روايات

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة الخولي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية هل من امان في بحور الاحزان الفصل الثاني عشر 12 بقلم سارة الخولي

 

البارت الثاني عشر

 

الحلقة 12

في جامعة الاسكندرية وتحديدا بكلية الطب ………كان الجميع يستعدون لمغادرة قاعة المحاضرات……….الا ….واحد منهم
وائل وبعد ان لملم اشياؤه: ايه يا سيف؟؟..انت مش ناوي تقوم؟؟
سيف: …………………..
وائل: سييييييف
افاق سيف من شرودد ليرفع عيناه الى وائل وهو يتمتم: انت قلت حاجة؟؟
وائل: لا ده انت ماكنتش معايا خالص
وهنا تعلق احدهم برقبة وائل وهو يقول: فيه ايه يا شباب؟
وائل: بالله عليك تحضرنا يا محمود…….الواد سيف قاعد متنح مش راضي يتعتع من مكانه وبكلمه وهو في دنيا تانية
محمود: يابني هو كده ………سيف طول عمره في عالم تاني……ياتري مين اللى شاغلة باله؟؟
وهنا هب سيف من فوق مقعده وحمل اشياؤه وهو يقول: لا دي شكل القاعده هتقلب مسخرة عليا وانا مش ناقص
وائل وهو يمسك بيده لتوقيفه عن جمع الاشياء: ايه يا عم مالك بس؟؟……..احنا بنضحك معاك؟؟……وبعدين مانت فعلا متغير الايام دي كده…….ده انت يمكن من اول السنة مابقيتش سيف بتاع الضحك والهزار اللي احنا نعرفه
سيف وكان يبدو عليه الارهاق: معلش يا جماعة نتكلم في وقت تاني احسن اتأخر على الشغل
محمود: يابني ارحم نفسك من الشغل بقى …….انت كده هتموت بدري
سيف بجدية: ولما اقعد من الشغل مين اللي هيصرف عليا؟؟
وهنا جمع سيف اشياؤه وهو يقول : سلام…..اشوفكوا بكرة
ودون كلمة اخرى …..ادار سيف لهم ظهره وغادر القاعة في خطوات مسرعة
وائل ملتفتا الى محمود : يعني لازم تتسحب من لسانك وتقول اللي قولته؟؟
محمود خافضا يده: الله ….مانا نسيت اعمل ايه يعني؟؟
وائل : يارب مايكونش بس زعل مننا …….يالا يالا ياعم نروح الكافتيريا انا هموت من الجوع
محمود : يالا
وغادر الاثنان القاعة للذهاب الى الكافيه………
****************************
بداخل الميكروباص كان سيف ناظرا من خلال النافذة…….سارحا …شاردا……….ها قد مر شهرين منذ مغادرة سلمى………لا يعلم عنها اي شئ باستثناء مكالمة واحده نقل فاروق اليه سلامها له فيها……..يشعر انه يحيا بلا قلب……..بلا عقل ….فقد سلبته كل شئ مع ذهابها……قلبه يتحرق لها شوقا..عيناه تدمعان لها لهفة……..عقله يكاد ان ينفجر من حجم الافكار والاسئلة بداخله……..ترى اين هي الان؟؟………..مع من؟؟………في ماذا تفكر؟؟………هل تفكر به؟؟………هل تشعر بالامه واحزانه؟؟……هو يعلم انها لطالما اعتبرته صديقا لييس الا..هل فكرتها تغيرت ام مازالت كما هي…يقولون ان البعيد عن العين بعيد عن القلب……..هل نسيته؟؟……….لا …..فهم ايضا يقولون لا يشعر الشخص بقيمة الشئ الا بعد فقدانه………..ترى اي القولين ينطبق عليها؟؟……امسك رأسه في الم…….يشعر ان هذا التفكير يزيد من جراحه…اذا فليتوقف عن التفكير………لا ……كيف يكف عن التفكير بروحه……..بمصيره…….بمستقبله…..لقد افتقدها حقا….يتعذب كل لحظة مع فقدانها………لم يعد بمقدوره العيش بدونها بعد الان…….لابد ان يكون هناك حلا……ولكن اين يا ترى ……..اين؟؟
– يا باشا………..الاجرة
انتبه سيف الى كلمة التباع فأسرع لاخراج النقود ليعطيها اليه .في حين تناولها التباع وهو يقول: هو حضرتك نازل فين؟؟
سيف وهو ينظر الى النافذة من جديد: عند مطعم (………)
التباع بصوت عالي: وقف هنا….ثم تابع وهو ينظر الى سيف: المطعم عدا يا بيه…….انت مش من هنا ولا ايه؟؟
سيف مدققا النظر في النافذة: ايه ده؟؟…..بجد؟؟
التباع: ماتخفش مابعدناش اوي……هو قبل خطوتين بس
سيف وهو يقوم بسرعة: ماشي.بعد اذنك……
قام سيف بسرعة ………..وترجل من الميكروباص………وسار الى المطعم بخطوات واسعة……..

دخل سيف المطعم وعلى وجههة علامات الانهاك والتعب …….
مصطفى بقلق: مالك يا سيف؟؟
سيف وهو يرتدي زيه: مفيش
مصطفى وقد ترك ما بيده واتجه نحوه: مفيش ازاي؟؟……..انت شكلك مهموم …….ومتغير بقالك كتير……بس النهارده الموضوع زايد شوية
سيف بملل: قلتلك مفيش يا مصطفى…………ثم تابع وهو ينظر الى الاوردرات: …العجينة جاهزة ولا نطلع جديد؟؟
مصطفى: لا جاهزة
اتجه سيف الى الثلاجة لاخراج العجينة ليبدأ في فردها ورصها على الصاجات …..
