الفصل فيها نتايج امتحانات شهر مارس……وزعيهم علي البنات دلوقتي
حسناء وهي تتناول الشهادات : حاضر
خرج المدرس …….في حين وقفت حسناء في منتصف الفصل وهي تقول: اقعدوا بقى وخلوني اوزع عليكوا الشهادات يا بلاوي………تلاقيكوا كلكم ساقطين بلا خيبة
تداخلت الاصوات الكثيرة للفتيات بين: بلاش توزعيها يا ابلة…….؛ ومش عايزنها؛…وماتقوليش دراجتنا بصوت عالي
صاحت حسناء: بس………اخرسوا بقى……..انا هوزع وانتوا تتكتموا خالص
وبدأت حسناء تنادي علي اسماء الفتيات وتعطيهم شهاداتهم
وما ان اتت الى شهاده سلمى حتى هتفت : ايه ده؟؟……مين سلمى فاروق الطوخي؟
سلمى وهي ترفع يدها: انا يا ابلة
حسناء وهي تنظر الى شهادتها: ما شاء الله عليكي يا حبيبتي…….الدرجة النهائية في كل المواد……..وطالعة الاولى علي المدرسة
هتفت سلمى بسعاده بفرحة غامرة: بجد يا ابلة؟؟
حسناء وهي تعطيها شهادتها ..: ايوة يا حبيبتي……اهي شهادتك
نظرت سلمى الي الشهاده وهي غير مصدقة …………..لطالما تمنت ان تكون الاولى…….فهي دائما تبعد عن المرتبة الاولى بمقدار الدرجة او الدرجتين……وتكون الثالثة او الرابعة………كان حلم والدتها ان تكون الاولى يوما……….وها هو قد تحقق………وطالما استطاعت تحقيق هذه النتيجة في امتحان شهر اذا لا تستبعد تحقيق هذه النتيجة ايضا في امتحانات اخر السنة
قامت صديقات سلمى بتهنأتها على هذه النتيجة ……..بينما قابلت هي التهاني بابتسامة هادئة وكلمات رقيقة…………
******************
بعد انتهاء اليوم الدراسي و بداخل المدرسة وقفت امنية اسفل مبني الاولاد .تنتظر نزول شقيقها التوأم مصطفي ….وشقيقها الاكبر عمرو
وماهي الا دقائق…….حتى نزل الاثنان……..
امنية بغيظ: انتوا اتأخرتوا كده ليه ؟؟…..دي المدرسة كلها خرجت
عمرو (وهو في الصف الخامس): اصل اخوكي العبيط كان مكسوف ينزل
امنية: اشمعني يعني؟؟
عمرو: علشان ماطلعش الاول زي كل شهر…
امنية : اه ….دي الاولى كانت من فصلنا
مصطفي بغيظ: انتي تعرفيها؟؟
امنية بضيق: اه اعرفها……بس ولا بطيقها
عمرو: اشمعنى يعني؟؟
امنية: بت كده واكلة الجو……حبيبة الكل……النهارده المدرس دخلنا كلنا من التزنيبة علشان خاطر هي كانت متأخرة زينا
مصطفى بغيظ: اه لو اشوفها……ده انا اموتها
عمرو : على ايه يعني كل ده؟؟……سبحان الله بالرغم انكو توأم الا ان كل واحد فيكم في وادي…..واحد كل اللي همه يطلع الاول……والتانية يبقي كويس اصلا لو عرفت تقرأ اسمها
امنية وهي تضربه علي كتفه: طب اسكت بقى والا والله اقول لماما عليك
عمرو: طب يالا بقى انت وهي احسن المدرسة تقفل علينا
خرج الاثنان ليجدا سلمى وقد وقفت تنتظر …….
امنية وهي تلكز اخيها في ذراعه: واد يا مصطفى…….هي دي البت الاولى
مصطفى بتوعد: بقي هي دي؟؟
عمرو: حيلك بقى………انا هفرمهالك…….
