روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة الخولي

 

البارت الثامن عشر

 

 

الحلقة 18

كانت سلمى تقف امام المرأة ……….للاستعداد للذهاب الى الحفل…..كان وجهها ذابلا من كثرة التفكير وقله النوم…….ولكنها حاولت تعديل الامر ببعض مساحيق التجميل الرقيقة……….
ادهم دالفا عبر الغرفة وهو يعدل من هندامه: مش يالا بينا بقى؟؟
سلمى وهى تحمل حقيبتها: يالا
ادهم : ايه ده؟؟……….انتى هتروحى الحفلة كده؟؟
سلمى وهى تنظر الى نفسها: اه…..ايه المشكلة؟؟
ادهم: لا طبعا مش هينفع……..انتى لابسة مقفل اوي…….
كانت سلمى ترتدى فستان بيج مفضض طويل ومجسم….ذو اكمام تصل الى بعد الكوع بقليل…..وقد ربط على خصره شريط بنى لامع عريض
سلمى : ماهو ده طول عمره ستايلي في اللبس
ادهم : لا لا…….انتى خلاص بقيتى مرات رجل اعمال معروف………كل العيون هتكون عليكي……..فيه فستان اسود كت كده شفه قبل كده في الدولاب
سلمى هاتفة: نعم؟؟…….لا طبعا ماينفعش ……ده انا كنت جايباه لو جالى صحباتى او حاجة البسه في البيت
ادهم وهو يجلس على طرف السرير: ماهو احنا مش هنروح وانتى بالمنظر ده…….
مطت سلمى شفتيها قبل ان تقول: خلاص……بلاش نروح
ادهم بحده: هو ده ردك عليا……انا قلت هنروح يعني هنروح ……والفستان الزفت ده يتغير
تجمعت الدموع بداخل مقلتيها قبل ان تتمتم بصوت مختنق: طيب ازاي البس حاجة ماتعودتش البسها؟؟
ادهم بحزم حاد: وماله؟؟………….من النهارده تتعودى
وبدون كلمة اخرى …….اتجه ادهم الى خزانة ملابسها لاخراج هذا الفستان الاسود عارى الذراعين وهو يقول: ابقى فكريني ننزل في مرة نشتريلك كام طقم كده …..احنا ياما هنروح حفلات ومش عايز اشوفك باللبس القديم ده تانى
تناولت سلمى الفستان لترتديه………وتضع وشاح فضي فوقه ……..وعلى الرغم من اعتراض ادهم عليه الا انها اصرت على موقفها……..وكان من السهل عليه الاقتناع لأن شكل الفستان به كان اجمل كثيرا ……….خاصة مع شعرها الحريري المنسدل فوق ظهرها…….
استعد الاثنان للذهاب الى الحفل والذي كان في حديقة كبيرة لفيلا انيقة ………كانت مليئة بالزهور الملونة وقد كان يتوسطها حوض سباحة كبير مع بعض البالونات والشموع الطافيه فوق سطح الماء المترقرق التى تنعكس تموجاته على الجدران والاشجار ……….كان مشهدا بديعا خلابا خاصة مع تلك الخلفية الموسيقية الناعمة التى تتعالى في الاجواء
ادهم بابتسامة واسعة وهو يتجه لمصافحة احدهم: اهلا فؤاد بيه………..كل سنة وحضرتك طيب
فؤاد بابتسامة واسعة وهو يمد يده بالمصافحة بدوره: اهلا يا ادهم……..دايما كده متأخر……..ولا الجواز بقى هو اللى اخدك مننا؟؟
ادهم ناظرا الى سلمى والتى كانت تقف مختبأة وراءه: لا ابدا……..اقدملك سلمى………مراتي
فؤاد وهو يرمقها من رأسها الى اخمص قدميها بنظرة لا تحمل اي نوع من انواع البراءة: اه …….اهلا اهلا بالقمر…..ثم مد يده مصافحا فتمد يدها بدورها ليطبع هو فوقها قبلة تجعلها تسحب يدها بسرعة وهى تتمتم بابتسامة زائفة: كل سنة وحضرتك طيب
فؤاد ناظرا اليها بتمعن : وانتي طيبة يا قمر
ارتبكت سلمى ……..فضمت الوشاح فوقها اكثر واعادته الى الامام وكأنها تحتمي به من تلك النظرات……….اما ادهم فقد تركها واقفة معه وانهمك في مصافحة جمع اخر من رجال الاعمال ….وما ان انتبهت الى سيره مبتعدا حتى تمتمت : عن اذنك…..