مصطفى : بس انا برضه متأكد انك فيك حاجة
سيف وهو منهمك في العمل: انا بس مانمتش كويس امبارح
مصطفى: لا بقى دي حجة قديمة شوفلك واحدة غيرها
سيف وقد ترك ما بيده وهتف بشئ من الحده: فيه ايه يا مصطفى؟؟……….كفاية بقى محاصرة بالاسئلة…….انت كده بتتعبني زيادة
مصطفى بسرعة: خلاص خلاص …….براحتك
وعاد مصطفى لمتابعة عمله…اما سيف فوقف مدققا بالعجين للحظات قبل ان يتمتم بصوت مرتعش: وحشتني اوي
انتبه مصطفى لجملته فنظر له بسرعة وهو يقول: مين دي؟؟
سيف وهو ينظر اليه بعيون متلألأة : سلمى
مصطفى وقد ترك ما بيده وهتف: لا بقى حيلك عليا…….مين سلمى دي؟؟……..قوللي من الاول خالص
سيف بشرود: سلمى دي الانسانة الوحيده اللى قلبي دقلها وحبها
مصطفى بضحكة واسعة: ايه ده؟؟………ده سيف طلع بيحب يا رجالة؟؟
سيف وقد ترك ما بيده واستند على المنضدة بجسده: اه….ماهو انا لو ماتكلمتش مع حد ممكن انفجر……انا لازم افضفض …..صح ولا ايه؟؟
مصطفى بمرح: بعبع ياخويا بعبع…..وطلعلي المستخبي
سيف بجدية: مصطفى…….انا هحكيلك علشان انت بجد اكتر شخص برتاحله في حياتي….بس اوعدني ان الكلام اللى هقولهولك مايطلعش برانا احنا الاتنين…….انا بس هحكيلك علشان الاقي حد اقاسمه همي
مصطفى : قول يا سيف….احنا مانعرفش بعض امبارح……وتأكد ان سرك في بير يا صاحبي
بدأ سيف في سرد حكايته على مسامع مصطفى…….ليخرج ما بقلبه من هموم والام……..عله يجد الراحة ……….ولكن هل تراه سيجدها بالفعل؟؟………حسنا …سنرى

***************************
في قاعة محاضرتها كانت سلمى جالسة مع صديقاتها لانتظار المحاضرة الاخيرة في يومهم
رانيا: انا سمعت ان النهارده فيه دكتور جديد هيدخلنا
ملك: اه ……….ماهو الدكتور ده مشترك مع دكتور طه في كتاب واحد….ودكتور طه قال انه هيدينا جزء والتاني اللي اسمه عادل منصور ده …..هيدينا الجزء التاني
كانت سلمى منشغله عنهم في كتابة قصة قصيرة ……فلطالما كانت هذه موهبتها.ولكنها وما ان سمعت اسم عادل منصور حتى تركت قلمها وهي تهتف: ايه ده؟؟……يكون عادل منصور اللي هو……؟
رانيا ناظرة الى ملك بعدم فهم ……: اللي هو ايه؟؟
سلمى : لا لا ….لما اشوفه الاول هعرف
مط الاثنان شفاهما …….في حين تابعت سلمى كتابتها…….
وما هي الا لحظات وافااق الجميع على صوت احدهم يعلو في المايك : السلام عليكم
رفعت سلمى عيناها ولكنهما مالبثا ان اتسعتا في ذهول وهى تهتف: اه هو
رانيا: هو ايه؟؟ ماتفهمينا بس
سلمى بانبهار: يابنتي ماتعرفيش عادل منصور؟؟………..ده صاحب مجلة ( الحياة)……ورئيس تحريرها
ملك متصنعة الذهول: يااه….مجلة الحياة؟؟…..لا انا مش قادرة استوعب …..بجد بجد اللي بتقوليه؟
رمقتها سلمى بنظرة خالية من اي معنى قبل ان تقول: لعلمك الراجل اللى مستهزأة بيه ده …….خد جايزة الدولة التقديرية على كتابات عملها قبل ما ينشئ المجلة
ملك ورانيا متصنعين الذهول: واااااااااااو…….
ملك: لا ان كانت جايزة الدولة للملوخية دي ففعلا عندك حق
مطت سلمى شفتيها قبل ان تقول :امال داخلين اعلام تعملوا ايه بس؟؟
رانيا: فراغ بعيد عنك……..وبعدين الواحدة تتعرفلها على واد حليوة كده يشتغل بعد كده مذيع بقى وتبقى مرات مذيع مشهور
مطت سلمى شفتيها ..قبل ان تلتفت من جديد لعادل ..والذي كان واقفا ليتبادل حديث مع جمع من الطلبة قد صعدوا اليه للمسرح……..فكرت سلمى ان تقوم لتنضم اليهم……..ولكنها تراجعت عندما وجدته يشير اليهم بالجلوس فينزلوا من فوق المسرح متجهين الى اماكنهم……..