وبخطوات مسرعه اتجه الثلاثة اليها
عمرو: انتي يا بت انتي
التفتت سلمى فجأة وهي تقول: انا؟؟
عمرو: اه انتي امال خيالك؟؟
سلمى بغضب: ايوة بس انا ليا اسم ……..ماسميش بت
عمرو: الله الله…..دي لمضة كمان
مصطفى بغيظ: انتي يابت انتي ايه اللي طلعك الاولى؟؟
سلمى وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: علشان ذاكرت كويس………انت زعلان ليه؟؟
عمرو وهو يزيحها: طب نزلي ايدك يا شاطرة وشوفي بتكلمي مين
سلمي وهي تزيحه بدورها وتهتف بحده: لما تعرف انت الاول بتكلم مين
عمرو ببرود: انا اعمل اللي انا عايزة
سلمى: روح العب بعيد يا شاطر
عمرو: انتي اتجننتي؟؟…..ده انا افرمك
مصطفى وهو يزيح عمر ليعود للوراء: ابعد انت شوية يا عمر…….وخليني انا اتكلم معاها
نظر مصطفى الي سلمى ليقول بتوعد: انا كنت علطول بطلع الاول………تقومي انتي يا مفعوصة تاكلي الجو مني وتطلعي الاولى وانا انقص 5 درجات………ليه يعني؟؟………..ده انا جايب النهائية في كل المواد ……الا ماده واحده ناقص فيها نص درجة
سلمى ببرود: ماتنساش ان فيه درجات على السلوك
عمرو بحده: تقصدي ايه ؟؟..ان اخويا مش مؤدب؟؟
سلمى وهي تنظر له بازدراء: انت ادرى
عمرو وهو يرمي حقيبته ارضا: طب والله لا اوريكي…..علشان تبقي تعرفي تبصي البصة دي كويس……..
وهنا انقض عمرو على سلمي………..ليمسك بشعرها الحريري الطويل ويشده بقوة…….بينما صرخت سلمى بألم وهي تقول: اااااه…سيب شعري
ولكنه جذبه بقوة اكبر ليلفه علي قبضته وهو يقول: علشان تتعلمى الادب لما تكلمي اللي اكبر منك يا شاطرة
بدأت الدموع تنزل من عينا سلمى وهي تحاول جاهده تخليص شعرها من بين قبضة عمرو…..ولكن هيهات ان تقدر……….فعمرو صبي ويتمتع ببنيان قوي……هذا الي جانب انه اكبر منها سنا……
وبينما هو يجذبها وهي تصرخ……..كان هناك شخصا يتابع الموقف من بعيد………من تراه هو؟؟……..انه سيف ……..بطلنا
كان يتجه الى بوابة المدرسة لانتظار والدته……..هو يعلم انه قد تأخر كثيرا عليها……ولكن هذا المشهد جذب انتباهه…… فتاتين مع صبيين وقد انشغل احدهم بضرب احدى الفتاتين ..
دقق سيف النظر جيدا………هل هو شجار ام مجرد لعب…….ولكنه مالبث ان سمع صراخ الفتاة……..ترك سيف دراجته وركض باتجاههم بسرعة وهو يهتف: هو فيه ايه؟؟……بتضربها ليه يالا انت
عمرو وهو يزيحه: خليك في حالك انت
امسك سيف يده بقوة وهو يقول بحزم: سيب شعرها يا غبي
عمرو وهو يتوجع من قبضة سيف المحكمة فوق يده: سيبني ياض…….انت مالك انت بينا؟؟
لم يجبه سيف بينما ظل قابضا على يده……….كانت سلمي مديرة ظهرها لهما ……منتظرة ان يفلت عمرو شعرها……..
ومازال عمرو ممسكا بشعر سلمى وسيف قابضا علي يداه…..الا ان صرخ عمرو فهو لم يعد يحتمل قسوة الضغط……..فأفلت شعر سلمى وهو يمسك يده في توجع
مصطفى بغضب : انت مالك انت بيها ؟؟………تقربلها؟؟
نظر سيف الي سلمى ولكنه مالبث ان اتسعت عيناه عن اخرهما وهو يهتف: انتي؟؟
كانت سلمى منشغلة في توضيب شعرها ………ومسح دموعها المتساقطة……ولكنها وما ان سمعت صوت سيف حتى رفعت نظرها لتقول: انت؟؟
عمرو بغضب : انتوا بتتعرفوا على بعض دلوقتي……..انت ياض كلمني انا وسيبك من البت دي
امسك سيف ياقة عمرو وهو يهتف بغضب هادر: اسمي سيف يا روح ماما…….ولو هوبت ناحيتها تاني هقطعك
كانت عينا عمرو متسعة عن اخرهما …………..ولكنه مالبث ان جمع اكبر قدر من الشجاعة …..فصرخ في وجهه وهو يحاول انتزاع يدا سيف من فوق ياقته : انت ماتعرفش انا……….( وهنا قاطعه سيف وهو يلوح بقبضته في الهواء ويهتف: اتكتم يالا لا اخنفك……..