فؤاد بابتسامة خبيثة: اتفضلي
سارت سلمى بخطوات مسرعه وراء ادهم في حين تابعها فؤاد بعينيه وهو يتمتم: بت زي القشطة……..طول عمرك محظوظ يا ادهم
مرت دقائق كثيرة قبل ان يحيي ادهم جميع الحاضرين الذين كانوا يتغزلون في زوجته امامه ومن وراءه……ثم قام فؤاد بتقطيع التورتة……..واستكمال مراسم الحفل……واخيرا …….جلس ادهم برفقة سلمى على احدى الطاولات……
ادهم ناظرا حوله: ماقولتليش……ايه رأيك في الحفل؟؟
لم يتلقى اي اجابة اذ انها كانت شاردة وعلى وجهها علامات الاقتضاب……
ادهم ملوحا امام عينيها: هاى؟؟………..بكلمك
رفعت سلمى عيناها وهى تتمتم: انا عايزة امشي
ادهم بلا مبالاة : ليه؟؟
سلمى بعينان دامعتان: ارجوك يا ادهم انا تعبانة وعايزة امشي..الجو ده مش بتاعى …..انا مش متعودة على النظام ده
ادهم ناظرا الى شخصا قادم نحوهما: من النهارده لازم تتعودى
همت سلمى بالاجابة………..الا ان قاطعها وقوف ادهم مرحبا بأحدهم ……: هانى الدمنهورى بنفسه جاي يسلم عليا؟؟؟
هاني مادا يده للمصافحة وهو يرمي سلمى بنظرة متمعنة: ازيك يا ادهوم؟؟………..عاش من شافك……مش تعرفنا ولا ايه؟؟
ادهم مشيرا: دي سلمى مراتى
هاني: ايه يا عم ؟؟……تتجوز من غير ما تبلغنا
ادهم : والله انا بعتلك دعوة على الشركة بس انت كنت مسافر بقى
هانى: اه يعني انت لسه متجوز قريب……..انا كنت مسافر اسبوعين كده لتيلاند………يعني فسحة بقى ومساج وايييييييييييه….عالم تانى…….
ادهم: اقعد اقعد…….ده انت ليك وحشة ياراجل
جلس هانى على نفس الطاولة …..في حين اعتدل ادهم ناحيته مديرا ظهره الى سلمى وانهمك الاثنان في تبادل الاحاديث
كانت تشعر بالوحده على الرغم من كل من حولها……تشعر ان المكان من حولها موحشا علي الرغم من كل مظاهر الاحتفال المحيطة بها……..اشتاقت الى تلك الحياة البسيطة التى كانت تعيشها…….حياة الجامعة والصديقات ….والتنزه برفقه(………..)……..بلعت ريقها في صعوبة لتغمض عيناها محاولة كتمان دمعة حارة اوشكت على الهطول……تفتقده كثيرا…..كانت تشعر ان عالمهما واحد………العديد من الاشياء تربطهما سويا………عند الجلوس معه لطالما كانت هى محور اهتمامه……..بعكس ادهم……انه حتى لا يعطيها اي مجال للمنااقشة……….في المنزل دائما تسمع صوته وحده….لقد اشتاقت الى سماع صوتها وهى تسرد الحكايات والمواقف المضحكة………هو فقد من كان يأبه اليها ويعير لاحاديثها الاهتمام..ويصغى لها الاذان……..لطالما فسرت هذا الشعور على انه راحة لصديق مقرب………..ولكن……
مساء الخير…..