-اسمي هو عادل منصور……..هكمل معاكم الماده اللى الدكتور طه بدأها ……….انا اول مرة ادرس لطلبة سنة اولى…..بس اعتقد انها تجربة جميلة……….يالا نبدأ معاكم المحاضرة……ببعض التعريفات البسيطة
وبدأ عادل في التحدث والشرح ليصغي له الجميع الاذان ……….اما سلمى فبجانب تركيزها في الشرح كانت هناك امورا اخرى عالقة بداخل عقلبها……….ماهى يا تري؟؟………..اييضا …….سنرى
***************************
اخرج سيف البيتزا الساخنة من الفرن ………وهو يقول : بس ياسيدي…هى دي حكايتي
-اوردر 3 و7 بيستعجلوا( قالها احد الاشخاص المتعهدين بتقديم الطعام)
سيف وهو يرص البيتزا بالاطباق: ثانية واحدة………..وما ان انتهى حتى ناوله الصينية قائلا: اتفضل
ذهب الرجل…في حين تمتم مصطفى وهو يتابع عمل السندويتشات: كل ده كنت شايله في قلبك وساكت يا سيف؟؟
سيف وقد بدأ بوضع قطع الدجاج لتقلي في الزيت: شفت يا مصطفى؟؟؟
مصطفى ملتفتا اليه: طب انت ماتقولهاش على اللي في قلبك ليه؟
سيف وهو منهمك في وضع الدجاج: ماينفعش
مصطفى: ليه بس؟؟
سيف : هقولها ليه؟؟…….لو قلتلها مش هعمل حاجة غير اني هشغلها عن مذاكرتها وهتعبها من التفكير …….وانا مش عايز يبقى ليا اي تأثير سلبي في حياتها
مصطفى: يا سيدي عادي؟؟…….ماكتير بيتخطبوا وهما في سنها وبيكملوا تعليم عادي
سيف: ايوة دي خطوبة……….يعني بتبقى الواحده عارفة راسها من رجلها
مصطفى: ياسيدي ماتخطبها
سيف وهو يقلب الدجاج: اخطبها ازاي بس؟؟……….ادخل البيت اقول ايه؟؟……..انا طالب لسه في الكلية وبشتغل شيف وبقبض 350 جنية في الشهر وعايش في شقة مش بتاعتي؟
مصطفى: ياسيدي ما ابوها عارفك وبيبحبك …..وعارف ظروفك….حاول مش هتخسر حاجة
سيف وهو يخرج الدجاج: ما هو برضه معتبرني زي اخوها الكبير………لو قلتله حاجة زي كده اخاف يبعد بيني وبينها …وساعتها مش هطولها ولو حتى كصديقه
مصطفى : بص…..على الحالة اللى انا شايفها دي……..فانت لازم تعمل حاجة…..الحب لازمله مخاطرة ولو انت مش هتقدر على المخاطرة يبقى بلاها حب اصلا
سيف مفكرا فيما يقوله: يعني انت رأيك ايه؟؟……..افاتحها في الموضوع؟؟
مصطفى: طبعا……..وهي لو بتعزك زى اخوها هتقولك….اما بقى لو بتحبك هتقول لباباها وطالما والدها بيحبها مش هيكسر بنفسها وخصوصا انه عارفك كويس………وبعدين ماتنساش انك دكتور ……..يعني مستوى اجتماعى هايل تتمناه اي بنت…….ده غير انه ليك مستقبل كبير ان شاء الله
سيف: اه وبما ان سلمى صغيرة لسه فوالدها مش هيكون مستعجل علشانها…وهيبقى عندي مساحة من الوقت اجهز فيه نفسي…..ان كنت حتى اشتغل شغل تاني
مصطفى: وشغل تاني ليه؟؟….ماهو كلها سنتين ان شاء الله وتشتغل براتب….
سيف بشبح ابتسامة: اه ……عندك حق…وانا اصلا متأكد ان سلمى هترفض الجواز اثناء الدراسة ….
مصطفى: طب خلاص مستني ايه؟؟…….روح قولها
سيف: يابني قولتلك في القاهرة
مصطفى: اه نسيت دي….ثم ثمت للحظة تابع بعدها: طب ماتسافرلها؟؟؟
سيف: لا لا…..انا مش عايز اشغلها عن مذاكرتها.امتحانات الترم قربت وانا عايزها تركز
مصطفى: امال هتقولها امتى؟؟
سيف: في اجازة نص السنة ان شاء الله لما تنزل……….ثم تابع بشرود: وربنا يصبرني بقى
_الطلب اللى على تربيزة 10…….
سيف: ايوة جاهز ……اتفضل
ومضي اليوم وسيف لم يقطع تفكيره في سيناريو مناسب لمفاتحة سلمى بالموضوع……ترى ماذا سيكون رده فعلها ؟؟…………ابتسم سيف لهذه الفكرة…..ولكنه مالبث ان اختفت ابتسامته ليزفر في ملل مفكرا: بس لسه هستنى شهر ونص على الاقل عقبال ما تيجي………..(ثم مالبث ان ابتسم من جديد وهو يتمتم: وماله………ان شالله استناها العمر كله……….المهم تكون ليا في الاخر)
ثم عاد لمتابعة عمله
*************************************************
انتهت المحاضرة……وبمجرد انتهاءها قامت سلمى بسرعة وهى تحمل كراسة بيدها………لتزاحم الطالبات والطلبة لتلحق بالدكتور قبل خروجه ولتسبق جميع من بالمحاضرة ……قبل ان يتزاحموا عليه من جديد
رانيا وهى تراقبها: والله البت دي شكل عندها ربع ضارب……شوفي ملهوفة ازاي على راجل شعره ابيض ولساله دقيقة ويقع مننا
ملك : يابنتي انتى مش بتفكري غير في كده؟؟…….دي بتقولك جايزة الدولة للامية
رانيا: امية؟؟…….طب اتنيلي اطلعى خلينا نروحلها ونشوف بتقوله ايه
سلمى بلهفة وبصوت متقطع وهي تقف امام الدكتور: اهلا يا دكتور
عادل: اهلا بيكي يابنتي
سلمى ببهجة: انا والله من اشد المعجبين بكتاباتك يا دكتور…..كنت بقرالك مقالات كتير في الجرايد.واول ما عرفت ان حضرتك اسست مجلة بقيت اشتري كل الاعداد بتاعتها….والله كلها عندي في البيت
عادل بابتسامة: وده شئ يسعدني ان كتاباتي بتوصل للبنات الصغيرين من جيلك
سلمى بشئ من الخجل: لو تسمح يا دكتور بس انا كنت محتاجة رأيك في اسلوب كتاباتي( قالتها وهي تمد يدها اليه بالكراسة)
تناول الدكتور الكراسة وهو يقول: اه طبعا……انا بحترم جدا الموهوبين…….اوعدك اني هقراها وارد عليكي
سلمى بسرعة: شكرا يا دكتور….