هم عمرو بالاجابة الا ان مال عليه مصطفى وهو يهمس: خلاص يا عمرو…ثم قال وهو يتحسس قفاه: ده ضرب عيال اعدادي بيوجع اوي
سيف وهو يشد عن ياقة عمرو: اهو المحروس قالك……..يالا خده واتنيلوا امشوا من قدامي
مصطفى وهو يجذب عمرو من يده : يالا يا عمرو ..تعالى نمشي
لم يكن هذا الاقتراح بعيدا عن ذهن عمرو……..فهو ان مكث دقيقة اضافية لا يعلم كم الجروح التي يمكن ان تصيبه
سيف وهو يترك ياقته ……ويدق بيده فوق كتفه: يالا يا بابا………خد عيالك وامشي من هنا…..
رمقه عمرو بنظرة نارية…….قبل ان ينحني لالتقاط حقيبته ……..وبدون كلمة اضافية………غادر ثلاثتهم………..اما سيف فالتفت الى سلمى التي كانت صامتة طوال الوقت تشاهد هذا المشهد المسلي
سلمى بامتنان: شكرا
سيف بلهجة مرحة: ولا يهمك…….اصل انا عارف عيال ابتدائي بقي و.(ولكنه لاحظ ان سلمى لا تعير كلامه انتباها بل كانت تتلفت يمينها ويسارها…….
سيف وهو ينظر لها: انتي مستنية حد؟؟
سلمى وهي مازالت تتلفت: بابا
سيف: انتي متعرفيش تروحي لوحدك؟؟
سلمي ودون ان تنظر اليه: اعرف
سيف: طيب مستنياه ليه؟؟…..ماتروحي
سلمى بغضب: وانت مالك؟؟
سيف وهو يلوح بيده: خلاص ماتزعليش…….انتي حرة…..
التفت سيف حوله …….ثم نظر الي باب المدرسة وهو يقول: هي المدرسة لسه فيها حد؟؟
سلمى باقتضاب: ماعرفش
سيف : ممممممم…..اجابة مفيده………..ثم سرح فجأة ليفيق مجددا ويتابع: اه صح………اخبار الجرح بتاعك ايه؟؟
نظرت سلمى اليه …….فقد ذكرتها كلمته الاخيرة بالموقف الذي فعله بها عندما رأته للمرة الاولى
سيف وهو يلوح بيده امامها: انتي ……..سامعاني
سلمى بحده: اه سمعاك…….ومش عايزاك تكلمني تاني …..انت زعقت للعيال اللي ضربوني وقلتلك شكرا……خلاص بقى امشي
سيف : على فكرة بقى…….انا مش واقف معاكي………انا مستني حد هيخرج دلوقتي
سلمى: خلاص……..روح استناه بعيد…..
سيف بعناد: لا بقى انا عاجبني المكان ده
زفرت سلمى قبل ان تقول : براحتك…….اروح انا بعيد
بعدت سلمى بضعة خطوات عن سيف…….اما هو فمط شفتاه قبل ان يتمتم: يا سلام………كل ده علشان كسرتلك فازة……..امال لو كنت كسرتلك رجلك كنتي عملتي ايه
كانت سلمى تنظر الى ساعتها…..هي لا تعرف هل لابد لها ان تنتظر والدها ام لا……..فهو لم يعطيها اجابة حاسمة …ولكن فلتنتظره ……هي لا تريد ان يثور عليها والدها اذا اتي ولم يجدها
كان سيف ينتظر……ينظر الى المدرسة التي اصبحت شبه خاليه تارة …….ثم ينظر الى سلمى التي وقفت بعيدا تارة اخرى…
زفر سيف بشده وهو ينظر الى المدرسة من جديد……..وماهي الا دقائق حتى فوجئ بحارس المدرسة يخرج ويغلق الباب بالقفل……
سيف بسرعة وهو يتجه ناحيته: يا انت
الحارس: ايوة يا حبيبي
سيف: هي المدرسة فضيت كده؟؟
الحارس: ايوة امال هقفل على الناس يعني؟؟
سيف: طيب هي المدرسة بتاعة العربي…..الاستاذة نهلة ممدوح عبد الرحمن…..