رفعت سلمى عيناها لترى فؤاد واقفا وعلى شفتيه تلك الابتسامة السمجة
سلمى بتوتر: مـ مساء النور
فؤاد بنفس الابتسامة: تسمحيلي بالرقصة دي؟؟
رمقت سلمى ادهم لتجده مازال منشغلا في الاحاديث مع هانى
فتمتمت بتوتر: انا اسفة …….مش.(قاطعها فؤد متصنعا الحزن: يرضيكي يعنى تكسفيني في يوم عيد ميلادى؟؟)
شعرت سلمى بتفاهة هذا الرجل الذي تجاوز عمره الخمسين قبل ان تقول بنفس التوتر: ارجوك اعذرني……انا اصلي….اصلي مابعرفش ارقص
فؤاد بعناد:انا هعلمك
لم تدري سلمى بماذا يمكنها ان تجيب ……….اما هو فتابع ناظرا الى ادهم: يا ادهم
التفت ادهم قائلا: امرك يا فؤاد بيه
فؤاد بحزن: يرضيك كده بعرض على المدام ترقص معايا مش راضية
ادهم ناظرا الى سلمى: ليه يا سلمى؟؟……ده عيد ميلاد فؤاد بيه ….بلاش تكسفيه
رفعت سلمى حاجبها لتقول: هو ده اللى قدرت عليه؟؟
نظر ادهم الى فؤاد بحرج …….ولم يدري بماذا يمكنه ان يجيب……اما سلمى فهبت من فوق مقعدها وهى تهتف: انا هروح
فؤاد: ليه بس يا مدام سلمى؟؟…..مال…..(قاطعته سلمى هاتفة: مع كامل احترامى لحضرتك…….بس الموضوع مايخصكش)
ادهم واقفا وهاتفا: عيب كده يا سلمى
رمقته سلمى باشمئزاز قبل ان تخطف حقيبتها من فوق الطاولة ….وتتجه بخطوات مسرعة الى باب الفيلا الخارجى………….اما ادهم فتمتم وهو يتابعها: عن اذنكوا ثوانى……..
اسرع ادهم باللحاق بها ولكنه لم ينادي عليها وهما بالداخل….وما ان خرجا ال حيث مكان سيارتهم…..حتى اسرع ناحيتها ليجذبها من ذراعها صائحا: ايه اللى انتى هببتيه ده؟؟
سلمى هاتفة بغضب باكي: طالما انت مش قادر تحفظلى كرامتى………انا اللى هحافظ عليها بنفسي
ادهم ناظرا حوله: طب اركبي…….
فتح ادهم باب السيارة لتجلس سلمى فيغلقه وراءها.قبل ان يلتفت للجلوس على المقعد المجاور ……..
مرت لحظات صامتة قبل ان تنفجر سلمى باكية
ادهم وهو يحاول ضمها اليه: خلاص……انا اسف انى عرضتك للموقف ده
سلمى وهى تزيحه بعنف: ابعد عنى……..الاسف مش هيفيد بحاجة بعد اللى عملته
ادهم: وانا عملت ايه؟؟
سلمى بحده: انت كمان بتسأل؟؟……….مخلي مراتك زي البضاعة المكشوفة ..سامح للكل يبص عليا.سامحلهم يبوسوا ايدي……سامحلهم يغازلونى….وفي الاخر عايزنى كمان ارقص معاهم…….حد قالك انى جاية من الشارع؟؟
لم يجب ادهم في حين تعالت فوق شفتيه ابتسامة رضا جعلت سلمى تشتاط غضبا لتهتف: انت بتضحك؟؟………هو انا كلامى كان بيضحك للدرجة دي؟؟
ادهم ساندا برأسه على ظهر مقعده: بضحك علشان انا مبسوط بيكى
سلمى مضيقة عيناها: ليه بقى؟؟
ادهم مديرا رأسه اليها: علشان رفضتي ترقصي مع اللى اسمه فؤاد ده
سلمى: ازاي بقى؟؟……لما انت نفسك اللى كنت عايزنى ارقص معاه
ادهم: ده كلام بس……اختبار ليكي…..كنت عايز اشوفك هتعملي ايه؟؟
سلمى ببهوت: يا سلام؟؟……….هو انت محتاج تختبرني علشان تقدر تثق فيا؟؟
نظر ادهم اليها بهدوء قبل ان يشيح عنها بوجهه مرة ثانية
سلمى ناظرة عبر النافذة: لو سمحت روحنى
ادهم بهدوء: يا سلمى ان( قاطعته سلمى بلهجة حادة باكية : روحنىى يا ادهم………)