هم الدكتور بالرد الا ان قاطعه مجموعة من الطلبة والطالبات ……وهم يحاولون الوصول اليه وينهالوا عليه بالاسئلة….تزاحمت سلمى معهم للخروج من هذا التجمع المفاجئ لترى رانيا وملك في وجهها
سلمى وهي تعدل من هندامها: انتوا سبتوا شنطتي فوق؟
رانيا وهي تمد يدها اليها بحقيبتها: اهي يا ستي ماتخافيش……قال يعني فيها حاجة
ملك: كنتي بتقولى للدكتور ايه بقى؟؟……
سلمى وهو تتناول الحقيبة: اديته القصص بتاعتي يقراها
تبادلت رانيا نظرة غير ذات معنى مع ملك …..اما سلمى فتابعت: يالا انتوا هتفضلوا واقفين تبصوا لبعض كده؟؟ ………
ملك: يالا بينا………وغادر ثلاثتهم القاعة …..استعدادا لمغادرة الجامعة
**********************
في صباح اليوم التاالى استعدت سلمى للذهاب الى الجامعة………كان فكرها مشغولا متعلقا بالامال والاحلام التى رسمتها بداخل عقلها……ترى هل قرأ دكتور عادل قصصها…؟؟…….واذا قرأها قل اعجبته ام لا؟؟……….اسئلة كثيرة تخمن لها الاجابات……..ولكن فلتذهب الان وكل شئ سيتضح في وقته…………..كان يوما عاديا ليس به جديد…..
سلمى وهى تزفر بملل: انا زهقت……
ملك: ايه ده يا اخواتي؟؟…….سلمى زهقت من الكلية اخيرا؟؟
سلمى بابتسامة: لا ياختى مازهقتش من الكلية……ثم تابعت بشئ من الشرود: زهقت من بعدى عن بابا وكريم و………..(كانت ترغب في التكملة فتقول سيف…..ولكنها خافت ان تمطرها صديقاتها بالاسئلة السخيفة ….فأثرت الصمت)
رانيا: ياستي ده الواحد لما بيصدق يبعد عن جو العيلة ده ويعيش مع صحباته بس…..ياريتني كنت مكانك
سلمى بشرود: لا ده شعور قاسي جدا……بس انتى عمرك ما هتحسيه ابدا لأنك ماجربتوش…..
ملك : ياستى كبري دماغك وركزي في اللي بتعمليه ده
نظرت سلمى الى الاوراق امامها …شردت للحظات قليلة…..لا تعلم لماذا هذا الشعور الموحش بقلبها…..تشعر بالانقباض كلما تذكرت سيف…….احيانا تعتقد انها سترتاح فقط اذا وجدته امامها..كان بالفعل صديقا عزيزا جدا الى قلبها………تتذكر لحظات وداعهم الاخيرة لتتجمع الدموع بداخل مقلتيها……..
رانيا : بينادوا عليكي
افاقتها جملة رانيا من شرودها فمسحت عيناها في سرعة وهى تقول: بتقولي حاجة؟؟
رانيا مشاورة الى المسرح: يابت العامل بينادى عليكي قومي روحيله
نظرت سلمى بسرعة الى المنصة لتجد العامل مازال ينادى: سلمى فاروق الطوخى
قامت سلمى بسرعة .واتجهت في خطوات مسرعة الى المنصة وقد تعلقت بها عيون الجميع…..وما ان وصلت
سلمى بنفس متقطع:ايوة انا سلمى…… خير؟؟
العامل وهو يتجه للباب ليخرج منه: تعالى ورايا
شعرت سلمى باضطراب في قلبهها ..فكرت ان تسأل مجددا ولكن …..فلتنتظر حتى ترى بنفسها…..
ملك وهى تتابعها الى ان خرجت: ايه ده؟؟…..هى عملت مصيبة ولا ايه؟؟
رانيا: يابنتى دي سلمى دي نسمة مصايب ايه بس اللي هتعملها……ده انتى اللي المفروض يتقبض عليكي
ملك رافعة رأسها في شموخ: وده طبعا شرف ليا
رانيا: ياختى اتلهي…..ثم تابعت بشرود: ياترى عايزين ايه منك يا سلمى؟؟……….مسيرنا هنعرف

******************************
امام احد المكاتب وقف العامل يدق الباب……همت سلمى بسؤاله الا انها فوجئت بأنه يفتح الباب لتدخل هي في هدوء
سلمى وهى تدخل بخطوات بطيئىة ولكنها مرتعشة: السلام عليكم……..حضرتك عايز……..
