روايات

رواية نيران نجع الهوى الفصل الأول 1 بقلم هدير دودو

رواية نيران نجع الهوى الفصل الأول 1 بقلم هدير دودو

 

 

البارت الأول

 

يفتح سحاب ثوبها الأبيض ويحررها من جزئه العلوى وخلع جلبابه الأبيض أغمضت عينيها الباكية وصرخاتها لم تتوقف عندما رأت اقترابه القاسي لها، تشعر أن قبلاته كالنيران تحرقها كان يريد أن يوجعها عن عمد بقبلاته القاسية واقترابه منها بتلك الطريقة ليجعلها تندم عن حديثها وغضبه وكبرياءه يعميانه عن حبها المتغلغل في قلبه، صرخت بضعف ونبرة لاهثة متقطعة تترجاه ملتقطة أنفاسها بصعوبة لتتحدث:

 

– أحِب على يدّك يا سي عمران بعّد عنيّ بلاش تعمل إكده فيا، كل اللي رايده هيحصُل بس بالهداوة، مهجدرش عاللي عتعمله فيا، بلاش تكسرني وتخوفني منيك أكتر من إكده، أحِب على يدك هملني دلوك.
كان حديثها كالأنذار الذي جعله يعلم مَن هي، هي مَن تمنى اقترابها ليلًا ونهارًا المستحوذة عن أحلامه وأفكاره، آخر شيء يريد ان يراه هو وجعها وكسرتها مثلما تقول ماذا لو هو المتسبب بهما!. يعلم أن بالرغم من شراستها وقوتها هي كالهشة لن تتحمل ما يريد فعله بها، حقًا ستكون نهايتها إذا تمم الأمر بتلك الطريقة الغاضبة.
توقف عن تقبيلها متطلعًا داخل عينيها الباكية وشفتيها المرتعشة، يرى حالتها والرعب المتواجد فوق وجهها المغرق بدموعها التي تسيل إلى الآن دون توقف، شعر أن قلبه يؤلمه على حالتها أضعاف ألمه من حديثها، هو الآن المتسبب في كل ما يحدث لها..
نهض مبتعدًا عنها لكنه كان يقف قبالتها وعينيه مثبتة عليها لم تستطع الصمت والصمود مكانها ما أن نهض وبدأت تلتقط أنفاسها بصعداء ونهضت مسرعة متحاملة على ذاتها ممسكة بطرف ثوبها من الأسفل وسارت بضعف وهي تستند على الحائط لكن سرعان ما ضغطت فوق ذاتها وسارت بخطوات راكضة عندما رأت عينيه المثبتة عليها لا يعلم إلى أين ذاهبة، خشيت أن يلحق بها ويستكمل ما كان يريده فدلفت المرحاض الملحق بالغرفة غالقة الباب خلفها مسرعة بيد مرتعشة وما أن غلقته حتى سقطت جالسة أرضًا شاعرة أن قدميها لم تتحملها وبدأت في البكاء لكن بصوت مرتفع وهي لا تصدق ما كان سيحدث لها الآن لولا تراجعه، علمت مدى قسوته وجبروته وكم هي كالهشة أمامه يستطيع أن يكسرها متى يحب ويفعل بها ما يشاء وما يهوى!..
وقف في الخارج ولازالت عينيه معلقة نحو الباب الذي أغلقته لاعنًا ذاته على فعلته التي تسببت في رعبها هكذا لكنه فعل ذلك عنوة، لم يشعر بذاته بعد حديثها الذي شعر بالإهانة لكبرياءه بسببها.
حاول سريعًا السيطرة على ذاته والتوقف عن التفكير في الأمر متذكر ما يجب فعله أسرع يلتقط النسيج الملطخ بالدماء الذي كان ملقاه أرضًا وسار متوجه نحو الشرفة يرفعه بفخر أمام الحشد الهائل من الرجال المنتظرين قدومه فسرعان ما ارتفعت الطلقات النارية مجددًا والبعض ذهب يهنيء شقيقها بينما هو يقف يراقب كل ذلك في صمت وعقله شارد معها يفكر بها.
كانت لازالت في الداخل ووصل إليه صوت الطلقات النارية فأسرعت تضع يديها فوق أذنيها في محاولة منها لعدم استماع تلك الأصوات واعتلى بكاءها من جديد متذكرة ما كان سيحدث لها في تلك الليلة التي من اسوأ ليالي حياتها أن لم تكن اسوءهم، وعقلها يفكر في القادم ما سيحدث لها على يد عمران الجبالي وحياتها معه التي ستصبح جحيم.
رواية نيران نجع الهوى بقلم هدير دودو♥️
#نيران_نجع_الهوى
#هدير_دودو

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى