رواية نوح الباشا الفصل الرابع 4 بقلم ندى الشرقاوي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية نوح الباشا الفصل الرابع 4 بقلم ندى الشرقاوي
البارت الرابع
#الفصل_الرابع
#نوح_الباشا
-جدو مش هنا ولا بابا كمان
جاءت جدته وهى تقول مين يا…….
لكنها توقفت فجأة، الكلمات تجمّدت على شفتيها حلت الصدمة عليهم،الصمت كان سيد المكان، صمت ثقيل لو هبط قلم على الأرض، لصدر صوته كالرعد،تجمّدت الأنفاس، وتلاقت النظرات، كلٌّ يحدّق في الآخر، وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة.
عيونها اتسعت بدهشة وارتباك، تنظر إلى نوح،وقد تجمّدت قدماه عند عتبة الباب، لم ينطق عيناه ممتلئتان بألف سؤال ،أما الطفل فكان يرمقهم ببساطة، لا يفهم لماذا انقلب الجو فجأة.
فاق على صوت نوح الصغير وهو يقبض على ملابس جدته ويقول
-تيتا …مين دا …
تقدمت وفاء وارتمت في حضن نوح الذي غلق عليها بقوه كانت تشدد على احضانه بقوه وتبكي بصوت عالي شهقتها تملئ المكان ،هبطت دموع نوح وهو يستنشق رائحتها ويرتب على ظهرها ،ابتعدت قليلًا لكن مازالت في حضنه رفعت اناملها تسير على وجهه حتى رفع يده وامسك يدها قبلها بكل حب ويقول
-اه يا امي
هتفت ببكاء
-اخيرا شوفتك قبل ما امو*ت
هتف سريعاً
-بعد الشر عليكِ يا امي
كان الصغير يقف يضع يده على خصره وهو يعبث قائلًا
-ايوه وبعدين بقا نوح زهق من الوقفه
عقد نوح حاجبيه وهتف بغرابه وهو ينظر إلى والدته
-نوح؟؟
ابتسمت وفاء ورتبت على كتفيه قائله
-دا نوح يا نوح ،ابن سما
نظر اليها نوح بصدمة وفتح فاه من الدهشه وهبط لمستوى الطفل ليرفعه بين زراعيه
-دا ابن سما ،سما اتجوزت وخلفت كمان
ابتسمت والدته قائله
-اه يا نوح انت غايب اتناشر سنة
اومأ لها نوح ونظر إلى الطفل وعانقه وقبل وجنتيه وهتف
-اذيك يا نوح ،أنا نوح
دُهش الطفل ووضع يده الصغيره على فاه
-خالو نوح
عانقه الصغير بحب وهتفت والدته بحنو
-تعال يا نوح ،تعال يا حبيبي
دلف نوح إلى الداخل وهو ينظر إلى المنظر كما هو لم يتغير شئ فوالده لا يحب التجديد يحب الذكريات ،نظر إلى باب غرفته القديمه الذي هجرها منذ اثنا عشر عامًا
جلس على الاريكه وهو مازال يحمل الصغير
جلست والدته بجانبه وهى تنظر إليه بحنو واشتياق
-كنت فين يا نوح ،ايه الغيبه الطويله دي يا حبيبي ،هونت عليك
اخذ نفس عميق من الثقل الذي ازاح عن قلبه عندنا دق الباب
-غصب عني يا امي ،كان لازم امشي ،خلاص ياامي الكلام مفيش منه فايده
رتبت على كتفيه وهى تقول
-خلاص اللي حصل حصل المهم انك رجعت خلاص يا حبيبي كله هيبقى كويس
رد ساخرًا
-هو ايه اللي هيكون كويس يا امي
-الحياة يابني
نظر إليها بحب فهي مازلت تتحدث بحب وحنو مهما حدث
تذكر اساورها التي اخذها منذ زمن فهو من الاصل لم يُنسى
نظر إلى الطفل وهتف
-لحد دلوقتي مش مصدق إنك ابن سما اللي سبتها عيله داخله اولى ثانوي
قهقهت الام على حديثة وهى تقول
-لا صدق ولسه في وحده هتشرف كمان شهرين اصلها حامل
رد عليها بقهقهه
-لا مش هتفاجئ كفايه مفاجات ،المهم يا امي أنا لازم امشي
امسكت كفة على الفور وهتفت بخوف
-ليه يا نوح عاوز تسبني تاني يا بني حرام عليك العمر فاضل فيه كام اتناشر سنه كمان علشان استنى
تمسك نوح الصغير بملابسه قائلا
-ماتمشيش يا خالو خليك
رتب نوح على يدها وقبلها بحنو شديد
-يا أمي هرجع تاني ،متخافيش ،أمي حضرتك متعرفيش أنا بقيت اي!؟