حرك ادهم رأسه قبل ان يدير محرك السيارة وينطلق بها في سرعة فائقة
***********************************
مرت الاجازة……..لتأتى الدراسة……فتنشغل سلمى بها وتجعلها متنفسا لها للخروج وحدها بدونه………ولكن لم يغفل ادهم عن تخصيص سيارة خاصة بها تنقلها الى جامعتها وتنتظر لحظة خروجها………زاد تباعد المسافة بينها وبينه……فهي منشغلة بدراستها وتدريباتها بالمجلة……وهو منشغل بأعماله واجتماعاته وسفرياته الى الخارج والى الداخل………ولا تكاد تراه الى فترات قليلة جدا غالبا ما تكون مليئة بالكلمات السخيفة والتلميحات المستفزة…….لطالما كانت سلمى تحاول ان تفهم ما سر تعامله معها على هذا النحو…….ولكنها فشلت……حاولت كثيرا ان تذيب الجليد بينهم …….ولكن ودائما تبوء محاولاتها بالفشل………فيزداد التباعد بينهم اكثر واكثر ………..مرت السنة الثالثة في دراستها علي نفس هذا المنوال…………..وتبعتها السنة الرابعة…….ومامن اي تقدم في العلاقة بينهم ……بل انها ازدادت فتورا وبرودا ……….واخيرا انهت سلمى دراستها الجامعية……..بعد مرور سنتين على زواجها……..لم تشعر بهما انها زوجة لها حقوق كما ان عليها واجبات…….وبالرغم من طول فترة مكوثهم سويا الا انها ومازالت لا تفهمه…….وخصوصا في تلك الفترة الاخيرة……..تشعر ان هناك ما يشغله ويشتت تفكيره………..ولكن هو في النهاية زوجها وعليها الاحتمال والصبر…………..

***************
في منزله كان سيف جالسا ………منهمكا في قراءه احدى الموسوعات الطبية ……..عندما اتاه اتصال على هاتفه المتحرك……..فيلتقطه بسرعه و: الو
حسن بسعاده تغمره: ابو السيوف حبيب قلبي………..فينك يا اخى وفين اراضيك؟؟.
سيف وهو يغلق الكتاب امامه: اديني اهو ياسيدى …….هروح فين يعني؟؟
حسن: عندى ليك خبر بمليون جنية
سيف: ايه ؟؟
حسن: تدفع كام؟؟
سيف بملل: ياعم خلص مش فاضي للكلام ده
حسن : طيب يا اخى …….انا مش عارف مالك بقيت خنيق كده……المهم…عرفت تكليفنا هيكون فين
هب سيف من فوق مقعده هاتفا: نعم؟؟………عرفت ازاي؟؟…طب فين؟؟
حسن بسعاده: تكليفنا في نفس المستشفى اللى قضينا فيها امتياز وكمان مع بعض
سيف بسعاده: بجد والله؟………..ايه ده؟؟..بس ازاي؟؟…….التكليف بيكون في قرى و…….
قاطعه حسن قائلا بزهو: البركة في ابويا……..ليه معارف خلاهم ينقلوا تكليفنا من مستشفى المطرية لمستشفى(……….)
سيف: انا مش مصدق…معقولة دي؟؟
حسن: خلاص يا عم ……شغال مش مصدق مش مصدق…..المهم.عايزين نخرج نحتفل بالمناسبة السعيده دي
سيف: لاااااااا……..انا ورايا موسوعة لازم تخلص النهارده
حسن: نعم نعم؟؟……لا بقى انا طلبت معايا خروج النهارده
سيف بمزاح: خلاص روح اخطب دلوقتي واخرج مع خطيبتك
حسن: ايه ده؟؟………انت بتهزر كمان؟؟……طب والله مانا قايلك على حاجة تانى……..يالا اقفل بقى
سيف: بس كده؟؟…….يالا يا سيدى……سلام
وبدون كلمة اخرى اغلق سيف الخط تاركا حسن ممسكا بسماعته ومتمتما بذهول: بقى كده يا سيف؟؟…….لما بتصدق تقفل في وشي…..ماشي …والله لا اوريك
وضغط على زر الحرارة ……ليدق رقمه من جديد…….