قاطعها عادل مشيرا لها بالجلوس: اه اهلا يا سلمى اتفضلي اقعدى
جلست سلمى في حين تابع الدكتور: مش انا يا ستي وعدتك انى اقرا قصصك واديكي رأيي؟
سلمى بلهفة ظاهرة: ايوة…ايه راي حضرتك فيهم؟؟
الدكتور بابتسامة هادئة: انتى كاتبة هايلة يا سلمى وانا ليا الشرف انى ادرس لطالبة متميزة زيك
سلمى بسعاده تغمرها: بجد يا دكتور؟؟……فعلا قصصي عجبت حضرتك؟؟
الدكتور وهو يعود بظهره الى الوراء: المفروض تكوني عندك ثقة اكبر في نفسك…..الكاتب بالذات المفروض ثقته في نفسه تبقى زايدة……لانك ماتتوقعيش النجاح في اي حاجة تكتبيها….او بمعنى تاني متتوقعيش قبول كتاباتك من كل الافراد.اكيد هيبقى فيه ناس معارضين…….فاكيد لو خدتي بكلامهم في بداية مشوارك هتتخلى عن الكتابة وعن المجال كله
سلمى بابتسامة: يا دكتور انا بس كنت مستغربة انك تعجب بقصصي…….ووالله ده اكبر شرف ليا…..
الدكتور: المهم علشان ماعطلكيش عن محاضرتك……انا كنت حابب اعرض عليكي انك تتدربي في المجلة بتاعتي…هتفيدك جدا في مستقبلك الكتابي وفي نفس الوقت تأكدى انى هكون سعيد بتدريب واحدة موهوبة زيك
سلمى ببهوت غير مصدقة ماتسمعه: ايه ده؟؟……..انا اتدرب في مجلة حضرتك؟؟
الدكتور: ده اذا حبيتي.التدريب كل ماكان من البداية كل ما نفعك اكتر…وانتى موهبتك هيبقى خسارة جدا لو مانمتيهاش
سلمى بذهول: انا مش مصدقة ان حضرتك عايزني اتدرب في مجلتك
الدكتور وهو منهمك باخراج شئ من المكتب: قلنا لازم يبقى عندك ثقة في نفسك اكتر من كده……..ثم تابع وهو يمد يده اليها بكارت: خدي ………….ده الكارت بتاعى لو حبيتي تنضمي لينا اتصلي عليا بس ……او تعالى علطول على المجلة …..ماشي
سلمى متمتمة وهى مازالت ناظرة بشرود الى الكارت: انا مش مصدقة
لم يسمعها عادل بينما تابع: طبعا التدريب هيبقى في الاجازة مش دلوقتي
ايقظتها الجملة من شرودها فنظرت له في سرعة وهى تهتف: في الاجازة؟؟
مط عادل شفتيه قبل ان يقول: اه طبعا هو فيه حد بيتدرب في الدراسة؟؟
سلمى: بس يا دكتور انا من الاسكندرية وكنت عايزة انزل علشان…
قاطعها عادل: انتى ليكي مطلق الحرية انك تختاري انا مش هفرض عليكي حاجة….بس لو اخترتي المجلة صدقيني هكون سعيد جدا……..صمت للحظة تابع بعدها: انا طبعا الود ودي نفضل نتكلم بس سامحيني انا ورايا اجتماع مع الادارة دلوقتي وكمان مش عايز اعطلك عن محاضرتك
قامت سلمى وهى تقول: طيب يا دكتور مش هعطلك ……وان شاء الله هتصل على حضرتك قريب ابلغك انا وصلت لايه…مع السلامة
عادل بابتسامة هادئة: الله يسلمك……..اتفضلي……..
خرجت سلمى من الحجرة وهى مازالت تشعر بالذهول……لقد كان اقصى حلمها ان ينتبه كاتب متميز مثل عادل منصور الى كتابتها فيعطيها المساحة من وقته ليقرأها…..وفجأة تجد ان كتاباتها اعجبته وليس هذا فحسب…بل انه عرض عليها ان تنضم الى مجلته للتدريب……..دققت النظر في الكارت وهى تتمتم: انا اكيد بحلم
-سلمى……….ايه ده؟؟……اخيرا لاقيناكي
افاقتها جملة رانيا من شرودها لتجد نفسها قد خرجت الى الجامعة نفسها بدون ان تشعر
سلمى وهى تدخل الكارت في جيبها: ايه ؟؟…انتوا بره القاعة ليه؟؟
ملك ببهجة: المحاضرة اتلغت….واحنا مروحين بس كنا بندور عليكي علشان نديكي الشنطة بتاعتك
سلمى وهى تتناول منها حقيبتها: طب افرضي لو ماكنتيش لاقيتيني يا ذكية
ملك: يا ستى ابقى اجيبهالك بكرة……ايه اللي كان هيحصل يعني
رانيا: سيبكو من الكلام ده بقى وقوليلي……….كانوا عايزينك ليه؟؟
سلمى بسرعة وهى تحمل حقيبتها فوق كتفها: مفيش وقت دلوقتي ………ابقى احكيلكم بعدين ….سلام
وبدون كلمة اخرى ادارت لهم سلمى ظهرها واستعدت للمغادرة بخطوات مسرعة …….تاركة وراءها رانيا تتمتم: ياترى ايه اللي حصل؟؟
ملك: ياستي نبقى نعرف بكرة…..يالا نروح بقى احسن انا هموت من التعب
رانيا: يالا
وخرجت الاثنان مغادرة الجامعة