قاطعه الحارس: معرفش يا سيدي….انا ماليش علاقة بالمدرسين انا يادوبك بفتح المدرسة وبقفلها……..سيبني امشي بقى
بدون كلمة اضافية ادار له الحارس ظهره ورحل………اما سيف فوضع يداه على وسطه وهو يتمتم بحنق: مانت اكيد مش فالح في حاجة تانية غير القفل والفتح……من جديد نظر حوله وتابع: ياترى انتي فين يا ماما يا مدوخاني
وبينما هو على حالته اذا به بفاجأ بسلمى وقد اتت نحوه وهي تقول بتردد: سيف
نظر لها سيف وهو يتصنع عدم المبالاة ويقول: نعم
سلمى: هو انت تعرف ابلة نهلة؟؟
سيف بلا مبالاة وهو يشير بيده : اعرفها؟؟………لا ابدا……..دي يادوب ماما بس مش حاجة تانية
سلمى ببهوت: ايه ده؟؟……ابلة نهلة تبقى مامتك
سيف: اه
سلمى: متأكد؟؟
سيف : والله هما بيقولولي كده دايما….بس مش عارف هما بيتكلموا بجد ولا بيهزروا ………ثم تابع بلهجة جاده: ايوة متأكد ان هي امي زي ما انا متأكد ان ده شعرك( قالها وهو يمسك بخصلة من شعرها)
سلمى وقد شعرت بغباء سؤالها: اصلي يعني ماكنتش مصدقة ان واحد زيك يبقى ابن ابلة نهلة
سيف بحده: ايه واحد زيي دي؟؟……….شيفاني واقف على راسي ولا ايه؟؟
سلمى والتي لم تستطع كتم ابتسامة ظهرت على وجهها الجميل: لا انت واقف على رجلك…….بس يعني اصل ابلة نهلة انا بحبها اوي
سيف : انتي تعرفيها
سلمى بحماس: ايوة دي رائده فصلنا …….ثم تابعت بأسف: بس هي ماجتش النهارده
سيف : ايه؟؟……..ليه؟؟……قصدي امتي؟؟……يوووووووووه……
سلمى وهي تنظر اليه : عادي يعني………مدرسة وغايبة…….بس انا مابحبهاش تغيب
سيف وقد بدا عليه القلق: ياترى ماجتش ليه؟؟……دي قالت انها هتيجي
وبدون كلمة اضافية اتجه سيف الى دراجته……ليوقفها ويستقلها
سلمى: انت هتروح
سيف وهو منشغل في ضبط وضع دراجته: ايوة …….وانتي لازم تروحي…..(ثم تابع وهو ينظر حوله: : كل المدرسة روحت….)
سلمى وهي تشعر ان كلامه منطقي……..فاجابت: ماشي هروح……….سلم علي ابلة نهلة…….وقولها ……..
تابع سيف: سلمى بتسلم عليكي…..حاضر
سلمى بذهول :انت عرفت اسمي منين؟؟
سيف: من باباكي المرة اللي فاتت……….تحبي اوصلك
سلمى: انت ساكن فين؟؟
سيف: عند ……….