في صباح احد الايام……….جلست رشا مع خالد لتناول الفطور……
رشا بضحك: بس بجد ام العروسة كانت مسخرة امبارح….ايه اللى كانت عاملاه في نفسها ده؟؟
خالد بضحك: اه ……عاملة فيها شيك …..بس في المناسبات الكل بيبان على حقيقته
رشا: اه >>>.فستان فوشيه…..يع……ده حتى عيب على سنها
خالد وهو يلوك الطعام في فمه: بس سيبيك انتى……البت سالى كانت قمر 14
رشا بفخر: طبعا…….مش مرات ابنى…ده العيلة كلها امبارح كانوا مهبولين بجمالها…….وانا طبعا الفرحة ماكنتش سايعانى …….جمالها يشرف بصحيح
خالد: ربنا يسعدهم….ابقى اتصلي على ايمن شوفيه عمل ايه
رشا بضحكة ذات معنى وهى تضرب خالد على يده : يعني هيكون عمل ايه؟……..اكيد عمل زي ابوه ما عمل…..
خالد خافضا عيناه: مممممم…………خلاص ان كان كده يبقى اتطمن
رشا: وبعدين اصلا ده زمانهم في سابع نومة….ثم غمزت بعينها متابعة: اصل تلاقي السهرة طولت امبارح
هم خالد بقول شئ الا ان قاطعه مشهد خروج احمد من غرفته متجها الى المطبخ
خالد بهمس: هو الواد ده لسه برضه زعلان؟؟
رشا بملل: والله مانا عارفة اعمل معاه ايه……انا خلاص زهقت من كتر المناهده….وبرضه اللى في دماغه في دماغه
خالد مفكرا: طب تفتكري نعمل ايه…نخليه يسافر وخلاص؟؟
رشا بفزع: يسافر؟…….لا لا ..انا كده البيت هيفضى عليا
خالد: ياستى مانا معاكى اهو…..وبعدين بصراحة انا شايف ان اهم حاجة في الدنيا مستقبله…….والواد شاطر وجاب مجموع كبير…….وعنده طموح يدرس بره…..يبقى ليه لا؟؟………ده كله خير ليه
رشا مربتة فوق يده: طب استنى .استنى….اهو خرج اهو
خالد بصوت عالى ناظرا الى احمد: ايه يا ابو حميد……كنت بتعمل ايه في المطبخ؟؟
احمد باقتضاب: كنت بشرب
خالد: طب اقعد هنا عايز اكلمك في موضوع مهم
جلس احمد بوجه متجهم……
رشا وهى تقرص خده مداعبة: ياخراشي على الناس اللى ضاربه بوز…….ثم تابعت وهى تقوم: انا هقوم اعمل شاي
خالد: اعملي حساب احمد……….
ذهبت رشا في حين تابع خالد: ها يا احمد؟؟………برضه لسه اللى في دماغك في دماغك؟؟
خالد : يا بابا انا مابطلبش حاجة فوق طاقتك…….ده طموحى وعايز احققه..ولو انا عارف انك مش هتقدر تسفرني انا ماكنتش جبت سيرة بالسفر نهائي
خالد مبتسما: والله وكبرت يا احمد وبقى عندك طموح
اخفض احمد عيناه وهو يتمتم: انا مش صغير يا بابا……..واللى ماعندوش طموح يبقى مايستاهلش يعيش
حرك خالد رأسه قبل ان يقول: طب وامك؟؟……….هتسيبها لوحدها؟؟
احمد رافعا عيناه: يا بابا حضرتك الخير والبركة ……..وبعدين ايمن موجود اهو……
خالد: ايمن اتجوز
احمد ماطا شفتيه: وايه المشكلة؟؟………ده حتى متجوز في نفس البلد…….يعني هيبقى فيه زيارات باستمرار..وبعدين بصراحة انتوا لو خايفيين على مستقبلي تشجعونى على السفر.مش تمنعونى……انا من زمان نفسي ادرس الطب في امريكا………صدقني حياتى هتتغير 180 درجة ……يا بابا……….الدراسة هنا غير هناك خالص
مط خالد شفتيه قبل ان يقول: ممم…طب وايه هي اجراءات السفر؟؟
احمد بسرعة: اروح اسحب ورقي من الم………(وهنا اتسعت عيناه عن اخرهما قبل ان يهتف : ايه ده؟؟…….حضرتك خلاص موافق؟؟)
اومأ خالد برأسه متمتما : انا برضه مايرضيينيش اقف ادام طريقك ……خلاص ابدأ في الاجراءات وبلغنى لو احتجتنى في حاجة
وقف احمد ليقبل جبين والده قبل ان يهتف بسعاده: ربنا يخليك ليا يا بابا انا………..