في احد الكافتيريات الفخمة بالقاهرة……..جلست تلك الفتاة ذات الشعر المموج الاشقر والعينان السوداوتان الواسعتان…على الرغم من هدوء ملا محها الا انها كانت لا تظهر بالمظهر الهادئ اطلاقا………حيث انها قد تبهرجت في ملابسها وقد كسا وجهها تقريبا جميع الوان واشكال مساحيق التجميل………تنظر حولها تارة ……..والى ساعتها تارة اخرى…………وفجأة وبينما هي على
هذه الحال………
-اتأخرت عليكى( قالها ايمن وهو يجلس امامها فوق الطاولة)
الفتاة بغضب: لا بقالى بس ساعة الا ربع مستنياك
ايمن ممسكا بيدها : معلش يا سالى بقى….فين وفين عقبال ما عرفت اهرب من ماما
سالى ساحبة يدها بسرعة هاتفة بحنق: هو كل مرة تقوللي كده؟؟……..وعدتني انك هتفاتح امك في موضوعنا في الاجازة….وادينا اهو خلصنا امتحانات واجازة الترم بدأت وبرضه بتتسحب منها زي الحرامي
ايمن مدافعا عن نفسه: يا حبيبتي ….ماهي ماما تعرفك
سالى : تعرفني كصاحبتك…….بس انا عايزاها تعرف اني حبيبتك
ايمن راجعا بظهره الى الوراء: طيب انا لو قلتلها دلوقتي هستفاد ايه؟؟
سالى بغيظ: يعني ايه هتستفاد ايه؟؟……..مش احنا بنحب بعض والمفروض اننا هنتجوز؟؟
ايمن عائدا بجسده الى الامام مجددا: ايوة بس الجواز عمره ما هيتم دلوقتي……فيه حد يتجوز وهو في اولى جامعة؟
سالي: اه فيه……اي اتنين بيحبوا بعض وعايزين يتجوزوا مش بيفرق معاهم الكلام ده………نستنى ليه واحنا عارفين اننا كده كده هنتجوز
ايمن: بس على الاقل اكون نفسي
سالى بضحكة ساخرة: نعم……انت تكون نفسك؟؟……..هو انا مش عارفاك ولا ايه؟؟………انت سواء كده او كده باباك هو اللى هيجوزك وهيعملك كل حاجة..سواء دلوقتي او بعدين….فليه مش دلوقتي بقى؟
استغرق ايمن في تفكير عميق ثم تمتم: لا …..لا مش هقدر……..ثم عاد ليتابع: طب بقولك ايه؟؟……….ماتخليها في اخر السنة؟؟
سالى بحدة وهي تهب من فوق مقعدها : خلاص يبقى من هنا لغاية اخر السنة مش هتشوف وشي
وبدون كلمة اضافيه ادارت له سالى ظهرها وغادرت الكافيتيريا في خطوات مسرعة……..اما هو فقام وراءها بسرعة وهو يهتف: سالى……….سالى ….اسمعيني بس
ولكن وبسرعة استقلت سالى احدى سيارات الاجرة……….لتنطلق بها مسرعة…………..

*********************************
في صالة سكن الطالبات كانت دعاء تجلس لتناول فطورها……….لتدخل سلمى عليها بوجه متجهم…..
دعاء بقلق: خير يا سلمى؟؟…..باباكي مارضيش؟؟
ارتمت سلمى فوق مقدها قبل ان تتمتم: بالعكس……..وافق
دعاء : امال ايه بس؟؟……..مالك ؟؟
رفعت لها سلمى عيناها الدامعتان قبل ان تتمتم : حسيت في صوته بكسرة……..كان نفسه انزل في الاجازة ………
دعاء مربتة فوق كتفها: معلش يا حبيبتي….ماهو برضه مايرضوش يقف ادام مستقبلك وهو شايفك ابدتيني تدخلى طريق النجاح
سلمى من بين عينان دامعتان: بس انا كان نفسي اشوفهم……وحشوني اوي
دعاء: معلش يا حبيبتي ما علشان تكـسبي حاجة لازم يبقى فيه تضحيات.وان شاء الله الوقت يعدي بسرعة وتيجي اجازة اخر السنة……هتبقى طويلة ممكن تتدربي في نصها وتنزلى الاسكندرية في النص التاني منها
سلمى وهى تمسح دموعها……: ان شاء الله..انا هادخل ارتاح بقى شوية…احسن انا محتاجة ليومين نوم على الاقل بعد المجهود اللى راح في المذاكرة والامتحانات
دعاء: اه ياباشا.خلصنا امتحانات….الدور والباقي علينا بقى اللي لسه نمتحن
سلمى بابتسامة باهتة وهي تقوم:ده كلها يومين وتخلصي…… ربنا يوفقك……….
دخلت سلمى حجرتها واغلقت الباب لترتمى فوق فراشها وتبدأ دموعها في الانهمار…لا تعلم لماذا تفكر به الان…….فالأولى ان تفكر بوالدها………ولكنها تفتقده بالفعل……تشعر ان هناك الكثير بجعبتها لكي تفضي له به…لطالما كان الصديق الذي وثقت به كثيرا…..تشعر انها يتيمة بدونه……..تخيلت ردة فعله عندما يعلم بعدم رجوعها الى الاسكندرية…….بالتأكيد سيحزن كثيرا………فهي تعلم انه لطالما اعتبرها ايضا اقرب صديقة الى قلبه….تمتمت بخفوت: سامحنى يا سيف……سامحوني كلكم
ثم اغمضت عيناها لتستسلم للنوم الهادئ……….