هزت راسها بالرفض
-مش عاوزه اعرف ،المهم انك رجعت يا نوح خليك في حضني يابني ،ابوك يا نوح ابوك هيمو*ت عليك استنى يابني يشوفك
وقف نوح وقبل راس نوح الصغير وهو يتمتم
-سلم على ماما يا نوح ،قولها القلم السحري بيسلم عليكِ
والتفت إلى امه وعانقها بقوه وهو يتمتم
-متخافيش يا امي أنا راجع تاني ،بس عندي شغل لازم امشي
اغرورقت عينها بالدموع وهي ترفض بشده تمسكت به وترفض أن يتركها مره اخرى ،انحنى وقبل راسها بحب وهو يقول
-راجع يا امي راجع،متخافيش ،نوح الباشا راجع ،لما امشي يا امي ابقي خلي سما تعملك سيرش على نوح الباشا
وتركها تبكي وهى لا تعمل ماذا تفعل ؟خرج من المنزل وصعد إلى السيارة يغادر مره اخر ،السيارة تخرج من الشارع لمح نوح طيف ابيه وهى يدلف الشارع ،يالله ،الان شعر انه اشتاق ليه
هتف معتصم باستغراب
-ليه يانوح طلعت مفضلتش ليه
اغرورقت عين نوح لكن رفع انامله ومحى دموعه
-مكنش ينفع اقعد مكنش ينفع استنى مش قادر اشوفه مش قادر يا معتصم
……………………
جاء الليل، وكان نوح قد غادر الفندق وبدأ يتجول في شوارع الإسكندرية، يتأمل أضواءها، ويستنشق هواءها المالح المختلط برائحة البحر والأسماك.
فجأة خطرت بباله تلك الفتاة التي كانت تقف على الرصيف تبيع السمك. تذكّر كيف أسرته بحركتها العفوية وحديثها الطازج مثل بضاعتها.
ابتسم بسخرية من نفسه وهتف داخله
-فوق يا نوح، فوق… إنت عبيط ولا إيه؟
تابع سيره بلا هدف، تائها بين الذكريات والواقع، حتى توقف أمام محل قديم كان قد زاره آخر مرة قبل اثني عشر عامًا.
تردّد لحظة، ثم دلف إلى الداخل بخطى حذرة.
فوجئ بأن الرجل العجوز ما زال حيًا، يجلس في مكانه كأن الزمن لم يمضِ.
تنفّس نوح بارتياح، وحمد ربه، ثم قال بابتسامة خفيفة:
-الحمد لله… لسه النَفَس موجود
-لو سمحت !
جاء الرجل وقال
-اتفضل يا فندم
ابتسم نوح ابتسامه واسعه وهتف بسعاده
-أنا نوح يا عمي ،نوح الي جه من اتناشر سنه باع غوشتين وقولتلك تسبهم وانا في يوم من الايام هرجع واشتريهم باضعاف اضعافهم وزياده
وقف الرجل وهو بتذكر وابتسم
-نوح اذيك يا نوح ،أنا عمري ما نسيتك من يوم ما طلعت من باب المحل ،انا فضلت طول السنين دي اطلع الغوايش ابص عليها وافتكرك واحطهم تاني ،علشان منساش
ابتسم نوح بحب وانتماء لهذا الرجل وجاء أن يتحدث لكن قاطعهم دخول فتاه تقول
-لوسمحت
التفت نوح إلى مصدر الصوت كانت موج وقفت وهى تفرك يدها بتوتر وقلق
تحدث الرجل
-دقيقة يا بنتي
تحدث نوح سريعًا
-لا لا ياعمي شوف الانسه محتاجه ايه
اومآ له الرجل ووقف وهو ينظر إلى موج
-اتفضلي يا بنتي
حاولت موج أن تتحدث وهى تقول
-أنا عاوزه ابيع سلسلة ينفع
شعر الرجل بتوترها وهتف بابتسامه هادئه
-ينفع طبعًا، ممكن اشوفها
سحبت طرف طرحتها بهدوء، فانزلق القماش قليلًا ليكشف عن عنقها الأبيض، ذاك الذي اختبأ خلف القطعه السوداء ،بيدٍ رشيقة، خلعت السلسال الذهبي وقدّمته للرجل العجوز خلف الطاولة،تناوله بصمت معتاد، وضعه فوق الميزان، ثم هتف بصوته الحنو وهو يتابع عمله
-دا اتنين جرام يابنتي ،وكمان عيار ١٨
ردت بخجل شديد
-معلش يا عمو عاوزه ابيعه ضروري
أخرج الرجل المال وأعطاها إياه،أخذته دون أن تعدّه أو تعرف حتى كم هو، ثم خرجت مسرعة كأنها تهرب من لحظة لا تريد أن تطول
كان نوح يتابع المشهد بهدوء، بعين مراقبة وقلب متسائل.