-الشاي
رفع احمد رأسه قبل ان يقبل والدته ايضا في سرعة ويهرول الى غرفته هاتفا: انا هلبس واروح المدرسة حالا
رشا وهى تضع الصينية : هو فيه ايه بقى؟؟
خالد رافعا رأسه اليها: خلاص………انا وافقت ان احمد يسافر
رشا هاتفة وهى تجلس: ايه ده؟؟……يعني برضه هيبعد عننا
خالد بنبرة حزينة: احنا ام واب وواجبنا هو توصيل اولادنا لأعلى قمم النجاح…….وطالما اختار الطريق ده…يبقى ربنا معاه…….
**********************
في منزل ادهم…….كانت سلمى جالسة مع دعاء…….التى اتت لزيارتها……وقد انهمكت كلتاهما في تبادل الاحاديث
دعاء بنبرة اسف: يعني خلاص……مفيش اي امل في الخروج النهارده؟؟
سلمى : والله ما هقدر يا دعاء……..انتى ماتعرفيش انى قبل ما اخرج اي خروجة لازم ادي ادهم تقرير مفصل عنها…….ويشوف ان كان السواق موجود ولا لا علشان يكون معايا خطوة بخطوة
دعاء:ده ايه الملل ده؟؟……………يعني معقولة مابتخرجيش خالص لوحدك؟؟
سلمى: خالص…..
دعاء:انا كنت فاكرة الحال اختلف بعد سنتين جواز………
سلمى بملل: بالعكس….ده كل مدى ما الخنقة بتزيد اكتر..ده انا خلاص بابقتش قادرة اخد نفسي واعيش زي الناس
دعاء بتوتر: طب ما……..( ولكنها خافت من اكمال جملتها)
فتابعت سلمى بحزن: اتطلق؟؟………افرضي لو اتطلقت……هقعد مع مين؟؟……….مع بابا ومراته اللى انا مش بطيقها؟؟………وكمان هرجع مطلقة ونظرات الناس وكلامهم هيحاصرني…….وساعتها نفسيتي هتتعب اكتر ماهى تعبانة دلوقتي….ده غير انى مش عايزة احمل على والدى اكتر….مش معقول بعد ما يجوزنى ويفرح بيا ارجعله تانى .وخصوصا ان ادهم كان اختياري انا
دعاء: طب ما تعملى لنفسك حياة جديده……..يعني عيشي لوحدك واشتغلى واصرفي على نفسك لغاية لما تلاقي ابن الحلال
سلمى مشيحة بنظرها ومحاولة كتمان دموع اوشكت على الهطول: انا لو اتطلقت مش هقدر اتجوز تانى……
دعاء: ليه بس يا سلمى ده ان………(قاطعتها سلمى قائلة: ارجوكى يا دعاء اقفلى على السيرة دي مش عايزة كتر كلام فيها)
دعاء : براحتك…….بس بجد انا كان نفسي اخرج معاكى النهارده
سلمى : انا مش عارفة انتى مصرة على الخروج اوي كده ليه؟……ماحنا قاعدين اهو
دعاء بتردد: اصلى بصراحة كده…..كنت عايزة افاتحك في موضوع كده
سلمى: طيب ما تتكلمى …ماحنا قاعدي لوحدنا اهو
دعاء بتوتر: لا اخاف ادهم يجي فجأة……بعد كلامك ده بصراحة بقيت بخاف منه
سلمى بابتسامة حزينة: لا اتطمنى……النهارده وراه شغل كتير …وهيتأخر
دعاء بتردد: بصراحة.فيه واحد زميلي معجب بيا.و……وعايز يتقدملى
سلمى بابتسامة واسعة: طب جميل…ايه المشكلة؟؟………..هو كويس يعني؟
دعاء بابتسامة خجلة: اه…بصراحة هو كويس وطيب اوي
سلمى: طب وفين المشكلة؟؟
دعاء: مش عارفة…….بس حاسة انى خايفة ومش قادرة اخد قرار
سلمى: اهم حاجة انتى مرتحاله ولا لا؟؟
دعاء بسرعة: اه …..مرتحاله جدا…..نفسي اكلم بابا واقوله…..بس برضه حاسة ان ماينفعش الكلام في التليفون
سلمى: خلاص ……روحى…المنوفيه مش بعيده……..