**************************
في منزله ……كان فاروق حزينا مهموما……فبالرغم من انه كان جالسا مع زوجته وابنه لمتابعة التلفاز ……..الا انه كان يشعر انه في عالم اخر…..كم كان يتمنى ان يرى ابنته في هذه الاجازة…كان يعد الايام والاسابيع والشهور…….ليمر الفصل الدراسي ويحين موعد الاجازة….فيراها ويستأنس بها……….ولكن ها هي قد اخبرته بأمر التدريب……ز فعلى قدر فرحته لبدأها في مشوار نجاحها…..على قدر حزنه لعدم رؤيتها…….ولكن لا يهم……فمستقبلها اهم من اي شئ…….
ناهد من بين ضحكة عالية: ……يالهوي على المسرحية دي……سمير غانم ده بيهلك من الضحك….ثم التفتت الى فاروق لتجده شاردا حزينا فهتفت: فاروق
افاق فاروق من شروده على هتافها فتمتم مجيبا: ايوة
زفرت ناهد في حدة قبل ان تهتف: هو انت هتفضل طول اليومم ضارب البوز ده؟؟……….كل ده علشان بنتك مش جاية ؟؟
رمقها فاروق بنظرة هادئة بدون ان ينبس ببنت شفة….اما ناهد فتابعت: لا بقى…….ماهى دي ماتبقاش عيشة لما تقعدلي طول النهار بالشكل ده…..ياسيدي بكرة تيجي وتشوفها .الايام بتجري بسرعة
رمقها فاروق بنظرة اخرى قبل ان يشير الى التلفاز وهو يتمتم بملل: سيبك منى وخليكي في المسرحيىة بتاعتك دي..ممكن ولا لا؟؟
مطت ناهد شفتيها قبل ان تعتدل في جلستها من جديد لمتابعة التلفاز
وهنا دق جرس الباب…
فاروق: كريم….روح شوف مين
ركض كريم الى الباب ليفتحه ويهتف: ده سيف
سيف بخفوت وهو ينحني مادا يده الى كريم: ازيك يا كريم؟؟………بابا هنا؟؟
هم كريم بالاجابة الا ان قاطعه ظهور فاروق وهو يقول: ايوة يابني…اتفضل
سيف معتدلا: لا يا عمى شكرا…انا بس كنت………..(بلع ريقه في صعوبة قبل ان يتمتم: كنت بسأل عن سلمى……هتيجي امتىى؟)
ظهرت علامات الحزن على وجه فاروق قبل ان يتمتم: لا ..سلمى مش هتيجي الاجازة دي
شعر سيف أن قلبه سقط الى قدماه فتمتم بذهول: ايه؟؟…….ليه طيب؟؟
فاروق : بتقول انها هتدرب في الاجازة عند صحفي مشهور في المجلة بتاعته…….يبقى في نفس الوقت الدكتور بتاعها
اخفض سيف رأسه …..وحاول السيطرة على اعصابه قبل ان يتمتم: ربنا يوفقها…….عن اذنك
ادار سيف ظهره …..وهم بالصعود الى شقته الا ان استوقفه فاروق وهو يهتف: سيف
التفت سيف بسرعة ليتابع فاروق: انت كنت عايزها في حاجة؟؟
سيف متمتما بخفوت: لا ابدا……انا بس كنت بتطمن عليها….عن اذنك……سلام يا كريم
كريم وفاروق: سلام
صعد سيف في حين اغلق فاروق الباب وهو يتمتم: انا حاسس ان فيه حاجة غلط……
ولكن ما لا يعرفه ان هناك اشياء خاطئة تحدث……وليس مجرد شئ واحد
*********************
في الصباح الباكر…..استعدت سلمى لأول يوم في التدريب……ارتدت فستان انيق من الصوف…….رمادي اللون……يصل الى بعد الركبة بقليل ………بياقة كبيرة……..وحزام عريض على منطقة الخصر……وحذاء برقبة عالية من الجلد الرمادي الممزوج بالسواد……رفعت شعرها الحريري…..لتشكل به فورمة جميلة …..وتطلق العنان لبعض الخصلات التي تطايرت رغما عنها نظرا
لشده نعومة شعرها………استقلت سيارة الاجرة لتصل بها مباشرة الى مقر المجلة……….بخطوات ثابتة واثقة دخلت مكتب عادل منصور…لتجد السكرتيرة جالسة فوق مكتبها وقد انهمكت في قراءة عدد المجلة الجديد …..
سلمى: لو سمحتى….انا معايا ميعاد مع دكتور عادل
السكرتيرة : اسمك ايه؟؟
-سلمى فاروق الطوخى
تركت السكرتيرة المجلة وهبت من فوق مقعدها وهي تقول: ثانية واحده
دخلت السكرتيرة……لتخرج بعد لحظات .وتشير لسلمى بالدخول.قائة بابتسامة: اتفضلي يا انسة سلمى
دخلت سلمى بخطوات ثابتة حاولت ان تخفي بها توترها….
عادل وهو يتفحصها من اسفل نظارته الغليظة: اهلا يا سلمى
سلمى محاولة اخفاء توترها: اهلا بيك يا دكتور..اتمنى ماكونش اتأخرت عن الميعاد المتفق عليه
عادل بابتسامة هادئة: لا ماتأخرتيش……اتفضلي اقعدى
جلست سلمى وهي تقول: طيب بعد اذن حضرتك.لو ممكن تديني نبذة بس عن مكان التدريب وازاي بيتم وهتدرب في انهي قسم و…….