سلمى وهي تصفق بحماس: انا برضه ساكنة هناك
سيف: طيب كويس………تعالي اوصلك
استقلت سلمى الدراجة وراء سيف…….لينطلقا في طريقهم……..الي المنزل
***********************
في منزلها كانت غارقة في نوم عميق……وفجأة فتحت عيناها بتثاقل شديد …….لتتسع عيناها عن اخرهما ………فتهم بالجلوس وهي تنظر الى ساعتها……وتصطدم بأن الساعة تصل الى الثالثة الا الربع………….هبت فجأة ممن فوق فراشها وهي تهتف: يالهوي………كل ده نمته..؟؟……….سيف؟؟……
نظرت الى الساعة من جديد وهي تقول: خلاص بقى لو مالاقينيش هيرجع علطول……
وبسرعة ارتدت نهلة ملابسها…..ونزلت لتحضر بعض الطعام الجاهز لها ولابنها……
****************
كانت سلمى مستقلة الدراجة وراء سيف……..عندما هتفت فجاة: خلاص هنا
نظر سيف حوله للحظات قبل ان يقول: انتي بيتك هنا؟؟
سلمى وهي تشير الي العمارة التي امامهم مباشرة: اه انا ساكنة هنا
سيف بسعاده غامرة لا يعلم سببها: هنا..؟؟
سلمى : ايوة ….فيها ايه؟؟
سيف بابتسامة واسعة: فيها اني انا كمان ساكن هنا
سلمى : بجد؟؟……يعني ابلة نهلة كانت ساكنة معايا وماكنتش اعرف؟؟
سيف: لا …احنا لسه جايين امبارح بس
سلمى : طيب انا عايزة اسلم على ابلة نهلة
سيف:بس كده؟؟……….تعالي يا ستي
ركن سيف دراجته وقام بسلسلتها…….وصعد مع سلمى الى الاعلى
وعلى الدرج
سيف: انا لغاية دوقتي مش مصدق اننا طلعنا في عمارة واحده……….انتي في الدور الكام؟
سلمى وهي تقف امام احدى الشقق: هنا …في التاني؟؟
سيف: انا في الرابع بقى……..يالا
سلمى وهي تنظر الى باب الشقة بقلق: انا خايفة لا يكون بابا رجع من الشغل ومستنيني
سيف: هو بيرجع امتى؟؟
سلمى: معرفش كام بالظبط……
سيف: طيب خبطي كده
طرقت سلمى الباب مرة واثنان وثلاثة وما من رد
سيف: شفتي اهو مش جوة……تعالي بقى
همت سلمى بالصعود الا انها تراجعت وهي تقول: لا …..لما بابا يجي استأذنه…..
سيف: ليه يعني؟؟…..انتي طالعة لمدرستك..فيها ايه؟؟
سلمى بقلق ممزوج بالخوف : بابا لو رجع ومالاقنيش هيزعل مني
شعر سيف بالشفقة على حالها……فتمتم:خلاص اللي يريحك…….انا هطلع اشوف ماما
سلمى بسرعة: سلملي عليها عقبال ما اشوفها
سيف بابتسامة هادئة : حاضر
صعد سيف بضعة سلالم…..ولكنه لا يعلم لماذا عاد لينظر الى سلمى مرة اخرى………كانت بريئة ……..جميلة……..رقيقة كالزهرة……..يشعر انها تجذبه كثيرا…..ولكن سلمى لم تنتبه اليه…….جلست على احد الادارج …..قامت بتسوية شعرها بيديها الرقيقتين …..ثم وضعته جانبا وهي مازالت تمشطه باصابعها…….ابتسم سيف لهذا المشهد ……ثم من جديد واصل الصعود
*******************
بينما كانت نهلة منهمكة في رص الطعام فوق المائده اذا بطرقات فوق الباب………ذهبت لتفتح ….لتجد سيف امامها مباشرة
سيف وهو يطبع قبلة فوق وجنتها: سلامو عليكو …..ازيك يا ماما
نهلة بحنان: ازيك يا حبيبي…..يالا ادخل علشان تغير وتتشطف وتاكل
سيف متصنعا الغضب: انتي ليه ماجتيش المدرسة
نهلة: معلش بقى يا حبيي ….راحت عليا نومة
سيف : اهم حاجة في الدنيا صحتك يا ماما
نهلة بمرح: مش وقت حب ده يالا علشان انا واقعة من الجوع
سيف: حاضر
دخل سيف حجرته……وبدأ في تغيير ملابسه….وقعت عيناه على حقيبته الاخرى…….فاتجه ناحيتها .واخرج منها كيسا كان قد نسيه بالداخل……..نظر الى حطام الزهرية بداخله…..وقرر ان يقوم باصلاحها………ولكن ما من لاصق الان……..حسنا.سيشتري واحدا ويلصقها…….لا يعلم لماذا قام بجمع الحطام…….فهو لم يعتاد على اصلاح شيئ من قبل…..اذا تعطل شئ يلقيه بالقمامة فورا……..لماذا هذه الزهرية بالذات مصر على اصلاحها……هل لأنها ليست ملكه.؟؟……ام لانه هو السبب في كسرها…….ام لأن صاحبة الزهرية هي سلمى؟؟…….استوقفه السؤال الاخير……فكر فيه كثيرا…..وبينما هو يفكر اذا بصوت والدته : سيف………..يالا يا بابا علشان ناكل
سيف بصوت عالي: حاضر يا ماما…………..ثم نظر الي الحطام من جديد وتمتم: لا …..انا هصلحها علشان اللي كسر لحد حاجة لازم يصلحهاله برضه……..انا اتعلمت كده……
ضم سيف الكيس من جديد ووضعه في حقيبته….وذهب الي والدته لتناول طعام الغداء
********************
خرج سيف ليجد والدته جالسة وفي انتظاره……….فجلس وكان يبدو عليه التوتر…….