تعجب من هذه الفتاة التي تحمل في طياتها وجوهًا كثيرة؛
في الصباح، فتاة جريئة، تتنقل بخفة، تضحك مع الزبائن، وتُجيد اللعب بالكلمات لتكسب رزقها،أما الآن، فكانت خجولة، صامتة، كلماتها تخرج على استحياء، كأنها شخص آخر تمامًا.
فاق نوح من تأمله على صوت الرجل العجوز، وهو يضع أمامه علبة صغيرة، فتحها، فإذا بها ذهب والدته.
مدّ يده والتقط القطع برفق، ابتسم بحب وهو ينظر إليها، وقربها من صدره كأنه يحتضن أمه ذاتها، كأن الذكريات تسربت من المعدن لتغمره دفئًا.
رفع عينيه إلى الرجل، ونظر إليه بشكر صادق، ثم أخرج بطاقته البنكية وقدّمها بهدوء
-اتفضل شوفهم يعملوا كام وخد خمس اضعافهم
نظر إليه الرجل قائلًا
-كتر يا نوح ،دول يعملوا اصلا ٨٠ الف بس
ابتسم نوح ابتسامه واسعه وهتف
-دا جميل أنا مش هنساه طول عمري ،اسحب ٤٠٠ الف ياعمي ،اتفاق بينا ،ولو سمحت هشتري السلسله اللي الانسه لسه بيعاها
بعد قليل انتهى نوح ،خرج وهو يلتف حوله،يتمنى أن يلقاها لكن كانت اختفت
……………
في منزل عبدالعظيم الباشا
كان يجلس على مقعده يستمع مع زوجته وحفيده ،لا يعلم ولا يقدر على وصف مشاعره ،مازال يُكابر وأن نوح هو من اخطاء وليس العكس
كانت سماء تستمع وقلبها يؤلمها على شقيقها وصديقها الوحيد
تحدث الطفل بحب
-مامي مامي ،وكمان قالي اقولك القلم السحري بيسلم عليكِ
ابتسمت سماء بحب وهتفت بلهفه
-كان حلو يا نوح !؟قولي شكله عامل ايه ؟ولابس ايه ؟قول يا نوح
تحدث نوح وهو يوصف نوح الاكبر
-كان طويل ومن هنا كبير
كان يشير إلى منكبيه وكمل حديثه …شعره تقيل واسود وكمان عندن دقن صغنونه ،وفرح اوي لما شافني ،وكان لابس بدله
كان الجد يستمع بدقه ويحاول تخيل هيئته ،تحدثت وفاء قائلة
-سما اكتبي على النت نوح الباشا
عقدت سما حاجبيها وهتفت
-وايه علاقه نوح بالسوشيل يا ماما
تحدث بهدوء
-ابحثي يا سما وخلاص
أخرجت سما هاتفها، وبفضول لم تستطع كبحه، بدأت بالبحث عن اسم أخيها المرتبط بذلك الغريب الغامض نوح
وما إن كتبت الاسم، حتى ظهر أمامها العنوان العريض
نوح الباشا ،أشهر مصمم أزياء في سويسرا
فتحت فمها بدهشة وهي تحدّق في الشاشة، وقلبها يخفق بوتيرة متسارعة،مرّت عيناها سريعًا على الكلمات، ولسانها نطق بها بصوت مرتفع دون وعي، وكأنها تحتاج أن تسمعها لتصدق
— نوح الباشا… أشهر مصمم أزياء في سويسرا،بدأ مسيرته منذ سبع سنوات، وأسس العديد من الشركات التي تحمل اسم Valmria… يتميز أسلوبه بالجمع بين البساطة الأوروبية واللمسة الشرقية الفريدة… عرضت تصاميمه في باريس وميلانو وجنيف.
رفعت عينيها عن الشاشة، ما زالت غير مصدقة، وكأن من كانت تراه شابًا بسيطًا يمشي على الرصيف، هو نفسه الاسم الذي تتحدث عنه الصحف العالمية،ظهرت صوت نوح على الشاشة ابتسمت ابتسامه واسعه وضعت اناملها على الشاشه كانها تحفر ملامح اخاها في ذهنها
همست بدهشة
-بص يابابا ،شوف نوح بقا عامل ازاي؟
الاب
-………….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية نوح الباشا)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)