عادل مقاطعا: حيلك حيلك..ده انتى شكلك داخلة على الحامي علطول………
ابتسمت سلمى برقة قبل ان تقول: بصراحة انا كلى حماس يا دكتور
ابتسم عادل مشيرا بيده: وانا بحب الروح الحماسية……و هجاوبك على كل اسئلتك
وبدأ عادل في التحدث مع سلمى حول طبيعة التدريب ومكانه وكل ما يتعلق بالمجلة بوجه عام…….وسلمى تنصت له الاذان وبداخلها شعور داخلى بالرضا ……….فها هي تخطو خطواتها الاولى فوق سلم النجاح……
وما ان انهى عادل كلامه حتى قال: فهمتي يا سلمى؟
سلمى بسعاده تغمرها: فهمت جدا…..
عادل: خلاص..عايز اشوف الهمة العالية.
سلمى وهي تقف: ان شاء الله اكون عند حسن ظنك يا دكتور……………بعد اذنك
عادل مشيرا لها: اتفضلي
خرجت سلمى وهي تشعر ان قلبها يكاد يتوقف من فرط السعاده.لقد ظنت ان مع بداية اي مشوار نجاح لابد لها من مواجهة العراقيل..لم تتخيل ان الامور ستسير بهذه السهولة واليسر……..
******************
بداخل المطعم ……كان سيف يعمل كعادته مع مصطفى…..
مصطفى وهو منشغل بتقطيع بعض الخضروات: يعني خلاص؟؟….قررت تسافرلها؟؟
سيف متمتما: عندك حل تاني؟؟
نظر له مصطفى قليلا قبل ان يعود لعمله متمتما : لا
سيف بتوتر: بس تفتكر هتقابلني ازاي؟؟
مصطفى: السؤال الاهم….هتروح انت ازاي؟؟……انت عارف المدير دماغه ناشفة في الاجازات
سيف بسرعة:لا مانا عديت عليه قبل ما اجي على هنا….ووافق ….
مصطفي بتعجب: ايه ده؟؟…..ووافق بسرعة كده؟؟
سيف بشئ من الحدة: بسرعة؟؟…….ده طلع عيني…….وقاللى هو يوم واحد……يا اما ماتجيش تاني……
مصطفى: يا سلام؟؟……وجاي على نفسه كده ليه يعني؟؟
سيف بملل: انا اعرف؟؟
مصطفى: المهم….هتسافر امتى؟؟
سيف: بكرة الصبح ان شاء الله……ثم صمت للحظة تابع بعدها بتوتر: تفتكر لو اعترفتلها بحبي هترد تقول ايه؟؟
مصطفى: ماتفكرش…..انت ارزع الكلام في وشها علطول….وان شاء الله خير……
سيف متمتما بتوتر: ان شاء الله
وعاد الاثنان لممارسة اعمالهم
*********************

في صباح اليوم التالى ….انهت سلمى تدريبها………لتستقل سيارة اجرة وتنطلق بسرعة الى السكن…..وما ان وصلت الى هناك….حتى وجدت دعاء تتحدث الى احدى الفتيات ….وكانت مديرة لها ظهرها…..وما ان اقتربت منها حتى هتفت دعاء: اهى جت اهى
التفتت الفتاة بسرعة ……لتهتف سلمى بتعجب: امنية؟؟…….انتى ايه اللي جابك هنا؟؟
امنية بلهجة مرحبة وهي تنهال على سلمى بالقبلات: ازيك يا سلمى……وحشتيني
سلمى وهى تبادلها القبلات: وانتى كمان والله…….ثم رفعت رأسها لتتابع: بس انتى ايه اللى جابك القاهرة؟؟……وعرفتي مكانى منين؟؟
امنية بديهية: هكون عرفته منين؟؟…….من باباكي طبعا…..ثم تابعت وهى تنظر الى دعاء: .ولما وصلت لقيت دعاء….
سلمى بتعجب: ايه ده؟؟…….هو انتوا تعرفوا بعض؟؟
دعاء بابتسامة واسعة: امنية دي تبقى بنت خالة سهير……انتيمتي في الجامعة..
سلمى بتعجب: معقولة دي؟؟………صحيح الدنيا صغيرة اوي
امنية: انا مرة زرت خالتي هنا في القاهرة…….ولقيت سهير جايبة دعاء وعازماها على الغدا معانا…..ومن ساعتها واحنا نعرف بعض…..
سلمى بنبرة الغير مصدقة ما تسمعه: والله؟؟……..انا مش مصدقة…..بس انا اول مرة اعرف انك ليكي خالة في القاهرة يا امنية
امنية: لا يابنتي قلتلك من زمان ……بس انتى ماخدتيش بالك……
سلمى: وانتى جيتي هنا بقى تزوري خالتك؟؟
امنية: لا انا جيت علشان عزموني على فرح سهير……قلت اجي وبالمرة اشوفك
دعاء: وانا كمان سهير عزمتني على الفرح
امنية: طب خلاص …..طالما احنا الاتنين هنروح……تبقى سلمى تيجي معانا……
سلمى بذهول: انا ؟؟….لا طبعا ماينفعش.
امنية ودعاء: ليه؟؟
سلمى: انا ورايا تدريب و……
قاطعتها امنية: ياستي ايه اللي جاب التدريب للفرح…التدريب الصبح…والفرح باليل
سلمى مفكرة: اه بس انا اروح ليه؟؟………انا معرفش حد هناك
دعاء: امال احنا نبقى ايه؟؟………
سلمى: ماشي هشوف واقولك
امنية: لا من غير تفكير…..انا هعدي على دعاء بكرة…..وهنستناكي …….يا اما نطلع على قاعة ( ..) في نادي (…….)……وانتى تقابلينا هناك……ايه رأيك؟؟
سلمى بتردد: ماشي…..يبقى اقابلكوا في القاعة بكرة ان شاء الله

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x