نهلة: مالك يا سيف.؟؟
سيف بتردد: تعرفي واحده في المدرسة اسمها سلمى
نهلة: انا اعرف كذا سلمى……انهي واحدة؟؟
سيف: الفصل اللي انتي الرائده فيه………بنت شعرها طويل اوي و…..ثم تابع بتردد بعد ان ابتلع ريقه : وحلوة كده
نهلة بسرعة : سلمى فاروق؟؟
سيف: معرفش
نهلة: لو الفصل اللي انا الرائده فيه تبقى سلمى فاروق……….دي البنت دي بحبها اوي…..اشطر بنت عندي …..بس انت بتسأل ليه؟؟
سيف: تعرفي انها ساكنة معانا؟؟
نهلة: معانا فين؟؟
سيف: هنا في نفس العمارة………بس في الدور التاني
نهلة بسرعة: انت بتتكلم بجد؟
سيف : ايوة ( وقص عليها سيف كل ما حدث بينه وبين سلمى منذ ان صدمها بالعجلة وحتى وصوله للمنزل معها وانتظارها بالخارج….ولكه بالطبع لم يذكر لها امر الشجار الذي حدث بينه وبين عمرو ومصطفى)
وبعد ان انتهي
نهلة: معقولة؟؟……..طيب وانت ازاي تسيبها واقفة على السلم لوحدها؟؟؟
سيف بسرعة: انا قلتلها تطلع……..بس هي مارضيتش……خافت باباها يجي ومايلاقيهاش
نهلة باشفاق: يا حبيبتي…….طب كل انت وانا هنزللها
سيف بسرعة وهو يقوم: هنزل معاكي
نهلة وهي تضيق عيناها: مانت لسه كنت تحت ……..هي شغلانة؟؟
سيف بتوتر: عادي يعني……….ثم تابع: اصل……اصل هي صعبانة عليا يا ماما……….ممكن انزل اديلها اكل……لو مامتها مش في الشقة يبقى اكيد مفيش اكل
نهلة: اه صحيح هي مامتها فين؟؟…..امبارح كانت مستنياها وماجتش والنهارده؟؟
سيف : معرفش…..هي مجابتش سيرتها……..انزل اسألها؟؟
نهلة : فيه ايه يا سيف؟؟……..اقعد كمل اكلك وانا هنزلها
سيف بملل: حاضر
وبالفعل جلس سيف لتناول طعامه……اما نهلة فوضعت حجابا على رأسها لتنزل الي سلمى……..ولم تعلم ان سيف كان يلحق بها لمعرفة ماذا سيحدث بينهم
……..