دعاء مفكرة: تفتكري؟؟
سلمى: مش هو عايز ردك ؟؟
دعاء: ده كلمنى بتاع 4 مرات عن الموضوع
سلمى بابتسامة: اه بقىى…..كنتى متضايقه انك عمرك ما جبتي جيد ومعرفتيش تحولى لطب المنوفيه……..وطلعت القاعده في القاهرة بمصلحة اهى
دعاء: اه والله على رأيك…….ثم صمتت للحظة تابعت بعدها: يعني انتى رأيك انزل واكلمهم عنه؟؟
سلمى: طبعا…….طالما فيه ارتياح خلاص…..وبعدين اهم حاجة تعملوا خطوبة فترة طويلة.ماتتسرعيش………..ثم تابعت بلهجة جاده: واوعى يا دعاء…….اوعى تقبلي بيه الا لو فعلا بتحسي انك بتبقى في قمة سعادتك وانتى معاه…….حذاري تكونى حاسة بأي حاجة مش مريحة وتكبري دماغك عنها………..واوعى تقولى ان الحب هيجي بعد الجواز …واوعى تحسي انك بتحبيه في اوقات واوقات تانية لا……….ثم صمتت للحظة تابعت بعدها بشرود: علشان ماتعانيش من اللى انا بعانيه دلوقتي
ربتتت دعاء فوق كتفها وهمت بقول شئ الا ان قاطعها صوت اتصال هاتفى………فأسرعت سلمى للاجابة و: الو……
صوت انوثى رقيق : سلمى …حبيبتي….وحشتيني اوى
اتسعت عينا سلمى هاتفة: امنية؟؟……..ازيك يا قمر عاملة ايه؟؟
امنية: انا كويسة.انتى اخبارك ايه في الجواز
مطت سلمى شفتيها متمتمة: اهه…..الحمد لله تمام……….المهم انتى وحشتيني جدا………يعني متجوزة من سنتين ولا جيتي ولا سألتى ولا اتصلتي..يادوب شفتك في خطوبتى وخلاص على كده
امنية بنبرة اسف: معلش بقى ……..انتى عارفة الدراسة بقى وكده…….بس اتطمنى……..انا جاية قريب
سلمى: جاية فين؟؟
امنية بسعاده: جاية القاهرة…….لقيت اعلان توظيف في شركة (….)……..موظفين للفرع الجديد…..بعتت الايميل واتقبلت
سلمى بتعجب: بس ازاي اهلك هيسيبوكى تيجي لوحدك؟؟
امنية بحزن: هو حد فاضيلي ؟؟…….اخواتى اتجوزوا …..
سلمى: ايه ده؟؟……….مش بدري؟
امنية: بدري ايه؟………..ماهو بابا عامللهم الشقق ومجهزها……حتى بابا نفسه كل يوم في بلد شكل هو ومراته
سلمى ضاحكة: ايه ده؟…….هو باباكى كمان اتجوز؟؟
امنية بغيظ: اه ياختى..شفتى الهنا اللى انا فيه؟؟……..هو اصلا حاطط موضوع الجواز في دماغه بعد موت ماما……….بس لسه متجوز الايام دي …ومراته ايه بقى…..ست خنيقة ومش بطيقها…….وبصراحة لما قلتله على السفر ……قاللى انتى حرة
سلمى : غريبة……….ثم صمتت للحظة لتبتسم بعدها قائلة: بس انا مبسوطة اوي اننا هنرجع نشوف بعض تانى بعد الغيبة دي
امنية: اه مانا اول ما عرفت ……..خدت رقمك من عمو…..واتصلت عليكي علطول
سلمى: طب هتقعدي فين؟؟
امنية : لما اجي بقى هشوف……انا جاية يوم الحد الجاي……يعني بعد اربع ايام
سلمى بسعاده: تيجي بالسلامة يا حبيبتي……….على فكرة دعاء هنا عندى….