نزلت سلمى بعض الادراج……ولكن استوقفها صوت سلمى تتحدث مع احدهم…….نظرت من فوق لتجد سلمى واقفة مع امراءه سمراء .بدينة….في منتصف الخمسينات تقريبا…وتتبادل معها حوارا
سلمى: شكرا يا طنط والله بابا هيجيب وهو جاي
ام طارق: يا حبيبتي ماتكسفيش ايدي……..اسمعي الكلام……..انتوا اكيد ماعندكوش اكل مطبوخ
سلمى بخجل: بس يا طنط انا
قاطعتها ام طارق: ولا انا ولا انتي….امك كانت بتاخد مني الاكل وماكنتش تكسفني……خدي بقى
سلمى بخجل وهي تمد يدها لتناول صينية الطعام: حاضر……..شكرا يا طنط
وهنا نزلت نهلة وهي تقول: سلمى حبيبتي ..ازيك
نهلة بسرعة : ابلة نهلة..؟؟…….ازيك يا ابلة ..وحشتيني
نهلة: وانتي اكتر يا حبيبتي…..( ثم نظرت الى ام طارق ومدت يدها اليها مصافحة: انا نهلة…….مدرسة سلمى في الفصل)
ام طارق وهي تصافحها بدورها:اهلا وسهلا ؛ انا ام طارق جارتهم……بس انا ماشفتكيش قبل كده هنا
نهلة: في الحقيقة انا لسه جاية امبارح
ام طارق بود: اهلا وسهلا دي العمارة نورت
نهلة: ده نورك يا حبيبتي
ام طارق: وانتي عايشة لوحدك بقي؟؟
نهلة: لا معايا ابني في تالتة اعدادي
ام طارق بشرود: اه………ثم تابعت وهي تلتفت الي نهلة: ممكن اتكلم معاكي شوية؟؟
نهلة : اه طبعا تحت امرك
كانت سلمى تتابع هذا الحديث بتعجب…..ما الذي يربط بين ام طارق ونهلة لكي يكون بينهم اسرار منذ لقاءهم الاول……ولكن ماذا يعنيها هي
اخذت ام طارق نهلة جانبا وهمست: بصي يا حبيبتي………الكلام اللي هقولهولك سر بيني وبينك……..وهقوله بس علشان انا حاسة انك بتحبي سلمى
نهلة: خير يا ام طارق قلقتيني
ام طارق: الحقيقة يعني ام سلمى تعبانة……عندها بعيد عنك سرطان
وضعت نهلة يدها فوق شفتيها واطلقت شهقة مكتومة قبل ان تتمتم: لا اله الا الله
ام طارق: بس طبعا ماقالوش للمسكينة دي …..عرفوها ان امها مسافرة
نهلة باشفاق واضعة يدها علي قلبها : يا حبيبتي يابنتي
ام طارق: المهم هما مايعرفوش غيري هنا في العمارة…….وانا طبعا اللي لازم اهتم بيهم واشوف طلباتهم .يعني اكل وغسيل وكده…….بس انا طالعة عمرة عقبال عندك……..وابني الله يحفظه خلاص طلعلي الفيزا وحجزلي التذكرة…….يعني هغيب قد اسبوع كده……ياريت تاخدي انتي مكاني وتخللي بالك من سلمى دي غلبانة ووحدانيه
نهلة وقد تزاحمت الدموع بداخل عيناها: لا ماتقلقيش يا ام طارق……..دي في عنيا والله
ام طارق: تسلم عينيكي يا غالية……..انتي والله نزلتيلي من السما………انا كنت محتارة اعمل ايه في الموضوع ده…………يالا اسيبك انا بقى علشان سايبه حاجات علي النار
نهلة : اتفضلى
نزلت ام طارق…..بينما مسحت نهلة دموعها وحاولت ان تظهر بمظهر طبيعي وهي ترسم فوق شفتيها ابتسامة زائفة وتلتفت الي سلمى قائلة: سلمى حبيبتي…شفتي بقى ؟؟…طلعنا في نفس العمارة
سلمى بابتسامة واسعة: انا فرحانة اوي يا ابلة
نظرت نهلة الى سلمى بحنان……لم تعد تحتمل ان تراها بعيدة عنها…….فامسكت يدها لتقربها منها ……وبكل عطف وحنان تضمها الى صدرها لتمنحها كل مشاعر الامومة المسلوبة منها……..وبينما هي تضمها تجمعت الدموع ومن جديد بداخل عيناها……… وتمتمت: يا حبيبتي يا سلمى…………انا بحبك اوي
سلمى بسعادة: وانا بحبك اوي يا ابلة
علي بعد مترين ومن الاعلى …….كان هناك من يراقب هذا الموقف بعيون دامعة…..لايعلم سر هذه الدموع……..ولكن كل ما يعرفه….انه يرغب في البكاء الان…….
- بقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية هل من امان في بحور الاحزان)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)