امنية: بجد؟؟…….طب اديهالى اسلم عليها
ناولت سلمى الهاتف لدعاء لتلتقطه هى قائلة : ازيك يا امنية عاملة ايه؟
وانهمك الاثنان في الكلام……وفجأة سمعت سلمى صوت دوران مفتاح في باب الشقة…….فأسرعت نحو الباب لتجد ادهم دالفا وقائلا: مين هنا؟؟
سلمى مشيرة: دي ….دعاء صاحبتي
اتجه ادهم الى الداخل ليجد دعاء والتى ما ان رأته حتى تمتمت: طيب يا امنية …..مع السلامة دلوقتي…….
اغلقت دعاء الخط وهى تقول: اهلا استاذ ادهم
ادهم ببرود: اهلا…….ثم التفت الى سلمى قائلا: حضريلي الاكل
تنحنحت دعاء قبل ان تقول: طيب يا سلمى….استأذن انا بقى
سلمى بسرعة: مع السلامة يا حبيبتي
خرجت دعاء لتغلق سلمى وراءها الباب وتجد ادهم هاتفا بنبرة عالية بعض الشئ: ماقولتليش يعني ان صاحبتك جاية النهارده
سلمى بتوتر: مانا….مـ مكنتش اعرف………….انا هروح احضرلك لاكل
وبدون كلمة اضافيه دخلت سلمى الى المطبخ ……لتبدأ في تحضير الطعام لزوجها
*******************************
وعلى مائده الطعام……..
سلمى محاولة تخفيف التوتر بينها وبين ادهم: ها ………ايه رأيك في الاكل
ادهم بلا مبالة: ممممم………كويس
سلمى بتوتر: ادهم…….
ادهم: مممممم
سلمى بتردد: انا حاساك متغير الايام دي
ادهم ودون ان ينظر اليها: ازاي ؟؟
سلمى: يعنى…….حاساك علطول سرحان كده……..مش مركز في شغلك….يعنى مش بتغيب في الشركة ….وبترجع بدري…….وطول مانت هنا في اوضة المكتب وقافل عليك
ادهم ماطا شفتيه: عادي………بتابع شغلى على الكمبيوتر
صمتت سلمى ولم تدري ماذا يمكنها ان تقول غير ذلك…..فمن الواضح ان ادهم كان يسد عليها اي باب مناقشة بكلمة واحده……
– على فكرة…….انا عايزك تروحى للدكتورة عزة
افاقت سلمى من شرودها لتتمتم:دكتورة ليه؟؟
ادهم: عايزها تكشف عليكي …..وتشوف اذا كا عندك اي موانع للحمل
سلمى بتعجب: موانع ايه يا ادهم؟؟……..انا من ساعة ما اتجوزنا وانا باخد حبوب منع حمل……ومبطلاها من شهرين بس
ادهم ناظرا اليها: الناس بتحمل من اول شهر جواز
سلمى: لا طبعا…..مش كله….دي حاجة نادرة….فيه ناس بتحمل بعد سنة واتنين وعشرة كمان…
ادهم: يا سلام؟….وانا هستنى عشر سنين ولا ايه؟؟
سلمى : طب وانا اعمل ايه؟؟……….ده امر ربنا بقى……لو حملت دلوقتي ولا حتى ماحملتش خالص…….مفيش في ايدي حاجة
ادهم وهو يقوم: لا فيه……..تروحى تكشفي بكرة
وبدون كلمة اضافيه دخل ادهم الى دورة المياه……..تاركا وراءه سلمى غارقة في تفكيرها وحزنها………….ولم تفق الا على صوت هاتف ادهم المحمول…..فقامت من فوق مقعدها لتتجه ناحيته و…….تجد يد ادهم تسبق يدها اليه…ليلتقطه وينظر فوق شاشته ليشحب وجهه قليلا من التوتر
سلمى مدققه النظر به: ايه؟؟؟……….مين بيكلمك؟؟
ادهم بتوتر وهو يغلق الخط: ها؟؟………لا ابدا…….ده واحد صاحبي…….وبدون ان يرفع عيناه اليها دخل ادهم الى دوره المياه مجددا…….بصحبه هاتفه……..تاركا سلمى وقد تسرب الشك الى اعماقها

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x